رواية ناي نوح الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم ايلا
الفصل الواحد و العشرون من رواية...
#ناي_نوح
بقلمي🦋
اتكلم و هو ماسكها من شعرها جامد:
_اسمي كنان...احفظيه كويس.
مكنتش قادر أقف من كتر الألم اللي كنت حاسس بيه في جسمي كله و مع ذلك اتكلمت بتهد.يد:
_انت! ا..ابعد عنها حالاً!
لف و بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يرميها على الأرض و بعدين اتكلم و هو بيقرب مني:
_ليه مصمم تحشر نفسك في اللي ملكش فيه؟ أنا عايزها هي...
رديت بصعوبة:
_أنا...أنا أبقى جوزها، مستحيل أسيبك تئذ.يها!
رفعت سلمى وشها عشان تبصلي بصدمة و أنا بلعت ريقي بارتباك و لفيت وشي الناحية التانية عشان أتجنب النظر في عيونها.
نقل أنظاره بينا احنا الإتنين و احنا مرميين على الأرض، بدأ يضحك بهستيرية فجأة قبل ما يتكلم أخيراً:
_دا جوزك؟ و قولتيلي إنك حامل مش كدا؟ حلو أوي، هق.تلكم انتوا التلاتة مكان أمي و أبويا و أختي و مع إني لسه محتاج واحد رابع بس عشان يبقى كدا العدل بس أنا هرضا بيكم انتوا التلاتة بس...
مردتش عليه فابتسم بجانبية، رفع يده لفوق عشان يكون كورة مشعة لونها أحمر و بدأ يقرب منها براحة.
غمضت عيوني جامد و بقى الحل الوحيد اللي فاضل قدامي ساعتها واضح ولا مفر منه.
حركت يدي بشويش و طلعتها من جيبي بس قبل ما أقدر أعمل أي حاجة سمعت صوت تأوه و دبة شديدة على الأرض فجأة.
رفعت وشي عشان أشوف كنان قاعد على الأرض و ماسك ناحية صدره جامد بألم، بدأ يقف تاني بصعوبة و قرب من كبس النور و في اللحظة اللي لمسه فيها جسمه اتفتت في الهوا بسرعة و اختفى.
اتجمدت في مكاني بصدمة و استغرقت دقيقة عشان أقدر أستوعب اللي حصل، بصيت على الساعة عشان ألاقيها بقت تلاتة الفجر، حلو....كدا التذاكر اللي حجزتها عشان نروح راحت علينا و هنضطر نبات هنا النهاردا.
_________________________
الساعة الثالثة فجراً، خرجت تركض في الطرقات، لا تعرف وجهة محددة، لا تعرف أين تختبئ و لمن تلجأ، كل ما كانت تعرفه هو أن هذا هو الحل الأنسب لعدم تو.ريط المحامي في حياتها الكار.ثية أكثر من ذلك.
كان الجو هادئاً و لا صوت يُسمع سوى صوت أنفاسها اللاهثة إلى أن قاطع الهدوء فجأة صوت محرك سيارة.
توقفت لتنظر خلفها علها تحصل على مساعدة من السائق لكنها وسعت عينيها بصدمة فجأة ما إن لمحت لون السيارة الأزرق الداكن المألوف، هذه السيارة...لإياد!
ركضت بسرعة أكبر لتنعطف في شارع جانبي، اختبأت خلف سلة المهملات و حاولت التقاط أنفاسها بصعوبة.
سمعت صوت مكابح السيارة تتوقف بالقرب منها فوضعت يدها على فمها في محاولة منها لكتم صوت أنفاسها المرتفعة.
نزل من السيارة و بدأ صوت خطوات أقدامه بقترب منها أكثر شيئاً فشيئاً حتى توقف إلى جوارها تماماً ليراها متكورة حول نفسها بخوف.
ركع أمامها و مد يده ليربت على شعرها بلطف في محاولة لطمئنتها قبل أن يتحدث:
_انتِ مش مضطرة تعملي كل دا، خليكِ معايا و كل حاجة هتبقى تمام!
أبعدت يده لتتحدث بصراخ:
_لا، مفيش حاجة هتبقى تمام، كلهم قالولي كدا بس مفيش حاجة بقت تمام، كلكم كدابين، حياتي كل مدى بتمدر أكتر!
سحبها إليه ليضمها في حضنه وسط مقاومة شرسة منها في البداية لكنها ما لبست دقائق حتى سكنت في حضنه أخيراً و بدأت صوت شهقاتها في الإرتفاع.
تحدثت بينما تبكي بحرقة:
_ليه...ليه بتعمل في نفسك كدا؟ هتموت نفسك عشان بتحبني يعني؟!
ضمها بقوة أكبر و تحدث:
_مستعد أعمل في نفسي أي حاجة طالما انتِ كمان بتحبيني و هتبقي في الآخر ليا.
ضربت صدره بقبضتها الضعيفة و تحدثت بيأس:
_بس..بس أنا مبحبكش، مين قالك إني بحبك؟!
ابتسم بجانبية بينما يتذكر رؤياه:
_انتِ قولتيلي.
ضربت صدره مرة أخرى قبل أن تجيبه:
_كداب، أنا مقولتش حاجة!
ابتسم ليرفع جسدها من على الأرض بسهولة و يبدأ بالعودة بها ناحية سيارته، لكن قبل أن يتمكن من دخولها استوقفه شئ غريب بدأ يتكون في الهواء فجأة.
عقد حاجبيه معاً بحيرة بينما يشاهده يتكون حتى أصبحت هيئته ظاهرة بوضوح أخيراً.
وسع عينيه بصدمة قبل أن ينطق:
_ك..كنان؟!
رفعت رزان رأسها سريعاً ما إن سمعت اسمه يتردد و ما إن رأته حتى بدأت دموعها تهبط مرة أخرى بعدم تصديق، إنه...إنه شقيقها التوأم حقاً!
اقترب كنان منهم و تحدث بصرامة:
_نزلها حالاً!
وضعها إياد أرضاً لتركض دون تردد نحو أخيها و تضمه إليها، بادلها كنان الحضن سريعاً قبل أن يتحدث بينما يتفقد جسدها:
_رزان انتِ كويسة؟ عملك حاجة؟!
حركت رزان رأسها نفيا و تحدثت:
_متقلقش أنا كويسة.
رفع رأسه ليطالع إياد بنظرات متشككة قبل أن يتحدث:
_متأكدة إنه معملكيش حاجة؟ أومال أنا حسيت بألم شديد في صدري فجأة ليه؟!
تذكرت رزان الألم الذي شعرت به نتيجة لركضها السريع و عدم قدرتها على التنفس، و كادت أن تشرح له ما حدث لكنها ما إن لاحظت نظراته المتوعدة نحو إياد و مع إدراكها جيداً لما يمكن لكنان أن يفعله به تحدثت سريعاً:
_قلتلك أنا كويسة مفيش حاجة، خلينا نمشي من هنا أرجوك!
صرخ إياد بإعتراض:
_لا، كنان إياكش تاخدها، لو مهربتش معايا دلوقتي هيقبضوا عليها و هيعدموها.
تحدث كنان بحاجب مرفوع بينما يحمل أخته التي كان يبدو عليها الإرهاق:
_محدش يقدر يقربلها طول ما هي معايا!
ضرب إياد جيهته في يأس و صرخ به مجدداً:
_انت مش فاهم حاجة، رزان متروحيش معاه!
قبضت رزان بيدها أكثر على قميص أخيها و تحدثت:
_خدنا بعيد عن هنا.
ابتسم كنان و طبع قبلة رقيقة على جبهتها قبل أن يتحدث:
_زي ما تحب أميرتي...
وسع إياد عينيه بقلق و صرخ بينما يشاهد أجسادهما تتحلل في الهواء قبل أن تحتفي تماماً:
_لااا، رزان...مت...متروحيش!
لكن الأوان كان قد فات بالفعل.
________________________
_قسماً بالله يا زين عارف إن ما لميت رجليك دول جمبك هعمل فيك ايه..
_هتعمل ايه يعني؟
_هبيتك في الشارع النهاردا.
_انتِ عبيط يلا؟ دا سريري أنا...يعني انت اللي متعدي على ملكيتي ، كفاية إني منيمك جمبي أصلاً!
تأفأف سهيل قبل أن يلتف ليواجه سهى التي كانت نائمة على فراشه قبل أن يتحدث:
_بقولك ايه يا سهى يا حبيبتي، دي مشاكل بتحصل بين أي اتنين صحاب عادي و في الأول و في الآخر انتوا ملكمش غير و بعض و مفيش أحسن من الصلح أنا بقولك أهو...
تحدث زين:
_أيوا بالله عليكِ صالحيها و ارجعي أوضتكم ، ذنبي ايه أنا أنام جمب البغل دا؟!
رفسه سهيل بقدمه في معدته ليتأوه بألم بينما تحدثت سهى بإصرار:
_لا، مستحيل أصالحها إلا لما تعتذرلي هي الأول، هي اللي طردتني و أنا لولا الوقت كان متأخر كان زماني روحت لوحدي!
تأوه سهيل و قلب عينيه بملل قبل أن يتحدث:
_يا حبيبتي انتِ فاهمة الموضوع غلط، انتِ اللي ضحكتي عليها و انتِ اللي المفروض تروحي تعتذريلها!
ارتفع زين بجذعه العلوي ليجلس على السرير و من ثم كتف ذراعيه معاً قبل أن يتحدث بينما يرمق سهيل بنظرات حاقدة:
_أولاً هي مضحكتش عليها....هي خبت الموضوع عنها و بما إن دا شئ يخص سهى لوحدها فهي حرة تقولها أو لا، ثانيا ايه حبيبتي دي اللي انت عمال تقولهالها من الصبح؟ حبك برص و عشرة خُرص يا أخي قول آمين!
أجاب سهيل بإبتسامة جانبية مستفزة:
_و مالك محموق ليها أوي كدا أكنك خاطبها و أنا مش عارف؟ إذا كانت هي نفسها اللي بقولها كدا معترضتش!
رفع زين قبضته في الهواء و تحدث بتهديد:
_شكلك عايزني أورملك عينك التانية!
رفع سهيل حاجبيه بسخرية متحدثاً:
_شكلك انت اللي عايزني أفتحلك دماغك المرادي!
_لا يا بابا، دا أنا أمح..
صرخت سهى فجأة مقاطعة إياهما:
_باااااس، كفاية انتوا الإتنين، ايه؟ مبتشبعوش خناق؟ أنا غلطانة إني جيت أنام هنا، دا النوم على الكنبة في الصالة في عز البرد دا أكرملي!
ابتسم زين برضا:
_أيوا جدعة، هو دا الكلام التمام، خدي مخدتك و عزالك و اتكلي على الله يلا..
حملت سهى الوسادة لتضربه بها مرتين على رأسه قبل أن تسحبها و تغادر الغرفة بغضب في النهاية.
و ما إن خرجت سهى حتى تحدث سهيل بنظرات احتقار ناحية زين:
_تصدق بالله؟ انت عيل زبالة معندكش دم والله!
أجابه زين بينما يرفسه بقدمه خارج سريره:
_لو صعبانة عليك أوي كدا روح نام مكانها على الكنبة و هاتها على سريرك، أما دلوقتي فقوم فِز من سريري و متصدعنيش، عايز أتخمدلي ساعتين قبل ما الصبح يصبح و نضطر نمشي!
تحدث سهيل بينما ينهض ليتبع سهى خارج الغرفة:
_مش هسيبها تنام برا، هخلي ناي ترجعها الأوضة.
_اعمل اللي تعمله، بس اطفي النور و خد الباب في يدك.
تأوه سهيل بملل لينفذ ما طلبه بينما يتحدث باستنكار:
_أنا مش فاهم ايه اللي جابك هنا والله!
________________________
_ايه اللي جابك هنا؟!
سألته و أنا باصة في عيونه بثبات، قاعد تحت الشباك حاطط رجل على التانية و جسمه بيشع أزرق باهت.
رد بعدم مبالاة:
_جيت أسلم عليكِ، ايه؟ مينفعش أسلم عليكِ؟!
وقفت من على السرير و بدأت أقربله و أنا بتكلم:
_تسلم عليا دا في حال لو كنا نعرف بعض، لكن أنا معرفش انت مين!
رفع حاجب و اتكلم بإبتسامة جانبية:
_مصممة تعرفي أنا مين؟!
اتكلمت بنبرة تشكك:
_و لو قلت أيوا هتقول؟
رجع بضهره لورا عشان يسنده على الكرسي براحة و اتكلم:
_هقول عادي، بس بشرط واحد.
اتكلمت و أنا بقرب منه أكتر:
_ملكش حق تتشرط، انت قلت المرة الجاية اللي هنتقابل فيها هتقولي انت مين.
_قلت لو لقيتيني! بس بما إني جيتلك بنفسي يبقى ليا الحق أتشرط براحتي.
_في حاجات كتير عايزة أعرفها، في أسئلة كتير عايزة أسئلها، مستعد تجاوب؟
_دا على حسب مستعدة تنفذي الشرط ولا لا؟!
بصيت على جسمه اللي كان لسه بيشع أزرق، أكيد هو صاحب موهبة الإنتقال و إلا جه هنا ازاي؟ لو قدرت أتفاوض معاه و آخده معايا في هيوفر عليا وقت كتير، رفعت وشي و بصيت في عيونه قبل ما أرد بثقة:
_موافقة.
وقف من مكانه فبان فرق الطول الشاسع ما بينا، اتكلم و هو بيميل عليا عشان يبقى أقرب مني:
_كدا علطول؟ من غير ما تعرفي ايه هو حتى؟!
وقفت على أطراف أصابعي عشان أقرب أكتر منه بس قبل ما أقدر أتكلم فجأة صوت خبط جامد على الباب خلاني اتخضيت، رجعت بضهري ورا و كنت هقع لولا يده اللي اتمدت عشان تسحبني من وسطي بسرعة.
اتكلم و هو باصص في عيوني:
_بيقولوا لما العيون بتشوف الحاجة كذا مرة بتألفها و بتبقى عادية، ازاي كل مرة بشوفك فيها بتحلوي أكتر؟!
بصتله بصدمة و كنت هزيحه بس الخبط رجع مرة تاني و صوت سهيل المتعصب جه من ورا الباب:
_افتحي الباب يا ناي، عارف إنك صاحية، عايز أتكلم معاكِ في حاجة ضروري!
بصينا أنا و هو لبعض قبل ما يميل عشان يهمس في ودني:
_شكلنا مش هنقدر نكمل كلامنا هنا.
اتكلمت بارتباك من قربه:
_ق..قصدك ايه؟!
اتكلم سهيل من برا بزعاق للمرة التانية:
_ناي، هعد لتلاتة و لو مفتحتيش الباب هفتحه أنا بنفسي!...
رجعت أبص ليه بقلق بس هو ابتسم بجانبية و حرك يده عشان يرفعها من وسطي و حاوط بيها ضهري قبل ما يتكلم:
_واثقة فيا ولا لا؟!
بصتله بحاجب مرفوع بعدم فهم في نفس اللحظة اللي بدأ سهيل يعد فيها بصوت عالي و صارم:
_وااحد...
بلعت ريقي بقلق و جاوبته:
_عايز الصراحة؟
هز راسه بالموافقة و سهيل كمل:
_اتنييين...
اتكلمت بسرعة:
_لا، مش واثقة فيك!
ابتسم بجانبية و اتكلم:
_كنت عارف...
حرك يده التانية عشان يحطها تحت رجلي و شالني في نفس اللحظة اللي نطق فيها سهيل:
_تلاتة!
قدرت أسمع صوت أوكرة الباب بيتحرك و لما بصيت على الشاب اللي كان شايلني لقيته مركز على الشباك المفتوح على الآخر و بيرجع لورا شوية ، قدرت أخمن كان ناوي يعمل ايه بالفعل فصرخت بفزع:
_لا، إياكش تفكر تنط من الش...
ملحقتش أكمل كلامي بسبب إنه كان اندفع بجسمي معاه من الشباك في نفس اللحظة اللي اتفتح فيها الباب، من الدور الخامس.......و من على إرتفاع ١٥ متر......نط بينا من الشباك من غير ما يتردد ولا ثانية و أنا غمضت عيوني باستسلام و أنا حاسة بالهوا الساقع بيضرب جسمي كله فجأة.
______________________
يتبع....