رواية اميرة البحر القرمزي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم اسماعيل موسي
وفجأة، ارتجفت المياه داخلها، وتبدّى له وميضٌ ذهبي يعرفه جيدًا — إنه نور ابنته، النور الذي ظن أنه انطفأ منذ قرون.
انتفض الملك من مجلسه، صوته الرهيب دوّى كالعاصفة:
> "من الذي كسر اللعنة؟ من الذي تجرأ على إبطال حكم الملك الأعلى؟"
اقترب منه المستشارون والحراس وقد أذهلهم الغضب المشتعل في عينيه.
قال أحدهم بصوتٍ مرتجف:
> "يا مولاي، الأخبار تؤكد أن الأميرة المنفية ظهرت في أرض الأمير مونت كارلو، وقد آواها في قصره."
ساد الصمت، قبل أن يهمس الملك كمن يكلّم الأشباح:
> "مونت كارلو… "
ثم وقف، وامتد صوته في القاعة حتى تكسّرت المرايا على الجدران:
> "أعلنوا الحشد! لتستعد جيوش الجان العظمى.
لن تبقى مملكة مونت كارلو آمنة ما دامت تحمي من تمرّدت على دمها!"
اهتزّت القصور والجبال، وانطلقت الصفارات النورانية التي لا تُسمع إلا في زمن الحرب.
السماء فوق أرض الجان تلوّنت بالوميض الأحمر، كأنها تذكّر الجميع بأن عصر السلام انتهى.
وفي قصر البحر الفضي، كان الأمير مونت كارلو يقف على الشرفة حين رأى السحب تتكاثف فوق الأفق،
فهمس لنفسه وهو يحدّق في البحر الذي جلب له الحرية والمأساة معًا:
> "لقد علم بالأمر إذًا… لم يعد أمامنا سوى الحرب."
جاري كتابة الفصل الجديد للرواية حصرية لعالم عشاق الروايات