رواية منعطف خطر الفصل السابع والاربعون 47 بقلم ملك ابراهيم


 رواية منعطف خطر الفصل السابع والاربعون 47 بقلم ملك ابراهيم


#الحلقة_47

#رواية_منعطف_خطر

#بقلمي_ملك_إبراهيم

سمعت صوت زهيرة بيرتفع وهي بتتكلم،

وقفت من غير ما تحس وركنت على جنب،

بتسمع من ورا حيطة كأنها بتموت في الفضول.


زهيرة فجأة صوتها اتغير،

اتحول من قلق لفرحة طاغية وهي بتقول:

ـ حاااامل؟!!!

يا حبيبتي يا زينة.. ألف مبروك. 

ألف مبروك يا معتصم!

يا رب يقومك بالسلامة يازينة يا بنت بطني،

ويفرح قلبك زي ما فرحتي قلبي.

خلي بالك منها يا معتصم. 


في اللحظة دي كانت زينب واقفة بتتشنج،

عينيها وسعت من الصدمة،

وشهها اتقلب،

وهمست بغل وغيظ:

ـ زينة حااامل؟!!!.


سمعت صوت خطوات حد نازل من على السلم.

حاولت تتحرك بسرعة، وتغير طريقة مشيتها كأنها طبيعية، وهي بتحاول تخبّي الغِل اللي مالي قلبها.


في نفس اللحظة، كانت زهيرة – والدة زينة – واقفة في نص الصالة، الفرحة ماليه وشها وعينيها بتلمع من السعادة.

دخل الحاج عبد الرحيم – والد معتصم – من باب البيت،

وكان ممدوح نازل من فوق، ووقف أول ما سمع الكلام.


الحاج عبد الرحيم قرّب من أخته وسألها بدهشة:

ـ خير يا زهيرة؟ واقفة كده ليه؟


ردت وهي مبتسمة والفرحة مش سايبها:

ـ زينة حامل يا خويا.. هتبقى جد قريب!


ممدوح سمع الكلمة ووقف كأنه اتجمد في مكانه.

همس لنفسه بصدمة:

ـ زينة حامل؟ بالسرعة دي؟!


بص على زينب مراته اللي كانت واقفة مش بعيد،

هي كمان مصدومة، بس عنيها بتولّع نار،

وعارفة جوزها بيفكر في إيه دلوقتي،

وعارفة إن الحمل ده هيبقى شماعة جديدة يعلّقها على رقبتها،

ويفكرها دايمًا إنها السبب في إنه ما بقاش أب بعد كل السنين دي.


أما الحاج عبد الرحيم، ففرحته كانت واضحة،

اتكلم مع أخته بحماس ولهفة:

ـ بجد يا زهيرة؟ عرفتي منين؟


قالت وهي بتحط إيديها على قلبها من كتر الفرحة:

ـ كلموني دلوقتي.. معتصم وزينة كانوا في المستشفى،

والدكتورة قالتلهم..

أنا قلبي هيقف من الفرحة، عايزة أروح لهم حالًا.


بص لها وقال بحسم:

ـ مش هتروحي لوحدك.. إحنا كلنا هنروح نبارك.


لكن ممدوح ما استحملش الكلام، وقرب من أبوه بغضب:

ـ نروح فين يا أبويا؟ نروح نبارك بعد اللي عملوه؟!






رد عليه أبوه بنبرة صارمة:

ـ أخوك اتجوز بنت عمتك على سنة الله ورسوله،

ودلوقتي حامل في ابنه!

يعني خلاص، مش من نصيبك، وانا قولتلك مية مرة،

اختار أي بنت من البلد وأنا اجوزهالك..

بس انت اللي مش عايز قلبك يصفى لأخوك!


ممدوح رد بعصبية وغيظ:

ـ بقيت أنا الغلطان دلوقتي؟

عشان حضرة الظابط مراته حامل بعد شهرين جواز،

وأنا بقالي سنين بتمنى حتة عيل ومفيش؟!

بقى هو دلوقتي اللي على حق وأنا الغلطان؟

وعايزني إزاي قلبي يصفى له يا ابويا وهو واخد مني كل حاجة؟!


كان الغل جوه قلبه بيغلي، مش زينة اللي وجعاه،

زينة كانت بالنسباله مجرد بنت عمته،

هيتجوزها عشان يخلف وبس،

لكن لما شاف إن أخوه الصغير سبق وهيخلف قبل ما هو يحس حتى بطعم الأبوة،

اتولدت جوه قلبه غيرة.. ووجع.. وإحساس بالعجز.


سابهم وخرج من البيت بعصبية ووشه مليان نار.


زهيرة بصت لأخوها بتوتر،

بس الحاج عبد الرحيم قالها وهو متضايق:

ـ الأيام هتعلّمه إن ماحدش ليه غير أخوه.

وبعدين بص لها وقال بحسم:

ـ جهّزي نفسك يا زهيرة..

إحنا رايحين نبارك لمعتصم وزينة.


زينب قربت منهم واتكلمت بنعومة:

ـ أنا هاجي معاكم يا أبوي..

عايزة أبارك لزينة ومعتصم بنفسي.


الحاج عبد الرحيم فضل ساكت لحظات، بيفكر،

وقال في نفسه يمكن لو زينب راحت معاهم،

تساعد في تليين قلب جوزها وتصلّح اللي بينه وبين أخوه.

هزّ راسه وقال لها:

ـ ماشي يا زينب.. كلمي جوزك، استأذنيه، وجهّزي نفسك وتعالي.


زهيرة بصتلها بقلق،

مش مرتاحة لفكرة إنها تروح معاهم،

بس سكتت وما قالتش حاجة.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في مصنع الدريني. 

كان في اجتماع مهم لكل رؤساء الأقسام،

وسالم الدريني كان قاعد على رأس الترابيزة،

وجنبه ياسمين – مرات ابنه – ماسكة ملف فيه الخطة الجديدة لزيادة الإنتاج،

وبتتكلم بثقة قدام الكل، وعينيها بتلمع من الحماس.


سالم كان بيبصلها بفخر كبير،

حاسس إنه أخيرًا لقى حد يستحق يمسك المصنع من بعده،

ومن أول أسبوع شغل بس..

ياسمين أثبتت إنها مش أي حد.


ياسمين رفعت راسها وقالت بصوت ثابت:

ـ لو التزمنا بالخطة دي، هنقدر نضاعف الإنتاج في خلال وقت قليل،

وهنسلّم كل الطلبيات قبل ميعادها.


مشرف الإنتاج رفع عينه وقال بتحفظ:

ـ الكلام حلو، بس كده المصنع هيخسر لما ندي العمال مكافآت عالية على زيادة الإنتاج..

هيطمعوا ويطلبوا أكتر.


ردت ياسمين بسرعة وثقة:

ـ بالعكس تمامًا، المصنع هيكسب أكتر..

لما نفس العامل يطلع إنتاج ساعتين في ساعة واحدة،

كده إحنا وفرنا وقت وكهربا ومجهود..

وسلمنا شغل أكتر ف زمن أقل،

وده معناه أرباح أكتر للمصنع.

يعني لما ندي العامل جزء بسيط من الأرباح دي،

احنا كده بنكافئه، وفي نفس الوقت بنشجعه يشتغل أكتر.

وكل ما المصنع يكسب.. العمال هتكسب..

ودي عدالة بتخلي الناس تشتغل بحب مش غصب.


اللي قاعدين كلهم بصوا لبعض بابتسامة إعجاب،

وكأنهم لأول مرة يسمعوا الكلام ده بالمنطق ده.


سالم هز راسه وقال بفخر واضح:

ـ كل كلمة قالتها الأستاذة ياسمين صح..

ودي الخطة اللي هنشتغل بيها من النهاردة،

مش بكرة.

كل واحد فيكم يبلغ الناس اللي تحته،

ويبدأوا يجهزوا العمال على النظام الجديد.


رفعت منة مسؤولة الحسابات إيدها وقالت:

ـ بعد إذنكم، أنا محتاجة الأستاذة ياسمين معايا نراجع مع بعض المكافآت اللي هتتعلن.


ياسمين وقفت وهي بتقفل الملف وقالت بابتسامة هادية:

ـ أنا جاهزة.


خرج الكل، وفضل سالم الدريني قاعد مكانه،

بيبتسم، وحاسس ان ياسمين هي البنت اللي كان بيتمانها وربنا عوضه بيها.


قرب منه عم صالح – مدير المصنع وصاحب عمره – راجل كبير في السن، طيب وشهم.


قال بابتسامة فيها رضا:

ـ بسم الله ما شاء الله.. ربنا يحفظها مرات ابنك يا سالم..

دي بنت بمية راجل.

كنت دايمًا بتتمنى ابنك يشتغل معاك ويشيل عنك،

بس شغله منعه..

أهو ربنا عوضك بمراته.


سالم اتنهد وقال وهو بيحط إيده على قلبه:

ـ آه يا صالح.. ربنا كبير فعلاً.

أنا مش عارف أوصف إحساسي،

بقيت حاسس إنها بنتي بجد مش مرات ابني.

ربنا يسعدها ويكرمها.


عم صالح ابتسم وقال بود:

ـ ربنا يخليك ليهم ويخليهم ليك يا سالم..

إنت راجل طيب ونيّتك دايمًا صافية..

وربنا بيدّي الطيبين اللي يستاهلوا.

..... 

في مكتب الحسابات. 

كانت ياسمين قاعدة قدام منة، وكل واحدة فيهم ماسكة ورق وبيظبطوا تفاصيل ملف المكافآت.


منة رفعت عينيها وبصتلها بابتسامة فيها إعجاب وقالت:

ـ مش قادرة مقولش إني معجبة جدًا بفكرتك وشخصيتك يا أستاذة ياسمين..

وفرحانة جدًا إن أخيرًا بقى في مديرة بنت وسطنا هنا في المصنع.


ياسمين ابتسمت برقة وقالت بلطافة:

ـ طب ممكن بلاش "أستاذة" دي؟ إحنا تقريبًا في نفس السن.. قولي ياسمين بس.


منة ضحكت وقالت وهي بتحاول تكسر الرسميات:

ـ ماشي يا ياسمين.. بس بجد انتي دخلتي قلوبنا كلنا.

بالمناسبة، انتي دارسة تجارة؟






ياسمين ضحكت وهي بتقلب ورقة قدامها وقالت:

ـ لأ خالص.. انا مدرسة عربي وفرنساوي لحد ما يجيبوا مدرس فرنساوي.


منة بصتلها بدهشة وضحكت وقالت:

ـ بجد؟! طب إزاي عرفتي كل الحاجات دي عن الإدارة والتطوير؟

أنا شغالة هنا من فترة، ومفكرتش في حاجات زي اللي قولتيها.


ياسمين صوتها هدي وهي بتحكي:

ـ أصلي اشتغلت كتير وأنا بدرس..

بابا مات وكنت مسؤولة عن أمي – الله يرحمها –

وعن أخويا أحمد..

فكنت بشتغل في أي حاجة تظهر قدامي.. مكتب، محل، صيدلية، مصنع، درس خصوصي، أي شغل عشان نعيش.

ومن كتر ما اشتغلت في مجالات مختلفة،

اتعلمت حاجات كتير عن الشغل والإدارة والتعامل مع الناس.


منة سكتت لحظة وبصتلها بحزن، وقالت بصوت هادي:

ـ أنا كمان بابا مات وأنا صغيرة..

وماما هي اللي ربتني أنا وأختي الكبيرة..

بس للأسف.. ماما وأختي ماتوا ورا بعض،

ومبقاش ليا غير آدم ابن أختي.. عنده ٣ سنين دلوقتي،

هو اللي باقيلي في الدنيا كلها.


ياسمين بصتلها بعين مليانة تعاطف وقالت برقة:

ـ ربنا يخليهولك ويحفظه ليكي يا منة.


وبعد لحظة صمت،

بصت ياسمين قدامها وهمست لنفسها بصوت مخنوق:

ـ ربنا يرجعك ليا يا احمد. 

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في المطار

كان خالد واقف مستني وصول أحمد مع عمه راشد،

كان حاسس إنه قلبه بيخبط من التوتر والحماس..

كل شوية يبص على باب الوصول،

وهو في دماغه فكرة واحدة:

ياسمين هتطير من الفرحة أول لما تشوف أخوها.


راشد قاله على ميعاد الطيارة،

بس خالد اختار ما يقولش لياسمين،

عايز يفاجئها بأغلى خبر ممكن تسمعه.


وفجأة..

سمع صوت صغير بينده بأعلى صوته:

ـ حسن أبو عليييي!


خالد لف بسرعة،

وشاف أحمد بيجري عليه بكل حماس،

فتح دراعاته،

وأحمد دخل جوه حضنه.


أحمد اتكلم وهو بيضحك من قلبه:

ـ انت وحشتني أوووي.. أنا كمان وحشتك؟


خالد بص له بعين فيها شوق وقال:

ـ طبعًا يا بطل.. حمدلله على السلامة.


قرب منهم راشد وهو مبتسم،

ومعاه مراته سهام، وبنته مايا اللي ماكنتش شايلة عينيها من على خالد.


راشد سأل باستغراب:

ـ أومال فين ياسمين؟


خالد مسك إيد أحمد بحنان وقال:

ـ لسه متعرفش.. كنت عايز أعملها مفاجأة.


وبص لمرات راشد وبنته وقال بأدب:

ـ حمدلله على السلامة.. نورتوا مصر.


مايا كانت واقفة تلعب في شعرها وعنيها متثبته علي خالد،

وسهام والدتها لمحت ده بسرعة،

خبطتها في دراعها وهمست لها بعصبية:

ـ متجوز بنت عمك يا هانم.. حبيت أفكرك بس!


مايا ردت بدلع وهي بتبص على خالد:

ـ وبنت عمي دي حلوة علي كده وتستاهل القمر ده.


سهام قالت بحدة:

ـ حلوة ولا مش حلوة ده مايخصكيش..

ابعدي عنهم، احنا مش ناقصين مشاكل؟

كفاية علينا أخوكي!


راشد قرب من خالد وهم بيتكلموا على جنب، بعيد عن سمع أحمد:

ـ بص يا خالد.. أنا عارف إن ياسمين نفسها أخوها يعيش معاها،

بس جده هو الواصي عليه،

ومش هيوافق إنه يعيش معاكم دلوقتي،

بس هحاول أقنعه إن من مصلحة الولد يكون جنب أخته.


خالد اتنهد وقال بهدوء:

ـ فاهم حضرتك.. 

وياسمين بس لما تشوفه بعنيها وتتطمن عليه،

أكيد هتقبل إنه يعيش مع جده لحد ما نشوف حل.


راشد وخالد اتفقوا على كل حاجة. 

وراشد وافق إن أحمد يروح مع خالد ساعتين يشوف ياسمين،

وبعدها يرجعه تاني يروح معاهم بيت الشرقاوي.


خالد أخد أحمد في إيده وخرجوا من المطار،

ووشه كله شوق للحظة اللي هيدخل فيها على ياسمين وهي تلاقي أخوها قدامها.


راشد رجع لمراته وبنته وقال:

ـ تعالوا نقعد في أي كافيه قريب نتغدى، لحد ما خالد يرجع احمد. 

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في المصنع. 

مكتب سالم الدريني 

ياسمين خبطت على الباب،

وصوت سالم جه من جوه:

ـ ادخل.


أول لما فتحت الباب، لمحت شاب قاعد قدام سالم،

اتكلمت بهدوء وهي واقفة:

ـ أجي لحضرتك وقت تاني؟


سالم ابتسم وقال بحماس:

ـ لأ طبعًا، تعالي يا ياسمين..

وشاور على الشاب وقال:

ـ ده الباشمهندس هشام.. المهندس الجديد اللي انضم لينا.


ياسمين دخلت، قربت بخطوات هادية،

وبصت لـ هشام وقالت بأدب:

ـ أهلاً بحضرتك.


هشام وقف بابتسامة ترحيب وقال:

ـ أهلاً بيكي يا أستاذة ياسمين.


سالم كمل التعارف وهو مبتسم بفخر:

ـ ياسمين دي بنتي.

(وكان يقصد "بنتي" بمعناها القريب لقلبه.. مش مجرد مرات ابنه)


قعدوا التلاتة، وسالم قال بحماس:

ـ أنا كنت بحكي للبشمهندس على خطتك في تشغيل المصنع،

وعجبته الفكرة جدًا،

وهيشتغل معاكي الفترة الجاية على تنفيذها،

ويجهز المكن للنظام الجديد.


ياسمين ابتسمت وهزت راسها بثقة وقالت:

ـ إن شاء الله نوصل لأعلى معدل إنتاج في تاريخ المصنع.


هشام بص لها وقال بنفس الثقة:

ـ إن شاء الله.


فجأة دخل رئيس العمال بسرعة وقال:

ـ حاج سالم.. المخازن رافضين يسلموا شغل جديد.. ممكن تنزل معايا تحل المشكلة؟


سالم وقف وقال بنفاد صبر:

ـ هو انت ومسؤول المخازن كل يوم في خناقة!


بعدين بص لـ هشام وياسمين وقال:

ـ هستأذنكم لحظة انزل أشوف إيه الحكاية وراجعلكم.


وخرج بسرعة من المكتب.


ياسمين كانت ماسكة ملف الخطة الإنتاجية وفتحته تقرأ فيه،

مشغولة، ومركزة جدًا،

مش واخدة بالها إن هشام بيبصلها من أول لحظة،

نظراته كانت عليها،

نظرة مش بس إعجاب بشغلها، لكن بان كمان إنها شدّت انتباهه شخصيًا.


هشام كان حاسس بتوتر غريب، بس حاول يفتح كلام وهو بيقول بصوت هادي:

ـ أنا بصراحة.. معجب جدًا...


ياسمين رفعت وشها من الملف وبصت لهشام بدهشة. 


وفي نفس اللحظة...

خالد كان داخل المكتب.

شاف هشام، وسمع الكلمة اللي خرجت منه، وشاف عنيه وهي متثبته على ياسمين.


هشام مكانش واخد باله خالص إن حد دخل، لإن كل تركيزه كان على ياسمين بس، وكمل كلامه بنفس الهدوء:

ـ معجب بشغلك وأفكارك.


خالد حس إن الكلام مش مجرد مدح، نظرات هشام كانت كلها إعجاب.

مشّي بخطواته جوه المكتب وقال بنبرة حادة:

ـ مساء الخير.


ياسمين لفت بسرعة على صوته، ووشها اتغير لما شافته.

أما هشام، فكان باين عليه إنه أول مرة يشوف خالد، ومكنش يعرف إنه جوزها.


خالد قرب ووقف جنب ياسمين، وقال بصوت ناعم وغريب وسط الخلاف اللي بينهم:

ـ إيه يا حبيبتي، عاملة إيه؟


نبرة خالد وطريقته كانت مفاجأة لياسمين، خصوصًا إنهم لسه متخاصمين، وشها كله استغراب وارتباك.

أما هشام، فاتصدم لما سمع كلمة حبيبتي ..!


خالد بص لهشام بنظرة فيها نار، وقال بحدة:

ـ أنا أول مرة أشوف حضرتك في المصنع هنا؟


هشام اتشدّ من التوتر، وعدل قعدته وهو بيرد بتلَعثم:

ـ أنا.. أنا المهندس الجديد.






وفجأة، دخل سالم المكتب، ووشه نور لما شاف خالد:

ـ خالد! إيه المفاجأة الحلوة دي؟


رد خالد وهو قاصد يخلي كلامه يوصل لهشام:

ـ جيت آخد منكم مراتي شوية.. وحشتني.


كلامه وطريقته كانت غريبة على ياسمين، وشها اتوتر أكتر، فقامت من مكانها وقفت وهي مش عارفة ترد.


سالم ضحك وقال بهزار وهو بيقعد على مكتبه:

ـ لا.. أنا مقدرش أستغنى عنها خلاص.. المصنع مبقاش ينفع من غير ياسمين.


اللحظة دي هشام حس بإنه اتلطم علي وشه، اتأكد إن ياسمين فعلاً مرات خالد، فوقف بسرعة وهو مش قادر يخبي توتره وقال:

ـ أنا.. هروح أشوف شغلي.. عن إذنكم.


وخرج من المكتب بسرعة، وخالد عينه كانت متثبته عليه ، وبص لأبوه وهو بيكتم غليانه:

ـ هو الباشمهندس جديد ولا إيه؟


سالم رد بهدوء:

ـ أول يوم ليه النهاردة.. بس ولد ممتاز في شغله.


خالد رد بنبرة فيها غيرة واضحة رغم انه حاول يخفيها:

ـ طب ياريت تنصحه يركّز في شغله وبس.


سالم بص له بدهشة، وحس إن في حاجة مش مفهومة، أما ياسمين فقررت تنهي الموقف وقالت بسرعة:

ـ أنا عندي شغل كتير.. هروح أخلصه.


لكن خالد مد إيده ومسك إيدها ووقفها مكانها:

ـ لا.. انتي هتيجي معايا.


وبص لسالم وقال بكل جدية:

ـ بعد إذنك يا بابا.. هاخد ياسمين معايا عشان عندنا مشوار مهم.


ياسمين بصت له باندهاش:

ـ مشوار إيه؟


خالد رد بهدوء:

ـ هتعرفي دلوقتي.


سالم ابتسم وقال بهزار خفيف:

ـ ماشي، بس النهاردة بس.. ياسمين مش هتكون فاضية لك الأيام الجاية، عندنا شغل كتير.


خالد هز راسه بالموافقه وهو باصص لياسمين وقال:

ـ يلا.


ياسمين خدت شنطتها وخرجت معاه من المصنع، وهي مش فاهمة حاجة.


أول ما خرجوا، عينيها وقعت على عربيته، وسألته بفضول مش قادرة تكتمه:

ـ مشوار إيه ده؟


خالد كان ماسك إيدها، وعينيه مركزة في وشها وهو بيقول:

ـ تعالي العربية وانتي تعرفي.


قربت من العربية وفتحت الباب، وركبت وهي مش واخده بالها مين اللي قاعد ورا.


وأول ما قفلت الباب، سمعت الصوت اللي خطف قلبها. 


ـ مفاجأة!

قالها احمد بحماس وهو بيحط أيديه على عيون ياسمين بشقاوة... بقلمي ملك إبراهيم. 

.... يتبع


احمد أخيرا رجع وهنسمع منه أحلى حسن ابو علي♥️♥️😂

وزينب هتروح زيارة ل زينة في بيتها عشان تبارك على الحمل🙂 ربنا يستر🚶

مايا بنت عم ياسمين شكلها هتطلع مجنونه زي أخوها يحيي ولا إيه 🤔😂

ومنة جارة مهاب طلعت شغاله في مصنع الدريني وهي وياسمين هيبقوا اصحاب👭

والباشمهندس هشام اتصدم ياعيني وشكلنا هنشوف خالد في المصنع كتير الايام الجاية🙈♥️


         الفصل الثامن والاربعون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×