رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

رواية لكنها ظلت مزهرة الفصل الثالث 3 بقلم ولاء عمر

 

- إزيك.


مردش عليا، رجعت كررت كلامي، بص ليا بهدوء ورجع بص على الشاشة من تاني، رجعت كررت كلامي تالت، مد إيده وهو بيتكلم ببرود:- ازي حضرتك يا طنط، أنا الحمد لله بخير كويس.


- ممكن تقولي ماما عادي.


- لاء.


رجعت اختفت ابتسامتي من تاني، بس اتخضيت لما مصعب بص ليه وهو بيقوله:

- عمير، إحترم الأكبر منك، مفهوم؟


- لاء، ومش هقول لها يا ماما، هي و.حشة زي ماما وأكيد هتضربني.


- تعالى.






قرب منه بخوف وتردد، مد مصعب إيده وشده ناحيته براحه، بدأ يتكلم معاه بهدوء:

- ممكن نديها فرصة، مش يمكن تطلع ماما حلوة؟


بص ليه بعند وهو بيقوله:-  لاء، ماما أصحابي كلهم حلوين، ومامتي كانت بتضربني وكانت بتخليك تبقى عاوز تضربني.


- أنا ضربتك طيب؟


- أيوا مرة.


- أنا آسف، حقك عليا.


خلص جملته وخده في حضنه، عمير كان هادي وعنيد في نفس الوقت، مش عارفه إذا كان في طبعه الشقاوة ولا لسة، أتمنى أقدر أعوضه، أعوض فيه اللي مقدرتش اعمله ولا ألاقيه.


- حبيبي، ممكن متربطش علاقتك بطنط رحمة بعلاقتك بماما، وشوية شوية هتحبها، ومش لازم تقولها يا ماما، أنت لما تحبها هتقولها من نفسك أصلاً.


- بابا أنا بحبك أوي.


قالها وهو بيحضنه، بصيت عليهم وأنا مبتسمة علشانهم، مازلت خايفه، ومندفعة بس بحاول أقلل اندفاعي.


بحاول أتطمن، حتى ولو جوايا خايف، خايف يثق، خايف يحس بالأمان ويكتشف بعدها إنه هدوء ما قبل العاصفة، أو يطلع كل دا وهم.


شيلت وقار بعدما صحيت وبدأت تعيط، مكانتش عايزه تقعد معايا، ياربي الاتنين محدش فيهم مديني الأمان؟! يعني هي كانت هادية معايا من أول اليوم،ولا علشان كانت عايزة تنام؟


قعدتها وجبت ليها العرايس واللعب بتوعها من الاوضة جنبها، قعدت الاغيها، إتلهت في اللعب، وأنا دخلت أعمل أكل لينا، وقفت في المطبخ وأنا متحيرة، فتحت التلاجة ولاقيت بانيه ولقيت في الدرج مكرونة، وقفت أجهزتهم، اهتميت بالمكرونة بالأخص علشان وقار، لأنها بتكون سهلة الأكل والمضغ للطفل في السن دا.


كانت بتحبي وجاية على المطبخ جري، حطيت البانيه في الزيت وجريت ناحيتها، كعادة الطفل الصغير لما يلاقي حد يلعب معاه، طلعت تحبي بسرعة وتضحك، حسيت ساعتها إن ضحكتها بتخلي قلبي يضحك، وجودها حساه شئ جميل، مبهج، رائع، ممتع، مسلي.


جهزت الأكل وحطيته على السفرة، ناديت عليهم وجه مصعب وهو شايل وقار وبيلعب معاها وعمير وراه وهو لاوي بوزو، أول ما قرب من السفرة اِبتسم.


- بانيه؟ أنا بحبه.


- نعيش ونعمل اللي تحبه.


- شكراً.


قال جملته بعدما رجع بوز تاني، أعمل في إيه الولد دا؟ يارب أقدر أحببهم فيا.


قعدّت وقار على رجلي، مكانتش راضية وراحت عند باباها، مش فاهمة إيه الجو الممل الخنيق دا، لا أنا واخدة عليهم ولا هما واخدين عليا ولا مرتاحين لي، وأنا مش عارفه أصلا هعرف أخد باللي منهم وأكون قد الثقة ولا لاء، كمية خوف غريبة، أغرب من مرات الخوف الكتيرة اللي مريت بيها ويمكن كمان أقوى.


- يلا يا حلوين النوم.


قالها مصعب، بص عليه عمير وهو مربع إيديه قدامه ومازال قاعد على الكرسي، شاله مصعب بين إيديه وهو بيلعب معاه ويزغزعه، ساعتها عمير فك التكشيرة وقعد يضحك بصوت عالي.


- عاملي فيها مقموص قال!!


- أيوة وعايز أخرج اتفسح.


- بس كدا؟؟


- وتجيبلي لعب كتيرة علشان نسيت بتاعتي عند تيتا وجدو.


- حاضر، ليك ما عليا إن شاء الله بكرا بالليل أكون رجعت من الشغل وريحت شوية ونروح كلنا إيه رأيك ؟


- موافق و جداً كمان .


- بس في شرط.


- اتفضل يا بابا.


- من بعد بكرا هتروح الحضانة بتاعتك.


- يووه، أنا ماصدقت خدت إجازة من التانية.


- براحتك هي أصلاً حلوة وفيها ألعاب كتير ومراجيح.


- أنت هتوديني؟


- لاء طنط رحمة.


- أنا عاوزك أنت.


- طيب والشغل يا أستاذ عمير؟ 


- لاء أنا زعلت.


- تعالى نعمل إتفاق.


- اتفضل يا بابا.


- فضل لك الخير يا سيدي، هجيب لك وأنا راجع من الشغل حاجات حلوة، وفي يوم الإجازة هنروح نتفسح.


نزل من على إيده وقعد يجري في الشقة وهو بيضحك وفرحان وبيقول:- يعيش بابا يعيش.


ضحكت على طريقته، وقار بصت علينا وبدأت تقلد عمير، حتى ولو لوقت بسيط، بس على الأقل حسيت بأُلفة.


أخدت وقار اللي قعدت شوية هادية، دخلت الاوضة بتاعتها هي وعمير، كان عمير راح مع باباه بعدما مسك فيه وقرر ينام معاه، وأنا خدتها وقررت أنام أنا وهي، قعدت ألاعبها شوية لحد ما نامت، قررت أنيمها جنبي على السرير، أخدتها في حضني .


ساعتها حسيت إني كإني مامتها بجد، أنا بدأت أحبها، يمكن من لحظة ما جدتها حطتها في إيدي، وقتها بالرغم من خوفي وعدم ثقتي بنفسي إلا إن جوايا جزء ماسك ومتبت فيها.






نمت على نفسي كالعادة، بس وأنا هادية المرة دي، صحيت بعدها على صوت أذان الفجر، مصحيتش على كوابيس، وكإن ربنا رايد ليها إنها تنام نومة هنيئة، وأنا كمان زيها.


قومت أتوضى، كان مصعب إتوضى ونازل يصلي، عجبني فيه إنه هو حد محافظ على فروضه في مواعيدها، وإنه موظب على صلاة الفجر حاضر.


إتوضيت وصليت، بعدها رفعت إيديا وأنا بدعي:- يارب ريح لي قلبي، وأجبر خاطري، وعوضني خير، يارب أنا مش عارفه هبقى قد المسؤولية ولا لاء، يارب أنا خايفه، انا تعبت، وإتأذيت.


فكرة إنك اتعرضت لكتير ومازال ربنا مديك القوة والطاقة إنك ترجع توقف تاتي دي غريبة، بس مش على ربنا، بعد كل الوقعات، والهزايم وكتير، بتخليك تحمد ربنا كتير.


سمعت خبطته على باب الأوضة،  قومت فتحتله.


- صباح الخير.


- صباح النور.


- عندي طلب.


- الحقيقة إن كان في شوية حاجات محتاج اخلصهم قبل ما امشي على الشغل إن شاء الله، فـ ممكن تدخلي تعمليلي فطار وكوباية قهوة؟


اتنهدت وهزيت برأسي بمعنى تمام، شكرني ودخل الصالة يخلص اللي بيعمله، وأنا دخلت أعمل الفطار، وقفت أسخن العيش وأنا دماغي بتتوه مني، في جوايا أتنين، واحدة عايزة تبقى هادية وتعيش حياة هادية وترتاح من التفكير المتعب اللي قضيت فيه عمر، والتانية هي أساس التفكير المتعب ومتمسكة بيه، خلصت وحطيت الأكل على السفرة وبعدها طلعت ناديت عليه.


دخل لقي البطاطس والعيش والجبنة محطوطين، جاب صينية كبيرة تشيلهم وراح حاططهم عليها.


- ليـــه؟


- تعالي ورايا البلكونة.


روحت وراه، حط الأكل على الترابيزة اللي في البلكونة وقعد، بعدها أتكلم:

- أحلى حاجة إن الواحد يأكل كدا في النور والهواء الطلق.


- طيب أنا داخلة.


- أنا مبعرفش أكل لوحدي.


- هأكلك يعني ؟؟


- يا بنتي أنا قولت هديتي وبطلتي اندفاعك، قصدي تقعدي تأكلي معايا .


- ماشي، بس متقولش مندفعة طيب.


- إهدي بقى، أنتِ واخدة وضع الخناق ليه؟ هيحصل إيه لو هديتي؟ اللي يشوفك من بعيد يقول هادية.


- شكراً.


تباً لاندفاعي وغبائي، اديني أهو اتحطيت في موقف يكسف، كان مالي لو سكتت يعني؟ ولا لو كنت دخلت.


- اقعدي علشان محتاج أعرفك حاجة.


هل أنا وافقت وقعدت علشان أنا فضولية وعندي فضول أعرف مثلاً؟ الحقيقة لاء، علشان ملامح وشه الجادة بس اللي ظهرت مرة واحدة.


- محتاجة أعرفك على طبيعة عمير.


- إزاي ؟


كان بيتكلم بطريقة هادية عكس من شوية، وملامحة جادة:

- لحد ما يقارب سنة، عمير كانت مامته قاسية عليه بطريقة غريبة، لا توصف، وأنا مكنتش أعرف كدا، ظروف شغلي كانت إني بسافر شهر واجي إجازة كام يوم، وهي في الكام يوم دول تعامله كويس، ألاقي مكان ضرب على جسمه وأسألها، فتقولي وقع، إتخبط، أي حِجة، طريقتها مكانش فيها ولو ذرة من الحنية، الولد كان هادي بطريقة وعنيد، ومشاغب، وعصبي، حتى في الكلام كان بيتهته.


اتهند ومسك كوباية المية يشرب وبعدين كمل:

- كنت في مرة بقى راجع من السفر ومش قايل ليهم إني جاي، دخلت وأنا مفكر إني عامل ليهم مفاجأة، أدخل ألاقيها بتلسعه بالمعلقة؟؟ كل دا ليــه؟؟؟! ترد تقولي كسر كوباية وشغبط على الحيطة، طيب ما هو عيل، طفل صغير مش مُدرِك وحتى لو اتكسرت فهي فداه.


يا الله على كمية الوجع اللي أكيد حسه الولد، قلبي وجعني، إزاي قلبها طاوعها تعمل كدا في ضناها؟


- هي إزاي قدرت تعمل كدا في ابنها؟






- عادي، لما حصلت بيننا خناقة كبيرة، قالتلي ما أنا كانت بتضرب وأنا صغيرة، وبعدين عايزني أطلع عيل مش متربي؟ زعقت قولتها يعني أنتِ علشان تربيه تموتيه بالحيا؟ 


-  وإنت إزاي مكنتش واخد بالك من كل دا؟؟


-  زي ما قولتلك طبيعة شغلي، وكمان أوقات كتيرة طول ما أنتِ بعيدة عن الشخص ومش بتشوفيه، هيظهرلك أحسن وشوشه، هتلاقي أحسن معاملة، طول ما أنا بعيد بقى، لكن لما طلبت نقلي وجيت وعيشت معاهم، إيه اللي حصل، خناقات وزعيق، ونكد، وحالة عمير كان بتسوء، وهي مكانتش كويسة مع أهلي.


قاطعته وأنا بسأله علشان مش هقدر أسكت:

- أنت كـ رجل شرقي مصري، متاح ليك تختار براحتك، إيه اللي اجبرك تختاري دي تكون أم لأولادك من البداية؟


- هو بعيدًا عن مقدمتك الغريبة بس هقولك، أنا حسيت إني مشدود ليها، ومعجب روحت طلبت إيدها، كانت هي وأهلها كويسين، بس مش كل الظاهر بيتصدق، أنا معرفش إزاي ساعتها كنت مغفل وقعدت كل الوقت دا مصدق تمثيليتها ورسمها، كنت بحب حبها لنفسها، وإنها واثقة في نفسها، بس مكنتش أعرف إنها حاجدة مؤذية كدا.


رفعت رأسي وبصيت على الشجر والسما والشروق:

- عارف إنها شخصية سكوباتية؟ فكرة إنها قدرت ترسم عليك وتمثل وتبين، وإنها تبُخ سمومها دا دليل كبير على مرضها الهوسي.


رد عليا بفضول:- الله! دا أنتِ دارسة علم نفس بقى؟!


- لاء عادي كل الفكرة إني بحبه فـ بحب أقرأ كتب علم نفس كتير.


- كان عندك وقت؟


- اللي بيحب حاجة عنده إستعداد يخلق ليها وقت وسط الزحمة اللي بيكون فيها.


- عندي فضول أعرف عن الشخصية السكوباتية أكتر. 


#ولاء_عمر

#لكنها_ظلت_مزهرة

#الفصل_الثالث

 

صلوات اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على مولانا وسيِّدنا محمَّد الحبيب النقيب صاحب الحوض الرحيب إمام أهل التقريب وعلى آله وصحبه


              الفصل الرابع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×