رواية ما لم يقله المنام الفصل التاسع 9 بقلم هاجر نورالدين
_ عصام باشا جالنا بلاغ عن مكان عم البنت.
صحيت من غفلتي على صوت طارق وهو بيقولي كدا،
دعكت عيني وأنا مبتسم، مش بالنسبة للخبر اللي طارق قالهُ على قد ما بسطني محتوى الحلم أو الرؤية مبقتش عارف.
كنت في غاية سعادتي الحقيقة،
يعني كدا العلاقة بيني أنا وليلى هتطور؟
يعني هتحبني وهخطبها بجد؟
إتكلم طارق لما لقاني سرحان ومبتسم وقال بتنبيه:
_ يا عصام باشا.
بصيتلهُ بإنتباه وقولت بجدية وأنا بقوم:
= يلا بينا على المكان.
إتحركنا مع بعض على طول للمكان،
كنت طول الطريق مش قادر أركز مع آي حاجة غير الحلم.
إتكلم طارق وقال بإنفعال طفيف:
_ يا عصام باشا بكلمك طول الطريق وحضرتك مش مركز معايا!
بصيتلهُ بحدة وقولت بتنهيدة:
= إتفضل يا طارق قول قبل ما تقوم تاخدلك قلمين.
إتحمحم وقال بهدوء:
_ يا عصام باشا مقصدش بس القضية دي صعبة جدًا ومهمة وبقول لحضرتك معلومات بس حضرتك مش عارف مش مركز معايا ليه.
لفيت بجسمي ناحيتهُ كـ نوع من أنواع إظهار الإهتمام وقولت:
= إتفضل قول أنا معاك أهو.
بدأ ياخد نفسهُ وقال:
_ البلاغ اللي جالنا من شخص بيشتكي إن في صوت تكسير وخبط كتير في الشقة اللي فوقيه واللي كانت فاضية بقالها كتير.
بعد ما خدنا بياناتهُ وبيانات البيت عرفنا إن الشقة دي مِلك لـ رأفت عبد العزيز وهو هو عم البنت الضحية.
سكتت شوية وأنا بفكر في الكلام وقولت بتفكير بصوت عالي:
= لو اللي بتقولهُ دا صح والراجل هو اللي هناك دلوقتي يبقى الراجل دا بيعمل حاجة مش مظبوطة في الشقة.
هز طارق راسهُ وهو سايق وباصص للطريق وقال:
_ بالظبط كدا، عشان كدا بعتت عربية يراقبوا العمارة عقبال ما نوصل ويشوفوا لو إتحرك أو نزل.
طبطبت على كتفهُ وقولت بحماس:
= براڤوا عليك يا طارق.
إبتسم وكملنا باقي الطريق كل واحد ساكت وبيفكر،
أنا كنت شوية أفتكر الحلم والكلام وأبتسم وشوية تفكيري يرجع للقضية وأندمج معاها لحد ما وصلنا.
نزلت من العربية وطلعنا على طول الشقة والعربية اللي كان فيعا رجالتنا لسة واقفة تحت وقالولنا إن محدش طلع ولا نزل.
لما طلعنا للشقة خبطنا أكتر من خمس دقايق ومحدش فتح مع إن الجار والرجالة مأكدين إنهُ منزلش من الشقة.
وفهمنا إنهُ عرف إننا اللي واقفين قدام الباب وعشان مش عايز يعلن عن وجودهُ.
كسرنا الباب ودخلنا وكان هو بيحاول يهرب من البلكونة بِما إنهُ في الدور التالت فـ كان متردد وخايف.
راحوا إتنين وكلبشوه وأنا فضلت ألف في الشقة شوية عشان أشوف كان بيهبب إي.
لحد ما وصلت للحمام وكانت أرضيتهُ مش نضيفة،
رمل كتير وبلاط من نفس بلاط الشقة وغير أسمنت واقع في أرضية الحمام بشكل عشوائي ناشف ومتجمد.
كملت لف في الشقة لحد ما دخلت أوضة مقفولة،
كانت ضلمة وريحتها وحشة وصعبة جدًا.
فتحت النور وأنا بحاول أكتم مناخيري من الريحة البشعة اللي هبت لما فتحتها.
كان البلاط عالي في حتة معينة في الأوضة ودا واضح من فوق السجادة اللي محطوطة.
روحت وتحاملت على نفسي بسبب الريحة وشيلت السجادة،
كان البلاط محطوط فعلًا بشكل عشوائي وواضح إن اللي حطهُ حد مش محترف ولا فاهم في التبليط.
كان في بلاط ناقص كتير من الأرض تحت السجادة،
روحت تحديدًا للمكان العالي وشيلت البلاط بسهولة لأن الأسمنت كان لسة منشفش ولا هو متناسق بالشكل اللي يمسك.
وكالمتوقع لقيت جثة،
جثة واحد وباين عليها بقالها شوية حلوين هنا.
دخل في الوقت دا طارق وأنا مكنتش قادر أتحمل الريحة أكتر من كدا فـ طلعت من الأوضة وسيبت طارق جوا.
وقفت برا وأنا باخد نفسي بشكل سريع ورا بعض،
طلع ورايا طارق وهو مصدوم وقال بتساؤل:
_ دا إي دا يا عصام باشا؟
بصيتلهُ بغضب وقولت:
= إنت شايف إي؟
نقلت نظري للحيوان اللي لسة واقف وبيعيط وروحت ناحيتهُ بغضب عاميني ومسكتهُ من لياقة قميصهُ وقولت بعصبية:
_ إنت القتل رحمة ليك والله،
إنت تاخد مؤبد وتترمي وكل يوم لازم تشوف كل أنواع العذاب لحد ما تموت وتغور في داهية.
كنت لسة همد إيدي عليه بس طارق منعني وقال وهو بيحاول يبعدني عنهُ:
= عصام باشا متركبش نفسك غلط سيبهُ دلوقتي بس.
بعدت عنهُ وأنا بشد في شعري وأنا ماسكهُ بقوة وأنا مغمض عيوني وبحاول أهدي نفسي.
إتكلمت موجه كلامي لـ طارق وقولت:
_ بلغ الناس عندنا بالجريمة دي وخليهم يتواصلوا مع الطب الشرعي وييجوا يشوفوا شغلهم هنا وإعرفلي هوية الضحية اللي جوا.
إتكلم طارق وهو بيتحرك بسرعة:
= تمام.
مشي طارق وهو بيعمل اللي طلبتهُ منهُ وأنا الحقيقة مش عارف ليه كدا؟
ليه ممكن شخص يبقى قذر للدرجة دي؟
أو ليه الطبع دا في البشر عمومًا؟
فكركم القتل في البشر دا طبع ولا حاجة مكتسبة من الحياة؟
القتل والشر دا في طبيعة كل بشري ولكن كل شخص على حسب بيقدر يتحكم في الشر اللي جوا والخير اللي ينتصر ولا العكس.
وكل شخص على حسب برضوا المواقف بيسمحلها تظهر أو لأ،
ما أصل كل حاجة ليها وقتها ولو أمكن كل شخص هيظهر على حقيقتهُ سواء الشرانية أو الخيرة.
إتنهدت وأنا للأسف مش مدخن عشان أنفث غضبي فيه،
أمسك طارق أضربهُ طيب ولا أعمل إي؟
بعد شوية وقت في التحقيقات والمتابعة مع الطب الشرعي والمعلومات عرفنا إن الشخص دا يبقى إبن خال البنت الضحية واللي كانت مستنجدة بيه في مرة وأتخانق مع عمها وإبنهُ دول ومن وقتها ومحدش عارف مكانهُ.
رجعت المكتب خلصت شوية ورق خاص بالقضية وأنا هلكان وعلى أخري وبعدها روحت على طول مش عايز أشوف غير السرير.
وصلت البيت ولما دخلت ملقيتش كريم في الصالة،
إستغربت وكنت رايح أوضتهُ عشان أشوفهُ بس سمعت صوت ضحكتهُ جاي من أوضتي أنا.
قربت حواجبي من بعض بإستغراب وروحت ناحيتهُ،
كان باب أوضتي مفتوح والبيه نايم على وشهُ وبيتكلم في الموبايل وهو بيمرجح رجليه!
وقفت وراه وهو لسة مش شايفني باصصلهُ بقرف ومربع إيدي وحاطط إيدي على خدي بترقب وسخرية وقرف ومتابعة.
إتكلم البيه وقال بمسخرة وضحك:
_ يا قلبي إنتِ عارفة إنتِ بالنسبالي إي مسمعكيش تقولي حاجة زي كدا تاني.
سكت شوية بيسمعها وبعدين قال بضحك من تاني وكأن "فشتهُ عايمة":
_ يا حياتي إنتِ عارفة هي متشغلنيش والله إنتِ بتغيري عليا يا كوتي؟
في اللحظة دي غمضت عيني بقِلة صبر وبعدين إتكلم البيه الحبيب وقال:
_ الله قوليلي يا بيبي تاني كدا؟
إتكلمت أنا في اللحظة دي وأنا مقرب وشي جنب وشهُ وقولت بإبتسامة لزجة ومتوعدة:
= يابيبي.
برق وإتصدم ولكن لسة مبصش ناحيتي وقال بتوتر:
_ حبيبتي إنتِ مالك صوتك تخن أوي كدا ليه؟
رديت عليه وقولت:
= معلش يا حبيبي من الشيشة.
ضحك وقال وهو بيحاول يسحب نفسهُ بهدوء عشان محسش بيه وهو نازل من السرير:
_ ياحبيبتي متهزريش الهزار السخيف دا بقى.
مسكتهُ من قفاه وقولت وأنا بجِز على سناني:
= دا أنا ههزر معاك هزار عسل للصبح يا روح قلبي.
إتكلمت وهو شِله هيعيط وقال بتوتر:
_ طيب سلام إنتِ يا حبيبتي دلوقتي وأنا هكلمك كمان شوية عشان أخويا الظابط رجع وكدا.
إبتسمت وقولت بوعيد وأنا بهز راسي بالموافقة جنبهُ:
= دا أنا هظبطك.
قفل ورمى الموبايل من إيديه على السرير وقال بإبتسامة وتوتر:
_ حبيبي أحضرلك الغدا؟
مسكتهُ من ودانهُ وأنا لويها وقولت وهو بيتألم:
= على سريري يا حيوان؟
مكفاكش قلة البركة اللي أنت ناشرها في الشقة يمين وشمال ولا إنت متعرفش غير شمال بس صح، بتدخل أوضتي تمارس فيها أفعالك ومكالماتك القذرة المثيرة للإشمئزاز دي ليه؟
إتكلم كريم وهو بين إيدي متوتر وعايز يعترض ولكن مش قادر وقال بإبتسامة وتوضيح بكل هدوء:
_ يا حبيبي إهدى بس أنا مقدرش على زعلك،
أنا بس روقت الشقة كلها وأوضتي وكنت بروق أوضتك فـ جاتلي المكالمة وعشان كدا جيت لقيتني جوا مش أكتر.
إتكلمت وأنا بطردهُ برا الأوضة وبرميه حرفيًا:
= مستغني عن خدماتك ومتدخلش أوضتي تاني عشان لو شوفتك فيها تاني هوديك الأحداث وغير كل دا بقى لما أنا أرجع من الشغل تقفل المكالمات بتاعتك دي وشغل المراهقة بتاعك دا محبش أسمعهُ بآي شكل من الأشكال عشان أنا مش ناقص حرقة دم وقرف بعد كل اللي بشوفهُ طول اليوم بدل ما أجيلك الجامعة بتاعتك أفضحك فيها بين كل البنات اللي هناك وأعملك سمعة مش ولا بُد.
خلصت كلامي بتهديد وأنا مبتسم،
لسة هيتكلم قفلت باب أوضتي في وشهُ ودخلت خدت شاور.
طلعت كالعادة رميت نفسي على السرير ونمت على طول.
_________________________
_ يعني إي يا عصام اللي حصل دا؟
يعني إي أنا مستحيل أعمل حاجة زي كدا؟
إتكلمت وأنا بحاول أفكر وقولت بتوتر:
= إهدي بس يا ليلى أنا بحاول أفهم اللي حصل.
إتكلمت ليلى وقالت بإنفعال وعياط:
_ إنت عارف إني مستحيل أعمل حاجة زي كدا صح؟
إتكلمت بعدم فهم وقولت وأنا في حالة إستغراب كبيرة:
= أنا عايز أعترفلك بحاجة يا ليلى.
بصتلي بإهتمام فـ كملت كلام وقولت:
= أنا بشوفك في أحلامي، بشوف كل اللي هيحصل معاكي في المستقبل وأحيانًا بشوف الحاضر بتاعك.
بصتلي شوية وقالت بتساؤل وإستغراب وهي بتمسح دموعها:
_ دا إزاي يعني؟
إتنهدت وقولت:
= يوم ما قابلتك لأول مرة كنت بكدب عليكِ، مكنتش أعرف تفاصيل المشكلة من الشغل أنا كنت عارفها من الحلم وعارفك من الحلم وعارف كل اللي حصل معاكي من أهلك وبالأمارة أخوكي قصلك شعرك في اليوم دا والحرق اللي سببهُ في جسمك وكل الكلام اللي كنتوا بتقولوه وحاجات كتير وحتى الموقف دا.
بصتلي بصدمة وهي مش مستوعبة حاجة ولكنها قالت بعياط هستيري:
_ ولو دا حقيقي ليه مقولتليش؟
ليه متعرفش مين اللي عمل كدا وليه مجبتهوش وبعدتني عن الموضوع؟
__________________________
صحيت من النوم في الوقت دا وأنا قلبي واجعني،
مش فاهم دا تاني مرة يتكرر المشهد دا.
المشهد دا أول مشهد مستقبلي شوفتهُ لـ ليلى تقريبًا،
مشهدنا في مكتبي في القسم وهي بتلومني ليه مقولتلهاش.
في الوقت دا جالي مكالمة،
مسكت موبايلي بسرعة وكانت ليلى.
اللي قالت بعياط وخوف واضح وهي شِبه بتصرخ:
_ يا عصام أنا في القسم تعالى بسرعة متهمني بقضية قتل!
#هاجر_نورالدين
#ما_لم_يقلهُ_المنام
#الحلقة_التاسعة
#يتبع
