رواية كلهم كلاب الفصل العشرون


 رواية كلهم كلاب 

الفصل العشرون 

بقلم حمزه


( الصومالية) إتكيف شديد    للوضع و ماااا صدق ( إنصاف) إتجاوبت معاهو ( علني).. و حتى ( غادة) و الباقيات إستغربن من تثرف ( إنصاف) إلا ( طيبة)..    عارفة ( إنصاف) مجرمة و فهمت أكيد ( إنصاف) في راسها حاجة لأنه عارفاها هي ما كدا.. المهم ( غادة) غمزت للجماعة يعني ( إتخارجوا).. النسوان كلهن وأولن ( غادة) لملمن شنطن و إتخارجن..​ و ( طيبة) دخلت   غرفتها تتبسم و قفلت على روحها بالمفتاح و خِلا الجو لى ( إنصاف) و ( الصومالية).


(الصومالية) ما صدق زبطوا ليهو الجو.. جدع نظارته هناك بعيد قام على حيلو سريع سريع ملص الجاكيت و ملص جزمته و قلع حزام البنطلون زي الزول العاوز يعمل الحاجة دي أول مرة..​ ( إنصاف)​ نزلت توبها من وركيها وقالت ليهو :

- حيلك حيلك، كل شي بى حقه


( الصومالية) لما سمع الكلام دا مشى فتح جيب الجاكيت طلع قروش تقيلة رُبط..​ وقال:


- سعرك كم؟ 


( إنصاف)​ عوجت خشُما وقالت:

- ( إكرام) 


( الصومالية) إستغرب و واضح ما فهم حاجة


( إنصاف) قالت:

- يا عسل، شبعانة قروش ما محتاجة


ودقت بى يدها على الكرسي الجمبها وقالت:

- تعال أقعد، الفي راسك كلللله بسوي ليك، بس عندي طلب صغييير بالنسبة ليك ولا حاجة، بعد تنفذ لي طلبي دا، أنا بعمل ليك العاوزو


( الصومالية) جا قعد إتلصق فيها و خت يديهو في وركيها وقال:

- الجميل يطلب أي طلب، لو عاوزة ( أ*****) الشعب ب ( **** ) ليك، بس إنتي قولي


( إنصاف) بقت تضحك:

- الشعب مرة واحدة


( الصومالية) دخل يده من تحت التوب وطالع في ورك ( إنصاف) شوية شوية:

- اي والله، الشعب مرة واحدة 


( إنصاف) زحت إيدو من وركها و نزلت توبها القصير خلفت رجل على رجل وقالت:

- هي ( إكرام) بس يا حلو، فرد واحد من الشعب 

_____________________________________________


( إكرام) ما شاء الله في المدرسة بدَّعت..​وكل المدرسات مبسوطات من ذكاءها     و بساطتها و تواضعها..​ وكونت مع ( زحل) ثنائي خطير.. كانن حلوات شديد وكل واحدة مكملة للتانية.. ( إكرام)​ بى ذكاءها الحاد.. و ( زحل) بى جنها الحلو.. وبعد إسبوعين كمان إنضمت ليهم     ( بسمة).. البنت الكان باكي فيها ( حلبي)..​ ( بسمة)​كانت شايلة من ( إكرام) ومن ( زحل).. يعني شاطرة و شقية الإتنين لاماهن..​ وبقوا مشهورين في المدرسة بى ( البلابل) عشان ما كانن بتفارقن نهائي لادفي المدرسة ولا في الحِلة..​ ( إكرام)​ بقت بعد ما تنتهي من المدرسة بتمشي السوق.. و بعد ترجع من السوق بتجيها ( زحل) سايقة عربية ( منال) خالتها يمشوا يغشوا ( بسمة) في البيت و يطلعوا التلاتة مرة الحدائق.. ومرة في بيت ( بسمة) يقروا.. بس أكتر المرات بمشوا بيت ( زحل) عشان عرس أخوها خلاااص على وشك و البيت ملان نسوان شغالين تجهيزات في الريحة و المأكولات و الدلوكة مدورة.. أهل ( زحل) مرتاحين شديد و حلوين بناتهم و أولادهم..  وقفت ( زحل) العربية و نزلن ( إكرام) و ( بسمة) وقفلن الباب و دخلن.. وكانت في مفاجئتين ل ( إكرام) من العيار التقيل.                     

_____________________________________________


( مجدي) في التلفون مع ( مها) أخته:

- دُقي على الحيوانة دي خليها تفتح تلفون ( مصطفى)، لي أسبوع بتصل ( إيمو) و تلفون عادي ما قادر أخش، قول ليها ( مجدي) قال ليك أفتحي تلفون الولد ولا ما ح يحصل طيب


(مها) ردت:

- بالمناسبة ما جابت الأولاد لينا الخميس زي ما إتفقت معاها تجيبهم و تجي تاخدهم الجمعة مساء مع مصاريفهم، القروش جابا لي ( معتز) من يوم الأربِع، لا جابت الأولاد لا رسلتهم لينا، أمي إشتاقت ليهم شديد بتسأل منهم


( مجدي) من الزعل لما بقى ما شايف:

- أبوها لأبو أهلا زاتو، دي مرا فقر دي عاوزة تمرضنا في الغربة، كدي نادي لي ( معتز) كان في


- آي قاعد، في الشارع يغسل في الركشة 


- عليك الله نادي لي سريع


( مها) فتحت باب الشارع طلعت راسها كوركت لى ( معتز) :

- (معتز)، ( معتز)، ( مجدي) على الخط سريع


( معتز) جا جاري.. مسح يديه من الموية:

- ألو


( مجدي) رد:

- كيفك


- والله تمام، وإنت كيف مع الغُربة


- الحمد لله، قلت ليك يا ( معتز) 


- أيوا 


- عليك الله خلي أي حاجة في يدك و أمشي لى بت الحنود دي قول ليها ( مجدي) قال ليك تلفونك إنتي إن شاء الله تكسريهوا ولا تقفليهوا بى طبلة، بس تلفون ( مصطفى) دا خليهو فاتح يفتح راسك


- خلاص كويس


- يلا تمام، أمشي سريع سريع     بدق عليها بعد ربع ساعة 


( معتز) دقايق مافي وصل بيت ( عبير)..​ دق الباب جا ( أبو عبير) وراهو إنه ( مجدي) بقول لى ( عبير) أفتحي تلفون ( مصطفى) عشان عاوز يكلمه.. ( أبو عبير) قال ليه:

- دقيقة أنادي ليك ( عبير) كلما


و لا قال ليه إتفضل.. دخل جوا نادى ( عبير) وجا وقف معاها جمب الباب ولا فتح خشمه هو.. خلا ( عبير) تتكلم.. قالت بى عنطزة وقِلة أدب واااضحة:

- قول ليهو التلفون بعتو و إتصرفت بيهو، قاعد ترسل لينا قروش إنت؟ وتلفوني زاتو غيرت الشريحة لا يدق علي لا عاوزة أسمع صوته


( معتز) طبعا" إنصدم لما سمع الكلام دا.. و إنصدم​ أكتر لما سمع أبوها بقول:

- ياخي ليه ( مجدي) بعامل البت دي كدا


( معتز) مستغرب:

- عامَلا كيف؟ غِلط في شنو؟ موش إتفق معاك يا ( عبير) تجي كل خميس البيت تجيبي الأولاد يبيتوا مع حبوبتهم وتاخدي مصاريف الأسبوع؟ مالك ما جيتي؟ هديك القروش في الدولاب عند ( مها)، و( مها) دقت عليك كم مرة عشان تقول ليك تعالي شيلي مصاريف أولادك، ولا عبرتيها ولا رجعتي ليها وكمان بقيتي تقفلي التلفون، تجي هسة تبيعي التلفون عشان أبوهم ما يتصل عليهم و المصاريف خاتنها ليك؟ حرام عليك والله خافي الله في أولادك ياخي لو عندك قصد مع ( مجدي) ديل ذنبهم شنو ينحرموا من أبوهم


( عبير) صرت وشها:

- إنت مالك الحشَّرك شنو


- الله يسامحك، بس إنتي والله ح تخربي بيتك بى يدك براك


 ( عبير) قفلت الباب في وش ( معتز).. حتى وجود أبوها ما إحترمته..​ ( معتز)​ هزَّ راسه بى حسرة وقال:

- سبحان الله 


ورجع كلم ( مها) الكانت عاوزة تنشق من الزعل من قِلة أدب ( عبير) و دور أبوها السلبي.. قالت لى ( معتز) :

- خليها المعفنة الحاسدة بعد تكمل قروش التلفون تجي تقول عاوزة مصاريف الأولاد، هسة بدق ( مجدي) و بكلمه ما ندبها جنيه واحد إلا تجيب الأولاد يبيتو معانا خميس و جمعة. 

_____________________________________________


( زحل) فتحت غرفتها وقالت لى ( إكرام) و (بسمة):

- دقيقة هسة بجيكم


البيت كان شقة من دورين و التالت أعمدة قايمة عليه المواد و شكله كدا بعد زواج أخو ( زحل) ح يبدوا فيهو البنيان.. ( زحل)​و أخوها كانوا في الدور التاني.. شقة من تلاتة غرف و صالة.. و في الدور الأرضي ( أبرار) و أمهم برضو تلاتة غرف و صالة..​بلإضافة لى حوش وسط ما صغير ولا كبير.. بس طبعا" عشان العِرس قرب شديد و المناسبة باقي ليها أربعة أيام.. كان البيت ملان نساوين من الأهل و الأقارب و الجيران.. لأنه ( أم زحل) كانت مرا طيبة شديد و مشكورة و واصلة وكل الناس بتحبها.. عشان كدا النسوان ماليات الحوش و الشقة تحت شغالين في مجموعات صغيرة تجهيزات في الأكل و الريحة.. البتقطع في بصل و البتقشر في بطاطس و البتورِق في خُدره..​ شغالات مبسوطات والشاي و الجبنات مدورة مع الونسات.. ومجموعات تانية شغالة في الريحة و الصندل.. يلا في اليوم دا ( أبرار) جابت صاحبتا معاها من المدرسة تقيِّل معاها.. أمها قالت ليها تسوق صاحبتها و تقعد فوق عشان الجوطة و النسوان في الدور الأرضي.. وتخيلوا مين كان صاحبتها.. صح.. ( سندس).


( زحل) قالت لى صاحباتها الإتنين :

- إتفضلوا، دقيقة هسة بجيكم


دخلوا قفلت الباب عليهم وماشة نازلة تكلم ليها زول يجيب ليهم عشاء فوق.. الوقت داك     أمها كانت في الحمام ما شافتهم لما جات هي وصاحباتها.. ( زحل)​ كلمت خالتها  القالت ليها:

- خلاص يا بتي بس أحمر ليكم لحمة، باقي الأكل كله جاهز، لما تجهز اللحمة بجيب ليكم العشاء فوق، وكمان أختك عازمة صاحبتها برضو وقالت عاوزة عشاء ليهم، تاكلوا كلكم سوا؟ 


( زحل) ردت:

- لا يا خالتو، يمكن صاحبتها تخجل وما تاكل كويس، خليهم براهم ياخدوا راحتهم


- خلاص يا بِتي


( زحل) شالت ليها موية وهي طالعة من المطبخ الزغاريد ضربت.. أخوها جا نازل من فوق.. أخوها الوحيد.. العريس.


ومعروف طبعا" كل ما يجي العريس شاقِّي النسوان داخل ولا طالع.. الزغاريد تضرب.. ( زحل)​ لما شافت أخوها نادته:

- ( ناجي)، تعال شيل معاي العصير دا


( ناجي)؟؟؟ 


( ناجي) الإتقدم لى ( إكرام) و رفضته الفقُر ( إنصاف) هو العريس أخو ( زحل)؟ 


أيييوا..​ هو زاااتو ( ناجي) الإتقدم لى ( إكرام) القاعدة فوق جمب غرفته و هو ما جايب خبر.. ( ناجي)​ قال :

- خلاص أطلعي إنتي وأنا بى وراك جايب العصير، بس صاحبي واقف لي برا، أنديهو الفلاش دا و أجيك


وطلعت ( زحل) بالموية..​ و دقيقتين طلع وراها ( ناجي) شايل العصير.. ( زحل)​ فتحت باب غرفتها ( ناجي) كورك ليها:

- دقيقة ما تقفلي، العصير

_____________________________________________


                          في نفس اليوم دا العصر

                        =================


( سندس) إرتاحت شديد لى ( ميراب).. و يادوووب بالجد حست بطعم الأخوة و الحنان.. نفس الشعور الكان مع ( إكرام)..​ أما ( ميراب) حست بى شعور مختلف..​ شعور إنساني ما حست بيهو قبل كدا..​ حب و عاطفة و رحمة شديييدة علي أختها ( سندس)..​ و كان في إحساس تاني ما قدرت تخفيه.. بالعكس.. إحساس إتمتعت بيهو كونه بين وجدانها..​ حب و شوق خااااص ل ( إكرام)..​ ولذة ما بعدها بس مجرد ذكرى ( إكرام) بقى عند ( ميراب) شيء ممتع.. كانت عاوزة تلاقيها و تحاول تعوضها حتى لو مجرد حضن صغير بس متأكدة معناه أكبر من أن يُحصى.. زي الببعد من أسرته و يمشي في طريق الغلط سنين و سنين.. يومه البرجع للحق.. الناس كلها بتسامحه و بتنسى ليه أخطاءه و بتفرح بى عودته للصواب.. دا كان ح يكون إحساس ( إكرام) لو إرتمت في حضن ( إكرام)..​ لأنه ( إكرام) قلبها أبيض.. ومنو زي ( إكرام) في سماحة أخلاقها و طيبتها؟ 


( ميراب) كانت خبيثة شاربة من أمها..​ بس المرة دي إستعملت خبثها في العمل الصاح.. وزي ما قررت بمجرد ما قرت رسالة ( إكرام) إنه تنفذ كلاما.. فعلا" كانت ع الوعد.. و طبعا"​ختت ( ميراب) هدفين في راسها قيد التنقيذ المباشر.. الأول..​ تحمي ( سندس) و تقيف معاها و تسعدها.. و التاني.. تلقى ( إكرام). 


( ميراب) كانت قاعدة مع ( سندس) الكان بتحكي ليها إنه صاحبتها عازماها بعد المغرب وإنه أمها ما ح تقبل تطلع.. كأنه كانت بتقول ليها شوفي لي طريقة..​ بس المشكلة كانت إنه هي منبوذة عند أمها.. ولو قالت يمين   .. ( إنصاف) ح تقولها شمال عكاس بس..​ لو كان الكلام دا زمان كان عادي أقنعت أمها..​ بس زي ما قلنا ( ميراب) إستعملت خبث أمها العلمتوا ليها ضدها هي زاتها.. عشان كدا لما حست أمها جاية داخلة عليهم.. غمزت لى ( سندس) و قامت من جمبها تكورك:

- تمشي وين بعد المغرب؟ مافي ليك مرقة بعد المغرب من البيت


في اللحظة ديك ( إنصاف) جات داخلة وسمعت الكلام.. و( سندس) عملت فيها زعلانة.. حمرت لى ( ميراب) وقالت:

- في شنو؟ مالك مع البِت دي؟ 


( ميراب) ردت:

- قالت طالعة لى صاحبتها بعد المغرب 


- تطلع روحك إنتي، مالك و مالا تنهري في البِت، خليها التطلع يخصك شنو إنتي


( ميراب) عاملة فيها مستغربة:

- من بتين يا ماما ( سندس) عندها صاحبات تمشي تقعد معاهم، و بعد المغرب كمان


( إنصاف) علت صوتها:

- من الليلة دي، عندك مانع؟ 


( ميراب) سكتت عاملة فيها زعلانة..​ بعدين قالت:

- خلاص تودبها ( نادية)، أنا تعبانة وما ماشة


( إنصاف) بى طول حسها:

- توديها إنتي، مالك، محننة؟ 


( ميراب) عملت فيها متضايقة و زعلانة..​ مشت غرفتها و عيونها ملانات دموع.. ( إنصاف)​ أمها عقلها الباطني بقول ليها :

- كدا تمام، تعاكسيها في أي حاجة احدي ما راسها يجي وتتأدب. 


بعد المغرب ( ميراب) طلعت مع ( سندس) بى وش زعلان..​ وصلوا بيت ( زحل)  المعلِّقِين في باب بيتهم كشافة مضوية كل الشارع.. ( سندس) دقت على ( أبرار) إنه هي منتظراها جمب الباب.. ( أبرار) نزلت مبسوطة و ( سندس) إنبسطت كمان لما شافت ( أبرار) الجات سلمت على ( ميراب).. ( ميراب)​ حضنت ( سندس) فرحانة..​ و ( سندس) باستا في خدها وقالت:

- شكرا" ليك 


( ميراب) ردت:

- أمشي حبيبتي إنبسطي مع صاحبتك و لما تتعشوا وتاخدوا ونستكم و تنبسطوا تب، دُقي لي تلفون


- كويس


( أبرار) حاولت تقنع ( ميراب) تدخل تتونس و تتعشى معاهم.. ( ميراب)​ رفضت و قالت عندها مشوار مهم.. ووعدت ( أبرار) تجي الصالة يوم العِرِس مع ( سندس)..​ ( أبرار)​ إقتنعت ودخلت هي و ( سندس) البيت..​ و ( ميراب) دقت على صاحبتها قالت ليها جاياك في البيت..​ وكويس ( ميراب) ما دخلت..​ تخيلوا لو دخلت و صادفت ( ناجي).. كان ح يكون موقفها شنو وكمية الإحراج الكان ح تحس بيها؟..​ أنا بصراحة بديت أحب ( ميراب) وما بتمنى ليها موقف بايخ..​ وبتمنى ما يجي اليوم اللي ممكن تدمر فيها ( إنصاف) أمها مستقبلها.. لا لشئ إلا لأنه بقت ( إنسانة). 

_____________________________________________


( زحل) ما قفلت باب الغرفة لما سمعت ( ناجي) بقول ليها دقيقة ما تقفلي.. وحتى ( بسمة)    و ( إكرام) سمعوا صوته.. ( زحل)​خلت الباب مفتوح دخلت الموية وجات شالت العصير من ( ناجي) الوقع نظره جوا الغرفة 


                  الفصل الحادي والعشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×