رواية حقائق القدر (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نورالدين
_ إنت طلعت متجوز بعد كل دا يا حسن!
كانت عينيه في الأرض ومش عارف يرد عليا ولا يبرر موقفهُ، إتنهد وقال:
= أنا بس عايز أفهمك حاجة قبل ما تظلميني...
قاطعتهُ وقولت بقهرة ودموعي نازلة زي الشلال وعيوني باصة ناحية طربيزات الناس بعيد عن عيونهُ الكدابة:
_ ولا تفهمني ولا متفهمنيش، مش محتاج تفهمني يا حسن، إنت خاين وبتخون مراتك معايا وأنا بقى خرابة البيوت اللي خدت واحد من مراتهُ من غير ما أعرف صح!
إتكلم حسن وهو بيحاول يهديني وقال:
= يا تسنيم والله ما كدا، والله أنا بحبك ومكانش قصدي خيانة ولا كنت عايز حاجة وحشة منك بالعكس أنا حتى إتقدمتلك وقرينا الفاتحة وهنتخطب خلاص كمان إسبوعين!
بصيتلهُ دقيقة كاملة في صمت وأنا بتأملهُ، ببص في عيونهُ الكدابة اللي قدرت تخدعني طول الفترة دي.
إزاي قدر يخبي موضوع جوازهُ عني وإن عندهُ بيت وواحدة ست مستنياه كل يوم وهي عملالهُ الأكل وغسلالهُ هدومهُ وبتخدمهُ وبتصونهُ وهو بيخونها معايا برا!
مسحت دموعي وقولت بكل هدوء:
_ بُص يا حسن، عشان ربنا ميحاسبنيش وعشان منفرجش علينا الناس، بكل هدوء أنا مش عايزة أشوف وشك تاني حتى لو صدفة.
إتكلم بنبرة مترددة وهو على وشك البكاء:
= يا تسنيم بالله عليكِ أنا بحبك، أنا مظلمتهاش والله أنا اللي مظلوم بالجوازة دي، أنا مختارتهاش، أنا بس إتجوزتها عشان أرضي أهلي لكن غير كدا أنا والله ما بحبها!
حطيت إيدي على فمي وأنا حاسة بضغط وتوتر رهيب، مش عارفة أتصرف إزاي في الكارثة دي وقولت بتساؤل وكسرة:
_ إمم ومالهُ وبعدين كنت ناوي تقولي إمتى إن حضرتك متجوز، ولا كنت ناوي تعملهالي مفاجأة في يوم فرحنا؟
إتكلم بتبرير لموقفهُ وقال:
= كنت هقولك في الوقت المناسب والله، وبعدين إنتِ مين اللي قالك عرفتي منين؟
قال أخر جملة بغضب وهو متعصب، إبتسمت بسخرية ودهشة من البجاحة الحقيقة وقولت وأنا قايمة:
_ أخر كلام عندي عشان إنت خسارة فيك العتاب ولا الكلام، مش عايزة أشوف وشك ولا أسمع صوتك من تاني، ولو شوفتني صدفة إعمل نفسك متعرفنيش.
مشيت من قدامهُ رغم محاولاتهُ وإصرارهُ إني أفضل، ركبت تاكسي لإني مكنتش هقدر أركب مواصلات وأنا في حالتي دي ولا هقدر أتعامل مع ناس حتى لو بشكل لحظي.
كنت طول الطريق ساندة على شباك العربية وباصة للطريق ودموعي بس اللي بتنزل، كنت حاسة بقبضة في قلبي وخنقة غير طبيعية.
مشاعري متلغبطة وحاسة بكسرة ووجع وحشين أوي، إزاي يعمل فيا كدا وليه ممكن واحد يعمل كدا، ليه يعمل فيا وفيها كدا!
مكنتش قادرة أوقف عياط لدرجة إني حاسبت السواق من غير ما أبص في الفلوس وطلعت على البيت على طول موقفتش.
دخلت البيت وجريت على الأوضة وأنا بعيط، ماما جات ورايا وهي مخضوضة وخايفة وقالت بتساؤل:
_ بسم الله الرحمن الرحيم، مالك يا بنتي في إي، إي اللي حصل؟
فضلت أعيط ومقدرتش أرد عليها، كنت متماسكة على قد ما أقدر قدامهُ ولكن خلاص فاض بيا وأنا قلبي مكسور بالشكل دا بعد ما حبيتهُ وإتعلقت بيه يعمل فيا كدا، صعبة أوي.
ماما حضنتني وفضلت تقرأ قرآن لحد ما هديت وقولتلها كل حاجة، إتكلمت وقالت بحزن وكُره ليه وهي مصدومة'
_ الحيوان الناقص، اللي زي دا متعيطيش عليه، اللي زي دا تحمدي ربنا إنهُ كشفهولك قبل آي حاجة وعلى البرّ، قولي الحمدلله وإفرحي متعيطيش وربنا ياخد حق مراتهُ منهُ.
إتكلمت في وسط عياطي وقولت بعدم تصديق وقهرة:
= المشكلة يا ماما إني عمري ما عملت معاه حاجة وحشة، ليه يعمل فيا كدا، بجد ليه أنا والله ما أستاهل كدا منهُ!
فضلت ماما جنبي وتطبطب عليا لحد ما هديت ونمت من كتر العياط.
_____________________________
*عند حسن*
وصل البيت وكانت فرحة مراتهُ قاعدة مع مامتهُ ومستنيينهُ، أول ما دخل قامت فرحة وإستقبلتهُ بإبتسامة واسعة وقالت:
_ أخيرًا جيت اتأخرت كدا ليه؟
بصيلها وقال بهدوء وعدم مبالاة:
= عادي كان في شغل زيادة النهاردا، عاملة إي يا أمي؟
أنهى جملتهُ وهو باصص لوالدتهُ وإتضايقت فرحة شوية لإنهُ لسة قلبهُ محنش عليها ولا إهتم يسألها إذا كانت كويسة.
ولكنها ميأستش ولا عمرها يأست إنها تحببهُ فيها بدل ما هو مجبور عليها وقالت بإبتسامة:
_ أنا عملالك المسقعة باللحمة اللي بتحبها.
بصيلها وقال بهدوء على عكس حماسها:
= طيب حضري الأكل يلا.
أول ما دخلت المطبخ تحضر الأكل بص حسن لوالدتهُ وقال:
_ أنا عايز أقولك على حاجة يا أمي.
بصيتلهُ والدتهُ وقالت بتساؤل:
= قول يابني في إي، حاجة حصلت معاك؟
إتكلم حسن بعد ما بص للمطبخ يتأكد إن فرحة جوا:
_ أنا عايز أتجوز واحدة تانية يا أمي.
شهقت والدتهُ وقالت بصدمة:
= طيب وفرحة، حرام عليك يابني دي بت يتيمة وغلبانة وبتحبك، تتمنالك الرضا ترضى كدا!
إتكلم حسن بإنفعال طفيف وحزن وقال:
_ يا أمي حرام عليكم، فرحة أنا مختارتهاش ولا كنت عايزها، فرحة كانت مجرد بنت خالتي وبعد وفاة والدتها أجبرتيني أتجوزها عشان متبقاش وحيدة، لكن كفاية حرام عليكم أنا نفسي أتجوز بإختياري والإنسانة اللي بحبها، أنا ما صدقت أخيرًا آلاقي واحدة وأحبها بجد وأبقى مش عايز غيرها.
إتكلمت والدة حسن وقالت بتأثر بكللم إبنها وهو صعبان عليها لإنها حاسة إنها هي السبب في تدمير حياتهُ العاطفية وإن لو العلاقة دي فشلت هي كمان السبب لإنها كانت بالإجبار.
قلب الأم عاطفي أكثر ما هو عقلاني لذلك المشاعر والتأييد هيوصل لراحة إبنها حتى لو على راحة بنت أختها، إتكلمت وقالت بإستسلام:
_ أنا ماليش دعوة يابني ومش هتكلم ولا هتدخل في حياتك تاين بس كل اللي عايزاه منك متوجعش قلب فرحة دي بنت حلال وبتحبك، صارحها وشوف معاها هي الموضوع دا أنا مش هتدخل في حياتح مرتين عشان مترجعش تقول أمي وأمي.
إبتسم حسن وقال:
= يعني إنتِ موافقة لو إتجوزت تاني؟
إتكلمت والدتهُ بإستسلام وقالت:
_ والله يابني اللي يريحك أعملهُ.
قام وباس على دماغها وكانت كل دا فرحة واقفة على حرف المطبخ من جوا وماسكة في إيديها صينية الأكل ودموعها نزلت وقالت بصوت واطي:
_ ليه كدا يا حسن، ليه محبتنيش وأنا طول الوقت دا بحاول وبعمل عشانك!
دخلت من تاني المطبخ ومسحت دموعها ورجعت حطت الأكل على السفرة وقعدوا كلهم كلوا وكإن مفيش حاجة حصلت لحد ما تفكر هتعمل إي.
_____________________________
كانت الساعة 2 بالليل لما لقيت الموبايل بتاعي بيرن وكان حسن، الأكيد إني مردتش وعملت الموبايل صامت وسيبتهُ وروحت المطبخ وعملتلي كوباية نيسكافيه.
لما رجعت لقيتهُ رن كذا مرة وباعتلي رسايل كتير على الواتساب.
قعدت وإتنهدت وفتحت الواتساب وبدأت اقرأ الرسايل بهدوء:
_ تسنيم أنا والله بحبك وغصب عني إني مقولتلكيش بس إنتِ متعرفيش أنا تعبت إزاي في حياتي وقد إي صعب إنك تعيشي مع شخص مش بتحبيه ومجبورة عليه، أنا مدوقتش طعم الحب أو الراحة غير معاكِ إنتِ.
ورسايل كتير جدًا من نفس النوعية دي، أنا بحبهُ أيوا مش هكدب ولكني شخص عقلاني ومبسيبش مشاعري تتحكم فيا ومكانش فارق معايا كلامهُ بعد ما نزل من نظري.
ولكن كتبتلهُ عشان يسكت:
= لو مبطلتش تبعتلي وتكلمني أنا هعرف مراتك.
لحد ما صدمني بالرد بتاعهُ لما قال:
_ مش مهم عندي، أنا المهم عندي إنتِ حتى لو قولتيلي طلقها هطلقها.
#هاجر_نورالدين
#حقائق_القدر
#الحلقة_الأولى
#يتبع