رواية اسير العشق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم نور
- هيكتب فلوسه لعيل مش ابنه لى
- بتقولى اى
-ده مش كلامي… ده كلام عاصم بنفسه."
آدم ـ "إزاي يعني! عاصم ذات نفسه كان مرافق زياد… وبيحبه حب مش طبيعي! تيجي دلوقتي تقول مش ابنه؟"
النقيب ـ "ده كان رده يومها… فاكر التهديد اللي جاله بخصوص زياد؟ لما عرفوا مكان مدرسته، وبلغوه إنهم بيراقبوه؟ عاصم رد وقال: معاهمش، لأن الواد مش ابني."
آدم ـ "عاصم قال كده عشان مايتأ.ذيش… عشان يحميه! مش معنى كلامه إنه مش ابنه."
هز راسه ـ "أنا كنت فاكر زيك في الأول… بس حصل موقف أثبتلي إن عاصم كان بيقول الحقيقة. الواد كان عيان… ولازمله فحوصات مهمة. أمه ماقدرتش تعملها لأن مناعتها ضعيفة… فلجئوا للأب."
آدم ـ "وبعدين؟"
النقيب ـ "عاصم ماقدرش يفيدهم… التحاليل كلها أثبتت إن مفيش علاقة بيولوجية بينهم… والموضوع اتقفل على كده."
آدم سكت بصدمه واستغراب شديد ـ "مستحيل… زياد ابنه! أنا متأكد."
النقيب برّد ببرود ـ "لو كلامك صح والواد فعلاً ابنه… يبقى عاصم غفلهم أكبر تغفلة. خلاهم يمسكوا هي… ويسيبوا اللي في إيده الفلوس الحقيقي."
آدم كان صامت، قرب منه النقيب وقال ـ "بتفكر في إيه ها؟"
آدم ـ "تعرف مكانهم؟"
ـ "مَنا لو عارف كنت قولتلك عشان تمسكوهم… بدل منا نفسي مرعوب من اللي بقولهولك… ومش هيسيبوني حي لو عرفوا!"
آدم وقف ومشي النقيب ـ "مش هتخلّيهم يخرّجـــــــــوني!!"
بس آدم خرج من الأوضة من غير ما يرد خرج من القسم كله، ركب عربيته
كان ادم سايق بسرعه والى عرفه فى ناحيه وجوه دماغه كلمة واحدة بتتردد "اقرا الدفتر كله يا آدم… في حقايق تهمك."
جملة عاصم الى بدأ بيها دفتره عشان عارف إن كرهه ليه مش هيخليه ميكنلش قرأه
العربية وقفت قدام بيته. نزل بسرعة دخل جوه البيت، الأرض ازاز مكسور،عقله على طول رسم صورة أسير وامه وهي لوحدها، غرباء بيكسروا البيت وبيهجموا عليها وهي من غير حماية
طلع شقته دخل الأوضة لقل واقع على الأرض، نفس المكان اللي رماه انحنى وخده قلب في صفحاته"زياد".
خط عاصم المرهق كأنه بيصرخ من قلب الورق "غلطى ملهوش تكفير… ولا بشوف اللي بعيش فيه كتير على اللي عملته. أنا أستحق العذاب ده… عذاب بحقكم انتو الثلاثة… بحقك… وبحق أسير… وبحق زياد ابني…"
آدم توقف… عينه معلقة في الكلمة الأخيرة ابنه... إنه أبوه بس ليه اتبرى منه عشان فعلا يبعده عن الخطى
✦ فلاش ✦
عاصم كان ماسك قلمه"عارف يا آدم… أكتر وجع هيموتني مش مرضي… الوجع الحقيقي هو زياد.
مكنش ليه ذنب يبقى له أب زَيِّي، مالوش ذنب يشوف اللي شافه.هو بيحبني… وأنا كمان بحبه، بس أنا ضيعت صورتي جواه يوم ما مدّيت إيدي على أمه وهو طفل صغير بيبص عليّ. الدموع اللي شافها في عينيها… عمرها ما هتتمسح من مخيلته... من ساعتها وانا بعدت عن اسير بسببه زي ما كان سبب كبير ف فتره جنونى إنه يهدينى ويبعدنى عنها بحكم انها امه
كنت راجع سكران… وطلبت حقوقي بالقوة… بس اللي اتغير إن زياد كان واقف، ووقتها حسيت نفسي مش راجل، حسيت إني عريان قدامه… ضعيف… خايف من كرهه ليّا.
أنا واثق لما هموت… زياد هيفضل يدعيلي، يمكن ربنا يخفف عني عذاب قبري… عشان قلبه أبيض وأنا دمرته بإيديا...أنا السبب يا آدم… أنا السبب في كل حاجة.
أنا السبب إن أمه كرهته، السبب إنه اتحرم من معنى كلمة (عيلة)، وأنا السبب في إنه اتشوّه جوه...بس ارجوك يا آدم… متقولش لزياد إني كنت وحش… أوعى تخليه يفتكرني كده.خليه يفضل فاكرني أب… حتى لو الصورة ناقصة.
لأن الحقيقة… الحقيقة المرة… أنا عملت الأسوأ، والأسوأ إنه عمره ما هيعرفه… زياد مش ابني… بس هو ابني في قلبي.
أنا اللي سميته زياد عشان أفتكرك إنت… عشان أفتكر أخويا اللي كان نفسه يسمي ابنه كده…سميت ابنه زياد… عشان أعيش بعذابي كل مرة أنادي اسمه افتكرك انت.. انا سميته ومكنتش اعرف انى بسميلك ابنك انت بناء على رغبتك"
آدم حس قلبه بيتقبض عينه بتتسمر على كلمة واحدة… "ابنك".
كلمة واحدة كسرت جواه ألف احتمال.هو بيقصد إيه؟ عن أي ابن بيتكلم؟هل يقصد زياد ماذا يحاول هذا الحقير ان يفعل هل يتلاعب حتى وهو على فراش الموت؟ ولا بيحاول يرمي سم جديد في حياته يخليه ينهار أكتر؟
"ابنك… ابنك يا آدم…"
الجملة اترددت في دماغه كأنها صدى، كأنه سامع صوت عاصم بيقولهاله بصوته.
فتح الصفحة اللي بعدها بإيده اللي فقدت قوتها، وكأنه خايف يشوف، خايف من الحرف الجاي:
✦ "أنا عارف إني جرحتك يا آدم… وجرحت كل اللي حواليّ… بس في جرح واحد عمرك ما كنت تعرفه.زياد… زياد مش ابني… هو ابنك.أنا خدت ابنك مني، وادّيته لنفسي… سميته زياد زي ما كان نفسك تسميه، وعيشته معايا تحت سقف بيت ملعون… أنا اللي سرقتك يا آدم، سرقتك من نفسك… سرقتك من ابنك."✦
السطور وقفت قدام آدم زي رصاصه الصدمة كانت أقوى من أي حاجة مر بيها قبل كده.
✦ عاصم "كنت بغيب عن البيت… غرقان في خيباتي وخسايري… كل مرة برجع أعمل كارثة أكبر من اللي قبلها، فكنت أختفي وأبعد… أسيبهم زي ناس مالهمش حد.
وف يوم… جالي اتصال من المستشفى، صوت راجل بيقولي: ابنك حالته خطيرة… تعال فوراً
وقتها اتلخبط… قلت الرقم غلط، بس الراجل رد: حضرتك والد زياد عاصم
ساعتها الدم اتسحب من وشي… وعرفت إنه ابني.
رحت جري، من غير ما أخد نفسي. لقيت أسير هناك… قاعدة على الكرسي،ووشها شاحب، شايلة الهم كله على ملامحها… ومش قادرة حتى تتواصل معايا زى عادتها
الدكتور خرج… وقال– نسبة الدم قليلة في جسمه، محتاج نقل دم بسرعة.
اضايقت جدا وبصيت لاسير بحنق معقول هان عليها تسيب ابنى كده يمو.ت ومتفكرش حتى تتبرعله شوية دم
دكتور: كلمنا حضرتك عشان للأسف الام مش نفس الفصيلة، وكمان صحتها ضعيفة مش هتستحمل ناخد منها.
سكت وكأنه كان متوعد ليها بس ده كله اختفى لما عرف انها حاولت فقال– هنقله أنا! أنا موجود!
الدكتور هز راسه وقال – تمام… نعمل التحاليل دلوقتي."
طلبت أبدأ في الإجراءات فوراً… وقلتله – طب الفواتير؟
: المدام دفعتها.
بصيت لأسير… صامتة كالعادة… عينين مقتوله، ولا كلمة خرجت منها ساعتها اسنغربت منين؟ جابت الفلوس دي منين؟،فضلت واقف مذهول… بس الأهم عندي كان زياد.
فـ المعمل…الممرضة تاخد العينة منه وتحطها قدام الدكتور.
الممرضة: دكتور… مش نافعة مع الطفل.
عاصم - ازاي مش نافعة! أنا أبوه! لو أسير مش نفس الدم يبقى انا
الدكتور يحاول يهدّيه – بص يا أستاذ عاصم، الموضوع مش بالسهولة دي… أحياناً الجينات بتلعب دور، ممكن يكون في حاجة من ناحية الجدود… وده معناه إن فيه مشكلة أكبر. لازم نلاقي دم مناسب بسرعة.
عاصم - زمرة الدم إيه؟
الدكتور – O موجب.
عاصم سكت وكان سكوته زي المصيبه افتكر مشهد ليه مع ادم وهما بيحللو التحاليل الدوليله للاطمئنان على المواطن وعدم خضوعه لاي ممنوعات والا توقف عن العمل، كان عاصمبيبص على تحاليل اخوه قال "لو كنت بتاع اكمال اجسام كان زمانك بتكسب اكتر من الورشه، قاله ادم"اسكت خلينا نمشي" قاله عاصم" زمرة دمك لى مش زي" قاله ادم" o دى زمرة دمى"
بيفتكر عاصم اليوم ده كأنه حاصل معاه امبارح مش عارف ليه افتكر ادم بس ازاي ابنه يكون نفس زمرة دمه اخوه مش هو والدكتور قال الجدود مش الأخوات
الدكتور- اتمنى تلاقى بسرعه لان الطفل مش هيستحمل
- أنا هجيب من بنك الدم دلوقتي! هعمل أي حاجة… بس زياد يكون كويس.
الدكتور – تمام… بس ما تتأخرش.
ماشي بسرعة يوقفه صوت الدكتور – لحظة يا أستاذ عاصم.
عاصم – في إيه؟
الدكتور – هنا في الملف الطبي، المدام كاتبة عمر الطفل سنتين.
عاصم – أيوة… سنتين.
الدكتور يرفع عينه ليه – يعنى انتو فاكرين كده فعلا مش غلطه
-ف حاجه
- معتقدش سنتين. حسب المؤشرات والتحاليل اللي اتعملت، جسمه بيدل إنه اكبر.
عاصم– اكبر ازاى يعنى؟!
– آه… الفحص الأولي بيقول عمره مش سنتين … بال سنتين وشويه.. بشهر أو شهرين كمان.
عاصم – إيه الكلام ده! زياد مولود في السابع اصلا… عمره من ساعة اتولد محسوب! إنت اكيد غلطان
الدكتور يسكت لحظة، يبصله بنظرة مش مريحة:– شهر سابع؟! الطفل مكتمل نموه بشكل طبيعي جداً… والأرقام واضحة. ده عمره المؤكد الحالي... الدكتور إلى كنت متابع معاه قالك كده
سكا عاصم وقاله- مكنش ف دكتوره متابعين معاه
الدكتور وهو بيكتب ملاحظة – اصلا... تمم بردو لو حضرتك عايز تتأكد، تابع مع دكتور أطفال متخصص هنا في المستشفى… أنا مش عايز أديك معلومة ناقصة
فضل واقف وسط تساؤلات كبيرة، عينه على عينة دمه اللي مش متطابقة لا مع زياد ولا مع أسير.صوت الطبيب بيرن جواه: عمر ابنه غلط، محدش من الأطباء قبل كده قال كده.. او هو اللي كان متجاهل تفاصيل ابنه بسبب أسير ما كانتش بتدي له فرصة يروحوا لدكتور من أول الحملها لعدم اهتمامها وتركيزها على ق.تله، حتى بعد ما خلّفت خرجت من المستشفى ومكنتش عايزه تعرف حاحه عنه ولا كلام الاكباء عن انها مكنتش بتاخد ادويه ف حملها... مكنش يعرف اى حاجه بسببها.. كانت بتقطع أي طريق بينهم وبين الأطباء بلامبالاتها… كأن زياد مش ابنها كأنها بتكرهه بسببه.
اتصرف عاصم في الآخر وجاب الدم بأبهظ تمن.رماه. المال ما بقاش ليه أي قيمة قدام حياة ابنه.كام بيطمن عليه وهو تحت الرعاية.لكن أول حاجة لفتت نظره… أسير.واقفـة زي ما هي. لا بتقترب ولا بتميل ناحيته.خطواتها دايمًا بعيدة.إيدهـا فاضية..لحظه..الخاتم.خاتم آدم.اللي عافر مرّة ورماه، وهي فضلت تضرب وتدور عليه وكأنه بيسلب روحها.إزاي النهاردة مش موجود في إيدها؟
آدم بيفتكر الى قولتله أسير عرف انها صادقه معاه بل لطالما صدقت معه
عاصم" يمكن نتيجة التحليل اللي عملته طلعت أسرع من لما صحى زياد. التحليل اللي عرفت الحقيقة كاملة عن نسب زياد. اتبلغت فى نفس الوقت إن زياد بقا كويس. روحت شوفته التحليل الى كان في إيدي، اللي يثبت إنه مش ابني. في ناحية تانية كنت لتطمن عليه طانى معرفتش حاجه... كنت ببصله بصدمه وهو نايم على إنه ابنك انت
ما شكّكتش في أسير ولا للحظة، لأني عارف إن أنا الوسخ مش هي. حطيت احتمال اكبر… يكون ابنك انت. رغم إني عارف إنك عقيم. فما سكتش. روحت شقتك لقيت التحاليل اللي تثبت إنك عقيم. ومن هنا… روحت على المستشفى يفسرولي التحاليل دي. إيه؟ إزاي شخص عقيم قادر يخلف؟
الدكتور ساعتها فاجئني قال "التجالليل قديمه
عاصم- عارف بس بعدها بشهور الشخص ده خلف"
- عادى يخلف دى ارادة ربنا هو حرام
-عاؤز التفسير العلنى يا ككتور الى انتو بنفسروه، مكتوب عقيم
- التحاليل تقول انه مش عقيم.. ده عقم مؤقت."
عاصم: يعني إيه عقم مؤقت؟
الدكتور: "يعني… ليك أمل تخلف. مش عقم أبدي"
آدم كان بيقرأ والسطور كأنها بتتخنق جواه، كل كلمة بتخترق صدره. الصدمة اللي عاشها عاصم بيعيشها هو كمان،
عاصم " لو كنت اهتميت يا آدم… كنت عرفت. لو مكنتش خوفت من الزعل والخذلان وصدّقت إنك عقيم للأبد عشان خايف تتجرح أكتر لو مكنتش وقفت وتابعت كان زمانك اكتشفت حقيقتك. لو فتّشت، لو دورت… كنت وصلت بدل الحزن الى عايش فيه وفاكر نفسك معيوب وكتمت جواك وانقبلت ونسيت
ولو شاكك في كلامي، روح حلل. بس متقرّبش من زياد… سيبه، متحطوش في اختبار يكسّر قلبه.. اختبار لو ادركه لما يكبر مش هيستحمل يعرف إن أبوه متشكك فيه. سيبه يا آدم… لو مش فارق معاك أو مش مصدقني، سيبه.. سيبه باسمى انا وكنيته موجوده وانا متخيلتش عنه.. ده ارحم ليه
بس أنا بكتب وأنا بموت… وبعترف بذنب ماليش طاقة بيه. أقل حاجة أسيبها ورايا، إني أقولك الحقيقة. أنا مش هكسب حاجة بالكذب، غير إن عذابي يزيد أكتر تحت التراب.
إيد آدم كانت بتقبض على الدفتر بعنف، عروقه بارزة
" يومها عاصم دخل البيت، ماستناش دقيقة. رجليه أخدته على أوضة زياد كأنه بيجري. فتح الباب بهدوء، لقى ابنه نايم… أو معدتش ابنه. دمعت عينه
خطواته كانت مترددة، وإيده المرتعشة مدت تتشال الولد. شاله بحرص غريب على واحد زيه، وبص في وشه. ملامح بريئة قصاد وجهه هو… وجه اتكسر من قسوته اتبخرت، وفضل واقف مهزوم قدام حقيقة ملامح بتفتّت جواه.شايف ابن اخوه؟ ولا شايف ذنبه؟ ولا شايف أخوه؟
الأجوبة كلها كانت في وش صغير نايم، ودموع نزلت من عين عاصم من غير ما يقاوم.، مرر إيده على الملامح الصغيرة، وافتكر آدم اخوه زمان وهما عيال. كأنه بيرجع له بعد غياب، كأن الروح اللي بين إيديه دي مش ابنه… دي ابن أخوه. الحقيقة خبطته بس في نفس اللحظة حضنه. حضن جامد، حضن غرقان ندم، حضن مليان خوف وحب مش عارف يوصله.
كان بيحضن أخوه من خلال ابنه. مش قادر يرجع الزمن، بس قادر يواجه وجع بيعاقبه كل يوم. في حضنه حس نفسه صغير، ضعيف، ذليل قدام غلطة عمره.
كتب عاصم بقلمه المنهالي بطلماته الواجعخ
"عارف إنك كل ما تكمل قراية هتتضايق منى أكتر، يمكن تلعن اليوم اللي شوفتنى فيه. عارف إن اللي عملته فيك أكبر من الغلط، أكبر من أي ذنب، أنا حرمتك من مراتك… ومن ابنك. أنا السبب في كل ده، وأنا اللي خليت حياتك كلها وجع.
بس والله لما عرفت إن زياد ابنك، حسّيت لأول مرة إن عندي فرصة… فرصة أكلمك. يمكن أرجعلك حتى لو بكلمة. صحيت من غيبوبة وأنا كله هم إني أوصل لك. ما اهتمتش لو شوفتني تانى وتنفذ وعدك وقتلتني، ولا حتى لو ده كان آخر يوم ليا، كنت شايف إن أقل حاجة أعملها إني أوصلك بالحقيقة، يمكن أكون كفّرت عن ذنب مش بيتكفّر.
جربت أوصل لك. كلمت فؤاد برغم انى قاطع تواصل معاه بس لما رجعت لنفسي روحتله اول حد...سالته لو عندك وسيلة، رقم، عنوان، أي حاجة توصلنى ليك بس هو كان بيرد ببرود مع فس لو بيطردنى وبيردلى الى عملته.. عرفته ان الموضوع مهم بس قاللي انك من ساعة ما سافرت ما يعرفش عنك حاجة. حسّيت إنه بيخبّي، بيتعامل معايا كأني خيانة، ماقدرتش ألومه وعرفت انه معهوش حاطه تفيدني ومشيت
آدم عقله يرجع صوت فؤاد… "عاصم جالي وطلب مني رقمك… كان باين عليه في حاجة تقيلة عايز يقولها. بس أنا ما فدتوش بحاجة. ما اديتوش رقمك ولا أي وسيلة معانه كان غريب عن اخر مره شوفته فيها لما طردنى من بيته"
عاصم"استخدمت كل اللي أعرفه، كل علاقاتى، أي حد كان ممكن يوصّلني ليك. فضلت ألف وأدوّر، أمد إيدي لأي باب يخليني أتواصل معاك.
لحد ما أخيرًا جبت رقمك… في نفس اليوم اللي حصلتلي فيه الحادثة. في اليوم اللي اتكشفلي فيه مرضي، واتفتح باب عذابي. ساعتها حسّيت إن ربنا بيقول لي خلاص… مفيش وقت، كل حاجة انتهت.
بس أنا ما وقفتش… كملت. فضلت أحاول، أدوّر، أرجّعك بأي طريقة. يا آدم، كنت عايز أجمعك بعيلتك قبل ما أموت. بس الوصول ليك كان أصعب من قوتي… أصعب من حالي وأنا ضعيف، وأنا عاجز، وأنا محطوط في أشد عذاب. وفي كل مرة، صورتك هي اللي كانت قدامي… صورتك وأنا بتألم"
"طلبت السماح من أسير… لكنها رفضت. ومعاها حق، أنا ما استحقش السماح.
برغم إنها سابتني لما قلتلها تقتلني… وبرغم إنها ما سلّمتنيش لما قلتلها إني هسلّم نفسي وأعترف بكل جرايمي فيها، وأخلّي القانون يجيب لها حقها.القانون اللي طول عمري ماسكه ضدها… وأقولها إنه مش هينفعها أي بلاغ، عشان في الآخر أخرج منه فورا.قولتلها تاخد حقها… لكن لأول مرة حسيت إن زياد هو اللي شفعلي عندها. رفضت مش عشاني… رفضت عشان زياد وأنا عارف ده، لكن يشهد ربنا… إن حُبي لزياد مكنش لهدف.
أنا حبيته…حبيته كإبني،وحبيته كذنب…وحبيته كآدم، أخويا اللي حرمت نفسي منه."
بتدمع أعين آدم… إيده بترتعش وهو بيقلب الصفحة، يقرا سطور عاصم:
"كنت هقول لأسير وأعرفها بحقيقة زياد… عشان تعرفك لو ف يوم اتقابلتوا.
بس مكنتش عارف اليوم ده هييجي إمتى، فمقدرتش أخلّيها تكرهني فوق الكره كره أكتر إني حرمتها من جوزها وحبيبها وابنها… ودمرت عيلة بحالها.
يمكن تسميه الخوف… ولما لقيتني عاجز عن الوصول ليك ومش قادر أبلغ أسير ولا أمي… اضطريت أكتب.اضطريت أبوح… وأرمي كل اللي أنا عارفه.
كل الحقايق اللي المفروض تعرفها إنت الحقايق اللي برميها عليك وأنا ميت بتحلّل. أسير بريئة مني… أسير بريئة من أو.ساخي.أسير حبتك وفضلت مخلصة ليك عمرها كله، سواء بقلبها أو جسمها. أسير ملهاش ذنب يا آدم…لا زياد ليه ذنب ولا أسير.
خُد ابنك يا آدم… وخُد مراتك اللي عمرها ماهتكون لغيرك…سامحني… سامحني يا أخويا."
بتسقط دمعة من عين آدم وهو بيقرأ آخر كلمات... إيده بتتقفل على الدفتر بقوة، زي ما يكون بيقفل عليه مقبرته بإيد متصلبة. وهو يهمس بصوت مبحوح"أنا… ليا ابن.زياد… يكون ابني.أنا… قادر أكون أب.أنا مش مريض… أنا بخلف."
عقله بيرجع لسنين ورا، لكل لحظة تعذّب فيها، لكل مرة حس إنه معيوب…
بيسوق وكلام عاصم بيرن في ودنه… بيسوق وهو مش شايف الطريق، العربيات تزمر حواليه، الناس تصرخ، لكنه ما يسمعش…
بيتخطى الإشارات، بيعدّي كل حد، السرعة بتزيد أكتر وأكتر.كأنه هارب من نفسه… أو يمكن رايح لنفسه لأول مرة.
في المستشفى…زياد قاعد على الكرسي الصغير وفؤاد جنبه قال "متخافش… مفيش حاجة هتحصل."
زياد "أنا مش بخاف… أنا خايف على ماما."
الكلمة تسكت فؤاد… بص زياد لف فؤاد ولقى ادم قال"عملت اى"
لكن آدم عينه معلّقة بشخص واحد.زياد. اللي نزل من على الكرسي باندفاع نظرة آدم كانت نظرة مليانة دموع محبوسة
"ماما… لقيت ماما."
يقع ادم على ركبتيه قدامه، كأنه اتهزم على ايد الطفل ده بل ابنه، بيبصله يمسح على وش زياد بإيده.زياد يبص له آدم… دمعة تسقط من عينه "إنت… زياد اللي خططتله زمان.
الغصة محشورة في حلقه، غصة أكبر من أي كلمة.الحرمان اللي عايش فيه كله اتجمع في اللحظة دي… قدامه طفل هو ابنه.ابنه من أسير… ابنه اللي اتحرم منه وهو في بطنها، ابنه اللي ما شافش أول ضحكة له ولا أول خطوة.ابنه اللي ما لوش ذكرى واحدة معاه… ما فيش كف صغير مسك إيده وقاله "بابا".دموعه نزلت غصب عنه، قلبه بيتقطع كأن سكاكين بتغرز فيه.
سنين طويلة ضاعت، سنين عاشها بعيد عنه، سنين كان فيها جاهل بالحقيقة..حتى لما رجع، فضل جاهل.
سأل نفسه بصوت مكتوم جواه هل ده عقاب يا رب؟ هل إنت عاقبتني في ابني؟ولا ده جبر منك… جبر إن عندي ابن، جبر إني مش عقيم، جبر إني قادر أخلف.العقاب قاسي… والفرج ضبابي… مش قادر يحدد بييجي منين.
زياد، اللي كان لسه عينه معلقة بدموعه، قال بصوت طفولي
"ماما كويسة."
رفع آدم عينه لزياد، قلبه بيرتعش وهو يرد عليه بصوت مبحوح لكنه واثق:
"هتكون كويسة… متخافش."
قرب منه أكتر، إيده لسه مرتعشة، ونزلت الكلمة اللي كانت مدفونة جواه من سنين قال
- "بس ناديني… بابا."
زياد وقف ينظر له بعيون متسائلة من اللي آدم بيقوله، لقى نفسه فجأة بين إيدين آدم اللي مسكه من رقبته برفق، قربه منه، عينه في عينه، وقال بصوت مبحوح متكسر:
"أنا أحق بالكلمة دي منه… ناديني بابا، مرة واحدة بس."
شدّه آدم لحضنه بقوة، كأنه بيحاول يطويه بين ضلوعه، يشق صدره ويخبيه جواه… صوته نازل واهن وهو يهمس:
"أنا أبوك… عارف إنك بتكرهني، بس هنعمل صفقة. هساعدك، وأنت في المقابل… تناديني بس بابا، مرة واحدة. مش عايز منك حاجة تانية…"
وقبل ما يكمل كلمته، قطع زياد صمته وقالها بخفة وبساطة، لكنها قصفت قلب آدم:
"بابا."
اتجمد آدم في مكانه، صمت كامل استولى عليه، كأن الدنيا كلها اختفت وهو بيسمع الكلمة اللي حُرم منها سنين. نبضات قلبه تسارعت بشكل مؤلم لكنه مفرح، عينيه دمعت أكتر وهو بيحضن زياد، الى رفع زراعيه وحضنه وآدم مصدقش إنه تقبله هل يفعل هذا من أجل أسير، زياد قال
"كنت مستنيك."
آدم استغرب الكلمة، استغرب إزاي طفل صغير ممكن يقول جملة تقيلة كده…لكن الحضن ده مسح استغرابه كله. حضن مليان صدق، مليان دفء مايعرفهوش غير أب وابنه.، تنهد تنهيده عميقه قال
- يااارب....ياررررب كفايه
في اللحظة دي، لو كان لسه عنده أي شك في كلام عاصم، الحضن ده مسحها كلها… المشاعر اللي غمرته كانت أكبر من أي دليل، كأن حضن زياد بيأكدلهاللي حاضنك دلوقتي مش غريب… ده حتة منك
كان فؤاد واقف بعيد، عينه بتدمع وهو بيبص لصاحبه. عارف قد إيه آدم اتجرح قد إيه عانى ف حياته كلها، محروم من أبسط إحساس… وكان بيتمنى له لحظة زي دي من زمان، لحظة ياخد فيها نفس راحة حقيقي.
آدم مسك وش زياد بإيديه المرتعشتين، بعده شوية عن حضنه وهو بيبصله ف عينه قال
– "كنت قصدك إيه إنك استنيتني؟"
زياد – من بابا
آدم استغرب ومفهمش قصده
-----
على فراش الموت، كان عاصم بيحتضر. ما حدش بيدخل له غير المحامي اللي واقف عند راسه بأوراق الملكية. بص له وقال:– "أنا عملت كل اللي قولتلي عليه."
عاصم رد بصوت متقطع، ضعيف:– "لما أموت… متقولش لأسير حاجة عن الفلوس. هي مش هتقبل مني جنيه… خليها لزياد، يمكن يوم يحتاج، يمكن يحميه ظرف وهو لوحده."
المحامي– "ووالدتك؟"
عاصم هز راسه وهو بيكتم أنفاسه الأخيرة:– "رفضت تاخد مني حاجة… بس كتبتلها البيت هي وأسير. مع إني عارف إنها هترجع في الآخر بيتها القديم."
المحامي قرب من عاصم وهو على السرير وقال له بهدوء:
– "تحب أوصي بحاجة لحد؟"
عاصم اتنفس بصعوبة، صوته مبحوح:– "زياد… فين زياد؟"
المحامي : "شفته بره في الجنينة وأنا داخل."
عاصم غمض عينه لحظة وقال: "هاته… عايز أقوله حاجة."
المحامي اتردد: "زياد؟ ولا…"
قاطعُه عاصم بإصرار ضعيف: "زياد… ده اللي ينفع أودعه."
المحامي خرج وطلب من عبير تخلي زياد يدخل، وقال له "أستاذ عاصم عايز يشوفه."
دخل زياد بخطوات صغيرة، ولما شاف أبوه مرمي على السرير جري ناحيته، قعد جنبه وكأنه كان محروم منه بقاله وقت طويل. عاصم مد إيده المرتعشة، مسك إيد زياد وضغط عليها، وبص للمحامي اللي خرج وسابهم وقفل الباب.
عاصم ما استحملش، سحب ابنه لحضنه وقال بصوت متقطع:
– "انت كمان وحشتني… عارف إن بعدك مش بحبه بس مضطر."
زياد رفع الكورة الصغيرة اللي كان ماسكها وقال ببراءة:
– "هنلعب إمتى؟"
ضحكة حزينة كسرت ملامح عاصم وهو بيبص للكورة اللي علمهاله وقاله عايزك تبقى شاطر فيها… زي أبوك
زياد بحماس: "بلعب حلو… المس قالتلي كده."
عاصم "عارف… عارف إن مفيش حاجة صعبة عليك."
زياد بصله بعيون صافية وقال – "بابا… هو إنت هتموت؟"
بصله عاصم من كلام زياد وصمت، صمته كان زي صمت الموت، جسمه باين عليه الهلاك، ملامحه شبه المومياء من المرض، كأنه متعذب عذاب لا يقدر عليه إنسان،قال
– "زياد… في حاجة لازم تعرفها."
زياد حاول يقاطعه ببراءة: "بابا ا…"
عاصم: "اسمعني يا زياد… متقاطعنيش."
بص زياد لأبوه بعينه المندهشة، لقى عاصم بيبصله بعين هالكة مليانة رجاء وقال – "لو حد قالك إنه أبوك… صدّقه."
الكلمات وقعت على زياد زي الصاعقة، فضل ساكت مش فاهم، لكن أثرها دخل قلبه من غير ما يعرف معناها.مسك عاصم إيد ابنه بقوة أكبر وقال بتأكيد:
– "لو جه وقالك إنك ابنه… مش بيكدب عليك يا زياد. هو بيقولك الحقيقة… فصدّقه فوراً."
زياد بصله بعين مرتبكة وقال: "بتقول إيه يا بابا… إنت…"
قاطعه عاصم بسرعة وكأنه خايف الوقت يخلص قبل ما يوصل رسالته بيحفظهاله
– "فهمتني يا زياد؟ لو جه وقالك إنه ابوك… صدّقه."
مسح ع راسه بحنان أبوي أخير وهو بيهمس – "بس… متنسيش… أنا بحبك… إنت ابني أنا برضه."
-------
رجع زياد بذاكرته لآخر مقابلة مع عاصم… آخر مرة شاف أبوه فيها وهو بيحتضر. وقتها ما طلبش يشوف حد غيره
آدم طان ساكت بس فهم دلوقتي ليه زياد اتقبل الامر، الكلمة اللي قالها عاصم "لو حد قالك إنه أبوك… صدّقه" فضلت محفورة جواه، واللي مهّدتله النهاردة إنه يفتح قلبه لآدم، ويصدق، وما يجرحوش بالرفض أو الشك.
لولا كلام عاصم في اللحظة دي، كان ممكن زياد يفضل مش مقتنع حتى لو الدنيا كلها أكدتله إن آدم أبوه.
قاله فؤاد- وصلت لحاجه
ادم– "ملقيناش جديد… بس هرفت هما مين. بس لسه مش عارفين مكانهم."
زياد شدد سؤاله – "ماما… ماما فين؟"
مد آدم إيده وربت على راسه برفق، رجّعه لحضنه وهو بيقول بصوت متماسك رغم رعشة قلبه – "والدتك هترجع يا زياد… أوعدك إنها هترجع سليمة. ثق فيا."
صمت زياد، ما كررش سؤاله. كان كلام آدم كفاية… وجوده نفسه كفاية. لأول مرة ما حسش باليُتم ولا بالوحدة
خرجت الممرضة من الاوضه قالت:– "المريضة… فاقت.
بصولها وقف ادم وهي قالت – "مين فيكم ابنها؟"
بخطوات سريعة، اتحرك آدم مدت الممرضة إيدها توقفه:
– "استنى حضرتك—"
ادم-ابعدى لازم اكلمها
دخل وهي بصاله قال فؤاد– ده ابنها. هو بس في ظرف صعب."
دخل ادم وشاف امه عينيها بتلمع كأنها مستنيـاه.اتحرك بسرعة ناحيتها "إيه اللي حصل؟! إيه اللي عمل فيكي كده؟!"
نظرت له بعينين غارقة في الألم، ما ردتش، قال– "أسير… فين أسير؟!"
لكنها فضلت صامتة، ما نطقتش بحرف. قال ادم – "ليه ما بتتكلمش؟!"
قالت الممرضة – "البنج… شال لسانها مؤقت. لسه مش قادرة تنطق."
رجع آدم يبصلها قرب وشه لوشها وقال – "هما اللي عملوا فيكي كده؟"
اغمضت جفنها إغماضة خفيفة… بمعنى "أيوه".شاف شفايفها وهي بتتحرك بصعوبة، صوت مبحوح واهن بيحاول يخرج انحنى أكتر، عشان يحاول يلقط أي كلمة.
قالت بصعوبه – "واااحد…."
استغرب قالت بصعوبة وهي بتقطع الكلام – "أر…بعة… ستة…"
كملت بصوت مشوش– "ع… ت…"
همست آخر حرف اخيرا– "م…"
ونظرت له نظرة كلها خوف، عينيها بتترجاه يفهم،قربت الممرضة بسرعة وقالت:
– "كفاية… حالتها ما تستحملش!"
وحاولت تبعد آدم عن السرير.بص لأمه نظرة أخيرة وخرج من الأوضة.فؤاد شافه قال– "عرفت تتكلم معاها؟"
آدم – "بتواجه صعوبة… بس قالت أرقام وحروف."
– "إيه هما؟"
رد آدم ببطء كأنه بيكررهم لنفسه – "١…٤…٦… ع…ت…م…"
وقف لحظة، كررها بصوت أوطى سكت تمامًا.نظره اتغير فجأة، كأنه فهم أو على الأقل حس إن الموضوع خطير.سأله فؤاد – "عرفت حاجه؟
آدم رفع عينه له بسرعة وقال بصرامة– "خليك مع زياد… زياد تحطه في عينك يا فؤاد. متسيبوش لحظة لحد ما أرجع بأسير."
آدم لمح زياد بيبصله رجع خطوتين احتضنه تاني بقوة، وكأنه مش قادر يسيبه.بيبوس راسه بحنان – "إسمع كلام فؤاد… متعملش أي حاجة تخليك تتأذى. إنت ذكي يا زياد، عشان كده بأكد عليك."
زياد – "هستناك… أنت وماما."
بصله في عينه قال– "مش هرجع غير بيها. أوعدك… إننا هنرجع."
ضمّه مرة أخيرة، وربت على راسه كأنه بيحفر صورته جواه، وبعدها خرج مسرع.ركب عربيته، داس بنزين بقوة، والشارع كله صار مجرد خطوط بتهرب من تحت عينيه.مسك الموبايل ورن على وليد. قال-انت فيت
وليد بصوت مرهق– "إيه يا آدم؟ لسا مروح، مناوبتي خلصت."
قال آدم "مين ماسك القضية دلوقتي؟"
وليد شد حيله وقعد على السرير – "عرفت حاجة؟"
آدم قال – "أسير… مخطوفة."
وليد "عارف من الزفت الى كنت قاعد معاه بسالك عرفت حاجه جديده:
– رقم العربية اللي خدوها فيها."
وليد – "إيه هو؟"
آدم – "١٤٦… ع ت م."
وليد شد نفسه، صوته بقا حاد – "متأكد من الرقم؟"
آدم زعق – "آه يا وليد! متأكد… دلوقتي هتعرفلي العربية دي ماشية فين، عدّت منين، آخر شارع وصلتله كان فين. يا إنت… يا أنا هتصرف بمعرفتي."
وليد حط إيده على وشه كأنه بيصحصح نفسه – "قابلني عند قسم المخابرات الوطنية فورًا… متتأخرش، دي خيوط متسربش منك ثانية واحدة."
وصل آدم، فرامل عربيته احتكت قدام مبنى عملاق يلمع بأضواء الأمن.وليد واقف مستنيه،قال– "آدم! ادخل بسرعة… رئيسي مستنيك."
آدم – "رئيسك هيساعدنا في إيه؟ إنت لقيت مكان العربية؟"
وليد – "حاليًا بيتتبعوها… وشافوها من خلال الكاميرات الأمنية. فعلاً العربية بالرقم ده عدّت من شارع عام… ورا بيتك."
آدم – "راحوا فين… كمل."
وليد – "لسه بيراجعوا الكاميرات الدولية في الشوارع المجاورة. العربية وقفت عند نقطة معينة… واحنا بنحددها دلوقتي."
آدم – "أنا هروح… إنت بس عرفني أمشي منين."
وليد مسكه من دراعه بقوة– "تروح فين يا آدم؟ استنى! دول وساخة… وممكن يخلصوا عليها في ثانية!"
آدم شد إيده بعنف – "مش هقعد هنا وهي هناك!"
وليد – "ولو حصلك حاجة وانت رايح لوحدك؟!"
آدم – "ولو اتأخرت عليها في الساعة دي وحصلها حاجة… مش هسامح نفسي! ولا هعدي من البلد دي إلا وحقها معايا!"
الصمت نزل بينهم لحظة. وليد شاف في عينه الإصرار مسكه ممنعهوش قال
– "خد ده معاك."
استغرب لما لقى وليد بيحطله سماعة صغيرة جوه ودنه.وليد– "دي وسيلة اتصال مؤمنة… أأمن من التليفون. هنفضل متابعينك لحظة بلحظة."
آدم سكت وداس على البنزين… والعربية اختفت في الظلام كالرصاصة.
وليد رفع جهازه اللاسلكي– "تمام… إبدأوا البث بالكاميرا وتواصلوا مع آدم فورًا."
جرى ناحيـة المبنى، فتح الأبواب الإلكترونية بالبصمة وهو يلهث.القاعة من جوه ضخمة، مليانة أجهزة حديثة، شاشات عملاقة بتعرض خرائط وشوارع متشابكة، ورجال ببدلات رسمية قاعدين مركزين قدام أجهزة المراقبة.
رئيس وليد، راجل صارم بخطوط بارزة في وشه، قال– "فينه؟"
وليد – "مشي."
– "إزاي تسيبه يروح لوحده؟ لو حصله أي حاجة… هنغرق في مشاكل أكبر منك وأكبر مني!"
وليد – "آدم محدش هيقدر يوقفه. أذيته أهون بكتير من أذية بنت خالته المخطوفة."
– "الاتنين دول لازم يقعو في إيدينا… ده كفاية يخلي البلد تتحرق. إحنا مش بنتعامل مع مجرمين عاديين، دول… مننا يعنى هنتاذى."
وليد – "مفيش وقت. آدم بيتواصل معانا دلوقتي."
بص الرئيس ناحية فريقه، عمل إشارة قصيرة بإيده. الموظفين اتحركوا بسرعة، كل واحد في مكانه
موظفه – "البث شغال، تم ربط الاتصال. استاذ آدم، حضرتك سامعني؟
في نفس اللحظة، على الشاشة الكبيرة ظهر مؤشر أحمر بيتحرك على خريطة رقمية. خط سير العربية بيترسم لحظة بلحظة.
آدم – "سامع… قولولي أنا رايح على فين."
طاخ سايق بسرعه، الموظفه– "حددنا مكانهم… بس إنت ماشي غلط، أوقف حالًا!"
آدم ضغط فرامل بشدة، الموظفة واقفة قدام شاشة ضخمة مليانة نقاط وألوان وخطوط متداخلة، قالت– "لف يمينك."
آدم لَف الدركسيون فجأة والعربية انطلقت.صوتها تاني:– "كمل… كمل مستقيم."
وفجأة صورة على الشاشة اتغيرت. الموظفة قالت بسرعة:– "تم التقاط صورة للعربية دي قبل يومين الساعة 7 ونص من سوبر ماركت… دلوقتي، امشي شمال."
آدم لَف شمال من غير ما يبطّأ.وليد واقف ووشه مشدود:– "بس في عمارة قدام!"
آدم مش بيفكر… ضغط بنزين أكتر.العربية اندفعت لجوة حارة ضيقة ما بين العمارات، مواسير وأفرع بارزة على الجدران، لو مشي أي خطوة غلط العربية هتتكسر.
الموظفة بصوت متسارع:– "يمين… شمال… كمل بسرعة… الشارع الجاي يسار."
آدم بينفذ حرفيًا كأنه جندي تحت أوامر عسكرية، الموظفة – "أقف."
آدم ضرب فرامل – "إيه في إيه؟"
الموظفة – "الشارع اللي قدامك… مفيهوش كاميرات. انقطعت الصور هنا."
آدم – "شوفي أقرب شارع عدو فيه قريب منى
الموظفة بصت لرئيسها، أومأ لها تنفذ،القاعة كلها اتوترت، كل الموظفين على شاشاتهم. واحد رفع إيده– "لقيتهم!"
الرئيس:– "اعرض الصورة."
الصورة اتفتحت على الشاشة العملاقة.الموظفة – "تم التقاط صورة لرقم العربية على بعد شارعين منك… امشي يمين مع أول شمال وخد المنعطف وكمل."
آدم مشي فورا ،الموظفة:– "دي آخر صورة اتاخدت… الساعة 12 ونص."
آدم – "دوري كويس!"
- "المنطقة دي… صحرا، مفيهاش سكان، ومفيش كاميرات أمنية."
وليد – "اهدى يا آدم، أكيد هنلاقي حل."
آدم غمض عينه ثواني قال– "هاتولي كل العناوين هنا… أي مكان ممكن يخبوها فيه."
وليد نظر لرئيسه، الرئيس أومأ ابتدى الفريق يعرض خرائط جوية على الشاشة.الموظفة – "المنطقة دي فيها أربع مصانع مهجورة… وشركة حديثة بدون تراخيص."
وليد شاور – "المكان ده إيه؟ وليه ماقولتوش قبل كده؟"
الموظفة – "ده مصنع حديد قديم… اتحرق سنة 2020، واتساب مهجور."
آدم – "العنوان… من مكانى الحالي."
الموظفة – "مستحيل يكونوا هناك، المكان غير مؤهل أصلاً… مجرد عمدان حديد ومبنى محروق."
آدم– "قولي العنوان، هدور في كل مكان… لو مش هناك، أكمل."
الموظفة
– "المصنع… على بعد 754 متر من موقعك."
وصلت رسالة على موبايل آدم، فتحها… لوكيشن محدد قبض إيده على الدركسيون وضغط بنزين بعنف.وييدعى تكون أسير بخير
وصل قدام المصنع.صوت وليد في السماعة– "قف هنا… لو دخلوا حسوا بيك هيموتوك قبل ما نوصل."
آدم نزل من العربية، خطواته سريعة مش مهتم، وليد – "آدم، متتحركش! استنى الدعم، المكان خطر!"
آدم وهو بيخلع الجهاز من ودنه – "قولتلك… حياتها أهم من حياتي."
وليد:
– "آآآدممم!! استنى مكانك!"
سكت الجهاز بص وليد لرئيسه قال– "مش بيرد."
الموظفة – "هو شال الجهاز بنفسه… واضح مش عايز حد يشتته."
وليد – "اظهروا موقعه حالًا… وابعتوا قوة تتحرك على المكان."
قاله رئيسه: اجنا متعرفش هي هناك ولا لا.
قاله وليد: ولو هناك وحصلها حاجه وآدم اتعرضلهم هيتأذى هو كمان، هل حضرتك هتستنى ده يحصل؟
بيسكت رئيسه وبص لموظفه وقال: نفذى بسرعه، بلاش يصيبو حاجه، خليه يخرج من مصر سالم، مش عايزين مشاكل.
آدم قرب من المصنع وشافه عباره عن حديد متكسر، المكان مشوه ومليان فجوات وأسياخ حديد بارزه، مستحيل حد عاقل يخطف حد جواه. مفيش ضوء، مفيش أي صوت يوحي إن في حد موجود.معقول ضيع وقته وجه مكان غلط؟
بيتحرك حوالين المكان، بس فجأه وقف لما لمح مبنى تاني أبعد شويه في نفس المنطقه. راح ناحيته، ولما قرب اكتشف إن عليه علامه المصنع اللي وراه عرف وقتها إنه مستودع.بص حوالين لقى عربيه واقفه، قرب منها وراح يشوف الرقم… بس ماطلعش هو نفس رقم العربيه اللي بيدور عليها.
رن تليفونه، كتمه بسرعه، وقرر يدخل بما إنه حاسس في حد جوه. ركب الجهاز تاني ف ودنه وقال: ف مخزن جنب المصنع.
قال وليد: انت روحت فين؟
قال آدم: رد عليا، المخزن ده بيبقى فيه حد بيجى هنا
قالت الموظفة: لا، مهجور، من ساعتها المالك نقل كل حاجه صالحة لمكان آمن بعيد عن هنا.
قال آدم: في حد في المخزن… وفيه ضوء خفيف جدًا لمحته من تحت الباب.
قال وليد: تمام، خليك عندك.
قال آدم: أنا هدخل، وانتو شوفوا دوركم.
نادى وليد: ليه يا آدم؟
لكن آدم ما ردش، عينه متسمرة ع الباب وصوته ساكت.،وليد بص لرئيسه : خليك ع تواصل معاه، عشان لو حصل حاجه نكون عارفين.
على أرض قاسية، وفي أوضه مظلمة حالكة مليانة حشرات وزواحف صغيره، كانت قاعدة "أسير" مربوطة من إديها الرفيعة ورجليها الضعيفة الحبال غرزت في جلدها لدرجة إن أثرها مطبوع أحمر ومنتفخ.معدتها بتقرص من الجوع،ريقها ناشف من العطش، ولسه فاكره آخر حاجه قبل ما تتخدر…
فلاش-----
رجت أسير من أوضتها– زياد؟
لكن البيت كان ساكت بشكل غريب، شافت عبير الى قالت– زياد لسه مرجعش؟
– إزاي؟ المفروض يرجع من مدرسته من ساعتين.
-زمانه جاي
بتسطت لانه عمره مغابش عنها كده غير يوم ما هرب لما آدم كان هنا… فين راح دلوقتي؟،قبل ما تكمل كلامها، رن جرس الباب.عبير قامت تفتح وهي بتقول – ده أكيد زياد انو
أسير واقفه مكانها، قالت– زياد مش بيطوّل الحرس
عبير بصتلها باستغراب، بعد اما فتحت الباب وبتبص كان قدامها غرباء مخيفين
– ده بيت الأستاذ عاصم؟
ردت عبير بتوتر – إنتو مين؟
– زوجته موجودة؟
عبير – مين أنتو؟
الراجل رد بنبرة غامضة– إحنا جايين من طرف معرفه…
قفلت الباب بسرعة، لكن واحد منهم زقها بعنف لورا، وقعت على الأرض والباب اتقفل وراهم بقوة. أسير كانت واقفة عند باب الشقة خافت بصت لعبير الملقاة على الأرض وبعدين للغرباء اللي دخلوا عليها بخطوات تقيلة.قالت – إنتو مين؟
– إنتِ… أسير.
– بقولك… إنت مين؟ مين سمحلكم تدخلوا كده؟
قرب منها واحد – إحنا عايزينك معانا… وهتمشي دلوقتي.
وقرب واحد يمد إيده عليها، قامت تصر.خ بكل قوتها – أبعدوا عني! أوعى حد يقربلي!
– هاتوها!
رجعت أسير لورا بسرعة وبدأت تجري وهي بتصرخ، لكن واحد منهم لحقها ومسكها من دراعها.فجأة…ضر.بة قوية بعصاية نزلت على دماغ الراجل، وقع في ساعتها.أسير التفتت بدهشة، وشافت عمتها العجوز واقفة ووشها متغير… كأنها استردت شبابها فجأة، عينيها كلها خوف عليها وقالت بصوت مليان قوة رغم ضعفها:– أمشي يا أسير… محدش هيقربلك، أمشي بسرعة!
في اللحظة دي واحد تاني زق العجوز بع.نف، لكن عبير مسكت فازة تقيلة من الترابيزة وضر.بته على دماغه بكل قوتها. بصتلها وبصيت للباب فهل تتركها وترحل، عبير لمحتها وبصتلها نظرة كلها طمأنينة ورسالة صامتة “أمشي… أنقذي نفسك.”
بخطوات مترددة… جريت أسير بره، واحد من الغرباء يضر.ب عبير وحشية ويوقعها وتنز.ف صرخت أسير بصدمه
– هاتوها بسرعة! قبل ما حد ييجي… مفيش وقت!
جروا وراها، مسكوها بعنف من دراعها رغم مقاومتها بكل قوتها.كانت بتزقهم وتصرخ، لكن واحد فيهم طلع حقنة، وخدرها غصب عنها.قبل ما تسقط فاقدة وعيها، سمعت صوت:– حد يروح يشوف الولد
خافت من سؤاله عن زياد… لو جه دلوقتي هيمسكوه!، بيرجع الراجل قال– مفيش حد غيرهم.
– خلاص، يلّا… شيلوا أي أثر ليكم.
أسير كانت بتحاول تحرّك رجليها لكن مش عارفه فجأة، حسّت بواحد بيرفعها من الأرض على كتفه ويمشي لكن فى يد ضعيفة مسكت رجله ومنعته عبير لآخر نفس بتحميها زقها برجله جامد بتتالم وبيمشو باسير، لكن عينها كانت مثبتة عليهم من على فتحة الباب ،رموها في العربية وبينطلقو بيها عنها. دمعة ثقيلة نزلت من عينها وهي شايفة بتختفل معاهن
---باك
رجعت أسير لواقعها…تتنفس بصعوبة، مش فاهمة هي وصلت هنا إزاي، بس من ساعتها وهي بتتالم فى جسمها، سؤال واحد كان بيخنقها جواها…زياد فين؟هل أصابه مكروه؟هل قدر يهرب؟ هل هو لوحده، ومن هؤلاء الغرباء اللي كانوا عايزينها هي وابنها؟ وليه آذوا عبير؟ هل لسه عايشة… ولا راحت ومش هتشوفها تاني؟
بتمر ساعات قاعدة على الأرض، شافت ضوء من تحت الباب، ومعاه أصوات خطوات تقيلة اتفتح الباب ببطء، ودخل راجل شامخ، طويل القامة، لابس بدلة غالية وكأنها مفصّلة مخصوص. سيجارة فاخرة بين صوابعه، والدخان بيترسم حوالين وشه الخمسيني اللي مليان قسوة وغرور.وراه وقفوا رجالة ضخمين
قال– إزيك يا مدام أسير؟
ردت – انت مين؟
نفث دخان السيجارة – أنا حافظ… عضو مهم في المدينة اللي إنتي فيها. مش ضروري تعرفي تفاصيل أكتر… بما إن دي نهايتك، في الآخر دي أسرار شغل.
– عايز إيه مني؟
قرب منها خطوة – عارف إنك مخضوضة من اللي حصل، بس اعذريني… ده الحل الوحيد اللي لقيته عشان آخد فلوسي من عاصم.
– فلوسك؟!
– أيوة… أنا وجوزك كان بينا شغل. ادّيته فلوس علشان صفقة كبيرة، وهو ما عملش الشغل… ولا رجّع القرش اللي خدوا.شوفتِ بقى؟ فلوسي عنده… وجوزك حر.امي.
– عاصم مات.
ابتسم حافظ بسخرية وقال:– منا عارف إنه ما.ت. بس قبل ما يموت أنا كلمته… ورفض يديني فلوسي بالزوق.
– فقمت خطفتني أنا… عشان مقدرتش عليه. صح كده؟
بيضايق حافظ انها الى بتقلل منه.، اسير– فلوسك معاه مش معايا… يعني أنا مش هفيدك.:
– غلط… عاصم مات، بس فلوسه موجودة معاكي، وأنا بقى عايز الفلوس دي.
قرب منها خطوة، صوته بقى أوطى وأقسى – متبصليش كده… هو اللي حطك هنا، وهو اللي عرضك للخ.طر مع ناس زينا ميعرفوش غير الفلوس والسلطة. محدش قاله ياخد فلوس مش بتاعته.
– فلوس مش بتاعته برضه… ولا الفلوس فلوسه. وانت كنت عايز تاخدها عشان وقف شغله معاك، ومش عايز يكمللكم أشغالكم الغير شر.عية.
عينين حافظ ضاقت، كملت اسير– ولما لقيتوه مش هيفيدكم تاني… قولتوا تهددوه، بفلوسه، وبوظيفته، وبعيلته.مكنش هدفكم تعادوه… إنتو كنتوا محروقين إنه عايز ينضف. فحبيتوا ترجّعوه لديرتكم تاني… لأنه كان بيخلصلكم شغلكم الوسخ اللي كنتم شايلين همّ هتكملوه إزاي بعد ما سابكم. فقمتوا طالبينه بالفلوس اللي جمعها في حياته كلها… سواء من وظيفته أو من شغلكم معاه. لا… وطلبتوا كمان يتفصل… عشان تدمروه من كل حاجة.
بصلها بشده قالت – وعاصم مسكتش… وردلكم تهد.يدكم ليه… وهددكم هو كمان باللي ماسكه عليكم.انتو اتجننتوا لما عرفتوا إن عاصم… عاصم أذكى من إنكم تشغلوا دماغكم عليه، وانه مع أي شغل بيعمله… كان دايمًا بيمسك نسخة متوقّع غدركم. حسيتوا قد إيه انتو أغبيا قدامه، وإنه ذكي… ومعاه بلا.وي عنكم تمحيك إنت وأي حد يفكر يهدده.
حافظ ضرب الأرض برجله – جايبة الكلام ده منين؟!
– أنا كنت عارفة بشغل عاصم… وهو وقفه بسبب كلامي. وبسبب ابنه… ميشوفوش بصورة حقيرة زي ما أنا شوفته.
ضحك حافظ – ابنه؟! الولد اللي مش معروف نسبه؟ ولا واخدينه من ميتم مين؟
بصتله اسير من الى بيقوله، قال– عاصم نفسه… اللي اتبرى منه وقال إنه مش ابنه. ومكتبلوش جنيه… وحوّل فلوسه ليكي إنتي.
– انت… بتقول إيه؟
حافظ بص لها وهو بينفث دخان سيجارته وقال بسخرية تقطر سم:– مالك؟ مخضوضة ليه؟ جوزك ما.ت خلاص… مفيش خو.ف. هو عمتًا كان عارف إنه مش ابنه، ومعملش حاجة… وما.ت وهو لسا بيرعاه. ولا إنتي خايفة إن حد عرف إنه مدبّس ف واد مش ابنه؟أنا اللي أعرفه… إنه ابنك إنتي بس… من مين بقا؟! مش عارف.وايه اللي يخلي عاصم يكمل… وأنا عارف إنه فيه العبر… وميحبش واحدة تغفله؟ ولا ممكن استحملك عشان بنت خاله؟
أسير– أخرس!! إياك تتكلم عليا أنا وابني!… إحنا أشرف من الزبالة زيكم!
حافظ مسكها من شعرها بغضب قال– ز.بالة مين يا بت؟! متفوقوا بقا من ظن الجحر اللي إنتو فيه… وتعقدوا واثقين من العدالة والمثالية! ده نظام البلد دي.
أسير – أشكالكم… اللي وقعوا البلد هنا! وخلونا نغرق ف قرفكم وشغلكم المشبو.ه!
ضحك حافظ – البلد ماشية بقانون القوة… وأوعدك، هخليكي تعرفيه قبل ما تمو.تي… وتندمي على كل كلمة قولتيها.والفلوس… هترجعلي!
أسير رفعت عينيها رغم الوجع – عاصم… لما قالّي، عرفني إن الفلوس مش من حقكم… وإنكم شوية حرا.مية! ولو ليكم فيها حاجة كان اداها لكم وسكّتكم. بس هو بَعِد عن شغلكم عشان عيلته… فأكيد مش هيجيب لهم الأ.ذى. هو اللي وقف شغله عشانهم.بس كان عارف إنكم هتسوّقوا فيها… وطالما قال إن الفلوس مش بتاعتكم، يبقى عمركم ما هتاخدوها!
حافظ بيشد شعرها أكتر – مين دول اللي شوية حرامية يا بت؟! واحدة زيك كان المفروض تمسك لسانها… في ظل ده موتها أسرع. بس إنتي… بتسوقي فيها. عشان خدنا وادينا معاكي في الكلام… وخليتهم يستقبلوكي حلو. بس عنيا… أوعدك استقبلنا هيكون غير… مع الرجالة اللي برّه!
بصّ عليها من فوق لتحت بعينين كلها وقاحة تتفر.سها.وهنا… أسير بكل جر.أة تفت على وشه.غضب حافظ جدا ونزل عليها بقلم قوي خلى صوته يرن وقعاها على الأرض بقها بيتعو.ر
رجع مسكها من شعرها قال– وحياة أمك… لأطلّع عين أهلك النهارده!
مسك وشها جامد بغل وقال– إنتي فاكرة إن عندك خيار؟! لا تكوني فاكرة بخيرك ولا كلامك الجامد ده! أحب أأكدلك إن مفيش حد هينقذك… ولو وصلولك، هتكوني مجرد ج.ثة بيتنقل اسمها في قايمة الضحا.يا.
عين أسير دمعت، قال– ولا تحبي أجيبلك ابنك… تودّعيه قبل ما تمو.تي؟
اتألمت من قوة إيده على وشها، الباب اتفتح، ودخل حد تاني.صوت خشن – شيل إيدك من عليها يا حافظ!
اسير العشق