رواية ناي نوح الفصل الثامن 8 بقلم ايلا


 رواية ناي نوح الفصل الثامن 8 بقلم ايلا


_أنا عايزك تتجوز مر.اتي.


طالعه صهيب بأعين ذ.اهلة قبل أن يرمش عدة مرات محاولاً استيعاب ما تفوه به الرجل القابع أمامه.


تحدث بحيرة:

_نوح انت شا.رب حاجة؟ عارف أنا مين؟ دول كام طيب؟


س.عل نوح عدة مرات قبل أن يضر.ب يد صهيب التي ارتفعت أمام وجهه بأربع أصابع مفرودة.


_مش شار.ب حاجة و عارف انت مين كويس...


_اومال في ايه؟ ليه بتتطلب مني حاجة زي كدا؟


تنهد نوح ب.همٍّ واضح قبل أن يجييه بسؤال آخر:

_السبب اللي مخليك متتجوزش لغاية دلوقتي هو إنك لسه بتحبها صح؟


حك أنفه بسبابته في ار.تباك فا.ضح و أشا.ح بنظره بعيداً قبل أن يجيب:

_ايه..ايه الكلام اللي بتقوله دا؟ اسمع...لو شا.كك إن مراتك بتخو.نك ولا حاجة أنا مليش دعوة، العب غيرها، انت عارف إن سلمى بتعتبرني أخوها.


آ.لمه قلبه لاتها.مه لها بالخيا.نة و لو على سبيل المز.اح، لا..سلمى ما كانت لتخو.ن أبداً و قد عرف ذلك في قرارة نفسه، تلك الأعين الرمادية كالغيوم الممطرة و البيضاوية كاللوز كانت تحمل صدق العالم أجمع.


تنهد نوح  للمرة الألف قبل أن يتحدث:

_عارف، و عارف كمان إنك ساعتها كنت معجب بيها و مع ذلك أنا اتقدمتلها قبلك و أخدتها أنا.


أجاب صهيب و قد حاول كتم غ.ضبه:

_طيب و أنا كنت عارف إنك عارف و مع ذلك سبتكم عشان هي كان بتحبك انت، ايه...؟ جاي تند.م دلوقتي و ترجعلي حاجة عرفت دلوقتي بس إنها مكانتش بتاعتك من الأول؟!


قهقه نوح عدة مرات و سرعان ما تطورت قهقهاته إلى نو.بة سعا.ل حا.دة تح.كم فيها بصعو.بة قبل أن ينظر إلى عيني صهيب مبشارة و يتحدث دون أن يرمش:

_عمري ما ند.مت إني اتجوزت سلمى، أنا كنت بحبها زي ما انت كنت بتحبها بالظبط و يمكن أكتر و عشان بحبها جيت أطلب منك تعمل كدا.


عقد صهيب حاجبيه السوداوين الكثين معاً في استفهام واضح أعقبه الآخر موضحاً:

_أنا مش هقعد كتير، و انت الوحيد اللي عارف سرنا و تقدر تحميهم.


في تلك اللحظة، لمح صهيب طرف المنديل الذي كان يسعل فيه نوح مغطى بلون أح.مر قا.تم، دما.ء... هل كان يسعل دما.ءً؟ سأله بق.لق:

_نوح...مالك؟ مش هتقعد ليه؟


أجاب نوح باستسلا.م لمصيره:

_اتشخصت بسر.طان الر.ئة بقالي فترة و خلاص اللي فا.ضلي مش كتير...


جف.لت أعين صهيب، على الرغم من كونه يكر.ه نوح كثيراً إلا أنه لم يتمنى له نها.ية كتلك أبداً، حسنا...ربما تمنى مو.ته و لكن ليس بتلك الطريقة المأ.ساوية على الأقل.


_م..مينفعش تعمل عملية؟


تحمحم يسأله بصوت مر.تجف.


هز نوح رأسه نافياً:

_للأسف...في المر.حلة الأ.خيرة، صدقني لو كان في أ.مل بنسبة واحد في المية حتى مكنتش هبقى قاعد معاك دلوقتي.






لاحظ نوح ار.تباك صهيب، و فكر إن كان ذلك هو رد فعل عد.وه اللد.ود فما بال زوجته المسك.ينة؟ هل تدري أنه الآن يحاول إيجاد بد.يلٍ له عوضاً عن تو.ديعها بشكل لا.ئق؟ يا السخر.ية!


س.عل و من ثم تحدث محاولاً تبديد الهواء الثق.يل الذي خيم فجأة على الجو:

_عموماً متفتكرش كدا إني تقبلتك ولا حاجة ، أنا لسه بكر.هك عادي جداً.


لاحظ صهيب ما يحاول نوح فعله لذا تحدث مجارياً:

_و متفتكرش كدا إنك صع.بت عليا، أنا كمان لسه مش بط.يقك برضو، المهم أخبار ناي ايه؟!


_الحمد لله.


_لسه برضو مقولتلهاش؟!


تنهد نوح رافعاً وجهه ناحية السماء و أجاب بجدية بعد أن عقد يديه معاً إلى صدره:

_لا و مش هقولها عشان تقدر تعيش بط.بيعية زي أي شخص لكن هاخد بالي منها أكتر.


_أنا شايف إنك من الأحسن تقولها عشان هي كمان تنتبه لنفسها أكتر و محدش يقدر يض.حك عليها في المستقبل.


_صهيب! أنا أدرى بمصلحة بنتي، لما أمو.ت ابقى وريني هتتعا.مل معاها ازاي هي و أخوها...


طالعه صهيب بذ.هول قبل أن يستفسر منه:

_أخوها؟!


أومأ نوح مبتسماً:

_سلمى حامل.


شعر صهيب بن.صل حا.دٍ  يط.عنه في قلبه، هو لن يتر.ك فقط ابنةً مراهقة؟ بل أيضاً رضيعاً لن يعرف أبداً ما معنى أن يكون لديه أ.ب؟ فقط مثله...؟ هو قد فتح عينيه ليجد نفسه يت.يماً تتخ.بطه الحياة بالمصا.ئب و النوا.ئب، هل سيكون قادراً على أن يحل محل نوح و هو الذي لم يدرِ أبداً ما معنى الأ.سرة؟ هو الذي ز.هد الحياة و قرر المرا.قبة من بعيد كجمهور وحيد يشاهد مسرحية لا تعنيه فيها أي شئ؟


في النهاية أجابه:

_أ..ألف مبروك.


و من ثم عم الصمت بينهما لفترة قبل أن يقرر نوح الذهاب لاصطحاب ابنته من الجامعة بعد إنتهاء دوامها ككل يوم.

___________________


في نفس الوقت في مكتبة الجامعة:


قربت منه و هو قدامه كتاب بيقرأ فيه و جمبه كشكول بيسجل فيه ملاحظاته، اتحمحت قبل ما أنادي عليه بصوت واطي:

_سهيل؟


رفع وشه و بص ناحيتي، كان شاب وسيم، جسمه رياضي عكس ما توقعت من واحد كل همه الكتب، مسرح شعره الأسود الناعم لورا و لابس نضارة واضح إنها كانت مخصصة للقرائة بس لأنه أول ما رفع وشه خلعها و ظهرت عيونه السودة الحا.دة بشكل أوضح.


بلعت ريقي من منظره ولاحظت إن سهى هي كمان كانت مصد.ومة، واحنا جايين تخيلت مية سيناريو لشكله بس متوقعتش إنه يبقى السيناريو رقم مية و واحد اللي متخيلتهوش أبداً !


تحمحم قبل ما يتكلم:

_اتفضلوا، في حاجة عايزينها؟!


تبادلت أنا و هي نظرة سريعة و لقيتها معلقتش عليه فاتكلمت:

_ب..بصراحة اه، كنا عايزين نسألك عن بحث ليك نشرته من أربع سنين كدا...


وشه ق.لب و كأنه عرف اللي نقصده قبل ما نتكلم، فقا.طعني:

_آسف بس أنا مش فا.ضي دلوقتي، خلوها مرة تاني.


وقف و سحب كتابه معاه و كان هيمشي بس سُهى مسكته بسرعة من يده و اتكلمت:

_أرجوك، الموضوع ضروري و مش هناخد وقت، هو سؤال واحد...


بص في عيون سهى و اتردد شوية قبل ما يرد:

_ط..طيب، بس سؤال واحد بس، مش هجاوب على أكتر من كدا.


قعد مكانه تاني فسحبنا كرسين أنا و سهى و قعدنا قدامه، شاورلتي سهى عشان أسأله فسحبت نفس عميق قبل ما أتكلم:

_ال...المياه اللي اتكلمت عنها قبل كدا...حقيقة؟!


وقف فجأة و اتكلم بع.صبية :

_كنت عارف إنكم هتسألوا عن البحث دا، لو جايين تتر.يقوا امشوا من هنا أحسنلكم!


اتكلمت سهى بسرعة:

_احنا مش جايين نتر.يق احنا جايين نسألك عنها بجد...


بصلها بحاجب مرفوع بتش.كك و بعدين تنهد قبل ما يجاوب:

_اعذروني على عص.بيتي بس البحث دا كان مشروع تخرجي من أربع سنين و بسببه أنا لغاية دلوقتي مش عارف أتخرج و عمال أعيد في نفس السنة عشان الدكاترة فكروني مجنو.ن.


بصينا لبعض بصد.مة و هو رجع قعد مكانه و كمل:

_قعدت فترة طويلة جداً أدرس الموضوع دا و عندي أد.لة و بر.اهين كتير على إنها فعلاً موجودة بس محدش صد.قني...


أول ما قال كدا حسيت الأ.مل بدأ يرجعلي تاني و اتكلمت بسعا.دة:

_يعني هي فعلاً موجودة؟! نقدر نجيبها منين؟


اتج.مد في مكانه بصد.مة لثواني قبل ما يبدأ يضحك بشكل هستير.ي و رد بالعا.فية و هو بيضحك:

_ما هو لو كنت أعرف هي فين كنت جبتها و أثبتلهم صحة كلامي بدل ما هم شغالين تر.يقة عليا من ساعتها.


ردت سهى:

_طيب و جربت تدور عليها فعلاً و لا الموضوع من أوله لآخره مجرد نظر.يات و تك.هنات؟!


كان باصص عليها و هي بتتكلم بس كنت شا.كة إنه سمع كلمة واحدة من اللي قالتها و فعلاً طلع ش.كي في محله لما فتح بوقه في الآخر ببلا.هة قبل ما يتكلم:

_هاه؟! أنا آسف بس...ممكن تعيدي كلامك تاني عشان مأخدتش بالي قلتي ايه؟


كان بابن جداً إنه معجب بيها، ضر.بت الترابيزة بإيدي بز.هق و اتكلمت:

_يا أستاذ من فضلك ركز معانا، أكيد حاولت تدور على المياه دي قبل كدا أو حتى عندك علم مبدأي بمكانها و إلا بنيت كل بحثك دا على أي أساس؟!


حك ورا رقبته بإحر.اج و اتكلم:

_بصراحة أنا قرأت عن الموضوع دا في كتب قديمة و بعدين بدأت أدور و أبحث و لقيت أدلة في الج.ثث المت.حنطة إنهم كانوا بيستخدومها بالفعل لكن معنديش علم بمكانها و لا إذا كانت موجودة لغاية دلوقتي أصلاً ولا لا.


بصينا أنا و سهى لبعض بإ.حباط و وقفنا عشان نمشي بس قبل ما نتحرك اتكلمت سهى فجأة:

_طب ما ندور عليها!


بصينالها أنا و سهيل باستنكا.ر قبل ما يتكلم:

_هي لعبة؟! ندور عليها ازاي يعني؟!






قربت منه سهى و اتكلمت بحماس:

_أيوا ندور عليها، أكيد في الكتب اللي قرأت فيها عنها ذاكرين معلومات أو أي حاجة...


بصلها سهيل بتردد و كان باين إن الفكرة مش عجباه فاتكلمت في محاولة إنها تقنعه:

_تخيل لو لقيناها بجد ايه اللي هيحصل؟! مش بس الناس كلها هتعرف إنك كنت على حق، الجوايز و الفلوس هتنها.ل عليك من كل مكان دا غير اسمك اللي هيخ.لد في التاريخ و مش محتاجين طبعاً نتكلم عن فوايد المياه بالنسبة لناس كتير جداً، دي هتبقى معجز.ة القر.ن!


سكت لفترة و كان باين إنه بيقلب الفكرة في دماغه، في الآخر سحب نفس عميق قبل ما يرد:

_ماشي، خلينا نجرب مش هي.ضر برضو...


صقفت بحماس و هو اتكلم:

_بس احنا مش هنقعد ندور من البداية، انا صحيح تخليت عن الموضوع دا من زمان بس صاحبي اللي كان مشاركني البحث ساعتها لسه بيدور فيه تقريباً، خلينا نسأله في الأول.


اتكلمت بسرعة و أنا بسحب شنطتي و قايمة:

_ماشي،يلا بينا....


سحبني من شنطتي عشان يوقفني و اتكلم:

_يلا بينا فين؟ هو مش بيبقى قاعد في شقته غير يوم الإتنين.


_يعني بعد بكرا؟!


_أيوا، خلينا نتجمع احنا التلاتة يوم الإتنين على الضهر كدا و نروحله.


همهمت بتفهم و أول ما جيت أمشي أنا و سهى وقفنا فجأة و اتكلم:

_ثواني، أنا لسه معرفش أساميكم أولاً، و ثانياً ازاي هتواصل معاكم؟!


رديت باقتضا.ب:

_أنا ناي و هي سهى.


بدأ يقول رقمه و أنا سجلته فبص على سهى و اتكلم:

_و انتِ؟ مش هتسجليه انتِ كمان؟!


بصتله بحاجب مرفوع و اتكلمت:

_أنا أو هي واحد، هنبقى نتصل بيك من عندها عادي مش مشكلة يعني.


همهم سهيل قبل ما يرد عليها:

_أستاذة سهى، ممكن أتكلم معاكِ على انفراد ثواني؟!


بص ناحيتي فتأ.ففت من در.اميته و طلعت أستناها برا.


_________________


ما إن خرجت ناي حتى اقترب سهيل من سهى هامساً في أذنها:

_عيونك مختلفة....


طالعته سهى باستغراب قبل أن تجيبه:

_مختلفة ازاي يعني؟!


أجاب سهيل بإبتسامة جانبية:

_عيونك بتشوف حاجات محدش غيرك بيقدر يشوفها مش كدا؟!


تج.مدت سهى في مكانها بصد.مة و لم تقوَ على إجابته.


___________________


يتبع.....

الفصل الثامن من رواية....

#ناي_نوح


               الفصل التاسع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×