رواية اميرة البحر القرمزي الفصل التاسع 9 بقلم اسماعيل موسي
اقترب القزم منها بخطوات قصيرة، يحمل كأسًا صغيرًا من الشراب العطري وقدّمه لها. نظر إليها بعينين حادتين، وقال بصوت منخفض:
"لقد نجوتِ مرة أخرى… بطريقة لم أتوقعها."
ليانثرا رفعت نظرها نحوه، شفتاها ترتجفان قبل أن تنطق:
"رأيت وجهًا… بين الجمهور."
تجهم القزم: "وجهًا؟ أي وجه؟"
همست: "عجوز. ملامحه… كجذور متيبسة. كان يبتسم لي. ولوّح بيده وقال: سوف تنتصرين اليوم، لكن ليس كل يوم."
ساد الصمت لحظة.
القزم لم يضحك هذه المرة، لم يسخر كما كان يفعل في العادة. بل عبس بجدية مفاجئة، وانحنى قليلًا كأنه يزن الكلمات.
"وأين كان هذا العجوز؟" سأل ببطء.
ليانثرا أطرقت رأسها: "وسط الحشد. لكن حين نظرت ثانية… لم أجده. اختفى كأنه لم يكن موجودًا."
القزم أشاح بوجهه جانبًا، كأنه يخفي شيئًا. ثم جلس إلى جوارها، صوته أكثر خفوتًا:
"الأصوات… والرؤى… لا تأتيكِ عبثًا في أرض الجان. ربما هو نذير، ربما هو وعد. لكن عليكِ أن تتذكري شيئًا واحدًا يا ليانثرا: الحظ وحده لا يبني مقاتلة."
رفعت رأسها بتحدٍ طفولي: "لكنني فزت."
نظر إليها القزم طويلًا، ثم قال وهو يزفر ببطء:
"نعم، فزتِ… ولكن كل فوز يُكلّف ثمنًا. والسؤال ليس إن كنتِ ستنتصرين في المرة القادمة… بل ما الذي ستخسرينه حينها."
بقيت كلماته عالقة في قلبها كحجر ثقيل، إلى جانب ذلك الصوت الغامض الذي لا يزال يردد في أذنها:
"إلى البحر القرمزي…"
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم عشاق الروايات