رواية ذكري ويوسف الفصل الخامس 5 والاخير بقلم سلمي بسيوني

رواية ذكري ويوسف الفصل الخامس 5 والاخير بقلم سلمي بسيوني

 رواية ذكري ويوسف الفصل الخامس 5 والاخير بقلم سلمي بسيوني


|الجزء الخامس والأخير من الحكاية|


_عايزك.

نظراتي ولعت نار ويوسف جنبي متعصب عصبية مفهمتهاش، فرجع أحمد خطوة لورا بخوف

_في موضوع، عايزك في موضوع، محتاج أتكلم معاكِ كلمتين.

قلت بعصبية وأنا بشاورله على الباب

_اطلع برا !

بصلي بدهشة مش فاهم فزعقت فيه

_بقولك أطلع برا، وأنا هاجي وراك، أطلع برا !!

طلع على مضض فمسحت على وشي بعصبية

مش مصدقة الموقف الزفت إلي أنا فيه، لفيت وشي ليوسف وعم مرعي

_أنا أسفة يا جماعة على الموقف دا، بجد آسفة

خرجت بسرعة قبل ما حد فيهم يرد، لقيته واقف برا طلعت عصبيتي عليه أخيرًا: 

_أنت عايز أيه!! وإزاي تيجي مكان شغلي بالمنظر دا !! أنت من امتى وأنت همجي كدا !!

_أنتِ إلي بتهربي مني مش عارف أتكلم معاكِ.

_مسمهاش بهرب منك، اسمها مش عايزة أتكلم معاك! مش طايقة أشوفك، مفيش عندي كلام ليك، دا أنا عملالك بلوك من كل حتة!

عارف يعني أي بلوك؟ 

يعني مش عايزة أكلمك ولا أشوف وشك ولو كنت طولت كنت عملتلك بلوك من العمارة كمان! 

_للدرجادي زعلانة مني!

لسه قلبك شايل! 

دا عدى كام شهر يا ذكرىٰ! 

_هو أنت دماغك تعبانة ولا بتستهبل ولا أيه قصتك! 

زعلانة دي تقولها لما تكون كابب قهوة على هدومي، أنما إلي ليك من ناحيتي مش زعل، إلي ليك من ناحيتي صفر، مش حاسة بأي حاجة، أنت متحتكمش على ذرة من قلبي حتىٰ، زيك زي أي حد معدي في الشارع ولا تفرق معايا بجنيه.


كان هيتكلم فقاطعته بصعبية وبحدة خلته يتسمر مكانه: 

_بس إلي في الشارع دا لما يقل أدبه، ويجي مكان شغلي ويعملي مشاكل، يبقى ملوش عندي غير قلة القيمة.

كان هيتكلم فقاطعته

_هتدخل حالا وهتعتذر منهم هم الأتنين على أسلوبك الزفت دا، وتمشي، والكلام إلي واقف في زورك دا، أسمعه ساعة ما أحب أسمعه، مش كل حاجة هتمشي على كيفك.


كان مصدوم، مش مصدق ومش فاهم مين إلي قدامه دي، ذكرى إلي يعرفها لو جالها شغلها كدا قلبها يطير، وعينيها تطلع قلوب، وتمسك فيه بإيديها وسنانها عشان ميمشيش، بس ذكرى اتغيرت، مبقتش هبلة، ولا ساذجة، ولا قلبها يطير بمجرد ما تشوفه، مبقتش محتاجاه، ولا محتاجة بواقي مشاعر من أي حد، إذا كان هو أو غيره، كل حاجة تغيرت، كل شيء اختلف 


.

.


_أنا آسف على إسلوبي يا حاج.

بص ليوسف وقال بضيق

_آسف على إسلوبي يا أستاذ يوسف.

لف وبصلي وقال بصوت هادي:

_أنا آسف يا ذكرىٰ.

حط يوسف إيده في جيوبه وشاور لأحمد بوشه على الباب 

_تمام، مع السلامة.

سكت وبص ليوسف فكمل كلام

_مش اعتذرت؟ امشي بقىٰ.

خرج من غير ما يزود حرف فأخدت نفس طويل بإرتياح وبصيت لعم مرعي

_مكانش نفسي يحصل كدا والله.

بصلي عم مرعي وقال:

_يا بشمهندسة فُكي شوية، المكتب دا ياما شاف فضايح.

بصلة يوسف وهو بيمسح وشة بإبتسامة

_أنت بتقول أيه!

_الله بقول الحقيقية، وبعدين دا راجل عرة وقليل الأدب وأنتِ ظبطية، دا إحنا سمعنا صوتك من هنا، قلتي كلمتين طرش.

ضحكت وقلتله:

_أنت عرفت كلمة طرش دي منين! 

_الواد حفيدي الصايع بيقولها على طول، أما أدخل أنا بقى أكمل المسلسل، الواد أبو دم واقف دا قاطعني في أحلى حتة.

دخل البوفيه أو كما يسميها "مملكة عم مرعي" 

أول ما دخل، لقينا آلاء وصلت، داخلة الضحكة منورة وشها 

فقال يوسف 

_ضحكينا معاكِ يا ست الفيمنست

_شفت راجل خارج من هنا مقهور أوي.

كانت تقصد أحمد فسألتها

_مقهور إزاي يعني؟

_وشه في الأرض وبوزه مترين، وماشي متعصب أوي، وأنتِ عارفة أنا نقطة ضعفي الرجالة المتعكننة.

ضحكت وسلمت عليها ويوسف سلم عليها فشاورتلها على المكتب 

_تعالي تعالي أوريكِ عم مرعي جابلي أيه؟

ضحك يوسف وسألت وهي ماشية معايا

_عم مرعي هيجيبلك أيه يعني!

.

.

_أيه إلي في دماغك بعد إلي حصل دا طيب؟ 

السؤال المعتاد من ركني الآمن، رديت وأنا راسي على رجلها بتمسد عليها.

_هو سؤال واحد، هو أنا دخلت المستشفى عشان دا ؟!!

ضحكت وقالت بصوت عالي:

_ظهر الحق، أخيرًا شفتي إلي كنت شيفاه.

_دا أنا كنت عامية!! حاسة أني عايزة أضرب نفسي ١٠٠ مرة على الوقت ومشاعر ضيعتهم معاه، هو ميستاهلش ربعها حتىٰ.

_حلوة مشاعر الندم هتعلمك متقعيش في نفس الغلط تاني، وتبصي لقدام بقى.

_لا ما أنا ببص لقدام طبعًا.

قلت بحماس مش قادرة أكتمه 

_رايحة ورشة رسم دكتور رستم بكرا !!

_بتهزري!!

_والله العظيم.

حضنتني وهي فرحانة وقالت:

_أنا عارفة إن نفسك تروحي من زمان فرحانة عشانك أوي أوي! 


لما نتقدم، نفوق ونخرج من الوحل، ننضف نفسنا وناخد نَفسنا، بنرجع نبص عليه، ونسأل سؤال مهم، أنا إزاي رحت لهنا برجلي؟ 

إزاي موزنتش الأمور صح؟ 

إزاي وقعت في غلطة كانت بتصرخ وتعرف عن نفسها وتقول أنا غلطة! 

ساعتها لازم نبص على الأسباب، أنا أيه إلي ساقني لهناك؟ شعور؟ احتياج؟ خوف؟ 

لازم نفهم ليه، عشان منقعش في غلط تاني

وعشان نحب نفسنا أكتر لما نكمل الناقص بنفسنا، بدون الأحتياج لأي حد يستغلنا.


تاني يوم كان حلو بشكل!!

يزهر الشخص بجانب شغفه فعلا مش كدب، اليوم قدر يسحب مني أي طاقة وحشة أو شعور مش كويس، كنت طايرة ومبسوطة وأنا ماسكة الفرشة والألوان، يوسف نجح يرجعني لشغفي، ومن قلبي دعيتله في صلاتي، ربنا يرزقه بكل ما يتمنىٰ، بس مكنتش أعرف هو بيتمنىٰ أيه! 


الأيام بتعدي وتفوت، وأنا متجاهلة أي حاجة ممكن تعكنن عليا ـ أحمد ـ

رغم رسايله الكتير من أرقام مختلفة، عرفت أنه في مشاكل كتيرة مع خطيبته، وعلاقتهم مش مستقرة.

على عكس حياتي، ناجحة في شغلي، مساهمة بشكل كبير في المشروع المهم إلي شغالين عليه، والشركة بتكبر وبتتقدم، اتقدمت في الرسم كتير، وبقيت أرسم وأنزل فيديوهات على إنستجرام عن رسمي وإلهامي، علاقتي بربنا اتحسنت، بقيت بدعي من قلبي، كل ليلة في قيام الليل يصلح حالي ويسعدني من تاني، تخطي الأزمة مش سهل، بس أنا قدرت وعديت بكل حاجة صعبة عشان أكون أحسن من الأول، عشان أتغير وأتخطى وأتحسن، وكنت عنيدة مع الدنيا لحد ما لانت وهديت، وصالحتني بعيوبي وصالحتها بعيوبها.

كل دا كان بيدور في راسي لما جالي إشعار بمرور سنة على كل إلي حصل، صورة لقطها ليا قبل ما أنزل في اليوم دا، رجعتلي الذكريات، وقفت قدام المراية في مكتبي وبصيت للصورة، بنت لبسها ضيق، الميكب بتاعها تقيل نص ذراعها باين وشعرها خارج من الطرحة، في عينيها فرحة مزيفة، بنت مسكينة مش عارفة قيمة نفسها ولا قيمة مشاعرها.

قفلت التليفون وبصيت لنفسي في المراية،

بنت جملية من غير ميكب فاقع، ولا شعر خارج من الطرحة، ولا بهرجة زيادة في اللبس، بنت في عينيها فرحة حقيقية، فرحة طالعة من جواها، من قلبها إلي سابلها الفرصة تحب الدنيا تاني وتحاول وتعافر لحد ما ترجع لنفسها، لحد ما ترجع ذكرىٰ.

ابتسمت لكل إلي فات، وحمدت ربنا عليه وأنا مبسوطة الكل مشي من المكتب مفاضلش غيري، لميت حاجتي وأخدت كام ملف عشان أسيبهم على مكتب يوسف، دخلت مكتبه وسيبتهم عليه، كان اللاب توب مفتوح، مقدرتش أمنع فضولي فبصيت أشوف سايبه مفتوح على أيه؟

لقيته فاتح أكونت الرسم بتاعي، وفيديوهات اللوحات، وكلامي الكتير عن الرسم والألوان، ضحكت من قلبي وأنا طالعة برا بودع عم مرعي إلي مش مديني بربع جنيه اهتمام.

.

.

_القهوة بتاعتك خلصت يا بشمهندسة.

_بتهزر يا عم مرعي! 

_وأنا ههزر معاكِ ليه فاضي أنا موراييش حاجة؟ 

_وراك أيه يا عم مرعي شغلتك عنه كدا.

_مسلسل جديد، اسمه فاطمة باين، لو تشوفي عملوا أيه في البت الغلبانة.

_كلنا شفنا والله يا عم مرعي أنت إلي متأخر جامد.


سابني ومشي من غير ما يرد عليا، ساعات بحس إن عليا ليه فلوس، أصل مش طبيعي كمية اللامبالاة دي بكلامي.

بعدها بشوية يوسف دخل ومعاه مجين قهوة 

_عرفت إن قهوتك خلصت فعملتلك معايا من بتاعتي، أكيد مصدعة من الصبح.

ابتسمت لإهتمامه وقلت وأنا ماسكة راسي

_ومين سمعك، الصداع مبهدلني.

قعد وناولني المج، كان بقالي كتير مشربتش النوع دا فقالي

_جربي مش هتندمي صدقيني.

دُقتها كان طعمها تحفة بصلي وضحك

_شايفة الذكريات بانت على وشك إزاي؟

ضحكت وأنا بقول بصوت مليان بهجة

_فكرتني بـ...

_بأيام ثانوي.

عنيا لمعت وضحكتي وسعت وأنا بقوله

_أيوا صح، أنت عرفت إزاي! 

_بشتريه من شركة قديمة شوية، قديمة قدم أيام الثانوي، وبداية شربنا للقهوة.

_أيام كانت هادية وجميلة وليها ذكريات حلوة أوي.

_دي معانا كلنا، مرحلة ما قبل مواجهة الدنيا.

_دي حقيقية، متننساش بقى تبعتلي اسم الماركة

_خلاص ماشي.

طلع من جيبه بسكوت حط واحد قدامي وفتح واحد ليه فقلت 

_لا مش بحب دا، بحب إلي بالملح. 

_لأ بحب الحاجات المسكرة أكتر.


كانت أول مرة نتكلم كتير وأسيبله المساحة يتكلم معايا، اتكلم عن نفسه وطفولته وأيام ثانوي، وأحلامه الكبيرة إلي كانت عينه بتلمع من مجرد ذكرها، حسيت للحظة أني عايزة أشوفه بيحققها أشاركه اللحظة وأشجعه، وأشوفه مبسوط، عرفت منه جانب جديد، غير يوسف الشريك في الشركة، الجاد في شغله.

 كلمته عني عن بابا وماما وأيام ما كانوا عايشين، وعن خالتي وزينة إلي مليش غيرهم دلوقتي، كلمته عن أحلامي وطموحي في الرسم وتطور شخصيتي إلي مكنتش متوقعاه. 


بعد كتير من الرغي والضحك والوقت إلي سرقنا رجعنا لشغلنا تاني، بعدها بنص ساعة دخل مكتبي عم مرعي وناولني شريط دوا 

_بشمهندس يوسف قالي أجيبهولك.

_شكرًا عم مرعي.

أخدته من إيده، كان شريط دوا ... للصداع


تاني يوم الصبح لقيت على مكتبي برطمان قهوة من إلي دُقتها معاه، وسناك بسكوت بالملح! 


الأهتمام بيخطف القلب، ويربكه، خصوصًا لو إهتمام هادي، من غير دوشة ولا أڤورة، أهتمام لذيذ، بتحبه أي بنت.


الوقت بيجري وميعاد المسابقة قرب، ولسه بنكمل في المشروع، كنا بنشتغل بإيدنا وسناننا حتى أيام الأجازة، في يوم كان فيه تقصير، أعصابنا كلنا مشدودة، والكل متعصب، لدرجة يوسف زعق جامد مع يحيى ـ شريكه ـ

ويحيى ساب المكتب ونزل متعصب 

الكل كان قلقان، بنسأل نفسنا كدا هنكمل ولا خلاص! 

خرجت من المكتب يوسف كان واقف في البلكونة ساند على السور وسارح.

دخلتله ووقفت جنبه سندت زيه على السور

_بقى في راجل كبير كدا يغضب زي العيال الصغيرة ويسيب الشغل؟

بصلي بتحفز

_بقى أنا إلي سبت الشغل؟ 

الباشا رمى كل حاجة ونزل ولا فكر في المشروع ولا في المسابقة ولا أي حاجة!

_أنا عارفة أنك متوتر ومشدود بسبب قرب ميعاد المسابقة، بس تعب الأعصاب دا مش هيحل مشكلة ولا هيلم تقصير.

مسح على وشه بتعب وبصلي 

_أعمل أيه؟

_فاكر لما شفتك في منتدى التوظيف قلتلي أيه؟

سِكت، كان مش فاكر فقلتله وأنا مبتسمة بسمة هادية

_عرفتلي الشركة إنها شركتكوا إنت ويحيى وباقي زمايلكم، شركة صغيرة حلمها كبير، كلكوا بتجروا عليه وأنتوا متمسكين ببعض، الشركة دي بدأت بيك أنت ويحيى، حلمتوا مع بعض ونفذتوا مع بعض، وسعيتوا كتير سوا، عشان نكسب المسابقة دي، ما ينفعش تنسوا حلمكوا عشان خلاف بسيط، وكل واحد فيكوا ياخد جنب زي العيل، ورانا شغل، ورانا حلم نحققه، ومعندناش وقت نضيعه في خلافات عبيطة، أنا واثقة إنك هتعمل الصح، وأنا هدخل أطمنهم إن شغلنا مكمل والمسابقة دي بتاعتنا.

ضحك وهو باصصلي

_أعمل أيه معاكِ؟

ضحكت وقلتله

_ترقية، حوافز، اجازات، أنت وكرمك بقىٰ.

ابتسم وهو بيبصلي، قال بصوت هادي 

_مش كفاية استهبال بقى كدا؟

_استهبال أيه؟

_أنا بحبك! 

_وأنا...أنا ..

_وأنتِ عارفة، وبتستهبلي كل ما أفتح معاكِ الموضوع.

طلع لبرا وهو بيقول بإستعجال:

_هنتكلم يا ذكرىٰ، هنتكلم كتير بس دلوقتي لازم أنزل أجيب يحيى، جمعي الكل عشان في اجتماع مهم.

حركت راسي بحاضر وأنا مرتبكة، هو قالها! 

ولا أنا إلي بيتهيألي من كتر الضغط.

ضحكت فجأة بفرحة وإيدي على قلبي، ضحكة بصوت، ضحكة جديدة عليا، ضحكة عمري ما هنساها، أنا مبسوطة، فرحانة مش خايفة! مش قلقانة ولا عايزة أهرب، أنا مبسوطة وبس، قلبي طاير، وبيحب! 


رجع بعد دقايق ومعاه يحيى، بيضحكوا ويهزروا وعندهم نفس الطاقة المعتادة، الكل أتجمع تاني، الأمل رجع، والطاقة للشغل كمان، الإجتماع بدأ، ناقشنا الأخطاء الحاجات إلي محتاجة تعديل، وأنتهى الاجتماع مع دقة على الباب، ودخل عم مرعي

_في راجل برا معاه كراتين كتير.

قمت من مكاني 

_أيوا أيوا، أنا طلبتلنا كلنا بيتزا، خلونا ناكل سوا قبل ما نرجع نشتغل.

خرجوا يوسف ويحيى ورجعوا بالأكل، أكلنا كلنا في جو كله ضحك وهزار لحد ما كله خلص، مكانش فاضل غيري أنا بس، والكل قام يغسل إيده دخل يوسف الأوضة تاني وقال وإيده في جيوبه 

_ما تيجي نتجوز؟ 

الأكل وقف في زوري وفضلت أكح فاتحرك بسرعة يجيب ماية، وناولني الكوباية أشرب، حاولت أهدى وأنا بقول 

_هي بتتقال كدا الله يخربيتك!

_يخربه ليه بس دا أنا لسه بحاول أعمره.

_أنا هقوم أغسل إيدي.

أتحركت على الحمام وأنا متوترة، في واحد بيطلب إيد واحدة كدا !

خرجت كان الكل رجع لشغله دخلت مكتبي لقيته قاعد مستنيني 

_يا يوسف خضيتني! 

_ها قوليلي ردك.

_مش دلوقتي! هفكر.

_آه، الجو بتاع إتفاجأت، وسيبني شوية أفكر وكدا.

_آه هفكر وماله!

_فكري يا ستي براحتك، بس اتأكدي إني هشيلك جوا قلبي وعنيا، هتكوني شريكتي في كل حاجة.

.

.

فضلت طول الطريق أفكر في كلامه وأنا مبسوطة، طلعت على السلم منهكة لقيت أحمد واقف زي ما يكون مستنيني.

_استني يا ذكرى لازم نتكلم.

_خير!

_أنا ..نفسي نرجع تاني!

_أيه الثقة إلي بتكلمني بيها دي! 

_أنا خلاص بنهي موضوعي مع حنان و ...

بصيت لإيده كانت دبلتها لسه هناك، مش عايز يخسرنا إحنا الأتنين، عايز يضمن وجودي عشان يسيبها بشكل رسمي.

ابتسمت وبصيتله 

_أنت هتكون موجود في المؤتمر إلي هيعلنوا في نتيجة المسابقة مش كدا !!

قال بلهفة 

_أيوا هكون موجود.

_وأنا هقولك إجابتي هناك.

ابتسم فسيبته ودخلت مهدودة ومحتاجة أنام، وقبل ما أنام بعتت ليوسف على الواتس.

_هجاوبك على سؤالك يوم المؤتمر.


نمت ليلتها، والأسبوع إلي فاضل على المؤتمر جري مش عارفة إزاي، وجه اليوم الموعود 

من الصبح على التليفون مع بقية التيم بنأكد التفاصيل على بعض، ولما جه الليل الكل جهز للمؤتمر، لبست لبس فورمال مناسب للمؤتمر ونزلت بسرعة، لما وصلت سلمت على يوسف على الباب فقال بسرعة 

_ها، ردك أيه؟

_ما تخلي عندك صبر شوية مش كدا.

_أنتِ مفترية خدي بالك.

_ما أنا عارفة.

_بس أيه الحلاوة دي! 

_دي أقل حاجة عندي!

ضحك وسألني:

_أمال فين خالتك وبنتها؟

مقدرتش أقوله أني نزلت قبلهم جري عشان خالتي لو شافته قبلي هتسلم عليه وتحضنه وتقوله ألف مبروك يا حبيبي، فابتسمت وقلت:

_هيتأخروا شوية.

_طيب يلا ندخل.

_طب اسبقني على جوا هعمل تليفون وأجي.

دخل فعملت تليفوني، وقابلت خالتي وزينه وهم جايين.

دخلنا، قاعة كبيرة مليانة ناس مهمين ووزراء كبار حاليين وسابقين، زمايلنا ومنافسينا كلهم هنا، وأحمد كمان موجود.

بدأت الحفلة بكام كلمة لرجال أعمال ووزراء، بعدها بساعة مليانة قلق وتوتر، بدأ إعلان الفائزين من المركز العاشر للأول، كنا متوقعين رقم في النص نفوز بيه بس للأسف ظننا خاب وإحنا واقفين على أعصابنا مستنين النتيجة، الأرقام بتقل واحد واحد وأملنا بيقل معاها، لدرجة قعدنا مكاننا بيأس بعد ما كنت واقفين متحمسين.

لحد ما أعلنوا عن المركز الأول، كان إحنا !!!

إحنا أخدنا المركز الأول!! 

نجحنا !!

صريخ فرحتنا ملى القاعة، الحاضرين كلهم كانوا بيضحكوا معانا !!

وإحنا مش مصدقين حجم النجاح، طلع يوسف ويحيى يستلموا الجايزة، والفرحة في اللحظة دي كانت إحنا، بدأوا يكرمونا واحد واحد ولما جه الدور عليا طلعت استلمت جايزتي ووقفت قدام المايك وأنا بترعش وبقول بضحكة واسعة: 


_الحقيقة أنا مش هتكلم عن تفاصيل المشروع، زمايلي كفو ووفوا في النقطة دي، أنا هتكلم عن ما وراء المشروع، شباب صغيرين وحلمهم في الدنيا كبير وأنا واحدة منهم ولقيت نفسي وسطهم، الدنيا صعبة، مش هتمشي زي ما مخططين دايمًا ومطبات الطريق صعبة وتقيلة ميقدرش عليها غير إلي مصدق وعنده يقين أنه يقدر، وإحنا قدرنا ...عشان صدقنا.


الكل صقف فنزلت من على المنصة وتوجهت ناحيته، أحمد، أندهش واستغرب، في كل خطوة كنت بقربها بفتكر ذكرىٰ، لما كل حاجة إدمرت، صريخي في وشه، القعدة إلي كسرتها، وضغفي ووجعي، وقوتي وقومتي وشطارتي وعنادي مع الدنيا، وصلت عنده وقربت وشوشته بصوت ميسمعوش غيرنا 

_أنا طلبت بوكيه ورد كبير لخطيبتك وبعته على بيتها، ياريت تكون راجل عندك ذوق وتعمل كأنك إلي جايبه، صالحها وأرجعلها، وأوعى تقف تتكلم معايا في رجوع تاني! 


بعدت وابتسمتله، شفت وشه، جايب ألوان ومش عارف يتكلم ولا يطلع حرف، فإتحركت وسيبته ورحت ليوسف إلي واقف متعصب

_كنتِ بتقوليله أيه الزفت دا !!

ضحكت وقولتله: 

_قالتله يبعد عن طريقي عشان خلاص بقيت مخطوبة.

ضحك فجأة بعد ما كان متعصب

_بقيتِ أيه؟

ضحكت ورديت عليه

_مخطوبة.

_يا فرج الله !!

ضحكت قولتله 

_متنساش الورد والشوكولاتة ومتتأخرش عليا.

_دا أنا أجيلك بجري! 

ضحكت وأنا ببص لخالتي وزينة إلي واقفين بعيد وعيونهم كلها فرحة ورجعت بصيتله وقولت 

_وأنا كمان بحبك على فكرة! 


الدنيا صعبة، مش هتمشي زي ما مخططين دايمًا ومطبات الطريق صعبة وتقيلة ميقدرش عليها غير إلي مصدق وعنده يقين أنه يقدر، وأنا  قدرت ...عشان صدقت. 


#تمت

#ذكرىٰ_و_يوسف 

#سلمىٰ_بسيوني

تمت

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×