رواية ما لم يقله المنام الفصل الرابع عشر 14 بقلم هاجر نورالدين
_ يلا بينا نروح شقتك القديمة ناخد حاجتك من هناك عشان ننقل شقتك الجديدة يا حلوة.
وقفت وإبتسمت وهي بتقول بإحراج:
= عادي ممكن متتعبش نفسك هعمل أنا كل حاجة بنفسي.
بصيتلها بجنب عيني ولسة الإبتسامة على وشي:
_ يلا بينا هعتبر نفسي مسمعتش حاجة.
خرجنا وهي كانت لسة مبتسمة،
ركبنا العربية بتاعتي وإتحركنا ناحية شقتها القديمة.
طول الطريق كانت ساكتة وباصة للشباك ومبتسمة بس،
كنت أنا كمان مبتسم على إبتسامتها الحقيقة وسيبتها براحتها.
بعد شوية وقت وصلنا للشقة بتاعتها،
نزلنا من العربية وأنا وقفت سندت على العربية وقولت بإبتسامة:
_ متتأخريش عليا.
كانت ماشية ولكن بصتلي بتوتر وتردد وقالت بتساؤل:
= إنت مش هتطلع معايا؟
بصيتلها بإستغراب على توترها وقولت بهدوء:
_ يعني سايبك براحتك وكمان عشان مينفعش.
سكتت وبصت في الأرض وهي بتدعك في إيديها من التوتر وقالت:
= ممكن تطلع تقف على الباب حتى أو هنسيب باب الشقة مفتوح أنا واثقة فيك وعارفة قد إي إنت شخص كويس.
كنت ببصلها بتفحص ومش فاهم إي التوتر دا،
رديت عليها بسؤال وقولت:
_ مالك يا ليلى مش على بعضك ليه كدا؟
بصتلي وعيونها فيها دموع وبعدين قالت:
= أنا مش هقدر أدخل الشقة دي لوحدي تاني،
بعد المنظر اللي شوفت ماما فيه وهي مرمية جنبي أنا مش هقدر صدقني.
فهمت إنها في حالة صدمة وقفلة من الشقة بعد ما شافت جثة والدتها، إتنهدت وإبتسمت وقولت بنبرة مرح وأنا بتحرك عشان أخرجها من المود اللي هي فيه:
_ طيب يلا بينا عشان قدامنا تجهيزات قد كدا في الشقة الجديدة وليلة كبيرة جدًا.
بصتلي بإمتنان وهي بتبتسم بهدوء وبعدين طلعنا،
فضلت واقف على باب الشقة وساند عليه وهي كل شوية بتتكلم معايا عشان تطمن.
ندهت عليا وقالت بفتح مواضيع:
= عصام.
إبتسمت لأني بجد معاها أول مرة أعرف إن إسمي بالحلاوة دي،
يعني لو حطيناها في مقارنة بينها وبين طارق وهو بيندهلي كل شوية!
الحقيقة إني كرهت إسمي لمجرد إني بسمعهُ كل يوم من طارق،
ولكن هي حببتني فيه بشكل لدرجة عايز أسمعهُ 3000 مرة في الدقيقة.
فوقت من سرحاني وإبتسامتي العبيطة وهي بتتكلم بصوت أعلى وتوتر وشبه بتزعق يعني:
= عصام إنت فين؟
رديت عليها بسرعة وإنتباه:
_ أنا هنا يا ليلى متخافيش سرحت شوية.
رجعت إتكلمت من تاني وهي بتاخد نفسها براحة:
= عارف بقى إن كتر شرب البقدونس مفيد جدًا للبشرة!
إبتسمت وأنا بمسح وشي بإيدي وقولت:
_ بجد وإي كمان!
ردت عليا وقالت وهي بتضحك:
= إنت مش مصدقني؟
رديت عليها وقولت:
_ ياستي لأ مصدقك، قوليلي بقى إنتِ بتشربيه؟
ردت عليا بصوت متقطع وقالت:
= يعني، كل فترة كدا.
صوتها المتقطع عشان الشنطة اللي هي شايلاها اللي أتقل منها مرتين تقريبًا.
دخلت وأنا باخدها منها وبحطها جنب التانية جنبي وقولت:
_ هاتي عنك، كدا فاضل إي؟
بصت للشقة يمين وشمال وبعدين قالت:
= باقي العفش.
رديت عليها وقولت بجدية:
_ أكيد مش هننقلهُ إحنا، هتصل بحد دلوقتي معرفة ييجي ينقل العفش دا من هنا لهناك وهيوصل في خلال ساعتين ولا حاجة وهبقى معاكِ وإنتِ بتستلميه متخافيش.
إبتسمت وقالت بإمتنان وإحراج:
= والله بجد مش عارفة هرد كل جمايلك دي إزاي،
بس بجد شكرًا والله يا عصام أنا من غيرك مش عارفة كنت هعمل إي.
بصيتلها بعيون بتطلع قلوب حرفيًا وقولت:
_ إن شاء الله مفيش من غيري، لا شكر على واجب ياحلوة.
بعدها شيلت الشنط وحطيتهم في العربية وكلمت الشخص اللس هينقل العفش.
بعد شوية وقفت وصلنا للشارع بتاعي،
طلعت مفتاح من جيبي وقولت وأنا بديهولها بإبتسامة:
_ دا مفتاح شقتك الجديدة، غيرتلك الكالون عشان مضمنش السكان القدام وتقدري تغيريه تاني زي ما تحبي عشان تتأكدي إني معيش نسخة.
بصيتلي بعتاب بعد ما كانت مبتسمة وقالت:
= متقولش حاجة زي كدا تاني يا عصام لو سمحت،
إنت لو شخص وحش كنت ظهرت من الأول وفي كذا موقف وقت ما كنت بايتة في مكتبك ومفتاحهُ معاك إنت بس.
إبتسمت وقولت بهدوء:
_ طيب يلا بينا ننزل.
نزلنا من العربية وأول ما نزلت سمعت صوت كريم من البلكونة بيقول:
_ عصام إستنى هنزلك عشان عايز أ…
قطع كلامهُ أول ما شاف ليلى بتنزل من الباب التاني وبعدين قال بتساؤل وإستغراب:
= مين دي بقى!
بصيتلهُ وأنا ببرق وقولت وأنا بجز على سناني:
_ إدخل دلوقتي يا كريم يا حبيبي.
دخل فعلًا وهو منفعل وبصيت بعدها لـ ليلى اللي كانت بصالنا وقولت بإبتسامة:
_ دا كريم أخويا الصغير وأنا اللي مربيه يعتبر بعد وفاة والدي ووالدتي.
بصتلي وإبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتقول بتأثر:
= ربنا يرحمهم يارب.
رديت عليها وأنا بشاورلها على الشقة اللي في وش شقتي بالظبط في العمارة التانية وقولت:
_ يارب، دي بقى شقتك في وش بلكونتي بالظبط.
إبتسمت وقالت:
= كمان جيران من الدرجة الأولى،
أنا عمالة بزيد شرف بشكل كبير.
إبتسمت وقبل ما أرد لقيت كريم جاي علينا وهو ببچامة البيت ولكلوك البيت ووقف قدامنا وهو مربع إيديه وبيقول بإستجواب ورفعة حاجب:
_ مين دي بقى يا عصام باشا يا مدرس الأدب والأخلاق ها!
بصيت ناحية ليلى بإبتسامة وبعدين بصيتلهُ هو بوعيد وأنا ببرقلهُ وقربت منهُ مسكتهُ من ودانهُ وأنا لويها وهو بدأ يتألم وهو بيحاول يبعد إيدي عنهُ وقولت:
= هي دي طريقة نتكلم بيها قدام الناس،
إي كلامك دا ها؟!
إتكلم وهو بيتأوه وقال بألم ونبرة رجاء:
_ خلاص خلاص أنا أسف عيل وغلط مش هتتكرر تاني والله.
قربت مننا ليلى وقالت وهي بتبعد إيدي عنهُ:
= خلاص يا عصام حرام باين عليه بيتألم جامد.
بصلها كريم وقال بإستغلال وإستعطاف:
_ آه بالله عليكِ قوليلهُ هو بيحبك هيسمع كلامك.
بصينالهُ أنا وليلى بدهشة لثوانٍ وبعدين بعدت إيدي عنهُ وأنا بتوعدلهُ بنظراتي وبعدين قولت بنبرة ضيق ولكن مبتسم عشان ليلى:
= دي ليلى جارتنا الجديدة في الشقة اللي في وش بلكونتنا وتعز عليا جدًا، تحترمها وتعاملها بإحترام.
كان كريم ماسك ودانهُ بألم وباصصلي بخوف شوية وبعدين بص ناحية ليلى وقال بإبتسامة وهو مادد إيديه يسلم:
_ حقك عليا يا أستاذة ليلى أنا أسف،
أنا كريم أخو عصام الصغير.
مديت إبدي سلمت عليه أول ما مدها وقولت بإبتسامة لزجة:
= هي كويسة.
ضحكت ليلى وميلت شوية من ورايا لأني كنت مغطيها بجسمي لما جيت قدامها عشان أسلم على كريم وقالت بإبتسامة:
_ إتشرفت بيك يا كريم.
إبتسم لها كريم وبعدين بصلي وقال بتساؤل:
= مش هنطلع ولا إي؟
بصيتلهُ بجنب عيني وقولت:
_ إطلع إنت أنا واقف معاها لحد ما حاجاتها تيجي.
بصلي بجنب عينيه بشك وبعدين قال بنبرة متخابثة:
= لأ أنا واقف معاكم إفترض إحتاجتني في حاجة أنا راجل وبفهم في الأصول برضوا.
بصيتلهُ بقرف وقولت:
_ لأ إطلع مش هحتاجك وبعدين كنت واقف في البلكونة ليه؟
بصلي بلوم وقال:
= حضرتك واخد مني الموبايل معرفتش أكلمك وأقولك إن الأكل اللي كان في التلاجة والفريزر خلص وتجيب آي حاجة وإنت جاي فـ كنت واقف مستنيك عشان حتى لو هتجيب من السوبر ماركت عشان فلوسي خلصت.
بصيتلهُ بقلة صبر وبعدين بصيت ناحية ليلى وقولت بإبتسامة:
_ تحبي تطلعي إنتِ ترتاحي وتبصي على الشقة عقبال ما الحاجة توصل؟
بصتلي وقالت بإبتسامة:
= تمام ممكن أطلع آخد فكرة عن الشقة عشان أعرف أحط الحاجات فين على طول ومن غير تضييع وقت.
وصلتها للشقة وطلعت معاها الشنط أنا وكريم وسيبناها على الباب ونزلنا.
كنت واقف ساند على عربيتي وبفكر في اللي المفروض أعملهُ،
وبفكر أفاتح ليلى في موضوع الجواز منها بس مش عارف الطريقة أو إزاي.
كريم كان واقف جنبي وقال بتساؤل خبيث:
_ مالك كدا يا عصام باشا مش عاجبني.
بصيتلهُ وقولت بقرف:
= مالكش فيه وأنا هبقى كويس.
قرب مني براسهُ شوية وقال بتساؤل أخبث:
_ أنسة ليلى اللي شغلاك كدا؟
بصيتلهُ وإبتسمت وقولت:
= تصدق أول مرة تطلع ذكي كدا؟
ولا دا عشان الموضوع ليه علاقة بالبنات؟
إتكبم بحماس كبير وقال بصوت شبه عالي:
_ يا نهار أبيض أنا كنت بعصبك بس دا طلع بجد!
عصام باشا بذات نفسهُ بيحب ووقع خلاص!
سكتتهُ وخدت راسهُ بين دراعي عشان يسكت وقولت:
= إسكت هتفضحني إخرس، وبعدين لأ يعني مش بالظبط كدا.
قولت أخر جملة بهدوء متردد وأنل بسيبهُ وهو رد عليا وهو بيعدل هدومي وقال:
_ أومال إي يا عصام باشا؟
إبتسمت وأنا سرحان وقولت:
= أنا بصراحة عايز أتقدملها.
بصلي كرسم بعدم تصديق وقال بسعادة حقيقية:
_ يانهار أبيض، الحمدلله يارب إني عيشت لحد ما شوفت اليوم دا، دا أنا فقدت الأمل إني أبقى عم والله وأشوف إبنك الصغير كدا وأقولهُ خد ياض يا إبن الحيوان إنت وأخد حقي منهُ.
بصيتلهُ ثوانٍ بجمود قبل ما أجري وراه في الشارع ونفرج الشارع علينا بسبب صريخ كريم.
حتى ليلى بصت من البلكونة علينا وهي بتضحك،
اللي أنقذهُ مني عربية العفش وهي داخلة الشارع.
روحت ووقفت مع الرجالة وبعدين طلعنا الحاجات بتاعتها،
ظبطنا معاها الدنيا في الشقة وودينا كل حاجة مكانها.
بعد ما خلصنا إتكلمت وإحنا واقفين على الباب وقالت بإبتسامة شكر وسعادة:
_ والله بجد مش عارفة أقولكم إي وكل مرة بعجز عن التعبير بجد، عارفة إني تعبتكم معايا بجد شكرًا وبكرا هشكركم بطريقتي.
إتكلمت بإبتسامة وهيام وقولت:
= متشكرنيش على واجبي قولتلك مليون مرة، يلا إدخلي عشان الوقت اتأخر أوي وإلحقي نامي وإرتاحي ولو إحتاجتي آي حاجة كلميني.
إتكلم كريم وهو مبتسم إبتسامة بلهاء شبههُ:
_ يا حبايب قلبي، أحيانًا بحب عصافير الكناريا جدًا.
مسكتهُ من دراعهُ وأنا بقرصهُ وقولت وأنا بسحبهُ ونازل بيه:
= طيب تصبحي على خير يا ليلى، سلام.
نزلنا وأول ما طلعنا الشقة دخل جري وقفل باب أوضتهُ عليه بالمفتاح.
أتوعدتلهُ ودخلت نمت لأني فعليًا كنت منهار وهلكان.
_____________________________
_ مش شايف إن اللي بيحصل دا غريب؟
كان سؤال ليلى ليا وإحنا في مكان شبه البلد بالظبط،
قاعدين وسط الزرع بالليل وقدامنا نار تدفينا وكوبايتين شاي.
رديت عليها بتفكير وقولت:
= أنا شايف ومتأكد من إنهُ غزيب وفي حاجة غلط،
ولكن يا ليلى شغلانتي علمتني ماخدش آي حاجة غير بأدلة.
إتكلمت وقالت بتساؤل وإنفعال طفيف:
_ يعني إنت مش هتعمل حاجة؟
رديت عليها بإبتسامة وقولت:
= ما أنا لسة بقولك غير بأدلة،
هي الأدلة هتيجي لوحدها يا حبيبتي؟
أنا هدور وراهم ولازم هجيب الأدلة دي.
إبتسما وقالت بحماس وتشجيع:
_ وأنا معاك في آي حاجة حتى لو كانت ضد اللي من دمي كدا كدا ميشغلونيش بما فيهم عمي.
بدأت أتكلم بجدية وقولت:
= طيب بصي بدايةً كدا هنـ....
________________________
موبايلي رن وصحيت من النوم بنُص تغميضة،
بصيت للأسم وأنا باخد نفسي عشان متعصبش.
رديت وقولت بصوت ناعس:
_ أيوا يا طارق.
رد عليا وقال بنبرة هادية عكس كل مرة:
= صباح الخير يا عصام يا حبيبي عامل إي نمت كويس؟
شيلت الموبايل من على ودني بإستغراب ورجعت حطيتهُ تاني بعد ما اتأكدت من الإسم وقولت:
_ وإنت اللي يسمع صوتك ويبقى معاك يعرف ينام، إشجيني؟
رد عليا بصوتهُ ادطبيعي المزعج وقال:
= ما إحنا مش ناس كدا، المهم التقارير طلعت وفي قضية جديدة.
#هاجر_نورالدين
#ما_لم_يقلهُ_المنام
#الحلقة_الرابعة_عشر
#يتبع
