رواية ما لم يقله المنام الفصل الرابع 4 بقلم هاجر نورالدين


 رواية ما لم يقله المنام الفصل الرابع 4 بقلم هاجر نورالدين


_ يا عصام باشا حضرتك نمت تاني؟


فوقت على صوت طارق المزعج الحقيقة،

مكنتش في حالة مزاجية كويسة أبدًا خصوصًا بعد اللي شوفتهُ.


ياترى لو البنت دي بجد وموجودة في الحقيقة هي فين؟


وياترى ليه بشوفها أنا بالذات وأنا معرفهاش،

أنا بقيت حاسس بتوهة كبيرة وعدم فهم لآي حاجة.


إزاي ممكن شخص يحلم بحياة شخص وأيامهُ بالتفصيل!

إزاي شخص ممكن يعيش حوادث شخص تاني!


الحقيقة إني مش فاهم ولكن دماغي مش قادرة تبطل تفكير،

لحد ما طارق إتكلم وهو بيحاول يخليني أنتبه ليه وقال:


_ يا عصام باشا حضرتك كويس، نأجل التحقيق طيب؟


مسحت بإيدي على وشي وقولت وأنا بحاول أسترجع تركيزي:


= لأ لأ أنا كويس، جبت المطلوبين ولا لسة؟


إتكلم طارق بعملية وقال:


_ أيوا موجودين برا في الإنتظار.


عدلت قعدتي وقولت بتنهيدة:


= طيب دخلهوملي واحد واحد يلا.


خرج بعدها طارق وبدأ بـ عيد أشرف،

قعد قدامي وهو كان أحد أصدقاء المجني عليه.


كان شكلهُ متوتر وعرقان وقاعد مش على بعضهُ،

إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ إحكيلي شوية عن علاقتك بالمرحوم.


مسح العرق من على جبينهُ اللي كان سببهُ التوتر وقال:


= حسن كان صاحبي وكان بيننا كل خير يعني مفيش حاجة تانية وزعلت جدًا لما عرفت اللي حصل.


إتكلمت بتساؤل وأنا بمارس أسلوب الضغط الخفي وقولت:


_ بجد!

أومال خناقتكم كانت كتير ليه الفترة الأخيرة وبتتوعدوا لبعض؟


بصلي بصدمة شوية وبعدين قال بتوتر واضح:


= لأ لأ دي خلافات صحاب عادي لكن مفيش خناقات وعداوة لأ.


إتكلمت بتساؤل وأنا بتفحصهُ أكتر وقولت:


_ يعني إنت بتنكر إن كان في بينكم خلافات بسبب وصولات الأمانة والفلوس صح كدا؟


سكت شوية وهو باصص في الأرض وعينيه مش ثابتة،

التوتر بياكل فيه ودا يخليني مخادش آي كلمة منهُ.


ويخليني أحطهُ من ضمن المشتبه فيهم،

رد عليا وقال وهو بيحاول يبان طبيعي:


= يعني هو جه فترة ساعدنا فيها في فلوس وبعدين رجعنالهُ فلوسهُ والموضوع خلص مش أكتر من كدا عادي يعني بتحصل.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ يعني فلوسهُ رجعتلهُ وخلاص القصة دي إنتهت وإتقفلت؟


إتكلم بنفي التوتر وهو مش على بعضهُ وقال:


= أيوا خلصت خلاص.


سندت ضهري على الكرسي وقولت:


_ إممم ومين بقى اللي يثبت إنكم دفعتوا الفلوس دي؟


إتكلم بنبرة مهتزة وقال:


= ما خلاص اللي هيثبت الله يرحمهُ، بس يعني إي علاقة الموضوع دا بالقضية وبـ حسن يعني دا كان خلاف بين صحاب عادي لكن أكيد مش هيوصل بينا نأذي صاحبنا تحت آي ظرف!


بصيتلهُ بتفحص وقولت بهدوء:


_ تقدر تتفضل دلوقتي يا عيد بس هنحتاجك كتير الفترة الجاية في التحقيقات ياريت تكون متعاون معانا.


خرج من المكتب وهو شِبه بيجري وكأنهُ ما صدق،

إتنهدت وطلبت اللي بعدهُ واللي كان إسمهُ صلاح عادل.


دخل وقعد وكان باين عليه متماسك أكتر من عيد،

واكن دا ميمنعش إنهُ متوتر حتى لو كان بيحاول يخفي دا.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ إحكيلي عن طبيعة علاقتك مع حسن.


بدأ يتكلم بصوت يبان قوي واكن ميخلاش من الإهتزاز وقال:


= عادي يعني حسن كان صاحبي وبعدين حصل بيننا خلاف وقطعنا مرة واحدة وبقالي فترة كبيرة معرفش عنهُ حاجة.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ إمم وإي سبب الخلاف اللي بينكم؟


إتكلم وقال:


= عادي يعني، كان بيننا فلوس وكدا وإتخانقنا مع بعض بسببها وبعدين قطعنا مرة واحدة محدش يعرف حاجة عن التاني بقالنا أكتر من شهرين تلاتة كدا لكن غير كدا معرفش.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ وموضوع الفلوس دا خلص على إي ومين كان ليه عند التاني؟


إتنهد وهو بيحاول يتكلم بثبات وقال:


= عادي خلص بالنسيان يعني، هو كان ليه عندنا مبلغ كدا كنا حاطينهُ في مشروع خاص بينا ولكن فشل واللي حصل حصل يعني وكنا مستنيين نسد الفلوس دي ودلوقتي ظهر خبر وفاتهُ.


إتكلمت بتفحص أكتر لملامحهُ وقولت:


_ إممم يعني لسة مسدتوش الفلوس اللي عليكم ليه؟


إتكلم بإنفعال متوتر شوية وقال:


= هو في إي يا حضرة الظابط حضرتك بعتت تجيبني هنا ودلوقتي حاسس إن بيتحقق معايا وطبيعة علاقتي مع حسن كانت عادية جدًا يعني مفيهاش حاجة.


إتكلمت بهدوء وقولت:


_ محدش حاليًا بيحقق معاك يا صلاح، 

إحنا بنستجوب كل معارف الضحية لإن الجريمة مش هينة،

ولازم عشان مصلحة صاحبك تعرفنا كل حاجة طبعًا، ودلوقتي تقدر تقوم تتفضل أنا عرفت اللي عايز أعرفهُ ولكن هنتابع معاك أكتر وياريت تبقى موجود دايمًا للتعاون.


قام بعدها مشي وهو بياخد نفسهُ،

اللي بعدهُ دخل وكان إسمهُ عمرو فايز.


قعد عمرو وكان متوتر جدًا، بيحاول يداري إيديه اللي بتترعش،

إتكلمت بنفس السؤال المعتاد وقولت:


_ إحكيلي عن طبيعة علاقتك مع المرحوم حسن.


إتنهد وخد نفس كبير قبل ما يقول بحزن وتوتر:


= حسن كان صاحبي، كان كويس جدًا وللأمانة عمري ما شوفت منهُ حاجة وحشة، حسن كان أخ كبير لينا كلنا وعمرهُ ما شاف حد فينا في زنقة إلا وساعدهُ.


كنت ببصلهُ بتفحص كبير وللأسف كان كلامهُ صادق،

إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ حصل بينكم خلاف الفترة الأخيرة ممكن تقولي عليه؟


إتكلم وهو بيدمع وقال:


= أيوا حصل كان بيننا خلاف بسبب مبلغ كدا كان مديهولنا ووصولات الأمانة وقطعنا بعض بسببهُ لكن معرفش حاجة تاني أكتر من كدا.


إتكلمت بتساؤل وأنا بحاول أضغط عليه بعد ما قربت من المكتب قدامهُ بجسمي وقولت:


_ متأكد متعرفش حاجة تاني يا عمرو؟


فضلت عينيه رايحة جاية في الأوضة ومسح دموعهُ وقال بتوتر وخوف واضح:


= أيوا مفيش حاجة تاني.


سندت ضهري على الكرسي وقولت:


_ تمام يا عمرو تقدر تتفضل ولما نحتاجك تاني هنبلغك.


قام فورًا وخرج برا المكتب،

دخل بعدها طارق وأنا كنت قاعد بفكر في كل دا.


إتكلم طارق وقال بتساؤل:


_ ها يا عصام باشا؟


رديت عليه وقولت وسط تفكيري:


= التلاتة كدابين وكلامهم متناقض مش مترتب،

متفقين يقولوا نفس الكلام ولكن كل واحد قالهُ بطريقتهُ اللي غيرت الكلام والإعتراف من غير ما يحسوا، الأخير هو أضعف واحد فيهم من حيث العشرة والضمير دول ممكن نضغط بيهم عليه والأول جبان ولسانهُ سابق تفكيرهُ، التاني دا بقى أكتر واحد أنا شاكك فيه، البجح دايمًا بيبقى وراه كارثة.


عايزك تتابعهوملي أكتر وقولي لقيوا سلاح الجريمة ولا لسة؟


إتكلم طارق بعد ما كان مستمع وبيفكر وقال:


_ لسة للأسف ولكن البحث لسة جاري.


إتكلمت بتفهم وقولت:


= عايزك تحققلي كويس حوالين التلاتة دول،

وقولي نتيجة الطب الشرعي إي أخبارها من مل اللي كان في المسرح لقوا بصمة أو آي حاجة؟


إتكلم طارق وقال:


_ نتيجة الطب الشرعي هتبقى عندنا الصبح بالكتير عشان لقيوا حاجات كتير ممكن تفيدنا في التحقيق وتفيدهم هما كمان لإنهم لقيوا شعر ودم مش تابع للضحية.


بصيت بإهتمام لطارق وقولت:


= ممكن دول يبقوا طرف خيط لينا، تابع معاهم وبلغني.


وافقني وبعدين قولت بتعب وأنا بقوم وباخد الچاكت بتاعي:


_ أنا هروح دلوقتي لأني تعبان جدًا ولو حصل آي حاجة كلمني.


مشيت بعدها وأنا طول الطريق بفكر في البنت اللي عايشة جوا أحلامي اللي معرفهاش دي!


إزاي ممكن شخص يعيش جوا دماغ شخص تاني،

مع أهلهُ ومشاعرهُ ويومهُ بالتفصيل!


إزاي بحلم بحياة بنت معرفهاش!


روحت البيت وكان كالعادة الأستاذ قاعد بيحبلي في الموبايل،

بصيتلهُ وقولت بغضب:


_ هو إنت عايز تتهزق قدامهم كل يوم؟


عمل ميوت بسرعة وقال بنبرة رجاء وغضب:


= يا عصام متهزرش بقى المرة دي بتكلم بجد،

البنت دي مينفعش أخسرها صدقني دي بالذات بحبها.


إتكلمت وقولت برفعة حاجب وإستنكار:


_ وبتاعت إمبارح اللي خلتك تنسى كل البنات التانية؟


بصلي بغضب وقال:


= ما في حد كدا كان السبب وخلاها تصرف نظر عني.


إتكلمت بسخرية وقولت:


_ ولحقت تلاقي بديل وتحبها دي بالذات اللي مينفعش تخسرها؟


بصلي بنظرة إستعطاف وقال:


= أيوا والله أبوس إيدك بقى سيبني يمكن ربنا يهديني وأتجوزها.


بصيتلهُ بنظرة فارغة وأنا مش عارف أقولهُ إي ولكن قولت وأنا بضغط على دماغي:


_ لأ إنت فعلًا محتاج تدخلك الحجز يومين تتربى وتسترجل كدا وتطلع تاني، قال يتجوز قال اللي لسة كان بيغير البامبرز أول إمبارح!


رد عليا بإستنكار وقال:


= هو في إي على فكرة أنا 22 سنة يعني كبير إنت بس اللي لسة شايفني عيل صغير عشان أخوك الصغير مش أكتر.


رديت عليه بإستفزاز وأنا ماشي من قدامهُ:


_ وهتفضل كدا حتى لو بقت 44 عشان اللي زيك عمرهُ ما يكبر يا اللي الستات هتاكل عقلك.


سيبتهُ في غيظهُ ودخلت خدت دش عشان أنام،

الحقيقة عندي حاجات تانية كتير مهمة من ضمنها عايز أعرف ليلى عملت إي.


على طول أول ما خرجت رميت نفسي على السرير ونمت.


_________________________


كانت ليلى في أوضتها رايحة جاية بتوتر،

كانت بتبص على الساعة اللي كانت 12 ونص بالليل.


طلعت فستان أزرق وطرحة بيضا ولبستهم،

فضلت كل شوية رايحة جاية عند الباب بتبُص من الفتحة على برا.


لحد ما خدت نفس عميق وفتحت باب أوضتها،

كان في إيديها الموبايل بتاعها وشنطة صغيرة.


أول ما وصلت عند باب الشقة وفتحتهُ لقت أخوها طالع من الأوضة التانية بالصدفة.


أول ما شافها طلع يجري عليها وهي كمان طلعت تجري وهي بتصرخ.


إتكلم وقال وهو نازل وراها:


_ إطلعي هنا يابت بدل ما أموتك المرة دي.


كانت بتعيط وبتصرخ وهي نازلة تجري من غير ما تقف،

مهتمتش ليه وأول ما نزلت الشارع صرخت بأعلى صوت تستنجد بالناس في الشارع.


ناس كتير إتلمت على صوتها وخصوصًا عشان جيرانها عارفينها وقفوا جنبها وواحدة ست منهم كانت موقفاها وراها قالت بتساؤل وزعيق لأخوها:


_ في إي إنت مين؟


إتكلم حسام أخوها وقال بعصبية:


= مالكيش دعوة إنتِ أخ وبيربي أختهُ، إطلعوا منها كلكم.


إتكلمت ليلى بسرعة وقالت:


_ إنتوا عمركم شوفتوه معايا؟

أنا معرفهوش وهو عايز يخطفني.


إتكلم حسام وهو بيقرب منها وعايز يضربها:


= وحياة أمك لأعرفك وأربيكِ من أول وجديد.


كذا حد من الرجالة اللي واقفين منعهُ ووقتها قالت ليلى بزعيق:


_ عايزة أروح القسم حالًا، ساعدوني بالله عليكم.


وقتها والرجالة ماسكة حسام كذا حد ركبوها عربية وركبت معاها واحدة من الجيران وراحوا للقسم ووراهم حسام وأمهُ اللي نزات متأخر واللي ركب بعدهم ومشي وراهم.


_______________________


صحيت في الوقت دا فجأة،

صحيت وأنا مش فاهم إي اللي صحاني وأنا مكملتش خمس دقايق نايم ودا بعد ما بصيت للساعة عرفتهُ.


والساعة كانت وقتها 12 ونص،

وقتها قعدت على السرير بفكر.


لو اللي بيدور في بالي صح فـ هي هتنزل من البيت دلوقتي وتطلب تروح القسم بعد الخناقة.


طيب ما يمكن كل دا وإني صحيت دلوقتي عشان أشوفها!


طب ما يمكن هتيجي على القسم هناك ودلوقتي المفروض أشوفها!


من غير تفكير كتير الحقيقة لبست ونزلت تاني بسرعة تحت نظرات أخويا اللي مستغرب وروحت للقسم.


كانت الساعة بالظبط بعد ما وصلت 1،

إستغرب طارق مجيتي وقال بتساؤل:


_ في إي يا عصام باشا؟


بصيتلهُ وقولت بتوتر غريب عليا:


= مفيش حاجة، بقولك إي لو جات واحدة معاها واحدة ست وفي خناقة بينها وبين واحد بيقول انه اخوها ومعاهم امهم عرفني فورًا.


بصلي طارق بإستغراب وقال:


_ يعني حضرتك عرفت إزاي إن كل دا هيحصل، جالك بلاغ إن في خناقة زي كدا يعني ولا...


في الوقت دا سمعنا صوت عالي جدًا برا،

خرجنا نشوف في إي وأول ما طلعت لفت نظري بنت بضهرها لابسة فستان أزرق وطرحة بيضا.


أول ما لفت وكانت بتعيط كانت هي!

إزاي دا وإزاي اللي بيحصل وإي دا أصلًا!


من غير ما أحس نطقت وقولت:


_ ليلى!


#هاجر_نورالدين

#ما_لم_يقلهُ_المنام

#الحلقة_الرابعة

#يتبع


            الفصل الخامس من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×