رواية زهرة العاصي الفصل السابع والثلاثون 37 والاخير بقلم صفاء حسني
الفصل الاخير
زهرة العاصي
الكاتبة صفاء حسنى
الأنوار متوهّجة، والضحك مالي المكان. الموسيقى الكلاسيك الهادية شغالة، والناس كلها فرحانة بتكريم المشروع اللي اتحوّل من فكرة صغيرة لحلم عربي ناجح.
عاصي واقف في وسط الجمع، بيستقبل التهاني بابتسامة فخورة،
وزهرة واقفة بعيد، لابسة فستان بلون سكري هادي، طرحتها بسيطة، ووشّها منور كأنه مراية لقلبها...
وشهها فعلاً بقى عنوان للرضا.
تدخل القاعة فجأة "لينا " أخت عاصي، ومعاها "نادين" و"عصام"...
زهرة أول وحدة تلاحظهم، وبتجري عليهم بحماس:
زهرة (بحب ودهشة):
ـ لينا ! بجد جيتي؟!"
لينا تحضن زهرة بحرارة، وهي بتضحك: ـ "معقولة أفوّت اللحظة دي؟ ده فرحنا كلنا!"
عاصي يلمحهم من بعيد ويضحك، بيجري على أخته ويحضنها.
عاصي (بعين بتدمع من الفرحة):
ـ "وحشتيني يا مجنونة... البيت فضل ناقص من غيرك."
لينا (بضحكة خفيفة):
ـ " انت بكاش أهوه شفوت حالك وبقي عندك بعروسة! ومشروع... وعيلة جديدة."
كلهم يضحكوا، و"لينا " تتحمّس تقوم تجيب عصير...
تسلم زهرة على الدكتور سارة وعلى والد عاصي وبعد كده تنسحب وترجع مكانها
عند لينا تتجه بطريقها، عشان تسلم على الجميع وهى ماشي
تتزحلق شوية على علبة عصير طفل رمها فى الارض
من غير ما تاخد بالها، وتكاد تقع...
لكن رامي يمد إيده بسرعة ويسندها قبل ما تقع.
لينا (بصوت مندهش، وهي بتتزّن):
ـ "يا نهار أبيض. كنت هقع وهكون شكلي مسخره .. شكراً!"
رامي (بهدوء وبسمة خفيفة):
ـ "ولا يهمك... بس خلي بالك، دي أول خطوة... وبداية الحكاية."
(نظرة طويلة بينهم... وسكوت)
لينا تحاول تضحك وتكمل تمشي، لكن وهي ماشية تبص وراها...
وهو كمان يبص وراها، كأن القدر نده على الاتنين...
ومع صوت تعليق داخلي لـ"زهرة" بعد المشروع :
زهرة (بصوت داخلي):
ـ "الحياة مش بس حكاية حب... الحياة مشروع، وصبر، وحلم بيكبر، وقلوب بتتلم، مهما كانت البداية صعبة..."
تمر الشهور..
زينة بتشتغل في الشركة مع كريم، وهم بيضحكوا وبيشرحوا خطة جديدة.
زياد وياسمين بيستقبلوا أول مولود ليهم في المستشفى، والجد عصام وعزيز بيحضنه بايده المرتعشة.
و
الجد محمد يكبر فى ودن الطفلة
رامي ولينا واقفين في الحديقة، بيتكلموا... وهي بتضحك على حاجة قالها... ومفيش أي كلمة... بس النظرات بتقول "القلوب ابتدت تحب."
وعاصي واقف مع زهرة في مكان ريفي بسيط، ماسك إيديها، ووشّها فيه نور... النور اللي بييجي بعد الليل الطويل.
الكل مبسوط... والكل مستعد للفرح الكبير.
جميل جدًا! دلوقتي ننتقل للحظة اللي الكل مستنيها...
فرح زهرة وعاصي.
لحظة اجتمع فيها الحب، والعيلة، والدموع اللي اتبدلت فرحة،
وكل خطوة فيها بتتكلم عن "الستر"، و"الرضا"، و"الوعد اللي اتنفّذ".
الكاتبة صفاءحسنى
قاعة الفرح - "فرحة العمر"
الديكور بسيط لكنه دافي... شموع بيضا، ورد ناعم، وزينة كلها ألوان هادية...
القاعة مليانة أحباب، عيلة واحدة بجد.
عصام وجد محمد واقفين على جنب بيضحكوا، وسارة واقفة مع نادين بتظبّط حجاب زهرة...
الأنوار تهدى... وصوت مديحة صغيرة (بنت زوجة صالح) بيعلن:
ـ "العروسة جاية..."
زهرة تظهر... ماشية بخطى هادية، فستان أبيض محتشم، طرحة منقوشة خفيفة، ووشّها فيه نور كأنه صبح جديد...
تمسك إيد سارة، اللي بتبص عليها بفخر.
الناس كلها واقفة، البنات بيزغرطوا، الأطفال بيجروا حوالينهم، وجد محمد بيبص على حفيدته والدنيا مش شايف منها غيرها...
ياسمين (بدمعة في عينيها، وهمس لكريم): ـ "فاكر أول مرة شفناها في السجن؟!
كانت شبه الوردة المدفونة... دلوقتي بقيت زهرة بتفتح وسط الضلمة."
كريم (بابتسامة فخورة): ـ "بقت رمز... مش بس لحكاية حب، لحكاية أمل."
زهرة توصل عند عاصي، اللي لابس بدلة بلون سماوي غامق... بسيط، لكن على وشّه فرحة طفل لقى لعبته بعد سنين.
يمد إيده ليها، وهي تمد إيديها... تبص له بخجل، لكنه يهمس:
عاصي (بصوت منخفض ما يسمعه غيرها):
ـ "جاهزة؟"
زهرة (بنظرة كلها رضا):
ـ "طول عمري كنت بستنى اللحظة اللي أكون فيها على طبيعتي...
ومعاك... كل حاجة طبيعية."
يبدأ كتب الكتاب... جد محمد، وعم عزيز، وعم حسين شهود...
وبعد ما المأذون يقرأ الفاتحة، ويطلب موافقة زهرة،
تقول بصوت ثابت، باحترام وحياء:
ـ "موافقة... وبكل قلبي."
الكل يصفق، سارة تزغرط، وزينة تضم زهرة وهي بتبكي، وياسمين تحتضنها وهي تضحك...
وعاصي يبص لها بعيونه كلها شكر:
عاصي: ـ "ربنا رزقني بيك... بعد ما كنت فاكر إن الحلم انتهى."
زهرة (بهمس): ـ "الحلم لسه بادئ...
أهو... أول صفحة، وكتبنا فيها اسمينا."
المشهد يختتم بتصفيق الجميع، والموسيقى تبدأ،
وصوت زهرة من بعيد يقول:
زهرة (تعليق داخلي بتوجه لكل بنت
ـ "مفيش وجع بيضيع،
كل حاجة ليها وقتها...
بس أهم حاجة،
إنك متفقدش نفسك...
عشان وقت ما يجيلك اللي يستاهلك،
تكون انت،جاهزة وخلي ايمانك بالله أكبر من اي حاجه
---
أول ليلة في بيتهم – زهرة وعاصي
الوقت: بعد الفرح بساعات...
هدوء الليل بيغلف الشارع، لكن البيت مليان نور...
مش بس من الزينة، من الفرحة اللي بتنور القلب.
عاصي شايل زهرة على إيده، وهي بتحاول تخبي ضحكتها بخجل، وبصوتها الواطي:
زهرة (بهمس خجول):
ـ "ياااه... هو لازم تشيلني كده قدام الناس كلها؟"
عاصي (بابتسامة هادية وهو يفتح باب بيتهم):
ـ "وأنا مستني اللحظة دي من إمتى؟!
كل خطوة بتقربني منك، كنت بحلم بيها... مش هفوت منها ولا لحظة."
يدخل البيت، ويقفل الباب بإيده التانية، يحطها برفق على الأرض...
تبص حواليها وهي مبهورة بجمال الشقة... بسيطة، ومرتبة، وفيها ريحة ورد وياسمين.
زهرة (بصوت متأثر):
ـ "البيت... كأنه حضن دافي، شبه قلبك."
عاصي:
ـ "وقلبك هو اللي هيخلي البيت ده جنة يا زهرة."
يقرب منها، ويمسك إيديها...
عاصي (بهمس):
ـ "نبدأ حياتنا من أول لحظة... بربنا.
تحبي نصلي ركعتين شكر؟"
هزت راسها وهي بتكتم دمعتها، وقلبها بينبض بالرضا.
زهرة:
ـ "وأنا طول عمري بحلم أبدأ حياتي بكده..."
يتوضوا سوا، وكل واحد بيحضر سجادته...
يقف عاصي يؤم، وزهرة وراه، وهي في كل سجدة بتحس إنها بتسجد لربنا على نعمة اسمها "الستر" و"الرجوع للحق" و"الحلال".
بعد ما يخلصوا، يمد إيده ليها... تمسكها وهي عنيها مدمعة، يقعدوا على السجادة، وجههم لبعض...
عاصي (بصوت هادي):
ـ "اللهم بارك لنا، واجعل بيننا مودة ورحمة...
واكتب لنا الخير، وأدم علينا رضاك...
وزي ما جمعت بينا في الحلال، اجمع قلوبنا دايمًا على طاعتك."
زهرة (بابتسامة هادية ودمعة ناعمة):
ـ "واجعلنا لبعض سكن، مش نار.
وافتح بينا باب الستر، مش الكلام."
يمسك إيديها، يقرب منها شوية، بنظرة حب صافية:
عاصي:
ـ "كنت فاكر إني بحبك... بس دلوقتي، بعد ما بقيتي مراتي،
أنا عرفت يعني إيه حب بيحميك...
مش بيخدك، بيسندك."
تميل على كتفه، وهو يضمها بحنية، وبيردد في سره:
ـ "اللهم لك الحمد... دي مش بس مراتي،
دي نعمتي اللي كنت بدعي ليها،
وأخدتها بحلالك."
---
الكاتبة صفاء حسنى
🌤️
أشعة الشمس تتسلل من بين ستاير الشباك، بتنور وجه زهرة وهي نايمة، ملامحها هادية جدًا...
هدوء، ونفس منتظم، وكأنها بتحلم حلم جميل.
عاصي قاعد على طرف السرير، بيبصلها وهو مبتسم بهدوء، وشعره لسه مبلول بعد ما توضّى...
يهمس لنفسه وهو بيعدل الغطا عليها:
عاصي (بابتسامة محبة):
ـ "سبحان اللي رزقني بيها...
كل اللي فاتها ما كسرهاش، ده خلّاها تبقى أحنّ إنسانة شفتها."
يفكر يصحيها بلطف، يقرب منها، بصوته الهادي وهو يلمس طرف شعرها اللي تحت الطرحة الخفيفة اللي نايمة بيها:
عاصي:
ـ "زهرة... صباح الخير يا وجع قلبي ودوائه."
تفتح عنيها على صوته، وتضحك بخجل وهي بتغطي وشها باللحاف:
زهرة (بضحكة ناعمة):
ـ "لااااا، مين بيصحى الناس كده؟!
أنا لسه مش مصدقة إن ده بيتي... وإنت جوزي."
عاصي (ماسك إيديها بلطف):
ـ "أنا مصدق، ولسه هثبتلك كل يوم إنك خدتِ القرار الصح."
يقوم بهدوء، ويمد ليها فستان بيتي بسيط:
عاصي:
ـ "قومي، أنا عملت شاي بالنعناع، والفطار مستني...
وعايز آخدك نتمشى على الكورنيش، نبدأ أول يوم كأننا بنكتب أول سطر في كتاب جديد."
زهرة (وهي بتقوم، تمسك إيد الطرحة وتحطها على شعرها):
ـ "هلبس بسرعة... بس أوعدني، يومنا كله يكون بسيط... من غير مظاهر ولا صور، بس إحساس."
عاصي (وهو بيقرب منها):
ـ "وإحساسي بيكِ... عمره ما كان بسيط."
تمشي قدامه وراها خجل طفولي جميل، ويمشوا سوا ناحية السفرة، يضحكوا على حاجة صغيرة، يبصوا لبعض، وكل حاجة حواليهم... بتقول:
"دي البداية اللي كانت تستاهل الانتظار."
المغرب قرب الأذان، ريحة الريحان في الجو، والبيت منور بمبة صفراء دافية.
يطرق الباب... يفتحه الجد محمد، ووشه ينور وهو شايف زهرة واقفة جنب عاصي، في إيديهم علبة حلوى، ووشوشهم كلها رضا.
الجد محمد (بصوت مرتعش من الفرحة):
ـ "الحمد لله يا رب... كملت فرحتي... نورتوا البيت."
زهرة تحضنه بحرارة:
زهرة (بعينها بتدمع):
ـ "وحشتني يا تاج راسي... وحشتني ريحة البيت والدفا."
عاصي يبوس إيد الجد:
عاصي:
ـ "دعواتك يا حاج... دايمًا كانت السبب، وربنا جمعنا."
الكل يدخل... سكينة في البيت.
يحكوا معاه... يحكوا عن السفر، والشغل، وعن فستان الفرح، وعن أمنيات جديدة.
والجد يقول:
الجد محمد:
ـ "البيت اللي مبني على طاعة ربنا، مستحيل يتهز... خليكم سند لبعض، وأنت يا عاصي، خليك جدار الأمان لبنتي."
عاصي يهز راسه بكل امتنان:
ـ "وعد يا حاج... لو يوم واحد ما كنتش كده، حاسبوني."
الآذان يرفع، والجد يأمّهم في الصلاة...
ويسيبهم يدعوا بعد الركعة الأخيرة، ووشوشهم للسماء.
---
🌙: شرفة بيتهم، فوق سطح البيت، الدنيا هادية، والنجوم متلألئة في السما.
عاصي حاطط كوباية شاي، وزهرة لابسة روب قطني فاتح، طرحتها نازلة على كتفها، وشها كله طمأنينة.
زهرة (بصوت خافت):
ـ "كان يوم طويل... بس حسيته قصير وأنا جنبك."
عاصي (وهو بيبص في عيونها):
ـ "كل يوم معاك هيبقى كده...
حتى التعب، معاك بيهون."
تسكت شوية، وتبص للنجوم:
زهرة:
ـ "كنت دايمًا ببص للنجمة دي... وأقول يا رب، تبعتلي طبطبة...
مكنتش أعرف إن الطبطبة دي هتبقى في صورة بني آدم."
عاصي يضحك، وياخد نفس عميق، ويحط كفه على كفها، ويقرب راسه منها:
عاصي:
ـ "وكنت بدعي أعيش في سلام...
وطلع السلام ده هو صوتك... وعيونك."
يقوم، ويوقف قدامها، ويمد إيده:
عاصي (بحنان شديد):
ـ "تعاالي... نرقص لدقايق.
مش رقص الأغاني...
رقصة قلوب بتتهنى بعد عذاب."
تقوم، وتسيب إيدها في إيده، يلفها بهدوء، وتضحك وهي بتتخبط في صدره، وهو يهمس:
عاصي:
ـ "مافيش حاجة ندمان عليها في حياتي... غير اللحظة اللي شكيت فيها فيك."
زهرة (وعينها تدمع):
ـ "وأنا ما ندمتش على صبري،
لأنك كنت الدعاء اللي اتأجل استجابته... بس جا في وقته."
يقرب منها، ويحط جبينه على جبينها، يقولوا مع بعض:
ـ "الحمد لله... على الحب اللي جبرنا."
---.
🌸 عند زينة وكريم (دفء وطمأنينة)
شقة كريم بعد الشغل – جو بسيط، فيه شمعة على الترابيزة الصغيرة، والموسيقى هادية في الخلفية. زينة لابسة لبس بيت بسيط، وشعرها مفرود على ضهرها. كريم قاعد بيبص لها بإعجاب وهي بتحط له الأكل.
كريم (وهو بيضحك):
ـ "هو أنا اتجوزتك عشان أكلك؟ ولا عشان بحبك؟"
زينة (بخجل وابتسامة):
ـ "هو أنت اتجوزتني؟ أنا كنت فاكراك لسه بتفكر!"
كريم (يقرب منها، ويحط إيده على خدها):
ـ "من أول ما قلتِلي (أنا جنبك)، كنت شايف إنك بيتي... مش بس مراتي."
تقعد جنبه، وتحط راسها على كتفه:
زينة (بهمس):
ـ "عارف... ولا يوم ندمت إني اخترتك،
حتى وإنت لسه بتدور على نفسك...
كنت مؤمنة إنك هتكون أحسن نسخة منك،
عشان بتحبني."
كريم يطبطب على إيدها، ويبوس راسها:
كريم:
ـ "وإنتِ السبب... إنتِ اللي طلعتيني من الظلمة،
ولمّا أختك زهرة قالت لي: (حافظ عليها عشان دي نعمة)... فهمت إن الحب مش بس ورد وشموع،
الحب... ستر، وكرامة، وسند."
💔عند زياد وياسمين (ندم وتوبة)
اسطح البيت، في ليلة هادية، وياسمين قاعدة جنب زياد، وهو باصص للسماء، وشه فيه حزن دفين، بيشرب شاي ساكت.
ياسمين (بصوت هادي):
ـ "مالك؟ قلبك مش هنا..."
زياد (بأنفاس تقيلة):
ـ "أنا بس...
حاسس بالذنب.
كنت واحد تاني...
غلطت، وكنت فاكر الرجولة شهوة،
وإن البنت لعبة."
يسكت لحظة، ويبص في عنيها:
زياد:
ـ "بس النهاردة...
وأنا بشوف بنتى فى حضنك
قلبي بيتقطع...
مش عايز بنتي تتوجع،
ولا حد يلمسها بنظرة،
ولا تعيش اللي أنا كنت جزء منه، حتى لو كنت تابِت."
ياسمين تمسك إيده، وعنيها فيها دمعة بس فيها رضا:
ياسمين:
ـ "ربنا مش بيغير النهايات بس...
ربنا بيجبر القلوب اللي اتكسرت،
وأنا شايفة إنك راجل حقيقي...
مش لأنك بطلت تغلط،
لكن لأنك ندمت... وقررت تعوض."
زياد يبص لها، وقلبه كله حنية:
زياد:
ـ "كل يوم بدعي إن بنتي تطلع شبهك...
عشان لما أكبر، أقول:
دي بنتي اللي طهّرتني،
زي ما أمها كانت النور اللي هزني وصحّاني."
وياسمين تبتسم، وتبوس إيده بحنان:
ياسمين:
ـ "وإحنا بدأنا حياة... نضيفها سطر بسطر.
ومحدش هيكتب النهاية غير ربنا."
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
بيت الحاج محمد – الفوانيس معلّقة، زينة بلدي، صوت الزغاريد والمزيكا الشعبية، والكل متجمع حوالين سرير البيبي اللي متغطي بمفرش أبيض ومطرز وردات وردية.
الرضيعة نايمة في نص السرير، والزينة حوالين اسم مكتوب على ورق: "أميرة العيلة" (اسم مؤقت).
زينة بترقص فرحانة، وياسمين بترمي ردة، وسارة بتقلب في صور البيبي من أول يوم.
الحاج محمد يضحك وهو شايلها شوية ويقول: ـ "دي اللي هتنور بيتنا سنين لقدام... دي وشها فيه رضا."
تصرخ بسنت (اللي جاية من الجامعة معاهم): ـ "إحنا لسه ما اخترناش الاسم! أنا شايفة نسمّيها زهرة... عشان تبقى نسخة تانية من زهرتنا الكبيرة!"
الكل يوافق ويزعق بفرح: ـ "صح صح زهرة! أحلى اسم!"
لكن عاصي يوقف فجأة، وبنظرة جدية وهو ماسك الصغيرة: ـ "لأ! زهرة دي بتاعتي أنا... مفيش اتنين!"
الكل يضحك، وزهرة تضحك بخجل وتقول: ـ "طيب نحلها بشكل ديمقراطي... نكتب أسماء في ورق صغير ونحطهم في بَرطمان، وربنا يختار اسم بنتكم ."
زينة تبدأ تكتب: "جنا – رُقيّة – تالية – سدرة – زينة – ندى – سلمى – أُبيّة"
عاصي واقف جانب زهرة، وبيضحك بخفة. زياد واقف قصادهم، بيهزر لكنه باين عليه متوتر.
ياسمين قاعدة جنبه، ماسكة ورقة وقلم.
زياد (بخفة دم):
ـ "مش هقدر أكتب اكتبي آنتى
تضحك ياسمين :
. خايف تكتب اسم واحدة من اللي حبيتهم بالغلط!"
ضحكت الكل تعلى... زهرة ضحكت بخفة، وياسمين تضحك وتمد له الورقة:
ياسمين (بنغزة دافية):
ـ "خايف ولا عارف؟ طب هات… أنا أكتب بدل منك... وباسمك كمان."
زياد يضحك، ويبص على زهرة وكان في ، نظرة فيها شيء من الحنين القديم... مش حب، لكن وجع الذكرى.
عاصي حس بالنظرة...
مشهد صامت... عينه اتحركت بسرعة ناحية زهرة، ولسانه اتخرس.
حاول يبتسم، لكنه مقدرش.
في اللحظة دي، ياسمين تلاحظ حركة عاصي...
وبصت لزهرة وهي بترجع تركز تاني في اللعب...
وبهدوء، تسأل زياد وهي بتكتب أسماء على الورقة:
ياسمين (بصوت منخفض):
ـ "لسه شايل في قلبك حاجه ليها؟"
زياد (بتنهيدة):
ـ "اللي بيني وبين زهرة… انتهى من زمان.
بس اللي زيها... مايتنساش بسهولة.
أكتر حاجة وجعتني إنها طلعت أقوى مننا كلنا... وبنت من نور."
ياسمين تسكت شوية... لكن جواها نار خفيفة، نار قادرة تنطفي... لأنها شافت بعينها إن اللي بين عاصي وزهرة أكبر بكتير من غيرة أو شك.
عاصي، ساكت، لكنه مش مرتاح...
أول مرة في حياته يحس إن الماضي لسه بيزاحمه...
حتى لو واثق في زهرة، قلبه بيغلي من جواه...
يقرب منها شوية، وهمس بصوت واطي:
عاصي (بصوت مكسور شوية):
ـ "أنا آسف إني خلتكِ تتحطي في لحظة زي دي...
وآسف إني مش عارف أنسى إنه كان أول حد حبيتيه..."
زهرة تبص له بهدوء، نظرة فيها دفء وأمان:
زهرة (بحنان):
ـ "بس إنت أول حد حسيت معاه بالأمان...
وأول حد اخترته بعقلي وقلبي مع بعض
تضيف ياسمين : "صفا – نورين – جود – همس – ياقوت"
بسنت تحط "بسنت" طبعًا وتغمز 😄
زهرة تضحك: ـ "طيب يا بسنت... لو طلعت اسمك هنقول قضاء وقدر!"
يحطوا الورق جوه البرطمان، وتقوم ياسمين "" تهز البرطمان كويس وتدي ل زياد يختار ورقة.
يمسك زياد الورقة، وكلهم ساكتين بترقّب، يفتحها... يبتسم ويفتح صوته:
ـ "تـــــــالــيــة."
الكل يصفق ويزغرد، وزهرة تبص للبنت وتهمس: ـ "يا تالية... تكوني تالية لكل حاجة حلوة فينا... علم، حب، نُور."ربنا يحفظها ليك
وتبص لعاصي، وتلاقي في عيونه الدفء كله...
عاصي (بهمس ليها):
ـ "أنا مش بس بحبك... أنا دلوقتي بعشقك .. يعني قلبي بقى في حضنك... مرتين."
رامي واقف من بعيد، بيبص حوالين عليه، قلبه بيرقص من التوتر، ولينا قاعدة مع البنات، وشها فيه حُمر خفيف…
يقرب رامي بهدوء ناحية عاصي، ويقف قصاده كأنه هيطلب حاجة مهمة:
رامي (بنبرة جدية شوية وهو بيبص لعاصي):
ـ "عاصي... أنا جايلك النهارده مش بس أبارك على السبوع... أنا جايلك أطلب طلب أغلى من أي فرحة."
الكل سكت، وزينة لمّت وشها في إيديها وقالت: ـ "ده هيخطب ولا إيه؟!"
زهرة بصّت لعاصي، وعاصي ابتسم بخبث وقال:
عاصي
ـ "يعني مش عاوز تطلبني أنا؟ دا أنا اللي عامللك المشروع! دا أنا اللي عرفتك على أهل البيت! دا أنا... اللي جبتلك البنت أساسًا!"
ضحك عالي، والكل بصّ للينا اللي وشها بقى أحمر غروب.
رامي بيبتسم بتوتر ويقول:
رامي:
ـ "أنا جايلك كأخ وصديق، وراجل حابب يتشرف بعيلتك، ويطلب إيد لينا... تكون شريكة حياتي على سنة الله ورسوله."
الكل يسقف، وزهرة دمعتها نزلت وهي بتقول: ـ "أحلى ختام لفرحة تالية... إن لينا كمان تبتدي حكايتها."
عاصي يقوم ويقرب من رامي، يبصله شوية... وسكت.
عاصي (بصوت تمثيلي ووش تقيل جدًا):
ـ "بس انت مستعد للبنت دي؟ دي طيبة بس بتعند... دي لينا يا ابني، مش سهلة."
رامي (بابتسامة خفيفة):
ـ "وأنا مش سهل يا عاصي... وأنا مستعد أعيش معاها الحلو والمر، بس أهم حاجة... ترضى عليّا."
عاصي يضحك فجأة ويسحبه في حضنه:
عاصي (بحب):
ـ "من زمان شايفك مناسب ليها... وأنا اللي هلبّسها الدبلة بإيدي."
تصفق الكل، وتصرخ لينا من الخجل:
لينا:
ـ "يااااه يا عاصي! بقى كده؟"
زهرة (وهي بتضحك):
ـ "ده مش بس سلّمك... ده لبّسك كمان!"
الجميع يضحك وتمر الشهور وتنجح الشركة و
بعد شهور انتظر الجميع شبكة لينا الكل سعيد
قاعة أفراح كبيرة مضيئة، الديكور ناعم بألوان وردي وفضي، البالونات على الجوانب، والورد في كل ركن.
المعازيم فرحانين، الكل بيضحك، الكاميرات بتصور، و"رامي" واقف بفخر قدام "لينا" اللي لابسة فستان خطوبة لونه نبيتي في منتهى الرقة.
عاصي ماسك إيد زهرة، وهي لابسة فستان رمادي فاتح، وحجاب أبيض مطرز، ضحكتها هادية... بس فيه شحوب خفيف في وشها.
زهرة (بصوت واطي):
ـ "مش عارفة... حاسة بدوخة كده مش طبعية..."
عاصي (بقلق):
ـ "تحبي نرجع؟"
زهرة (بإصرار):
ـ "لا لا، ده يوم لينا، مش هينفع أمشى ممكن عشان مليش نفس للأكل من الصبح ."
المشهد يستمر، الأغاني، التهاني، وأثناء ما الكل بيصور مع العرسان...
تسند زهرة على كرسي فجأة، وتحط إيدها على جنبها، تاخد نفس عميق...
زينة (لاحظت):
ـ "مالك يا زهرة؟ وشك شاحب أوي..."
زهرة (بابتسامة خفيفة):
ـ "ممكن دور برد ولا ضغط انخفض ... هعدّيها."
لكن بعد لحظات، وهي بتضحك على كلام "ياسمين" وزياد عن مواقف بيعشوها مع بنتهم الصغيرة
زهرة بتشرب عصير، بالعافيه ووشها فيه لمعة حب وفرحة.
زياد (بحماس):
ـ "تخيلوا بقى... أول مرة بنتنا تتكلم قالت لا ، كانت بتزعقلي عشان خدت اللعبة منها!"
الكل يضحك، وزهرة تمسك بطنها من الضحك:
زهرة (بتضحك ودموع في عينيها):
ـ "بجد؟! يعني أول كلمة مش بابا بحنية؟! دي طلعت قوية من أولها!"
ياسمين (بتكمل وهي بتحاول تمسك ضحكتها):
ـ "أيوه والله، ولم علمتها كلمة بابا وماما استسهلت كلمة بابا وكنت بجري وراها عشان أكلها وهى بتذحف زى السلحفة ومسك لعبة
جيه زياد أخد اللعبة منها وقالها تاكل تاخد اللعبة
كانت أول مرة تقف فيها قامت تحاول تقف ووقفت
على رجل واحدة وبتزعق: (باباااا!) ، من كتر المفجأه تتكلم وتقف وكمان تتخانق !"
زهرة (بتضحك بعمق):
ـ "يا رب أعيش اللحظة دي... يا رب أسمع كده طفل بيقول لي (ماما)..."
تقلب ضحكتها لدموع وهي لسه مبتسمة، بس التعب ظاهر عليها.
تحط إيدها على جنبها، تحاول تخبي الإحساس، لكن عنيها تدمع.
عاصي يلاحظ ويقرب منها:
عاصي (بهمس):
ـ "زهرة، تعبانة؟"
زهرة (بصوت واطي):
ـ "شوية... مش عاوزة أفسد اليوم على حد."
بس قبل ما يكملوا الضحك، تتغير ملامح زهرة فجأة، وتدوخ، وتحاول تمسك طرف الكرسي، لكنها تقع من طولها...
الضحك يتحوّل لصوت صراخ... وزياد يكون أول واحد يجري عليها، وبعده عاصي...
ياسمين تصرخ:
ـ "زهرة!!!"
الدنيا تتقلب، وكأن الفرحة قررت تختبر قلوبهم بلحظة خوف...
"... فجأة وشها يصفر، وتقع من طولها على الأرض.
الكل يصرخ، والدنيا تتقلب.
عاصي يجري عليها:
عاصي (بصوت بيترجف):
ـ "زهرة!! زهرة!! حد يتصل بالإسعاف!!"
ينقلوها بسرعة للمستشفى، وزهرة في غيبوبة خفيفة.
الجميع موجود: زينة، كريم، ياسمين، زياد، الجد محمد، سارة، حتى الحاج عزيز.
والتوتر مالي المكان.
بعد دقائق طويلة، الدكتور يخرج من غرفة الكشف.
الدكتور (بهدوء):
ـ "اطمنوا... الحالة مستقرة، و... ألف مبروك."
عاصي (مندهش):
ـ "مبروك؟ على إيه؟"
الدكتور بابتسامة: ـ "مدام زهرة حامل... في أول شهور الحمل، واضح إنها ماكنتش تعرف، والتعب نتيجة إجهاد زائد."
الكل يسكت لحظة... والدهشة على وش عاصي، اللي ابتسم ووشه نور، ثم سجد على الأرض بشكر.
أما زهرة... تفوق وبتبص حواليها، ثم تهمس وهي بتبكي:
زهرة (بهمس مذهول):
ـ "أنا... حامل؟ أنا ممكن أكون أم؟ بجد؟"
سارة تمسك إيدها، وزينة تقبل جبينها، والدموع في عيون الجميع، وزهرة تبكي بحرقة... بس لأول مرة، دموعها كلها "فرحة".
عاصي يقرب منها، ياخد إيدها بين إيديه، ويبص في عينيها:
عاصي (بصوت مليان حب وحنان):
ـ "انتي مش بس هتكوني أم...
انتي هتكوني جنة لطفل هيطلع زيك، فيه طهر وقوة... وفيه قلب أم اسمها "زهرة"."
ابتسمت زهرة قلب عاصي
ابتسم عاصي
أجمل هى زهرة العاصي إلا بتنور طريقه
---
وانتهت القصه
تمت