رواية جحيم الديب الفصل السابع عشر 17 بقلم مينو


 رواية جحيم الديب الفصل السابع عشر 17 بقلم مينو


17/

مراد قال بصوت كله غضب ودهشة:

– أسر... أخويا... عايش؟!!

عامر بلع ريقه، واتسمر في مكانه، مفيش ولا كلمة طلعت منه... كان واضح عليه الارتباك، عينيه بتزوغ يمين وشمال، وكأن الدنيا اتقفلت حواليه.

مراد قرب منه، وصوته اتغير، بقى مليان ألم ومرارة:

– كنت بتضحك عليا طول السنين دي؟! دفنـ.تني في كدبة؟!! قولتلي ماـت... وأنا كنت كل يوم بموـت من وجعي عليه وانت قاعد بتضحك في وشي؟! 

عامر حاول يمسك أعصابه من التوتر وحاول يكدب عليه في الكلام : 

– أسر مين!!! أسر اخوك ماـت من زمان وشبع موـت انت شكلك محتاج تاخد علاجك بدأت تخرف بيه .

مراد مسك فيه بغل وقلبه محروـق من جواه واتكلم بصوت موجوع وغضب:

– انت كمان عايز تكتب عليا أن أنا مجنوووون بعد ما خبيت عليا الحقيقة سنين، وجاي دلوقتي تكذب تاني؟!!

عامر اتوتر، حاول يفك إيده من تحت قبضة مراد اللي كانت بتضغط على صدـره بقوة:

– إهدا يا مراد... إنت مش طبيعي كده، إسمعني!

مراد زعق بصوت عالي، صوته كان بيرج البيت:

– مش طبيعي؟!! إنت اللي مش طبيعي! دفـ.نت أخويا عايش! سبتني أعيط عليه سنين، وكنت واقف جنبي بتنزل دموع تماسيح و بتمثل! إنت مريض نفسي! لا لا إنت إبليس فييين اخويااااا وديته فيين!!!

عامر بص لمَراد بعصبية ولامبالاة، بيحاول يتمالك نفسه، وصوته فيه برود بيكـ.سّر القلب:

– بقولك ماـت… انت مبتفهمش ولا إيه؟ مااااات! مااااات وانت شوفتـه واحنا بندـفنه!

إيه؟ معقوله رجع من الموـت؟ ولا هو موجود وأنا مش شايفه مثلاً؟!

مراد حس إن الأرض بتتسحب من تحته.

دماغه مش قادرة تستوعب… كل حاجة بتخبط فيه مرة واحدة.

مسك دماغه وصرخ، مش بصوت، لا…صرخة طالعة من قلبه المكـ.سور، من وجعه اللي مالي صدـره.

مسك في أبوه تاني، إيده بتترعش، أعصابه بايظة:

– فين أسر؟! وتقدر تقولي إيه الدـم اللي على لبسك ده؟!

هاااااا؟!

أنا عارف إني صاحي وفاهم أنا بقول ايه…

وسمعت فعلاً إن أخويا عايش، فـ هتجيبه… زوق أو غصب!

هتجيبه…والا وديني لله، ما هرحمك مني.

مسك فيه بكل قوته… كان بيخنقه حرفيًا، والغضب سايق قلبه.

عامر وشه احمر، عروقه بارزة، حاول يخلص نفسه.

بص على جنب بسرعة… لمح سكيـ.نة… مد إيده بالعافية…

جابها!

لكن مراد لمح الحركة، ومسك إيده، فضل يضرـبه عشان يوقع منه السلاـح،

بس عامر فجأة زقه على السرير بقوته، وركب عليه والسكيـ.نة قريبة من بطنه! السن دخل في جسم مراد شوية… صرخ! صرخة وجع ومفاجأة، كانت هتسحبه من الحياة. وفجأة… طلـ.ق، مش واحد… كذا طلـ.ق، عامر اتسمر… ووشه اتقلب لصدمه مراد بص حواليه وهو مذهول  وشاف أمه… ماسكة المسدـس، عنيها مليانة ناـر، وصوتها كله حقد وقهر:

– أحسن موـتتت! كان لازم أعمل كدا من زماااان! راجل جبان و وسـ.خ، غور! يكش الأرض تبلعك، تنزلك لسابع أرض، تتذل وسط الناـر، زي ما حرـقتني على عيالي… وابني أسر اللي موـته! يا كاـفر! ما عندكش قلب ولا رحمة!

أنا بكرهككك… بكرهك يا عامر الكلـ.ب!

كانت جاية تضرـبه في صدـره، لكن مراد بسرعة ضرـب طلـ.قة في السقف وخد منها السلاـح، وشه كله صدمة:

– ليه عملتي كدا؟!

انتي وديتي نفسك في داهية عشان الوسـ.خ ده؟!!

أمه كانت بتعيط:

– أومال أسيبه يقتـ.لك زي ما عمل في أخوك؟!

مش مستعدة أخسرك انت كمان واسكتله…

ده لازم ياخد عقابه…سبني أقتـ.له… هات المسدـس…

مراد رجع خطوة وقال:

– أنا مش عايزه يموـتتت...

صرخت بصوت مبحوح ومليان ناـر:

– لييييه؟! موـته!

ده لازم يموـت… اللي زيه يعيش تحت التراب!

يتقفل عليه، والتعاـبين تفرس فيه زي الحيواـنات...

مراد قرب منه، قلبه بيخبط، حط إيده على رقبته وهو بيبلع ريقه،ولقى النبض… ضعيف… بس موجود.

اتنهد بارتياح، وشاله بالعافية، وهو بيحاول يشيل دموعه معاه،

لكن مامته صرخت:

– انت بتساعده ليه؟! سيبه يموـت ويتعذب شويه!

مراد وهو بينهج من التقل وقال:

– لازم يعيش…مش عشانه، عشان أخويا ومراتي… لازم ألحقهم… محدش غيره يعرف مكانهم!

أمه بصتله مصدومة، الدنيا بتلف حواليها:

– يعني إيه؟! أنا مش فاهمة حاجه!

إيه اللي دخل حوار أخوك الميـ.ت في الموضوع؟!!

مراد بصوت مضغوط، مستعجل:

– هقولك بعدين يا أمي، لازم ألحقه حالاً…

شاله على كتفه، خرج من الفيلا بخطوات تقيلة، قلبه مثقل، عينيه متعلقة بالأمل الوحيد فتح العربية، حدفه جواها،

وركب، وراح المستشفى بأقصى سرعة… دخله الطوارئ.






عند حور…

كنت قاعدة على الكرسي، جسمي كله موجوع، مفيش حتة مش متعوـرة، ولبسي متقـ.طع ومتبهدله ، وحاسة إني مش بني آدمة… وشي عليه كدـمات، وبنهج من التعب، وراسي ميلة لتحت من التعب.

دخل عليا واحد، ماسك طبق، قرب مني، وضرـبني على وشي بخفة مستفزة، وبعدين رمى شوية ميه على دماغي، فوقت بفزع وهو بيقول بصوت غليظ:

– يلا عشان تأكلي...

حاولت أتمالك نفسي وأتصرف بذكاء، وقلت بصوت متقـ طع:

– هاكل ازاي وانا ايدي الاتنين مربوطين؟ فكني… أنا جعانة...

ضحك بسخرية، نظرته فيها تهديد وقال:

– متقلقيش، هاكلك أنا… لحد لما تشبعي.

قولت بتعب ونبرة رجاء ضعيفة:

– طب أنا عايزه أخش الحمام… دخلني بالله عليك، مش قادرة… بطني بتموّـتني...

رد ببرود بيلسع:

– عشان تهربي تاني صح؟ انسي… اعمليها على نفسك احسن.

دموعي نزلت من غير صوت، وقلت برجاء:

– صدقني مش ههرب… حتى اقف قدام الباب لحد ما أخلص… بالله عليك، دخلني، أنا مش قادرة...

جز على سنانه، وقال:

– ماشي… خمس دقايق وتخلصي، مش عايز ملوعة وتأخير.

هزيت راسي بالموافقة، قلبي بيخبط، وأول ما فك إيدي ومسكني من دراعي، حسيت برعب وخوف، بس مشيت معاه لحد الحمام.

دخلت بسرعة، ولما جيت أقفل الباب، صدّه وقال:

– متفقناش على كدا يا جميلة… تعملي وانتي فاتحة الباب.

قولتله بضيق، وأنا بحاول أثبت نفسي قدامه:

– وانت تشوفني ليه أصلاً؟! مش من حقك… وبعدين أنا قولتلك تقف قدام الباب، مش تدخل معايا… عن إذنك.

قفلت الباب، وبصيت حواليا أدور على أي حاجة أحميني بيها…

لقيت قطعة أزـاز صغيرة، قلبي دق أسرع…

وبعدين عيني وقعت على الشباك، حاولت أفتحه بشويش، لقيته بيبص على منور… اتحطمت أكتر.

فجأة سمعت صوته بيزعق برا، صدمتي زادت، ونفسي تقـ.طع:

– يعني ايه عامر بيه في المستشفى؟!! ابنه مراد موـته؟؟؟ وعرفت ازاي؟! طب والعمل؟! هنعمل ايه في البت اللي معانا؟! وابنه أسر ده؟!

اتخضيت، ولساني بدأ يكرر الاسم بصوت واطي، مش مستوعبة…

هو… أسر؟! أخو مراد؟! عايش؟!

الشاب خبط على الباب بعصبية:

– كل ده في الحمام؟! إنجزي، ولا أفتح الباب بمعرفتي!!

اتوترت جدًا، وبصيت بسرعة أدور على حل، خبّيت الإزاـزة في إيدي، وخرجت، لقيته قعدني على الكرسي وربط إيديا تاني… الحمد لله، مكتشفش الإزاـزة اللي معايا.

عند مراد…

كان قاعد على الكرسي برا أوضة الطوارئ، رجليه بتتهز من التوتر، عينيه معلقة في باب غرفة العمليات، وكل ثانية بتعدي عليه كأنها سنة.


خرج الدكتور أخيرًا، ووشه كله ملامح حزن وتعب.


– الدكتور قال بهدوء:

– إحنا عملنا اللي نقدر عليه… حالته دلوقتي بين الحياة والموـت.


مراد وقف بسرعة، صوته علي وهو بيزعق:


– لا!! لااااااااا…

مش عايزه يموـت ...مايموـتش! دلوقتي 

أنا محتاج منه معلومة مهمة… هو الوحيد اللي يعرفها!

الدكتور حاول يهديه وقال:

– مفيش فايدة دلوقتي، حالته حرـجة، والسن دخل بزاوية خطـ.يرة. النزـيف وقفناه بالعافية.

مراد بصله بحدة وقال:

– طيب أدخلله… دقيقة واحدة بس…أكلمه، يمكن يقول أي حاجة تنفعني.

مش هضيع وقت… أقسم بالله مش هتأخر!

الدكتور هز راسه وقال بصرامة:

– مش هينفع، استنى على الأقل حالته تستقر…

لسه مفَـقش خالص، وتحت تأثير البنج والمُسكنات، أي محاولة دلوقتي هتخسره.

مراد عض شفاـيفه من الغيظ وتنهد وقال:

– هيفوق إمتى؟!

الدكتور قال بهدوء وهو بيبص في الورق:

– لما يفوق… هاجي أقولك بنفسي، بس ادعي إن يعدي الليلة على خير.

مراد بصله بنظرة غضب مكتوم وقال بصوت مكـ.سور:

– لازم يعيش… مش علشانه… علشان حور و اسر.

عند حور…

الشاب كان لسه مخلص مكالمته، قفل الموبايل ببطء، ووشه مفيهوش أي تعبير.

نا كنت قاعدة مربوطة على الكرسي، قلبي بيدق بسرعة، وحسيت بشك ف تصرفاته،

بلعت ريقي وأنا شايفة عنيه بتبصلي بنظرة غريبة وهو بيقرب مني واحدة واحدة...

قالي بصوت بارد وهو بيبتسم ابتسامة خبيثة:

– شكلك طيبة… دي حاجة هتسهل عليا اللي جاي.

– جاي؟! جاي تعمل إيه؟!

سألت وأنا القلق في صوتي، بس عنيه كانت بتجاوبني قبل لسانه.

– تفتكري اللي زيك ممكن نسيبه يعيش بعد اللي عرفه؟

اتجمد الدـم في عروقي…هو ناوي يقتـ لني…

وهو بيقرب، وأنا كل تفكيري فـ الأز.ازة اللي كنت مخبيّاها من بدري بين ضهري والكرسي،

كنت ماسكاها بإيد متلجه، وبالراحة بدأت أحك بيها الحبل اللي رابط إيديا، سنون الأزاـزة كانت بتقـ.طع في الحبل واحدة واحدة وأنا بمو.ت من جوايا على الوقت اللي بيعدي…هو بقى قدامي، عينيه كلها شر وهو بيتكلم،

مد إيده ناحيتي ووشه بيقرب أكتر…

– بس متخافيش، مش هتحسي بحاجة!

وفي اللحظة دي…قطـ.عت الحبل وقولت :

– إبعد عني!!!

صرـخت وأنا بقف فجأة، مسكت الأزاـزة بيدي الاتنين، وهو حاول يهجم عليا.

اتخانقنا، هو بيحاول يمسكني، وأنا بحاول أبعد، كنت بضرـب فيه بإيدي وبجـ.سمي، والذعر مغرقني من فوق لتحت.

فجأة… لقيت نفسي بـغرـز الأزاـزة في جنبه جامد… مش بإيدي…

غصب عني… وأنا بقاومه، حصلت اتجمد مكانه، وبصلي بصدمة…

– أنتي… قتـ.لـ…

ووقع على الأرض قبل ما يكمل.

أنا وقفت مكاني متجمدة، إيديا بتترعش، دـم بيغرق الأرض،

نفسي بيقـ.طع .. 

سبته ينزـف على الأرض…






كنت بترعش، قلبي بيخبط فـ صدـري زي طبلة حرب، وكنت بجرّ رجلي بالعافية وأنا بخرج من المكان.

كل خطوة كنت باخدها فوق جثـ.ته كانت بتخوفني أكتر…

لكني كنت لازم أهرب… لازم أعيش وأنا بتخطّيه، فجأة…صرخة قطـ.عت سكوت المكان!

– اااااه 

ضربة جتني من تحت، في رجلي هو كان بيزحف وأنا مش حاسّة ضرـبني بحاجة معدنية في رجلي بكل غل.

وقعت على الأرض من الوجع، وصرـخت بألم، بس بسرعة،

مسكت الأزـازة اللي لسه في إيدي، وضرـبته بيها على إيده بكل قوتي، بعدها شلت نفسي بالعافية، وقلبي بيترج، ومشيت وأنا بمسك رجلي، بحاول أسند نفسي على الحيطان، نفسي متقـ.طع، ودـمي سايح من الجرـح…خرجت من المكان وبصيت حواليّا…

الدنيا كانت فاضية… ولا صوت… ولا أي ملامح حياة بس الغريبة؟ ده إداني أمل فرصة للهروب.

وأول ما شوفت تاكسي جاي من بعيد، وقفته، وركبت من غير تفكير.

كنت بترعش، ووشي باهت، ولبسي متقـ.طع، ودـم مالي جـ.سمي…

– مش معايا فلوس… بس لو سمحت وصلني المكان اللي هقولك عليه

الراجل كان هيعترض، بس أول ما شاف حالتي سكت…

– خلاص يا بنتي اركبي… متخافيش.

وصلني لحد هناك…

قلتله شكراً، وهو اكتفى بنظرة فيها شفقة، وسابني.

قربت من باب شقة مراد…

كنت بنهج، وقلبي بيخبط، وعنيا مش شايفة من التعب.

خطواتي تقيلة… رجلي بتنزـف… الجرـح بيحرـقني،

– مراد… مراد…

كنت واقفة على الباب، جسمي مايل،

وحاولت أخبط عليه… بس إيدي ماوصلتش للمقبض.

فقدت السيطرة…

وقعت… وغمضت عيني قدام الباب.

الدنيا سوـدت.

عند مراد قعد مستني عامر يفوق ومراد متوتر وقاعد علي أعصابه ومش قادر يستحمل عايزه يعرف اخوه فين وحور حبيبته فين لحد لما دخل علي الدكتور وقاله:

– معلش لازم يفوق حاول تفوقه في معلومات واقفه علي حياتي ولازم اعرفها مش هاخد كتير 

الدكتور بعدم موافقه:

– مش هينفع هيبقا في خـ.طر علي حياته لازم حالته تستقر ده لسه في العنايه المركزه 

مراد برجاء:

– مش هاخد كتير يا دكتور يلا بس انا اللي احتمل المسئولية أنا ابنه بعد اذنك 

الدكتور اتنهد وقال: 

– اتفضل معايا…

الدكتور قاله بهدوء، ومراد قام بسرعة، عينه مش بتتحرك من وش الراجل، قلبه بيجري قبله.

دخل وراه، وكان الدكتور واقف فوق عامر، في إيده حقـ.نة بيحقنـ.ها في الوريد، وقال بصوت منخفض:

– دي هتساعده يفوق لحظات بسيطة… بس الوقت محسوب.

مراد وقف جنب السرير، عنيه متعلقة بوش عامر اللي مغمض، شاحب، بين الحياة والموـت.

ثواني، وبدأت عنيه ترفرف، وصدـره يتحرك بصعوبة… بيحاول يفتح عينيه.

مراد قرب منه بسرعة، صوته مليان رجاء وألم :

– عامر… إلحق نفسك و اعمل خير في حياتك قبل ما تودع.

قولي أسر…قولي مراتي فين…؟! فين أخويا؟!!


عامر فتّح عينه بالعافية، وبصله، شفاـيفه كانت بتتحرك بهمس مش واضح، كأنه بيكلم نفسه.

مراد قرب أكتر، وشه قريب جدًا من وشه، وقال بصوت مبحوح:

– أنا سامعك… قولي… فين؟! فين هم؟!

عامر حرك شفايفه تاني، همهمة خفيفة… وبصعوبة شديدة نطق:

–...مـ... مر... كا…

– مر… كا إيه؟! كمل!!

مراد قرب أكتر، عنيه بتلمع، قلبه بيتقبض:

– مر كا إيه؟! ...مرسى؟ مركز؟ مرجان؟ ...كمل!! مش هسكتلك…كمل يا عامر!! أسر فين؟!!

عامر حاول يتكلم تاني، الشفاـيف تحركت بحروف مش واضحة:

– مر… كا… شر…

مراد صرخ، قلبه بيقع:


– مركة إيه يا عامر؟! مركة؟مركز شرطة؟ مركز مهجور؟

مرسى؟

كمل بقىااااا!!!

مراد صرخ، إيده بتترعش، وهو بيهزه بعـ.نف:

– كمل!! مش هسيبك تمو.ت غير لما تقول! أسر فين؟! مراتي فين؟!

لكن عامر سكت…نَفَسه اتقـ.طع…عينيه اتفتحت للحظة…

وبعدين ثبتت.

الجهاز الطبي سمع بصفارة طويلة…

مراد بصوت محرـوق و وجع وصرـيخ:

– عامررررر!!! لااااااااا!!!

مراد صرخ من أعماقه، وكأن روحه خرجت مع آخر نفس في عامر،

وقع على الارض، ماسك شعره، عينيه كلها دموع وغضب ووجع.

– كان فاضل كلمه… كلمه بس!! كنت هعرف…

الدكتور أول ما شاف حالة عامر بتدهور بسرعة، نده بأعلى صوته:

– ممرضين بسرعة 

الصوت دوّى في المكان، والدنيا اتقلبت… ناس بتجري، أجهزة بتترفع، وأوامر بتتقال.


– خرجووو برااااا… بسرعة لازم نلحق المريض!

الممرضين دخلوا في لحظة، والدكتور ابتدى يتحرك بسرعة لإنقاذه…

واحد منهم قرب من مراد وقاله:


– معلش، لازم تطلع دلوقتي…


بس مراد كان قاعد وبعدين قام،و عينيه مش شايفة… قلبه تقيل، وجسـ.مه متخشب.

ولما الممرض مسكه من دراعه، مراد بعد إيده بعنـ.ف، وسحب نفسه…

خرج من الأوضة وهو حاسس إن روحه بتنسحب من جـ.سمه.

كان ماشي بخطوات بطيئة، وكل خطوة كأنها بتقـ.طع فيه…






خرج برا… ومحبط، مكـ.سور، حاسس إن آخر أمل كان في إيده… ضاااع وخسر حور حبيبته وأخوه اللي مشفهوش بقاله سنين ضيعه من تاني... مراد خرج وركب العربيه وساق وهو مش مستوعب أن الفرصه الاخيره والامل اللي كان ممكن يوصله لأخوه راحت وراح كل التعب والتوتر والقلق اللي كان مسكه طول الوقت علي أعصابه ومركز علي ضعفه بس 

مراد وصل لبيته وهو مهدود الحيل مكسـ.ور الشغف وهو بيقرب من شقته شهق مره واحده وعروقه اتجمدت وكل خليه وقفت في مكانها مش مستوعب اللي شافه حور حبيبته اللي كان بيدور عليها بقاله كتير شايفها جـ.ثه هامده علي الارض قدامه ومتبهدله و في كل حته في جسـ.مها بتنزـف ووشها شاحب يشبه بوش الميـ.تين مراد قرب عليا بسرعه ودقاته قلبه بتخرج من صدـره وقال : 

– حوررر فوقي يا حبيبتي فوقي اخيرا لاقيتك اخيراا هو عامر الكلـ.ب اللي عمل كدا فيكي عايز يكسـ.رني بيكي بس احسن انه غاـر في داهيه ولاقيتك يا قلبي.

مكنش في رد فعل مني غير اني بطلع صوت واطي ومتقـ.طع كنت حاسه بودع الدنيا كلها بس بوداع بكلمه حلوه لمراد وقولت: 

– أنا بحبك... اوي يا مراد.. خليك جنبي..مسبنيش دفيني في حضـ.نك أنا سقعانه ..

مراد خدني في حضـ.نه كان متشبس فيا بكل حب وخوف وقلق وقال:

متخافيش يا حبيبتي هتكوني كويسه اهدي كدا سقعانه !!!

اتكلمت بصوت واطي وتعب: 

– لا خليك كدا معايا شويه عايزه اشبع منك كان نفسي اوي في الاحتواء ده من زمان  كان نفسي احس بالامان بس محستهوش غير معاك الله ريحتك حلوه يا مراد وحضـ.نك جميل أنا مش متخيله أن أنا مرات الدكتور اللي اتخانقت معاه ورميت القهوه السخنه عليه فاكر...

مراد ضحك بس قلبه من جوه موجوع وبيتالم عشاني وقال:


– أنا فاكر كل ثانيه قضيته معاكي انتي لو عاوزه ترمي برميل مايه أنا موافق عشان اشوف ضحكتك بس طب فاكره لما ربطتك في الشجره وسبتك أنا كنت سايبك عشان عقابك إنما أنا مقدرش اسيبك في حته مقطوـعه لوحدك بس انا اسف علي اللي عملته معاكي بس انتي مستفزه بردو خلتيني اتعصب عليكي ..

كنت بضحك بوجع وانا نايمه في حضـ.نه ومغمضه عيني وقولت:

– ممكن انام شويه محتاجه انام ..

مراد هز رأسه بخوف شديد:

– لا لا مفيش نوم احنا نروح علي المستشفي يلا يا حور يلا يا حبيبتي..

اتكلمت وانا بتصارع مع نفسي وصوت النهجه مسمع في قلب مراد وكنت بغيب بالتدريج وقولت:

– لا أنا عايزه انام شويه خليني كدا معاك مسبنيش محتاجه حضـ.نك يلا أنا هنام يا حبيبي ...

مراد جسـ.مه كان بيرتجف قلبه وقع في رجله لما شافني رميت جسمي عليه وسبته وروحي كأنها انسحبت وهنا مراد اتجنـ.نن وهز في جسـ.مي بخوف وفزع وقال: 

– لا ما انتي مش هتموـتي فاهمه انتي مش هتموـتييي أنا مش هسيبك لما صدقت الاقيكي بالله عليكي مسبنيش يا حور....حور قومي لو بتحبيني قومي بقااااااا يا حوووور!!!!


مراد كان في حالة انهيار تام، جسـمه بيرتجف، وقلبه واقع في رجله.

الإحساس بالعجز كان بيخنقه، والذعر مالي عينيه.

كان شايف روحه بتضيع قدامه وهو مش قادر يعمل حاجة.

صوته طالع من قلبه، مليان رجاء وألم، بيترجّاها تقوم، كأنها آخر نفس في حياته.

كل كلمة قالها كانت بتنز-ف وجع، وكان بيحـ.ضنها كأن حضـ.نه هو اللي هيرجع لها الروح.

و و ووووو يتبع 

#جحيم_الديب♥️


رايكم ايه امو،تها؟!!! اللي عاوزينه هعمله😂


           الفصل الثامن عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×