رواية في اول طريقي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء صبحي

رواية في اول طريقي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء صبحي

#الحلقة_19

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي

جاسر بص عليها ثواني طويلة، كأنه بيحاول يفهم هي ليه مصرة كده، وبعدها لف ناحية راضي وقال:

جهز العربية"


ليلى اتكلمت بسرعه وهي بتقرب خطوة:

لا مش مستاهله عربيه،البحر شكله مش بعيد،احنا هنتمشي احسن.


جاسر هز راسه وقال:

يبقى راضي هيجي معاكو.


ليلى برفض:

لا حابين نكون لوحدنا ..او!! سكتت وجاسر فضل مركز معاها،وهي خجلت جدا منه.


فا حس بسعاده غريبه جواه،كأنه فهم انها عايزاه هو.


جاسر اتكلم:

خلاص روح انت يا راضي كمل شغلك،وانا هروح معاهم ،علشان لو واحده فيهم عملت تصرف واحد غلط،اعرف اتصرف معاها.


ندى بصت لليلى بدهشة،مش مستوعبه انه وافق بالسرعه دي،وليلى كانت بتحاول تمنع ابتسامتها من الظهور، بس جواها حاجة كانت بتتغير… مش عارفة إذا كان خوف ولا رغبة غريبة إنها تشوف وشه وهو مش في دور المجرم.


 راضي مشي وسابهم وقبل ما يخرج خطف نظره سريعه على ندى،اللي كانت هاديه كالعاده.


وبعد دقايق نزلوا سوا من الفيلا، والجو كان دافي والنسيم جاي من ناحية البحر.


ندى كانت بتضحك بخفة وهي مش مصدقه انها اخيرا هتشوف البحر بعد كل الوقت دا،وليلى ماسكه الكرسي وبتزقه في طريقهم للبحر، 

كانت كل شوية تبص على جاسر اللي ماشي وراهم بخطوات ثابتة، عيونه عليهم بس مفيهاش نفس القسوة المعتادة.


الطريق كان هادي، أصوات الموج بدأت تبان، وليلى أول ما شافت البحر، وقفت مكانها كأنها نسيت الدنيا كلها.

قالت بصوت خافت:

  ياااه،دانا نسيت البحر شكله عامل إزاي.


ندى ابتسمت على كلامها، لكن جاسر بص ليهم وقال بنبرة فيها جدية بسيطة:

  نص ساعة، وهنرجع.


ليلى ما علقتش، خلعت الحذاء ومشت حافية على الرمل. إحساس البرد الخفيف تحت رجليها، رجعها لحياة كانت علي وشك تنساها.


جاسر وقف يتفرج عليها من بعيد، وهي بتحاول تساعد ندى تقرب للمية، وافتكر ذكرى حلوة ليه وهو صغير… قبل ما الحياة تغيره بالشكل دا.


ندى اول ما لمست المايه بإيديها حست بسعادة كبيرة،وفجاه بصت على اخوها،خطفت نظره سريعه مليانه حزن ،بتتمني من قلبها انه يسامحها ويبدأو صفحه جديده مع بعض.


ليلى لما شافته ساكت قربت منه واتكلمت بخفه:

مش حابب تجرب.


 هز راسه بالرفض وهو بيبعد عنها وبيولع سيجارة :

كفاية عليا اراقبكم.


ليلى رجعت تبص له، وقالت بصوت مليان دفء:

يمكن لو قربت منه،يعجبك.


هو بص لها،وقال ببرود:

البحر غدار… وأنا مش بحب الغدر.


ردت بسرعة، من غير ما تفكر:

مش في كل الحالات،هو بيكون غدار لما بننزله في الوقت الغلط،يعني لما بيكون غضبان وموجه عالي،بيدمر اي حاجه بتلمسه،لكن في وقت ما يكون هادي،بيسمحلنا نقرب منه وكمان بيخلينا نستمتع بيه .


كلامها لمس فيه حاجة مدفونة، فضل ساكت يبصلها وهيا رجعت قربت من ندى..وسابته واقف يبص عليهم من بعيد وهو مش فاهم ليه لحد دلوقت سايبها معاهم بتأثر عليه كده.


ندى كانت مستمتعة بالموج اللي بيغسل أطرافها، وليلى وقفت جمبها بتبص على البحر من الداخل،وفجاه حست بوجوده وراهم،نظراته مليانه تردد كبير،انه يحافظ على ثباته او يكسره وينزل معاهم.


قبل ما يتحرك خطوه ،صوت تيلفونه رن،  

 جاسر طلع الموبايل، لمح اسم راضي على الشاشة، بس بعد لحظة التردد ، نظر للبحر وليهم…ورد بهدوء .


راضي اتكلم بسرعه وجاسر لما سمع كلامه ملامح وشه اتبدلت للغضب.


اتكلم بهمس:

اتصرف واجهزوا كل حاجه هتخلص النهاردة.

قال كلمته بصرامه وقفل المكالمة وهو عينيه لسا عليهم.


الموج كان بيقرب منهم، وندى ضحكت وهي بتبلل أطراف إيديها من تاني، وليلى بصت لها وقالت بخفة:

الموج مخليني احس اني حرة مش مخطوفة؟


ندى ضحكت وليلى قربت اكتر منها وهزرت معاها،ضحكتهم كانت بسيطة، لكن دخلت في ودان جاسر بشكل غريب…


بص ليهم، حس بحاجة بتضايقه، حاجة مش فاهمها.


مد خطوة ناحية البحر، كأنه هيجرب يشاركهم اللحظة، بس أول ما الموج لمس طرف جزمته…

وقف.


اتجمد في مكانه، وشه اتغير، ملامحه شدت، وصدره طلع ونزل بسرعة كأنه بيحارب نفسه.

حس إن اللحظة دي مش بتاعته…وإنه مينفعش يعيشها.


لف فجأة وقال بصوت حاد:

كده خلاص…يلا هنرجع.


ليلى اتفاجئت وقالت بسرعة:

لييه؟احنا مكملناش عشر دقايق؟


رد من غير ما يبصلها،وصوته كان مليان عصبية  شديدة:

قولت هنرجع ومش عاوز اسمع صوت واحده فيكم !


الهدوء اللي كان على البحر اختفى، والجو بقى تقيل كأن الموج نفسه حالة اتبدل.

ندى اتلبخت وقالت بهدوء:

ماشي يا جاسر، زي ما تحب.


ليلى بصت له بثبات لحظة، كانت عايزة تفهم هو اتعصب ليه، بس تراجعت لما شافت نظرته.

محدش اتكلم، وكلهم اتحركوا في صمت ناحية الفيلا.


جاسر كان ماشي قدامهم، صوته الداخلي بيجلده:

أنا إيه اللي كنت ناوي أعمله؟ أضحك؟ وأشارك؟ أنا مش زيهم… مش زيهم أبداً.


____________________________


شروق كانت وصلت قدام شقه مدام سوسو وخبطت على الباب بخفه،انتظرت ثواني والباب اتفتح.


اول ما شافتها المدام سلمت عليها بحماس.


شروق لما حضنتها حست براحه،دخلوا الاثنين مع بعض وقعدوا في الصالون.


وقبل ما شروق تتكلم او تنطق بحرف،قامت سوسو بسرعه ودخلت المطبخ ورجعت وهيا شايله صينيه كبيره مليانه باكل خفيف وحلويات وفاكهه.


شروق شكرتها وكانت مبسوطه باستقبالها،وسوسو كانت بتبص عليها بفضول،عاوزه تسمع هي عاوزاها في ايه.


شروق اخدت نفسها بهدوء وبصوت هادي لكنه حزين اتكلمت:

في الحقيقه انا ملقتش اي حد اعرفه ممكن اتكلم معاه في حاجه زي دي،كانت ليلى اللي بتسمعني ،بس الظروف مسمحتش المره دي،فملقتش غيرك اروحله.


سوسو مسكت ايديها وطبطبت عليها وقالت بحنيه:كل حاجه هترجع احسن من الاول،،قوليلي انتي بس مالك .


شروق دموعها نزلت غصب عنها وقالت:قلبي محروق يا مدام سوسو،اللي حصل الفتره دي مش سهل عليا خالص،لا وكمان معتز طلع واطي اووي،مكنتش متخيله انه هيعمل فيا كده واني اهون عليه بالشكل دا.


سوسو ضمت حاجبها بزعل وشروق بدات تحكيلها عن اللي حصل،وبعدما شرحت كل الحوار،سوسو اتكلمت بعصبيه:الحيوان،هو فاكر ان ملكيش حد يقفله ولا ايه؟


شروق قربت عليها وحضنتها بزعل،وسوسو في الوقت دا كانت مصدومه،اول مره حد يحضنها بالشكل دا من فتره كبيرة.

 

شروق كانت بتبكي بقهر،وسوسو بدات تطبطب عليها بحنيه،وبعد ما هديت شويه بعدت عنها وسالتها بفضول:

هو انتي عايشه هنا لوحدك ولا ايه؟


سوسو سكتت لحظة وبعدها قالت:

ايوا ،بعدما جوزي الله يرحمه توفى وانا عايشه هنا لوحدي!!


شروق زعلت علشانها وسالتها:

طيب بناتك فين،انا كنت سمعت قبل كدة من ليلى انك مخلفه بنتين زي القمر.


سوسوعيونها دمعت لما جابت سيرة بناتها،اخدت نفس طويل وقالت:

فعلا انا كان عندي اجمل بنتين في الدنيا،بس هي الحياة كده يا بنتي.

شروق ضمت حاجبها بزعل:

ايه اللي حصلهم.


سوسو:هما كويسين الحمدلله،بس متجوزين وعايشين برة مصر،وانتي بقى فاهمه الدنيا،تلاهي،وهما مشغولين بأطفالهم وبحياتهم.


شروق مسكت ايديها بحزن وقالت:انا اسفه مكنتش اعرف،بس المفروض برضوا انهم يتواصلوا معاكي ويجوا يشوفوكي.


سوسو ضحكت ومسحت دموعها وقالت:انا مش زعلانه منك،وهما انا عارفه انهم مضغوطين،فمش حابه اضغط عليهم اكتر…


شروق ضمت حواجبها وردت:طيب انتي ليه مكونتيش صداقات ،على الاقل يكونوا ونس ليكي!


سوسو ردت بنبره هاديه لكنها عميقه:أنا بقيت بخاف أفتح قلبي لحد، كل مرة بعمل كده قلبي بيتكسر.


اتنهدت وكملت:عموما سيبك مني ،انا فرحانه انك جيتي ،انا مكنتش هنزل النهارده الصالون،ف فرصه حلوه انك هنا علشان تونسيني.


شروق ابتسمت وهزت راسها،وسوسو بدات تقدم ليها الاكل وكانوا مبسوطين بقعدتهم مع بعض،كانهم يعرضوا بعض من سنين .


______________________________

في الفيلا.


وصل جاسر و وراه ندى وليلى ماسكه الكرسي وبتساعدها، الحراس اللي كانوا مشيوا بأمر من جاسر رجعوا تاني أماكنهم، ملامحهم كانت جامدة كأنهم تماثيل.


راضي كان واقف عند المدخل، أول ما شاف جاسر وقف مستقيم، لكن عينه غصب عنه راحت على ندى.

النظرة كانت سريعة، بس مش خافية.


ندى ما لحقتش تلاحظ، لكن ليلى شافت كل حاجة.

عينيها اتحركت بين الاتنين، واخدت بالها ان ندى مش واخده بالها من نظرات راضي ليها،اللي واضح انها مش مفهومه،نظرة ممكن تعمل مصيبة لو اتفهمت غلط.


جاسر قرب بخطوات سريعة، صوته كان حاد وهو بيقول: كله جاهز؟


راضي بلع ريقه ورد بسرعة:

جاهز يا باشا. 

راضي كان صوته مهزوز شوية وهو بيرد.


جاسر ما انتبهش لتوتره، كان باين عليه الإرهاق والتفكير.

وقف قدامه وقال بنبرة حاسمة:

 عاوز شوية حراس ينتشروا حوالين الفيلا ويكونوا فايقين مش عاوز اي غلطه.

راضي:

حاضر يا باشا.

جاسر بنظرة حادة:

 خلي بالكم،وأي حركة غريبة تبلغني فورًا،تمام.


راضي هز راسه ومشي بسرعة وهو متوتر، وجاسر وقف مكانه ثواني، عينه راحت ناحية ليلى وندى.

قال بصوت غليظ: 

انتوا الاتنين تعالوا معايا.


ليلى وندى تبادلوا نظرة قصيرة، وبعدها اتحركوا وراه.


خطواتهم في الممر كانت تقيلة، وليلى حاسة بدقات قلبها بتزيد كل ما تقرب منه.

ما كانتش عارفة هو ناوي على إيه، بس إحساس غريب كان محاوطها.


وصلوا عند أوضة ندى، جاسر نادى على واحدة من الخدم وقال بصوت واضح:

خديها وساعديها ترتاح.


البنت قربت من ندى، اللي كان باين عليها علامات التعب، ومشيت بيها.


أما ليلى، ففضلت واقفة مكانها.


جاسر التفت ليها وقال بنبرة هادية لكنها تقيلة:

 تعالى ورايا يا ليلى.


هزت راسها ومشيت وراه لحد ما دخلوا مكتب كبير، جدرانه غامقة، والإضاءة خافتة.


جاسر قفل  الباب وراه بهدوء، وبص لها من غير ما يتكلم.

هي حست بتوتر غريب، مش عارفة هو ناوي على إيه.


قطع الصمت وقال بصوت واطي لكنه حاد:

انا فكرت كويس… واخدت قرار يخصك.


ليلى باستغراب ،،ردت:

قرار؟


جاسر بجديه صارمة: 

انا قررت انك هترجعي بيتك،وجودك هنا بقى خطر علينا.


اتسعت عينيها من المفاجأة وقالت بسرعة:

انت بتتكلم بجد؟

جاسر بهدوء :

أيوه، بس في شرط.


ليلى سكتت،وقلبها كان بيدق بسرعة، بصت له نظرة سريعه وقالت بحذر:

شرط ايه؟


ابتسم ابتسامة خفيفة لكنها كانت أقرب للقسوة، وقال:

انا لازم أضمن إنك مش هتعمليلي مشاكل… ولا هتفتحي بقك بكلمة واحدة عن اللي شوفتيه هنا!.


استغربت وردت بقلق:

وايه اللي هيضمنلك حاجه زي دي؟  


اتكأ على مكتبه، وقال ببساطة مرعبة: 

همسح ذاكرتك.


الهواء اتحبس في صدرها، وبصت له بعدم تصديق: 

إيه؟"


جاسر ببرود:

 زي ما سمعتي، عندي دكتور يقدر يعمل دا، يغيب كل حاجة من دماغك وكأن مفيش حاجة حصلت!


ليلى بصدمه وصوت عالي:

  انت مجنون؟!

جاسر مسك اعصابه من الغضب لكنه رد: 

بالعكس… انا حذر.


خطت خطوة ناحية المكتب وهي بتتكلم بعصبية:

يعني بعداللي عملته فيا دا كله ،مش مكفيك؟


جاسر : 

ذكرياتك عني وعن اللي عيشتيه هنا لازم تتنسى،وبعدين دا مش قرار دا أمر.


 

ليلى وشها احمر من الغضب،قربت منه ورفعت ايديها ليه بتحذير:

مش هسمحلك تعمل اللي بتقوله دا،انت لو فاكرني ضعيفة تبقى غلطان!


جاسر بص لايديها بسخريه وهي كانت هتخرج لولا ايديه اللي مسكتها:

انا لسا مخلصتش كلامي؟


ليلى كانت هتبكي من اللي قاله،لكنها مسكت اعصابها وبصتله بحزن :

انت ليه بتعمل كدة؟ ليه بتأذي كل اللي حواليك بالشكل دا؟  


جاسر كان بيسمع كلامها وساكت،ليلى من قهرتها بكت ووقتها جاسر حس باحساس غريب،اول مره يحس ان قلبه اتحرك،صعبت عليه لما شاف دموعها،والغريب انه حس بوجع في قلبه.


ليلى مكنتش قادره تهدى،كل تفكيرها ازاي تمشي من المكان دا،وتنسى كل اللي حصل،لكن بإرادتها.. مش هتسمحله يعمل اللي بيقوله !!


جاسر ساب ايديها وبعد خطوه عنها،وليلى قربت من كرسي من اللي موجودين وقعدت عليه وحطت ايديها الاتنين على وشها وصوت عياطها كان بيزيد.


جاسر كان واقف مصدوم ،عاوز يقرب منها لكن رجليه مش قادره تتحرك،فضل ثابت مكانه يبص عليها، لحدما هديت ومسحت كل دموعها وقربت منه تاني.


ركزت على ملامحه الحاده واتكلمت:

انا مش هقدر اعمل حاجه زي دي،انا حياتي مش لعبه في ايدك،كان ممكن نتفق على اي حاجه تانيه،لكن حاجه زي دي مش هسمحلك تعملها.


جاسر رفع حاجبه وسكت،وليلى كملت كلامها وكانت مخنوفه وهي بتتكلم :

انا زهقت من وجودي هنا،ارجوك رجعني لحياتي من غير ما تأذيني أكتر من كده.


جاسر سكت،ملامحه اتبدلت للحظة كأنه اتوجع ،بس بسرعه رجعت ملامحه الحادة وقال ببرود: 

 خايفه؟ متقلقيش مش هتحسي بحاجة!!!


 اتصدمت ليلى من رده،اللي وجع قلبها واتأكدت انه مش هيتغير ..كلامه خلاها بقت مصره انها تخرج من المكان دا مهما كان الثمن.


جاسر قرب منها خطوة، عيونه مسابتهاش لحظة، وبعد سكون طويل قال بصوت واطي بس حاد:

أنا بطلت أثق في أي حد، وانتي أكتر واحدة بتثبتيلي إن عندي حق…سكت ثانية، كأنه بيحارب فكرة جواه قبل ما يكمل بنفس البرود: 

علشان كده… ما تتوقعيش إني هصدق دموعك أو كلامك العبيط ده.

 

الليلة دي الدكتور هييجي… واللي حصل هينتهي من غير وجع دماغ.

قالها وهو بيحاول يقنع نفسه إن القرار ده صح، رغم إن حاجة جواه كانت بتصرخ توقفه.


فضل باصص عليها مستني يشوفها بتمنعه وبتتحداه لكن سكوتها وجعه أكتر من أي كلمة ،وخلاه متمسك أكتر بالقرار اللي اخده.

__________________________

يتبع

تتوقعوا جاسر هينفذ قرارة؟

          الفصل العشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا    

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×