رواية بنات ورد الفصل الثاني عشر 12 بقلم رشا عبدالعزيز
❣️بنات ورد❣️ 12
هل دنت ساعه نهايتها ستكبل حريتها بقيوده تشوش فكرها وهربت الكلمات فوق لسانها ليكرر كلامه
-أنا واقف قدام الباب لو جهزتي أفتحي الباب
-باب أي؟
سؤال طرحته ببلاهه ليجيب متعجباً
-باب شقتكم ياشمس
ارتعشت اقدامها وتوترت خطواتها لتقترب من الباب فتحته ببطئ لتجده يقف أمامها بحلته السوداء
رمشت عينه ليخفق قلبه وهو يراها بفستانها لأبيض ورغم أنها وضعت لمسات مكياج بسيطه إلا أنها
جميله تجذبه كانها تمتلك قوة سحرية تفرست عينه ملامحها وطالعها من الأعلى إلى الأسفل
لينظر لها برضى وقال يشاكسها
-كويس طلع مظبوط عليكِ
أغاظها بكلماته لترسم العبوس على وجهها تركته ودخلت ليتعجب فعلتها فدخل ورائها
عينه تتابعها وهي تذهب نحو أحدى الغرف ثم خرجت تحمل (باقة)من الورد الطبيعي كانت جميله
لتتجاوزه خارجة من الشقه دون اية كلمه ليخرج خلفها فتغلق الباب بقوة
وتهم في نزول الدرج وقف بجانبها ومد يده يحاول مساعدتها
-خليني أساعدك
دفعت يده وقالت بحدة
-ملوش داعي أنا هقدر أنزل لوحدي
تأفف يزفر أنفاسه بضيق وهو يسير خلفها ورغم صعوبه نزولها لكنها أبت تَقبُل مساعدته
فتحت باب السياره ودخلت وقبل أن تعترض ساعدها بإدخال الفستان إلى السيارة وأغلق الباب
كانت تقبض على تلك الزهور علها تستطيع السيطرة على انفعالها وهي تجده يخرج هاتفه من جيبه ويلتقط لنفسه صور عديده أنتبه لحنقها وقال وهو يلتفت نحوها
-معلش عاوز أوثق اللحظة عارفة أول مره أكون عريس
كانت تود لو تستطيع أن تلطمه وتزل تلك الابتسامه السمجة على وجهه استغل
انشغالها وهي تعقد شريط الزهور الذي ارتخى ليرفع هاتفه ويدير شاشه الكاميرا نحوها ليلتقط صورة سليفي له معها دون أن تعلم
زفرت أنفاسها بملل وقالت:
-هو أحنا مش هنخلص من موال الصور
زينت وجهه ابتسا مه كبيره ليميل نحوها يغمض عينه ويستنشق عطرها
-كويس كمان أن البرفان عجبك
دعت الله أن يلهمها الصبر قبل أن تخنقه
زفرت أنفاسها بضيق لينتبه لغضبها أدار سيارته منطلق ثم قام بتشغيل أحدى الأغاني الشعبيه الصاخبه
يدندن ويرقص معها تحت نظرات الازدراء منها
***************************
وفي مكان آخر كانت هدى وندى يجلسون في مركز التجميل أحدهما تشجع الأخرى وتاخذ رأيها
في أختيار ألوان المكياج كانت ندى تراقب هدى وخبيره التجميل تضع لها اللمسات الأخيرة
ليلوح طيف شقيقتها الأخرى أمامها ليعتصرها قلبها لقد ظلت وحيدة رغم محاولات هدى لاقناعها لكن دون جدوى
اخفضت عينها بحزن لتنظر إلى ذلك الخاتم الذي زين إصبعها لترحل بذكرياتها إلى ذلك اليوم الذي أهدتها فيه والدتها هذا الخاتم في يوم تخرجها ولم يغادر إصبعها من ذلك الوقت
-هاتي أيدك ياندى
لتنظر لماتفعل بتعجب فلقد وضعت في يدها خاتما جميلاً لترفع يدها تنظر له بأنبهار
-أي دا يا ماما؟
-دا الحاجه الوحيده الي ورثتها من والدتي ياندى
-طب ليه بتدهولي كنت خليتي ليكِ ياماما
لتمسك ورد يدها بين كفيها تحتضنها وتقول بحب
-كنت عاوزه أدهولك يوم فرحك بس النهارده كمان يوم فرح انتِ تعبتي معايا ياضنايه
ويارب يقدرني وأقدر أجبلكِ غيره يوم فرحك
غامت عينها بالدموع وبدأت تسقط رويداً رويداً وهي تعاتب والدتها
-النهارده فرحي ياماما بس انتِ مش موجوده
لتمسح دموعها وترفع عينها تتطلع لهدى وصورة تلك الغائبه تطرق بالها
-خايفه أكون ضيعت الأمانة ياماما
نادتها هدى لتجيب بأضطراب وتتظاهر بالسعاده
-شوفي كده ياندى حلو؟
-يجنن ياحببتي قمر ماشاء الله عليكِ
نظرت لها ندى وكأنها تذكرت شيئاً
-انتِ سبتني باقة الورد لشمس وعرفتيها مكانها؟
-أيوة متخافيش
لتتذكر هدى تلك الزهورالتي انتقتها بين اللون الأحمر والأبيض وتعود بذكرياتها إلى ذلك اليوم الأول الذي عملت فيه في محل الزهور وكم كانت سعيدة بوجودها بين الزهور وتنقلها بينهم
لتجذب أنظارها تلك الزهور الحمراء التي تعشقها والدتها لتاخذ واحده حمراء عند عودتها إلى المنزل
وما أن وصلت المنزل حتى بحثت عنها وهي تخفي تلك الزهرة خلف ظهرها لتجدها تقف تعد الطعام لهم
وقفت خلفها تقبلها على وجنتها عدة قبل لتقهقه ورد ضاحكه بعد أن داعبتها قبلاتها حتى هتفت وهي لاتزال تقبلها
-بس ياهدى كفاية
-وحشتني ياوردتي
لتستدير ورد وتنظر لها بابتسامه كبيره وتسألها بلهفه
-طمنيني عملتي أي عجبك المكان
لتاخذ نفساً عميقاً وتغمض عينها تخبرها بسرور
-يجنن ياماما يجنن كأني وسط جنينه ورد محل عم نعيم كبير ومعروف
-ربنا يجبر بخاطرك يابنتي
-غمضي عينك
قطبت ورد حاجبها بتعجب لكن هدى أصرت
-ماما غمضي
لتخرج هدى الزهره وتضعها أمامها ما أن أغمضت ورد عينها
-فتحي ياماما
فتحت ورد عينها ونظرت بأنفها لتلك الزهرة الحمراء لتلتقطها وتستنشق عطرها وهي تردد
-الله ياهدى حلوه أوي
ثم سارت حتى جلست على كرسي قريب وتشرد وهي لاتزال تغمض عينها وتستنشق عطر تلك الزهرة
سحبت هدى كرسي وجلست أمامها
-ماما روحتي فين ياحبيبتي
نظرت لها وقالت بابتسامه يشوبها الحزن وصوت ملئه الشوق
-آخر مرة حسين جابلي ورد وكانت ورده حمره وورده بيضه قالي عارف انك بتحبي الورد الأحمر بس أنا بحب الأبيض عشان كده جبتلك وحده على ذوقي ووحده على ذوقك
عادت من ذكرياتها بعيون دامعة وشوق لوالدتها التي تمنت أن تكون معها اليوم لترفع رأسها تنظر إلى المراه فتواجة عينها عين ندى التي تقف خلفها
مشاعر مختلطه عصفت بهم أهو الخوف من حياتهم المجهوله او التيه الذي لايعلمون له نهاية
ليسمعو عامله المركز تخبرهم ان عرسانهم يقفون في الخارج
خرجن في من الغرفة الخاصه إلى صالة الانتضار كي يدخل العرسان من اجل تصوير النظرة الأولى (فيرست لوك) هكذا أخبرتهم المصورة التي استأجرت لتصوير الحفل
كان علي يقف في الخارج يتملكه الشوق ليراها لم يصدق انها أصبحت من نصيبه وليس سوى وقت قليل وتكتب على أسمه حلم كان مستحيل وأصبح حقيقة التفت نحو طارق الذي كان يقف يرسم فرحته ويبتسم
ابتسامه كأنها واجب عليه هناك صراع داخله ما بين قلب بدأ يميل لها وعقل لم تكن ضمن حساباته
دخل علي في البداية ليجدها تقف أمامه كأميرة من أميرات القصص والروايات
وكأن العالم قد اختفى من حولهم ولم يبقى سواهم اقترب منها ينظر لها بعيون توقدت بالحب لتبتسم وهي ترى نظراته نحوها وتتسع تلك الابتسامة عندما سمعته يقول:
-بسم الله ماشاء الله زي القمر ياحبيبتي
-متشكرة أنت كمان حلو ياحبيبي
-ألف مبروك ياعلي
كان هذا صوت ندى الذي أخرجه من غيبات عالمه الرومانسي ليتحمحم بحرج
-احم …متشكر ياندى مبروك ليك كمان
خرج علي وهدى
ليكون دور طارق عندما أشارت له المصوره بالدخول
أخذ نفساً عميقاً ثم زفره بقوه يستعد لتلك الحياه الجديدة التي سيخطو الآن خطواتها الأولى
ليطالعها بأنبهار فوجهها الطفولي زاد جمالاً وتوجته حشمتها لتصبح عروساً رائعه وكأن رؤيتها أذابت جليد ذلك القابع بين أضلعه ليخفق يأمره بالاقتراب أبتسم لها لتبادليه بابتسامه خجولة توردت معها وجنتيها
ضحك يشعر انهالاتزال فتاه صغيره وليست تلك الفتاة الناضجه التي حملت عبئ عائله بأكملها
-مبروك ياندى
-متشكرة
*******'************************
كانت تجلس ويجلس هو بجانبها في انتظارعقد قرانهم لكنها لم تكن ترى سوى نظرات بدران لها بعد أن اخبرها انه سيكون وكيلها اعتصرت باقه الزهور التي بيدها تخفي انفعالها وقدمها تهتز من شده غضبها حتى وصل اهتزازها إلى جسده الملاصق لها ليميل نحوها يهمس لها
-أهدي ياشمس
لتلتفت نحوه بغضب وأنفاسها المتسارعه تكاد تحرقه لو اطلقتها التزمت الصمت بعد ان نكزتها هدى الجالسه بجانبها
عقد قرانهم الواحدة تلو الأخرى اقترب منها حسن وعينه تهرب من مواجهة عينها يعلم ماتشعر به يسلمها تلك الورقه
-أمضي يابنتي
أمسكت القلم بيد مرتعشه ستوقع على وثيقة سجنها ودت لوتستطيع الهروب نعم تهرب فماعاد قلبها يتحمل أكثر
توسلت مدامعها إلا تفضح ضعفها أمامهم وأن لاتشي عيونها بكسرتها دارت عينها لتواجه عين ندى التي هربت بعد أن أشاحت بعينها بعيداً ثم نقلت عينها نحو بدران الذي زين وجهه ابتسامه غريبة ثم التفتت نحو فارس الذي لازالت تلك الابتسامه السمجة تزين وجهه ليكرر حسن كلامه دون أن ينظر إليها
-أمضي يابنتي
ابتلعت ريقها واجبرت يدها على ان تخط نهايه حريتها
ومان أن نطق المأذون كلماته الشهير (بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بالخير)حتى شعرت بأنها تختنق لقد نفذ إلهواء من حولها وتمنت الموت في تلك اللحظة شعرت بالضياع وكان العالم من حولها اصبح أشبه بأمواج بحر عاتية تضربها من كل إتجاه لتتيه وتغرق في دوامته حتى أخرجها ملمس شفتيه على جبهتها وصوته يقول:
-ألف مبروك ياشمس
نفرت مرتدة إلى الوراء خطوة مبتعد عنه لتنظر له بوجه عابس دون أن تتفوه بكلمه ليغمز لها ويقول مشاكساً
-أي مش هتقوليلي مبروك
زاد عبوسها اكثر واشاحت بنظرها عنه قبل أن ترتكب جري*مه وتخنقه لكنه ابتسم على رده فعلها ولم يعقب
لكنها ابتسمت بتلقائيه عندما رأت علي يحمل هدى ويدور بها وسط تصفيق الحضور
لكن عينها التقطت ندى التي كانت عينها موجهه نحو والدة علي التي انتبهت هي أيضا إلى امتعاض وجهها لتتنهد بحزن
-مبروك ياحبيبتي مش مصدق نفسي بحبك ياهدى بحبك
-علي نزلني الناس بيبصو علينا
أنزلها لكنه أخذها بين احضانه
-مبروك ياروحي
-الله يبارك فيك ياحبيبي
-أنا فرحان فرحان أوي ياهدى
ليشعر بعدها بيد تمسك كتفه وتجذبه ليخرجها من احضانه عنوة فيجد والدته تقول بوجه محتقن
-مش كفايه كده هنتاخر وبعدين أحسب حساب الناس الي حواليك
تجهم وجهه وقال:
-حاضر يا ماما
**********************************
-مش هتباركيلي مش كتبت كتابي وبقيت متجوز صحيح مراتي سيباني وعينيها بدور على أخواتها بس أنا هكون عريس جدع وأقول لها أنا ألف مبروك ياندى
ضحكت بخجل وقالت:
-الله يباركلك متشكرة
اقترب منها يقبل جبينها لتغلق عينها تستشعر تلك اللحظة وهذا القرب منه
-مبروك علينا ربنا يكتبلنا الخيريارب
آمنت على دعائه وهي تبادله الابتسامه ومد لها ذراعه لتتأبطه. تأبطت ذراعه وسارت بجانبه
***************************'*****' **
دخلو قاعه زفافهم دخولهم الواحدة تلو الأخرى إلى قاعة الزفاف برفقة عريسها جعل الدموع ترقرقت في عين حسن
فلو كان لليتم صورة فسوف تتجسد صورتها في هذه اللحظة فبنات شقيقه من دون أب يسلمهم لازواجهم ولا أم
تسير خلفهم بزغاريد والدعاء وحيدين يسيرون
لم تكن الدموع من نصيب حسن فقط فقد هربت الدموع من عين بدران ليمسحها خلسه ويعود يرسم الجمود على وجهه
******************* **************
جلس كل في مكانه ليفتتحو حفل الزفاف وماهي إلا لحظات حتى وجدو منظمة الحفلة تحضر لهم خواتم الزفاف
لارتدائها وسط أنغام الموسيقى أمسك تلك العلبة المخملية ليقف ويمسك الخاتم وينظر لها رغم أنها وقفت معه لكنها لم تمد له يدها ليسحب يدها هو وأمسك كف يدها الذي كان متحجر كأن يدها تعلن العصيان معها اختلس النظر نحوها ليجد الجمود مرسوم على وجهها البسها الخاتم الذي لم تره أصلا وكان من اختياره هو
ورغم أن الخاتم كان حجمه كبير على إصبعها لكنها كانت تشعر أنه يخنقها ورغم أنه كان يحيط إصبعها كانت تشعر انه يمسك رقبتها ويحيطها كحبل المشنقة
-الخاتم مش مقاسك نبقى نغيره بعدين
سحبت يدها من يده بسرعة وجلست دون أن تنطق كلمة جلس جانبها يزفر أنفاسه بتأفف فلقد افقده برودها صبره
لم تكد تلتقط أنفاسها حتى تمت دعوتهم لرقصة السلو ليجدها فرصة للانتقام جذب يدها يسحبها إلى ساحة الرقص وسط تصفيق الحضور تسارعت أنفاسها تود لو تنتهي هذه المهزلة بأسرع وقت فطاقة تحملها بدأت تستنفذ
أمسك خصرها بيده ووضع يديها على صدره وهي تتماشى معه كلمغيبة بدأ يتمايل مع نغمات المسيقى
ويشعر بجسدها يتخشب بين يديه وعينها تهرب من عينه ضغط على خصرها ليجبرها على النظر إليه لكنها
امتنعت عن ذلك فلم تكن لمساته سوى لهيب نار تحرق جسدها هذا النفوكان يقابله اندماج في الجهه المقابله
فعلي الذي كان يراقص هدى ويغدق عليها بكلمات الحب التي تجعلها تبتسم بخجل
-تعرفي ياحبيبتي انا حاسس اني طاير في سما هدى أنا بحبك اوي
-بجد ياعلي
-بجد ياروح علي
-وأنتِ ياهدى فرحانه زيي
هزت رأسها بأستحياء
-لا ياهدى أنا نفسي أسمعها منك ياحبيبتي
رفعت نظرها نحوه بخجل وقالت:
-أنا بحبك
اتسعت ابتسامته ورقص قلبه طرباً باعترافها
**********************************
وفي الطرف الثالث كانت ترقص ندى معه بخجل ويوم تمنته ها هي تعيشه لكنه ناقص فرحتها مجروحة وغير مكتملة فغياب والديها يؤلمها ولكن غياب تلك الحاضر يؤلمها أكثر كانت تختلس النظرات نحوها بين الحين والآخر وتزداد الماًوهي تبصرالحزن في عينها
-هتسامحك صدقيني هي بس مجروحة
دلوقت لكن اكيد هتسامحك ومين عارف يمكن تشكرك
كان هذا صوت طارق الذي مال نحوها يهمس لها بعد أن لاحظ شرودها ونظراتها التي تتبع شقيقتها
ابتسمت بحرج وعينها تلتقي بعينه
-متشكرة ياطارق
-على أي؟
-على أنك بتخفف عني وبتسندني
ثم لمعت عينها بدموع
-أكتر حاجه محتجاها السند حد أنام على كتفه وأرمي حملي عليه وأنا مطمنه
ليتفاجأ بها تسند رأسها على كتفه وكأنها تخبره أنه سندها ضمها إليه بعفويه عله يستطيع منحها هذا الشعور شعور بلامان
********************************
انتهت تلك الرقصة البغيضة وعادت تجلس مكانها فقد أنتهى مشهد آخر من تلك المسرحيه لتشعر باهتزاز جسده وهو يكتم ضحكاته وطارق ينظر له نظرة موبخه أن يتوقف
اتضحت لها الرؤيه عندما علمت أن سبب ضحكاته هو طلب زوجه عمه من منظمه الحفل أن ترقص مع ولدها
الذي كان سعيد برقص والدته معه عادت هدى إلى مكانها وحيدة هي لن تلوم والدة علي فهذا ولدها وأكيد أنها فرحه به اخفضت عينها بحزن فلو كان والدها على قيد الحياه لتمنت ان ترقص معه في هذا اليوم وماكادت تنهي جملتها حتى وجدت يد تمتد لها
-تقبل عروستنا ترقص معايه؟
رفعت نظرها نحو مصدر الصوت لتجد عمها حسن يقف امامها مبتسماً طالعت يده الممدودة نحوها لتمد يدها
ببطئ وتمسك يده سحبها معه إلى منتصف القاعة واخذ يرقص معها لينظر له علي نظره امتنان بعد أن لمحه
أبتسم على خجلها فرغم أنه عمها لكنه بالنسبه لها غريب عنها فانقطاعهم عنهم سنين عديدة جعلهم غرباء
وبصوت امتزج بالندم قال:
-سامحيني يابنتي
رفعت عينها تحدق به وتترقب كلامه
-أنا عارف اني قصرت معاكم وخذلتكم زي ماخذلت اخويه قبلكم أيوه ياهدى أنا خذلت حسين كان لازم اقف معاه كان لازم أخذ موقف من أبويا بس أنا خفت ياهدى يمكن أكون جبان خفت يحصلي الي حصلو
حتى بعد مامات كنت خايف أقرب منكم كنت أقف قدام بيتكم وأتمنى أقدر آخذكم بحضني واقلكم أنا اسف
بس معرفتش سامحيني ياهدى
اتسعت عينها هدى وهي تسمع أسفه وندمه لكن وهل يفيد الندم بعد فوات الأوان
-علي طيب وحنين وبيحبك من زمان أعترف ليا انه بيحبك لكن كان خايف
توردت وجنتيها من حديثه ولم تجيب عليه
-ربنا يسعدكم يابنتي
-متشكرة ياعمي
طأطأ راسه بحزن بتوتر وقال:
-خايف أقلك اعتبريني أبوك عارف اني مستحقها ش محدش يقدر يأخذ مكان حسين لكن اعتبريني عمك وسندك ياهدى وأي حاجة تحتاجيها أنا موجود
ثم حاول أن يداعبها
-ولو الواد علي زعلك انت بس قوليلي وأنا أملصلك ودانه
ابتسمت له تستشعر صدق حديثه يبدو انه لا يشبه جدها
******************************'' '
تأملت سعادة شقيقاتها ندى التي تبدو مندمجه في حديثها مع طارق وهدى التي تسعدها لهفة علي وحبه لها
رغم وجود والدته التي كانت تقطع حديثهم بين الحين والآخر اما لالتقاط الصور أو الهمس الغير مبرر مع ولدها
تنهدت بقله حيله تنظر لفارس الذي تركها ليرقص مع أصحابه ولامت نفسها لم تكن يوما لتحسد شقيقاتها
لكن رغما عنها قلبها تمنى تلك اللحظه مع من تحب ويختاره اخفضت عينها تتلمس الورد القابع بين يديها
ثم رفعته تستنشق عطره وتتذكر حبيبتها الغائبه ثم ابتسمت ساخره تتذكر كيف أخبرتها أنها تتمنى زوجاً يشبه والدها وتتمنى أن تعيش قصة حب عاصفة لكنها اليوم ايقنت أن ليس كلما يتمناه المرء يدركه حتى لو قدر لها وانفصلت عن فارس ستعيش مطلقة لن يرحمها المجتمع لامن نظراته ولا كلماته
غامت عينها بالحزن لتشعر فجأه بدوار خفيف تذكرت أنها لم تتناول الطعام منذ البارحه ولم تتقبل تناوله اليوم
لاتريد أن تأكل طعام دفع ثمنه بدران
دلكت جبهتها عدة مرات علها تتخلص من هذا الدوار وتوسلت الساعه ان تمضي فلقد اكتفت من كل مايحدث
كان مندمجاً بالرقص مع أصدقائه عندما لمحها تدلك جبهاتها ورغم أنها أغاظته بتجاهلها لكن وجد نفسه يطلب من منظم البوفيه كأساً من العصير
أخذ العصير واتجه نحوها مد لها يده بالعصير وقال مشيرا نحوه
-خذي أشربي العصير شكلك ما أكلتيش حاجة
نظرت اليه والى يده الممدودة لتقول بحدة وهي تشيح عينها عنه
-مش عاوزة
جلس بجانبها ومد يده يقرب العصير منها وقال يستفزها
-خذي بلاش عند شكلك تعبان ومتخافيش مش حططلك سم لما أحب اقتلك هستخدم طريقة تانية
اتسعت عينها والتفت نحوه بغضب
-وتقتلني ان شاء الله
ليميل نحوها يهمس جانب أذنها وهو يضغط على أسنانه
-عشان تبطلي عندك وبرودك أشربي ياشمس مش عاوز يحصلك حاجه وادبس فيك اشربي بدل ما اشربوهلك أنا
التفتت نحوه بسرعة وقبل أن تهتف كلماتها بسخط عاد ذلك الدوار يداهما لتغمض عينها بقوة وتمسك جبهتها
ليقول لها بحدة
-هتشربي والا أشربك أنا
وكاد أن يمد يده يسقيها لكنها التقطت منه العصير ترتشف منه وهي تشيح وجهها بعيداً ٠عنه
أبتسم خلسه على عنادها قبل أن تزول تلك الابتسامه عندما وجد والده يتقدم نحوهم يقدم التهاني لطارق
تسارعت أنفاسها بكره وهي تجده يقترب منهم وصورة الماضي تطرق عقلها وصوته البغيض يتهمها ووالدهابتسول
وقف فارس يتلقى منه التبريكات لتنتقل عينه نحوها ويقول بستهزاء وكأنه يذكرها بخسارتها
-مبروك يادكتوره
-شكراً
قالتها مقتضبه وشعور الكره يتضاعف داخلها نحو هذا الرجل
ليقول مستنكراً
-أي مش هتقومي تسلمي على عمك
ليفاجأها صوت فارس الذي قال:
-معلش يا بابا أصل شمس رجليها بتوجعها أنت عارف عروسه وفيه ضغط عليها
امتعض وجه محسن قبل أن يرمقها بنظرة حقد ويرحل مبتعداً لتنظر إلى فارس مستغربه فقد كان يشوب الجفاء حديثه مع والده
************************************
انتهى ذلك العرس وعادت إلى المنزل معه الآن يجب عليها ان تفعل ماعزمت على تنفيذه
تسارعت أنفاسه، بدأ صدره يعلو ويهبط، أصبح معها في مكان واحد، وسقف واحد جمعهما، لكن لماذا قلبه يخفق هكذا؟ استدار ليغلق الباب كي يبدأ معها فصلاً جديدًا من حياته، هكذا خُيِّل له.
صوت إغلاق الباب جعلها تنتفض وتخرج من شرودها، الآن عليها أن تلملم شتات روحها المبعثرة.
يجب أن تصطنع القوة والثبات رغم أن خلايا جسدها ترتعش، لكن هذه الساعة الفاصلة في هذه المعركة.
وإذا كانوا هم من فتحوا ستار المسرحية، ووضعوا شخوصها، واعتقدوا أنها ستكون إحدى الدمى فيها،
فستنهي هي هذا الدور وتغلق ستار المسرح.
ظن قبل أن يستدير نحوها أنه سيرى فتاة مرتبكة تخفض عينيها من شدة الخجل،
لكنه تفاجأ عندما طالعها أنها تقف شامخة، عيناها تحملان حِدّة كأنها عين صقر يحدق في هدفه، قوتها وتحديها يرتسمان على قسمات وجهها.
تقدم باتجاهها، لكن قبل أن يصل إليها قالت:
_ خليك عندك يا فارس.
لكنه لم يُنصت، وكأن صوتها زاده تحديًا وثبات قدمها جعله يزيد من تقدمه ليقف أمامها مباشرة، وبنبرة ساخرة سألها:
_ مش عاوزاني أقرّب؟ إزاي؟ إنتِ ناسية إنّي جوزِك، والليلة دخلتنا؟
_ مش ناسية، لكن أنا عارفة إنك تاجر شاطر وبتحسب كل خطوة من خطواتك بالخسارة والمكسب.. عشان كده بقولك: كل ما تقرّب هتخسر.
ضحك باستهزاء وسألها:
_ وهخسر إيه؟
لتصدمه كلماتها عندما قالت:
_ ورثي كله يا فارس.
قطب حاجبيه وسألها مستفسرًا:
_ يعني إيه؟
ملأت رئتيها بالهواء قبل أن تُطلق كلماتها أمامه دفعة واحدة:
_ أعقد معاك صفقة، أتنازلك عن ورثي كله مقابل إن جوازنا يكون صوري.
احتدت نظراته، وكأن كلماتها كانت البنزين الذي صُبّ فوق نار غضبه، يزيده تحديًا، ليمسك بذراعها ويجذبها نحوه حتى ارتطم جسدها بجسده، ينظر لها بتحدٍّ:
_ وإن رفضتِ؟
رغم أنه مُباغتته لها اربكتها، لكنها استطاعت الحفاظ على قوتها المصطنعة، وتنظر له بذات التحدى
_ يبقى أي حاجة هتحصل بينا هتكون غصب عني.
