رواية الطفلة والوحش الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نورا السنباطي

 


رواية الطفلة والوحش الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نورا السنباطي


#رواية_الطفلة_والوحش 

#الفصل_الرابع_والعشرون

#بقلمي_نورا_مرزوق

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في نفس اليوم – مكتب يزن 

بعد ما ماري خلصت شغل وخرجت 

كان يزن واقف قدام الشباك، ضهره للمكتب، وإيده ورا ضهره ماسك ورقة بيقلّب فيها بتركيز.

الباب خبط خبطتين خفيفين، وصوت  السكرتيرة جه من برّه:

– "يامن بيه وصل يا فندم."

رد يزن بدون ما يلف: – "خليه يدخل."

دخل يامن، وكان لابس قميص أبيض مفتوح زراره الأول وبنطلون جينز، شكله عادي جدًا… بس عينه كانت بتلمع بدهاء.

قفل الباب وراه وقال بمرح مصطنع: – "مش معقول! أخيرًا افتكرتني وطلبتني لوحدنا، يا ترى إيه الموضوع؟"

لف يزن ببطء، وبص له بنظرة هادية جدًا… بس وراها نار.

– "أنت فاكر نفسك شغال في سيرك؟!"

يامن اتحرك وقعد عالكرسي قدامه وقال وهو بيضحك: – "هو فين السيرك؟ عشان أروح؟"

يزن رمى الورقة قدامه على المكتب… ورفع حاجبه:

–  احكيلي انا مش فاهم حاجه وجريمة قتل إي ومين البنت دي 

ضحكة يامن اختفت، وحرك جسمه شوية وقال: – دي بنت كانت بتشغل سكرتيره عندي في الشركة التانية واكتشقت انو هيا كانت بتنقل أخبار ل راجي الاحمدي 

يزن قرب منه، وبص له مباشرة:

– راجي الاحمدي ! الاسم ده مش غريب عليا 

سكت يامن لحظة، وبعدين قال بصوت أهدى:

– انا مش عايزك تقلق انا هتصرف وانا عارف انو راجي ورا كل حاجه وعايز يوقعني من زمان بس انا سايبه بكيفي يجيب أخرو 

يزن فضل ساكت لحظة، وبعدها قال:

– مسمعش كلمة انا هتصرف دي إسمها هنتصرف 

يامن  ابتسم قال بهدوء: –حاضر يا وحش 

يزن رجع قعد على الكرسي، وسحب ورقة تانية من الملف وقال:

– "طيب، تمام.

قولي إي رأيك في الصفقة الاجهزة دي 

يامن هز راسه وقال:

– "بص يا كبير… الصفقة دي مش مجرد أجهزة.

إحنا بنتكلم عن دخول سوق جديد بالكامل… سوق المستشفيات المتوسطة، مش الكبيرة بس.

اللي بيشتري أجهزة عشان يعيش بيها مش يفتخر بيها.

وده يفرق في نوع الأجهزة، وجودتها، وطريقة التوزيع."

يزن كان ساكت، بيسمع وهو بيقلب في ورقة قدامه، ويامن كمل بحماس واضح:

– "الأجهزة اللي داخلين بيها – خاصة وحدات الأشعة والتحاليل – معمولة بتقنية كويسة جدًا، كورية الصنع، بس بماركة ألمانية…

وده في السوق المصري يعني ‘برستيج بسعر’.

ودي نقطة نقدر نكسر بيها المنافسين اللي داخلين بأجهزة صيني مستوردة رخيصة."

يزن رفع عينه، وقال باهتمام:

– "طيب وإيه اللي مضايقك؟

واضح إنك مش مقتنع بالكامل."

يامن هز دماغه وقال:

– "مش مضايقني، بس في شوية مطبات…

أولاً، المورد الأساسي اللي هنتعامل معاه، عنده شبهة تأخير في التوريدات السنة اللي فاتت في الأردن، وعندي تقرير بيقول إنه سلّم دفعة أجهزة ناقصة قطع داخلية، واتمسك هناك بفضيحة بسيطة.

ثانيًا، طريقة الدفع اللي اتعرضت علينا risky شوية…

هو طالب مقدم ٤٠٪‏ قبل الشحن، وده رقم كبير من غير ضمانات قوية.

إحنا بندفع كأننا مستجدين، وده مش أسلوب الصياد."

يزن ابتسم بنص شفة، وقال:

– "كمّل."

يامن فرد ضهره وقال بنبرة جدّية:

– "أنا شايف نضغط عليه بإننا نفتح له التوزيع في فرع السودان كضمان – هو نفسه عايز يدخل هناك بس مش لاقي ممول.

نعرضها كامتياز، بس يكون مقابل شروط أقوى، وضمان جودة لمدة سنتين مش سنة واحدة.

ولو رفض؟

في مورد بديل في دبي، أغلى بنسبة ١١٪‏، بس بيقدّم تدريب مجاني على الأجهزة، وخدمة صيانة محلية، يعني نوفر كتير على المدى البعيد."

يزن قعد براحته في الكرسي، وساب الورقة من إيده… وقال ببطء:

– "أنا بحب لما تتكلم كده."

يامن ضحك وقال:

– "عارف… بس برضو دايمًا بتحسسني إني في امتحان شفوي."

يزن ابتسم وهو بيقول:

– "هو ده شغل الصياد… مفيش إجابة سهلة، ومفيش قرار يتاخد على طاولة فاضية.

كل حاجة بحساب… واللي بيغلط في الحساب…

بيتدفع تمنه."

وقف بعدها، ومشى ناحيته، وحط إيده على كتفه وقال:

– "رتّب اجتماع مع الموردين التلاتة الأسبوع الجاي.

أنا عايز أسمعهم بنفسي…

بس القرار النهائي هيكون بناءً على دراستك أنت والشباب."

يامن وقف، وضرب كفّه في كف يزن وقال:

– "يبقى القرار مضمون يا كبير."

خرج بعدها، وساب يزن واقف لوحده…

يزن سابه يطلع، وبعد ما خرج، مسك تليفونه، واتصل بمجهول:

– "ابدأو رصد حركة الظابط هيثم.

عايز أعرف بيقابل مين، وبيشتغل لصالح مين…"

صوته بقى حاد وهو يكمل: – "ومحدش يتحرك غير بإذني."

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕






قدام شركة "المدى جروب" ( فرع تاني من شركات الصياد ) – الساعة ١١ صباحًا

في عز النهار، عربيات رايحة جاية قدام الشركة الفخمة، وكل حاجة ماشية بانضباط زي الساعة.

عربية سوداء فارهة وقفت قدام المدخل، وبمجرد ما نزل منها رعد، كل الحراس عدّلوا وقفتهم وادّوا التحية… الهيبة ما بتتكلمش، بتبان.

لكن رعد وقف لحظة، وهو سامع صوت عالي… مش مألوف.

صوت بنت.

صوت مليان حماس، وطفولة، وغضب.

– "يا عم أنا داخلة! مش هفضل واقفة برة عشان حضرتك شايفني صغيرة!"

كان فيه بنت قصيرة جدًا، بالكاد طولها يوصل لكتف الحارس، واقفة قدامه وبتزعق بغضب بريء

– "أنا  عايزة اخش مليش فيه 

الحارس قال بهدوء:

– "آنسة، لازم تصريح للدخول."

– "أنا عندي ميعاد مقابلة في قسم التصميم. وإنت واقفلي كده ليه؟! هو أنا داخلة على مكتب وزير؟! ولا هتشوفوا اختراع نووي؟"

رعد وقف مكانه… مش مصدق.

البنت كانت زي القنبلة الموقوتة، بتتكلم بسرعة، وإيديها بتتحرك مع كل كلمة، وعينيها بتلمع بثقة غريبة.

ضحك… ضحكة كاملة.

دي أول مرة يضحك من قلبه من شهور.

البنت بصت له باستغراب:

– "هو في إيه يضحك؟!"

الحارس كان لسا هيتكلم رعد شاورة يسكت وهو بيبص عليها 

قال وهو بيقرب منها بخطوات هادية:

– "إنتِ جايه على شغل فعلاً؟ ولا جايه تعملي حفلة تمرد؟"

– "جايه أشتغل، وعندي أفكار ممكن تزوّد أرباح شركتك بنسبة ٣٠٪، فلو سمحت متوقفليش مستقبلي على باب الشركة."

رعد بص للحارس:

– "دخلها. فورًا."

رجعت تبص له بانتصار طفولي:

– "شكراً. وهتفتكرني… أنا اسمي نور."

رد رعد بابتسامة خفيفة:

– "أكيد… الاسم دخل في دماغي خلاص."

دخلت الشركة بخطوات سريعة، ووشها متحمّس كأنها داخلة ملعب مش شركة.

أما رعد، ففضل واقف في مكانه شوية…

فيه حاجة في البنت دي شدت انتباهه بشكل غريب.

كأنها مش بس جاية تقدم على شغل… كأنها داخلة تغيّر حاجة حقيقية.

♡♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

داخل شركة "المدى جروب" – قسم التصميم

نور كانت قاعدة في الاستراحة الصغيرة قدام مكتب المدير، رجليها ما كانتش ثابتة من الحماس، كل شوية تبص في المراية اللي في جنب المكان وتعدّل طرحتها الصغيرة، وتحاول تهيأ نفسها 

سكرتيرة أنيقة طلعت من المكتب بابتسامة هادية:

– "آنسة نور، المدير بيستناكي، اتفضلي."

قامت بسرعة وابتسمت بثقة، لكن أول ما دخلت المكتب...

اتجمّدت.

الكرسي الفخم اللي قدامها اتحرك ببطء… وطلع منه رعد، بابتسامته الغامضة.

نور اتسمرت في مكانها، عينيها اتسعت، وشها اتحوّل للون الطماطم، وكل الثقة اللي كانت لسه بتتحاكى بيها برا، طارت في الهوا.

قال بنبرة فيها سخرية ناعمة:

– "صباح الخير… أنسة أفكار تزوّد الأرباح ٣٠٪؟"

فتحت بقها شوية، وبعدين قالت بسرعة:

– "أنا… مكنتش أعرف إن حضرتك… هو حضرتك المدير؟!"

– "واضح."

– "طب أنا آسفة لو… يعني لو كنت اتكلمت بطريقة مش رسمية شوية برة، بس أنا كنت متحمسة، وأنت… كنت واقف بتضحك، ففكرتك موظف."

ابتسم وهو بيشيرلها تقعد:

– "اطمني، طريقة كلامك خلتني أقرر أقابلك فورًا. وده نادر يحصل."

قعدت على الكرسي المقابل، ولسه عينيها بتراقبه بتوتر طفولي.

– "طيب… حضرتك عايزني أتكلم عن خبرتي؟"

– "قبل كده… قوليلي، منين جبتي الثقة دي كلها وإنتِ لسه داخلة سوق الشغل؟"

قالتها ببساطة وصدق:

– "أنا طول عمري برسم… ولما اتقفلت الأبواب في وشي، قررت أفتحه بنفسي. فاكرة إن التصميم مش بس شغل، ده وسيلة أعيش بيها وأنا مبسوطة."

رعد سكت للحظة… نظراته اتحوّلت لاهتمام حقيقي.

– "وأفكارك عن الأرباح اللي قولتي عليها بره؟"

– "عندي مشروع تصميم منتجات للأطفال بخامات مصرية ١٠٠٪، ستايل مختلف وخفيف ويجذب السوق… أنا مش بس برسم، أنا بلاحظ. واللي بيلاحظ بيفهم الناس."

ابتسم رعد، وقال وهو بيقلب في السي ڤي:

– "أنتِ مختلفة فعلاً يا نور."

رفعت حواجبها بدهشة بريئة:

– "كويسة؟ ولا مختلفة اللي هي… غريبة؟"

ضحك وقال:

– "مزيج بينهم."

نور ضحكت، وأول مرة من ساعة ما دخلت تحس بالراحة:

– "أنا قبلت الشغل؟"

– "لسه. بس خليني أقول… أول انطباع عندك خطير."

– "خطير حلو ولا خطير يخليني أخرج من الباب دلوقتي؟"

ضحك تاني… وضحكته المرة دي ما كانتش مجرد إعجاب، كانت فضول.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

عند آرين كانت قاعدة مع مرفت وأيمن ورؤوف وليليان  في غرفة الليفنج 

آرين بحماس : واااو فرح لينا هيكون تحفة اووي وياااه لو الدكتور ريان يغنيلها هتبقي واااو بجد 

مرفت بضحك ـ ههههه ريان بطوله ده هيغني 

ليليان بحماس هيا كمان ـ لينو انهاردة هتروح تختار فستان الفرح 

أيمن بإبتسامة ـ عقبالك يا ليليانو 

جرت ليليان وحضنته وقالت ـ لا انا هقعد معاك يا عمو مش عايزة اسيبك انت وبابي 

لمعت عيون رؤوف عندما خطر بباله انو ليليان ممكن تسيبه في يوم 

كانت آرين قاعدة وبتبص عليهم بإبتسامة وهيا من جواها كانت بتتمني لو كان عندها عيلة 

سمعت صوت تلفونها بيرن وكان يزن ابتسمت بفرح  وقامت طلعت اوضتها وردت عليه بسرعة 

يزن بحب ـ أميرتي عاملة اي 

آرين ب إبتسامة مصطنعة ـ أميرتك كويسة طول منتا كويس 

يزن ـ وحشتيني اوي يا آري 

آرين بتنهيدة ـ انا أميرتك ولا روحك ولا قلبك ولا آري 

ابتسم يزن وقال بشرود عاشق ـ انتي كياني انتي رفيقة دربي انتي أماني انتي نبضات قلب يزن انتي النفس اللي بتنفسه انتي بنتي انتي مراتي وحبيبتي انتي جنه يزن 

لمعت عيونها بدموع وقالت ـ اوعدني انك تفضل جنبي يا يزن 

يزن ـ يزن جنبك يا أميرتي حتي لو روحت في يوم كل موحشك غمضي عينك وأول لمسه هواء هتلمس وشك اعرفي انو انا 

آرين بدموع ـ بعد الشر عليك 

ابتسم يزن وقال ـ طيب يا أميرتي قوليلي بقا اي اللي مزعلك 

آرين بعياط ـ تعالي يا يزن انا عاوزاك 

قام يزن من مكانة بقلق وقال ـ مالك يا آرين 

آرين بعياط ـ تعالي 

طلع يزن من مكتبه بسرعة وقال ل السكرتيرة ـ إلغي مواعيدي كلها ومشي بسرعة وشافه ذياد وإستغرب 

ركب يزن عربيته وساق بسرعة  وهو لسا بيكلم آرين وبيحاول يهديها وفجأة الخط قفل بص في التلفون لقي تلفونه فصل شحن ساق بسرعه وبعد عشر دقايق وصل القصر 

*كان الكل قاعد في الصالون واستغربو دخول يزن*

مرفت باستغراب ـ يزن في اي 

يزن وقف وقال ـ آرين فوق 

أيمن ـ طلعت فوق من شويه كده في اي ..؟ 

يزن وهو طالع علي السلم ـ مفيش حاجه 

وطلع جناحه بسرعه ودخل 

ـ آرين 

كانت قاعدة علي السرير بتعيط بخنقة كبيرة سمعت صوته فتحت عنيها بسرعه لقيته واقف علي الباب وبينادي عليها بقلق نزلت بسرعه وجريت عليه اتشعلقت في رقبته وحضنته بقوة ضمها يزن لحضنة بحنان وهو بيرتب علي ضهرها وبيحاول يهديها  مشي بيها في إتجاه السرير وقعد عليه وهيا علي رجلة كانها بنته كانت بتحضنه بقوة كبيرة كانها خايفه يروح منها ومتكلمتش صوت عياطها بس اللي مسموع ويزن قلق عليها بس متكلمش اكتفي انو يضمها لقلبه ويرتب علي ضهرها بحنان لحد منامت في حضنه بعدها براحه عن حضنه وبص في وشها لقي دموع علي وجنتها مسحهم بإيده براحه وباس جبينها بحب وبقي يهمس لها بكلمات حانيه رغم انه يعلم انها نائمة الان شدها لحضنه تاني وبقي ينظر لها وهيا نايمة بدون ملل بدون زهق 

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

كان ماشي وهو باصص في التلفون وفجاة وقف لما شافها ابتسم وشرد فيها لحظه كانت ماشيه مع موظفة كانت بتشرح ليها حاجه وبتتكلم بجدية كبيرة وإبتسامة هادية تزين شفتيها وقفت لما شافته قلبها دق بعنف واتوترت في الكلام والموظفة بصت ليها ب إستغراب 

ندي بتوتر وهيا بتبص عليه ـ إحم ..ااسفة روحي انتي دلوقتي مشت الموظفة وبقت ندي واقفة مشي يامن ووقف قصادها وقال بإبتسامة جميلة ـ إزيك يا ندي 

ندي بتوتر ـ انا ..ك..كويسه 

ابتسم علي توترها وحب ينكشها شويه وقال ـ مشوفتيش ريماس السكرتيرة كنت عاوزه في موضوع مهم 

اشتعلت ندي بنيران الغيرة وقالت ـ لا مشوفتهاش تحب ادورلك عليها 

كتم ضحكته وقال ببرود ـ لا هروح انا متتعبيش نفسك 

ندي بغضب وهيا ماشية ـ طيب 

مسكها يامن بسرعه من إيدها وقال ـ تعالي هنا راحه فين يا مجنونة 

ندي بغيرة ـ وانت مالك 

يامن بمكر ـ لا مالي ونص ولا اي وغمزلها 

اتوترت ندي وقالت ـ ت..تقصد اي 

يامن بنفس المكر ونزل لمستواها وهمس ـ شكلك حلو اوي وانتي غيرانه كده 

اتحبس نفسها بسبب قربه منها وريحه برفانه اخترقت انفها وقلبها وضربات قلبها ذادت 

يامن بغمزه ـ علي فكره سامع صوت ضربات قلبك يا ندوشتي 

بلعت ريقها بتوتر وحست انها مكشوفة اوي قدامة الملف وقع من إيدها بسبب التوتر شهقت ندي  وهيا بتبص علي الملف ويامن متابعها بإبتسامة كانت هتنزل بس وقفت فجأة وهيا حاسه ب الجو بقا حر اوي مشت بسرعه من قدامة علي مكتبها ويامن ضحك عليها 

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕






في شركة  الصياد – مكتب ذياد الصياد

كان ذياد قاعد على مكتبه، وسط ملفات كتير مفتوحة قدامه، وعنيه بتجري في الأرقام، وصوت الكيبورد بيعزف سيمفونية سريعة.

الجو ساكت، بس فيه توتر خفي، كأن في حاجة بتغلي تحت السطح...

خبطت السكرتيرة على الباب بهدوء، ودخلت فورًا:

– "مستر ذياد، ريڤان الصياد برا وعايز حضرتك."

رفع ذياد عينه من على اللاب توب، وقال بنبرة هادية لكن صارمة:

– "دخّليه، ومن دلوقتي يدخل من غير استئذان... فاهمة؟"

أومأت السكرتيرة برأسها وخرجت، وبعد ثواني بالظبط... الباب اتفتح، ودخل ريڤان، بخطوات واثقة، ملامحه هادية، بس عينه تقطع الصخر.

ذياد بابتسامة ترحيب:

– "ريڤان باشا بنفسه هنا... نورت المكان."

قعد ريڤان قدامه، من غير ولا كلمة زيادة، وقال بصوت هادي جدًا، بس فيه نبرة خطر:

– "ده أنسب مكان أكلمك فيه بهدوء..."

ذياد استغرب نبرة صوته، ورفع حواجبه:

– "في إيه؟ حصل حاجه؟"

ريڤان اتكّى بإيده على مسند الكرسي، وقال بنبرة أهدى من اللازم:

– "الشخص اللي كان بيهددك بنادين... امبارح مسكته."

ذياد – بصدمة:

– "نــادين؟!! إنت عرفت؟!"

سكت لحظة، وتلون وشه بالدهشة والتوتر، فاكر الأيام اللي كان فيها بياخد رسايل مجهولة المصدر، وتهديدات إن لو مبعدش عن نادين هيموتها 

وهو كان ساكت، مش عايز ريڤان أو رعد يعرفوا…

بس واضح إن ريڤان عارف أكتر مما بيتقال.

ريڤان – بابتسامة باردة:

– "الواد كان بيلعب بالنار... دخل بيت الوحش برجليه، ومكانش عارف."

ذياد اتنفس ببطء، وحاول يفهم، لكن ريڤان كمّل وهو بيقف:

– "علمته الأدب... وعرفت منه كل حاجة..الرسائل  وحتى الناس اللي مشّياه."

قرب من المكتب، حط كارت صغير عليه، وقال:

– "اللي باعتلك التهديدات… مش هيكرّرها. واللي معاه… اتحرق."

رفع عينه لذياد، وقال بهدوء يخوف:

– "الوحش باعتلك سلام."

لفّ، وخرج من المكتب بخطوات هادية، وعلى وشه ابتسامة فيها انتصار ...

وذياد قاعد مكانه، عينه متسمّرة في الهوا، وهمس بصوت شبه مسموع:

– "صدق اللي سماك وحش...

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

في كافيه بسيط على النيل...

كان الجو دافي، والشمس لسه بتودع اليوم، ولينا قاعدة قدام ريان، بتحرك المعلقة في العصير من غير ما تشرب، وعيونها فيه.

قالت له بخجل بسيط:

– "حاسّة إنك بتخبّي حاجة…"

ريان رفع حاجبه، وبص لها بنص ابتسامة وقال:

– "من ساعة ما اتخطبنا وانتي كل ما أكون ساكت شوية تقوليلي بتخبّي حاجة."

– "ما هو انت فعلًا بتخبّي!"

قالتها وهي بتضحك، بس بسرعة خدت رشفة صغيرة من العصير كأنها بتحاول تهرب من نظرة عينه.

ضحك وقال:

– "لو قولتلك إني بحب أبصلك وانتي ساكتة… كده برضو تبقي مؤامرة؟"

وشها احمر، وحطت إيدها على وشها وقالت:

– "ريان… بلاش الكلام ده قدام الناس."

– يعني بلاش أقول اللي جوايا يعني 

قالها الكلمة الأخيرة وهو بيقرب كفّه من كفها على الترابيزة، لمس صوابعها بهدوء…

ولينا سابت إيده، بس ما بعدتش، بالعكس… نزلت عيونها في الأرض وابتسمت.

سألها ريان بلُطف:

_ الفستان عجبك يا ليتو 

هزّت راسها بحماس:

وطلع تحفة اووووي 

ريان لمح الفرحة في عنيها، وسكت ثواني كأنه بيخزن الصورة دي في دماغه…

وقال بهدوء:

– "هتكوني أجمل عروسة شافها قلبي."

اتسعت ضحكتها، وقالت له بخفة دم:

– "يعني قلبك شاف كام واحدة قبل كده؟"

– "هو قلب مش كاميرا يا لينا… بس لو كان كاميرا، كان هيصورك انتي بس، وعلى طول."

ضحكت أكتر، وبعدين حطت كفها على خدها وقالت له بهدوء:

– "أنا كنت فاكرة إني عمري ما هتكلم تاني… بس دلوقتي…

أنا حتى صوتي بيرتاح جنبك."

ريان حس بقشعريرة خفيفة في جسمه… الكلام جه من القلب، وبصدق، وهو عارف كويس قد إيه دي مش مجرد جملة، دي لحظة.

وبهدوء، مد إيده في جيبه… وطلع علبة صغيرة، فتحها قدامها.

جواها كان في سلسلة دهب بسيطة… فيها قلب، محفور عليه حرف L & R

وتاريخ معين…

قال لها:

– "دي مش هدية مناسبة ولا عيد…

بس التاريخ اللي مكتوب… هو يوم ما نطقتي لأول مرة…

كان أعظم يوم في حياتي."

لينا بصت للسلسلة، وبعدين له… وبصوت خافت جداً، قالت:

– "أنا… مش عارفة أقول إيه."

ريان قفل العلبة، وقربها منها وقال:

– "قوليلها قدامي ‘بحبك’… وأخدها."

ضحكت من قلبها، بس عنيها دمعت، وهمست بخجل:

– "بحبك يا ريان…"

هو ماخدش السلسلة، هو بس قام، ولبسهالها بنفسه، وهو بيهمس وراها:

– "وأنا كمان… بحبك أكتر مما الصوت يقدر يقول."

وسكتوا شوية…

بس الصمت كان دافي، ومليان كلام.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

عند عز وقف بالعربية بتاعته قدام بوابه قصر الصياد فتح ليه الحارس وهو بيأدي التحيه نزل عز من العربية وفي إيده ملف

عز وهو داخل ـ والله علي أخر الزمن هشتغل توصيل ملفات كان مالي انا كان زماني ملك قاعد في مكتبي ملك ملي هدومة بس أهي جات بفايدة اما أشوف ست الكل عامله اكل اي وفجأة وقف لما شاف بنت صغيرة جات وإستخبت وراه 

ـ إلحقني يا عمو 

عز بإستغراب ـ انتي مين يا شاطرة 

البنت ببراءة ـ خبيني بس الاول وانا هقولك انا مين 

ـ طب مين بيجري وراكي 

وفجأة ظهرت ليليان قدامة وهيا بتقول بغيظ ـ انتي هنا وانا بدور عليكي 

اتخض عز منها وقال ـ بسم الله طب كحي حتي انا قطعت الخلف 

ليليان بطفولة ـ بقولك إي يا أستاذ عز ابعد عن طريقي دلوقتي ..وانتي تعالي هنا 

قالت أخر جملتها وهيا بتبص علي البنت بغيظ وحاولت تمسكها من ورا عز وكانت قريبه جدا منه وعز لأول مرة يركز في ملامحها وقد إي ملامحها طفولية وجميلة وهادية 

البنت بصراخ ـ عاااااا إلحقني يا عمو 

فاق عز من شروده علي صوت صراخ البنت وحاول يمسك ليليان اللي كانت زي الفارة ومش عارف يكتفها بسبب قصرها 

عز بنفاذ صبر ـ يخربيتك فارة مش عارف أمسكك 

وقفت ليليان فجأة لما سمعت جملته والبنت هربت بسرعه 

ليليان بغيظ ـ انا فارة يا عز .

عز بتوهان ـ أحلي فارة والله 

اتكسفت ليليان واتلخبطت وقالت ـ ا..ا..انت يوووه أسكت بقا يا عز أصل انا زعلانه اوي اه والله 

ابتسم عليها وقال ـ زعلانة ليه بس 

ليليان بزعل ـ البنت دي بنت واحده شغالة عندنا إسمها زينب وأبيه فهد كان جايب ليا شوكلاته وانا روحت أجيب مايه .. لقيتها كلت الشوكلت بتاعي كله ..عاااااااا

عز بإبتسامة ـ بس يا ليليان 

ليليان ـ عاااا انا عاوزه الشوكلت بتاعي عااااا

عز بحنان ـ طب خلاص هجبلك الشوكلت بتاعتك بس أسكتي 

سكتت ليليان بفرح وقالت ـ واااو بجد 

ضحك عليها من قلبه وهيا سكتت بحرج 

عز بضحك ـ أيوة بجد ..خودي بقا الملف ده إديه ل يزن 

خدت منه الملف ب إحراج وقالت ـ حاضر 

عز بإبتسامة ـ انا ماشي ومتخافيش هبعتلك الشوكلت مع البنت 

ليليان بغيظ ـ لا هتاكلهم 

عز ـ ههههه لا متخافيش سلام وسابها ومشي 

وليليان فضلت واقفه تبص عليه وقلبها بيدق وهيا مش عارفه ليه وفعلا بعد خمس دقايق البنت دخلت عليها بكيس كبير مليان شوكلت خدته منها بفرح كبير ودخلت جري علي القصر 

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕





أروى – أوضتها الصغيرة في بيت والدها

الليل كان ساكت، بس قلب أروى كان بيصرخ بصوت كل اللي جواه.

كانت قاعدة على الأرض، ضهرها للحائط، والدموع مغرقاها.

وشها كان باين عليه أثر الضر*ب… كف واضح على خدها، وتحت عينها فيه زر*قة خفيفة لسه بتظهر.

في إيدها صورة قديمة… صورة لأمها وهي حاضناها، وهي صغيرة… في لحظة سعادة مفقودة.

حضنت الصورة كأنها بتحضن أمها بجد، وقالت بصوت مخنوق:

– "انتي مشيتي وسبتيني ليه يا ماما؟

أنا لوحدي… بابا بيضر*بني كل يوم، ومراته… مراته بتقفل عليا الباب ومبتدينيش أكل…

أنا جعانة، جعانة أوي يا ماما، وخايفة…

كل ما الليل بييجي، بحس إني بمو*ت حتة…"

دموعها كانت بتنزل بهدوء دلوقتي، كأن حتى الدموع تعبت.

لفت نفسها في شال قديم كانت أمها شريته زمان، وكان ريحته لسه فيها ريحة حنينة.

وفي لحظة استسلام، وشها بدأ يهدى… وغرقت في النوم على الأرض.

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

بعد مده طويلة 

حس يزن بنفس أرين في رقبته مبقاش منتظم عرف انها صحيت مشي إيده علي ضهرها بحب وقال 

ـ حبيبي 

همهمت آرين بهدوء وهيا بتدفن وشها في حضنه أكتر 

يزن بحنان ـ بقيتي كويسة دلوقتي ..؟ 

آرين بصوت مبحوح ـ أيوه 

يزن ـ طيب نمتي كويس عايزة تنامي تاني ..! 

آرين بنفي ـ لا مش عايزة 

ابتسم يزن بحب وقال ـ طيب قومي يلا عشان ناكل سوا انا ميت من الجوع 

آرين بهدوء ـ انا مش جعانة 

يزن مط شفايفه وقال ـ امممم طيب انا كمان مش جعان 

آرين ب إستغراب ـ بس انت قولت دلوقتي انك جعان 

باس جبينها بحب وقال ـ لو كلتي معايا هاكل غير كده لا 

تنهدت وقالت ـ طيب ماشي هنزل أجيب أكل لينا وأجي 

يزن ـ الاكل أهو يا روحي 

نظرت آرين الي الطاولة اللي عليها أكل وإبتسمت شالها يزن بخفة وراح بيها ناحيه الكنبة وقعد عليها وقعدها علي رجلة وبدأ يأكلها وهيا كمان بتأكلة وبعد مده انتهو وآرين قالت ـ هنزل أعملك فنجان قهوة علي متكون انت غيرت هدومك 

يزن ـ ماشي يا حبيبي متتأخريش عليا تمام 

ونزلت آرين تعمل القهوة ليه ويزن دخل الحمام ياخد دش ويغير هدومه 

بعد مده طلعت آرين وكان معاها فنجان قهوة وجنبه عصير عناب ساقع 

دخلت الجناح وكان يزن خلص الدش وغير هدومه ل هدوم بيتي مريحه وواقف في الشباك بيتكلم في التلفون وبينشف شعره ابتسمت آرين وحطت الصنيه علي التربيزه الصغيره وراحت عنده ومسكت آيده وهو بصلها بإبتسامه 

يزن ـ اه ..اه كمل معاك 

شدته بهدوء وقعدته علي السرير ومسكت منه الفوطة وبدأت تنشف شعره بهدوء 

ابتسم يزن وقال ـ طيب يا عز أكيد ليليان حطت الملف في المكتب هبص عليه وبكره في الشركة نتقابل ان شاء الله ......... لا متقلقش كل حاجه تمام انا إتكلمت مع يامن ........ معرفش تلاقية واخد قرشين من حد متقلقش انا هتصرف وهوصي عليه في الشرطة 

راحط أرين عند التسريحة وجابط المشط والكريم الخاص بشعر يزن وحطت الكريم علي شعرة ومشطت شعره بهدوء وهيا مبتسمة 

يزن ـ ماشي يا عز هبقا أكلمك بعدين ...سلام يا صحبي 

خلصت آرين ومش إيدها بين شعره بحب ومسكت راسه وباستها بحنان 

قعدها يزن علي رجلة وقال ـ امممم بتتحمرشي فيا 

ضحكت آرين بقوة ويزن تاه في ضحكتها 

آرين بضحك ـ هههههه بتحمرش اي بس ههههه 

يزن بمرح ـ ايوا قولت الواد مشغول في التلفون استغل الفرصة 

آرين ـ ههههههه

وسندت براسها علي كتفه ـ ربنا يخليك ليا يا يزونة 

يزن ـ يا مين يختي 

آرين بخبث ودلع ـ يزونه بدلعك يا حبيبي 

يزن برفع حاحب ـ لا يزونه ولا حلزونه إسمي يزن وبس .

آرين بضحك ـ هههههه حلزونه إي بس هههههه 

يزن ـ بت إسمي اي 

آرين بمكر ـ ي..ز..ونه 

يزن بخبث ـ طيب انتي اللي جبتيه ل نفسك وبدا يزغزغها من جنبها وهو بيقول ـ يزن إسمي ايييي 

آرين ـ ههههه ..بس خلاص . والله هههههه

يزن بضحك ـ قولي يزن 

آرين ـ ههههه مش قادره 

يزن ـ مش هسيبك غير لما تقولي يزن 

آرين ـ هههههه يزونه إسمك يزونه 

رماها يزن علي السرير وقال بخبث ـ بقا كده طب تعالي وبدا يدغدغها بقوة وصوت ضحكهم كان مالي القصر 

ويزن بحبه وعشقه ليها قدر ينسيها حزنها 

بس يزن قلبه مشغول يتري كانت بتعيط كده ليه ومرضاش يسئلها دلوقتي 

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕






تاني يوم كانت آرين قاعده مع ليليان في غرفتها ويزن مشي مع ندي وماري وراح الشركة 

ليليان ـ قوليلي بقا مالك يا ست آرين 

آرين بإبتسامة ـ مالي منا كويسة اهو وفرحانه اوي عشان كلها إسبوع ولينو هتتجوز 

ليليان برفع حاحب ـ عليا يبت ده يزن قبل ميمشي قالي أجي ألاقيكي عرفتي آرين زعلانه ليه من إمبارح يا إيما مش هيحصل 

أرين بتنهيدة ـ يزن ..يزن ده ربنا يخليه لقلبي ويحفظه من كل شر 

ليليان ـ هيييح يا عيني يا عيني 

آرين ـ بس يا لمضه 

ليليان ـ طب قوليلي مالك مش انتي بتعتبريني اختك برضو 

آرين بحزن ـ يعلم  ربنا انا بحبكم كلكم قد إي وكلكم إخواتي 

ليليان رتبت علي كتفها بهدوء ـ طب قوليلي مالك 

آرين بتنهيدة ـ هقولك بس متقوليش حاجه ليزن انا مش عايزاه يزعل 

ليليان اتوترت وبصت في تلفونها اللي بيسجل بأمر من يزن طبعا 

ـ ا..اه احم ..اه طبعا قولي 

آرين بحزن ـ كل بنت كانت بتتمني يوم مميز ليها يوم فرحها عيلتها جنبها أبوها وأمها واخواتها وأصدقائها والقرايب والجيران بتحلم تلبس فستان ابيض وطرحه طويلة وترقص هيا وحبيبها علي اغنية رومانسيه وهو يغنيلها ويشيلها ويلف بيها ويعمل ليها مفأجأة ... تعرفي انا فرحانه اوي اوي ل لينا بنت طيبة وتستحق الجميل كله أبوها جنبها هيسلمها ل عريسها والدموع في عينه ويقوله خلي بالك منها دي الغالية خليها في عينك ولو زعلت في يوم انا هقفلك ويعرفه انو ليها دهر ليها سند اخواتها كلهم هيقفو في ضهرها رعد وفهد ولؤي ويزن لو جات في زعلانة أكيد هيزعقو معاه ههه أختهم وانتي وماري وندي معاها دايما هتلبسوها وهتجهزوها وتقفو وراها وأبوها بيسلمها ل العريس وتشيلو طرف الفستان والناس ... وكملت بدموع والناس تقول اخواتها وأهلها ودهرها .. انا ..انا اتخلقت وحيده مفيش حد جنبي كان ..كان نفسي في اب ياخدني في حضنة ويقولي انا جنبك يا روحي نامي ومتخافيش بابا جنبك كان نفسي في ام تكون حنينه عليا وتكون صحبتني وتعرفني الصح من الغلط

آرين – عينيها مغرقة دموع، وكلامها بيخرج بصوت مرتعش من جوا القلب:

– "كان نفسي أحس إني مش غريبة فـ الدنيا…

كان نفسي أحس إني مش لوحدي…

كان نفسي أنام وأنا مطمنة إني هصحى ألاقي حضن مستنيني، حضن أم… ريحته فيها أمان.

أو إني ألاقي بابا بيجيبلي لعبتي اللي بحبها، أو حتى يقولي لأ وأنا أزعل، بس على الأقل يكون موجود…"

وبكت 

لكنها ما بكتش زي المرات العادية…

كانت دموعها مختلفة.

دموع حد عمره ما لقى مكانه وسط الناس، وبيحاول يقنع نفسه إنه قوي… لكن جواه طفل بيصرخ من الوحدة.


– "أنا لما بشوف حد بيتخانق مع أهله… بضحك من جوايا.

بتمنى أكون مكانه…

أهو عنده أهل يتخانق معاهم!

أنا كنت بتكلم مع لعبتي زمان… كنت بحكيلها كل حاجة.

كنت بقولها إني جعانة، وإني خايفة، وإني بحلم إن حد يخبط عليا الباب ويقوللي:

– 'يلا يا آرين… جه وقتك تعيشي زينا…'

بس محدش خبط…

ولا حد جه."





سكتت لحظة ومسحت دموعها بطرف كمّها، لكنها ما كانتش بتحاول تبين قوية.

كانت بس بتحاول تستجمع شوية من نفسها، تكمل بيهم.

– "زمان…

كنت لما أسمع عن فرح، أستخبى في أوضتي وأتخيل نفسي العروسة.

كنت بلبس طرحة قديمة لقيتها مرمية عند حدّة في الملجأ، وألفها على شعري،

وأقولهم 'أنا عروسة'،

وأرقص لوحدي،

وأتخيل إني شايلة ورد، وحوليّ ناس بتحبني…

بس كل ده كان وهم.

كان بيفضل في دماغي…

ولما أصحى… ألاقي نفسي على السرير الحديد، والمروحة بتزن، والليل حالك، وأنا بردانة وخايفة…

ومفيش حد."

ليليان كانت سكتة تمامًا…

عينها غرقت دموع، بس ما كانتش قادرة تنطق.

الوجع اللي في صوت آرين كان بيخترق القلب، يكسره ويعيد تركيبه على هيئة سؤال واحد:

"هي البنت دي استحملت قد إيه؟"

آرين كملت وهي بتحاول تبتسم، بس كانت ابتسامة منهارة:

– "أنا مش بزعل على حاجة فاتت…

أنا بس كنت بحلم…

أبسط حلم لأي بنت في الدنيا.

مش حلم القصور ولا الدهب…

أنا كان نفسي في حضن،

كان نفسي لما أبكي ألاقي إيد تطبطب،

مش تبصلي وتقولي 'اقفلي صوتك هضربك'…

كان نفسي لما أكبر ألاقي أخ أو أخت يقولولي 'اتأخرتي ليه؟'

مش ألاقي الباب مقفول في وشي، والمفتاح من جوه."

اتنفست بعمق، ونزلت دمعة جديدة… هادية، لكنها تقيلة، كأنها دمعة عمر كامل.

– "أنا عمري ما جربت أفرح بجد…

يمكن بس مع يزن،

هو الوحيد اللي حسسني إني مش عيب…

مش ناقصة…

بس برضو… ساعات بخاف أفرح…

عشان كل مرة كنت بفرح، كنت بعدها بتوجع.

عارفة أنا بحب لينا قد إيه…

بس وأنا بضحك وبساعدها، كان جوايا صوت صغير بيقولّي:

'طب وانتي؟

فرحك هيبقى عامل إزاي؟

مين هيبقى جنبك؟

مين هيقولك إنتي حلوة يا عروسة؟'"

ليليان قامت، قربت منها، وقعدت على الأرض قدامها، وبهدوء شديد، أخدت إيدها في إيدها.

وقالت بصوت حنين، صوت صادق:

– "وإحنا… مش أهل؟

مش إخواتك؟

مش بنحبك؟

يمكن الدنيا ما عطتكيش البداية اللي تستحقيها…

بس قسمًا بالله، النهاية هتكون مختلفة.

مش عشان حظك اتبدل…

لكن عشان ربنا كان شايف، وكان بيحضرلك الناس الصح…

يزن، وأنا، وندي، وماري، ولؤي، وفهد، ورعد…

إحنا معاكي…

وبنتعلم منك،

إزاي القلب يفضل نضيف رغم كل الجروح."

آرين بصت فيها، وقالت بهمس:

– "أنا مش عايزة كتير…

أنا بس… عايزة يوم أفرح فيه

ويكون ليا ناس تقول عليا 'دي عروستنا'

مش 'اليتيمة'."

قامت ليليان، ورفعتها معاها بحضن كبير…

وقالت بخبث وهي تمسح دموعها:

– "وبعدين، يعني مش انتي مرات يزن الصياد؟

والله لأفرحك فرح يخلي لينا نفسها تزعل!

وألبسك طرحة أطول من شارعنا،

وأشيلك أنا لو يزن تعب!"

ضحكت آرين من قلبها…

ضحكة باكية، بس مليانة حياة…

كانت أول ضحكة حقيقية من أيام.

وليليان بعتت التسجيل ل يزن وعيونها مليانه دموع 

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


في مكتب يزن – منتصف اليوم

كان يزن قاعد بكل تركيز قدام شاشة اللابتوب، قدامه عادل مدير الحسابات، بيشرح تقارير عن الميزانية الجديدة لفرع دبي.

عادل ـ بهدوء:

– "والصفقة دي هتكلفنا مبدأيًا 2.5 مليون، بس الأرباح هتبدأ تظهر بعد أول شهرين تشغيل…"

يزن حاسس إن الكلام بيدخل ودنه ويخرج من التانية، عقله مشغول بحاجة تانية، قلبه مش مرتاح من لحظة دخل المكتب.

وفجأة… صوت مميز رن في المكتب.

رسالة من ليليان.

مد إيده بهدوء، فتحها…

وشاف التسجيل.

قرأ أول سطر في الرسالة:

"زي ما طلبت مني، آرين اتكلمت…"

ماكملش قراءة وقال ل عادل 

ـ طيب اتفضل انت يا عادل وكمان ساعتين اتجمع انت والفرقه كلها عندنا إجتماع 

عادل بإحترام ـ أمرك يا باشا وإستأذن ومشي 

…   و يزن ضغط على "تشغيل"، وحط الموبايل على المكتب، وسند ضهره لورا في الكرسي الجلد.

ليليان اتسجلت بصوتها الأول:

– "أرين، قوليلي مالك…"

وبعدين… بدأ صوتها.

آرين.

آه يا وجع القلب…

الصوت اللي حافظه، والضحكة اللي بتطمنه، بقت دلوقتي مليانة حزن… وكسرة.

"كان نفسي في أب ياخدني في حضنه… ويقولي أنا جنبك يا روحي…"

صوابع يزن بدأت تضغط لا إراديًا على طرف الكرسي، وعنيه تزوّجت بالدموع بس ماسابهاش تنزل.

كان سامع… بس عاجز.

كأنه مربوط…

كأن الصوت بيخترق ضهره، ويعدّي جواه لحد القلب ويخبط فيه بقوة.

"كان نفسي في أم… تعرفني الصح من الغلط… ترجعني لو ضعت…"

غمض عنيه بقهر، كأن الكلمات بتتقال ليه هو…

هو اللي فشل يحس بكل ده من بدري.

هو اللي سابها وجعها تتدفن تحت صوت ضحكتها وهي بتقول “أنا كويسة”.

الصوت خلص.

بس الرجفة في قلبه ماخلصتش.

فضل ساكت.

وبعدها…





قام بهدوء، راح ناحية الشباك الكبير اللي بيطلّ على القاهرة،

والمدينة بتجري تحت رجله…

بس هو واقف، ثابت، في مكانه،

وحاجة جواه بتتكسر.

بصوت واطي، مش بيكلم حد معين:

– "دي أميرتي… اللي كنت فاكرها بتتحمل…

بس هي كانت بتنزف… وأنا ماخدتش بالي."

اتنفّس ببطء…

كأن النفس محتاج طاقة يطلع، كأن الوجع خنقه.

رجع لمكتبه، قعد، وكتب في ملاحظاته:

> "لو هنعمل خطة لفرح آرين،

فده مش فرح… ده حياة جديدة.

عايز كل اللي اتحرمِت منه تعيشه مضاعف.

عايز تتصور وهي بتضحك من قلبها.

عايز طرحتها تلمس الأرض… وتكون أطول من أي دمعة نزلت منها زمان.

فتح الموبايل، وبعت رسالة لـ فهد:

"تعالى المكتب حالًا."

ثم بعت رسالة لليليان:

"خليكي معاها متسيبهاش لوحدها ."

رجع يبص في الصورة اللي كانت علي مكتبه…

آرين كانت فيها بتضحك وبإيديها وردة صغيرة،

لكن في عينيها حاجة بيشوفها لأول مرة دلوقتي…

حزن مألوف… بس مخفي.

يزن، وهو ماسك الصورة، قال بهمس:

– "أنا آسف…

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

وبعد أسبوع أخيرا 

انهاردة فرح الملاك علي ريان 

كانت الفرحة باينه علي وجوههم كلهم والقصر بيتزين بطريقة جميلة وشيك جدا وحاجه اخر فخامة ويزن طلب نوع ورد مخصص القصر كله يتزين بيه كانت آرين بتجهز عشان راحه مع لينا السنتر مع البنات وإبتسامة صافية علي وجهها 

دخل يزن وابتسم ـ أميرتي جاهزة 

آرين بحماس ـ جدا يلا بقا انت خليت البنات يمشو وقولت انت هتوصلني ل باب السنتر بنفسك 

يزن بضحك ـ اي ده امتا ده 

آرين وهيا بتشد إيده ـ يلاااا بقا انت لسا هتتكلم 

ضحك يزن من قلبه عليها وراحو السنتر 

ووصلها وهو في الطريق جاب ليها بوكيه ورد من النوع اللي هو بيعشقة وآرين اكتشفت ده 

وصلها السنتر ومشي 

جوه السنتر 

كانت لينا بتعمل ماسك لوشها وآرين خلت سلمت عليهم وقعدو وليليان جه في بالها فكره 

ليليان ـ آرين تعالي اعملي ماسك انتي كمان 

آرين بحرج ـ احم مش عايزة يا لي لي 

ليليان بتصميم ـ لا يلا 

والبنات كلهم اتحايلو عليها لحد موافقت بإستسلام وعملو ليها هيا كمان كل حاجه كانها عروسة بالظبط 

البنت صاحبه الكوافير جات وأخدت لينا عشان تلبسها 

ماري شافت فستان ـ وااااو شوفو الفستان ده 

ليليان ـ بسم الله ماشاء الله بجد تحفة اوووي وكمان التفصيلة رقيقة اوي وجميلة ولا شوفو التاج 

آرين نظرت ل الفستان وانبهرت بيه بجد كان جميل بمعني الكلمة واتمنت لو انو ليها 

البنت من وراهم ـ الفستان ده موديل جديد اول مره ينزل وجاي بطلب مخصوص ل بنت 

كانت آرين بتبص علي الفستان بإنبهار فاقت علي صوت البنت 

البنت ل آرين ـ انا خايفة الصراحة الفستان ميجيش علي مقاسها هيا في عودك وطولك بالظبط ممكن تلبسيه عشان أشوفة 

اتوترت آرين وقالت ـ مينفعش جوزي مش بيرضي أخليني أغير هدومي برا البيت 

ليليان ـ يا آرين انتي هتقسيه بس 

ماري ـ احم بليز يا آرين إلبسيه وعارفه كمان إلبسيه وهصورك وانتي لابساه عشان تكون للذكري انتي ملبستيش فستان في فرحك وعندي فكره كمان 

كلهم ـ اي 

ماري ـ آرين هتقيس الفستان وهتحط الميكب كمان واحنا هنجهز ونلبس ونتصور كلنا مع بعض 

ندي ـ واااو فكره تجنن 

ليليان ـ والله حركه حلوة 

آرين  ـ لا يا بنات أخاف ل يزن يعرف ويدايق اني غيرت هدومي برا 

كلهم قامو وشدوها ـ يلا بقا مش هنقول  ل يزن حاجه وحياتي 

لينا قالت ـ وحيات يزن عندك تقومي تلبسي الفستان ده انا هتجنن وأشوفه عليكي 

ندي ـ يلا بقي يا آرين انتي كده كده هتغيري هدومك برا عشان الفستان اللي هتلبسية 

ماري ـ يلا بقي يا آرين 

ليليان ـ وحيات يزن عندك انتي مش بتحبيه ولا اي 

كلهم ـ وحيات يزن عندك تقومي 

آرين إستسلمت والبنات أخدتها عشان يطلعو الدور التاني 

آرين ـ إي ده احنا  رايحين فين 





البنت هنطلع علي السلم ده واللبس فوق والميكب كمان وتنزلي عروسة من هنا انا هقيس عليكي الفستان ويارب يطلع مظبوط واشوفة عليكي وبعدها تنزلي للبنات تتصوري معاهم زي مهما حابين مع اني ممكن أرفض عشان كده خسارة ليا لكن عشان خاطرك انا هوافق تتصوري 

آرين بإبتسامة ـ شكرا ل ذوقك 

آرين لبست الفستان وكانت جميلة جدا جدا بمعني الكلمة ولما شافت نفسها في الفستان كانت فرحانه جدا بس الفرحة مش كاملة هيا هتقيس بس 

البنت بسم الله ماشاء الله ياريتك بجد عروسة وتطلعي من عندي وانتي بالجمال ده 

آرين ـ أحم شكرا ممكن اشوف في المراية 

البنت ـ هعملك ميكب بسيط جدا الاول وبعدين انزلي شوفيه 

آرين بتوتر ـ هو لازم ميكب يعني 

البنت ـ صدقيني الميكب خفيف خالص لا يذكر انتي أصلا جميلة اوي من غير حاجه  وبعدين تنزلي تتصوري بس بشرط 

آرين ـ اي 

البنت ـ هربط عنيكي بشريط خفيف عشان تشوفي نفسك تحت في المراية الكبيرة 

آرين ـ موافقة بس بسرعه بالله عليكي العريس زمانه جاي وانا لسا هغير هدومي 

البنت ـ متقلقيش انا والبنات معاكي هتخلصي في ثواني تعالي يلا 

والبنت حطتلها ميكب خفيف جدا ولبستها الطرحه والتاج وكمان جابت الجزمة بكعب عالي وكانت جميلة جدا جدا وآرين كانت خايفة لتقع من علي السلم وهي نازلة 

آرين نازلة ممن علب السلم والبنت رابطه عينيها ومسكاها ـ متخافيش واحده واحده علي مهلك انتي بسم الله ماشاء الله حلوة اوي البنات هتتصدم لما تشوفك 

آرين ـ هو السلم طويل اوي ليه كده 

البنت ـ هههههه عشان انتي نازلة ببطي بس خلاص يا قلبي وصلنا اهو هنادي للبنت دي تيجي تمسك إيدك أيوة يلا هاتي إيدك هنا يلا كملي انا وراكي اهو تعالي خلاص احنا داخلين علي البنات 

آرين ـ هو الجو ساقعة 

البنت ـ عشان التكييف بس خلاص إرفعي رجلك وعدي خطوة كبيرة اقفي هنا بااااس تمام كده 

آرين ـ إي الاصوات دي ..؟

االبنت ثواني هفكلك الشريط البنت فكت الشريط وكانت المفاجأة 

آرين فتحت عنيها وشافت نفسها قدام السنتر ويزن واقف قدامها وماسك في إيدة بوكيه ورد جمييل جدا 

آرين بدموع وصدمة ـ يزن 

يزن بإبتسامة ـ قولتلك هيجي يوم وافاجئك مفاجاة انتي مش هتتوقعيها يا أميرتي ...وعروستي وغمز 


يتبعععع 

          

         الفصل الخامس والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×