سكريبت لماذا ابي قاسي (كامل) بقلم الاء محمد
ـ بابا، ممكن نتكلم؟
~اتفضلي، قولي اللي عندك.
-أنا لسه مصرة على الموضوع اللي كلمتك فيه قبل كده… اقدم في كليه فنون جميله ده، حلمي من زمان.
~قلت لأ، يعني لأ. مفيش نقاش في الموضوع ده.
-بس بابا، دي فرصتي الوحيدة… لو ما قدمتش دلوقتي، عمري ما هسامحك
~ ما يهمنيش، أنا شايف إن ده ملوش لازمة، وهيضيع وقتك، وهيفتحلك أبواب مشاكل احنا في غنى عنها.
-انت حتى ما سمعتنيش كويس، ولا حاولت تفهم حلمي… ليه يا بابا؟!
~أنا عارف مصلحتك أكتر منك. قلت لأ، خلاص. الموضوع منتهي.
-انت بتكسرني كده… بتحرمني من أبسط حقوقي، من إن يكون عندي حلم وأسعى وراه!
~اسمعي كلامي، وسيبي الأحلام اللي مش هتفيدك في حاجة. ودي آخر مرة أسمع فيها الكلام ده.
-طيب… خلاص… (تنزل دموعها وتمشي تدخل اوضتها)
---
•ليه كده يا ابراهيم! انت عارف لو ما قدمتش السنه دي، خلاص كده ما عادش هينفع تقدم عشان ما قدمتش السنه اللي فاتت، ضيعت سنه من عمرها علشان تخش الكليه اللي بتحلم بيها، سيبها تعمل اللي بتحبو.
~اسكتي انتي، دلعك فيها هو اللي عمل كده، وبعدين حلم اي ده انا عارف مصلحتها.
•تمام ياخويا، اللي تشوفه.
---
اما عند سما في اوضتها».........
ـ ليه بيعمل معايا كده؟
ليه بيدمر مستقبلي انا طول عمري بحلم باليوم اللي اخلص فيه الثانويه علشان بس ادخل كليه احلامي، بس كل ده راح علي الفاضي لما النتيجه طلعت ورحتلو.........
فلاش باك».....
~يلا يحبيبتي جهزي نفسك علشان ادخلك كليه تربيه علشان تبقي مدرسه شبه بابا كده.
_بس انا مش عاوزه ابقا مدرسه يبابا.
~امال عاوزه تبقي اي؟!
ـ عاوزه ابقى رسامه، انت عارف ان انا من صغري بحب الرسم.
~رسم اي، وكلام فارغ اي انتي اتجننتي ولا ايه؟
-اتجننت!... علشان عاوزه احقق حلمي.
~ايوه اتجننتي، بقا بنت ناظر المدرسه تطلع بتشغبت علي الورق وتقوللي ده فن..... ده مش فن ده هبل؟
ـ يبابا علشان خاطري اسم........
~خلص الكلام يسما، يتدخلي كليه التربيه يا مفيش كليات خالص.
-تمام يبقا مفيش كليات خالص، عن اذنك.
عوده من الفلاش باك»........
"تخيل لما تحس إنك وحيد…
مش وحيد في الشارع، ولا في الغربة…
لأ، وحيد وسط بيتك، وسط أهلك.
أكتر ناس المفروض يكونوا سندك،
هما أول ناس يكسروا جناحاتك،
ويقولوا لك: «مش هينفع»، «إحنا عارفين الصح»، «سيبك من الحلم ده».
بدأت انعزل،ادخل في دوامة اكتئاب،ابعد عن الناس.
ـ وكل ده برضو عمل اللي في دماغه، وما قدمش ليا فعلا في ولا كليه.
---
عدت السنه بابا تعملو معايا جاف جدا:
هو اصلا قاسي طول عمره مفكر ان كده تربيه ميعرفش:
" ان قسوة الأب مش تربية، دي جرح بيفضل ينزف في قلب ولاده طول عمرهم."
اما امي فهي طيبه وحنينه اوي بس هنعمل ايه بحنيتها وهي سلبيه اوي:
"متعرفش الأم اللي تسكت على ظلم جوزها لأولادها، بتكون شريكة في كسرهم قبل ما تكون أمهم."
طول عمرها ساكته في سفر اخويا سكتت، وحلمي اللي بيضيع وبرضو ساكته مش عارفه ليه؟
عدى اسبوع وسما مش بتطلع اوضتها خالص لحد في يوم الباب خبط:
-ادخل.
~قومي البسي يلا.
-علي فين يبابا؟
~البسي الاول بس وبعد كده نتكلم.
ـ حاضر.... دخلت لبست وانا حسه ان في مصيبه هتحصل اصل بابا عمره متكلم براحه كده وخلصت و طلعت له.
~يلا يسما.
ـ علي فين يبابا؟
~هقدملك في الكليه.
ـ كنت لسه هفرح انو خلاص واخيرا هحقق حلمي، لكن احلامي كلها اتبخرت لما كمل وقال:
كليه التربيه.
-تربيه اي؟ انا عاوزه ادخل فنون.
~فنون اي بلاش هبل.... هي تربيه انا عارف مصلحتك.
-مصلحتي.... ههههه ضحكتني والله انت عمرك معرفت مصلحتي، انت متعرفش غير مصلحتك وشكلك بس.
~ابراهيم بزعيق: انتي بنت قليل الادب، الظاهر ان انا وامك دلعناكي اوي.
•خرت الام علي الصوت العالي: في اي يسما ابوكي بيزعق ليه؟
ـ اي ده ماما....... تصدقي انا نسيت انك عايشه معنا في البيت، وبعدين انتي لسه واخده بالك انو بيزعق طب مهو طول عمره بيزعق اي الجديد يعني؟
ـ سما بنهيار: تعرفي أنا طول عمري بسكت… وبقول يمكن في يوم هتحسي بيا، يمكن في يوم تقفي جنبي، بس النهاردة لما لقيتك بتتكلمي، اتصدمت… مش علشان اتكلمتي، لا… علشان كلامك كان ضدي مش معايا!
كنت مستنية صوتك يحميني، مش يبرر اللي وجعني!
كنت بدور في عنيكي على أم، مش على محامية للي كسرني!
أنا بتكسر تاني دلوقتي… مش من اللي عمله فيا، لأ… من اللي سمعتيه وسكتي عليه، ومن أول كلمة قلتيها، ولقيتك بتدافعي عنه مش عني.
لو دي أول مرة تتكلمي، كنت أتمنى تكوني بتتكلمي عشاني، مش عليا.
~وانا بقا اللي كسرتك يست سما.
-كسرتني بس... انت مش بس كسرتني لا انت اقهرتني ومش انا لوحدي واحمد اخويا اللي ساب البلد كلها بسبب قسوتك وظلمك وسلبيتك يامي.
~اخوكي سافر يشوف مصلحته، وشغله.
ـ سما بسخرية: شغله! اخويا هرب لما شاف اللي ببحبها بتتزف علي غيرو.
ـ سما بنهيار: هو أخويا مش كان يستاهل يفرح؟
هو كان غلط في إيه علشان تدوسوا على قلبه كده؟
هو مش من حقه يحب؟
مش من حقه يعيش زي أي شاب بيتعلق بحد وبيحلم بيه؟
إنت يا بابا كسرت ضهره قبل ما تكسره بإيدك،
بعدت عنه اللي حبها… ظلمته بكلامك، وبخوفك، وبكبرياءك اللي ما شافش في وشه غير العيب!
كان شايفها الدنيا… وانت شُفتها عار،
كان بيحبها بصدق… وانت شُفت الحب غلط!
فاكر يوم ما بكى قدامك؟
فاكر لما قالك: "بحبها يا بابا!"؟
ساعتها ضحكت بسخرية وكأن الحب ده جريمة،
وكأن مشاعره دي عيب لازم يتخبى…
وسافر…
سافر وهو شايل كسر ما حدش هيعرف يرمّيه،
سابنا علشان ينسى، علشان يهرب من بيت ما عرفش يحتويه،
وسبحان الله… يوم ما نسي، افتكر!
افتكرها وهي لابسة فستان فرح… بس مش ليه.
افتكرها وهي بتضحك لغيره، وهو واقف من بعيد بيموت بالبطيء،
وأنا… واقفة بتفرج على النهاية اللي إنت كتبتها بأيدك.
ليه يا أمي ما وقفتيش؟
ليه سكتّي؟
كنتِ عارفة إن دي نهايته… وسكتي.
وأنا؟
أنا بشيل وجعه كل يوم، وبكرهك يا بابا من جوايا كل يوم،
مش علشان منعته من الحب…
لا… علشان حرمت أخويا من الحياة، ودلوقتي بتحرمني انا كمان من حلمي، علي فكره انا كمان هسافر لاحمد اخويا بكره.
قالت كلمها ومشيت سابتهم واقفين مصدومين من اللي وصل لاولادهم بسببهم.
---
بعد مرور سنه ».....
كانت سفرت سما لاخوها، وكان في مسابقه وقدمت فيها وفازت بالمركز الاول، من وقتها حياتها اتغيرت بقت سما ابراهيم اشهر رسامه في البلد.
حاول ابوها وامها يرجعوهم ليهم تاني بس سما وابراهيم مردوش.
---
والنهارده حفله افتتاح فرع جديد من المرسم بتاعها:
•انسه سما ممكن تقولي كلمه للناس بعد ما بقيتي من اشهر الرسامين في البلد.
ـ طبعا انا عاوزه اقول:
لكل أب قاسي:
مش الرجولة إنك تكسر ولادك وتربيهم على الخوف، الرجولة إنك تكون أمانهم، سندهم، وكتفهم وقت الضعف. اللي بتعمله في قلوبهم هيفضل سايب أثر ما يروحش طول عمرهم… خلي بالك، القلب لو اتكسر من الاب، مين في الدنيا هيلمّه؟
"لكل أب واقف بطاقه في طريق حلم ابنه أو بنته:"
مش دورك تهد، دورك تبني…
مش دورك تمنعهم، دورك تطير معاهم.
اللي بتمنعه النهاردة مش لعبة، ده حلم عمر، وسنين تعب، ونَفَس بيحاول يتنفس وسط الخنقة.
ابنك مش لازم يعيش نفس حياتك، ولا يكرر نفس اختياراتك…
سيبه يعيش لنفسه مش ليك…
لأنك لو كنت السدّ في وشه، هتكون الندم اللي عمره ما هينساه.
ولكل أم سلبية:
سكوتك مش ضعف… سكوتك خيانة لطفلك، اللي كان محتاجك جنبه، وانتي واقفة تتفرجي. الأم مش بس حضن، الأم صوت، الأم درع، الأم اللي تدافع وتقول "ولادي ما حدش يظلمهم". ما ينفعش تكوني السبب في إنهم يحسوا إنهم لوحدهم في الدنيا.
تمت يسكاكر.
بقلمي /آلاء محمد 🖇💗
