سكريبت كلمات شفائية (كامل) بقلم هاجر نورالدين
_ أنا بس مش عايزة حاجة غير إن عقلي يهدى.
قولتها بتنهيدة وأنا باصة للبحر قدامي، سرحت شوية مع الموج وصوت فيروز اللي جاي من بعيد أوي.
كان الوقت بالفعل اتأخر بالنسبة لقعادي بالليل على البحر لوحدي، في حِتة بعيد عن الدوشة شوية.
كنت مغمضة عيني وسايبة الهواء يضرب وشي وينافس ضربات قلبي في السرعة مع صوت الموج.
حسيت بحد قعد جنبي ففتحت عيني، بصيت ناحيتهُ وكان نوح، إتكلمت بتساؤل وإستغراب وقولت:
_ إنت إي اللي جابك هنا؟
إتكلم بإبتسامة وقال وهو باصص ناحية البحر:
= جيت أسلم عليكِ، وحشتيني.
بصيتلهُ لثوانٍ بصمت تام وأنا مش عارفة أرد أقول إي، يمكن من الصدمة يمكن من إني مش مصدقة إنهُ هنا أصلًا.
ولكن إتكلمت وقولت بهدوء وأنا بتنهد:
_ لو سمحت يا نوح من فضلك قوم من هنا وياريت تتجاهلني بعد كدا.
بصلي وإتكلم بهدوء وإبتسامة وقال:
= يا سارة أنا بحبك، وقولتلك قبل كدا مش هسيبك.
بصيت ناحية رجلي اللي في الرمل وأنا بحرك صوابعي من التوتر وبحاول أفكر في رد من تاني، إتكلمت وقولت برفض:
_ وأنا مش عايزة أكمل معاك، أنا حُرة!
رد عليا بحنية وهو مبتسم وقال بعد ما سند دراعاتهُ ورا ضهرهُ على الرمل وباصصلي:
= وأنا عارف إنك بتتهربي يا سارة، عارف إنك عايزة تبعدي بسبب أمي مش كدا؟
بصيت ناحية البحر وسكتت، الحقيقة مش عارفة أرد عليه أقولهُ إي، أنا ونوح كُنا مخطوبين، أو مازلنا مش عارفة!
بحبهُ جدَا وهو كمان بيحبني، ولكن والدتهُ قالتهالي صريحة إنها مش موافقة بيا لإن مش دي معايير جمال البنت اللي إتمنتها لإبنها.
أنا متضايقتش منها، حقها برضوا تئوف إبنها زي ما هي عايزة، والأكيد إني مش هعمل مشاكل بين الإبن ووالدتهُ.
والأكيد برضوا إني عشان خاطر نوح مردتش ولا هرد بقِلة ذوق، هي وجعتني أيوا بس لأجل نوح أنا بعدت بهدوء.
إتكلم من تاني وقال وهو بيحاول يصالحني:
_ أنا معرفش إي طبيعة الكلام اللي دار بينكم يا سارة، بس أنا متأكد إن كل اللي بتعمليه دا بسبب كلام بينك إنتِ ووالدتي لإنك من ساعة آخر مرة كنتِ عندنا فيها وإنتِ طلعتي وشك مقلوب وبعدها قررتي تفركشي معايا.
إتنهدت وخدت نفسي بصوت ملحوظ وجاوب وأنا عيني للبحر:
= بُص يا نوح،
أنا مستحيل أخلق مشكلة أو مسافة بينك وبين والدتك، أعتقد إنك ذكي وزي ما فهمت اللي حصل هتفهم لو مكنتش عارف يعني إن والدتك مش موافقة عليا، أنا كمان على فكرة لو أهلي رافضين شخص مش هقبل بيه، فـ دا حقها.
إتعدل وإتكلم بجدية وقال:
_ والله يا سارة والدتي طيبة أوي، هي بس عشان واخدة صورة عنك غلط بس عارفة لو قعدتي معاها وفضلتي تتكلمي معاها وهي تكلمك وتفهميها نفسك صح مش هيبقى في إختلاف إن شاء الله.
بصيتلهُ بعد ما لفيت جسمي ناحيتهُ وقولت بإندفاع طفيف وحزن:
= وليه يا نوح، ليه تاخد عني صورة غلط وهي لسة متعرفنيش، وليه أصلًا أتحايل على حد إنهُ يشوفني كويسة، مع إني يا نوح قدامك حاولت معاها بدل المرة كذا مرة وهي مش متقبلاني!
رد عليا وقال بإبتسامة عشان يهديني:
_ عشاني يا سارة، أنا على فكرة كلمتها وإنتِ مش بتحاربي لوحدك ولا حاجة يا سارة، وهي هتتقبلك عشان أنا بحبك، أنا فهمتها حاجة زي دي، خلي دي المرة الأخيرة اللي تتكلمي معاها فيها ولو مفيش فايدة أوعدك مش هجبرك تاني.
بصيتلهُ وقولت بضيق وأنا في حيرة بين قلبي وعقلي:
= وليه يا نوح أكلمها، ليه إنت اللي متكلمهاش وتقنعها منك ليها إنت إبنها، لكن حاسة إن كل مرة بكلمها برخص من نفسي وبتحايل عليها عشان تجوزني إبنها وأنا مبحبش كدا حتى مع والدتي وإنت عارف.
إبتسم وقال:
_ أنا عارف إنك عندك عزة نفس قوية، بس أنا مبقولكيش إتكلمي معاها تحايلي عليها، أنا بقولك هعزمكم كلكم وإتكلموا مع بعض إتصافوا مش تتحايلي عليها.
فضلت ساكتة شوية ومش برد، بفكر في اللي المفروض يحصل واللي المفروض أعملهُ، الموضوع دا كلهُ كان من 3 أيام لما قولتلهُ إني هسيبهُ.
وبعدها سافرت مصيف مع أهلي وبلغتهُ إني لما أرجع حاجتهُ هتبقى عندهُ، ولكننهُ جه عشاني، أنا معرفتش حد من أهلي لسة بقراري.
مش عارفة إي السبب بس هكدب لو قولت إني مكنش عندي أمل فـ سكتت عشان خاطر الأمل دا.
إتنهدت وقولت وأنا باصة للبحر قدامي:
_ طيب ممكن بكرا وهعرف أهلي إنكم هنا وهنزل أفطر معاكم.
إبتسم بسعادة وقال بإمتنان:
= شكرًا يا سارة، أوعدك هحفظ كل اللي بتعمليه عشاني حتى لو كان كلمة، طول ما إنتِ بتقدريني وشارياني أنا عمري ما أبيعك.
بصيتلهُ بهدوء وبعدين قومت من مكاني عشان أرجع للفندق، قولت وأنا ماشية بهدوء:
_ أتمنى دا يحصل يا نوح.
بعدها رجعت للفندق وعرفت أهلي إن نوح موجود في المصيف وهيعزمني بكرا على الفطار مع والدتهُ.
دخلت نمت وأنا باصة للسقف تقريبًا لحد الفجر، عقلي مشغول وقلبي حيران ومعرفش القدر والنصيب مخبينلنا إي.
تاني يوم صحيت ولبست ونزلت، كانوا قاعدين فعلًا ونوح لما شافني قربت من الطربيزة بتاعتهم قام ومشي جنبي لحد ما قعدني على الطربيزة.
أول ما قعدت إبتسمت وقولت:
_ عاملة إي يا حبيبتي، كويسة؟
بصتلي بتنهيدة وقالت وهي باصة للناس حواليها ودي يمكن علامة إنها مش راضية عن القاعدة دي:
= الحمدلله.
بصيت لـ نوح اللي كان عاملي قلب بإيديه وبيشاورلي إن "عشان خاطري".
إتنهدت ورجعت إبتسمت وقولت بهدوء:
_ ممكن يا أمي أعرف حضرتك مش قابلاني ليه، يعني ممكن يكون في سوء تفاهم بينا ونحلهُ مع بعض عشان خاطر نوح، وأنا عشان خاطر نوح أعمل آي حاجة.
بصت لنوح اللي حدفلها بوسة وبعدين بصتلي وقالت بهدوء:
= بُصي يابنتي أنا معنديش مشاكل شخصية معاكِ ولا في شخصيتك بس زي ما قولتلك قبل كدا مش دا شكل البنت اللي كان في خيالي لإبني!
سكتت بعدم رضا ثوانٍ ولكن نوح إتكلم بسرعة وقال بإبتسامة وهو باصصلي:
_ أكيد أحلى بكتير، صدقيني يا أمي أنا لفيت كتير جدًا، شوفت جمال أشكال وألوان، لكن ولا آي حد قدر يشدني زي سارة، هي الوحيدة اللي أنا إنبهرت بجمالها، حقيقي سبحان الخالق فيما خلق، وفجأة لقيتها هي كمان حبتني وتقبلتني، عارفة يا أمي يعني إي أجمل بنت في الدنيا بالنسبالي تحبني!
دا كان يوم سعدي والله!
كنت مُبتسمة ومبسوطة أوي إنهُ بيتكلم بالطريقة دي وإنهُ بيعلي مني قدام والدتهُ بإن هو اللي حبني وهو اللي عازني قبل ما أنا أعمل كدا.
بعدين بص ناحية والدتهُ وكمل كلام وقال:
_ فـ عشان خاطري يا أمي لو بتحبي إبنك بجد يبقى تحبي البنت اللي بيحبها ومتضيعهاش مِني، صدقيني دي أكتر بنت… لأ دي البنت الوحيدة اللي عايز أعيش معاها باقي عمري.
فضلت والدتهُ ساكتة ومش بتتكلم وبعدين بصتلي وإبتسمت وقالت بتنهيدة:
= أنا ممكن أغير المعايير اللي في دماغي بمجرد إن إبني سعيد للدرجة دي وعايزك، بس لو زعلتي إبني في يوم من الأيام...
قاطعها نوح وقال بأسلوب غمز عشان تسكت:
_ يا أمي يا أمي خلاص قولتي كلمتين حلوين، تزعلني إي بس دي زعلها ليا راحة، وبعدين سارة بنوتة جميلة أوي وهي عشان شرياني قعدت القاعدة دي، هي بتحاول تراضيكِ إعتبريها زي بنتك عشان خاطري.
إبتسمت وأنا حقيقي راضية عن كل كلامهُ، عرف إزاي ولا يكسرني ولا يصغر من والدتهُ في القاعدة دي، عرف إزاي يحتوي الوضع بيننا إحنا الإتنين.
قد إي أنا فخورة إن دا كان الشخص اللي دقلهُ قلبي، نوح ذكي وحنين وبيخاف عليا وبيحبني وبيحب والدتهُ ومش عايز يخسر حد فينا… بالعكس.
عايزنا إحنا الإتنين نكون معاه وإحنا الإتنين نبقى بنحبهُ ومفيش مشاكل بين حد، وهو عرف يعمل دا بالفعل.
خلاني مندمش على القاعدة دي اللي لو مكانش قال الكلمتين دول كانت القاعدة هتتحول لإنفعالات وندم وعدم تفاهم وفركشة، وحروب كتير ولكنهُ إحتوى الوضع بكلام حلو وحنية.
أحيانًا الحروب مش بتحتاج سهام ولا سيوف ولا حتى بنادق، بتحتاج بس بعض الإحتواء والإحترام والحنية.
الكلمتين الحلوين مش هياكلوا من الشخص حِتة لو كان هين لين، مُحب صادق، وأنا حقيقي بحب نوح.
#هاجر_نورالدين
#كلمات_شفائية
#تمت