رواية اوجاع الماضي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سلوي عوض
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 23
أما ف المستشفى كان الجميع قد وصلوا، كمال بيجري مهرولًا:
كمال: ابني فين؟ عاوز أشوفه.
الطبيب: إهدى يا أفندم، للأسف ابن حضرتك جالنا وهو متوفي بالفعل، وهو حالياً في تلاجة المستشفى.
كمال (بدموع): عاوز أشوفه.
عز (ببكاء): تعالَ نشوفه ونودعه.
ويدخلوا مع الطبيب لتلاجة الموتى.
كمال: أكمل... ابني حبيبي، روحت غدر، بس أبوك هيجيب لك حقك.
كمال: يلا يا عز.
ويخرج عز وكمال من غرفة تلاجة الموتى.
كمال (بحزم): تعالَ نطمن على حامد، وبعد كده ربنا يحلها.
عز: ربنا يديك على أد غلاوته صبر.
كمال: اللهم آمين، بس لازم نلحق ابننا التاني.
عز (محتضن كمال): ربنا يخليك ليا يا أخويا.
كمال (للطبيب): فين غرفة الرائد حامد عزالدين؟
الطبيب: الحمدلله، الطلقة جات في دراعه، وخرجناها، وهو دلوقتي في غرفة الإفاقة.
عز: الولاد بيروحوا مننا واحد ورا التاني.
كمال: إهدى يا عز، إن شاء الله حامد وجميلة هيبقوا بخير.
أما شمس ونزار فكانوا وصلوا المستشفى:
شمس: أعمل معروف يا دكتور، شوفها مالها.
الطبيب: طيب دخلوها غرفة الكشف وانتظروني بره.
نزار: ربنا يستر، عمك ممكن يروح فيها، بنته وولده وخطيبها.
شمس: والله ما عارف أقول إيه.
ويخرج الطبيب:
الطبيب: ديه حالة انتحار واضحة، هنعملها غسيل معدة.
شمس: أعمل أي حاجة، المهم بت عمي تقوم بالسلامة.
الطبيب: إن شاء الله نقدر نلحقها.
نزار: تفتكر يا شمس أبوك هو اللي ورا كل ديه؟
شمس: أكيد هو، هو فيه غيره؟ مش ليه قلب أسود كده ليه؟
نزار: بس عمك جاي ناحيتنا هو والوزير.
كمال: شمس، هسألك سؤال واحد وتجاوبني عليه.
شمس: تحت أمر حضرتك.
كمال: مين اللي قتل ابني؟
شمس (متلعثم): أصل... أصل...
نزار: أبوي يا باشا، هو ورا كل اللي جرى.
عز: إيه؟ مش معقول للدرجة ديه!
شمس: للأسف هو فعلاً.
كمال: شوف يا شمس، أنا راجل قانون، وعمري ما خالفت القانون، حتى لو كان ابني هو الضحية.
شمس: قصد حضرتك إيه؟
كمال: عاوز نقعد مع بعض، عشان هقولكم على الخطة اللي بيها هنوقع القاتل.
شمس: أنا مع حضرتك في أي حاجة.
كمال: عاوز أعرف كل حاجة عن والدك.
شمس: يبقى نروح البيت، وجدي هو اللي يعرف كل حاجة.
كمال: يبقى ندفن أكمل وبعدين نبدأ التحرك.
عز: هكلم أدهم يجهز طيارة عشان نسافر القاهرة.
كمال: لا، ابني هيندفن هنا يا عز. ومعلش، هنقول إن حامد كمان توفي زي أكمل، والباقي متوقف على شمس.
عز: اللي تشوفه.
كمال: إنت ناسي إني ابن البلد ديه؟ يعني ابني هيندفن وسط أهله. بس لو جرالي حاجة، ادفني جنبه يا عز.
عز: بعد الشر عليك.
كمال: لو بتحبني بجد، ادعيلي أحصله واندفن جنبه، عشان مش هقدر أعيش من غيره. إنت عارف إنه وحيدي وماكانش ليا غيره.
كمال (بدعاء): اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها.
كمال: شمس، عاوز مدير المستشفى حالًا.
شمس: حالًا هجيبه لحضرتك.
عز: عاوز المدير ليه؟
كمال: لما ييجي هتعرف.
وها هو شمس قد أتى ومعه مدير المستشفى.
كمال: اسمع، عاوز تعتيم إعلامي على اللي حصل، مش عاوز مخلوق يعرف باللي حصل لابني، فاهمني؟
عز: مش المفروض تتعمل له جنازة عسكرية لأكمل؟
كمال: لا، ابني هيندفن في سكات، ويوم ما نقبض على اللي عملها، وقتها هنعمله جنازة عسكرية تليق بيه.
عز: اللي تشوفه.
وهنا يسمع نزار رنين هاتفه:
نزار: أيوه يا أما؟
صافيه: بقولك إيه، فيه واحد جه هنا اسمه عياش ومعاه مراته ومعاهم البت ملك، وعاوزين عمك عز والوزير حالًا، وقالولي صح أخبار عيال عمك إيه؟
نزار: بخير، ثواني يا أما، خليكي معايا.
نزار (لشمس): أمك بتقول إن ملك جات، ومعاها جوز أمها وأمها، وعاوزين عمي والوزير ضروري.
شمس: يبقى لازم نروح لهم، عياش ديه يعرف كل حاجة.
ليبلغ شمس عمه والوزير بما حدث.
كمال: يلا بينا على البيت بسرعة، بس إحنا هنقول زي ما اتفقنا، إن حامد بعد الشر.
عز: تمام، حاضر.
ويخرج الجميع من المستشفى ذاهبين إلى المنزل.
أما عابد، ها هو قد اشترى خط جديد وفعّل عليه المحفظة.
عابد: خدي يا سناء، اتصلي بعبد الرحيم وقولي له على اللي اتفقنا عليه.
سناء: عيني، أطلبه.
عبدالرحيم: إيه الرقم الغريب ديه؟ تلاقي البت ملك جابت خط جديد.
عبدالرحيم: أيوه يا ملوكة.
سناء: ملوكة مين يا عبدالرحيم؟ إيه يا راجل، يعني تشترك في قتل ولد الوزير ومعاه ولد أخوك، غير مرات ابنك، ولا كله كوم وجوازك من عيلة صغيرة وتموت في إيدك ديه كوم تاني.
عبدالرحيم: إنتي يا بت المحروجة!
سناء: زي الشاطر كده، تحول على التليفون ديه مليون جنيه.
عبدالرحيم: إنتي مخبّلة؟ مليون جنيه إيه؟ وبعدين تليفون إيه اللي يتحول عليه مليون جنيه؟
سناء: خليك معايا يا عريس.
سناء: كده مش هينفع التحويل.
عابد: خلاص، قولي له يجهز اتنين مليون، وفي عربية بعد ساعتين هتقابله بره البلد، العربية نص نقل بيضا، يحط المبلغ في الصندوق.
لتعيد عليه سناء ما قاله عابد:
سناء: ما كانوا مليون؟
سناء: لأ، غيرت كلامي.
عبدالرحيم: مش هدفع ولا مليم.
سناء: براحتك، تليفون صغير للوزير وبعدها مش هتشوف الشمس تاني.
عبدالرحيم: مين إنتي؟
سناء: أنا اللي شفت كل حاجة، وكمان مصوّراك.
عبدالرحيم (بخوف): خلاص، خلاص، حاضر... بس آخد التصاوير.
سناء: لما تجيب الفلوس، هتاخد التليفون باللي عليه.
لتغلق سناء الخط في وجه عبدالرحيم.
عبدالرحيم: يا ترى إنتي مين يا بت المحروجة وطلعتيلي منين؟
عبدالرحيم: أمري لله، هعمل اللي هي عاوزاه، وأبقى كمان بالمرة لإلهام الفلوس، قطعة تقطع الكل ولا أموت البت بتاعت التليفون.
عبدالرحيم: آه بس لو موتها، جايز يكون ليها شريك، أنا أحسن حاجة أعمل حالي مجهز الفلوس في شنطة بس ألاجيها.
أما في منزل الحج حامد، نجد الحج حامد جالس مع عياش وزوجته، أما ملك فتركتهم وطلعت عند بسمة تواسيها في موت أختها.
الحج حامد: قولي بقى، عاوز عز ولدي ف إيه؟
عياش: لمؤاخذة يا حج، لما ييجوا هجول كل حاجة.
إكرام: أكيد نصيبه من نصايب عبدالرحيم.
عياش: أنا مش هتكلم إلا لما آجي وآخد الأمان كمان.
الحج حامد: عليك أمان الله.
عياش: الله يكرمك يا حج حامد.
إكرام: أهم جم أهم.
عياش: أنا واجع ف عرضكم، احموني.
كمال: نحميك من مين؟
عياش: الحج الكبير إداني الأمان كمان، خلاص، هقول.
وهنا تنفّس عياش الصعداء وقصّ عليهم كل ما يعرفه.
كمال: اسمعوا بقى اللي هقوله، بس فين ملك ديه؟
إكرام: فوق مع بسمة.
عز: اندهيله يا خيتي.
إكرام: حاضر.
لتصعد إكرام وتنزل ومعها ملك وبسمة وعشق.
كمال: ملك، أنا تحت أمرك.
كمال: يبقى تساعديني آخد حق ابني.
ملك: أؤمرني حضرتك.
كمال: لو سمحت يا حج، عاوز نقعد في مكان محدش يسمعنا فيه.
الحج حامد: يبقى نطلع الجناح بتاعي، اتفضل حضرتك.
كمال: عاوز الكل معايا.
شمس: إحنا تحت أمر حضرتك.
كمال: معلش يا إكرام، اقعدي إنتي هنا، عشان لو حد جه.
إكرام: ما العزا خلص يا أبوي، والناس كلها روحت.
كمال: معلش، خليكي هنا أحسن، وأي حد ييجي، هتقولي له إن الحج نايم، وإن الباقي كلهم في المستشفى.
إكرام: حاضر من عيني.
أما في المستشفى، نجد جميلة تبكي بحرقة.
جميلة: مين قالكم أنقذوني؟ أنا عاوزة أروح لأكمل، حرام عليكم!
الممرضة: الحقونا يا دكتور، الحالة فاجت، بس عندها هياج.
الطبيب: أنا جاي أشوفها.
ليتصل الطبيب بولد جميلة.
الطبيب: حضرتك، بنتك فاقت بس عندها حالة هياج.
عز: أنا جاي حالًا.
كمال: فيه إيه؟
عز: جميلة حالتها وحشة أوي.
كمال: أدهم، من فضلك خد نزار وروح هات جميلة وكمان حامد.
شمس: هو حامد حالته تسمح؟
كمال: حامد لازم يبقى وسطنا، لأنه ممكن يحاولوا يخلصوا عليه هو وجميلة، هاتوهم من غير ما حد يحس بيكم.
الجد شمش: عيال عمك أمانة في رقبتك، وهاتهم من الطريق المقطوع.
شمس: أوامر يا جد، بس المستشفى؟
كمال: أنا هكلم المدير، يلا بسرعة، مفيش وقت.
شمس: يلا يا نزار.
ويخرج شمس ويروح المستشفى لأن الطريق المقطوع قريب منها.
وهنا يدخل شمس غرفة جميلة.
جميلة: جاي ليه؟ هاه؟ جاي تشمت فيا؟
جميلة: أهو بقينا في الهوا سوا، إنت مراتك اتقتلت وأنا خطيبي وحبيبي اتقتل، واتقتلت معاه كل حياتي، اشمت فيا براحتك بقى.
لتبدأ جميلة في الصراخ، ليرفع شمس يده ويصفعها بالقلم.
شمس: بس بقى، حياتك في خطر وتقوليلي شمتان؟ مش متشمتانش!
ثم يرفعها على يده ويخرج بيها، ويحطها في العربية الخاصة به.
وبعدها يخرج نزار ومعه اتنين أطباء وحامد مستند عليهم.
شمس: اركبوا يا حامد، يلا يا نزار، ركبه بسرعة.
فيركبوا ويأخذ شمس العربية ويطير بيها ويوصلوا للمنزل، ويصعدوا إلى جناح الجد.
الجد (بدموع): حمد الله على سلامتكم.
حامد (بتعب): الله يسلم حضرتك، بس أكمل راح... أكمل راح يا عمي... سامحني، يا ريتني كنت أنا.
كمال: أمر الله يا ابني.
جميلة: وإشمعنا أنا اللي حبيبي يروح مني؟ أنا عاوزة أكمل!
عز: حرام عليكي يا بنتي، متقطعيش قلوبنا.
كمال: جميلة، اسمعيني كويس، مش إنتي كنتي بتحبي أكمل؟
جميلة: أكمل روحي يا انكل.
كمال: يبقى تساعديني وتنفذي اللي هطلبه منك.
جميلة: إنت إزاي مش زعلان على موت ابنك كده؟
كمال: يعلم ربنا يا بنتي إن قلبي بينزف عليه، لكن لازم أجيب حقه الأول، وبعدها نبقى نقعد نبكي وننوح عليه.
جميلة: طيب، أنا مطلوب مني إيه؟ لو طلبت روحي في سبيل إن حق أكمل يرجع، أنا تحت أمرك.
كمال: يبقى الكل يسمعني كويس...
وبدأ كمال في شرح خطته للإيقاع بـعبدالرحيم ومعه عجور وعصابته.
كمال: أنا أقدر حالًا أستدعي أكبر قوة وأدك الجبل على العصابة ديه، لكن أنا عاوز ألعبهم بطريقتي، وكمان عشان محدش يروح في الرجلين وهو مالوش ذنب.
كمال: وطبعًا بعد ما عياش قالنا كل حاجة على الاتفاق، فأنا هكلّف كل حد فيكم بدور يؤديه.
الكل: تحت أمرك.
كمال: بالنسبة لشمس، إنت وجميلة كده عرفتوا أدواركم، ملك كمان عرفت هتعمل إيه.
كمال: عياش والمدام هيرجعوا بيتهم عادي.
كمال: يلا بينا يا عز عشان ندفن أكمل.
عز: تعالَ يا أدهم.
كمال (لنزار): نزار، إنت هتشيّع في البلد إن حامد...
نزار: يعني؟
عز: أنا عارف هعمل إيه، متقلقش، ربنا يقوينا.
جميلة: سلّملي على أكمل يا انكل.
كمال (ينظر إليها وهو مدمع): حاضر يا بنتي.
جميلة: ثواني يا انكل كمال.
كمال: خير يا بنتي؟
جميلة: طيب، ما تبدّل الخطط؟ وكل ده؟ حضرتك تستدعي قوة كبيرة وتخلّص على كل الأشرار اللي حرّموني من حبيبي، وضربوا أخويا بالنار؟
كمال: انتي عارفة يا بنتي إني أقدر أدك البلد كلها، بس مش عشان ابني راح، تروح كمان أرواح بريئة.
أنا إنسان قبل ما أكون وزير، ومؤمن إن ده عمر ابني... لو كان نايم على سريره، كان برضه هيموت.
جميلة: يعني إيه؟
كمال: يعني أنا كل همي إني أقبض على المجرمين من غير ما أي حد بريء يتأذي.
جميلة: أنا كده فهمت حضرتك.
كمال: كل اللي طالبه منكم، إنكم تدعوا لابني بالرحمة.
الجميع: ربنا يرحمه يا رب.
كمال: يلا يا عز.
ليخرج كمال ومعه عز، ليذهبوا إلى المستشفى ويأخذوا جثة أكمل، ليذهبوا إلى المقابر لدفنه.
وبالفعل يتم دفن أكمل.
عز: حقك عليا يا صاحبي... لو ما كانش أكمل جه البلد هنا... ما كانش... استغفر الله العظيم.
كمال: ده عمره يا عز، وأكيد ربنا ليه حكمة في كده، عشان البلد تخلص من المجرمين دول.
عز: لله الأمر من قبل ومن بعد.
---
ليمر الليل على أبطالنا وهم في حالة حزن شديدة،
أما عبدالرحيم فكان قد جهّز كل شيء، ليأتيه اتصال من سناء:
سناء: جهّزت الفلوس؟
عبدالرحيم: آه، جاهزة... بس تجيبي التليفون اللي عليه الصور؟
سناء: معايا أهو.
عبدالرحيم: ساعة ونتقابل.
سناء: تمام.
لتغلق سناء المكالمة مع عبدالرحيم.
سناء: يلا يا عابد.
عابد: لا، خليكي انتي، أنا هروح لوحدي.
سناء: لازم أكون معاك، عشان أكلّمه طول الطريق، وآخد الحاجة منه.
عابد: مش قولتيله يحطها في صندوق العربية؟
سناء: إنت هتاخدني معاك، بس هتغطي وشك، وتسوق العربية، وأنا هخليه يحط الفلوس في شنطة العربية، وأديله تليفوني البايظ، عشان ما ينفعش يشوفك.
عابد: آه والله... كلامك صح.