رواية في اول طريقي الفصل العشرون 20 بقلم شيماء صبحي

رواية في اول طريقي الفصل العشرون 20 بقلم شيماء صبحي 

#الحلقة_20

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي

بعد صمت طال بينهم ،بيمد جاسرإيده للتليفون اللي على المكتب، وبيتصل على واحد من رجالته.

صوته كان هادي،لكنه مليان بغضب مكتوم:

تعالى مكتبي حالا.

 الشخص اللي معاه على التيلفون رد بالإحابه وجاسر نهى المكالمه من غير ما يبص على التليفون.

ليلى فضلت تبص عليه بصمت ،مكانتش قادره تتكلم ،اكتفت انها تبص عليه وهي ساكته.


بعد ثواني معدوده ،الباب اتفتح والراجل دخل بهدوء.

جاسر طلب منها تخرج وتقف برا،ليلى نفذت كلامه من غير ما تنطق بحرف وخرجت لكن قبل ما تقفل الباب ،بصت عليه نظرة واحدة بس ،رمقته بيها قبل ما تختفي من قدام عينيه….نظرة كلها كره وضياع.

جاسر فضل ثابت، الباب اتقفل وهو بص علي الراجل اللي قدامه وقال:

رجعها اوضتها،واقفل عليها بالمفتاح ، اولرما اديك اللشارة افتحلها الباب تاني.

الراجل هز راسه وجاسر شاورله يخرج وقبل ما يتحرك الراجل جاسر قاله:

اطلب منها تنفذ كلامك من غير ما تلمسها،انت فاهم؟


الراجل باحترام:

حاضر يا باشا،تحت أمرك .

جاسر شاورله يكمل طريقه ويخرج،ولما الراجل قفل الباب جاسر ظهر على ملامح وشه البرود كالعاده،سحب نفس عميق، وبدأ يخلع الجاكيت ،وملامح الانزعاج من الالم اللي كان حاسس بيه ظهرت فجأة على ملامحه، لما شاف الدم ناشف بس أثره باين.

الجرح اللي في دراعه،كان بيحرقه، بس الوجع الحقيقي كان في مكان تاني…،، موجود في قلبه اللي رافض انه يسمعه.

راح ناحية المراية،وقف قدامها يشوف نفسه اللي بقت شبه غريبة عليه.

عيونه حمرا، وتعبان، بس ملامحه لسه ماسكة في القوة…

زي جبل واقف في وش الريح، حتى لو بيتفتت من جوه.

همس لنفسه وهو بيلبس الجاكيت تاني:

 الضعف مش اختياري… ولا الندم..انا جاسر العاشيري،قائد الرايه الحمرا اللي مافيش اي حاجه تهزه ولا تأثر عليه.

(في الحقيقة مهما حاول يقنع نفسه إنه حجر، كان عارف إن الحجر ده اتشقق من جوه لما بص في عيونها)


لف جاسر وشه ناحية المكتب، مد إيده وشال الولاعة، شغلها وولع سيجارة وهو بيبص لنقطة فاضية في الهوا، وصوته طالع بنغمة هادية بس فيها وجع مكبوت:

 كلهم بيغلطوا لما يفتكروني حجر… الحجر بيتكسر، وأنا لا.

سحب نفس دخان طويل، وبعدها طفى السيجارة في الطفاية بقوة، وكأنه بيطفي غضبه معاها.

راح ناحية الشباك، بص لتحت يشوف رجالته اللي بيتحركوا كعادتهم بنظام، بس هو حاسس إن النظام ده بدأ يتهز، وإن الخطر أصبح محاوطة من كل الإتجاهات!

مسك التليفون باختناق، واتصل براضي.

جاسر: انت فين؟”

راضي: تحت يا باشا، كنت بدي الرجاله الاوامر.”

جاسر: تمام، خلص بسرعه وتعالى لي، عايزك في كلمتين.”

راضي بتردد بسيط: حاضر يا باشا.

قفل جاسرالتليفون، وفضل ساكت… عيونه رايحة ناحية الباب اللي خرجت منه ليلى.

السكوت اللي كان مالي الأوضة بقى خانق.

حاول يطرد صورتها من دماغه وهي بتبصله النظرة الأخيرة دي…نظرة كلها كره، بس جواها وجع كبير.

بعد وقت مش كبير دق الباب بخفة، فاستدار جاسر وقال بحدة: ادخل.”

دخل راضي، وهو واقف مستقيم اتكلم: 

أوامرك يا باشا؟

جاسر بصله لحظة طويلة وقال بنغمة غريبة، فيها هدوء مصطنع:

 عايز أعرف هما وصلوا لفين، ودياب ورجالته بيتحركوا منين.

راضي: الفريق لسا ماتحركش ولكن دياب انا هتابعهم حالا وهبلغك.

جاسر بصله بتركيز، كأنه بيراجع قراره ،بعد صمت ثواني اتكلم :

انا عاوز اعرف توانا اخت دياب فين دلوقت!!

جاسر سكت لثواني وخرج تيلفونه من جيبه وبعد ما قلب فيه شويه بص لجاسر وقال:

هنا في الاسكندريه،في حي سموحه.

جاسر هز راسه وراضي ساله بفضول:

هو انت بتفكر في اللي انا بفكر فيه ولا إيه؟"

جاسر بصله وهز راسه وبهمس قال:تقريبا."

راضي قرب منه وهو بيساله تاني:

طيب انا محتاج اتكلم معاك بصفتي صاحبك قبل ما اكون مساعدك.

جاسر سمحله يتكلم وراضي اتنهد وقال:

انا شايف ان عرض چاك احسن بكتير،لو نفذت اللي في دماغك هتحط العين عليك واحنا مش ناقصين مشاكل.

جاسر ابتسم بخفه ورد عليه:

وانت فاكر اني هروح اقولهم ان انا اللي عملت كده،انا ماليش علاقه،اخت وقتلت اخوها علشان هو كلب ويستاهل.

راضي رد بجنون:

طيب ازااي؟

جاسر بصله بنص عين : 

في طرق كتير ليها تخلص عليه من غير ما تعرف هي السبب.

راضي نابع كلامه بزهول وجاسر كمل:

هتسمه من غير ما تاخد بالها،هي غبيه وانا لو اقنعتها اني بحبها ودخلت عليها بحوار ،هتنفذلي كل اللي انا عاوزه.


راضي للحظة خاف،لان لو خطتهم فشلت ودياب عرف الاتفاق ممكن يردها لجاسر في ندى.


اتكلم بحذر وقال:

طيب يا جاسر انت واثق من قرارك!

جاسر بسخريه:انت خايف ولا ايه،اجمد كده؟


راضي كان متردد،،جواه  خوف كبيرعلى ندى،مش مستعد يضحى بيها،رد على جاسر وقال:

ماشي يا جاسر،اللي انت عاوزه،تحب اكلمها ولا تروحلها انت بنفسك.


جاسر:لا عاوزه اعملهالها مفجأة،هاتلي عنوانها بالظبط وانا هروحلها بكره.

راضي هز راسه،وقال:

تمام يا جاسر تحت امرك،محتاج مني اي حاجه تانيه؟

جاسر هز راسه بلأ وراضي خرج من المكتب بهدوء .

 ___________________________

عند ليلي

الحارس طلب منها تدخل الاوضه بكل هدوء ،ليلى سمعت كلامه ودخلت ،بعد دقايق سمعت صوت قفل الباب من بره،اتصدمت ووقفت مكانها ثواني مش قادرة تستوعب.

عنيها بتلف في الأوضة وللحظة افتكرت اول مره حبسها فيها،،لما كانت ولاول مره تحس بالرعب الحقيقي،عيونها دمعت برهبه .

قربت من السرير وقعدت عليه ببطء، دقات قلبها كانت سريعة جدا كأنها بتجري بدالها.

حطت إيديها على وشها وقالت بصوت مخنوق:

 أنا لحد إمتى هفضل كده؟ ساكته ومش قادره انقذ نفسي،لحد إمتى هو اللي يقرر وأنا اللي أنفذ كلامه؟

قامت وبدأت تلف في الأوضة، دماغها مش ساكتة، بتفكر في كل اللي شافته منه النهارده…

في عيونه وهو بيبصلها، في طريقته اللي فيها وجع متغلف بغرور.

في حاجة فيه بتشدها، وحاجة تانية بتوجعها.

قامت راحت ناحية الشباك، حاولت تفتحه لكن لقت الحديد مقفول عليه من بره.

ضربت بإيدها عليه بعصبية، وبصوت عالي قالت:

افتح الباب! مش هسمحلك تحبسني تاني!

مافيش رد، غير صوت الهوا اللي بيخبط في الزجاج.

قعدت على الأرض، ضهرها على الحيطة، وعنيها اتغرقت دموع.

قالت لنفسها وهي بتهمس:

 انا لازم اهرب من هنا،كنت بخاف منه ليه؟انا مش ضعيفه!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الوقت كان بيعدى بسرعه،القمر ظهر في السماء،بيدل ان النهار خلص ودا وقت الليل..

كانت ليلى نايمه من تعبها من العياط،قامت بخضه من بعد ما حلمت حلم وحش،،بصت حواليها بزعر، وقامت بسرعه قربت من الباب،مسكت الاوكره وغمضت عينها، معتقده انها هتلاقيه مقفول لكن الصدمه،ان الباب اتفتح.

ليلى فضلت تبص علي الباب بصدمه، قالت بهمس:هو نسي يقفله؟ ولا دي لعبة جديدة منه؟


التردد كان باين عليها،لكن بعد لحظة ،اخدت نفس وبعدها راقبة الطرقه،الهدوء اللي كان في المكان زاد خوفها بدل ما يطمنها .

اتحركت بالراحه  لطريق السلم،وقلبها بيدق بعنف،صوت انفاسها كان واضح من الرعب،وخطوات رجليها كانت بتتحرك بصوت خافت.


في نفس اللحظة كان سامح ورجالته وظباط من قسم شرطة العامرية،كانوا في طريقهم لكينج مريوط،هدفهم كان اخر مكان وقفت فيه العربيات المجهوله.


في الفيلا،ليلى كانت مستغربه الهدوء الغريب،كانت شاكه ان دا هدوء ما قبل العاصفه،وان اكيد في حاجه مستخبيه.


بس بعد وقت قررت تتجاهل افكارها،واتحركت في اتجاه بوابة الفيلا،وقبل ما تخرج فجأة اصوات رجاله جاسر كانوا جايين في طريقها،من الخضه استخبت ورا شجره من اللي في الجنينه.


الرجاله كانوا بيتكلموا مع بعض،وبيتفقوا على تبادل الدوريه ،وفي وقت انشغالهم قررت ليلى تتجرأ وتتسحب وتعدي من وراهم،علشان تقدر تخرج من الڤيلا.

ومع اول محاوله،اتراجعت بسبب الخوف،لكن في تاني مرة قدرت ليلى تتسحب وتخرج من بوابة الفيلا المفتوحه وتختفى من قدامهم بسرعه…ولحدما بعدت عنهم بدأت تجري بسرعه شديدة في الطريق المعاكس ليهم،مش مصدقه انها فعلا قدرت تهرب منه ،من غير ما تلاقيه قدامها وبيمنعها زي كل مرة.

_________________________

في نفس اللحظة كان سامح ومعاه فريق من الشرطة اللي في المنطقة ، قريبين من خط الڤيلل،وهما سايقين فجأة النور اتقطع،والجو حواليهم بقى ضلمة ،اتضروا يشغلوا كشافات العربيه.

العربيات كانت ماشية بسرعة متوسطة، لكن فجأة ظهرت قدامهم بنت من وسط الظلمة بتجري بسرعه… السواق صرخ وهو بيحاول يفرمل لكنه داس بنزين بالغلط،وخبط البنت،سامح اتدخل بسرعه وفرمل العربيه مكانه قبل ما كان يدوسها.

السواق كان مصدوم لكن باقي القوة نزلوا بسرعه علشان يطمنوا على البنت..

سامح قرب منها وقلبه بيخبط في بعضه، البنت كانت فقدت وعيها تمام وهدومها من الاصتدام اتخربشت واتقطع منها اجزاء  والدم ظهر علي هدومها بوضوح .

سامح  كان متوتر جدا من الللي حصل،لكنه بسرعه عدل جسمها علشان يشوفها،و لحسن حظه ان الكهرباء رجعت من تاني،وشافها بوضوح،،واول ما بص علي ملامحها اتصدم!!

قال بصوت واضح من قوة الصدمه:ليلى؟

اتنفس بارتباك وقال بسرعة للي معاه:بسرعة! خلونا ناخدها للمستشفى ،دي هي! دي البنت اللي بندور عليها!

رجال الشرطة اتحركوا بخطوات سريعة، وساعدوه يدخل ليلى في العربيه.


سامح بص علي ظباط قسم العامرية واتكلم بجديه:انا هاخدها على المستشفى،بس اكيد العصابه موجوده هنا،اقلبوا المكان حته حته،لازم نمسكهم ،مش لازم يفلتوا من ايدينا.

الظباط اتحركوا بعد رمي التحيه العسكريه،وسامح ركب بسرعه العربيه و قعد جنبها، متردد يقرب منها، مش مصدق انه لقاها وإنها فعلا قدامه.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان في صوت جواه بيقول له إنها مش ممكن تكون خرجت من المكان دا بسهولة،…بس دلوقتي، وهو شايفها، كل اللي كان عايزه إنها تكون بخير.

بعد نص ساعة، كانوا في مستشفى كينج مريوط.

ليلى اتنقلت لغرفة الطوارئ، والدكاترة بدأوا فحوصهم.

سامح واقف ورا الإزاز، عينه متعلقة بيها، والقلق بيأكل فيه.

الدكاتره قدروا يعالجوا الجروح السطحيه اللي في جسمها،وحاولوا يفوقوها لكن مفقاتش كانها مش عاوزه تصحى،،الدكتور طلب نقلها لقسم الاشاعه ضروري،لانه شك ان يكون عندها كسر داخلي في المخ!

وبالفعل نقلوا ليلى فورا تعمل اشاعه مقطعيه للمخ،وبعد وقت كانت ليلى انهت كل الفحصوات المطلوبه ورجعت تاني لغرفه الطوارئ،وهي مازات فاقدة الوعي.

(الوقت كان بيعدي والساعه اصبحت الثانية منتصف الليل)

الممرضة دخلت الغرفه بعد وقت وقالت للطبيب المسؤول:

 يا دكتور، الأشعة جاهزة.

الطبيب طلع الملف بسرعة، وبعد ما بص عليه، ملامحه اتبدلت ،قرب من خزنه الادويه وخرج منها حقنه معينه وحقنها في دراع ليلى،وبعدها طلب من الممرضه تفضل معاها تتابع حالتها لحدما تفوق.


وبعدما انتهى،خرج ل سامح.. علشان يطمنه وقال:

 الحادثة كانت قوية، ودا سبب عندها ارتجاج في المخ أثر على مركز الذاكرة، ممكن تكون فقدت ذاكرتها مؤقتا.

سامح بصله بدهشة: يعني مش هتفتكر أي حاجة؟

الطبيب بهدوء:

في الغالب لأ، بس دي حاجة مؤقتة، ومع الوقت ممكن تفتكر كل حاجة واحده واحده ،اهم حاجه انها تحاول متضغطش على نفسها نهائي وتحافظ على هدوئها .

سامح رجع ببصره ناحية الإزاز،وشافها وهي لسا نايمه واتكلم:طيب هي هتفوق امتى.


الطبيب بص في ساعته ورد: بالكتير ساعتين،هي جسمها محتاج يهدى بعد الخبطه القويه..  

سامح هز راسه والطبيب سابه ومشى يكمل شغله..

الممرضه اللي كانت مع ليلى الغرفه بصت على سامح من خلال الزجاج،وبعدها خرجت له وقالت:احنا عالجنا كل جروحها الخارجيه،بس الافضل ان حضرتك تجيب ليها هدوم بدل هدومها اللي اتقطعت،علشان لما افوق تلاقي حاجه تلبسها.

سامح هز ااسه والممرضه بصت له بصة اعجاب وبعدها دخلت تاني غرفه ليلى.


سامح كان بيبص على ليلى منوخلال الزجاج وهو محتار،يتصل على شروق يبلغها باللي حصل،ولا يصبر ويروح هو يتصرف ويجيب ليها لبس.

بعد وقت سامح خد قراره،واتحرك خارج المستشفى،لكنه وقف مكانه حراس قدام الغرفه بتاعها.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في فيلا جاسر وصلوا باقي الفريق،اول ما شافوا اسم صاحب الفيلا رنوا الجرس،دقايق وبنت من الخدم فتحت الباب.

اتكلم القائد بتاعهم وقال:انا المقدم رفعت الاباصيري،معايا اذن بتفتيش المكان.


البنت لما شافتهم اتخضت لكنها حافظت على ثباتها،اتكلمت قبل ما تتحرك للداخل:اتفضلوا.

دخل الفريق،وانتشروا في المكان،واستغربوا ان المكان فاضي،وبعد تفتيش رجعوا للبنت واتكلم الظابط:هو مافيش حد عايش هنا.

البنت ردت بهدوء:لا يا باشا،اصحاب الفيلا مسافرين.

الظابط هز راسه وسالها تاني:انتي عايشه هنا؟

البنت ردت بتوتر:لا يا باشا،انا شغاله هنا بس،وعايشه في بيتنا.

الظابط بص علي المكان بصه اخيرا وبعدها طلب من رجالته يخرجوا وبص عليها وقال:طيب خلي بالك على نفسك.

 البنت هزت راسها وقفلت وراهم الباب وهي متوتره،قربت منها زميلتها وهي بتسالها بخضه:في ايه؟مين دول؟

البنت سالتها بعصبيه:انتي كنتي فين؟

زميلتها ردت :انا كنت في الحمام،بس مين دول.

البنت بلعت ريقها :دول بيقلولو بوليس،دخلوا فتشوا المكان ولما ملاقوش حد مشيوا؟

زميلتها هزت راسها وقربت مسكت ايدها وقالت:تفتكري بيدوروا على ايه؟

البنت ردت بضيق.مع فش يا منه معرفش.


البنت رفعت حاجبها من اسبوبها ،بس طنشت واتكلمت بتوتر:طيب يلا خلينا نمشي،مفضلش غيري انا وانتي هنا،وانتي عارفه اني بخاف من الفيلا دي !!

البنت هزت راسها وقالت:طيب ،هي المدام مقالتش ليه اخدنا الاجازه المفجأة دي؟

زميلتها بتفكير:لا مقالتش،بس اللي سمعته،ان جاسر باشا صاحب الفيلا ،هو اللي طلب منها تعمل كده قبل ما يمشي هو ورجالته من هنا.


البنت ردت بتفهم:ااه ،طيب يلا نمشي بسرعه ،انا بخاف برضوا من المكان دا.

البنتين مشيوا مع بعض،اخدوا شنطهم،وبعدها خرجوا وقفلوا الفيلا بالمفتاح،وبعدها مشيوا علشان يروحوا.

_______________________

سامح كان وصل  لمحل ملابس حريمي كان لسا فاتح،دخل وهو بيبص على المكان بتركيز،قربت منه البنت اللي شغاله في المكان وسالته.تحب اساعد حضرتك؟

سامح انتبه ليها وهز راسه:عاوز هدوم لبنت في نفس جسمك كده.

البنت استغربت كلامه،لكنها هزت راسها وقربت من صف ملابس وبدات تعرض عليه موديلات مختلفه،لحدما جابت سوت حريمي واسعه،وقالت،دي شيك جدا في اللبس ومناسبه لكل الاوزان.


سامح عجبته السوت،هز راسه ليها بالموافقة وقال:خلاص هاخدها،بكام؟

البنت قالتله السعر وهو خرج فلوس من محفظته وحاسبها،وبعدها اخد منها السوت وخرج من المحل،ركب عربيته واتحرك من تاني للمستشفى.

__________________________

في المستشفى،كانت ليلى لسا نايمه،والممرضة كانت لفت دماغها بقطن وشاش مكان الجرح،وكانت حواليها بتتابع حالتها.

عدى وقت لحدما وصل سامح،وفي نفس اللحظة دي ليلى كانت بدأت تفوق..

اول ما قرب من الغرفه ،شافها وهي صاحيه،كانت عيونها تايهة مش فاهمة هي فين ولا تبقى  مين.

 قرب من الازاز وهو بيبص عليها وهمس لنفسه:كده القضيه اتعقدت يا ليلى!! في اللحظة دي، الموبايل بتاعه رن.

ظابط من الفريق بيتكلم بصوت جاد من الطرف التاني:

سامح باشا ، مفيش اي  أثر لوجود العصابة دي ، فتشنا الفيلات اللي موجوده ،فيلا فيلا،كلهم مقفولين واصحابهم مش موجودين،والباقي فيهم عائلات وبعدما دورنا موصلناش لحالجه.

والفيلات البعيده المنطقة كلها كانت فاضية كأن محدش عاش فيها من سنين.

سامح سكت، عينه لسه على ليلى، وبعدين قال بحسم:

 خلاص،ماشي يا رفعت باشا متشكر جدا لسيادتك.

رفعت ابتسم وشكره بس ساله بفضول : طمني على البنت، عاملة ايه ؟


سامح بص عليها ورد: البنت مش هتقدر تساعدنا دلوقتى ،حصلها ارتجاج في المخ اثر على مركز الذاكره وحصلها فقدان ذاكره مؤقت.

رفعت رد بصدمة :كده القضيه اتعقدت خالص ياباشا.


سامح بضيق:فعلا ،عموما احنا هنرجع تاني القاهره وهبقى ازور سيادتك في يوم تاني ونشرب القهوه مع بعض.

الظابط رد عليه بهدوء:ماشي يا باشا في رعاية الله.

سامح قفل الموبايل، واتنهد، وبص ل ليلى مرة أخيرة قبل ما يدخل أوضتها.

وقف عند بابها ثواني،وشه مليان مشاعر متلخبطة بين الراحة إنه لقاها… والمرارة إنه فقد الخيط الوحيد اللي كان ممكن يوصله للعصابه دي.

دخل بهدوء، وبصوت واطي قال:

 أنا الرائد سامح، متخافيش… انتي دلوقتي في أمان.

هي بصتله بعينين فيها براءة غريبة… وسألته بهمس:  أنا… مين؟

سامح حس إن قلبه اتقبض،ورغم كل اللي شافه في شغله، بس اللحظة دي كسرت فيه حاجه،مش قادر يتخيل رد فعل اختها لما تشوف حالتها.


اخد نفس ورد عليها:إنتي ليلى جابر من القاهره،كنتي مخطوفه هنا في الاسكندريه والحمدلله لقيناكي وانتي دلوقتي بخير.

ليلى سرحت لما سمعت كلامه،بتحاول تفتكر اللي حصل،لكنها فجاه صرخت من الوجع، ومدت إيديها على راسها وهي بتنهج..الدكتور لما سمع صوتها من بره جري بسرعه ناحيتها والممرضة حاولت تهديها.

أما سامح، فكان واقف في مكانه، مش قادر يتحرك،

صوته طلع بهدوء لكنه كان متأثر جدًا:

 اهدي يا ليلى، خلاص… انتي في امان. محدش هيقربلك تاني..

الدكتور قالها نفس الكلام:اهدي !!

عيونها كانت تايهة، كانها بتدورعلى حاجة تعرفها،بس مش فكراها..كل ما تحاول تفتكر، الألم بيزيد، والدموع تنزل أكتر.

قالت بصوت مبحوح، زي طفلة ضايعة: أنا… مش فاكرة حاجة… حتى اسمي غريب عليا.

الدكتور رد عليها:للاسف انتي بعد الحادثة حصل عندك ارتجاج في المخ ،اثر على منطقة الذاكرة ،وحصلك فقدان ذاكرة مؤقت.


همست بصدمة واستغراب:اييه،فقدت الذاكرة،وكمان عملت حادثة؟ 

بصت لسامح وسالته:هو انا كنت مخطوفه ولا عملت حادثة.

في اللحظة دي سامح قرب منها، وهو بيحاول يطمنها.

انتي كنتي مخطوفه من عصابه مجهولة،وانا الظابط المسؤل عن قضيتك،ولما كنا في طريقنا للمكان اللي فيه العصابه اللي خطفتك،فجأة ظهرتي من نص الطريق وانتي بتجري بسرعه،وخبطناكي بالعربيه.

ليلى دمعت وهي مش فاهمه ليه جواها الحزن الشديد دا..غمضت عينيها بتحاول تفتكر تاني كل اللي حصل،لكن الوجع كان شديد..

سامح لاحظ انها بتضغط على نفسها فقال: مش لازم تفتكري حاجة دلوقتي، خدي وقتك…وكل حاجة هترجع في وقتها.

بصت له، والارتباك لسه مالي ملامحها،سكتت ثواني، قبل ما تقول بصوت واطي:

 شكراً ليك إنك ساعدتني يا حضرت الظابط… بس هو أنا كنت فين بالظبط؟ وليه حاسة إني كنت بخاف اوي؟

الكلمة دي صدمت سامح ،حس إن اللي قدامه مش مجرد ضحية،دي بنت اتحرمت من أمانها،ومن نفسها كمان.

قرب منها وقال بجديه صادقة:

 متقلقيش يا ليلى… أنا هعرف كنتي فين، وهعرف مين اللي خطفوكي وليه،،مش هسيب حقك !

ليلى كانت سامعه كلامه بس مش قادره تنطق،هو كمل كلامه: المهم دلوقت اننا لازم نرجع القاهره،اختك هتموت من القلق عليكي.


ليلى بصت في عيونه بغرابه وقالت :اختي؟

سامح حرك راسه وسكت،لف للدكتور واتكلم،هي ينفع تخرج من المستشفى يا دكتور.


الدكتور هز راسه ورد:اه طبعا،انا بس هكتبلها علاج تمشي عليه،وبعدها هكتبلها اذن خروج.

سامح:شكرا يا دكتور،تعبتك نعانا.

الدكتور ابتسم:الشكر لله يا فندم.

 خرج دفتر رشتات من الدرج وكتبلها العلاج وبعدها كتبلها اذن خروج،وقبل ما يخرج،طلب من الممرضه تساعدهم وتهتم بالمريضه لحدما تخرج.


الممرضه ابتسمت بموافقه وقربت من سامح وهمست:حضرتك جبت الهدوم.


سامح هز راسه ومد ايديه بالكيس اللي كان ماسكه،وبعدها خرج،والممرضه قربت من الزجاج وشدت الستاره ،وبدات تساعد ليلى انها تلبس هدومها،وبعدما خلصوا،فتحت الستاره تاني ،وشاورت لسامح انها خلصت.

سامح قرب منهم وكان مجهز مبلغ للمرضه،اول ما قرب منها اداهولها،وبعدها قرب من ليلى وقال:هتقدري تتحركي دلوقت؟

ليلي حركت رجليها بوجع وبعدها قالت :هحاول.


سامح فضل ثابت مكانه وهي بدات تقوم بمساعده الممرضه،لحدما وقفت واتحركت بهدوء،سامح شاور لرجالته انهم هيتحركوا.

وبعدما خرجوا من المستشفى،ركبت ليلى العربيه،وسامح قرر انه هيسوق بنفسه ،وفريقه ركب عربيتهم واتحركوا كلهم للقاهره.

ليلى في الوقت دا  كانت تاييه مش فاهمه هي رايحه لفين،وسامح كان سرحان في طريقه،مش فاهم ليه اتأثر بالشكل دا..

_________________________

وهما في الطريق.

موبايل سامح رن..بص علي الاسم واتفاجئ ان شروق بتتصل عليه..بص على الساعه كانت ٥ صباحا..

فضل ثابت لثواني وبعدها رد..:الو؟

شروق اتكلمت بفرحه غريبه وقالت:قولي يا سامح باشا،انت لقيت اختي؟ صح؟

سامح بص على ليلي اللي كانت نايمه من التعب،ورجع بص علي اسمها على التيلفون وقال باستغراب:بتقولي ايه؟

شروق ملامحها هديت :بقول حضرتك لقيت اختي ؟وان انا قلبي مش بيكدب عليا؟

سامح هز راسه وقال بابتسامه :ايوا،الحمدلله لقيناها.

شروق فجأة صوتها اختفى،وسامح قلق،لكنه ابتسم لما سمع صوتها جاي من بعيد بتبكي وهي بتشكر ربناا وبتهمس:كنت عارفه انك مش هتخذلني…

سامح:الو،مدام شرووق؟

شروق مسكت الفون وردت:انا اسفه،اتفضل سمعاك.

سامح،ابتسم وكمل كلامه:احنا دلوقتي في طريقنا للقاهره،قدامنا بالظبط ساعه،ليلى هتكون معانا في القسم،لازم نخلص شويه اوراق وبعدها تقدري تاخديها وتروحوا.


شروق ردت بسعاده:شكراا،شكرا من قلبي يا فندم على كل حاجه..هو ابتسم وهي كملت:خلاص حاضر انا هستناكم في القسم.

قالت كلامها وقفلت المكالمه ورجعت سجدت على الارض من تاني وهي بتهمس بفرحه كبيره:

الحمدلله رب العالمين…اشكرك يارب.

_______________________

يتبع

لسا الاحداث ناار❤️‍🔥❤️‍

      الفصل الواحد والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا    

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×