رواية منعطف خطر الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم ملك ابراهيم


 رواية منعطف خطر الفصل الثالث والاربعون 43 بقلم ملك ابراهيم


#الحلقة_43

#رواية_منعطف_خطر

#بقلمي_ملك_إبراهيم

كل كلمة قالها عن الجواز كانت صح...

وأنا دلوقتي نفسي أوصل لراحة البال اللي هو فيها.


مهاب فتح عينيه على صوتهم، وفرك عنيه بإيده وقال وهو بيتثاوب:

- أنا سامع حد بيحقد عليا...


وقعد وشاور على قلبه وقال لخالد بنبرة هادية:

- راحة البال دي مش هتوصلها...

غير لما اللي هنا يكون فاضي.


خالد أول ما سمع الكلمة دي وقف فكر لحظة،

واتحرك من قدامهم من غير كلام. 

لأنه عارف...

قلبه مش فاضي.

قلبه مليان حب لياسمين، وحزن على اللي بينهم.


معتصم فضل واقف يبص له بحزن...

نفسه يساعده، بس مش عارف يبدأ منين.

ومش قادر يعرف هي ياسمين ليه عملت كده...

إيه اللي ورا قرارها المؤلم ده!


فاق من شروده على صوت رنة موبايله...

بص عليه بسرعة ولقي اسم زينة بيظهر قدامه.

رد وهو بيحاول يظبط نبرة صوته:

"ألو؟"


سمع صوت زينة متوتر:

- أيوه يا معتصم... ياسمين مصممة تسيب شقة خالد دلوقتي!

ومش عارفة أعمل إيه!


معتصم اتحرك بسرعة وخرج على البلكونة عشان خالد ميسمعهوش وهو بيتكلم، وقال بسرعة:

- متخليهاش تتحرك من عندك غير لما أوصل يا زينة... أنا جاي حالًا أتكلم معاها.


زينة قالت وهي بتحاول تسيطر على الموقف:

- حاضر... بس متتأخرش، وأنا هحاول أوقفها على قد ما أقدر.


قفل معتصم المكالمة بسرعة ودخل الصالة وقال لمهاب:

- أنا لازم أنزل حالا... خليك إنت مع خالد، وبلاش تزن عليه، هو مش ناقص!


مهاب بص له وقال بنعاس:

- طب ماشي... بس عايز أفطر الأول.


معتصم وهو داخل أوضته يغير هدومه قال بسرعة:

- المطبخ عندك.


مهاب اتحرك رايح المطبخ،

ومعتصم لبس بسرعة ونزل من غير ما خالد يحس.


بعد كام دقيقه. 

خالد غير لبسه وخرج من الحمام، وشه باين عليه التعب.

بص حواليه وسأل:

- هو فين معتصم؟ نزل ولا إيه؟


رد مهاب وهو قاعد على السفرة بياكل بهدوء:

- نزل مستعجل، معرفش رايح فين...

تعال أفطر معايا.


خالد هز راسه بضيق وقال:

- أنا نازل رايح شغلي ... قوم يلا انزل شغلك إنت كمان.


مهاب بلع لقمة وقال بهدوء:

-  أنا إجازة..

ناسي الاصابه اللي في كتفي. 






خالد بص له بغيظ وقال بنبرة فيها زهق:

- بتتعب أوي واخد إجازة!

طب يلا قوم ارجع شقتك قبل ما زينة ترجع مع معتصم.


مهاب رد بهدوء شديد:

- لا ... أنا جاي معاك القسم.

إنت مجروح عاطفيًا دلوقتي، وأنا خايف تعمل في نفسك حاجة.


خالد ابتسم ابتسامة باهتة رغم القهر اللي جواه،

وسابه ومشي من غير ما يرد.


مهاب خرج وراه على طول،

بيتحرك وراه من غير ما يتكلم،

حاسس إن صاحبه محتاجه حتى لو مش بيطلب ده بصوت عالي.

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في شقة ياسمين.

الجرس رن، وزينة جريت على الباب تفتحه...

لقت معتصم واقف.

دخل بسرعة وسألها:

- هي فين؟


ردت زينة وهي بتتنهد:

- جوه... جهزت شنطتها وكانت خلاص هتمشي، بس قعدتها بالعافية.


معتصم قرب منها وقال بهمس وهو بيبص ناحية الباب:

- هي قالتلك ليه طلبت الطلاق من خالد فجأة كده؟


زينة اتوترت، وهزت راسها بـ"لأ"،

بس عنيها فضحتها.

معتصم فهم على طول، وابتسم وهو بيخبطها على انفها بلُطف وقال بمشاكسه:

- بتخبي عليا أنا؟ فاكرة إني مش هعرف؟


زينة قالت بسرعة وهي متوترة:

- هي صاحبتي... ووعدتها إني مقولش.. بس انت لازم تقنع خالد يصالحها. 


معتصم هز راسه بتفهم وقال بهدوء:

- ماشي... طب ناديلي على صحبتك، عايز أتكلم معاها.


زينة دخلت تنادي ياسمين، وبعد لحظات خرجت معاها...

ياسمين كانت عنيها حمرا من كتر البكا، ملامحها باينه عليها التعب والانهيار.


معتصم لما شافها قلبه وجعه،

وقال بصوت هادي:

- لسه مش عايزة تقولي ليه طلبتي الطلاق من خالد قدامنا بالطريقه دي يا ياسمين ؟

أنا لو مش واثق إنك بتحبي خالد، ماكنتش جيت وسألتك.

بس خالد صاحبي... وأكتر حد عارف هو بيحبك قد إيه...

ومش قادر أشوفكم بتتدمروا بالطريقة دي وأسكت.


ردت ياسمين بصوت ضعيف جدًا ومكسور:

- الكلام خلاص ملوش لازمة ... كل حاجة انتهت.


معتصم بص لزينة،

شافها بتشاورله بإيدها من ورا ياسمين كأنها بتقوله:

هدي شوية عليها... سيبها تهدى.


اتكلم معتصم بهدوء أكتر:

- مفيش حاجة انتهت يا ياسمين...

إنتي محتاجة تهدي وتفكري، وأنا مش جاي أضغط عليكي،

بس طلبي الوحيد... متسيبيش بيتك دلوقتي.

خدي وقتك... فكري كويس...

قبل ما تخسري خالد فعلاً.


ياسمين رفعت عينيها له والدموع مالية وشها وقالت بصوت مخنوق:

- أنا خسرته خلاص...

ومينفعش أفضل في بيته بعد ما طلقني.


معتصم قال بهدوء:

- بالعكس.. ينفع جدًا...

انتي لسه في العدة، ولسه قدامك 3 شهور...

يعني في وقت إنك تفكري وتقرري.


قام وقف وقال بثبات:

- أنا هكلم خالد، وهقوله يقعد في شقة مهاب الفترة دي...

علشان كل واحد فيكم ياخد مساحته وتهدوا.

بس انتي متسيبيش بيتك دلوقتي.


بص لزينة وكمل:

- أنا رايح الشغل، لو عايزة تقضي اليوم مع ياسمين ... هعدي أخدك بالليل.


زينة هزت راسها بـ"أيوه"،

ومعتصم خرج.


زينة بصت لياسمين وقالت لها بلُطف:

- كلام معتصم كله صح يا ياسمين...

خليكي هنا...

على الأقل لحد ما تعرفي هتعملي إيه.

أكيد مش هترجعي بيت جدك عند ابن عمك المجنون ده!


ردت ياسمين بصوت حزين:

- عمي وعدني إنه هيجيبلي أحمد أخويا بعد أسبوع...

هستنى الأسبوع ده،

وأول ما أخويا يرجعلي،

هاخده ونبعد عن كل ده...

هارجع شقة ماما القديمة،

وارجع لشغلي وحياتي اللي كنت عايشاها قبل ما أقابل خالد.


زينة بصتلها بحزن وسكتت...

مش لاقية كلام تقولّه.

بس كانت بتدعي من قلبها ان ياسمين وخالد يرجعوا لبعض ويكملوا حياتهم بسعادة. 

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في قسم الشرطة.

خالد كان قاعد قدام مكتبه،

ووشه باين عليه الإرهاق والتعب...

ومهاب قاعد قدامه، بيفطر للمرة التانية وبيشرب قهوته وهو ولا على باله.


خالد فتح تليفونه، كان محتار وبيحاول يفهم…

إيه اللي حصل لياسمين؟!

إزاي فجأة اتغيرت كده من غير مقدمات بعد ما خرج من البيت؟


فتح تسجيلات الكاميرا اللي قدام باب شقته، وبدأ يراجع من أول لحظة خرج فيها.


عدّت الدقايق ببطء وهو بيركّز في الشاشة، وعينيه بتجري مع كل حركة.


وفجأة…

ظهر قدامه مشهد خلّى قلبه يدق أسرع.


جده…

ومعاه والدته…

واقفـين قدام باب شقته!


عينيه اتسعت، وملامحه اتشدّت بذهول، وهو شايفهم بيدخلوا الشقة!

الصدمة كانت واضحة على وشه، وبص قدامه مش مصدق.


إزاي أمن العمارة سمح لهم يطلعوا من غير ما يبلّغوه؟!

إزاي ده حصل وهو ما يعرفش حاجة؟!


بس اللي وجعه أكتر…

هو إن ياسمين ما قالتش!

ليه مخبيّة عليه إنهم زاروها في البيت ؟!


أسئلة كتير اتجمعت في دماغه مرة واحدة، ومشاعره كانت متلخبطة بين الغضب، والشك، والحيرة.


العسكري دخل المكتب وقال:

- في آنسة برا عايزة حضرتك... اسمها كارما الشرقاوي.


مهاب انتفض من مكانه فجأة وقال لخالد:

- خد الأكل ده خبّيه تحت مكتبك بسرعة!






خالد بصله بدهشة وقال:

- أكل إيه اللي أخبّيه تحت مكتبي!؟

وبص للعسكري وقال له:

- خليها تدخل.


دخلت كارما...

ولما شافت مهاب واقف، اتكلمت بلُطف وقالت:

- خالد... إنت مشغول؟ لو مش فاضي ممكن أجيلك وقت تاني.


خالد قام وقف وقال بابتسامة بسيطة:

- لأ يا كارما، اتفضلي... أنا مش مشغول ولا حاجة.

وشاور على مهاب:

- ده مهاب صاحبي.


مهاب مد إيده بابتسامة واسعة وقال:

- أهلاً آنسة كارما... القسم نوّر واللهِ.


كارما سلّمت عليه وهي بتبتسم بخجل.

خالد بص لمهاب بدهشة ، وقال لكارما:

-  اتفضلي اقعدي. 


قعدت كارما، وقالت وهي باين عليها التوتر:

- أنا كنت جيت قبل كده عشان أشوفك... بس مكنتش موجود.


مهاب دخل في الحوار وقال وهو بيبتسم:

- بس أنا من حظي الحلو كنت موجود. 


كارما بصت له وسكتت...

وخالد استغرب وسأل مهاب:

- كنت موجود هنا بتعمل إيه؟


مهاب بص لكارما وقال بطريقة دراميه:

- القدر هو اللي جابني هنا.


خالد هز راسه وقال بسخرية:

- آآآه... القدر.. قولتلي!


كارما رجعت تبص لخالد وقالت:

- في موضوع مهم عايزة أقولهولك يا خالد...

معرفتش أقوله في التليفون. 


خالد قلبه دق بسرعة... وبص لها باهتمام:

- خير يا كارما؟ قولي.


كارما بصت على مهاب بتوتر،

وخالد فهم،

فبص لمهاب وقال له:

- مهاب... قوم شوية، لف وارجعلي.


مهاب بص لكارما وقال:

- أنسى... أنا مش هتحرك من هنا،

ده أنا لما صدقت لقيتك!


خالد حاول يسيطر على الموقف وقال لكارما:

- سيبك منه... اعتبريه مش موجود.

قولي يا كارما، أنا سامعك.


كارما اتكلمت بصوت هادي ومتوتر:

- في موضوع يخصك انت وياسمين...

أنا بالصدفة سمعت جدو وهو بيتكلم مع طنط بهيرة،

وكانوا بيتفقوا يروحوا لياسمين في شقتك وانت مش موجود...

ويهددوها عشان تبعد عنك!. 


مهاب بص ل خالد بصدمة.. 

وخالد بص ل كارما باهتمام وكأنها الإجابة على كل الأسئلة اللي كان بيسألها لنفسه من لحظات. 


كارما كملت وهي بتتكلم بسرعة وبتحاول تبرر:

- أنا معرفتش أقولك في التليفون... وعشان كده جيتلك هنا اقولك.. 

وخايفة يروحوا فعلا لياسمين ويقولولها كلام يوجعها...

خصوصًا جدو، إنت عارفه، ممكن يخوفها فعلاً.


خالد وشه اتغير...

عيونه اتجمدت،

وسكت للحظة طويلة...

وبعدين رفع إيديه على وشه بتعب ،

وفضل كده ساكت وهو بيحاول يستوعب الكارثة.


ساعتها، فهم...

فهم ليه ياسمين فجأة طلبت الطلاق...

فهم ليه كانت منهارة...

وليه انسحبت من غير ما تبرر. 


كارما كانت باصه لخالد بقلق وسألته بصوت متوتر:

- في إيه يا خالد؟


رد خالد، وصوته فيه وجع:

- اللي انتي كنتي خايفة منه حصل فعلاً.. هما راحوا لياسمين وهددوها تطلب الطلاق.. وهي طلبت، وانا نفذت طلبها.


كارما اتصدمت من الكلام، وحست بخبطة في قلبها.. حزن غريب شدها، حزن ما فهمتش له سبب!

بصت لخالد بنبرة عتاب وسألته:

- ليه عملت كده يا خالد؟


خالد كان عينيه فيها غضب ومرار، وصوته طالع بنبرة مشاعرها متلخبطة بين الغضب والخذلان:

ـ مكنتش أعرف إن أهلي هما السبب في تدمير حياتي!!

أنا كنت براجع الكاميرات اللي قدام شقتي دلوقتي وشوفتهم..

ومفهمتش إزاي دخلوا عندي، وأمن العمارة سمح لهم ومبلغونيش!


كلماته خرجت من قلب موجوع.. مش مصدق إن اللي هدموا بيته هما أقرب الناس ليه.


هو عارف جده اللوا وحيد كويس..

وعارف إن دخوله أي مكان مش صعب عليه. 

أكيد دخل العمارة بطريقته الخاصة…

وممكن كمان يكون هدد أمن العمارة عشان يوصّل لياسمين من غير ما حد يبلغ خالد.


وخالد دلوقتي…

حاسس إنهم لعبوا بحياته وعلى اوجاعه، وهو آخر واحد يعرف!


في اللحظة دي دخل معتصم.

بص عليهم أول ما دخل، واستغرب الحالة اللي هما فيها، وفي بنت قاعدة معاهم اول مرة يشوفها. 

قال بقلق:

- هو في إيه؟


مهاب رد وهو باين عليه الغضب:

- عرفنا ليه ياسمين طلبت الطلاق من خالد.. جده ووالدته راحوا هددوها عشان تبعد عنه.


معتصم بص لهم بصدمة، وقال بقلق وهو لسه متأثر بعد ما شاف حالة ياسمين:

- أنا لسه جاي من عند ياسمين وزينة.. وحالتها صعبة أوي.


خالد أول ما سمع اسم ياسمين وسمع إنها حالتها صعبة، رفع عينه وبص له بلهفة حقيقيه في عيونه مقدرش يخبيها.


معتصم كمل كلامه وهو بيحاول يوصله اللي حصل:

- زينة كلمتني وقالتلي ان ياسمين عايزة تسيب البيت، وأنا روحتلهم وحاولت أقنعها تستنى الفترة دي.. على الأقل تفضل في بيتها خلال الـ3 شهور بتوع العدة.


خالد حط إيده على وشه، وسكت شوية..

لأول مرة يحس إنه ضايع.. زي واحد حياته كلها اتشقلبت وهو واقف بيتفرج، مش قادر يعمل أي حاجة!


كارما قامت وقفت فجأة، وقالت بأصرار غريب وهي باين عليها القلق:

- هو انا ينفع اقابل ياسمين يا خالد؟ لازم أفهمها اللي حصل. 


خالد بص لها بتفكير ومهاب وقف معاها فورًا وقال:

-  أنا عارف العنوان.. لو تحبي أوصلك.






كارما هزت راسها بالموافقة وخرجت من المكتب ومهاب خرج معاها. 


معتصم قرب من خالد وسأله بنبرة جد:

- ناوي تعمل إيه دلوقتي؟ لازم ترد ياسمين قبل أي حاجة. متضيعهاش من إيدك يا خالد... وانتوا الاتنين بتحبوا بعض.


خالد سكت لحظة، وعينه كانت شايلة وجع وكسرة، وبعدين رد بثبات هادي بس موجوع:

– هردها يا معتصم... بس مش دلوقتي.


معتصم رفع حاجبه بشك وقال:

– مش دلوقتي؟ يعني إيه؟ إنت ناوي على إيه يا خالد؟


خالد خد نفس عميق، وعينه اتعلقت في الفراغ كأنه شايف معركة مش واضحة المعالم، وقال بصوت منخفض بس حاسم:

– بفكر أخلص من كل ده... أواجههم كلهم مرة واحدة واكشف كل الاقنعة. أنا مش بحارب الشرقاوي ويحيي بس... لأ، دي حرب مع اللي من دمي كمان.. 


سكت لحظة، وبعدين بص له وقال بحدة:

– دي مش حرب عادية... دي معركة على حقي، وحب عمري، وكرامتي.

ولازم... كل واحد غلط في حقي يشوف وش خالد اللي عمره ما شافه قبل كده. 

رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 

في الطريق لشقة ياسمين،

كارما كانت قاعدة جنب مهاب في العربية، وسكوتها كان بيحكي أكتر من كلام. توترها باين على وشها، وحزنها مخبي نفسه في عنيها. كانت زعلانة عشان أختها اللي شايفة إنها اتظلمت من الكل.. وكانت متأكدة إن جدها، اللواء وحيد، هو السبب.. بكلامه القاسي، ونظراته اللي تخوف، وأكيد ما سكتش غير لما هددها.


مهاب، على فترات، كان بيحاول يفتح أي كلام.. لكن كارما كانت سرحانة، مشغولة بأفكارها، دماغها مشغولة بياسمين وباللي ممكن يحصل.


وأخيرًا، وصلوا قدام العمارة.

مهاب قالها رقم الشقة، وهي نزلت لوحدها، ومهاب فضل مستنيها تحت في عربيته.


في شقة ياسمين.

زينة فتحت الباب، واتفاجئت بكارما واقفة قدامها. بنت شكلها رقيق وجميلة، واضح إنها في نفس سنها تقريبًا.


كارما اتكلمت برقة:

ـ مساء الخير.. ياسمين موجودة؟


زينة ردت باستغراب بسيط:

ـ آه موجودة.. أقولها مين؟


كارما بصّت ناحيّة الشقة وهي بتقول بهدوء:

ـ أنا كارما.. أختها.


زينة ابتسمت، وملامحها اتحولت لحماس:

ـ كارما أخت ياسمين! اتفضلي، اتفضلي ادخلي.. ياسمين جوه.


دخلت كارما، وزينة ماشية جنبها وهي بتبتسم، لكن اللحظة اتغيرت تمامًا لما ياسمين شافتها.. قامت واقفة، ملامحها مصدومة، مش قادرة تصدق إن أختها وقفة قدامها.


كارما قربت منها، ابتسامتها فيها حنية خفيفة:

ـ إزيك يا ياسمين.. أنا كارما.. أختك.


ياسمين كانت واقفة، بتبصلها بصمت. وجود كارما قدامها فجأة كان بنفس الإحساس اللي جالها لما دخل عليها اللواء وحيد وبنته.. نفس الهالة اللي فيها رهبة وغموض. واضح إن العيلة دي بتعرف تدخل وتسيب أثر.


زينة قالت ببهجة:

ـ تشربي إيه يا كارما؟


كارما ردت بنفس رقتها:

ـ أي عصير فريش.


زينة راحت على المطبخ، سايبة الأختين يواجهوا بعض.


كارما قعدت، ونظرتها دايرة في الشقة، ملاحظة كل حاجة..

ياسمين قعدت قدامها، بس لسانها اتربط. الكلام اختفى، والموقف مش سهل.


كارما لمحت الشقة بنظرة سريعة وقالت:

ـ حلوة الشقة.. خالد طول عمره ذوقه حلو وبيعرف يختار صح.


ياسمين فضلت بصلها ، بس كان جواها شعور مش مفهوم.

كارما رجعت تبصلها، ونبرتها بقت فيها دفء وصدق:

ـ تعرفي إن أنا وخالد متربين مع بعض من وإحنا صغيرين؟ وكل العيلة كانوا متفقين إننا لما نكبر هنتجوز.


وضحكت ضحكة خفيفة وقالت:

ـ طبعًا كنا صغيرين، وكان كله كلام.


نظرات ياسمين فضلت ثابتة، وفيها حذر. كانت حاسة إن كارما مش جايه تزور.. دي جايه توصل رسالة بطريقتها.


كارما، وهي بتبص ناحيّة المطبخ تتأكد إن زينة لسه ما رجعتش، قالت بنبرة أهدى بس فيها نغزة:

ـ أنا كان عندي فضول رهيب أقابلك وأقعد معاكي.. كنت عايزة أعرف، إيه اللي فيكي مختلف عني؟ مش غريبة شوية إن أكتر اتنين رجالة حبيتهم في حياتي.. يحبوكي إنتي اكتر مني ؟


ياسمين قلبها بدأ يدق بسرعة، وكأن الكلام دخل جواها قبل ما تستوعبه.


كارما، ملامحها بدأت تتحول للحزن وهي بتكمل:

ـ بابا كان بيحبك أكتر مني.. ساعات كان بيغلط في اسمي ويناديني باسمك.. وأنا مكنتش متخيلة إن الاسم اللي بيغلط فيه هو اسم بنته التانية اللي مخبيها عنّا!!


وقفت لحظة، وبعدين بصتلها بعين فيها وجع سنين:

ـ وخالد.. حب عمري.. الشاب اللي الكل كان عارف إن أنا وهو هنكون لبعض.. فجأة انتي تظهري في حياته وتاخديه مني هو كمان!.. مش صدفة غريبة؟


الكلام وقع على ياسمين زي الصدمة، حسّت برجفة في جسمها كله، ولسانها لسه مش قادر يرد.


كارما عينيها لمعت بدموع حاولت تمسكها:

ـ أنا مش بكرهك يا ياسمين..

 بس لما عرفت ان خالد طلقك.. 

الامل رجع لقلبي تاني.. 

 انا كنت بحاول اكسب قلب خالد بأي طريقة.. 

وحاسه ان ده أكتر وقت خالد محتاجني فيه. 

انا جيت اترجاكي تسيبي بيته وتبعدي عن خالد.. كفاية خدتي حب بابا لوحدك.. سيبيلي حب خالد.






وأخيرًا، ياسمين لقت صوتها وسألت بهدوء:

ـ جدك.. ومامت خالد.. موافقين إنك تتجوزي خالد؟


كارما ردت بسرعة ولهفة باينة:

ـ آه طبعًا موافقين.. وكانوا متفقين من زمان.


ياسمين بصتلها بتفكير وقالت بنبرة ساكنة:

ـ والمطلوب مني إيه دلوقتي؟ خالد طلقني خلاص.. تقدري تروحيله وتتجوزوا برحتكم.


كارما قالت بحدة هادية:

ـ مش هينفع طول ما إنتي عايشة في بيته.. لازم تخرجي من حياته عشان ينسى اللي كان بينكم ويفتكر حبه ليّا من تاني.


ياسمين قامت وقفت، ما كانتش قادرة تفهم إذا كانت متفاجئة ولا مخنوقة، وقالت بهدوء غريب:

ـ تعرفي أنا مستغربة من إيه؟ إن جدك وخالتك موافقين إن ابنهم يتجوز بنت من عيلة كلهم تجار سلا..ح!


وبصتلها وقالت بثقة:

ـ هو إنتي مش من عيلة الشرقاوي؟ وبنت يحيى الشرقاوي تاجر السلا.. ح برضه، ولا لأ؟


كارما اتصدمت، ملامحها اتجمدت للحظة.


ياسمين وقفت قدامها بثبات، وعينيها مليانة وجع بس مفيهاش ضعف:

ـ أصل جدك وخالتك جم عندي هنا وقالولي لازم أسيب خالد عشان مستقبله! طب إزاي أنا هضيع مستقبله.. وانتي لأ؟


كارما بصت لياسمين بصدمة، الكلام خبطها في اكتر حاجة بتوجعها، ولسانها اتربط للحظة.

مكانتش عارفة ترد.. مش متخيلة إن ياسمين هتواجهها كده، بالهدوء ده، وبالثقة دي.


لكن ياسمين كانت ثابتة، دماغها شغالة، والوجع اللي جواها طالع في كلامها وهي بتكمل:

ـ يعني يرضيهم أنا أضحي بحبي لخالد عشان مستقبله.. وهما يوافقوا إنه يتجوز أختي، بنت تاجر السلا.. ح؟


كارما لسه مش مستوعبة الصدمة.. كانت متوقعة إن ياسمين تبعد من غير نقاش، تسيب لها الساحة وتمشي.

بس ياسمين طلعت مش سهلة، وردها كان مفاجأة.


كارما شدّت نفسها، وحاولت تسترجع ثقتها، وردت بنبرة فيها عناد:

ـ بس في فرق بيني وبينك!


ياسمين رفعت حواجبها بدهشة، وقعدت تاني مكانها وقالت بهدوء:

ـ فرق إيه؟ أنا بنت يحيى الشرقاوي.. وإنتي بنت يحيى الشرقاوي!


كارما صوتها علي وملامحها شدت، وقالت بحدة:

ـ بس أنا جدي أبو مامتي لواء سابق في الداخلية!

وانتي بقى؟ عيلة مامتك مين؟


الكلام دخل زي السهم، بس ياسمين خدت نفس، وردت بثبات:

ـ بس هما مشكلتهم مع عيلة أبويا.. مش مع عيلة أمي!


كارما قامت واقفة، غضبها كان ظاهر على وشها وصوتها بدأ يهتز:

ـ يعني إيه؟!


قامت ياسمين هي كمان، وقفت قصادها، مش خايفة ولا مترددة، وقالت بنبرة فيها وجع ويقين:

ـ يعني أنا دلوقتي اتأكدت إني كنت غبية لما صدقت جدك وهو بيتهمني إني أنانية..

ولما صدقت خالتك وهي بتقولي إن وجودي في حياة خالد هيضيع مستقبله!


سكتت لحظة، ونظرتها فيها وجع مكبوت، وكملت:

ـ طلعوا بيعملوا كل ده عشان يفرقوا بيني وبين خالد.. وانا كنت غبية وصدقتهم... بقلمي ملك إبراهيم. 

... يتبع 


خالد عرف مين اللي فرق بينه وبين ياسمين🙂

وياسمين عرفت غلطتها لما صدقتهم وضحت بحبيبها وجرحته🥺💔

تفتكروا ياسمين هتعمل ايه عشان تصلح غلطها🤔

وخالد هياخد حقه منهم ازاي😱🤔


           الفصل الرابع والاربعون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×