رواية ما لم يقله المنام الفصل الثامن عشر 18 بقلم هاجر نورالدين

رواية ما لم يقله المنام الفصل الثامن عشر 18 بقلم هاجر نورالدين

_ لأ ياقلب حضرة الظابط، لا يجوز.

لفيت وشي ناحيتهُ وإبتسامتي إختفت،
قربت منهُ لدرجة وشي بقى في وشهُ بالظبط.

إتكلمت وقولت بحدة وبغض:

_ أفندم محتاج حاجة من خطيبتي؟

رد عليا ببجاحة وغضب وقال:

= مين دي اللي خطيبتك، وبعدين إنت مين ومالك بينا أصلًا.

إبتسمت بسخرية وقولت وأنا بزغدهُ في كتفهُ مع كل كلمة بقولها:

_ ما إحنا لسة قايلين خطيبها ولا إنت مبتسمعش؟

مسك إيدي ونزلها عن كتفهُ وهو بيقول بغضب وتهديد صريح:

= طيب إمشي من هنا أحسن ليك بكتير صدقني عشان لو غير كدا هتزعل وإحنا أهلها ومش معترفين بيك.

كنت باصص لإيدي وأنا مبتسم إبتسامة جانبية وبعد ما خلص كلامهُ بصيتلهُ والإبتسامة لسة على وشي ومرة واحدة لويت دراعهُ ورا ضهرهُ.

إتكلمت وقولت بنبرة حادة مفيهاش آي تهاون وقولت جنب ودنهُ:

_ المرة دي هسيبك عايش عشان متعرفش إنت بتكلم مين بس،
لكن غير كدا المرة الجاية مفيهاش سماح أو رحمة صدقني.

خلصت كلامي ورميتهُ بعيد عني بعنف وأنا باصصلهُ بلا مبالاة،
إتكلم بغضب وهو بيتألم وماسك دراعهُ:

= مهما كنت مين عمرها ما هتخلص على كدا أبدًا،
وإنتِ ليا صرفة تاني مع عمك يعيد تربيتك من أول وجديد.

كنت هقرب منهُ والمرة دي هضربهُ بجد بس ليلى مسكتني،
إتكلمت بإبتسامة وإعتراض وقالت:

_ لأ بلاش، ميستاهلش صدقني وبعدين لسة ميعرفكش،
المرة الجاية هسيبك براحتك.

بصيت تاني ناحيتهُ بس كان مشي خلاص،
رجعت بصيت ناحيتها وأنا مبتسم وقولت:

= عيوني يا قلبي دا إنتِ تأمريني أمر كدا.

بصتلي بإحراج وبعدين قالت بتوتر وهي بتبعد عني:

_ قلبك إي بس إستهدى بالله كدا إحنا لسة مش مخطوبين رسمي.

غمزتلها وقولت بسعادة:

= حضري عمك بسرعة عشان الخطوبة ولو موافقش مش محتاجبنهُ أصل أنا مش هستنى كتير وكدا كدا هنتخطب يعني.

بصتلي ثوانٍ بتفكير وبعدين قالت بتذكر وفضول:

_ آه صح، إنت لسة بتحلم بيا؟

إبتسمت وقولت بهدوء:

= بعشق النوم عشان الحاجة دي.

إتكلمت بتوتر وإحراج وقالت:

_ طيب بما إنك بتشوف مستقبلي، شايف إي فيه؟

إتكلمت بنبرة رومانسية نوعًا ما وقولت:

= شايفك حبيبتي وكل حاجة في حياتي، وإنتِ بتموتي فيا.

بصتلي بدهشة وبعدين إتكلمت بخجل:

= إي دا بجد، أنا شكلي كدا نسيت الأكل على النار عن إذنك.

إتحركت من قدامي بتوتر وأنا ضحكت وقولت:

_ بس إنتِ لسة راجعة من الشغل مفيش أكل أصلًا!

شاورتلي بعلامة "باي باي"، وهي مبتسمة وطلعت الشقة.

إبتسمت وأنا بتنهد براحة عشان متحمس لكونها في حياتي،
متحمس لفكرة الحب والونس والدفئ وحاجات كتير.

طلعت بعدها البيت وغيرت هدومي وكان كريم قاعد على السفرة وبيتابعني وأنا بتحرك في الصالة وبغني رايح جاي.

كان ساند راسهُ على إيدهً اللي ساندها على السفرة،
كان باصصلي بشك إني تقريبًا إتجننت.

بصيت ناحيتهُ وأنا خارج من المطبخ وفي إيدي كوباية النيسكافيه وقولت بتساؤل وإبتسامة:

_ حبيبي يا كرملة حقك عليا نسيت اسألك لو هعملك معايا.

بصلي بدهشة وعدم إستيعاب وبص حواليه يمين وشمال وبعدين قال بإستغراب وتساؤل وهو بيشاور على نفسهُ:

= هو كرملة دا أنا؟

إبتسمت وبعتتلهُ بوسة في الهوا وكملت غنا وأنا رايح أوضتي،
سمعت صوتهُ من ورايا وهو بيخبط كف بكف وقال:

= لا حول ولا قوة إلا بالله، ويرجع يقولي البنات كلت دماغك وهو ما شاء الله عليه، هو مش دا اللي كان بيقولي بلا حب بلا كلام فارغ مش فاضي للكلام دا!

دحلت أوضتي وقعدت ولسة همسك موبايلي جه كريم ورايا وقال وهو ساند على الباب:

= هو حضرتك مش هتديني الموبايل بتاعي؟
يعني مش كفاية عقاب كدا أنا مش عيل صغير لكل دا.

بصيتلهُ بجنب عيني وأنا مش عايز أعكر مزاجي وقولت بهدوء وإبتسامة بسيطة:

_ قولتلك أول ما ألاقيك إتغيرت فعلًا وناوي تستثمر وقتك وشبابك وأيامك في الجامعة في الصح بعيد عن الحاجات الغبية اللي مبتأكلش عيش دي هديهولك بنفسي وهغيرهولك للأحسن كمان.

جه وقعد جنبي على السرير وقال بعيون رجاء:

= طيب عشان خاطري هاتهُ وأنا هثبتلك إني قد المرة دي وقد وعدي، ولو حصل ومسكت عليا آي حاجة تاني متخلينيش أشوفهُ أو ألمحهُ وإمنع عني كل حاجة كمان.

شربت شوية من النيسكافيه وقولت بهدوء وأنا باصصلهُ بتفكير:

_ عجبني الكلام، بس قبل ما أشتري عملت إي في الإمتحان بتاع إمبارح عرفت إن عندكم إمتحانات شهر الفترة دي.

إبتسم وقال وهو بيغمزلي:

= عيب تسألني سؤال زي دا أنا حاليًا دحيح الدفعة ودا لأني فعلًا عرفت قيمة المكان اللي أنا فيه واللي لازم أعملهُ، ها إشتري بقى.

إبتسمت وفتحت درج الكومودينو اللي جنبي وطلعت منهُ الموبايل ومديتهُ ناحيتهُ وأنا بقول:

_ المرة دي هي الأخيرة ليك، خليك قد وعدك ومتطلعش بايعلي بيعة بايظة وخربانة عشان هتضايق وإنت عارف لما بتضايق بضايق كل اللي حواليا بشكل أكبر.

خد الموبايل وهو مبسوط وقام بحماس وسعادة وهو بيقول وحاضنهُ:

_ ربنا ما يضايقك أبدًا يا أخويا يا كبير ياللي مفيش منك ولا في حنيتك يارب.

إبتسمت على حركاتهُ الطفولية دي وسكتت وأنا بفكر،
وأكتر حاجة مسيطرة على تفكيري هي إني أطلع لـ ليلى في البلكونة دلوقتي.

أنا شكلي خيبت بجد البت وحشتني جدًا!

قومت ناحية البلكونة ولكن كانت قافلة البلكونة بتاعتها،
إتضايقت بصراحة ولكن رجعت على السرير تاني وغمضت عيني.

يعني كان نفسي أنام بدري وبراحتي بقى لتاني يوم،
ولكن اللي في حياتهُ طارق مستحيل يرتاح.

أحيانًا بشك إنهُ زومبي أو ڤامبير،
الراد دا غريب وطول اليوم صاحي بجد!

رديت عليه وقولت:

_ ربنا يقل راحتك يا أخي أكتر ما هي قليلة.

جاوبني بنبرة دهشة وقال:

= ما لو أنسة ليلى مكانش دا بقى كلامك،
ولكن خلاص طارق راحت عليه.

كتمت ضحكتي وأنا بقول:

_ راحت عليك إزاي يعني يابني هو إنت مراتي الأولى؟

رد عليا بنبرة ضيق وقال:

= بقولك إي يا عصام باشا مش هدخل معاك في الموضوع دا دلوقتي عشان أنا فيا اللي مكفيني.

مسحت على وشي وأنا هفطس ضحك وأنا كاتمهُ وقولت بتساؤل:

_ أيوا إشجيني؟

إتكلم بجدية وعملية وقال:

= دلوقتي في حاجة غريبة بتحصل شوفتها وأنا مروح وقولت لازم أقولك لأن اللي خلاني آخد بالي منها إنك سألتني قبل كدا وخلتني آخد بالي وأركز.

قومت إتعدلت وقولت بتساؤل وتركيز:

_ حاجة إي إحكيلي؟

إتكلم بعملية وقال:

= دلوقتي أنا كنت مروح عادي وسايق العربية،
بس الظابط اللي كنت سألتني عليه دا مريب،

يعني قابلتهُ في الطريق وأنا سايق كان سايق عربيتهُ وماشي جنبي، مشافنيش ولكن بعد ما تخطاني بخطوتين الشنطة فيها حاجة.

إتكلمت بتساؤل وتركيز أكتر وقولت:

_ حاجة زي إي مثلًا؟

إتكلم طارق وقال:

= جايلك في الكلام أهو، المهم شكيت في حركة الشنطة وخصوصًا إن عليها خدوش ومقاومات وكأن كان عليها خناقة وصاحب الخناقة بضوافر،

تابعتهُ ومشيت وراه وبعدها وصلنا لمكان مقطوع حرفيًا وعرفت إنهُ مقابر مهجورة ونقلوا منها الجثث من فترة مش طويلة،

المهم فضلت مستنيه لحد ما طلع من شنطة العربية شوال ودفنهُ بطريقة محترفة وكان لابس جلاڤزات وكمامة وكان في قمة الهدوء وبيغني كمان وبعدها مشي.

إتكلمت بقلق وتساؤل وقولت:

_ وإنت فين دلوقتي يا طارق؟

رد عليا بكل بساطة وقال:

= أنا في المكان اللي دفن فيه الجثة،
وقدام المكان بالظبط إتصلت بيك بقى لأني شاكك في الموضوع وحاسس في جريمة مش فاهمها بس مش هنخسر حاجة لو حققنا.

قومت بسرعة وأنا بلبي آي حاجة قدامي بتوتر وقولت بزعيق:

_ إمشي من عندك يا غبي، إمشي حالًا لأن دا مش من النوع اللي بيمشي فور أنتهائهُ من الجريمة حالًا أتحرك.

رد عليا طارق بإستغراب وتساؤل:

= مش فاهم يعني إي مش من...

بعدها سمعت صوت خبطة قوية وصوت صريخ طارق وبعدها الخط قفل، كنت هتجنن وأنا بتصل بيه مرة تانية وكان موبايلهُ مقفول.

#هاجر_نورالدين
#ما_لم_يقلهُ_المنام
#الحلقة_الثامنة_عشر
#يتبع

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×