رواية اغوار عزيز الفصل العاشر 10 بقلم ساره الحلفاوي


 رواية اغوار عزيز الفصل العاشر 10 بقلم ساره الحلفاوي


الفصل العاشر

 - هتشتغلي خدامة هنا في القصر .. هتخدمي جوزك و حماتك و هتعملي شغل البيت مع زمايلك!!


إتسعت عينيها بصدمة، وقفت مشدوهة و سكتت للحظات قبل ما تقول بذهولة مشاورة على نفسها:

- عايزني أخدم في البيت اللي كنت طول عُمري هانم فيه؟ عايز تخلي مراتك تقف تخدم مع الخدامين في المطبخ؟!


إنتفض بيمسك دراعها بحدة بيهزها بعنف:

- بطلي بقى مناخيرك اللي في السما دي، ما كُل الستات بتخدم في بيوتها و بتشوف طلبات جوزها و حماتها! هُما دول خدامين!!


قالت بأعين ترقرقت بهم الدموع:

- لاء مش خدامين .. بس إنت كدا مش معتبرني مراتك .. معتبرني خدامة بس!!


إبتسم شاخرًا و قال بجدية:

- لاء متقلقيش من الحكاية دي .. حقوقك الزوجية هديهالك بردو!!


جحظت بصدمة، و بإنفعال نفضت ذراعيه عنها و هي بتصرخ في وشه:

- هو إنت الجواز بالنسبالك سرير و بس!!!


قال بصوت أعلى:

- مـعــاكِ إنــــتِ آه!!


إرتجف جسدها و حاوطت ذراعيها و كإن البرودة تعصف جسدها قائلة بألمٍ:

- و أنا مش هقبل بـ كدا .. أنا عايزة أتطلق!!


إندفعت الدماء لوجهه، و برزت عروقه فـ قششدد على ذراعيها غارزًا أظافره في لحم ذراعيها بيقول بقسوة:

- ده في أحلامك!! مش هطلقك و هتفضلي على ذمتي لحد ما أحس إني خدت حق أخويا اللي مات غدر منكوا!!!


حاولت تشيل قبضته من على ذراعها و نفَسها بيعلى و بيهبط و كإنها بتغرق، أطلق سراحها فـ فركت ذراعيها بوجع شديد، قبض على رسغها و شدها لخارج المخزن، حاولت توقفه ماسكة كفه اللي ماسك دراعها بتصرخ فيه:

- سـيـبنـي!!! ســـيــبــنـي بـقــولــك!!!


مسمعهاش وجرها لـ جوا القصر، و راح للمطبخ و هدر بصوته الجهوري:

- مش عايز مخلوق في المطبخ غير أم حمادة .. الباقي كله في أجازة مفتوحة و مرتباتكوا هتوصلكوا!!


هلل الجميع بفرحة عدا أم حمادة اللي عرفت نية عزيز و هي شايفاه ماسك نادين بقسوة و هي بتخبط على كفُه عشان يسيبها، غادر الجميع فـ دفعها هو لـ جوا المطبخ .. كانت هتُقع لولا إنها مسكت في الرخامة وراها بينما إلتفت هو إلى أم حمادة و قال بقوة:

- عايزك تعلميها كل حاجة .. تنضيف و أكل و شرب و ترويق، كل حاجة يا أم حمادة و متساعديهاش في أي حاجة .. تشرفي و بس!!


أنكست برأسها بإحترام ضامة قبضتيها قائلة بتهذيب:

- حاضر يا بيه اللي تؤمر بيه!!!


أتاهم صوت ثُرية من خلفهم بتقول بفرحة لا تسعها:

- عفَارم عليك يا عزيز!!


حدجتها نادين بنظرات نارية، و سبتها بأفظع السباب في نفسها بتحاول تتحكم في نفسها عشان متنقضش عليها و تقتلها بإيديها، بيننا لم يرد عزيز و إلتفت مغادرًا المطبخ، إبتسمت لها ثرية بتشفي، و قرّبت منها فـ رفعت نادين إنملها صارخة بها يجنون:

- إياكِ تقربي خطوة كمان!!


وقفت ثُرية بتوتر .. هي عارفة إنها مجنونة و ممكن تتهجم عليها في أي وقت، فـ وقفت مكانها بتقول بحدة:

- لسه شايفة نفسك لـيـه يا بت!! أبوكي مات و جوزك لو عليه هيجتلك من غير ما يرمشله جفن!! لسه فاكرة إن ضهرك مسنود ليه!!!


هتفت نادين بقسوة:

- م هو فعلًا مسنود!!! إنتِ فاكرة إن ربنا هيسيبك!! ده هينتقملي منك و مش هيسيبك في حالك!!!


ضحكت الأخيرة بسُخرية و قالت بحدة:

- إخرسي يا زبالة!!


و سابتها و مشيت، وقف نادين بتحاول تاخد أنفاسها اللي هربت من شدة الضغط النفسي اللي عليها، فـ أسرعت لها أم حمادة بتملى كوب من الماية و بتديهولها قائلة و هي بتربت على كتفها بحنان:

- بس يا حبيبتي إهدي .. إشربي!!


شربت الأخيرة بعطش شديد و مسحت على وشها المُتعرق، أنفاسها تعلو و تهبط، لفِت للحوض و بغِل إبتدت تغسل الأطباق بعنف تحت نظرات أم حمادة المشفقة على حالتها!


• • • • • • •






واقفة تايهة، بتسمع كلام أم حمادة عن طريقة عمايل الأكل اللي هي مش فاهمة حاجة فيها، يمكن لإن عمرها ما دخلت المطبخ و لا سلقت بيضة، طول عمرها مُرفهة و الكل بيخدمها، إفتكرت أبوها اللي كان بيمنعها من دخول المطبخ معللًا إن مينفعش نادين هانم تقف مع الخدم، إبتسمت بحزن على اللي وصلتله دلوقتي مع الراجل اللي أبوها إختاره و كان فاكر إنه هيحميها .. بيذلها!!


بعد ساعات طويلة، حطت الأكل على الصينية بإجهاد و ألم من إيديها اللي إتملت باللسعات و الحروق، و نظرت لأم حمادة قائلة بإرهاق:

- ممكن تودي إنتِ الصينية؟ مش قادرة .. اقف!!


أسرعت أم حمادة تمسك الصينية بتقول برفق:

- حاضر يا بنتي .. إقعدي و إرتاحي و أنا هوديها!!


أومأت نادين و جلست بتعب على الكرسي بتفرك قدميها بألم رهيب!!!


عادت أم حمادة منكسة رأسها بحزن، قائلة بضيق:

- عزيز بيه عايزك يا بنتي!!


- ماشي!

قالت بألم و هي بتقوم من على الكرسي بتحاول تمشي على رجليها، مشيت بالفعل بتُعرج، و وقفت قدام السفرة الطويلة اللي قعدوا ياكلوا عليها هو و أمه، قالت و هي حاسة بتعب شديد:

- نعم!!


سمعته بيقول ببرود و هو بياكل:

- إنتِ اللي تجيبي الصينية بعد كدا مش أم حمادة!!


- ماشي!

قالت و هي مش قادرة حتى تتكلم، فـ قال بهدوء:

- الأكل مش بطال على أول مرة ليكي!


مكانش باصصلها، يمكن مش قادر يواجه نفسها باللي بيعمله فيها، سكت للحظات و لكنه إنتفض على صوت إرتطام قوي بالأرض، لفِلها و لقاها مرمية على الأرض مغشي عليها! و من سرعة و قوة نهوضُه الكُورسي وقع على ورا، بينما نهضت أمه بتقول بحدة:

- كفاياكي تمثيل بقى يا شيخة!!!


لم يعبأ لكلمات أمه، و ركض عليها و هو شايف حبيبته .. عشقُه الوحيدة مرمية على الأرض بـ وش شاحب و جسم مُرتخي زي الجثة!، مال عليها و شالها بين إيديه و صرخ بحدة:

- أم حــمــادة!!! كلمي الدكتورة .. بــســـرعة!!!!


جِري بيها على سلم جناحهم اللي هجرُه من ساعة مـ خرّجها منه، حطها على السرير برفق و سند بركبته على السرير عشان يبقى قريب منها بيميل على وشها و بيضرب وجنتيها بضربات خفيفة:

- نادين .. فتّحي عينيكي!! نادين حبيبتي إصحي!!


ملقاش منها إستجابة تفحص نبضها فـ لقاه منتظم و أنفاسها بتخرج في إنمله لكن ضعيفة، سند جبينه على صدرها بيتنفس الصعداء و هو مغمض عينيه:

- الحمدلله .. الحمدلله!!!


مسك كفها و قبل راحته بعشق بياكل في قلبُه، فـ للحظ تلك اللسعات اللي إنتشرت على أنحاء دراعها، غمغم بألم على منظرها:

- يا حبيبتي .. يا عُمري أنا!!!

مال مُقبلًا كل جرح على ذراعيها قبلات عميقة عاشقة بيهمس وسط كل قبلة و التانية:

- آسف يا حبيبتي .. آسف يا روح قلبي!!!


ساب إيديها و حاوط وجهها بكفيه بيميل على أنحاء وشها بيوزع قبلات عليه و هو بيقول:

- كل وجع حاسة بيه دلوقتي .. أنا موجوع أضعافه قسمًا بـ ربي!


قاطعه طرقات على الباب فـ عرف إنها الدكتور، جري عشان يفتح فـ دخلت .. و قال هو بحدة:

- فوقيها .. و لو مفاقتش هشطبك من نقابة الدكاترة خالص فاهمة!!


أسرعت المسكينة تومئ له، و بدأت بفحصها و هو واقف بيراقبها، و بعد دقائق إلتفتت لـ عزيز اللي كان واقف على أعصابه و قالت بتوتر:

- هي المدام كويسة .. هو ضغط نفسي و عصبي بس أدى لـ فقدانها الوعي، لازم ترتاح و محدش يضغط عليها عشان حالتها ترجع تستقر!!


- هتفوق إمتى!

قال بلهفة ظهرت في نبرة صوته، فـ قالت الدكتورة بهدوء:

- أقل من ساعة بإذن الله و هتفوق! 


أومأ لها بصمت، حاسبها و خرجت من الجناح، رِجع لـ نادين و قعد جنبها بيمسح على خصلاتها المتعرقة و وجنتيها، قبّل جبينها و إتنهد، فتح الدرج و خرّج كريم للجروح، بيقول بسُخرية:

- أنا الظاهر مبقتش أعمل حاجة غير إني أوجعك و أعالجك!


حط الكريم على إيدُه و من ثم على الحروق، فـ لاحظ هو تقطيبة حاجبيها بألم، مال عليها و قبّل شفتيها اللي إشتاق لضمهما، قبلة سطحية و بِعد قائلًا بحنان:

- حقك عليا يا حبيبي!!


لاحظ تقطيبتها التي إنفكت و كأنها شعرت بقبلته فـ إبتسم و بدأ بفرد الكريم على جروحها، خلّص و إنحدرت عينيه لقدميها اللي إتلونوا بلون أحمر و شِبه وارمين، قطب حاجبيه و مسك قدمها بيقول بحيرة:

- حبيبتي .. رجلك مالها!!


إبتدى يفرك قدميها بحنان و رفق، لحد ما حس بتورم رجليها قل عن الأول، إتنهد بيفكر في اللي هيعمله لما تفوق، بيتمنى لو ياخدها في حضنه، يشبع منها و يروي شوقه، نفى براسه و كإنه بينفي ده لما إفتكر شريف اللي جاله خبر موته في حادثة و هو كان عاجز مش عارف يعمل إيه، قام ماسك دماغه من الصداع اللي هيفرتكها، و خرج من الجناح بيتهرب من مواجهتها!!


أستفاقت نادين بعد دقايق، تآوهت بألم حاسة بجسمها كلُه واجعها، بصِت حواليها و لقت نفسها في جناحُمهم، إنتفضت بفزع و لاحظت المرهم اللي على إيديها، فـ جن جنونها و هي بتردد بهيستيرية:

- أنا لازم أمشي .. همشي .. همشي و ههرب من هنا!!


و بالفعل قامت من على السرير بتمشي على رجليها اللي حسِت بوجعها اخف عن الأول، فتحت باب الأوضة فـ لقت الجناح فاضي، خرجت من الجناح و وقف أعلى الدرج ملقتش حد في بهو الصالة، لفت براسها حواليها بتتأكد من عدم وجوده، و لما ملقتهوش جريت بأقصى قوتها لبهو البيت و منه لـ الجنينة، إلتقطت أنفاسها و مشيت و هي شايفة الحُراس واقفين محاوطين القصر و مستحيل هتعرف تخرج من وراهم، جريت برجليها اللي إستغربت إنها خفت، لمحت سلم خمنت إنه يخص الجنايني، فـ إبتسمت بألم و خدته و سندت على سور الڤيلا، طلعت عليه بخوف فهي تخشى المرتفعات، وقفت على السور و هي حاسة بأنفاسها بتروح، كان في منطقة صغيرة مش واقف فيها حرَس، لكن واقفين قريب من المنقطة دي من الجانبين، دعت ربنا محدش يشوفها و خدت السلم اللي كان تقيل جدًا عليها، و بكل ما إمتلكت من قوة جذبته و وقفتُه النِحية التانية

نزلت على السلم بحذر شديد، و من غير تفكير طلعت تجري، لمحها واحد من الحراس فـ صرخ لأصدقاءُه:

- حرامية .. إضربوا عليها النار!!!


شهقت و جريت بسرعة أكبر لحد ما لقِت عربية في وشها ..

وقفت مصدومة لما إكتشفت إنها عربيتُه، إرتبكت لكن طلقات الرصاص اللي بتدوي في المكان خلتها تجري عليه بعد ما نزل من العربية بتتحامى فيه و بتستخبى ورا ضهره:

- عزيز!!


نزل عزيز من العربية بلهفة بيبُص لحالتها المزرية، لما جريت عليه شدها ورا ضهرُه و هدر بـ الحُراس و إيدُه على خصرها وراه:

- وقفوا ضرب يا بهيم إنت و هو!


أطاعوا الحراس أمر رئيسهُم، و إنصرفوا بأمر من عيناه، فـ إلتفت ليها بلهفة محاوط وشها و عينيه بتمشي على جسمها بيتأكد إن مافيهاش حاجة:

- إنتِ كويسة؟ إتأذيتي؟!


نفت براسها برجفة، فـ إتنهد بـ راحة و سكت للحظات بيدرك هي هنا ليه، قطب حاجبيه و قال بحدة:

- كنتِ عايزة تهربي؟!!






خافت من تغير محياه بشكل مُفاجئ، بصتلُه للحظات قبل أن تهدر في وشه بعصبية:

- آه يا عزيز!!! عايزني أفضل هنا بعد العذاب اللي شوفته على إيدك!!!


دفعها بعنف على العربية بيضرب ضهرها في صارخًا بجنون .. فكرة إنها كانت عايزة تهرب و تسيبه مجنناه:

- مش هتمشي من هنا غير و أنا ميت إنــتِ فــاهـمـة!!! 


نفت براسها بتقول بقوة غريبة تلبستها:

- همشي .. همشي و مش هتعرفلي طريق!


شدها من دراعها بعنف بيجرها للقصر، حاولت تبعده عنها بتصرخ فيه:

- بطل بقى تجرني زي البهيمة كدا!!!


- يبقى أشيلك زي المِعزة!!

و مال بيشيلها على كتفه و راسها تدلى فوق ضهره اللي فضلت تضرب عليه بقوة و وشها إشتد إحمراره من موقفها المحرج، ركلت الهوا بقدميها لكنه في لحظة كان بيعدل شيلتها عشان تبقى بين إيديها بيبصلها بحدة و بيقول:

- بطلي فرك!!

سار للأمام وسط تلويها و بجدية حادة لحراسن قال :

- العين اللي هتترفع هشيلها!!!


أنكسوا نظراتهم فورًا، فـ مشي بيها و هي بتضرب في صدره و كتفه بعدم يأس، طلع بيها الجناح و منه لأوضتهم، نزلها على السرير بحذر، كانت هتقوم لكنه دفعها بحدة من كتفها مثبت إيديها جنبها بيقول بقسوة:

- أنا هوريكِ إزاي تسيبيني و تمشي!!!


قالت بعنف:

- أنا بكرهك و أي فرصة تجيلي أخلص فيها منك هعمل كدا!!! 

صرخت في وشه بحدة، فـ مال على شفايفها بيُقبلها بعنف ضاري و كإنه بيعاقبها على هروبها مبعِدش غير لما حَس بطعم الدم في فمُه، ثبت جبينه على جبينها بيلتقط أنفاسها فـ همست بتقطع و صوت حزين:

-  بكرهك يا عزيز .. ياريتني ما عرفتك ولا اشوفتك ولا قابلتك في حياتي!!


مال يقبّلها مرة أخرى قبلات حنونة مُتقطعة رقيقة، حاولت تبعدُه بتقاوم حُبه اللي لسه جواها بوادر منه! لكنه أذابها بقبلاته و لمساته كإنه بينفي ليها و لنفسه كلمتها، كل محاولاتها الضعيفة عشان تبعدُه .. بائت بالفشل، و لقِت نفسها بتحاوط عنقه بذراعيها بإستجابة إعتبرتها خيانة .. خيانة لكرامتها اللي بإيده هدرها على الأراضي، خيانة لـ قلبها اللي رغم حبُه إلا إنه إتأذى من محبوبُه، خيانة لـ عزة نفسها اللي بهدلها بإيديه، إعتبرتها لحظات من النعيم سرقتها و هي في حضنه، و رغم إن قبلته مكانتش غصب عنها، إلا إن الدمعات إنهمرت من عينيها .. و كإن حتى عينيها إعتبرتها خيانة!! نزعها من الجنة لما بِعد .. و فوّقها لما قال و وشه لسه قريب منها:

- البوسة دي كانت إثبات صغير ليكي إنك بتعشقيني مش بس بتحبيني .. لو كنتي شوفتي نفشك بتحاولي تبادليني إزاي .. كنتي هتفكري ألف مرة قبل ما تفتكري إنك بتكرهينه!


إتسع بؤبؤ عينيها بصدمة، المرة المية اللي بيدوس فيها على قلبها جزمتُه، و المرة الألف اللي يحسسها بضعفها قُدامه، عينيها إتملت وجع مزق قلبه هو شخصيًا و للحظة ندم، قالت و كإنها لسه عايزاه ينكر اللي فهمته:

- عملت كدا .. عشان تثبت لنفسك إني لسه بحبك و ضعيفة قدامك؟!


داس على قلبه و عليها لما قال بجمود:

- طبعًا .. فاكراني هضعف قُدامك بعد اللي عرفتُه!!


بدون مقدمات خبطته في صدره خبطات عنيفة بتقول بحدة شديدة:

- إبعد عني .. قوم من عليا!!


قام من عليها فعلًا و قال بضيق:

- هتفضلي هنا في الجناح ده النهاردة و بكرة هتنزلي تكملي شعلك في المطبخ!!


حدجته بحدة، قامت وقفت قُدامُه بتبصله للحظات بشراسة، و خبطته في كتفه بكتفها عشان تعدي، دخلت الحمام و فتحت حنفية الُدش بعنف و من هنا تركت الحرية لدموعها و شهقات بكائها عشان ميسمعها، قعدت في البانيو بهدومها، بتعيط و بتضرب نفسها بتعاقبها على فِعلتها و إستسلامها ليه!! خرطت بعد دقاىق بعيون منتفخة و بـ منشفة ملتفة على جسدها اللي كان بيرتجف، لقته نايم على السرير فـ بدلت ثيابها و نامت على الكنبة بوضع جنيني بتحضن قدميها لصدرها 


كابوس .. كابوس قوي و عنيف فاق عليه بينده عليها بأقصى قوته، فُزعت و قامت وقفت بترَدد:

- عزيز .. في إيه!!


جريت عليه لما شافته على حالة أقلقتها، و قعدت قدامه بتبص لشعره المشعث و أنفاسه الثائرة و وجهه اللي بقى بيتصبب عرقًا، قعدت قدامه بتحط كفها على قدمه قائلة بقلق:

- مالك؟ كابوس؟


أومأ لها بيحاول يتنفس، فـ ربتت على كتفه بتقول برفق:

- إهدى طيب .. حاول تتنفس إنت مش عارف تاخد نفسك، يلا .. إتنفس معايا!!


إبتدت تتنفس و هو قلِدها، لحد ما حَس إنه بقى أهدى، بصلها و شرد في ملامحها، بينما هي إستغلت شرودُه، و حاوطت وشه مقربة وشها منه بتقول برفق:

- أحسن .. يا عزيز؟


أومأ لها و كإنه ثمل، مالت عليه أكتر و غصبت نفسها على إستنشاق أنفاسه اللي باتت تؤذيها، و بجُرأة قبّلت شفتيه قبلة خفيفة سطحية و من ثم ناظرتُه بدلال يوقِع أعتى الرجال، راقبته عن كثب و هو بيغمض عينيه، فـ إبتسمت و إقتربت أكتر و تعمقت قبلتها بقلة خبرة جننتُه أكتر، أسرع هو ياخد دورها، و يقبلها بعشق و شوق حقيقي، إبتسمت هي و بحدة زقته من كتفه قبل ما يوصلوا لنقطة متعرفش ترجع فيها، بِعد فـ قالت بإبتسامة شامتة و أعين خبيثة:

- ده كان إثبات ليك إني لو بحبك قِراط .. فـ إنت بتحبني أربعة و عشرين!!


بصلها بصدمة حقيقية، و قبل ما تقوم كان بيمسك كتفها، و بيزقها على السرير مثبت كفيه على كتفيها هادرًا بعنف:

- متلعبيش معايا يا نادين عشان متندميش!!!


- طب إبعد بس إيدك كدا!

قالتها بإستخفاف خرّجُه عن شعوره، فـ هدر بحدة في وشها:

- نــــاديــــن!!!!


مش هتنكر خوفها منه و عينيها اللي إترعشت بتوتر، إتلوت بين ذراعيه بتصرّخ فيه:

- إبعد بقولك!!!






- و لـــو مـــبــعـــدتــش!!

نطقها بعنف بيدفعها على السرير أكتر فـ تألمت بتحاول تبعدُه عنها بتقول بوجع:

- آه يا عزيز آبعد!!

- مش هبعد .. و هقرب .. و أخرك هاتيه!!

قال و هو بيندفع لوجهها يوزع عليه قبلات عنيفة لا تمت للحنان بصلة! شهقت و صرخت و ضريته على كتفه عشان تبعده و لأول مرة تكرَه لمساته القاسية، لحد ما ذرفت الدموع بتقول برجاء:

- سيبني يا عزيز متعملش فيا كدا بالله عليك .. متكرهنيش فيك أكتر كدا!


كان مُستمر في توزيع قبلاته العنيفة على وشها و بداية نحرها، لحد مـ سمع صوت عياطها، دفن أنفه في رقبتها مغمض عينيهو صوت عياطها زي الأذى في ودنُه .. هو بيعترف إنه بيضعف قُدام دموعها .. فـ ما بالك بـ عياط بصوت عالي!! رفع وشُه ليها .. و بص لوشها الأحمر اللي كله دموع، و عينيه المقفولة و جسمها اللي بقى يترعش بين إيديه، بيسأل نفسه هي بتعيط ليه؟ هي فاكرة إنه ممكن ياخدها غصب؟ ولا حتى لمساته مبقتش طايقاها؟، غمض عينيه مش قادر يبصلها و لا قادر يتحمل الفكرة دي، لكن جسمها اللي بيترعش أثار شفقته عليها، قَعد قُصادها بصدره العاري، و شدها من دراعها عشان تقوم فـ فتحت عينيها و حاولت تبعد رسغها عن كفُه بتصرخ فيه بعياط:

- سيبني .. إبعد!!!


شدها لحضنه رغمًا عنها بيحاوط بذراعيه المفتولين، حاولت تبعدُه بعِندها المعروف لكن همس في أذنها بصوت حنون:

- جسمك بيتنفض .. و مش هتطلعي من حُضني غير بعد م أهديه شوية!!


نفت براسها بتقول و حتى باتت الحروف ترتجف على شفتيها:

- لـ .. لاء إبعد .. إبــ .. ـعد!!!


مسح على شعرها .. و على ضهرها بحنان، بيضمها أكتر ليه فـ بدأت تهدى، وشها على صدرُه و إيديها جنبها رافضة تحاوطُه، جاب شعرها على جنب واحد و مال يُقبل تجويف عنقها، و من ثم همس بصوته الدافئ:

- متعنديش معايا .. و متحُطيش راسك بـ راسي .. مينفعش يا نادين!


مردتش، إفتكر إنها نامت لحد مـ قالت:

- بتعمل معايا كدا ليه؟


مسح على شعرها و قال بهدوء:

- كدا اللي هو إيه؟


- ليه بتعذبني و بعدها تيجي تاخدني في حُضنك؟ ليه بتجرحني و بعدها تداويني؟ ليه بتعيّطني و بعدها تمسح دموعي؟ ليه مُتناقض!!


غمض عينيها و ضمها أكتر لجسمُه بيقول:

- أنا مش متناقض .. أنا في حرب، حرب ما بين قلبي اللي بيتنفسك .. و عقلي اللي مبقاش قابل فكرة وجودك أصلًا، و أنا متعلق بين الإتنين!


حاولت تبعد عنه لكنه ثبتها بيقول بخشونة:

- مبتعديش .. إتكلمي و إنتِ في حُضني!!


هتفت بألم:

- مش هقدر أنسى اللي عملته فيا .. أنا موجوعة أوي و قلبي الحاجة الوحيدة اللي مش هتعرف تداويها .. محتاطة أبعد .. تعالى نبعد عن بعض نرتب أفكارنا و نشوف كل واحد فينا عايز إيه!


تنهد و قال بعد ما أبعدها هو بيحاوط وجنتيها قائلًا:

- فكرة البُعد دي لو كانت سهلة كدا كنت عملتها من غير ما تقولي، مافيش حاجة إسمها نبعد .. مش هقبل!!!


- مش مهم تقبل يا عزيز .. أنا عايزة أتطلق أنا تعبت!!!


- إنسي!!

قالها بنبرة غير قابلة للنقاش، هتفت بحدة و ضيق:

- طب أنا مصيري إيه دلوقتي!

قال بهدوء:

- إنتِ مراتي!!!


- ولا خدامتك؟

قالتها ساخرة فـ مسك دراعها اللي كان كلُه حروق و مال يُقبلهم برقة أقشعر لها بدنها، إنكمشت بخجل لما نزِل أكتاف كنزتها مُقبلًا عضمتي ترقوتها، حطت إيديها على كتفُه عشان تبعدُه بتقول بخجل:

- عزيز .. إوعى!


- إنتِ وحشتيني بشكل عقلك ميتخيلهوش!

قال بجنون عاشق و هو يُقبل عنقها تصاعديًا تارة و تنازليًا تارة، أغمضت هي عيناها بتحاول تحارب إشتياقها هي الأخره له، عِرفت إنها كانت غلط لما إفتكرت إنها كرهت لمساته، نامت على الفراش بعد دفعة خفيفه له من كتفها، و حطت إيديها على صدرُه بتزقُه بضعف قائلة بأنفاس مُبعثرة:

- كفاية .. يا عزيز!!


بدى و كإنه مسمعهاش، و نست هي كل ما حدث في أحضانه، و تناسى هو أيضًا كل ما مر به، جاعلًا شغله الشاغل هي، كيف لإنسان أن ينسى إسمه .. عُمره .. أبويه و إخوته .. منصبه و مكانته و اليوم و الساعة و التاريخ بين أحضان من يُحب؟!


• • • • • • • 


إستفاق بـ وجهٍ متعرق و أنفاس ضائعة، أتاه أخيه في الحلم، يتوسل له ألا يُضيع حقُه، و كإنه بينهيه عما يفعل، حَس بالنار بتتجدد في قلبُه تاني، لكنها خمدت لما وقعت عينيها عليه، نايمة ببراءة طفلة مغطية جسمها العاري ساندة راسها على دراعه و إيديها على صدرُه، غمض عينيه و مقدرش يمنع نفسُه من تقبيل جبينها، و برفق شديد أسند راسها على المخدة عشان يقوم، قام و دخل المرحاض يغتسل و يستحم، لبس بنطلون و قميص و قرر يقضي اليوم برا يمكن يعرف يرتب أفكارُه، خرج من الجناح بعد م شملها يعينيه، فـ كانت غارقة في نومها، نزل على السلم فـ لقى أمُه قاعدة قدام جهاز اللاب توب بتعيط بصوت، إنتفض قلبه عليها و راحلها .. قعد جنبها بيقول ممسدًا على كتفها:

- مالك يا أُمي بتعيطي ليه يا حبيبتي!!!


قالت ثُرية مشيرة لـ الشاشة بألم:

- جبت يابني الكاميرات و شوفت الواد الخسيس دِه وهو بيجطع فرامل عربية شريف!!


حدّج بعينيه في الشاشة و تصاعدت الدماء لـ رأسه من شدة الإنفعال و برزت عروقه و هو شايفُه بيقطع الفرامل و بيعمل مكالمة بعدها، إلتفت لأمه لما قالت يحزن:

- المصيبة مش إكده و بس، المصيبة إنه إعترفلي إن نادين .. مرَتك يا ولدي كانت هي اللي يتتابع معاه الموضوع ده، حتى إسمع إكده!!!






و أسرعت تضغط على شاشة هاتفها وسط صدمته، و فتحتله تسجيل ظهر فيه صوت الشخص اللي قتل أخوه بيقول:

- نادين هانم كانت موافقة جدًا على فكرة أبوها، و هي كانت بتتابع معايا شخصيًا لإن واضح كدا إن قلبها كان محروق على أخوها، إنها قالتلي آخُد عربيتها و أمشي وراه عشان لو مماتش أخبطه أنا بالعربية، و بالأمارة نمر عربيتها فـ سـ د ٢٠٢٥ 


جحظت عينيه مصدوم من اللي بيسمعه، صوت بكاء أمه بيتردد في أذنيه، مش قادر يصدق إن البنت الوحيدة اللي عشقها من قلبه كان عارفة إن أبوها هيقتل أخوه و كانت بتساعده على ده!!! كان إبتدى يصدقها لما قالتله إنها مكنتش تعرف!! و كان إبتدى يشفق عليها!!! و بعنف ضرب على الطاولة الصغي،ة أمامه فآإنتفضت أمه بخضة إلتفتت لما لما تمتمت ببكاء شديد:

- خد حقي و حق أخوك يا بني، لو الراجل اللي كان سبب في موته مات .. بنته اللي كانت بردو سبب في موته لسه عايشة .. و عايشة في عزك و متهنية! قلبي موجوع أوي يا عزيز .. ريّح قلبي يابني!!!


ألمه قلبه على دمعات أمه التي لا تسقط سوى لأمر قاسٍ لا تتحمله، كوّب وجنتيها و قال و شرر الإنتقام ينبع من عيناه و حروف كلماته:

- عهد عليا يا أمي لـ هقهرها زي مـ قهرتك، و هخليها تتمنى لو مكنِتش إتجوزتني .. هخليها تتمنى الموت و مش هتطوله أبدًا!!


*************


أربع أيام .. من غير م تشوفه أو تسمع صوته، لما صحيت بعد مـ قضت أجمل ليلة في عُمرها و كإنه كان بيعوضها عن اللي عمله .. و صحيت ملقتهوش جنبها، إفتكرت خضتها عليه و نزولها جري بأي حاجة تغطي بيها جسمها العاري بتسأل عليه لكن ملقيتهوش، و قابلتها نظرات أمه النارية فـ قررت ترجع الجناح، إتصلت كتير عليه لكن تليفونه كان مغلق، مكنتش بتاكل غير اللي بس يعيشها، بيتمنى لو تشوفه .. سألت عليه أمه و مش هتنسى أبدًا حدتها معاها في الكلام لما قالت بعنف:

- ملكيش دعوة بـ وَلدي .. مش كفاية جتلتوا الصغير عايزين تجتلوا الكبير كُمان!!!!


وققتها سابتها و مشيت بضيق، و في اليوم الرابع تحديدًا الساعة السابعة مساءً دلف إلى الجناح بطلته اللي بتخطف قلبها، شهقت بعد م كانت قاعدة على السرير بتتفقد صورُه، و إنتفضت من فوق الفراش و جريت عليه بكل لهفة بتمسك في قميصه بتقول بحدة إختلطت بإشتياق:

- كنت فين!!! هو أنا كلبة عشان تسيبني مرمية لوحدي يوم و إتنين و تلاتة و أكلمك مبتردش!!!


ضربت أنفها ريحة غير ريحة برفانه اللي إتعودت عليها، دي ريحة برفان حريمي، مسكت تلابيبه، و قربت بأنفها من قميصه و من رقبته، جحظت بعينيها لما إتأكدت و رفعت وشها ليه بتقول بعنف:

- ريحتك برفان حريمي!!! إنت كنت فين يا عزيز!!


قالها بيبصلها بسخرية:

- كنت بتجوز!!!!

 يُتبع♥

 عايزة أقول كلمتين عشان اكتشفت إنكوا للأسف طلعتوا متعرفونيش كويس، أنا متهيألي على مدار الروايات بتاعتي معظمها إن مكانش كُلها لا أحبذ إن البطلة تبقى ضعيفة أو مستكينة أو خاضعة للبطل .. أنا عايزاكوا تفرقوا بين الضعيف و بين الصابر!

نادين مش ضعيفة .. لا كانت ولا هتكون، نادين صابرة على جوزها اللي بتموت فيه مش أكتر، و ده مش معناه إطلاقًا إنه يستحق الصبر ده أو إنه ميستحقش العقاب منها، أنا بس عايزاكوا تتقولوا شوية و متحكموش على نادين بالضعف غير لما تفهموا جوانبها النفسية

نادين فقدت كل اللي بتحبهم .. أمها و أخوها الصغير و أبوها و مبقاش فاضل في حياتها غير عزيز، هي لسه متمسكة بيه لإنها أولًا بتحبُه .. و ثانيًا إنها مالهاش فعليًا غيرُه♥

كل اللي عايزة أقولهولكوا إن الرواية دي مش تقليدية .. و صدقوني والله هبهركوا، خليكوا بس واثقين فيا شوية لإن أنا أصلًا نصيرة الست القوية القادرة عشان بيني و بينكوا .. أنا واحدة منهم🫣♥


#أغوار_عزيز ♥


            الفصل الحادي عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا     

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×