رواية اشتقت لها الفصل الثالث 3 بقلم ميزو
تلفّتت بعينين يكسوهما الذ*عر، كأنها تترقّب ظلًّا ين*قضّ عليها من العدم. كانت أنفا*سها متق*طّعة، وصوت خفقان قلبها يدوّي في أذنيها حتى غطّى على كل الأصوات من حولها. ارتج*فت شفتاها وهي تصر*خ:
– "حد يلحقني… ساع*دوني!"
خطت خطوة إلى الوراء، لكن قدميها تجمّدتا حين أبصرته فجأة، واقفًا وسط العتمة، عيناه غارقتان في برودةٍ شيطا*نية، والمسد*س يعلو ببطء حتى استقر مو*جّهًا نحو صد"رها. شعرت وكأن الهواء من حولها صار أثقل، وركبتيها أوشكتا على الانه"يار.
تو*سلت بصوت مبحو*ح:
– "لو سمحت… متقت*لنيش… أرجوك!"
لم يزح نظره عنها لحظة، وبدا صوته حين تحدّث وكأنه يخرج من عمق الظلا*م:
– "إنتي خالفتِي القوانين… ومعملتيش اللي أمرناكي بيه… ونتيجة العص*يان… الم*وت."
تجمّدت في مكانها، أنفا*سها متق*طّعة وعيناها تلمعان بر*عبٍ لا حدود له، بينما أصا*بعها تر*تعش كمن يبحث عن طوق نجاةٍ وهمي.
رفع المسد*س ببطء، وصوت احتكاك إصبعه بالز*ناد بدا كأنه يق*طع أوتار قلب*ها.
لم تمنحه صر*خة ولا تو*سّل هذه المرة… فقط نظرة أخيرة، مشبعة بالخذ*لان والخو*ف، قبل أن يخ*ترق الصمتَ دوّيُ الرصا*صة.
ارتج*ف جسد*ها للحظة، ثم ار*تخى تمامًا، كدمية قُط*عت خيوطها فجأة. سقط*ت على الأرض بلا حراك، وعيناها ما زالتا مفتوحتين، تحدّقان في الفراغ وكأنهما لم تُصدّقا أن النهاية جاءت بهذه السرعة.
اقترب بخطوات هادئة، نظر إلى جسد*ها ليتأكد، أطال النظر في ملامحها التي بهت لونها، ثم انحنى قليلًا ولمس عنقها بطرف أصابعه… نبضٌ معد*وم، وبرودة بدأت تتسلّل إلى بشرتها.
أط*لق زفيرًا خافتًا، أشبه بارتياح بارد، وأدار ظهره دون أن يمنحها نظرة وداع.
تركها هناك، وسط سكون الشارع، والظلا*م يبتلع ملا*محها شيئًا فشيئًا، بينما صد*ى خطواته يبتعد، ممزوجًا برا*ئحة البارود التي ما زالت تملأ الهو*اء.
اخت*فى صد*ى خطواته في عمق الظلا*م، ولم يبقَ سوى همس الريح الباردة وهي تتسلل بين جدران الشارع الخالي.
ثوانٍ ثقيلة مرّت، ثم ارتج*فت جفو*نها بخفة، قبل أن تنفتح عيناها ببطء، يكسو*هما خليط من الذ*هول والر*عب.
شه*قت نفسًا عميقًا، وكأنها عادت للح*ياة للتو، وراحت تتحسس صدر*ها المر*تجف.
أصابعها المر*تعشة تحرّكت إلى أزرار قمي*صها، فتحتها على عجل، لتكشف عن الد*رع الخفيّ الذي التصق بجسد*ها، والرصا*صة المغر*وسة في طبقات الحماية الصلبة، وقد خلّفت أثرًا قاتمًا فوقه.
وضعت يدها على قلبها الذي كان يخبط بعن*ف داخل صد*رها، ملامحها مصد*ومة، وشفتيها تتمتمان بلا وعي:
– "كنت… همو*ت ."
أدارت رأسها بسرعة، عينيها تبحثان في كل اتجاه، وكأنها تتأكد أن لا أحد يراقبها.
ثم، وبدون أن تمنح نفسها وقتًا للتفكير، اند*فعت راكضة بكل قوتها، قدماها تطرقان الأرض بعشوائية، والهواء البارد يص*فع وجهها، مبتعدة عن المكان الذي كان قبل لحظات فقط مقبر*تها المحتو*مة.
لم يكد صدى خطواتها يتلاشى حتى اختر*ق أذنها صوت ارتطا*م معد#ني خلفها… كأن شيئًا سق*ط أو دُ*فع عمدًا.
توقفت لجزء من الثانية، قل*بها يق*فز في صد*رها، ثم التفتت بر*عب، لكن الظلا*م كان كث*يفًا، يخ*في كل ملامح الطريق خلفها.
ابتلعت ريقها وأجبرت قدميها على الجري أسرع، أنفاسها تتلاحق، وعضلا*تها تح*ترق من الإرهاق.
وفجأة، لمحت ظ*لًا طويلًا يخر*ج من أحد الأزقة الجانبية، يتحرك بسرعة، وكأن الطريق أمامها لم يعد آمنًا.
انحر*فت بجسد*ها في منعطف ضي*ق، تلامس كتفها بالحائط الخش*ن حتى شعرت بالخد*ش يحر*ق جلد*ها، لكنها لم تتوقف.
كل ما يسيطر على عقلها الآن هو النجاة… النجاة فقط.
ومع كل خطوة، كان صدى آخر يرافق خطواتها، يقترب أكثر فأكثر، كأن من خلفها يعرف تمامًا أين ستذهب.
..................
جلس وسيم على كرسي بجانب سرير المستشفى، جسده مشدود وعيناه ثاقبتان الجدران البيضاء، يتابع كل حركة الأجهزة الطبية حوله. قلبه لا يتوقف عن الخفقان، ويداه متشابكتان فوق ركبتيه، كأنها محاولة يائسة للسيطرة على الداخل الممز*ق بداخله.
أمام سريره وقف محقق الشرطة، نظراته صار*مة لكن فيها شيء من التعاطف، أوراقه وقلم يدوّر بين أصابعه، صوت الأقدام المتق*طعة في الممر الصامت يزيد من ضغط اللحظة.
– "احكيلي يا وسيم… اللي حصل… مين اللي ضر*ب نا*ر على مراتك، ميرال؟"
ظل وسيم ساكتًا، صامدًا أمام السؤال لكنه غار*ق في ذكريات اللحظة المرو*عة: دوران السيارة، الصر*خات، الزجاج المتنا*ثر، ورصا*صة اختر*قت جس*د ميرال، د*مها يس*يل بين يد*يه وهو عا*جز عن حما*يتها.
كرر المحقق سؤاله، صوته أعمق هذه المرة، يضغط برفق لكنه بثبات:
– "مين اللي عمل كده؟"
التزم وسيم الصمت، ينتظر أن تهدأ الدوامة في رأسه، ثم قال أخيرًا بصوت هادئ لكنه مت*عب:
– "مش عارف… مشوفتش وشه كويس."
تقدم المحقق خطوة إلى الأمام، عيناه تبحثان في وجه وسيم عن أي مؤشر على الش*ك أو الغض*ب:
– "انت شاكك في حد؟"
هز وسيم رأسه ببطء:
– "لا…"
أومأ المحقق برأسه، محاولًا تهدئته قليلًا:
– "تمام… متقلقش. هنكتشف قريب قوي مين اللي عمل كده. ولحد ما نعرف، انت ومراتك تحت حمايتنا."
جلس وسيم مرة أخرى على الكرسي، يحدق في الأجهزة، صوت أجهزة قياس الضغط ونبض قلب ميرال يش*ق صمت المستشفى، كل صف*عة من الحقيقة كادت أن تكسر*ه داخليًا.
لم يستطع المحقق إلا أن يقف بجانبه، مراقبًا كل حركة، كل ارتعا*ش في يديه، كل لمحة من الحزن العميق على وجهه، كأن المشهد بأكمله يث*قل على قلبه.
هز وسيم رأسه بهدوء، واقفًا عن الكرسي بعد لحظات طويلة من الصمت، ثم خرج من الغرفة بهدوء، عينه لا تفارق سرير ميرال، وفي قلبه مز*يج من الق#لق والخو*ف والحز*ن، بينما ترك المحقق يقف هناك، يراقب بعين متيقظة ومستعد لأي طار*ئ، ويدرك أن الحقيقة ستكون مؤ*لمة، لكنها ستكشف عاجلًا أم آجلاً.
...............
كانت تله*ث وهي تو*اصل الجري، قل*بها يدوي في أذنيها، حين شعرت فجأة بقب*ضة قو*ية تمسك معصمها من الخلف.
شهقت بحد*ة، واستدارت بغر*يزة الد*فاع، يدها الحرة تندفع لتضر*ب المجهول، لكنه أمسك يدها الثانية بثبات، يثبتها أمامه.
اقترب منها، ملامحه ما زالت غارقة في الظلا*ل، لكنها حاولت بكل ما أوتيت من تركيز أن تجمع ملامحه… وفجأة تجمّدت.
صوت قلبها تغيّر إيقاعه، الخو*ف تراجع قليلًا ليترك مكانه لدفء مألوف…
– "ياسر؟" همستها كانت بالكاد مسموعة، وكأنها لا تصدّق.
نظر إليها ياسر، عيناه متسعتان بالصد*مة، وهو يتفحص وجهها الشا*حب، شعرها المب*عثر، والار*تجاف الذي يسري في جسد*ها.
صوته خرج مبحوحًا بالقلق:
– "إنتي كويسة؟… حصل لك إيه؟… مين اللي عمل فيكي كده؟"
فتحت فمها لتتكلم، لكن الكلمات خذلتها، وعالمها بدأ يتمايل أمام عينيها.
لم تشعر سوى ببرودة مفاجئة تسري في أطرافها، قبل أن ين*هار جسد*ها وتغيب عن الوعي بين يديه.
ياسر، بارتباك وقلق، حملها بسرعة، ذراعيه يحتضنانها بحذ*ر وكأنها قط*عة زجاج مهددة با*لكسر.
فتح باب سيارته، وضعها على المقعد برفق، ثم جلس خلف المقود، ينطلق نحو المستشفى والشرود يلتهمه، محاولًا استيعاب ما رآه قبل قليل.
توقفت السيارة أمام بوابة المستشفى، ضغط ياسر على المنبّه بقوة، وبمجرد أن لمح أحد أفراد الأمن، أشار له بحدة:
– "في مص*ابة… بسرعة!"
ركض رجلان من الطاقم الطبي نحو السيارة، فتح ياسر الباب وأخرجها من المقعد، حاملاً جسد*ها الواهن وكأنه يحمل غريبة لكنه مسؤول عن حياتها الآن.
قال بعجلة:
– "بسرعه....انقذ*وها."
سارعوا بوضعها على النقالة، والممرضة بدأت بفحص سريع لنبضها، بينما الطبيب يوجه أوامر صار*مة:
– "غرفة الطوارئ فورًا… جهزوا المحاليل!"
وقف ياسر عند الباب، ينظر إليها وهي تُد*فع داخل الغرفة، ملا*محها غريبة عنه لكنه لا يستطيع تجا*هل النز*يف الخفيف عند جانب رأسها وأثر الرصا*صة على ملا*بسها.
ز*فر بعمق، محاولًا إبعاد الصور التي علقت في ذهنه للحظة التي أمسكت فيها يده قبل أن تن*هار.
اقتربت منه الممرضة وهي تمسك ورقة:
– "حضرتك تعرف المريضة؟"
هز رأسه:
– "لا… شفتها بتجري، وبعدين وقعت… حاولت أساعدها."
كتبت الممرضة ملاحظة في الورقة، ثم دخلت للداخل، تاركة ياسر واقفًا وحيدًا في الممر، عينيه مثبتتين على الباب يفصل بينه وبين المجهولة التي أنقذ*ها، وهو يتساءل: مين دي؟ وإيه اللي حصلها قبل ما أوصل؟
..............
فتحت عينيها ببطء، ضوء المستشفى الساطع يختر*ق جفونها، ورائحة المعقمات تفاجئ حواسها.
رفعت رأسها بصعو*بة، لتجد ياسر واقفًا عند طرف السرير عينيه متسعتان بالقلق، ينظر إليها بحذ*ر شد*يد.
عرفته فورًا، قلبها ار$تجف قليلًا لكنها حاولت أن تخ*في كل شيء
نظر إليها باهتمام، صوته محمل بالقلق:
– "إنتي كويسة؟ حصللك إيه؟"
ابتلعت كلماتها، ولم تنطق بالحقيقة.
أجابت بصوت هادئ لكنها متحفظ:
– "مش فاكرة…"
ياسر حوّل نظره إليها، مستغربًا من ردها الغريب:
– "مش فاكرة؟!… طيب… لو حابّة أجيب الشرطة عشان نعرف مين اللي عمل فيكي كده."
ار*تجفت قليلًا، وعيناها تلمعان بخو*ف مفاجئ، فرفعت يدها بسرعة لتوقفه:
– "لأ… مش محتاجة الشرطة!" قالت بسرعة، محاولة أن تقوم لتغادر المكان.
لكن ياسر وضع يده على معصمها بلطف لكنه بحزم:
– "مش هتمشي دلوقتي… لازم أعرف اللي حصل."
تجم*دت، ثم حاولت التملص، لكن صوته صار أكثر إلحاحًا:
– "كنت ماشي بعربيتي… وفجأة سمعت صو*تك، صر*ختك… كنت بتطلبي مساعدة"
ار*تجف جسد*ها، لكنها استدارت بعيدًا، عينيها تبحثان عن أي منفذ، تحاول أن تظهر له أنها مجرد شخص عابر، بينما عقلها يتذكر كل لحظة، كل رصا*صة، كل خو*ف.
ياسر ظل ممسكًا بها، عينيه لا تفارقها، يحاول قراءة تعابير وجهها، يراقب كل حركة، لكنه لا يعرف الحقيقة كلها بعد.
حاولت التملص من يده، قلبها ير*فرف بعن*ف، وعيناها تلمعان بالقرار الصار*م.
فجأة، اند*فعت بسرعة، تتخطى أي عائق، وتترك خلفها كل محاولات خالد لوقفها أو فهم ما حدث.
ياسر نظر إليها، مذهول، عينيه تتسعان بالصد*مة والارتباك، صوته احتبس في حلقه ولم يخرج منه أي كلمة.
وقف ثابتًا، يحدق في المكان الذي اختفت فيه، عقله يحاول فهم ما رآه، لكنه لم يجد إجابة.
كل ما تبقى له هو الصمت… والدهشة، وهو يتساءل في داخله: مين دي؟ وإيه اللي حصل لها؟
.................
خرج وسيم من غرفة المستشفى، خطواته ثقيلة وصوته الداخلي مضطرب، يحاول استيعاب كل ما دار معه المحقق قبل لحظات.
بينما يمشي في الممر الطويل، أضاءت الأضواء الباهتة ظل*ها عند الزاوية. لم يصدق عينيه، صد*مته كانت شد*يدة، قلبه كاد يتوقف للحظة… كانت هي الفتاة التي أنقذ*ها ياسر
هي لمحته أولًا، وعيونها امتلأ*ت بالد*هشة والارتياح في نفس الوقت. حين رأت وسيم، صر*خت باسمه بلهفة:
– "وسيم!"
اند*فعت نحوه كأنها تعوي على الحياة نفسها، خطواتها سريعة، قلبها يرفر*ف في صدر*ها بعن*ف. وصلت إليه، وتلتف يداها حوله، تحضنه بكل قوتها، تنها*ر فجأة من العيا*ط، ودمو*عها تتد*فق بلا تو*قف.
وسيم، مذ*هول من حالتها، شعر قلبه يض*يق وخو*فه يتضا*عف. وضع يديه على ظهرها، يحاول تهدئتها، صوته يرتجف وهو يقول:
– "نور.....مالك حصل لك ايه"
ابتعدت قليلًا، نظرت إليه بعينين ملؤ*هما الر*عب والارتباك، وصوتها ير*تجف:
– "عايزين يقتلو*ني… كنت همو*ت يا وسيم… كنت همو*ت…"
صد*مته كلماتها، قلبه كاد يتو*قف، رأسه يمتلئ بالصور والاحتمالات، فاحتضنها مجددًا بحز*م، يضمها إليه كأنه يريد أن يحمّيها من العالم كله، صوته صار منخفضًا لكنه صارم:
– متخفيش مش هسمح لاي احد انه يأذكي...انا معاكي اطمني."
ظل يطبطب على ظهرها، عينيه تتفحص كل جزء منها، يراقب أي أثر للإ*صابة أو الخو*ف، داخله شعور عميق بالعجز والخو*ف عليها، لكنه مصمم أن يكون الدرع الذي لا يمكن لا أحد تجاوزه.
نور استسلمت للحضن، ولكن ارتجافها لم يهدأ تمامًا، ووسيم ظل واقفًا، قلبه ير*فرف من الخو*ف عليها، صد*مته من حالتها كانت واضحة، لكنه يعرف أنه لن يتركها تواجه أي خطر مرة أخرى.
.............
كان وسيم لا يزال يحضن نور، يطبطب على ظهرها بلطف، يحاول تهدئتها بعد ما مرت بكل الخ*طر والر*عب.
دمو*عها لا تزال تنه*مر، وقلبه يخفق من الخو*ف عليها ومن الصد*مة اللي عاشها قبل لحظات.
فجأة، ظهرت جوري عند زاوية الممر، عيناها تتسعان صد*مة لما رأت وسيم يحتضن تلك الفتاه الغريبه
وقفت للحظة، كأن الزمن توقف، ثم أخرجت هاتفها بسرعة، ضغطت على زر الكاميرا، ووجهها صار شد*يد الجدية. كانت نيتها تصوير المشهد،كأنها تنوي علي شئ ما
#اشتقت_لها
#البارت3
اسأله كتيره بتدور هنعرف الاجابات في البارتات اللي جايه ان شاء الله