رواية قرية الجن الفصل الثالث 3 بقلم محمود الامين

رواية قرية الجن الفصل الثالث 3 بقلم محمود الامين

 رواية قرية الجن الفصل الثالث 3 بقلم محمود الامين


الجزء 3


وقبل ما الأستاذ فضل يكمل كلامه، سمعنا صوت تلكس عربية قدام البيت، وصوت واحد بيقول:

_ هو في حد هنا؟


اتحرك الأستاذ فضل ناحية الصوت عشان يشوف مين اللي بره، وشوية ورجع وطلب منّا نخرج معاه للشخص اللي كان بينادي من بره، ولما خرجنا لقينا واحد باين عليه إن هو موظف وبيسأل على القرية المسكونة. طبعًا هو ما قالش "القرية المسكونة"، لكن قال اسمها.. وبدأ الكلام وقال:

_ هو في إيه؟ يا جدعان عارفين مكان القرية قولولي، مش عارفين سيبوني أسأل حد تاني.


فردّيت عليه أنا وقلتله:

= حضرتك رايح تعمل إيه هناك؟ انت مش عارف إن القرية دي مسكونة؟ طيب ما سمعتش عن موظف الكهرباء اللي لقوه ميت فيها؟


_ سمعت يا سيدي، بس أنا معايا أوردر لازم أوصّله هناك، أنا تبع شركة شحن حضرتك، والعنوان في القرية دي، ولو ما سلّمتش الأوردر هتأذّى في أكل عيشي.


= تتأذى في أكل عيشك ولا تموت؟


_ بعد الشر يا أستاذ! حضرتك بتقول إيه؟ وبعدين يعني مش معنى إن حد راح هناك ومات يبقى كل حد هيروح هناك هيموت.


= أنا كنت هناك من شوية، وصدقني شوفت مصايب سودة جوه، وقدرت أخرج لكن بصعوبة. اسمع كلامي وبلاش تروح.


_ أنا غلطان إني سألتكم، أنا رايح.

...


وسابنا ومشي وراح ناحية القرية، الأستاذ فضل ضرب كف بكف وقال: سبوه على راحته. ورجعنا قعدنا تاني جوه البيت عشان الأستاذ فضل يكمل الحكاية.


واتكلم وقال:

_ الناس لما نزلت من بيت الراجل اللي حاول يقتل الشيخ نصار، سمعوا مراته بتصرخ تاني، بس المرة دي مش عشان حد مات، عشان البيت ده كان بيتحرق! وما حدش عارف النار دي جت منين. الناس حاولت تتدخل عشان تنقذ الست وعيالها، لكن النار كانت عمالة تزيد، وأول حاجة مسكت فيها هي الباب عشان تمنع أي حد يدخل ينقذهم.


الكل حاول يطفي البيت بالمية، بس اللي كان بيحاول كان بيفشل، والنار ما سكتتش غير لما البيت بقى رماد. حتى الجثث ملهاش أثر.. النار أكلتها وفتفتتها.

...


الكل في البلد كان خايف ومرعوب من اللي بيحصل، لكن كل اللي فات كوم واللي جاي كوم تاني خالص.

ما حدش كان عارف إن اللي جاي لعبة كبيرة أوي. واللي يعرف جابر كويس، هيعرف إنه شيطان عايش على الأرض، واحد مالوش آخر، وإن الفرص دايمًا بتيجيله على طبق من دهب. وده حصل لما قرر نصار يتجوز. وأقدر أقولكم إن البلد كلها كانت مستنية الشيخ نصار هيشاور على مين.


الموضوع بقى أشبه بسوق الرقيق بتاع زمان، الناس بقت تعرض بناتها على نصار عشان يختار منهم، والكل عارف إن اللي هيختارها الشيخ نصار هتبقى في حمايته هي وأهلها. بس محدش كان عارف اللي جاي إيه.


الشيخ نصار اختار يتجوز بنت اسمها غادة، بنت فلاح غلبان اسمه عبد الصمد، كان راجل محترم ومن الناس القليلة اللي مرضيوش يرخصوا بنتهم ويعرضوها على الشيخ نصار. البنت كانت جميلة فعلًا، ولكن كان في مشكلة واحدة نصار ما كانش يعرفها، وهي إن غادة كان عليها "جن عاشق" قبل كده، وإن اللي عالجها هو الشيخ جابر. الموضوع البلد كلها كانت عارفاه وده بسبب إن غادة عانت جدًا من الموضوع ده، وصوت صراخها كان الكل بيسمعه.


وفعلًا الشيخ نصار اتجوز غادة، لكن بعد جوازهم رجعت غادة تعاني من الكوابيس وتقول إنها بتشوف ناس معاها في البيت هي ما تعرفهمش. الناس ترجمت ده إنها عايشة مع الشيخ نصار، وإن الراجل ده بيعالج الناس من السحر وطبيعي الجن يكون حواليه. لكن اللي حصل كان غير.


جابر لما عرف إن نصار هيتجوز غادة، عملها سحر وربطه بالجن العاشق اللي كان عليها، واللي كان قبل كده حبسه في العالم بتاعه. والجن المرة دي مش راجع عاشق، ده راجع ينتقم من الجسد اللي كان عليه. حالة غادة بدأت تسوء، وبدأ يظهر على جسمها كدمات وعلامات زرقة. وكان بيحاول نصار إنه يعالجها، ورغم قوة نصار إلا إنه كان بيفشل في كل مرة إنه يعالجها. حسّ نصار إنه ضعف ومبقاش زي الأول، فعمل خلوة لنفسه عشان يعرف هيتصرف إزاي.


وبعد ما نصار خلص الخلوة، عمل جلسة لطرد الجن، مش هتتنسى، عشان دي كانت القشة اللي قسمت ضهر نصار. يومها البلد كلها اتجمعت قصاد بيته عشان صوت الصراخ اللي كان طالع من جوه مكانش طبيعي، ولا كان صوت بشر من الأساس.


وبدون سابق إنذار، الصوت سكت، والناس بدأت تقلق. خصوصًا لما خبطوا كتير على بيته ما فتحش. فكسروا الباب، ووقتها كل الناس شافت غادة ميتة، بقها كان معوج، وجلدها مكرمش كأنها عجوزة، ومليان جروح. وعينيها المفتوحة كان لونها أسود. ونصار كان قاعد على الأرض، حاطط إيده على دماغه وكأنه بيستوعب اللي بيحصل.

...


اللي حصل يومها غير نصار 180 درجة، بس ده طبعًا ما عجبش الناس. عشان الناس دي عاوزة الساحر اللي هيحل كل مشاكلهم.


لكن لما نصار قرر يتوب، كانت هي دي بوابة الجحيم اللي اتفتحت عليه. بعد أسبوعين من وفاة غادة، الناس لقت نصار خارج ورايح ناحية الجامع. كان مبهدل وشعره منكوش وباين عليه التعب، وقبل ما يدخل الجامع...

....


وقف الأستاذ فضل الحكاية لما سمعنا صوت صرخة جاية من بره. خرجنا عشان نعرف في إيه. الصوت كان جاي من ناحية القرية. الأستاذ فضل سكت وبص في الأرض وقال: إحنا حذرناه وهو مسمعش الكلام.


وكالعادة أنا فضولي سايقني، ركبت العربية وحاولت أدورها، ودارت. بس المرة دي سبت أشرف مع الأستاذ فضل ورحت بالعربية لوحدي. وأول ما وصلت هناك شوفت منظر مفزع: موظف شركة الشحن كان متقطع، وكانت محفظته واقعة على الأرض. مش عارف ليه جالي فضول أخد المحفظة، وركبت العربية ورجعت بسرعة على الأستاذ فضل وبلغته اللي حصل، بس فضل ساكت. وهنا تدخل أشرف وطلب من الأستاذ فضل يكمل كلامه وباقي الحكاية.


وفعلًا بدأ يكمل ويقول:

_ نصار كان لسه ما تخلصش من الجن اللي معاه. ودخوله الجامع أكيد هيأذيهم. عشان كده، قبل ما يدخل جسمه اتخشب واتكتف ووقع على الأرض وهو بيصرخ. بس أهل البلد، ما حدش فيهم قرب منه. وخلاص هما عرفوا وتأكدوا إن الشخص ده مش هيعرف يحميهم تاني، ولا هيعرف ينفذ حاجة.


الناس عرفت قوة جابر، وكانوا متأكدين إن هو السبب في اللي حصل لغادة.


ولما نصار فاق، رجع على بيته وحبس نفسه، ما كانش بيخرج غير عشان يجيب أكل ويرجع. شكله اتغير، بقى نحيف، وعنده دقن مغطية وشه. وجابر كان بيراقب كل ده وهو مبسوط. وفي يوم جابر طلب من الناس إنها ترمي نصار بره البلد، ولو اعترض يقتلوه. وللأسف دي كانت بداية الخراب. وما تنسوش في الأول إني قلتلكم إنها لعبة كبيرة. والكل كان فاكر إن نصار خلاص انتهى. لكن الصدمة في اللي حصل يومها.


معظم الناس اللي من أعوان جابر اتحركت على بيت نصار، وبدأوا يخبطوا ويطلبوا منه يخرج من البيت ومن البلد كلها. وهما بيتكلموا، الباب اتفتح لوحده. واللي خرج منه عقارب لونها أسود وحجمها كبير، ومش واحد ولا اتنين، لأ.. ده جيش عقارب خلّى الناس كلها تجري من المنظر.

....


كان الأستاذ فضل لسه بيحكي الحكاية، وما أخدتش بالي إن المحفظة وقعت. فمسكها أشرف وفتحها واتكلم وقال:

_ هي دي محفظة الموظف بتاع شركة الشحن؟


= آه هي يا أشرف.


_ ده طلع من المنصورة.

...


وقتها الأستاذ فضل طلب يشوف البطاقة عشان يعرف هو منين من المنصورة بالظبط. وأول ما بص في البطاقة برق وقال: أنا عرفت السبب اللي الناس بتيجي عشانه البلد. أنا عرفت الناس دي بتموت ليه دلوقتي.


وقبل ما يتكلم، سمعنا صوت صراخ رهيب جاي من ناحية المقابر.. خرجنا نجري، وكانت الصدمة...


يتبع الجزء الرابع

....

#محمودالأمين


                  الفصل الرابع من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×