رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السابع 7 بقلم صفاء حسني
وقفت البنت تراقبها وهي بتتكلم:
"يا بنتي ده جهاد، وده جوزك اللي ربنا اختاره ليكي، إنتي هتبقي زوجة مجاهد، ده شرف كبير."
اتشنجت إيمان، وكأن الكلام بيخبط في قلبها:
"شرف؟! الشرف إن جسمي يتعري هنا؟ في خيمة؟ من واحد أنا معرفوش؟!
هو ده اللي سماه أبويا دين؟
فين الدين اللي بيرحم؟ اللي بيخلي الإنسان يختار؟!"
قربت منها البنت وقالت:
"إوعي تتكلمي كده، هيتقال عنك مرتدة!"
اتنفست إيمان بصعوبة… دموعها بتنزل بدون صوت، بس قلبها بينهار بصوت عالي:
"أنا اتحكم عليا أكون زوجة مش بإيدي…
أنا هفضل طول عمري أكره اللي عمله فيا أبويا…
بس مش هسكت… مش هسكت."
خاينة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى
الفصل 7
---
⛺ داخل خيمة مظلمة – قبل القصف بساعات
كانت إيمان قاعدة على طرف فرشتها، عنيها معلقة في الأرض،
وإيدها بتتحرك بعصبية على طرف طرحتها،
لكن قلبها كان بيصرخ:
"أنا مش قادرة... مش قادرة أكمل كدة!"
دخلت الخيمة فجأة واحدة من نساء التنظيم،
ست في آخر الأربعينات، بوشها الجامد ونظرتها الباردة،
كانت بتتسمّى "أم بيان"…
وهي واحدة من أقرب المقربات لزعيم التنظيم.
قربت منها بخطوات ثابتة،
وقفت فوقها، وبصوت هادي لكن مليان سم:
"فاكرة إنك ممكن تلعبي علينا؟
فاكرة إنك لو سكتّي أو انسحبتي محدش هياخد باله؟"
رفعت إيمان عينيها، وعنيها مليانة دموع وارتباك:
"أنا… أنا مش..."
قاطعتها "أم بيان" وهي ترمي ورقة مطوية قدامها:
"دي صورة بيت أهلك الجديد…
عارفة ده فين؟
في قلب الواحات… في منطقة مقطوعة محدش يوصلها…
وإحنا اللي نقلناهم هناك... عشان نقدر نحميهم… أو نؤذيهم."
شهقت إيمان، وقلبها وقع في رجليها:
"يعني... نقلتوهم غصب عنهم؟!"
قربت منها أكتر، وقعدت على ركبها قدامها،
وهمست بصوت بارد:
"إحنا نقدر نعمل أي حاجة…
ولو خرجتِ عن طوع عبد الله،
أو رفضتي ليلة كتب الكتاب،
أو حتى حاولتِ تهربي تاني...
ساعتها، مامتك... وأخوك الصغير... هيموتوا،
واحد واحد، وإنتي السبب."
نزلت دمعة من عين إيمان، لكنها مسحتها بسرعة،
ونظرت لها بصدمة وصمت،
لسانها مش قادر ينطق،
لكن قلبها كان بيقول:
"أنا متكتفة، واللي بحبهم مربوطين برقابتي…
بس لسه فاضل شوية قوة... شوية إيمان... يمكن ألاقي مخرج."
قامت "أم بيان" وخرجت من الخيمة،
وهي ترمي وراها بكلمة:
"فاضل ساعات… جهزي نفسك."
⛺ داخل خيمة إيمان - قبل لحظات من إجبارها على الطاعة
إيمان كانت قاعدة على الأرض، عينها في الأرض، وإيدها بتترعش،
زوجة رئيس التنظيم واقفة قدامها، عنيها مليانة تهديد:
"لو رفضتي، مش بس هنعاقبك… إحنا نعرف نجيب أمك، ونخليها تدفع التمن عنك!"
كأن السكينة دخلت في قلب إيمان…
كل صوت جواها سكت، ماعدا نبضات قلبها اللي بتصرخ:
"يارب… نجّيني… أنا مغصوبة… مش بإيدي."
دخل عبد الله، ماسك إيدها بإجبار…
إيدها كانت ساقعة، وهو بيحاول يقرب منها،
همست بصوتها المكسور:
"أنا مش ليك… بس أنا تحت رحمتكم… سامحني يارب."
وفجأة…
💥💥💥
دوّي صوت مرعب في السماء… طيارة حربية بتكسر حاجز الصوت…
وصوت انفجار يهزّ المعسكر!
الكل خرج يجري… صرخات… تكبيرات… تراب مالي المكان…
صرخ شاب من التنظيم:
"إيه اللي بيحصل؟!"
رد عليه واحد وهو شايل سلاحه:
"بشار الأسد ضرب علينا قنابل… الروس مشاركين… لازم نهرب فوراً!"
ارتبكت الوجوه، والكل بدأ يجري من غير ترتيب…
صرخ صوت من بعيد:
"هنرجع تاني… ومش هنسيب حقنا!
كل طاغية قتل فينا مسلم، هنحاسبه!
إحنا هنفضل قوة، وهنكمل الجهاد في سبيل الله!"
في وسط الهلع ده، إيمان وقفت من بعيد…
بتتنفس بصعوبة، وبتبص للسماء المليانة دخان،
دموعها نازلة وهي بتهمس:
"شكراً يارب… إنت الوحيد اللي سمعتني…"
⛺الكاتبة صفاء حسنى
(في ممرات المستشفى، الصبح بدري، الجو هادي، صوت الكراسي المتحركة وموظفين بيندهوا على الحالات)
كان مومن قاعد على الكرسي المتحرك، لابس جاكيت خفيف فوق ملابس الخروج،
عيونه بتبص قدامه، لكن فكره سرحان…
رجله لسه بتوجعه، بس الوجع الحقيقي كان في قلبه.
الممرضة بتزقه بهدوء، وهو بيسأل:
"هي خرجت؟ رهف؟"
هزّت راسها وقالت بهدوء:
"أيوه… قبل شوية، أهلها جم وخدوها… بس طلبت تسيبلك ظرف."
استغرب مومن، وخد الظرف من الممرضة،
كان مكتوب عليه بخط ناعم: "مومن"
فتح الظرف، وقرأ:
> "كنت عايزة أودّعك بنفسي، بس خفت الدموع تفضحني…
مش هقول غير كلمة واحدة:
ماكانش ينفع أسيبك… حتى لو المقابل حياتي."
اتحرك مومن ببطء لحد ما خرج من باب المستشفى،
وهوا بيرجع براسه ورا كأنه لسه بيستنى تشوفه،
لكن كانت عربيتها اختفت.
في نفس اللحظة…
🚗 خارج المستشفى - سيارة بتتحرك ببطء
كانت رهف قاعدة في الكرسي الخلفي جنب الشباك،
وشها باين فيه إنها تعبانة،
لكن عنيها بتدور… بتدور عليه.
ولما مرّت العربية جنب باب المستشفى…
شافته!
مومن واقف بيتسند على عصاه،
مسك الظرف في إيده،
ورفع عينه… والعينين اتقابلوا!
ثواني من الصمت…
العربية عَدّت، لكنها كانت كافية تخلي القلبين يتلاقوا من غير كلام.
---
📍 تحت الأرض - مخبأ التنظيم - ليل
نزلت إيمان مع عبد الله والبنات في نفق طويل، الحيطان حجر، والجو خانق، ريحة البارود والموت معلّقة في الهوا…
العيون كلها مرعوبة، والمكان بيقفل عليهم كأنهم داخلين مقبرة مش ملجأ.
صوت رجل من التنظيم هتف:
"وصلتوا… استريحوا لحد ما نجهّز للتحرك على شرق سوريا، الوضع هناك بيحتاج دعم!"
شهقت واحدة من البنات، وقالت بصوت بيترجف:
"إحنا في سوريا وبشار الاسد قرار يموت شعبه ايه الحل ؟!"
سكت الكل، لكن كانت الصدمة بتتكتب على وشوشهم.
إيمان كانت ماسكة طرف طرحتها بإيدين بتترعش…
لفت لوجه عبد الله، وعنيها مليانة صدق وخوف ووجع:
"عبد الله… لو فعلاً بتحبني وعاوز نكمل… تعالى نخلّص من ده."
استغرب، قرب منها وهو بيقول:
**"نعمل إيه؟"
ردت بصوت واضح رغم الرجفة:**
"نهرب! المكان ده مش جهاد… ده مقبرة."
قربت منه أكتر، ودموعها كانت بتحاول تنزل وهي بتحبسها:
"عبد الله… الناس دي بتؤمن بالموت أكتر من الحياة.
شايف اللي بيحصل؟ الأبرياء بيموتوا…
والبلد بتتدمر… التنظيم بيستخدم الدين سلاح،
لكن مفيش دين بيحطك في طريق الرصاصة بإيدك!
العلاج… المفروض يكون حياة… مش أداة للموت!"
سكت عبد الله، وبدأ يتنفس بسرعة…
كلامها دخل قلبه، وبدأ يحس بالحقيقة اللى كان بيهرب منها طول الوقت.
فجأة… سمعوا صوت صراخ من فوق السطح…
وصوت رجالة بينادوا من فتحات التهوية:
**"الطيران رجع… جهّزوا نفسكم للتحرك فوراً!
هدفنا شرق سوريا…"
إيمان بصّت لعبد الله وقالت:
"إما نكمل في الطريق ده…
أو نكسر الدائرة… مع بعض."**
وسط الفوضى – بعد هجوم الطيارة بدقايق
إيمان كانت واقفة مكانها، جسمها بيرتعش من الخضة،
لكن جواها شعور واحد مسيطر عليها:
"لازم أهرب… دي فرصتي الوحيدة!"
الناس بتهرب يمين وشمال…
الصراخ مالي المكان، التراب مغطي كل حاجة،
والرجالة بينادوا:
"خدوا البنات! أسرعوا! هنرجع نتجمع بعد ساعة عند الوادي!"
استغلت إيمان الزحمة والدوشة، وسحبت طرحتها على وشها،
وبدأت تتحرك في عكس الاتجاه…
قلبها بيدق بسرعة…
كل خطوة كأنها ماشية على سكاكين، لكن خطواتها كانت سريعة ومدروسة.
قربت من خيمة فيها شنط وإمدادات،
فتحت شنطة كانت على جنب، لقت فيها عباءة قديمة وحجاب سميك،
لبستهم بسرعة، غيرت شكلها…
بقت شبه أي واحدة من أهالي القرية.
خرجت من ورا الخيم، ماشية على جنب،
عينها بتلف يمين وشمال…
حد شافني؟ حد لاحظني؟
لكن ربنا كان ساتر.
الكاتبة صفاء حسنى
فجأة لمحت عربية تويوتا صغيرة كانت بتوصل بعض المصابين
والسواق بيزعق:
"يلا اركبوا بسرعة! هننقل الجرحى للمستشفى الميداني!"
قربت إيمان بهدوء،
"أنا ممرضة… خدووني، أساعد في علاج الجرحى!"
بص لها بسرعة وقال:
"اطلعي ورا… بس خلي بالك!"
ركبت العربية، وشدت الطرحة أكتر على وشها…
ومع أول طلعة للعربية… كانت إيمان بتودّع أول خطوة في طريق الجحيم، وبتبدأ طريق النجاة.
📍بعد سنوات —
يظهر مومن ورهف
كانوا قاعدين على دكة فى حديقة بيتهم، الجو هادي بعد المغرب،
نسمة هوا خفيفة كانت بتحرك طرحة رهف القصيرة،
مومن لاحظ إنها غيرت طريقة لبسها…
البنطلون الجينز الضيق، والبلوزة القصيرة، والحجاب اللي بقى نص حجاب.
سكت شوية، وبص لها وقال بهدوء:
"إنتِ متغيرة يا رهف…"
استغربت كلامه:
"متغيرة إزاي؟"
قال وهو عينيه على الأرض:
"أنا متعود عليكي بفستان طويل وطرحة كبيرة…
حتى مشيتك كانت هادية، بتحسي إنك بتعزفي وأنا بتفرج… دلوقتي؟ حسيت إني بشوف حد تاني."
رهف عضت شفايفها، وقالت بتحدي:
"يعني علشان لبست بنطلون، خلاص بقيت وحشة؟!
أنا لابسة زي صحابي… مش ماشية غلط."
قرب منها شوية، وبص في عينيها:
"أنا مش بقول إنك وحشة…
أنا بقول إني خايف عليكِ، خايف من التغيير اللي مش جاي من جواكي…
جاي من ضغط حواليكي… من بنات بيقارنوا نفسهم بصور على السوشيال، مش بقيم حقيقية."
الكاتبة صفاء حسنى
رهف سكتت لحظة، وبعدين قالت:
"أنا طول عمري بلون أبيض وأسود… عايزة أكون رمادي، أكون زي البنات، ألبس فستان فرحي زي ما أنا بحب،
مش ضروري طرحة طويلة، نص طرحة كفاية،
أنا مش ملاك يا مؤمن… أنا بشر."
مومن تنهد، وصوته فيه وجع كأنه في حلم وصحي :
"بس أنا لما حبيتك… حبيتك زي ما انتي.
رهف اللي كانت بتضحك وهي مغطى شعرها من الهوا ومن عيون كل البشر …
مش رهف اللي مستنية فستان على الموضة عشان تحس إنها جميلة."
سكتوا الاتنين…
رهف دمعت عينيها وقالت بهمس:
"أنا مش بعدت عن ربنا… بس عايزة أحس إني مش مختلفة عنهم…
حتى لو ليلة فرحي، أختار أنا شكلي… مش المجتمع ولا حتى إنت."
مومن وقف وقال بهدوء:
"الاختلاف عمره ما كان عيب…
بس يا رهف… اللي بيحبك من قلبه مش هيبص على شكلك،
هيبص على نورك… نور قلبك.
بس برضه… القرار ليكي، أنا مش هفرض حاجة، بس حبيت أقولك… إن التغيير لو جاي من ضعف، عمره ما هيكملك… لكن لو من وعي، هيكبرك."
سابها ومشي، وهي فضلت قاعدة، وعنيها دمعت من كتر الحيرة.
---
بعد ما مشي مومن وسبها لوحدها على الدكة،
فضلت رهف قاعدة، وعيونها معلقة في نقطة وهمية في السما،
دمعة نزلت بهدوء من عينها، ومسحتها بسرعة، كأنها مش عايزة حتى الدموع تكشف ضعفها.
همست لنفسها بصوت مهزوز:
"لازم يشوفني أنا… يشوف رهف الحقيقة…
مش رهف اللي بتحاول تبقى نسخة من إيمان…
مش هقدر أعيش عمري كله بتمثّل عشان ياخد باله مني."
سكتت لحظة، وبصت لإيديها المرتجفة:
"كنت فاكرة لو قلّدت إيمان، هتشوفني…
كنت فاكرة لو لبست زيها، مشيت زيها، اتكلمت بهدوء زيها، هتحبني…
بس الحقيقة؟
أنا مش هي، ومش هكون هي."
تنهدت تنهيدة طويلة:
"أنا تعبت… تعبت من التمثيل…
تعبت أضحك وقلبي بيصرخ،
تعبت أخبي غيرتي انك بدور على ايمان إلا عمرك ما شوفتها …
بس إيمان راحت…
إيمان ماتت في سوريا، هي وعريسها، وهما بيجاهدوا في معركة كانوا مصدقين إنها لله…
بس انتهت… وانتهى وجودها في حياتنا."
نزلت دمعة تانية وهي بتهمس:
"لو هتحبني، لازم تحبني أنا… بطبيعتي، ببنطلوني، بحجابي القصير،
بأسئلتي الكتير، وبصوتي العالي أوقات…
لو هتحبني، يحبني زي ما أنا… مش كنسخة معدلة من إيمان."
قامت من مكانها، ومسحت وشها بسرعة،
وقالت بصلابة:
"خلاص يا مومن… أنا رهف،
لو عرفت تحبني كده… أهلاً بيك.
لو لا… يبقى مش مكتوبلنا."
دخل مومن يسلم على ام رهف وبعد الترحيب سألها :
"هو أنا ممكن أسأل حضرتك عن حاجة؟"
أم رهف بابتسامة هادية:
"طبعًا يا ابني… خير؟"
مومن
"ممكن أسأل حضرتك سؤال محرج شوية؟"
أم رهف
(بتبتسم وبتهز راسها):
"اسأل يا ابني، أنت مش غريب."
مومن
"رهف… لبسها اتغير الفترة اللي فاتت…
بقت تلبس بنطلونات وحجاب قصير وخلعت الحجاب الطويل،
وده خلاني أستغرب…
هي كانت كده دايمًا؟"
أم رهف (استغربت وضحكت بخفة):
"لا يا ابني، دي كانت فترة صغيرة جدًا…
رهف بطبعها بتحب اللبس ده ومش محتشم
بس وقتها كانت متأثرة بصاحبتها… اسمها إيمان،
بنت جارتنا القديمة."
مومن (بان عليه التوتر وهو بيكمل):
"يعني كانت بتقلد صاحبتها؟"
أم رهف (بنظرة فاهمة):
"مش بس كده… كانت بتحاول تبقى شبهها بالظبط،
وعرفت بعدين إنها كانت بتعمل كده علشان تلفت نظرك."
مومن اتجمد في مكانه…
كأن الكلام وقع على ودنه زي صدمة كهربا،
فتح بقه شوية، وسأل بصوت واطي:
مومن
"عشاني…؟"
أم رهف (بابتسامة حزينة):
"آه… من وهي صغيرة بتحبك،
حتى لم كنت تيجي تلعب عندنا، كانت بتستناك على السلم…
بس بعد ما إيمان ماتت،
رهف قررت تبقى نفسها تاني،
وقالتلي: (مش هينفع أفضل صورة من حد تاني،
لو هحب… لازم يتحبني زي ما أنا)."
مومن بص في الأرض،
مش قادر يصدق إن كل اللي حصل
كان بدافع حبها ليه.
سكت لحظة، مومن (بصوت متأثر):
"مين ايمان … وماتت ازى ؟"
أم رهف:
"آه… أهلها جبروها تسيب دراستها وتسافر،
وجوزوها غصب عنها…
وللأسف راحت في طريق محدش يعرف نهايته،
وماتت قبل ما تعيش شبابها."
مومن سكت شوية،
وهو بيحس إن الصورة بدأت تكتمل قدامه،
رهف بنت بتتلون…
بعد غياب أسابيع – طلب مومن يقابل رهف خارج المنزل في كافيه كانت فرحانه انها هتقابله
كان منتظر مومن فى كافية
الجو كان هادي، والأنوار خافتة حوالين الترابيزات،
مومن قاعد مستني، شايل هم المواجهة...
رهف وصلت، لابسة بنطلون جينز واسع وبلوزة طويلة،
وحجاب قصير بألوان هادية.
قعدت قدامه، سكتوا شوية…
بس هو كان واضح عليه التوتر والتصميم.
مومن (بص لها بنظرة ثابتة وصوت هادي بس حازم):
"بصّي يا رهف…
أنا ساكت بقالي كتير، وبحاول أفهم وأستوعب،
بس دلوقتي لازم أتكلم بصراحة."
رهف (بصوت قلق):
"اتكلم، أنا سامعاك."
مومن (نبرته جدّة):
"من أول يوم شفتك فيه، كنتي لابسة لبس محترم،
لبس بيعبّر عنك…
ووقتها حسيت إنك بنت مختلفة، عن كل البنت ،
بس لما بدأتِ تتغيري،
حسّيت إنك بتحاولي تبقي حد تاني…
وتبرريه بكلمة: (أنا عايزة أكون نفسي)."
رهف (رفعت حاجبها باستغراب):
"وأنا فعلاً عايزة أكون نفسي،
مش نسخة من حد،
أنا بصلي وبحب ربنا، بس اللبس مش هو الدين."
مومن (شد نفسه وبصلها بعين حاسمة):
"أنا مش بتكلم عن اللبس كلبس…
أنا بتكلم عن مبدأ، عن هوية، عن احترام ما ابتدينا عليه.
أنا نائب عام وبحقق بالعدل ، وأبقى مسئول قدام ربنا عنك.
لو هنكمل، يوم الفرح تلبسي زي ما عرفتك،
فستان محتشم، حجاب طويل،
ومافيش لف ولا دوران،
ولو مش عاجبك… يبقى كل واحد يروح لحاله."
رهف (نزلت عيونها، قلبها بيخبط، ودموع محبوسة):
أنا آه كنت بقلد صديقتي لكن لاقيت نفسي مش عارفه أكون زيها وكل ما البس لبسها افتكرها وانهار
مومن (بصوت أهدى لكنه جاد):
"أنا عايزك تلبسي زي رهف…
رهف اللي شفتها من الأول،ومادام عاوزة تكون نفسك معرفتنش عن نفسك من البدايه ليها وليه دلوقتي بعد ما كتبنا الكتاب عاوزة تصغيرني أقدم اهلك وأهلي
وفجاة قررت تتمرد وتغَيّر كل حاجة بعد ما ضمنت قلبي.
وده حقي لو دخلتي بيتي… يبقى تسمعي كلامي،
مش عشان أتحكم…
لكن عشان نعيش براحة واحترام."
رهف ما ردتش،
بس عنيها كانت بتقول حاجات كتير…
بين الضعف والحب والتمرد والخوف من الخسارة.
تابع