رواية منعطف خطر الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم ملك ابراهيم

رواية منعطف خطر الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم ملك ابراهيم

 

#الحلقة_45

#رواية_منعطف_خطر

#بقلمي_ملك_إبراهيم

بتفكر في إيه ؟ قرب من مراتك… بوس دماغها وردها.

لو كانت هي غلطت ... ف الغلط الاكبر من عندنا.

!

وبص لبهيرة وهو بيقول الجملة الأخيرة.


بهيرة كانت قاعدة على جنب، ساكتة ومكتومة، مش قادرة تفتح بقها.


خالد قال بهدوء فيه وجع:

ـ بس هي اختارت بإرادتها…

محدش غصبها على حاجة…


قامت ياسمين، وقالت بصوت مكسور بالعياط:

ـ أنا آسفة… بس لازم أمشي.


سالم زعق:

ـ استني!

إنتي مش هتمشي!

مش هتخرجي من البيت ده غير وإنتي مراته.


وبص لخالد وقال بحدة:

ـ رد مراتك يا خالد.


خالد اتنهد… قرب منها،

بص في عينيها اللي مليانة دموع وخوف وندم،

وقال بصوت هادي:

ـ أنا رديتك.


ياسمين بصت له ودموعها نزلت.

كانت واقفة قدامه وقلبها بيتقطع من جواها، نفسها يضمها لحضنه ويطمنها زي ما بيعمل دايما.






وخالد… كان واقف قدامها ساكت بعد ما نطق الكلمة ،

جواه نار شوق وحنين ليها، بس لسه كرامته مجروحه منها! 


سالم الدريني بص لابنه وقال بنبرة واضحة:

ـ خد مراتك على أوضتك فوق يا خالد… ومن النهاردة انتوا هتعيشوا معانا هنا… في نفس البيت.


ياسمين اتفزعت من الكلام، ولفت تبص له بتوتر، كانت لسه هتتكلم وتعترض،

لكن سالم قال بنبرة حاسمة قاطعة:

ـ ومش عايز اسمع ولا كلمة…

انا سيبتكم برحتكم في الاول تعيشوا زي ما انتوا عايزين.. 

وكانت دي النتيجة

من النهاردة هتكونوا هنا في بيتي وقدام عيني.


وبص لبهيرة بنظرة فيها تحذير صريح:

ـ وأي حد هيحاول يفرقكم تاني… مش هيلاقي غيري ف وشه.


بهيرة كانت ساكتة… عينيها بتغلي، وقلبها بينفجر من الغيظ.

ما نطقتش… بس وشها كان بيقول كل حاجة.


أما ياسمين… فكانت واقفة وبتترجف…

مش متخيلة إنها ممكن تعيش في بيت واحد مع بهيرة بعد كل اللي حصل.


سالم اتكلم مع خالد بهدوء حاسم:

ـ وصل ياسمين أوضتك… وتعاللي المكتب عايزك.


ومشي باتجاه مكتبه من غير ما يبص وراه.


بهيرة فضلت قاعدة،

بس عينيها ماكنتش بتتحرك من على ياسمين،

نظرة كلها حقد… كلها كره…

حاسّة إن البنت دي مش بس خدت ابنها،

دي كمان خدت جوزها في صفها…

ودلوقتي… دخلة تاخد بيتها وسلطتها كمان.


قامت من مكانها واتجهت للأوضة بتاعتها بخطوات غاضبة،

ولا بصّت لابنها… ولا نطقت بأي كلمة.


خالد كان واقف، ملامحه جامدة، وصوته خالي من أي حنية:

ـ اتفضلي معايا… أوصلك الأوضة.


ياسمين مقدرتش تعترض لان صوت خالد كان جامد ومفيش فيه الحنيه اللي هي متعودة عليها..

مشيت قدامه وهي ساكتة،

كل خطوة كانت زي خنجر بيغرز في قلبها.


طلعوا فوق…

خالد فتح باب أوضته، وشاور لها تدخل.

دخلت بتوتر.. 

وكان قلبها بيدق وهي بتدخل أوضة حبيبها اللي كان بينام فيها قبل ما يتجوزوا.

الغرفة كلها ريحته…

تصميمها رجالي… كله نظام وترتيب،

وفي نصها سرير واحد كبير.


وقفت تبص حواليها بتوتر،

حاسّة بدوخة… حزن بقلبها… دموع بعينيها.

دي أوضة جوزها… حبيبها… اللي بقت حاسه انه غريب فجأة.


خالد كان واقف عند الباب،

عينه عليها… قلبه بيخبط بعنف،

بس بيحاول بكل قوته يفضل متماسك.


قال بنبرة جامدة:

ـ أنا هنزل أشوف بابا عايزني ف إيه…

وهروح الشقة أجيب حاجتنا.

محتاجة حاجة تانية غير شنطة هدومك؟


قالت وهي عينها في الأرض وصوتها بالكاد مسموع:

ـ لأ…


هز راسه وخرج،

وقفل الباب وراه بهدوء.


وأول ما الباب اتقفل…

اتنهد تنهيدة طويلة… فيها راحة…

وفيها لهفة كان كاتمها بقاله كتير.


فرحان…

بس بيحارب ظهور فرحته قدامها عشان تعرف ان غلطتها كانت كبيرة. 


نزل على السلم بسرعة، وقبل ما يدخل مكتب والده… تليفونه رن.

بص على الشاشة… "معتصم".

رد عليه، وكان باين في صوته الفرحة:

ـ أيوه يا معتصم؟


رد عليه معتصم بقلق:

ـ طمني يا خالد… إيه الأخبار؟


خالد ابتسم وهو بيقول بحماس:

ـ رديت ياسمين…

شكرا يا معتصم إنك عرفتني انها رايحه المصنع.


معتصم ضحك وقال من قلبه:

ـ ألف مبروك يا خالد…

فرحتني بالخبر ده. زينة أول ما تعرف هتطير من الفرحة!


خالد ابتسم براحة:

ـ سلّملي عليها… واشكرها بالنيابة عني.. احنا تعبناها معانا الايام اللي فاتت. 


معتصم رد بسرعة:

ـ متقولش كده!

احنا مفيش بينا الكلام ده.. هسيبك بقى تفرح برجوع مراتك.. ربنا يسعدكم. 


خالد قفل المكالمة وهو مبتسم،

وفتح باب مكتب والده… ولسه الفرحة مرسومة على وشه.






أول ما سالم شافه، ضحك وقال:

ـ ضحكتك رجعت تاني؟


خالد قعد قدامه وقال بتنهيدة مريحة:

ـ ضحكتي رجعت بفضلك يابابا بعد ربنا.. شكرا.


سالم ابتسم وقام من ورا المكتب،

وقعد قصاده وقال بنبرة فيها حنية وصرامة في نفس الوقت:

ـ لما كلمتني وقولتلي إن ياسمين جاية تقابلني…

وفهمتني اللي حصل بينك وبينها، واللي عملته أمك وجدك…

أنا كنت عايز أروح لجدك وأهد البيت على دماغه!

بس كان لازم أرجّعلك مراتك الأول.


خالد قال بحزم وهو بيبص في عيون أبوه:

ـ أنا كنت هرجعها من غير ما حد يطلب مني،

بس كان لازم تفهم إن الطلاق مش لعبة…

والرجوع مش هيكون بكلمة كل مرة.


سالم هز راسه باتفاق:

ـ عندك حق…

بس أنا متأكد إنها اتعلمت…

ومستحيل تقول الكلمة دي تاني.


خالد اتنهد وقال:

ـ بس قلبي مش مطمن لفكرة إننا نعيش هنا…

أنا مش عايز أمي تضايقها،

ومش عايز أخسر أي واحدة فيهم.


سالم بصله بثقة وقال:

ـ متقلقش من أمك…

أنا عارف هي بتفكر إزاي،

وهعرف أوقفها عند حدها.

أنت كل اللي مطلوب منك… تركز في شغلك، وفي قضيتك،

جدك لازم يقف عند حده.


خالد هز راسه وهو بيفكر:

ـ أنا فعلاً بقيت متأكد إن في حاجات غريبة حوالين جدي…

خصوصاً في قضية الشرقاوي.


سالم قال له فجأة:

ـ على فكرة… أنا بفكر أخد ياسمين معايا المصنع كل يوم.

لو خالتك أو بنتها جم البيت وإحنا مش موجودين،

مش هيضيعوا أي فرصة عشان يضايقوها.


خالد بص له وقال باستغراب:

ـ بس في حاجة غريبة في موضوع كارما…

هي اللي جتلي القسم وحكتلي إن جدي وامي راحوا يهددوا ياسمين!

وطلبت تقابل ياسمين عشان تصلح بينا! 


سالم ضحك وقال وهو بيهز راسه:

ـ آه…

وقالتلك إنها بتصلّح بينكم… صح؟


خالد قال باستغراب:

ـ أيوه! 


سالم رفع حاجبه وقال بسخرية:

ـ وانت شايف إن تربية وحيد الأسيوطي ممكن يطلع منها صلح؟


خالد قال وهو متلخبط:

ـ هو ده اللي مش داخل دماغي!


سالم قال بهدوء:

ـ ياسمين حكتلي كل حاجة.

كارما ما كانتش رايحه تصلّح…

دي راحت قالت لياسمين تبعد عنك…

عشان هي بتحبك!


خالد اتصدم وبص لأبوه شوية،

وبعدين ضحك بحزن وقال بسخرية:

ـ يعني كانت رايحه تخربها أكتر!


سالم قال بغضب:

ـ وحيد الأسيوطي ما بيجيش منه غير المصايب…

ودي تربيته.

هتتوقع إيه منها غير كده؟


خالد هز راسه وهو بيقول:

ـ عندك حق يا بابا…


سالم قال بثقة وهو بيبصله:

ـ خليك مطمن…

مراتك هتفضل تحت عيني،

سواء هنا في البيت أو في المصنع.

أنا مش هسمح أي حد يقرب منها أو يضايقها.

وانت خلّي تركيزك في شغلك وقضيتك…

وفكر ازاي ترجع حقك وحق مراتك.


خالد بص لأبوه بحب وقال بصدق:

ـ ربنا يخليك ليا… يا أحسن أب في الدنيا.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في بيت اللوا وحيد الأسيوطي.

كانوا واقفين في أوضة كارما، والدكتور بيكشف عليها.

عبير واقفة مرعوبة، وضاغطة على إيديها بتوتر،

واللوا وحيد بيتابع كل حركة بنظرة فيها قلق وترقُّب.


الدكتور خلص الكشف،

ورفع عينه ليهم وقال بهدوء:

ـ اتفضلوا نتكلم برا… هي نايمة دلوقتي. 


طلعوا من الأوضة،

وقبل ما الباب يتقفل كويس،

عبير اتكلمت بصوت قلق ومخنوق:

ـ طمّني يا دكتور؟! إيه اللي حصلها؟!


الدكتور رد وهو بيعدل نظارته الطبيه:

ـ غالبًا اتعرضت لضغط عصبي جديد… أو صدمة شديدة مقدرتش تستحملها.


عبير بصت له بدهشة:

ـ ضغط عصبي من مين؟!

إحنا كلنا بنحاول نراعيها ومحدش بيزعلها في حاجة!

وصدمة إيه اللي فجأة تظهر كده؟!


الدكتور قال بحيرة:

ـ ممكن كلمة… ممكن موقف فكرها بصدمة قديمة،

اللي زي حالتها أي حاجة بتفكرها، بترجعها تاني.


عبير كانت على وشك الانهيار:

ـ بس أنا كنت فاكراها خفت خلاص!

بقالي سنين بعالجها…

وسافرنا ولفينا الدنيا عشان تتعالج!

إزاي كلمة ترجعها تاني لنقطة الصفر؟!


الدكتور اتنهد وقال:

ـ يا مدام عبير…

بنت حضرتك وصلت للحالة دي وهي في فترة صعبة وحساسه جدا في عمرها .. 

وكانت بتتعرض لسخرية من أصحابها،

كلامهم عن شغل أبوها، وعن سبب موته،

كان عار بالنسبه لها.. 

كله اثر في نفسيتها…

والسفر والعلاج ساعدوا،

بس الندبة النفسية ما بتروحش بسهولة.

وواضح إن اللي حصل النهاردة…

فكّرها بكل اللي فات!


اللوا وحيد كان واقف ساكت،

لكنه جواه كان عارف كويس هي راحت فين…

لأنه بيراقب العمارة اللي فيها شقة خالد،

وبيوصله تقرير كل ساعتين مين دخل ومين خرج.


عبير بصت له فجأة،

وقالت بانهيار:

ـ ساكت ليه يا بابا؟!

قول حاجة!

مين اللي عمل فيها كده؟!


اللوا بص لها بنظرة جامدة وقال:

ـ لما بنتك تفوق اعرفي منها بنفسك.

عشان تهتمي بيها شويه وتعرفي بنتك بتروح فين وتيجي منين! 


بعدين بص للدكتور وقال بنبرة حاسمة:

ـ متشكرين يا دكتور…

وزي ما اتفقنا،

كارما حالتها تفضل سر،

محدش يعرف عنها حاجة!


الدكتور هز راسه وقال:

ـ أكيد يا سيادة اللوا…

عن إذنكم.


خرج الدكتور. 

وعبير مسكت دموعها بالعافية وقالت لأبوها:

ـ اللي رجّع بنتي للحالة دي…

لازم يتحاسب…

لازم يا بابا!


في اللحظة دي…

موبايل اللوا رن.

بص على الشاشة… "بهيرة".


بص لعبير بسرعة، وشاور لها تسكُت وقالها:

ـ اسكتّي خالص…

دي أختك… مش لازم تعرف أي حاجة عن حالة بنتك.


رد على التليفون،

وسمع صوت بهيرة بتزعق:

ـ الحقني يا بابا!

خالد رجّع البنت دي تاني!

ومش بس رجّعها…

دا سالم جابها هنا البيت!

وعايزها تعيش معايا تحت سقف واحد!


اللوا اتكلم بصوت غاضب:

ـ اهدي بس يا بهيرة…

وفهميني واحدة واحدة…

إزاي رجعها؟!


بهيرة كانت مخنوقة وبتعيط من كتر الغضب:

ـ خالد ماكانش عايز يرجعها،

بس سالم هو اللي ضغط عليه…

وقاله لازم تعيشوا هنا،

وهددني قدامهم…

أهان كرامتي يا بابا!


أنا بجهز شنطتي وهسيب له البيت…

خليه يعرف هو غلط مع مين!


اللوا حط إيده على جبينه،

وبص لعبير اللي كانت لسه منهارة،

وفكر بسرعة…

مش هينفع بهيرة تيجي هنا دلوقتي…

حالة كارما صعبة،

ولازم بهيرة ما تعرفش أي حاجة عن حالتها،

عشان تفضل في صفهم،

وتكمل خطته لجواز كارما من خالد.


قال بسرعة وبحسم:

ـ لا يا بهيرة…

غلط كبير لو سيبتي البيت دلوقتي.

ماينفعش تسيبي بيتك للبنت دي.

خليكي عندك…

وأنا هتصرف مع سالم بطريقتي.


بهيرة ردت وهي بتشهق من الزعل:

ـ بس اللي حصل معايا كبير يا بابا! ولازم يترد عليه. 


اللوا قال بصوت قاطع:

ـ قلتلك خليكِ في بيتك وخلاص…

أنا هحلّها.


وقفل المكالمة.


بهيرة فضلت تبص في الموبايل مش مصدقة،

وقعدت على طرف السرير جنب شنطتها المفتوحة،

كان إحساس الخذلان مالي قلبها…

كانت مستنية أبوها يثور،

يهدد، يتوعد،

لكن لا…

رد فعله كان أبرد من الجليد.






قعدت تفكر…

هو مش فارق معاه؟

ولا بيدبّر حاجة من وراها؟

اللي متأكدة منه…

إنها مش هتسكت،

وهتشوف أبوها هيعمل إيه…

ووقتها بس هتقرر تتحرك إزاي.


سمعت دقّات خفيفة على الباب.

عرفت من صوتها إنها دقّات خالد.

ردّت بصوت مكتوم فيه غضب:

ـ ادخل.


فتح الباب وبص عليها،

كانت قاعدة على طرف السرير،

وجنبها الشنطة مفتوحة،

وشها باين عليه الزعل،

ونظرتها مش بتغفر.


قرب منها وهو بيتكلم بهدوء:

ـ بتعملي إيه يا أمي؟


ردّت بحدّة:

ـ زي ما انت شايف… بلم هدومي وهسيب البيت للهانم مراتك!


خالد مدّ إيده على الشنطة،

خدها من جنبها وحطها بعيد،

وقعد جنبها وقال بهدوء أكتر:

ـ بس البيت ده مينفعش من غيرك يا أمي…

حضرتك الأساس، واللي يقدر يهزّ مكانك في البيت لسه ما اتولدش.


بصّت له بنظرة مكسورة وقالت بحدة:

ـ كان زمان يا خالد…

قبل ما تشوف البنت دي،

وتفضلها على أمك اللي ربتك وكبرتك. 


خالد نزل على ركبته قدامها،

ومسك إيديها، وبص في عينيها:

ـ أنا بحب البنت دي يا أمي…

سعادتي معاها هي وبس.

تكرهي تشوفيني مبسوط؟ مرتاح؟ عايش حياتي مع البنت اللي بحبها؟


بهيرة قلبها رقّ،

مدّت إيديها ولمست وشه بحنية،

الدموع لمعت في عينيها وهي بتهمس:

ـ أنا ما يهمنيش غيرك…

سعادتك هي اللي فارقة معايا.


خالد باس إيديها وقال:

ـ طب ليه بتحاولى تفرقيني عن سعادتي؟

ليه تخليني أعيش في صراع بين أمي ومراتي؟!


بصّ في عينيها، ونبرة صوته اتحولت للوجع:

ـ حضرتك مش متخيّلة قد إيه وجعني…

لما عرفت إن أمي هي اللي بتحاول تهدّ اللي ببنيه،

بتبعدني عن اللي بحبها،

بتقف ضدي وعايزة تدمر حياتي. 


ردّت بهيرة بصوت مخنوق:

ـ أنا بعمل كده لمصلحتك يا خالد…

أنا شايفة إن البنت دي مش مناسبة ليك.


خالد مسك إيديها أكتر وقال بسرعة:

ـ أرجوكي صدقيني…

أنا عارف مصلحتي،

وجوازي من ياسمين لا هيأثر على شغلي ولا حياتي.

اللي بيحاول يقنعك بالعكس… بيضحك عليكي.

اللي عايز يبعدني عنها… هدفه مصلحته هو، مش مصلحتي!


بهيرة سكتت شوية،

افتكرت مكالمتها مع أبوها…

إزاي سابها لوحدها وقت ما احتاجته،

وهي اللي دايمًا واقفة جنبهم كلهم.


خالد كمل كلامه وهو صادق:

ـ أنا سعادتي مع ياسمين…

وبحبك لأنك أمي، وعمري ما هنسى فضلك،

بس بلاش تحطيني في اختيار…

ما بين مراتي… وما بينك.


بهيرة بصّت في عينيه،

وشافت جوّاهم حب حقيقي،

حقيقي لدرجة وجعتها من جوا.


ابتسمت بهدوء، وهزت راسها:

ـ حاضر يا خالد…

أنا يهمني سعادتك وبس.


وبنبرة فيها قوة رجعت تطلع:

ـ بس مراتك لازم تعرف…

إن أنا ست البيت هنا،

والكلمة كلمتي.


خالد ضحك وباس دماغها:

ـ طبعًا يا ملكة البيت!

دي حاجه معروفة من قبل ما أتجوز.

وبعدين لما تعرفي ياسمين أكتر،

هتعرفي إنها طيبة…

مش البنت اللي في بالك خالص.


بهيرة هزت كتفها وقالت:

ـ هنشوف!


خالد قام، وقال وهو بيقف:

ـ  أنا هروح أجيب شوية حاجات من شقتي…

محتاجة مني حاجة قبل ما أخرج؟


ردّت بابتسامة دافية:

ـ لا يا حبيبي…

ربنا معاك.


خالد خرج،

وبهيرة قامت تبص على الشنطة،

وبدأت تفضّيها بهدوء،

بس عقلها كان مشغول…

بكلام خالد…

بحنيّته…

وبفكرة إن قلب ابنها خلاص اختار.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في المساء.

في أوضة خالد.

ياسمين كانت قاعدة متوترة،

عنّيها بتروح وتيجي على شنطهم اللي الخدم طلعوها.

حاسه إن البيت غريب عنها…

رغم إنه بيت جوزها،

بس قلبها مش مرتاح،

والكلام جواها مكتوم.

مش قادرة تقول لخالد إنها عايزه ترجع شقتهم.


بعد لحظات، الباب اتفتح.

ودخل خالد.


بمجرد ما دخل،

دقات قلبها زادت،

وجسمها كله ارتجف.

كانت حاسه إنه جايب معاه عتاب الدنيا.


قفل الباب من غير ولا كلمة.

قرب من شنطته اللي على الأرض،

رفعها وحطها على السرير وفتحها.


ياسمين كانت بتبص عليه،

مش عارفه تبدأ منين،

ولا تقول إيه عشان يسامحها.

قامت وقربت،

وصوتها طالع ضعيف ومكسور:

ـ خالد...


خالد أول ما سمع اسمه بصوتها…

قلبه دق، بس كمل كأنه مسمعش.






قربت أكتر… وقفت جنبه وقالت بهدوء:

ـ خالد… أنا آسفه.


كلمة "آسفه" خبطت في قلبه زي طلقة.

هو مش مستني منها آسف.

هو كان محتاجها تبقى جنبه،

تحارب عشانه زي ما بيحارب عشانها.

مش كل مرة تغلط… هترجع بكلمة.


مدّ إيده خد هدوم من الشنطة،

واتحرك ناحية الحمّام.

وهي فضلت واقفة مكانها…

بتاكل في صوابعها من الندم.

حاسه إنها المرة دي كسرت حاجة جواه…

يمكن ما تتصلحش.


قعدت على السرير،

اتنهدت بحزن،

كل حاجة باظت.

مش عارفه تعمل إيه عشان خالد يرجعها لقلبه.


استنّت…

لحد ما خرج من الحمّام،

لابس بنطلون قطني وتيشيرت.

واضح إنه ناوي ينام…

من غير كلام ولا عتاب.


اتجه ناحية الكنبة…

ونام عليها.


ياسمين اتصدمت!

هي كانت فاكراه لما رجّعها ممكن يتعاتبوا ويسامحها ويرجع معاها زي ما كان.

بس دلوقتي فهمت…

هو رجّعها لإسمه،

مش لقلبه.


خالد من ناحيته،

كان قاصد كل حاجة.

كل حركة، كل سُكات.

عايزها تحس قد إيه وجّعته.

بس جواه نار…

بيموت عليها،

وبيكابر.


غمض عينه ومثّل النوم،

وهي كانت بتبص عليه وعيونها مليانه دموع.


وفجأة…


الكهربا قطعت.


شهقت بخوف،

صوتها خرج تلقائي:

ـ خااالد!


في لحظة…

كان واقف قدامها ،

صوته رجع دافي:

ـ اهدي يا ياسمين… متخافيش،

الكهربا قطعت عادي.


مجرد ما سمعته،

حضنته،

رمت نفسها جوا حضنه وهي بتعيط:

ـ متسبنيش يا خالد…

أنا آسفه… والله ما هعمل كده تاني.


ضمها بكل اشتياق،

كان محتاج حضنها أكتر منها،

حضن فيه غُفران ووجع وحنين.

لحظات قليلة…


والكهربا رجعت.


بس هي كانت لسه مغمضة عنيها جوا حضنه،

وإيديها متشبثة فيه كأنه الأمان الوحيد في الدنيا.


قال بهدوء:

ـ ياسمين… الكهربا رجعت.


فتحت عنيها،

وبعدت عنه بخجل.


هو حاول يرجّع نبرة صوته القاسية،

اتحرك ناحيه الكنبة وقال:

ـ نامي على السرير، متخافيش…

الكهربا مش هتقطع تاني.


وراح نام على الكنبة،

ورجع غمض عينه،

كأن ولا حاجة حصلت.


ياسمين بصت له،

وقعدت على السرير.

حاسه إن حضنه من شوية فضح مشاعره،

حاست بيه…

عارفه إنه بيحبها،

مشتاق،

بس زعله منها كبير.


قالت بصوت هادي:

ـ خالد… انت هتنام دلوقتي؟


رد من غير ما يفتح عينه،

وهو حاطط دراعه فوق وشه:

ـ آه، هنام.






ابتسمت في وسط دموعها،

وقامت فتحت شنطتها،

خدت بيجاما ناعمة ودخلت الحمام.


خالد أول ما سمع صوت باب الحمّام بيتقفل،

فتح عينيه…

عارف إنه مش هيقدر يكمل تمثيل كتير،

قلبه بيغلبه.


حاول يغفل،

بس عقله صاحي…

وبيفكر فيها.


دقايق وخرجت،

بتجفف شعرها بالمنشفة…

وقفت قدام المرايا،

وشغلت الاستشوار.


الصوت عالي ومزعج،

وخالد فاهم إنها قاصدة.

كانت بتبص له بطرف عينها،

وهي بتحرك الاستشوار على شعرها.


هو ماسك نفسه بالعافية،

بيتجاهل كل حركة،

مغمض عينيه،

بس الحقيقة…

هو شايفها بقلبه.


حست ان مفيش امل انه يفتح عنيه، وقفت الاستشوار.


الصوت اختفى فجأة،

وهو افتكر إنها خلاص فقدت الأمل.


لكن سمع صوتها قريب منه:

ـ خالد… انت نِمت؟


رد وهو مغمض:

ـ آه.


قعدت على الأرض قدام الكنبة وقالت:

ـ طب أنا خايفة.


قال بهدوء جامد:

ـ متخافيش… أنا معاكي في نفس الأوضة.


ردّت برقة:

ـ بس ممكن الكهربا تقطع تاني…


رد بنفس الجمود:

ـ متقلقيش… مش هتقطع.


سكتت.

حاسه إنه مش هيسامح بسهولة.

قامت،

ورجعت قعدت على السرير.

هو كان مغمض عينيه…

بس قلبه بيضحك.

فرحان بمحاولاتها معاه... بقلمي ملك إبراهيم. 

... يتبع 


سامحها بقى يا خالد قلبك ابيض😍😂🙈

ياسمين لازم تلاقي طريقة صح تصالحه بيها 🤔😂

يعيني عليك يا يحيى لما تعرف ان ياسمين رجعت ل خالد🙈😂

سالم الدريني هياخد ياسمين تساعده في إدارة المصنع.. تفتكروا ممكن تكون دي بداية جديدة ل ياسمين؟ 🤔


ملك إبراهيم.


       الفصل السادس والاربعون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا    

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×