رواية زياد الفصل الثلاثون 30 بقلم مجهول
#قصة_زياد_الجزء_الثلاثين
...... يحمل زياد حقيبته ويعود لبيت هشام عند أمه ويطرق الباب وعندما تفتح له حليمة الباب يرتمي زياد في حضنها
وهو يكاد يختنق من الحزن آسف أمي ياليتني سمعت كلامك منذ البداية
تغلق حليمة الباب وتمسكه من يده متجهة نحو الأريكة وتجلس بجواره مابك ياولدي ماذا حدث وأين زوجتك؟
قال زياد بحزن لقد طلقتها ياأمي
قالت حليمة بهذه السرعة أنت تزوجت منذ شهرين فقط وكنت تتصل بي وتخبرني أنك سعيد معها وتطلب مني أن أتقبّلها وكنت أحاول إقناع عمك هاشم بالأمر وكاد أن يلين وكنا نخطط كي نأتي لزيارتك قريبا فماذا حدث؟
قال زياد نحن من عالمين مختلفين يا أمي ولقد فهمت هذا متأخرا للأسف هي بنت ذوات تربت في القصور وكل شئ عندهم مباح وأنا تحت الصفر بالنسبة لها ولم نستطع التأقلم على طباع بعضنا
قالت حليمة لقد كنتُ غاضبة منك لأنك تزوجت دون أن تخبرني ولكني لم أرغب أبداً أن يتدمر زواجك بهذه السرعة
اسمع ياولدي الزواج ليس للمتعة الجس.دية فقط
الزواج مسئولية أساسها هو الرجل، فهو الأعمدة والسقف الذي يحمي من بداخله، ولكي تعيش سعيداً مع زوجتك عليك أن تعاملها برفق فالمرأة مثل القارورة وإن لم تحرص عليها فسيسهل ك.سرها ولو انك.سرت ستجرحك بالتأكيد
لذا عليك أن تحتويها وتعاملها برفق وستعود المياه لمجاريها بالكلمة الطيبة
قال زياد الموضوع أكبر من ذلك ياأمي فما بيني وبين لبنى كما بين السماء والأرض فوراق طبقية وطباع مختلفة وأشياء لا يمكن تجاوزها حتى بالصبر والكلام الطيب
قالت حليمة لو هناك حب ستذوب الفوارق وستلتقي السماء بالأرض أنظر للأفق أمامك فعلى مد البصر ستجد السماء تلتقي بالأرض ويصبحان كأنهما جزء واحد
قال زياد أنه لقاء مزيف يا أمي فالبصر يخدعنا ومانراه مجرد وهم وخيال لا حقيقة له
فستظل السماء سماء والأرض أرض وهما لا يلتقيان أبداً
قالت حليمة يابني الزواج ليس حرباً بين طرفين أحدهم يفوز والآخر ينهزم لأن كلا الزوجين سيخسران في معركة العناد
إنما الزواج مودة ورحمة وعليك التغاضي عن الأمور التافهة
كي تعيش مرتاحا لو ترغب في أن أذهب وأتحدث معها كي تصطلحا سأفعل هيا أعطني العنوان سأذهب إليها ربما أستطيع أن أقرب وجهة النظر بينكما
قال زياد أنا تركتها يا أمي بكامل رغبتي؛ لأني لا أطيق العيش معها وقد أخبرتك أنني طلقتها ولا أريد رؤيتها مجدداً ولا حتى الحديث عنها لو سمحتِ
يفتح باب الشقة و يدخل هشام أهلاً بك زياد لقد أشتقت إليك يافتى كيف حالك؟
يعانقه زياد الحمدلله ياعمي على كل حال
قال هشام أراك أحضرت حقيبتك معك فما السبب؟
قال زياد سأبقي عندكم بضعة أيام حتى أجد سكناً
قال هشام لا مشكلة يابني لقد سامحت ابنة صبري فلقد عانت ماعنيت منه بسبب جشع أحدهم، وهي في النهاية ليس لها ذنب فيما فعله أبوها وتستطيعان البقاء هنا حتى تدبرا سكنا مناسبا ولكن أين هي زوجتك فأنا لا أراها؟
قال زياد ستخبرك أمي بما بكل شئ والآن بالإذن منكما فأنا أريد أن أنام لأني متعب جداً
قال هشام ألن تتناول الغداء معي؟
قال زياد سامحني عمي لا أرغب في الأكل مطلقاً
قال هشام حسناً لن أضغط عليك فهذا بيتك على كل حال وتستطيع الأكل وقتما شئت هيا تفضل فغرفتك لاتزال كما هي منذ تركتها
يذهب زياد لغرفته القديمة بينما يجلس هشام مع حليمة لتروي له ما حدث
في شقة لبني يطرق الباب فتقول لنفسها:هل يعقل أن يكون زياد قد سامحني ورجع؟
أرجو ذلك فأنا لا أتحمل فراقه ثم تذهب مسرعة لتفتح الباب فتجد الحجة سعدية وهي تحمل إناء به طعام
قالت لبني تفضلي ياخالة لقد جئت في الوقت المناسب فأنا بحاجة لوجودك بجواري
تدخل وتجلس بجوار لبني مابك يابنتي عيونك تقول أنك كنت تبكين
ترتمي في حضنها وتبكي بصوت مرتفع
قالت سعدية ماذا حدث ياابنتي لقد افزعتني؟
قالت لبني لقد طلقني زياد ياخالة وغادر ولن آراه ثانية
قالت سعدية لماذا يابنتي فالشاب كان مهذبا وهادئ الطبع ، ماذا حدث كي تتطلقا هكذا فجأة؟
قالت لبني أسباب شخصية لا أستطيع أن أخبرك بها
قالت سعدية لو أردت أن نتدخل أنا وعمك فتحي ونصلح بينكما فنحن مستعدان
قالت لبني لا ياخالتي لقد تطلقنا وانتهي الأمر وزياد أخذ قراره ولن يرجع فيه
قالت سعدية حسناً اهدئي وتعالي كلي
لقد أحضرت لك الطعام وسنجد حلاً بالتأكيد فلا تقلقي
قالت لبني مشكلتي ليس لها حل ياخالة
قالت سعدية لا توجد مشكلة بلا حل هيا كلي وغداً سوف يردك زياد لعصمته وسترين أن كلامي صحيح فالشاب يحبك لقد كنت أرى ذلك واضحا عليه
قالت لبنى لن يردني زياد ياخالة فأنا حامل من غيره
تشهق سعدية وتضرب يدها على صدرها يال المص.يبة
كيف حدث هذا؟
قالت لبنى أنت الوحيدة التي أستطيع أن أخبرها بالحقيقة ولكن ليس الآن فهذا سر لن أستطيع البوح به في الوقت الحالي ثم تقول لنفسها:فهذا شرط سماح حتى لا يتسرب الخبر لأختها وزوجها
قالت سعدية أنا لست من النوع الفضولي ولكن أخبريني حتى أجد حلا لك هل تعرضت للاغت.صاب مثلاً أم أن أحدهم استغلكِ تكلمي يابنتي فمثل هذه الأشياء لا يجب أن تمر دون عقاب للج.اني
تنظر لبنى لسعدية قائلة: سامحيني خالتي
لن أستطيع أن اقول شيئاً الآن ولكن سيأتي اليوم الذي سأحكي لك فيه كل شئ بالتفصيل ولكن تأكدي أنني لست منحرفة ولا عديمة الأخلاق وأن ما حدث كان سوء حظ فقط
ثم ترتمي في حضن سعدية وتبكي
بعد عدة أشهر في شركة وحيد قال وحيد يبدو أن الأمور قد استقرت والشركة بدأت تستعيد مكانتها من جديد لذا فسأصرف لكم نصف شهر على تفانيكم في العمل
قال مدير مكتبه نعم سيدي لقد تقدمت الشركة بالفعل وأصبحنا في صدارة المنافسة ولكن هناك شيء يجب أن تعرفه
قال وحيد ماهذا الشئ؟
قال مدير مكتبه هناك منافس شرس قد ظهر في السوق هذه الأيام وهو يتقدم كالصاروخ بسبب التعديلات التى وضعها في السيارات الكهربية
قال وحيد: ومن هو
قال مدير مكتبه أنها شركة زاد للسيارات الكهربية الحديثة
قال وحيد لم أسمع بها من قبل
قال الموظف لقد ظهرت منذ أربعة أشهر فقط ولكنها أصبحت في المقدمة بسرعة كبيرة فقد طوّرت الشركة السيارات بشكل مبتكر وعملي جداً ولأنها تعتمد على الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء لذا هي غير مكلفة ولا تحتاج لوقود ولا محطات للشحن بل تحتفظ بالطاقة الشمسية لفترات طويلة جداً بعد غياب الشمس لذلك يسعى الجميع لامتلاك هذه السيارات
قال وحيد حسناً سأري ماذا يمكنني فعله بهذا الشأن؟
وهل يمكن عقد شراكة بيننا وبين هذه الشركة أم لا؟
قال الموظف لا أعتقد أنه سيقبل بالشراكة فهو ليس بحاجة إلينا فسيارته تباع بأقل دعاية
قال وحيد المهم ألا تؤثر سيارات الشركة الجديدة على مبيعاتنا وإلا سيكون لي تصرف آخر
في منزل لبني بعد عدة أشهر تقف لبنى مع سعدية في شرفة المنزل بينما تنشر بعض الملابس لتجف
قالت سعدية إجلسي أنتِ يا بنتي وأنا سأنشر الباقي فقد كبر بطنك ولا تستطعين الوصول للحبال البعيدة
تجلس لبنى بجوار سعدية التى تلبس ثياب الحداد على زوجها فتحي الذي توفي منذ ثلاثة أشهر
قالت سعدية لقد مرت الأيام وأنت الآن في الشهر السابع
ومن يقول أنه مر على وفاة فتحي ثلاثة أشهر
قالت لبنى رحمه الله لقد توفي وهو في المسجد وهو يصلي
الفجر لقد كان رجلاً طيباً لذا كافأه الله بحسن الخاتمة
قالت سعدية الحمدلله على كل حال مع أنني افتقده كثيراً
فقد كنت سأتشرد لو وجودك معي فبعد وفاة فتحي جعلتني انتقل للسكن معك وأنا شاكرة لكِ يابنتي على استضافتي عندك في شقتك لأن شقتي كانت بالإيجار وصاحبها أخذها مني بعد وفاة زوجي
قالت لبنى على العكس ياخالة أنا من يريد أن يشكرك فأنت تؤنسين وحدتي وتهتمين بي و بقائك معي يسعدني فأنت الوحيدة التى أتحدث معها وأشكو لها همي فأنا لا أخرج من البيت كما تعلمين ثم أن مدام سماح هي من تنفق علينا نحن الاثنتان
قالت سعدية معك حق فلولا النقود التى ترسلها لنا المدام لكنا الآن نتسول فأنا وأنت ليس لدينا عمل نكسب منه النقود
والحمدلله أن سماح ترسل لك نقوداً وترسل لي معاش زوجي المرحوم و المال يكفينا بالفعل
قالت لبني لا تقلقي هي ستظل تفعل ذلك حتى أنجب الطفل
قالت سعدية لا يوجد شيء يجبرها على ذلك حبيبتي وأتمني ألا يأتي اليوم الذي تنقطع فيه النقود
تضع لبني يدها على بطنها بل هناك شيء تريده مني بشدة لذا ستدفع مقابله فلا تقلقي
قالت سعدية وما هذا الشي الذي بسببه تنفق علينا كل هذا المال
قالت لبني أقوم لها ببعض أعمال الشركة من البيت وأرسلها لها هيا نكمل نشر الملابس
قالت سعدية قلت لك اجلسي فأنا من سيكمل نشرها
قال في فيلا سماح ماجد لماذ لم تلبسي ثياب العمل حبيبتي
فلقد تأخرنا عن موعد الشركة
قالت سماح لن أذهب اليوم للشركة حبيبي، فأنا متعبة قليلاً
قال ماجد حسناً حبيبتي أنا سأنجز كل الأعمال في الشركة فلا تقلقي واستريحي أنتِ ثم يخرج ويغلق الغرفة
قالت سماح لنفسها:لقد أعددت لك مفاجأة بمناسبة عيد مولدك ستجعلك تطير من الفرح حبيبي فاليوم سأخبرك أنك ستصبح أباً وسوف أذهب للشركة ولكن بعد أن أجهز كل شئ لأفاجئك بخبر المولود القادم وبحفل عيد ميلادك الجميل الذي سأنظمه لك في أفخم الفنادق
بعد عدة ساعات تتصل سماح بزوجها أين أنت ماجد؟
فقد انتهي دوام الشركة والمفترض أن يكون الموظفون قد انصرفوا الآن
قال ماجد لا زلت في الشركة حبيبتي صحيح أن الموظفون قد رحلوا ولكن هناك بعض الأوراق تحتاج لمراجعه سأنهيها وأحضر إليكِ فوراً
قالت سماح حسنا لا تتأخر ثم تغلق الهاتف سأذهب إليه في الشركة وأخبره أنني أدعوه على العشاء في الفندق ثم أفاجئه بالحفلة
تذهب سماح للشركة وتدخل لمكتب ماجد زوجها فلا تجده
فتدخل لشرفة مكتبه وتنظر في الشارع فيجذب انتباهها طفل صغير يمسك بيد أمه
فتقول لنفسها:تبقي قليلاً من الوقت فقط وسأكون مثل هذه السيدة ثم تسمع صوت ماجد يتحدث مع سالي
وعندما تنظر لداخل مكتب زوجها تجده يغلق الباب ويضم سالي ويقبلها فتتراجع للخلف وتنظر من زاوية دون أن يروها
