رواية نداء قلب ميت الفصل الثاني 2 بقلم عادل عبدالله
نهضت من مكانها و اقتربت منه وسحبت حقيبته عن كتفه و ألصقت قبلتها علي احد خديه : حمدلله ع السلامة ، " تعبت النهارده في الشغل ؟"
أومأ برأسه دون كلام ، وجلس على الكرسي كمن يريد ان يسلم نفسه للراحة .
تناولا عشائهما بصمت ، تقطعه ابتسامتها بين الحين والآخر مع محاولاتها لفتح باب حديث لم يفتح بعد .
زكي كان حاضرا بجسده ، غائبا بعقله ، كأن هناك جدارا زجاجيا بينه وبينها .
حين دخلا غرفة النوم ، خففت سمية الإضاءة لتبدو اكثر رومانسية .
ساد نوع من الترقب الصامت ، قطعته برقة منها حين وضعت يدها على صدره و همست : "وحشتني قوي..."
ضمها برفق ، ماسحا على شعرها بحنان ، لكن جسده ظل ساكنا ، كأن بينه وبين الرغبة مسافة لا يستطيع اجتيازها !!
أدار وجهه كأنه يبحث عن مخرج من سجن غير مرئي ، حاول أن يخفي ارتباكه بابتسامة باهتة ، ثم قال : "يمكن التعب واخدني شوية النهاردة..."
صمتٌ ثقيل ساد الغرفة ، لم ترد بصوت مسموع لكن عينيها كانتا تتكلمان بصوت أعلى من أي كلمة !!
مزيج من الخيبة ، والخجل، والحزن الأنثوي العميق ، الذي لا تعبر عنه الكلمات .
مدت يدها ، أطفأت المصباح ، واستدارت واضعه ظهرها نحوه ربما استطاع النوم ان يخمد ثورة الرغبة بداخلها .
و في العتمة ، شعر زكي بثقل أكبر من جسده ، ثقل العجز حين يكون صامتا، حين تكون الخسارة خفية ، لا يعلنها الجسد إلا عند النوم .
وبينما امتدت أنفاسه إلى عمق الوسادة، لم يشعر بدمعتها التي تسللت بصمت ، ولا بحيرتها التي بدأت تكبر.
الليل ، هذه الليلة ، لم يكن طويلا ... بل كان صامتا فقط . صامتًا حد الألم !!!
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم عشاق الروايات