رواية في حصار قلبه الفصل الثاني والعشرون 22 والاخير بقلم ميادة يوسف
#_الحلقة_الاخيرة
#_رواية_فى_حصار_قلبه
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى
عبد الرحمن.......
بعد يدك ياشهاب ياولدى ، جده جاى دلوقتى
شهاب ......
ياجدى الله لايسيقك ابعد انت ، لازم يتربى وهيتربى ويتسلم للعدالة، ملكة اتصلى بالشرطه حالا
ملكة ....
وقفت متسمرة مكانها وعيونها فيها دموع محتارة مش عارفه تعمل إيه
منير.......
فيه ايه ، ايه اللى بيحصل هنا ، بص لاقى شهاب مكتف سمير ، عمل إيه ياشهاب ياابنى الغبى ده ، وانت طلعت متى
شهاب......
فى النيابه هنعرف كل حاجه ، مش كدة ياسمير بيه ، سوكتا اتصلى بالبوليس
مافيش داعى للاتصال احنا جينا خلاص ، هات المتهم ده
سمير عبدالله منير الزينى والله ووقعت
منير .....
إيه الكلام ده ياحضرة الظابط ، بعد يدك انت عارف ده مين ، ارفع يدك
الظابط ......
هو طبعا غنى عن التعريف مجرم وقاتل ومهرب سلاح ازاى مااعرفوش، فى القسم كل حاجه هتبان
سمير .......
لأول مره ، ساكت مش بيتكلم ، وراضخ للوضع ومستسلم
منير ......
آخرتها ياسمير ، شوفت الطريق العوج واعر وسكته كلها مخاطر ، الله يسامحك ياولدى حطيت راسى فى الوحل ، وكان هيقع جرى عليه عبدالرحمن وملكة سندوه
الظابط........
دكتور شهاب ، معلش لسه هنقفل المحضرمعنا نقفل المحضر
شهاب .......
أكيد ياحضرة الظابط
انت رايح على فين ياجدى ، مش ينفع اسيب منير لوحده ، لازم أقف معه
وبص شهاب على ملكة ، لاقى جسمها بيرتعش وكانت هتفقد قوتها وتقع ، جرى عليها ومسكها بقوة حضنها جامد، خلاص كله راح هم ونزاح ، خلينا نفكر فى بكرة ، وهو هياخد إعدام خلصنا منه بغباؤ
ملكة......
يعنى ايه مش فاهمه ، بتقول ايه ؟!
شهاب.......
اللى قتل سلوى ورامى سمير ، واللى سرق تليفونى سمير ، وصى عامل النضافه عندى فى العيادة يجيب التلفون ، وطبعا الموقع مفتوح وعملنا تتبع للتليفون
ملكة .....
مش فاهمه حاجه خلاص اعصابى باظت
شهاب ......
بهدوء كده اللى حصل انه
بصراحة يا ملكة، الموضوع كله اتكشف بالصدفة... لما اختفى التليفون من العيادة، أنا ماكنتش واخد بالى فى الأول، ومفكرتش ابلغ عنه اصلا ولا حتى اوقف الخط ،ولما حصلت الجريمه وجابوا تليفون سلوى والرسايل كنت انا المتهم الاول ، بس لما عرفوا ان التليفون مسروق المباحث بدأت تتبع الموقع، اكتشفنا إنه موجود فى شقة فى حى .......
ملكة.....
الحى ده جنبنا هنا صح ؟!
يعنى كان ساكن قريب علشان يبقى فى نفس المنطقه
شهاب.....
الله أكبر دماغك اشتغل اهو ،
استنّى، الغريب إن التليفون كان ثابت فى نفس النقطة أكتر من يومين، فبدأنا نراقب المكان بهدوء... وطلع إن الشقة باسم سمير عبدالله الزينى نفسه.
ملكة........
إزاى يعنى؟ هو اللى سرق التليفون كمان؟
شهاب.....
لأ، هو ما سرقوش بنفسه، بس كلف عامل النضافة عندى فى العيادة، اللى هو أصلاً من بلدنا، عارفنى كويس وعمرى ما شكّيت فيه.
المباحث جابوه، وما أنكرش ولا لحظة... اعترف على طول وقال إن سمير هو اللى خلاه ياخد التليفون ويديه له، وقال له لو اتسأل يقول إنه لاقاه مرمى فى الشارع، غباء مافيش منه اتنين .
ملكة.....
ياااه... يعنى كان مخططها من زمان.
شهاب.....
بالضبط، وكان التليفون هو المفتاح لكل حاجة. فيه صور ومكالمات وتسجيلات تثبت علاقته بسلوى قبل موتها، وده اللى خلّى النيابة تتحرك بسرعة.
ملكة........
(وهى بيتمتم بحزن)
يعنى وقع بإيده... دايمًا الحق بيظهر، مهما حاولوا يدفنوه.
شهاب.....
المفاجأة الكبيرة بقى، إن صلاح أخو رامى راح بنفسه النيابة من يومين... وقدم اعتراف كامل باللى شافه.
ملكة.....
صلاح؟! شاف إيه؟
شهاب.....
قال إنه شاف رامى وهو ..........
ملكة .....
استنى مين رامى ومين صلاح ؟!
شهاب.......
خبط راسه بايده ، لاء انا تعبان ياست البنات ، وعايز اخد شاور وانام وبعدين احكى لك كل حاجه واعميلى حسابك من اول الاسبوع انت نازله جامعتك .....
عبدالرحمن.....
( صوت داخلى )
سبحان الله... ربنا أراد يظهر الحقيقة من كل ناحية.
خلاص مفيش شك تانى، القضية اتقفلت على سمير، وكل الأدلة ضده.
دلوقتى الكل عرف مين القاتل ومين اللى كان بيلعب من ورا الستار، بس ماكنتش عايز البوليس يتدخل بردوا ، وبص على منير ، اللى كان واقف حزين ومكسور ، استهدى بالله يامنير واصلب حيلك ، ربنا سبحانه بيقول" ان من ازواجكم واولادكم عدو فاحذروه " صدق الله العظيم ، هنقوم له أكبر محامين
منير.......
ده قتل أكتر من روح ، وسلاح ، وأثار وياعالم ، ربنا يستر ، اسندنى ياعبد الرحمن رجلى مش شيلانى ، عليه العوض ومنه العوض......
..........بعد سنه........
ملكة.....
كانت فى الاوضه بتاعتها، قاعده على السرير
(دموعها نازلة) ودافنها راسها بين رجليها ....
شهاب..........
فتح الباب ودخل عليها
(يبص لها بابتسامة هادئة)
قرب منها ، وحط إيده على راسها ، ليه الدموع دى مش خلاص ولا ايه ، ولا فيه حاجه فى الكليه مش مفهومه .
ملكه ....
رفعت راسها له ، لاء الكليه تمام ، بس البنات اللى بيقعدوا يهزروا مع الاستاذ بتاعهم ، وهو سامح بكدة عادى ، بس مش دى المشكله
شهاب ......
بص لها بنص عين ، ماشى لارد ، البسى وتعالى رايحين مشوار...
ملكة .....
على فين
شهاب ......
تعالى ، يالا من غير كلام
بعد ساعه .....
كان واقف قدام فيلا كبيرة جديده وهو ماسك إيد ملكة، طلع مفتاح البيت ومد إيده، امسكى ياملكة مفتاح بيتك
ملكة .....
ايه بيتنا الجديد ، بجد يعنى جبت لينا بيت جيد ، وشبت باسته من خده ، وطلعت تجرى على البيت فتحت الباب وكانت سعيده ومنبهرة من اول لحظه
ملكة.....
ياااه يا شهاب، مش مصدقة... ده حلمى من زمان! بيت لينا إحنا وبس، من غير دوشة ولا مشاكل ولا حد يدخل بينا.
شهاب.....
(يبتسم وهو بيبص لها بحنان)
كان لازم أعمل كده يا ملكة، تعبنا كتير علشان نوصل للحظة دى... كل حاجة عديت علينا كانت امتحان، ونجحنا فيه سوا.
ملكة.....
(تضحك بخجل)
وأنا كنت فاكرة إنك حابب تكون هناك فى بيتك القديم ... بقالك كام شهر مشغول، لا خروجة ولا كلمة حلوة، قلت خلاص
شهاب.....
(يقرب منها خطوة بخطوة)
خلاص ايه بقى اهههه
أنا ما نسيتش، كنت بس بحاول أعملك حاجة تفرّح قلبك... البيت ده مش بس جدران وسقف، ده وعد، وعد إن مافيش تانى خوف ولا دموع.
ملكة.....
(دموعها بتنزل وهى بتبتسم)
أنا كل اللى عايزاه منك الكلمة الحلوة... لما بتقولى "يا ملكة" بحس إن الدنيا كلها واقفة بتسمعنا.
شهاب.....
(يمسك إيدها برقة)
وهى فعلاً واقفة، شايفة قد إيه انتى أغلى نعمة فى حياتى... والله يا ملكة لو رجع بيا الزمن، كنت هاخد نفس الطريق تانى، عشان أوصل لك.
ملكة.....
(تغمض عينيها وتتنفس بعمق)
هو أنا كنت فاكرة نفسى قوية، بس من غيرك ماكنتش هعرف أوقف على رجلى تانى بعد كل اللى حصل.
شهاب.....
(يبص فى عينيها بثبات)
وإنتِ السبب إنى فضلت واقف... كنت كل ما أتعب، أفتكر إن فيه حد بيستنّانى، حد بيحبنى بصدق، فكنت برجع أقوى.
ملكة.....
(تضحك وهى تمسح دموعها)
يالا بقى، ورينى البيت، ولا المفاجأة خلصت؟
شهاب.....
(يمسك بإيدها ويمشي بيها جوه البيت)
لسه المفاجأة الكبيرة جوا...
(يفتح باب أوضة فاضية وفيها نور دافئ وستارة بتتحرك من الهوا)
شايفة الأوضة دى؟ دى ليكى... عاملاها زي ما بتحبى، فيها مكتبك، وكرسيك، وكل الهدوء اللى كنتى بتدورى عليه.
ملكة.....
(تتأمل المكان والدموع تملأ عينيها)
ياااه يا شهاب... كنت فاكرة مفيش راحة بعد كل التعب ده، بس ربنا عوضنى بيك وبالحياة دى.
شهاب.....
(يحضنها برقة)
وكل اللى جاى أحلى، وعد منى يا ملكة...
اللى اتكسر اتصلح، واللى ضاع ربنا رجعه لينا بشكل أجمل.
ملكة.....
(بصوت دافئ)
طالما إنت فى حياتى، مش فارق أعيش فين... البيت الحقيقى بالنسبالى هو حضنك.
شهاب.....
(يهمس)
وأنا عمرى ما هسيبك لوحدك تانى... إنتِ ملكة عمرى، وسجنى الجميل اللى اخترته بإيدى.
(تبتسم، وتنظر حوالين البيت بخطوات بطيئة، تمسك إيده بقوة، والشمس بتدخل من الشباك تنور وشوشهم... وكأنها بتعلن بداية حياة جديدة بعد كل الحصار ، انا الحصار ليكى من هنا وجاى )
ملكة ......
بس استنى انت عرفت الألوان والفرش والستاير وكل الحاجات دى ازاى
شهاب .....
من مذكراتك، وبعد خطوتين ، وطلع علبه شيك بها خاتم زواج ، تقبلى تتجوزيني
ملكة .....
وقفت وعيونها كلها دموع ، عندها شعور مختلط ، شدت على إيده جامد ، طبعا طبعا
بعد ست سنين
اتفضل ياعبد الرحمن باشا ، خلص يامنير افندى ، امكم هتدبحنا النهارده حفله تخرجها ، قولوا الاوت فيت بتاعى حلو كده ولا اغير
يالا يابابا بسرعه
يالا دانا اللى هسلمها الشهادة بنفسى
فى قاعة الاحتفال ......
الطالبه ...ملكة جلال منير الزينى .........
(تصفيق عالى يملأ القاعة، الأضواء مركّزة على "ملكة" وهى بتستلم شهادتها، والابتسامة مالية وشها، عيونها بتلمع بالفخر والدموع فى نفس الوقت.)
شهاب....
(واقف جنبها، وهم بيصوروا سوا)
قرب منها وهمس فى ودنها بابتسامة دافية:
"شايفة؟ قلتلك اليوم ده هييجي... تعبك ما راحش هدر يا ملكة، فخورة بيكى الدنيا كلها، وأنا أولهم."
ملكة....
(بصوت مبحوح من التأثر)
"وجودك جنبى كان سر قوتى يا شهاب، انت اللى رجّعت لى نفسى."
عبدالرحمن....
(من بعيد وهو بيضحك)
"هاتوا الصورة دى كبرها... دى لحظة ما تتعوضش!"
(الكاميرات بتلتقط صورتهم وسط فرحة العيلة كلها، وضحكتهم بتملأ المكان، والنور بينعكس على وشوشهم كأن القدر بيكتب سطر النهاية بسعادة بعد سنين التعب.) 🎓
تمت ........
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى
تمت
