رواية ما بعد العداوة الفصل الخامس 5 الجزء الثاني بقلم زينب محروس


 رواية ما بعد العداوة الفصل الخامس 5 الجزء الثاني بقلم زينب محروس


#ما_بعد_العداوة 

Part5

ملامحه خالية من أي مشاعر، و اقف بيسمع كلامها بجمود و كأن دموعها مش فارقة معاه، كان الصمت يسود الموقف إلا من شهقاتها المرتفعة، و في اللحظة دي وصل أحمد و جايب معاه كارثة جديدة، فوقف قدام ابراهيم و هو بيقول: 

- مصيبة جديدة يا إبراهيم؟ 


بصوا له بانتباه، فأحمد وجه كلامه لحبيبة و قال: 

- تحبي تقولي حاجة يا حبيبة و لا أتكلم انا؟؟ 


إبراهيم غمض عيونه و كأنه بيحاول يتحكم في غضبه، فأحمد سألها تاني: 

- تحبي تقولي لنا حاجة تانية يا حبيبة؟؟ 


ابتلعت الغصة المريرة في حلقها و قالت: 

- لاء، معنديش حاجة. 


أحمد اتنهد وقال: 

- يبقى هتكلم أنا، العميل الإيطالي اللي خرج مع حبيبة جاله تسمم، مع إنه مأكلش حاجة في الفندق النهاردة. 


إبراهيم بهدوء: 

- انقلوه للمستشفى. 


أحمد بجدية: 

- هو بالفعل في المستشفى دلوقت، بس المشكلة إن الأخبار انتشرت على صفحات النت و دي مصيبة للفندق، و اللي ورا الأخبار اللي انتشرت دي تبقى والدة حبيبة. 


المرة دي مكنش ليها دخل في الموضوع لكنها محاولتش تبرأ نفسها، لأنها كانت عارفة إنه مش هيصدقها بعد اللي عملته معاه، و هو كان كل ذنبه إنه حاول يحميها من أذى فايز، و بدل ما تشكره أو ترد له مساعدته، وقفت هي عقبة في طريق نجاحه، و غدرت بيه و دمرت شغله. 


رمقها إبراهيم بنظرة أخيرة  قبل ما يقول: 

- تعال معايا يا أحمد. 


                       *****************





كان واقف في قسم الاستقبال و مستني الدكتور اللي اول ما خرج إبراهيم سأله باهتمام: 

- طمنا يا دكتور الحالة أخبارها ايه؟ 


الدكتور رد بعملية: 

- المريض اخد علاج و حاليًا هو على جلسة تنفس و بعدها هيبقى كويس متقلقوش. 


نطق إبراهيم بجدية: 

- اللي حصل معاه دا ايه؟ 


- المريض عنده حساسية من الفراولة و واضح إنه أكل منها كمية كبيرة من غير ما ياخد باله و دا اللي سببه له ضيق في التنفس.....بس هو حاليا كويس متقلقوش. 


أحمد قرب من إبراهيم و قال: 

- هنعمل ايه دلوقت بقى، الأخبار منتشرة جدًا لازم نتصرف، لازم نحذف الاخبار دي، و نرفع على فايز و مراته قضية.


إبراهيم عقد دراعته و قال بسخرية: 

- حد قالك إني مسؤول السوشيال ميديا و بأمر مني هحذف الاخبار!! 


أحمد بحيرة: 

- آمال نعمل ايه؟ 


رد عليه إبراهيم بهدوء: 

- و لا حاجة، لما «استيڤ» يخف و يبقى كويس، يصور فيديو لطيف كدا يقول فيه اللي حصل، و تجيب تقرير من الدكتور و زي ما الخبر انتشر إحنا هننشر الفيديو و التقرير الطبي، بس كدا. 


أحمد اتنهد و قال: 

- نفسي افهم جايب البرود دا كله منين، الدنيا بتولع فوقنا و أنت  حاطط ايدك في المية الباردة. 


إبراهيم خبط على كتفه و قال: 

- الميه الباردة دي هي اللي هتطفي النار الوالعة. 


                      **************


بالرغم إن ثقته فيها انكسرت إلا إنه مش قادر يقسى عليها، مش قادر يتجاهل وجودها، و لا ينسى دموعها، و مازال عايز يهتم بها زي اول مرة شافها، خبط على الباب برفق، قبل ما تفتح له هانم فظهرت من وراها حبيبة و هي بتستعد عشان تخرج، ف إبراهيم دخل و هو بيقول بجمود: 

- رايحة فين يا حبيبة؟؟ 


ردت عليه بخفوت: 

- ماشية، اعتقد مبقاش مُرحب بوجودي هنا. 


سألها بترقب: 

- مين قال كدا؟ 


رؤيتها تشوشت بسبب الدموع اللي اتجمعت في عيونها مرة تانية و ردت عليه بصوت مخنوق: 

- مش محتاجة استنى لما انطرد من هنا. 


إبراهيم اتنهد و غير الحوار و قال: 

- أكلتي؟ 


مردتش عليه، ف هانم ردت بدالها و قالت: 

- لاء، و لا اكلت اي حاجة من ساعة ما فطرت مع حضرتك الصبح. 


إبراهيم بغموض: 

- كويس، هناكل بره. 


بصتله باستغراب من صيغة الجمع في كلامه، ف هو قال بجمود: 

- أنا اللي جبتك الفندق، و أنا اللي هخرجك منه. 


دموعها نزلت و هي بتبصله بحزن، و هنا شعورها بالندم بدأ يبان في عيونها، و صوت داخلي بيأنبها إنها خذلت الشخص الوحيد اللي قدم لها الاحتواء بدون مقابل. 

إبراهيم قرب منها و مسح دموعها، و من غير ما ينطق بكلمة شدها من ايدها و لما كانت هانم هتتحرك وراهم، شاور لها بعيونه عشان تفضل في الجناح على ما يرجعوا. 


محاولتش تستفسر منه هو واخدها فين، مكنش عندها وقت أصلا عشان تفكر في حاجة غير غلطها، كانت بتفرك في إيدها و دموعها بتنزل في صمت، و أخيرًا العربية وقفت قدام المستشفى،  ف نزل إبراهيم وفتح لها الباب، و اتكلم ببرود: 

- انزلي يا حبيبة. 


نزلت من العربية و نقلت نظرها بينه و بين المستشفى، و سألته بصوت متقطع: 

- جايبني هنا عشان تثبت إن أنا اللي ورا تسمم النزيل الإيطالي؟ 


رد عليها إبراهيم بتوضيح: 

- إحنا هنا عشان تاخدي حقنة اللقاح لسه الجرعة مخلصتش. 


لو قاصد إنه يخلي شعورها بالذنب يقتلها مش هيعمل كدا، لسه زي ما هو برضو بيهتم بها و فاكر إنها لازم تاخد الحقن اللي الدكتور أكد عليهم، مع إن هي نفسها نسيت موضوع العضة اللي في رجلها. 





إبراهيم كرر كلامه وقال: 

- يلا ندخل يا حبيبة. 


بدل ما ترد عليه أو تتحرك معاه، انفجرت في البكا، و كأن جملته الأخيرة فعلت زر الانهيار، و اندفعت تردد بهستريا: 

- أنا مستحقش ده، متبقاش لطيف معايا، متبقاش لطيف معايا، أنا مستحقش حد يحبني أو يهتم بيا، متبقاش لطيف معايا........متحاولش تثبت إنك أحسن من أمي و ابويا، متحاولش تثبت إنك أحسن من خالد، متبقاش لطيف معايا، أنا مستحقش ده. 


إبراهيم اتكلم بجمود: 

- بس أنا مش بحاول اكون أحسن من حد! 


اتكلمت بصوت عالي: 

- آمال بتحاول تعمل ايه؟ عايز تثبت ايه بتصرفاتك معايا، مش معقول اكون ضيعت تعبك على الأرض، و أنت تعاملني كدا، أنت عايز تثبت ايه؟ 


إبراهيم بنفي: 

- مش بحاول أثبت حاجة، و لا مضطر اكون شخصية سيئة مع حد عايزني أكون سيء معاه. 


مسحت دموعها و قالت من بين شهقاتها: 

- أنت عايز تحسسني بالذنب، عشان كدا أنت كويس معايا . 


إبراهيم اخد نفس طويل و ضغط على إيده و كأنه بيمنع انفعاله من الظهور، و ردد بهدوء: 

- كلامك دا ملهوش لازمة يا حبيبة، خلينا ندخل المستشفى. 


هزت دماغها برفض و قالت بعناد: 

- لاء مش هدخل، و أنت من بعد النهاردة ملكش دعوة بيا.


غمض عيونه و حك مقدمة جبهته و قال بهدوء يثير عصبيتها: 

- يلا يا حبيبة. 


قبل ما هي ترد، سبقها فايز اللي ظهر من ورا إبراهيم و قال: 

- هي مش قالت لك مش عايزة تدخل معاك يا ابن العيسوي؟ مصمم تدخلها ليه. 


لحد هنا و إبراهيم مبقاش قادر يتحكم في عصبيته، و كأن فايز جه عشان ياخد الطريحة بدلًا من حبيبة، ف إبراهيم زعق له بعصبية و قال: 

- و أنت مالك؟ متدخلش بينا؟ 


فايز حرك ايده و قال باستهزاء: 

- بهدوء يا هيما، مش كدا، اهدى، اهدى كدا و خد نفسك، و أنا هاخد حبيبة و امشي. 


نطق إبراهيم و هو بيضغط على مخارج الحروف و مسكه من ياقة قميصه و عيونه بطق شرار: 

- ملكش دعوة بحبيبة قولتلك. 


حبيبة اتحركت لعندهم و سحبت إيد إبراهيم بعيد و قالت بهدوء: 

- بس أنا هروح معاه، هرجع لأمي. 


إبراهيم بصلها بصدمة، و حاول يفكرها بقسوة فايز: 

- هترجعي للعذاب برجلك يا حبيبة؟؟ 


- أيوه هرجع.


يتبع....................


بقلم زينب محروس. 


#الفصل_الخامس 

#زينب_محروس 

#الجزء_التاني 

#ما_بعد_العداوة


        الفصل السادس الجزء الثاني من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×