رواية بين هذا وذاك الفصل السادس 6 بقلم ناهد خالد
الجزء السادس...
شهرين كاملين عدوا...
والوضع زي ما وصفته (سمر) بالضبط, وطبقته (رانيا) بالحرف, في اول الأيام كان عاجب (حسام) وكان مرتاح جدًا, لدرجة إنه كان بيعرض عليها يخرجها وحست إن أسلوبه معاها بقى أفضل ومبقاش يتأفأف لما يشوفها او تتكلم معاه زي الأول, بس بعد شوية بدأ الوضع يزعجه.. خصوصًا لما يدور على حاجها ومش يلاقيها, او يبقى تعبان ومتسألوش, او يبات في الشغل وماتتصلش, وحتى طول اليوم وهو بره مبتتصلش بيه, ومابقتش تبعتله غدا مع السواق كالعادة لما مايجيش على الغدا , ولو شافته متضايق مابتسألوش ماله, وطول الوقت غايبة عن عينه... يا مع ريان, يا في المطبخ, يا في اوضتها او بره في النادي.
-ام علي, رانيا هانم فين؟
-لسه مرجعتش من بره يا بيه, قالت انها رايحه النادي.
وقف في نص الفيلا وملامحه باين عليها الغضب والضيق, عمرها ما كانت بتفضل بره لحد وقت رجوعه, ولو كان وراها إيه كانت بترجع قبله!
فضل مستني ساعتين على ما رجعت, دخلت من باب الأوضة فشافته قاعد على الكنبة قدام الشاشة:
-مساء الخير.
بصلها من جنب عينه ورد:
-مساء النور.
بدأت تقلع هدومها وجزمتها وخدت هدوم نضيفة ودخلت خدت شاور وطلعت وقفت قدام المراية تسرح شعرها وتحط بادي اسبلاش وكريمات وبعد ما خلصت كل ده, راحت قعدت جنبه في سكوت ومسكت تليفونها بتتصفحه.
فضل الوضع ده لمدة نص ساعة, لحد ما كسر هو السكوت وقال:
-غريب إنك رجعتي متأخر, كنتي دايمًا ترجعي قبل رجوعي.
ردت بهدوء وهي باصة في الموبايل:
-عادي... ماكنتش حابه ارجع بدري, وبعدين ام علي موجوده لو احتاجت حاجه هي هتعملها.
سكت شوية وبعدها لفلها بجسمه وقال وهو بيبصلها:
-كان يوم صعب في الشغل ومشاكله كتير.
في العادة كانت بتسأله مشاكل إيه وتخليه يحكيلها اليوم بتفاصيله وتقدم حل على قد ما تقدر او تواسي!
لكنها المرادي ردت بنفس الهدوء:
-ربنا يعينك.
-مش هتسأليني مشاكل إيه؟
سألها بغيظ مقدرش يتحكم فيه, فبصتله من فوق التليفون وردت:
-ده شغلك وانا مفهمش فيه, فمفيش داعي توجع دماغك ودماغي بالحكاوي في حاجات مفهمهاش.
-اوجع دماغك!
رددها بصدمة, فقفلت تليفونها وقامت من غير ما تهتم بصدمته:
-هنام بقى عشان مصدعة.
مسك ايدها يوقفها, ووقف قدامها وسألها بنبرة حنينة:
-مالك يا رانيا؟ إيه اللي مغيرك معايا بالشكل ده؟
بصتله ببرود وردت:
-مش متغيرة معاك.
-والله! يعني كل تصرفاتك دي طبيعية! انتِ حتى مسمعتيش مشاكلي ولا سألتيني مالي, ولا رجعتي بدري عني, وامبارح لما ماجتش على ميعاد العشا كلتي وماتصلتيش عليا تسألي اتأخرت ليه؟ ورغم إني رجعت الصبح مسألتيش كنت فين ولا جيت متأخر ليه؟
رفعت كتفها بعدم اهتمام وقالت:
-عادي.. سيباك براحتك مش عاوزه اخنقك عشان متطفش مني.
غمض عينه بارهاق, هو كان متأكد إن تغييرها بسبب اليوم ده وكلامه يومها, ورغم إنه بعدها اعتذرلها ورضاها لكنه لاحظ تغييرها.
مسك كتافها وقال:
-يا حبيبتي قولتلك أنا اسف, ماكنتش اقصد اضايقك يومها...
قاطعته وهي بتقول باستغراب:
-وانتَ مين قالك إني زعلانة! انا بس قولت اعمل اللي يريحك, اغير من نفسي عشان حياتنا تمشي, وعشان ماتقعدش في قاعدة تانية وتفضحني قدام القاعدين.
-يعني انتِ شايفه ان تصرفاتك دي الحل؟
ردت بجملة صدمته:
-مش احسن ما نطلق؟
-نطلق؟
قالها بصدمة وعيون وسعت من جملتها.
------------------
في شقة صادق...
جرس الباب رن قامت جري كأنها مستنية حد تحت نظراته المستغربة، وغابت بره شوية لا سمع صوت حد دخل ولا هي رجعت، لحد ما قرر يروح يشوفها راحت فين لكنها قابلته على باب الاوضة داخله بابتسامة بقى يشوفها مؤخرا.
- إيه يا سموره كان مين على الباب؟
رفعت ايديها اللي بينهم شنطه كبيرة شوية متغلفة، سألها تاني:
_إيه ده؟
شدته من ايده وراحوا قعدوا على الكنبة وحطت الشنطة على رجله وقالت:
_افتحها وشوف...
فتحها مع استغرابه الكبير، وعينه وسعت بصدمة لما خؤج منها جاكت جلد اسود رجالي، فبصلها باستغراب:
_إيه الجاكت ده؟
ابتسمت وهي بترد عليه:
_ده ليك يا حبيبي.
وكلمة حبيبي كانت رجعت تقولها تاني مؤخرا زي ما كانت بتقولها اول جوازهم.
_اشمعنا؟
_عشان انتَ كان عندك جاكت جلد اسود واحد الشتا اللي فات ولما جيت بطلع الشتوي من يومين لاقيته بدأ يقشر، فقولت لازم تجيب واحد جديد يكون اسود برضو الشتا ده، دورت على النت وعجبني ده فطلبته.
والحقيقة كانت لافته كويسة اوي منها فرحته، فابتسم بسعادة وهو بيبوس خدها:
_تسلم ايدك يا حبيبتي، زوقه حلو اوي.
_بجد عجبك؟
_طبعًا عجبني، اصلاً طول عمري بيعجبني زوقك، وكنت بحب اخدك معايا وانا بشتري عشان تنقيلي لبسي، بس انتِ انشغلتي بقى بعد كده.
بصتله بندم وقالت باعتذار صادق:
_انا اسفة يا حسام... انا بجد ماكنتش ملاحظة تقصيري معاك، و....
قاطعها وهو بيمسك كفها:
_يا حبيبتي خلاص احنا هنفضل نتكلم كتير في الموضوع ده! قولتلك نردم على اللي فات بقى.
قاطعهم رن تليفونه فقامت تجيبه من الشاحن، ووشها اتغير لما شافت رقم لكن برنامج التريكولر اللي بيعرف هوية الأرقام ظاهر انه لواحده ست وصورتها باين عليها جميلة... جميلة اوي...
بصتله بنظرة شر وهي بتقول:
_واحدة ست.... ست وحلوة!
يتبع......
#ناهد_خالد
#مجرد_رسالة
#الرسالة_الثامنة
#بين_هذا_وذاك
