رواية شبه قاتل الفصل الثانى
( وليد) نط في البص يكورك في السوق:
- أطلع، أطلع بسرعة
السواق وكل أفراد البعثات الماشين للحفل التنكري إستغربوا للهلع الشديد في نبرة ( وليد).. هم أصلا" كانوا مستغربين من الناس ال كانت بتتجارى من الفندق خصوصا" المرا ال جارّا ولدها بالوطا ملخت يدو كلو كلو.. وكانوا منتظرين ( وليد) يجي يفهمهم الحاصل شنو.
وطبعا" أكيد لما السواق سمع النبرة المخيفة دي طار بى آخر سرعة قرررب يقلب البص.. واحد من ركاب البص قال ليهو بى لهجته فيما معناه:
- في شنو؟ مالهم الناس كلهم خايفين و جاريين برا الفندق؟
( وليد) شايف البص ال فيه السودانيين كلهم ومعاهم جماعات تانية من دول تانية متحرك قدامهم.. ما كان قعد نهائي.. من ركب واقف في الباب يعاين في الفندق اللي بقى يصغر شوية شوية مع السرعة الرهيبة للبص.. ( وليد) لما سمع السؤال قال بدون ما يزح بصره من باب الفندق:
- دا ود الحرام الإسمه ( سامبو) دا، ماعارفه ظهر من وين فجأة؟
و لى صعوبة الموقف بالنسبة لى ( وليد) وخوفه من ( سامبو) على حسب ما سمع عنه.. كان تفكيره في البعثة ينبهم كيف لأنه كان خايف عليهم لأنه إتوقع إنه ( سامبو) ح يكون مرافق لى عصابته.. فهو إفتكر إنه هو شوية بقى في أمان وإنه أصحابه أفراد البعثة برضه في أمان لأنه هم في البص اللي إتحرك أول وماكانوا جايبين لى الدنيا خبر.. بس هو كان ماعارف كم كانت الصورة مقلوبة وإنه الخطر كل الخطر بقرب منهم وهو ما عارف.. ولا عارف المصيبة الكبييييرة اللي ح يقع فيها.. مصيبة ما كان ح يتوقعها تحصل ليهو ولا حتى في الأفلام الخيالية.. لأنه بعد دقيقة واحدة بس من إنطلاق البص بالسرعة الجنونية بدت تظهر (عربات جيب) طايرة بسرعة أجن من البص.. طايرين بسرعة الصاروخ.. في البداية ( وليد) خاف.. بس بعدها إنبسط لما بدت الجيبات تظهر و بقى واضح إنه الجيبات كانت للشرطة.. ( وليد) إنبسط لأنه حس بلأمان بوجود الشرطة.. وكان
الإحساس دا بكبر كلما يكتشف إنه عربات الجيب ماشة في زيادة.. فعلا" كانت كمية كبيرة من عربات الشرطة.. تسعة عربات جيب كل واحدة فيها قريب سبعة جنود لابسين الزي العسكري و مدججين بالسلاح بصورة مثالية.. طبعا"دا عدد كبير جدا" خصوصا" لو عرفنا إنه ديل ما كانوا من رجال الشرطة العادية.. لأ.. كانوا من ( قوات الصاعقة).. وديل ما بظهروا كدا في أي حدث و خلاص.. لأ.. بظهروا لما يكون في خطر كبييييير يهدد أمن الدولة.. خصوصا" لما يكونوا بالعد دا.
الجيبات جاية طايرة و صوت النجدة شغالة.. ( وليد) قال لى سواق البص:
- جنِّب يمين عشان تفتح الطريق للجماعة ديل، شكله كدا في حاجة مُستعجَلة
السواق لسة كان مخلوع خصوصا" وهو شايف في مرايات البص عدد الجيبات الجاية طايرة بى صورة مخيفك.. عشان كدا وقَّف البص فجأة فوق الرصيف بين عمارتين طوااال بينهم ممر طويل.
من حظ ( وليد) السعييييد إنه السواق قفل الممر بين العمارتين بالبص وبقى الباب القِدامِّي المفتوح الكان ( وليد) واقف فيهو.. بقى مواجه لى الممر بين العمارتين وكأنه السواق كان عاوز يقول لى ( وليد).. أهرب.
هو في الحقيقة السواق ما كان في خاطره يوقف كدا.. لأ دا كان مجبور لأنه تلاتة من عربات الجيب إتعدت البص و إنحرفت فجأة قدام البص قافلة الطريق.. دا السبب ال خلا السواق يطلع الرصيف عشان ما يصدمهم.. لأنه وقفوا قداموا فجأة.. وباقي عربات الجيب جات طايرة داقة في البص من ورا بطريقة مقصودة عشان يوقف غصب.. ( وليد) من قوة الصدمة قرب يقع لو ما مسك بى يديه الإتنين.
بعد كدا حصل شي غريب جدا".. سمعوا صوت إنفجار قوي شديد.. كان دا البص الفيهو البعثة السودانية.. بس عشان كان إتحرك قبلهم وقطع مسافة كبيرة منهم عشان كدا ( وليد) و اللي كانوا معاه في البص التاني ماكانوا عارفين إنه البص الأول إتفجر وبقى فحمة في تلات دقايق بس.
البص لم وقف إجباري في الرصيف كلهم سمعوا صوت عبر مكبر صوت بقول بالإنجليزية :
- ( سامبو) ، عارفنك في البص، معاك عشرة ثواني تجي نازل رافع يديك ولا بنخلي البص غربال
وطوالي بدأ يحسب:
- عشرة، تسعة، تمانية،...
الجماعة في البص كبوهو رُز.. واحد قال:
- ( سامبو) ؟ الناس ديل فاهمين غلط
والضابط برا شغال:
- ستة، خمسة، أربعة....
واحد تاتي قال:
- واحد ينزل يتفاهم معاهم
في اللحظة ديك قائد القوات الخاصة كان وصل :
- إتنين، واحد، نار
هو أصلا" قبل ما يقول كلمة ( نار) زي الناس.. الرشاشات دي ضربت نار زي المطر.. كل واحد لافي ليهو حزام طِلق.. يعني الذخيرة راااااقدة هبطرش.
كان بالجد موقف رهيييييب.. وصوت الطلقات وهي بتخترق جسم البص و صوت تكسر القزاز من كل الجهات كان حاجة مااا بتنوصف.. حاجة ماعندها أي علاقة بأي مشهد من أخطر فيلم رعب.. لأ كان الخوف
حاجة تانية لسبب بسيط جدا" إنه دا واقع.. أيوا ما فيلم.. إنت الآن في بص محاط من تلاتة جهات بقوات صاعقة شغالة فيك رصاص مطر.. تتخيل لو إنت كنت معاهم.. كيف كان ح يكون إحساسك.
الحصل بعد كدا خلّا نوع تاني من الرعب يسيطر على أفراد البعثة في البص الكانوا كلهم مدنقرين على ركبهم و مغطين راسهم.. و ( وليد) الكان
لسة مدنقر في سلم الباب المفتوح.. بس قاعد مغطي راسه بى يديهو زي الجماعة.. وكان قدامه الممر فاااضي وكان ممكن يجري يدخل من أي مدخل من بوابات العمارات المتقابلة.. أو يصل لى المربوع التاني من العمارات اللي ببدأ من نهاية الممر الطويل من الجهة المقابلة.
المهم ( وليد) كان محظوظ شديد لأنه كان في أبعد نقطة ممكن يوصلها الرصاص دا غير إنه كان قاعد.. فالحصل و أرهبهم حد الموت إنه السواق وقف وحاول ينزل عشان يتفاهم معاهم.. بس أول ماوقف.. طاخ.. طلقة في الراس جا واقع طوالي من سُكات.
_____________________________________________
شُلة ( وليد) قاعدين في بيت ( راوية) عشان يخففوا عنها غياب ( وليد) شوية..كل خمسة أيام بجوا يشربوا معاها شاي المغرب وبسألوها من ( وليد) الكان بتصل عليها كل تلاتة أيام.. كانوا اللية عارفين ح يكون في حفلة تنكرية.. يضحكوا مبسوطييين يشاغلوا في ( رضا).. ( يُسري) قال:
- قلت لي عملت ليهو قناع؟
( رضا) قعد يضحك :
- عملتو شنو ياخ، أنا بتاع قِناعات برضو؟
- طيب جبتو ليهو من وين؟
- بتعرف ( إمام) صاحبي؟
- دا الكان بدرس في الصين دا؟
- بسسسس، يلا أنا لما عرفت ( وليد) ح يكون عندهم حفلة تنكرية وعرفت ( إمام) جاي راجع إجازة، كلمتو قلت ليهو جيب معاك أي حاجة حقت تنكر، ووريتو بى برنامج ( وليد)، قام قال لي في الصين في محل تصنبع قناعات، تمشي وإنت واقف يدوك مجلة فيها صور مشاهير العالم، علماء علي لعيبة كورة علي ممثلين علي رجال عصابات، أي شخصية مشهورة عندهم، بس إنت تختار كررررر يعملوا ليك القناع وإنت واقف.
نطت ( ملاذ) :
- وأكيييد إنت آ الشقى قلت ليهو إختار قناع عصابات
كلهم بقوا يضحكوا.. ( رضا) قال:
- وموش أي رجل عصابات، لأ، إخترت قناع رئيس أكبر شبكة ( مافيا) في أفريقيا كلها
( راوية) ضحكت:
- حرام عليك يا ( رضا)، لاعب بيهو لعب شديد
( هُدي) قالت:
- قلت ليهو شنو لما أديتو القناع
- قلت ليهو دا بتاع فنان مشهور في (كينيا)
ضحكوا كلهم تانى.. ( رضا) قال:
- هسة صاحبنا في الحفلة التنكرية، تلقاهوا مستمتع ومبسوووط و الناس بتتصور معاهو وبتسألوا ( من وين جبت القناع دا؟)، بس إن شاء الله هو يكون صريح و يقول ليهم إنه الفكرة الجهنمية دي حقت صاحبي ما حقتي أنا
بقوا يضحكوا كلهم تاني وماعارفين المصيبة الواقع فيها ( وليد) بى سبب فكرة ( رضا).
_____________________________________________
( وليد) لما شاف الدم جاري زي الماسورة المكسورة من تحت رجوله.. الخوف كتّف جسمه وغلبه يتحرك نهائي.. وبقى يفكر.. ينط يجري في الممر الطويل دا و لا يقعد مكانه؟ هو أصلا" مافي حل غير كدا.. بس السؤال لو نط وجرا و شافه واحد من رجال الصاعقة ديل وجرا وراهو.. هل ح يلحق نهاية الممر قبل ما يلحقه رجل الشرطة؟ ولا ح يضربه نار؟
وكأنه واحد من أفراد البعثة المدنقرين و الرصاص و القزاز المتطاير هنا و هنا مغطي روسينهم قرأ أفكاره.. فجأة قام واحد قريب من الباب ناطي بى كل قوته في الممر لى درجة دفر ( وليد) في طريقة لأنه كان واقف في الباب.
لما قوات الصاعقة إنتبهوا ليهو.. نط منهم واحد فوق لى البص بى خفة شديدة وصاح بالإنجليزية لى الزول الجاري:
- أقيف وإلا ح أضرب نار
الزول سااامع.. جاااري في جريهو.. ططططاخ من بعيد طلقة واحدة في الراس جا واقع زي الحجر وقعة واااحدة مافرفر نهائي.
ديل هنا خلاص.. ساحوا من الخوف ورفعوا كلهم روسينهم فوق لأنه حسوا بى حركة الشرطي ال نط فوق البص.. وعرفوا خلاص دي نهايتهم.. ح يردمهم رصاص من فوق و ح يتلحسوا كلهم في دقيقتين.. ما أكتر.. و البحاول ينط يجري من البص.. النتيجة شافوها بيان بالعمل.
بس فجأة.. سمعوا صوت جسم تقيل وقع فوق البص.. أيوا.. دا بتاع الصاعقة الكان طالع فوق.. رصاصة قدت راسه طلعت بى الإتجاه التاني.. وفجأة زادت أصوات الطلقات بى صورة مخيفة لى درجة الناس الكانوا جوا البص سمعوا ( رجال الصاعقة) يكوركوا:
- وراكم، الهجوم من وراكم
وفعلا".. ظهرت أعداد كتييرة من الجيبات فيها كميات رهيبة من ناس مقنعين كل واحد فيهم شايل ليهو مدفعين رشاش.. كل مدفع رشاش في يد.
الناس ديل لموا ليك في ( رجال الصاعقة) ديل من ورا حصدوهم حصد.. بس النصيحة.. الإسم ما كان من فراغ.. فعلا" أثبتوا إنهم ( رجال صاعقة).. بالرغم من كترت ( المهاجِمِين المُقنعين) ومن الخلف كمان.. إلا إنه أثبتوا فعلا" جدارتهم بى حمل الإسم وعملوا ردة فعل رهيبة و أبادوا من ( المُقنعين) كمية كبيرة.. بس ديل كانوا زي الجراد ما وقفوا.. ِجيب ورا جِيب.. جِيب ورا جِيب.
هنا ( وليد) لقاها فرصة.. رجل الصاعقة الكان فوق البص إنقتل خلاص.. و البقية في إشتباك عنيف مع المقنعين.. مخ ( وليد) ترجم الفكرة سريع لي
حركة في الأرجل.. فجأة لقى ( وليد) نفسه ناطي في الممر وجااااااااري بى أقصى سرعة عنده.. وكان بتمننننني ما يلمحوا واحد من ( رجال الصاعقة).. بس حصل الكان خايف منو ( وليد).. لمحوا واحد منهم.. بس المرة دي ما كان طالع فوق البص.. لأ.. الموقف كان أسوأ.. دا كان جاري وراهو.. حتى ( وليد) سامع صوته وهو بقرب منه شديييد و بكورك:
- أقيف ولا أضرب نار.
وطبعا" ( وليد) عارف معنى العبارة دي شنو.. بس المصيبة وين.. عقله إتبرمج خلاص يدي معلومات للرجول ما يقيفن نهاااائي.. عشان كدا ( وليد) ما وقف.. وفعلا"سمع صوت الطلقة طلعت.