رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل السادس 6 بقلم ولاء عمر


 رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل السادس 6 بقلم ولاء عمر


- أنتِ إزاي جميلة ومبهرة كدا؟


- ءا.. شكلي حلو؟


- مبهرة.


دقات قلبي وكإنها بتعمل ترنيمة من بعد إثنائه عليا.


عدا الوقت وروحنا الفرح، جوايا حماس وفضول وتوتر، شدتني فاطمة بعدما عمير ومصعب راحوا مع راشد علشان يلبسوا مع الشباب.


- يا بنات، اعرفكم هاي رحمة يلي قولتلكم عليا.


- فاطمة، اتكلمي عِدل، متخليش البت تستغربك.


- يا سارة .


- اسكوتي.


قربت مني البنت اللي ردت على فاطمة وهي بتحضني:

- كيفك، أنا سارة، أخت فاطمة، فاطمة حكتلنا عنك كتير جَوي.


مسكت إيدي وهي بتجري، مسكتها فاطمة وهي بتقول:

- سيبي البت، هترعبيها دي بسكوته.


قربت مني فاطمة وهي بتأخدني من إيدي :

- تعالي أنا هعرفك على المكان حتة حتة.


روحت معاها وأنا جوايا حماس من شدة حماسها.


- يا أما ، تعالي أريد أعرفكم على رحمة .


جات والدتها اللي كانت لابسة العباية التقليدية بتاعتهم وحاطة الكحلة اللي راسمة عينيها رسم، جات بعدها بنت صغيرة، سلمت عليهم وكانوا ودوديين.


- ودي ياست رحمة دهب، بنت سارة أختي.


- عسولة أوي يا رحمة، بس أنا عندي سؤال.


- أنتِ إزاي بتعرفي تتكلمي اللهجتين، يعني لهجتك متغيرة.


- بمشي بمبدأ كل مكان وليه لهجته واحترام لهجته، المهم يلا نروح نجهز.


قومت معاها وروحنا عند البنات قرايبها، جهزت معاهم في جو مليان بهجة وسرور ودفا وغنا، لبست الزي اللي كان جايبهولي مصعب، حطولي ميك أب وادو إهتمام كبير للكحل، روحنا بعدها الفِراشة بتاعة الفرح، واللي كانت للبنات بس علشان الفرح من عاداتهم الستات في مكان والرجالة في مكان، عرفت كمان إن الرجالة بيرقصوا الدحيه ودي زي الدبكة الفلسطينية، اخدتني رحمة فوق السطح علشان نطلع نشوفهم وهما بيرقصوا وقعدت توصف لي، شوفتهم وهما بيرقصوا الدحيه واللي بيعزفوا على السمسميه وآلالات تاني.


وفي جنب كان الرجالة بيأكلوا فيه، فاطمة قالتلي إنهم بيدبحوا خرفان ويعملوا رز  ورقاق وكمان الشاي الاخضر المميز هناك، نزلنا عند الستات اللي كانوا بيطبلوا ويغنوا والبنات بترقص وتهيص والعروسة فرحتها لا توصف.


رقصنا رقصات جماعية في محاولة لتقيد الدحيه، أغانيهم مميزة، واستقبالهم مميز، فرح لو عيشت عمري كله مش هشوف زيّه ولا زيّ جماله وتميزه.


من عاداتهم هناك إنهم مابيطلعوش برا قبيلتهم، ملامحهم جميلة ومميزة، وعطورهم ولا أروع، حتى الأكل، عرفت من جدة رحمة إنه عندهم أعشاب مميزة نظراً للبيئة المميزة.


بدأت فقرة الحنة، قامت رقصت خالة العروسة بيها وبعدها قعدت العروسة تتحنىٰ، وإحنا كمان اتحنينا، ريحة الحنة مميزة، حتى لونها، عرفت كمان إن العريس والعروسة بيتحنوا من نفس الحنة اللي هي بتاعة العريس، المميز إن البنات رسموها ليها رسم رقيق أوي، وفاطمة رسمتلي معاهم، وكان حطت لوقار على شكل دايرة.


نسيت اقول إنهم شعرهم مميز وحلو أوي أوي اللهم بارك، ودا لاهتمامهم المختلف بيه، عرفت كمان إنهم بيلبسوا النقاب ومعاه البيشة المميزة بتاعته مع العباية المظرزة ومابيبانش منهم غير عنيهم.


خلصت الحنة وتجمعنا وقعدت جدة رحمة تحكي لنا عن أيام زمان والتراث بتاعهم، حابة أقول إني بقيت مغرمة بثقافة أهل سيناء .


- الزيتون ده بنعمل بيها زيت زيتون 

العجوة هدا البلح لما يرطب بنعمله عجوة بتتاكل عادي 

المرمريه  أعشاب ابتنشرب 

الزعتر في منه أعشاب وفي منه مطحون بيتاكل مع زيت زيتون، بالنهاية بحب قِلك يا رحمة إني حبيتك وإرتحت إلِك، ورايدة قِلك إنك راحا تفرحي عن قريب.


جملتها فضلت معلقة معايا لحد ما روحت، معرفش هي قالتها ليه، أو بناءًا على إيه؟ 

بس سابت جوايا أثر حلو، إحساس إن بكرا خير، إن يمكن الدنيا تضحك ليا وربنا يعوضني وأتغلب على خوفي وأعيش.


- بوصي صورتنا كانت حلوة إزاي.


مصعب كان بيوريني صورتنا باللبس السيناوي، كان شكلنا عيلة، أنا جنبه وعمير على إيده ووقار نايمة على دراعي، الصورة فيها فرحة باينة في عنينا، ضحكتنا اللي منوراها، كلها حلوة.


بس معقولة هتبقى واحد كلنا! يعني ممكن ييجي الوقت ونبقى عيلة بجد؟! بالرغم من إنه عدا أكتر من شهرين، وإني معاهم، وإني عارفة إني أديت حاجة كويسة، بس مش عارفه، جوايا تايه وخارجي باين ثابت.


- سرحتي.


إبتسمت وأنا بقول:

- شكلنا حلو.


رد عليا:

- شكلنا عيلة.

- نفس اللي في باللي.


عمير وسهيل بقوا بيروحوا مع بعض الحضانة بعد ما حفظوا الطريق ولأنها مش بعيدة وأمان، بقى بيروح المسجد يحفظ القرآن هو وسهيل مع الشيخ، وبيروح النادي.


- وبابا كان قايلي إنه هيخرجنا كل جمعة وضحك علينا.


- أنت زعلان يعني دلوقتي ؟


- آه.


عمير كان بيشتكي من مصعب اللي كان قاعد قدامنا بيشتغل على اللاب توب، رفع عينه وإتعدل وهو بيقول:

- والبيه زعلان ومقموص يعني؟ 


- أيوا، علشان حضرتك قولتلي كدا من أول ما جينا، وحالياً بقالنا تلات شهور ما خرجناش غيرها مرة.


-  أنت بقيت لِمِض من إمتى؟


-  مش أنا ابنك؟


-  بيقولوا .


-  أنا بقى عرفت إن خفة الدم بتبقى بالوراثة.


-  مين اللي قالك بقى؟


-  ماما.


بص ليا وأنا عملت نفسي بأكل وقار.


- والله ؟ وبتألشي وتتريقي عليا ؟


- أنا يا أخويا؟ 


- أومال أنا ؟!!


- دا أنا في حياتي ، في حياتي كدا ما تنمرت على حد ولا إتكلمت عليه ولا فصصت شخصيته.


إتكلم عمير بملل:

- أنا عايز أعرف، أنا ليه بروح النادي وأتعلم السباحة والرماية وركوب وركوب الخيل وإني أتعب، وأنا أصلاً طفل بريء وصغير عايز يلعب.


رد عليه مصعب وهو بيقوله:

- النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بالتلات أنشطة دول بالذات، اللي هما السباحة والرماية وركوب الخيل، لأن كل واحد فيهم كان له دور مهم في حياة الناس وقتها، وكمان ليهم فوائد كبيرة:

.السباحة.

بتقوي الجسم بشكل عام وبتحسن اللياقة البدنية.

بتعلم الأطفال التحكم في نفسهم والاعتماد على نفسهم في المواقف الصعبة، زي لو وقعوا في مية.. الرماية

كانت أساسية في الدفاع عن النفس والحماية.

بتعلم الأطفال التركيز والدقة والصبر.

كانت مهارة حيوية للحرب والصيد، وده كان جزء كبير من الحياة اليومية في الزمن ده.

. ركوب الخيل:

    كان وسيلة أساسية للتنقل وقتها.

   وكمان بتزود الثقة بالنفس والشجاعة، لأن التعامل مع الخيل مش سهل وبيحتاج مهارة وسيطرة.


   - مهم في الحروب وفي السفر الطويل، وده كان جزء من الحياة العملية وقتها.


يعني التلات أنشطة دول مش بس كانوا مهمين للحياة اليومية والأمان، لكن كمان ليهم تأثير كبير على الصحة البدنية والعقلية وتنمية المهارات الشخصية للأطفال.


كمل مصعب وهو بينكشه:

- دا للطفل يعني، المهم عرفت من المدرب بتاعك إنك شاطر وإتعلمت بسرعة.


عمير إبتسامته وسعت ومصعب فتح ليه دراعاته وهو بيشاور ليه يقرب منه، بعدها حضنه:

- يا بطل عقبال ما أشوفك واخد فيها المركز الأول إن شاء الله.


في وسط كلامهم قربت وقار وهي بتبعد عمير عن مصعب، ضحكت على ردة فعلها، مصعب شالها وحضنهم الاتنين وأنا قاعدة مبتسمة لحد ما عمير طلع من حضن مصعب وجري عليا وهو بيحضني وبيقولي:- أنا بحبك أوي علشان أنتِ بتشجعيني.


عيني دمعت وأنا شايفة محاولاتي معاه وتشجيعي ليه جاب النتيجة العسولة دي.


- والله؟ إيه يا بيه، ما أنا كنت بشجعك برضوا من شوية.


- معلش يا سي بابا، رحوم الكل في الكل.


قرب منه وشاله من لياقته وهو بيرفعه ناحية وشه وهو بيسأله وبيقوله:

- متأكد يا واد إنك طفل ؟؟ متأكد إنك مش واحد عجوز لِمِض ؟


- إ هدوا بقى أنتوا الاتنين وانتو عاملين زي ناقر ونقير كدا، صدعتوني، يلا علشان الأكل.


قلدتني وقار بصوتها الطفولي:

- يلاا 


بص عليها مصعب وهو بيقول:

- حتى أنتِ يا زقردة !!


قربت منه ونزل لمستواها وهو راكع، قربت منه وباسته، حضنها وهو بيقولها:

- لو أنتِ مفكرة إنك كدا بتثبتيني يا هانم، فأحب أقولك فعلاً اتثبتت.


في وسط كل دا قرب مني ومسك ايدي باسها وهو بيقول:

- شكراً على وجودك، لولاكي بعد ربنا مكنتش عرفت أكون معاهم كدا.


مش معقول، الست شهور عدوا وإحنا النهاردة واقفين في التكريم بتاع عمير بعد ما طلع المركز الأول في مسابقة السباحة .


المرة دي وقفنا نتصور وإحنا كلنا في كتف بعض، مكانتش المسافة كبيرة زي ساعة وإحنا في الفرح، خوفي وتوتري بدؤا يقلوا، طلعت العلاقات اللي اتلخقت للراحة موجودة فعلاً ومتمثلة فيهم.


- يا رحمة خلصوا بقى بقالي ساعة مستنيكم، نزلت الشنط وطلعت وقعدت وانتوا لسة مخلصتوش.


- طيب وأنا لبست وقار ولبست وعمير كان بيجهز، وكنت بعمل سندوتشات للعيال.


- ماشي، يلا طيب.


نزلنا علشان نسافر، راجعين عند أهل مصعب، أنا خايفة، مش عايزه أشوف اللي شوفته في الأول، مش عايزه حياتي الأولى تتعاد من تاني، ولا عايزه حاجة من الحاضر تتشابه مع الماضي، وخايفة من مقابلة عيلتي كمان، اللي محدش منهم دور ولا سأل عليا، وكإنهم ما صدقوا خِلصوا مني.


قرب مصعب مني وهو بيمسك إيدي اللي كانت بتترعش، تَبِت فيها، عينيا إتملت دموع، مقدرتش أثبت أكتر من كدا، عيطت وأنا بقوله:- أنا.. أنا خايفة، أنا مش عايزة أرجع.


قرب مني وهو بيطبطب عليا:

- إهدي خايفة من إيه طيب؟


- هو حد هيتقبلني؟ يعني مش هبقى تقيلة؟ هيكونوا كويسين معايا؟ محدش هيزعق لي؟ 


خدني في حضنه وأنا من إنهياري كنت مستسلمة، وهو كان بيتكلم بصوت هادي:- إشش، إهدي، محدش يقدر يعملك حاجة وأنا موجود، وماما أصلا بتحبك، وطيبة واديكي شوفتي من أول مرة اتعالمت معاكي فيها، وأخويا ومراتي في حالهم ومراته طيبة كويسة، إدخلي إغسلى وشك وبعدها نروح نأخد الأولاد من عند فاطمة وراشد.


دخلت غسلت وشي وروحت سلمت على فاطمة اللي بقت فعلاً ونعم الأخت، نزلنا ومشينا، كنت مقضية الطريق وأنا عمالة استرجع ذكريات قديمة وأخاف من الجديدة.


- أنا خايفة.


- من إيه ؟


- مني، من دماغي وتفكيري، من نفسي، مش عايزه اتساب لدماغي، مش عايزه أقابل أهلي .


- أهلك؟ أنتِ لسة زعلانة منهم؟!


- محدش منهم إهتم لأمري، وكإنهم ما صدقوا خِلصوا مني.


- ليه بتقولي كدا؟


- كنت ماصدقت نسيت، بس امبارح ماما رنت عليا وقالتلي إن فرح أختي كمان أسبوع، تخيل اتعزم زيي زي الغريب ؟ حتى لما إتخطبت محبوش يقولولي!!!، دي أختي هما ليه كلهم مش فاهمين كدا؟ ليه مش فاهمين إن عمري ما هغير منها!

- طيب إهدي.


- يا مصعب أنا تعبت، بحاول أتأقلم وأعدي وأتعايش، لحد ما بتعامل معاهم وأرجع لنقطة الصفر من تاني، أنا مش حِمل تفكيرهم ولا نظراتهم دي تاني، لا كان ليا حق في التعليم ولا حق إني أعيش عيشة هادية، حتى أنت.


- مالي؟


- كنت فرصة ليهم، عريس لقطة مفيش منه، مهندس ومعاه فلوس، وافقي يا بت علشان إحنا زهقنا منك، كل أما ييجي واحد يطلب إيدك ترفضي، طيب إحنا هنجوزهولك، فكرك وافقت؟ أنا عاندت لحد ما شوفتك في الرقية الشرعية، كنت باينة بهاجم، بس جوايا كان خايف، ساعتها روحت لعمو رءوف الدكتور اللي حكيتلك عنه، هو ساعتها اللي هداني ونصحتي أصلي استخارة ولعله خير، وفعلاً صليت وفي كل مرة كنت برتاح، بس جوايا خايف، ساعتها هو قالي أسلم أمري لله، أنا مش عارفه أنا هبقى في نظرك إيه بعد كل كلامي دا، بس أنا آسفة.


وقف العربية على جنب وخد مني وقار ونيهما ورا جنب عمير اللي كان نايم، نزل واتمشى لحد ما وقف قدام العربية وسند عليها، بعدها شاور أقف قدامه، روحت وأنا خايفة، اتنهد وبعدها إتكلم.


- أنتِ عارفة يا رحمة، أنتِ ربنا مديكي قوة وصبر وحكمة وقدرة على التحمل حقيقي الواحد بيعجز عن إدراكها، بالرغم من كل اللي شوفتيه وعديتي بيه إلا إنك مابقيتيش مؤذية، ومش عايزة حد يعيش ويشوف اللي شوفتيه، كتير من الناس بعد ما بيحصل معاها كدا بتبقى هي الجاني وعايشة دور الضحية وبتبقى مؤذية، سبحان الله إلا أنتِ قدرتي تقومي من تاني، حتى لما شيلتي مسؤولية عمير و وقار، كنتي ليهم ونعم الأم، قدرتي تغيري كتير في عمير في كام شهر، وأنا قعدت سنة مقدرتش أعمل نص اللي عملتيه، غيرتي فينا إحنا التلاتة، إحنا محظوظين بوجودك وسطينا.


قولت بتردد وصوت واطي:

- خاف على نفسك، دول قالوا لي إن وشي وحش وفقر يا ابن الناس.


- وشك فقر؟!


هزيت رأسي فكمل:

- بقى أنتِ كدا؟؟ ومين اللي يقول كدا، طيب اللي يفكر بس يقولهالك هوريه وش محدش شافه.


- أنا لا إتعودت حد يقف في ضهري ولا حد يدافع عني.


- وأنا دلوقتي موجود.


- محدش كان معايا، على طول لوحدي، أنت مش مجبر تتحمل مشاكلي.


شاور ليا أقرب، قربت فشدني لحضنه، رجعت إنهارت تاني، فضل يطبطب عليا لحد ما كنت شِبه هديت،بعدها إتكلم:


- عارفة ليه ربنا قال:" "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ".


- ليه؟


#ولاء_عمر

#لكنها_ظلت_مزهرة

#الفصل_السادس


"اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلّا أَنْـتَ."


              الفصل السابع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×