رواية خطه غير مدروسه الفصل الحادي عشر 11بقلم تسنيم المرشدي


 الفصل الحادي عشر 

خطة غير مدروسة 

بقلم تسنيم المرشدي 

__________________________________________

الدكتور جمع أدواته الطبية بعد ما نقل لمسلم دم وعلقله محلول ، خرج برا وسهير خرجت وراه وكلهم اتجمعوا حواليه ، مسعد سأله باهتمام وخوف :-

ابني هيبقي كويس يا دكتور 

_ الدكتور هز راسه بأسف ورد عليه :- 

هو نزف كتير وانا نقلتله دم 

_ أميرة قاطعته باهتمام :- 

يعني ايه نقلتله دم مش ده شغل المستشفي 

_ الدكتور سحب نفس ورد عليها وهو بيبص علي مهران :- 

لا ما انا بكون عامل حسابي في كل مرة علشان متحتاجوش لمستشفي ، عموماً أنا علقت له محلول اهم حاجة الراحة التامة عشان الجرح عمقه كبير والغرز متتفكش وياكل طبعاً كويس عشان المحاليل مش هتعوض الدم اللي نزفه استأذن انت 

_ سهير وقفته قبل ما يمشي :- 

هو خد غرز كتير ؟

_ الدكتور بص علي الأرض بأسف :-

٢٤ غرزة 

_ سهير وأميرة شهقوا بصدمة وحزن علي مسلم ، الدكتور حاول يطمنهم :- 

احمدوا ربنا يا جماعة السكينة لو كانت غرزت شوية كانت جت في قلبه 

_ سهير مقدرتش تسمع اكتر من كده وقالت :-

يا حبيبي يا ابني منه لله اللي كان السبب ، يارب هو وانت لأ يا نور عيوني 

_ مهران بصله بتهكم ومردش عليها عشان الوقت ميسمحش ، الدكتور مشي وسهير بصت لمهران واندفعت فيه بغضب شديد :- 

انت عايز من ابني ايه مش هترتاح الا لما تقتله ، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يارب تعيش وجع قلبي مع عيالك عشان تحس بالنار اللي جوايا 

_ مهران بصلها جامد ، اتهز من دعواتها ورد عليها بنبرة هادية لكن كلها وجع :-

عشته يا أم مسلم لسه هعيشه تاني 

_ سهير بصتله بغيظ وكره :-

عيشته بس متعظتش وكملت بقلب جاحد لكن لما تدوق الحسرة علي ولادك اللي واقفين وراك هتعرف أنا حاسة بايه ويمكن وقتها تتوب

_ مهران اضايق جامد من كلامها وكان هيرد عليها بس وقوف مسعد بينه وبين سهير منعه يتكلم :- 

خد رجالتك واطلع برا أصل والله أروح بنفسي أبلغ عنك وانا عمري ما رجعت في حلفاني 

_ مهران بصله جامد وانسحب بهدوء مع رجالته ، دياب رفض يمشي الا لما يطمن علي مسلم ، سهير معترضتش علي وجوده عشان عارفة معزة مسلم عند دياب كبيرة قد ايه ..

_ حل الليل والوضع كما هو عليه ، مسلم نايم وبيصحي يقول كلمتين وينام تاني ، سهير خرجت برا تحضر لمسلم اكل خفيف عشان لما يفوق ياكله ، مسعد خرج يصلي قيام الليل ويدعي أن ربنا ينجي له ابنه 

_ أميرة مسابتش أيد مسلم ودموعها مواقفتش لحظة ، دياب حس بالذنب ناحيتها واتكلم بأسف :- 

هيبقي كويس 

_ أميرة بادلته نظرات كُره :- 

كله بسببكم ياريتكم ما كنتو في حياتنا 

_ دياب اتفاجئ بكلامه أميرة اللي نزل عليه زي الصاعقة لجم لسانه ومقدرش يرد عليها ، عدت عليه ثواني سألها بصوت مهزوز :- 

حتي أنا؟

_ أميرة ردت عليه بهجوم :- 

اه حتي انت ما انت منهم وشبههم انت السبب أنه يخسر حلمه وحياته يبقي متفرقش عنهم كتير

_ دياب كان مصدوم ومرفعش عيونه من علي أميرة علي امل انها تغير كلامها أو تعتذر ، خرج من شروده علي أنين مسلم ، بصله بتوهان ومسلم أتكلم بنبرة تقيلة :- 

عايز .. مية

_ أميرة جابتله المية وساعدته يشرب ، دياب ضحك لها وقال :- 

كويس اني اطمنت عليك انا همشي لو احتاجت حاجه كلمني 

_ خلص كلامه وخرج برا بخطوات سريعة عايز يهرب من الدنيا كلها ، سهير ومسعد دخولوا واتفاجئوا أن مسلم فاق ، قربوا منه وسهير سألته باهتمام :- 

انت كويس يا نور عيني ؟

_ مسعد بصله بشفقة واتكلم بنبرة حنونة :-

عامل ايه الوقتي ؟

_ مسلم رد عليهم بصوت هادي :-

الحمدلله

_ أميرة انسحبت من الاوضة لما اطمنت علي مسلم ودخلت أوضتها واول ما قفلت الباب انفجرت في العياط ، كانت ندمانة أنها هاجمت دياب وقالتله كلام هو ميستحقوش وفي نفس  الوقت الكلام كان صح ، قربت من السرير ورمت نفسها عليه ، حطت المخدة علي وشها وسمحت لدموعها بالنزول اكتر يمكن ترتاح ..

__________________________________________

مسعد حس بتعب ودخل اوضته ، سهير بصت لمسلم وقالت له :- 

أما أنا بقا عملالك حتة أكلة هتاكل صوابعك وراها ، هروح احضرلك الاكل واجي 

_ مسلم هز راسه برفض واتكلم بنبرة مرهقة :- 

مش عايز 

_ سهير عقدت حواجبها وردت عليه بهجوم :- 

لا لا مفيش حاجة اسمها مش عايز الدكتور قال لازم تاكل عشان تعوض الدم اللي نزفته 

_ مسلم مكنش قادر يدخل في جدال معاها ، سهير قامت وقفت واترددت تتكلم ولا لأ ، مسلم لاحظ حيرتها وسألها :-

في ايه ؟

_ سهير هزت راسها باستنكار وردت عليه :- 

ها لا مفيش حاجة

_ كانت هتخرج بس فضولها أجبرها تسأله ، التفتت وبصتله :- 

هي مين رقية اللي انت كنت بتنادي بأسمها طول ما انت غايب عن الوعي ؟

_ مسلم اتفاجئ بكلام والدته وردد بعدم استيعاب :- 

رقية مين ؟

_ سهير رجعت ووقفت قدامه ورفعت كتفها بمعني مش عارفة وقالت :- 

معرفش ، أنت في حد حياتك ؟ 

_ مسلم بصلها كتير وهز راسه بنفي :- 

مفيش حد في حياتي 

_ سهير محبتش تضغط عليه وكانت هتمشي بس سؤاله وقفها :- 

هو أنا كنت بنادي علي اسمها بس ؟

_ سهير حست بفرحة كبيرة جواها وقربت منه قعدت جنبه وردت عليه بتلقائية :- 

كنت كل شوية تنادي عليها وشوية تقول اهدي انتي ملكيش دعوة بيا ومرة قولت حاجة كده بس مفهمتهاش 

_ مسلم ضيق عيونه عليها وسألها بتردد :- 

ايه ؟

_ سهير ردت عليه بعفوية :- 

كنت بتقول هاتلي مش عارفة انطقها دو دوناتس باين ، اه هاتلي دوناتس يا حامد 

_ مسلم عيونه وسعت بصدمة وقال عشان يمنعها تتكلم :- 

روحي هاتي الأكل ياما عشان جعت

سهير بصتله وضحكت ومردتش تخرج ، الفرصة دي مش هتتكرر تاني لازم تستغلها وتتكلم معاه :- 

مش هتقولي بقا مين رقية دي ؟

_ مسلم اتنهد بتعب ورد عليها :- 

اللي مأجرة الاوضة اللي تحت 

_ سهير بصتله جامد علي امل يكون بيحبها بس صدمها برده :- 

متبصليش كده مفيش حاجة بينا كل الحكاية أنها كانت معايا في المحل لما حصل اللي حصل وانا خرجتها فكنت بردد الكلمات اللي قولتها وقتها وبس ريحي نفسك عشان مش هيكون بيني وبين اي واحدة اي حاجة 

_ سهير اتنهدت بزعل واتكلمت :- 

ليه بس يابني هو عشان تجربة فشلت فيها تعمل نفسك كده! 

_ مسلم بصلها واتكلم بوجع :- 

أديكي قولتي بنفسك فشلت فيها يعني أنا فاشل ومينفعش اعمل علاقات تانية 

_ سهير اتفاجئت بكلامه وردت عليه بانفعال :- 

انت عمرك ما كنت فاشل يا مسلم انت ناسي كنت هتكون ايه؟

_ مسلم ابتسم بتهكم وردد بحزن مرسوم علي ملامحه :- 

كنت..

_ سهير كملت كلامها علي امل أنه يفوق لمصلحته :- 

مش دايما بناخد الحاجة اللي إحنا عايزينها وأكيد ربنا ليه حكمة في كده ، انت كان ممكن تدور علي أي حاجة تكون بتحبها وتشتغل علي نفسك لغاية ما تبني حلم جديد تعيش عليه ، الحياة فرص لو واحدة ضاعت ندور علي التانية مش نستسهل الحرام ونرمي نفسنا فيه ، انت استسهلت يا مسلم مقدرتش توصل لحاجة متوفقتش فيها روحت رميت نفسك مع اللي كان السبب في ضياع مستقبلك ، الحياة لسه قدامك يابني انت شاب زي الورد كل البنات تتمني ضفره وطول ما فيك النفس اسعي ورا حلمك وافتح قلبك للبنت اللي قلبك يدق لها وعيش حياتك صح بس يكون في رضا ربنا ..

_ مسلم اتنهد بزهق ورد عليها عشان ينهي الحوار :- 

عجباني حياتي كده 

_ سهير قامت وقفت واندفعت فيه :- 

عجباك حياتك اللي انت وهبتها لعمك اللي كان واقف يتفرج عليك ومتهزتش منه شعرة ولا حتي حاول يوقف اللي بيحصل ، ده رفض يوديك المستشفي عشان خاف علي نفسه ومخافش عليك

_ مسلم بصلها كتير وهو مصدوم من اللي قالته ، بلع ريقه وقال بجمود :- 

مش كنتي راحة تحضري الاكل!

_ سهير فهمت أنه بينهي الحوار معاها ، هزت راسها وخرجت تحضرله الأكل ، ملامحه اتشدت بضيق لما افتكر كلام والدته عن مهران ، معقول محاولش يدافع عنه!

_ ضغط علي أسنانه بغضب شديد وعقله تلقائي راح لرقية وهي بتتحامي فيه ، معقول هو مصدر أمان عشان تتحامي فيه ولا يمكن عشان كان الوحيد اللي قدامها؟

_ افتكر لما اتحامت فيه من حازم أكيد هي مأمناله عشان كده مش بتتحامي غير فيه والسؤال الأهم هو ليه عايزها تكون مأمناله فعلاً؟

_ هو وعد نفسه مش هيفتح قلبه لحد تاني وهيثبت لنفسه أنه قد الوعد ..

_________________________________________

صباحاً , رقية قامت عن علي السرير وعنيها وارمة من قلة النوم ، كل ما تنام تحلم بمسلم وهو بيضرب قدامها وتفوق مفزوعة ، قررت انها متنامش عشان متحلمش بيه تاني 

_ لبست هدومها وخرجت برا وقفت مترددة تخرج ولا تطلع تطمن عليه ، بعد مدة قررت تطلع بحجة أنه اللي حماها وواجب عليها تسأل عليه 

_ وقفت قدام الباب وسحبت نفس وهي مترددة في اللي هتعمله ، اتفاجئت بالباب بيتفتح ومسلم خارج منه ، قلبها دق جامد من المفاجأة وكان نفسها الأرض تنشق وتبلعها من شدة التوتر والاحراج اللي وقعت بينهم 

_ مسلم بصلها واتفاجئ بوجودها قدامه ، رقية حاولت توضح سبب وقوفها وسألته بنبرة مهزوزة :- 

انت كويس ؟

_ مسلم هز راسه ورد عليها :- 

كويس.. انتي كويسة ؟

_ رقية اكتفت بهز راسها ، قاطعهم صوت سهير من جوا :- 

انت رايح فين يا مسلم الدكتور قال لازم ترتاح يا حبيبي 

_ مسلم بصلها ورد عليها بملل :- 

زهقت من القاعدة 

_ سهير ردت عليه بنفاذ صبر :- 

معلش استحمل الأسبوع ده علي لما جرحك يلم 

_ سهير انتبهت لوقوف رقية وقالت لها باحراج :- 

ازيك يا رقية معلش مختش بالي منك مطلع عيني ومخليني مش شايفة قدامي 

_ رقية ابتسمت بتكلف وقالت :- 

ولا يهمك ، ربنا يعينك عليه 

_ مسلم اضايق من طريقة والدته كأنه طفل ، سحب نفس وسابهم ونزل ، أميرة خرجت وجرت علي رقية :-

كويس انك هنا تعالي عايزاكي

_ أميرة شدت رقية دخلتها قبل ما تسمع موافقتها ، مسلم رجع البيت تاني وسط نظراتهم عليه ، حمحم وقال باختصار :-

الجرح تعبني 

_ سهير ردت عليه بخوف :- 

طب ادخل اوضتك ارتاح 

_ مسلم هز راسه برفض وقرب من الكنبة وقعد عليها :- 

لا هنا كويس

_ سهير وأميرة بصوا لبعض وراودهم نفس الحيرة عن سبب رجوع مسلم ..

_ رقية اتحرجت منهم وقالت لاميرة :- 

انا لازم أمشي عشان المحل..

_ أميرة قاطعتها بتوسل :- 

شوية بس وانزلي 

_ مسلم ادخل بكلامه :- 

خليكي هنا..

_ كلهم بصوا لمسلم وسهير وأميرة بصوا لبعض وضحكوا ، مسلم لاحظ ضحكهم ونظراتهم عليه ووضح كلامه :- 

المحل متكسر ومش هتعرفي تقفي فيه 

_ أميرة بصت لرقية بحماس :- 

شوفتي بقا تعالي يلا 

_ أميرة شدت رقية لاوضتها وهي دخلت معاها بإحراج ، قعدوا علي السرير وأميرة حكت لها اخر موقف حصل مع دياب متجنبه ذكر  أسبابه وختمت كلامها بـ :- 

انا محتارة ومتلخبطة ومش عارفة اللي عملته ده صح ولا غلط 

_ رقية اتصنعت انها مش فاهمة حاجة وقالت :-

انا مش فاهمة بالظبط رفضك لدياب بس طلاما انتي مش متقبلة وضعه وغلطه متكمليش معاه مش كل مشكلة هتحصل هترمي له مشاكله وتقوليله انت وحش ، الحب مبدأه تضحية يعني مش هتقدري تضحي وتستحملي الوضع اللي انتي





 وافقتي عليه يبقي تنهي العلاقة دي بسرعة قبل ما تتعلقوا ببعض أكتر وتبقي ظلمتي نفسك وظلمتيه

_ أميرة سحبت نفس واتكلمت بحيرة :- 

يعني مفهمتش اعمل ايه الوقتي ؟ 

_ رقية قالتها بهدوء :-

محدش يقدر يقرر عنك انتي عارفة نفسك وعارفة هتقدري تتخطي عيوبه ولا مع كل مشكله هتعايريه بيها زي ما عملتي انتي حالياً متلخبطة بس مع الوقت هتلاقي إجابة حيرتك دي جواكي وهتعرفي الصح 

_ أميرة ابتسمت لها واتكلمت بإمتنان :- 

انا فرحانة اوي بصحوبيتنا 

_ رقية بادلتها الشعور وربطت علي أيدها بحب :- 

وانا كمان ، أنا مضطرة أمشي عشان اروح لمنال النهاردة كتب كتابها وانا وعدتها هكون معاها من بدري 

_ أميرة بصتلها بفرحة واتكلمت بحماس :-

بجد باركي لها 

_ رقية هزت راسها بموافقة وخرجت ، مسلم عيونه منزلتش من علي الباب لحظة لغاية ما رقية خرجت وكان هو أول من شافها ، رقية قربت منه بإحراج وناولته مفتاح المحل :-

اتفضل المفتاح 

_ مسلم اخده منها واتعمد يلمس أيدها ، عايز يتأكد من الشعور اللي جواه ، حس بنعومه لمستها بين أيديه ، ليه اللخبطة دي بتحصله معاها بس اشمعنا هي ؟

_ رقية سحبت أيدها بسرعة واستاذنت ومشت ، أميرة بصت لمسلم وضيقت عيونها عليه ، مسلم لاحظ نظراتها وسألها بفضول :-

بتبصيلي كده ليه يابت ؟ 

_ أميرة ضحكت له ورفعت كتفها وقالت :- 

مفيش

_ سابته ودخلت المطبخ لسهير اللي اول ما شافتها قربت منها وهمست لها :- 

شوفتي اخوكي لما رجع تاني ومنزلش 

_ أميرة ضحكت جامد وردت عليها بعفوية :- 

أيوة ولا لما قالها خليكي هنا!

_ سهير كانت حاسة بسعادة كبيرة غمرت قلبها واتكلمت بحماس :- 

وامبارح طول ماهو نايم بينادي بإسمها 

_ أميرة هزت راسها وهي مش مصدقة تغير مسلم وقالت :- 

شكله وقع 

_ سهير بصت لها بحدة واندفعت فيها :- 

بعد الشر عليه 

_ أميرة عقدت حواجبها ووضحت :- 

قصدي وقع في الحب انتي فهمتي ايه ؟ 

_ سهير ردت عليها بتلقائية :- 

فاهمة قصدك بس فيه ألفاظ أرقي من دي تقوليها 

_ أميرة هزت راسها باستنكار وسهير كملت كلامها :- 

المهم الوقتي هنعمل ايه ؟

_ اميره بصتلها بعدم فهم وسألتها :- 

نعمل ايه في ايه ؟

_ سهير بصت برا تتأكد أنه مش سامعهم ووضحت قصدها :- 

عايزين نعمل حاجة نقربهم من بعض 

_ أميرة ضحكت بسخرية واتكلمت بثقة :- 

لا هو انتي فاكرة أن حتي لو حاسس بحاجة من ناحيتها هيقول كده بسهولة وبعدين هو لو لاحظ أننا بنحاول نقربه منها هيعند معانا ويبعدها عنه 

_ الحزن اترسم علي ملامح سهير واتنهدت بتعب :- 

معاكي حق ، طب ما تتكلمي معاها تشوفي ميتها ايه ؟

_ أميرة هاجمتها باستنكار :- 

مية ايه وشاي ايه ؟ انتي عايزاني أروح اقولها تعالي والنبي حبي أخويا!

_ سهير بصتلها بنفاذ صبر وردت عليها بغيظ :-

استغفري الأول ومتحلفيش تاني غير بربنا ، أنا اكيد مقصدش كده بس نشوف في حد في حياتها ولا لأ مثلاً مستعدة تتخطب ولا لأ ، تقاليع من بتاعتكم دي 

_ أميرة هزت راسها برفض :- 

مليش دعوة أنا 

_ سهير بصت لها بغيظ ودفعتها بعيد عنها وقالت :- 

أمشي يابت من قدامي مفيش منك منفعة 

_ أميرة ضحكت جامد وخرجت وقفت قدام مسلم من غير ما تتكلم ، مسلم بصلها باستغراب :- 

ما تبعدي من قدامي واقفة كده ليه ؟

_ أميرة رفعت حاجبها وحطت أيدها في وسطها وقالت :- 

يعني مش عايز تخليني هنا ؟ 

_ مسلم ضيق عيونه عليها وسألها بفضول :- 

تخليكي هنا اعمل بيكي ايه ؟

_ أميرة بصت لفوق كأنها بتفكر وردت عليه بطريقة طفولية :- 

تكون مثلا عايز حاجة كده ولا كده

_ مسلم سحب نفس بنفاذ صبر وقام وقف بصعوبة وقال :-

انا اللي ماشي 

_ أميرة ضحكت جامد علي منظره بس ملامحها اتحولت لما افتكرت دياب ، نفخت بضيق ودخلت اوضتها تشغل نفسها في المذاكرة ..

__________________________________________

رقية دخلت اوضة منال اللي بصتلها بغيظ وقالت :- 

ده اللي هتيجي من بدري كنتي تعالي علي كتب الكتاب علي طول

_ رقية ضحكت واتكلمت بتلقائية :-

معلش بطمن علي مسلم  واميره مردتش أمشي واتكلمت كتير . 

_ منال قاطعتها بعدم تصديق :- 

كنتي بتطمني علي مين؟ مسلم!

_ رقية اتفاجئت أنها وقعت بلسانها ومعملتش حساب ب

زعل منال ، بلعت ريقها وهي بتلعن نفسها علي زلة لسانها اللي أكيد مش هتعدي علي خير ..

_ منال ضحكت جامد واتكلمت بلوم :-

مسلم ده نفسه اللي اغتصب امي صح؟ واللي انتي جاية هنا عشان توقعيه في شر أعماله ويتسجن صح؟ ما تردي 

_ رقية سحبت نفس وحاولت تنقي كلامها بعناية عشان متزودش التوتر اللي عملته :- 

هو اللي حماني وخرجني من المحل فاتعاملت بفطرتي يعني وروحت سألت عليه بس

_ منال مردتش عليها ورقية استغربت سكوتها ، رفعت عيونها عليها ومفهمتش نظراتها دي بتوحي لإيه :- 

منال بعد مدة قالت :- 

انتي مصدقة نفسك 

_ رقية مقدرتش ترد عليها لأنها متأكدة انها مسألتش عليه بسبب أنه حماها بس لو مش عشان السبب ده يبقي ليه؟ 

_ بصت في الأرض ومنال هزت راسها بعدم اعجاب وقعدت علي السرير ، حل الصمت لفترة قاطعته رقية لما قعدت جنبها وقالت بندم :- 

عارفة إني غلطت بس عشان تصدقي حسن نيتي واني اتعاملت بفطرتي مش اكتر اني جيت زي الهبلة قولتلك اظن لو كنت مرتبة وقاصدة كنت هعمل حساب لكلامي عشان متعرفيش 

_ منال بصت لها واتنهدت ورقية ضحكت لها وقالت :- 

خلينا نفرح يا منال ومنفكرش وفي حاجة تانية 

_ منال بعد تفكير قامت وقفت وقربت من التسريحة بتاعتها ومسكت لونين روچ وبصت لرقية بحماس :- 

النود ولا النبيتي ؟

_ رقية ابتسمت لها وردت عليها بعفوية وحماس :- 

النود طبعا 

_ انشغلوا مع بعض في اللبس والميك اب لوقت حضور اسلام ، منال خرجت بإحراج ورقية خرجت وراها وسلمت علي اسلام :-

مبروك 

_ اسلام ضحك لها ورد عليها بود :- 

الله يبارك فيكي أكيد انتي رقية 

_ رقية هزت راسها بتأكيد وهو قال :- 

منال مش بتتكلم غير عنك ، رقية رقية رقية لما بصراحة في أوقات كنت بغير منك 

_ رقية بصتله بدهشة ورددت بعدم استيعاب :-

بتغير مني انا!

_ اسلام هز راسه بتأكيد ورد عليها من بين ضحكه :- 

أيوة عشان شاغله تفكيرها اكتر مني 

_ رقية بصت لمنال بعيون بتلمع من التأثر بكلام إسلام وقربت منها حضنتها جامد ، اسلام قاطعهم بكلامه :- 

كلها دقايق والحضن ده مش هيتكرر تاني 

_ منال بصت له جامد وهي مش فاهمة قصده وهو وضح كلامه :- 

عشان هيبقي حضني موجود

_ رقية اتحرجت من كلامه وانسحبت من بينهم ، منال ضربته في كتفه :- 

انت قليل الادب 

_ اسلام غمز لها بمكر :- 

انتي لسه شوفتي حاجة 

_ منال ضحكت له وانشغلوا في مراسم كتب الكتاب لما المأذون وصل ، وبعد فترة طويلة رقية قربت من منال وقالت لها بحب :- 

مبروك يا حبيبتي انا لازم أمشي الوقت أتأخر 

_ منال بصت لها بإمتنان :-

شكرا علي كل حاجة ومتزعليش مني انا كنت سخيفة معاكي اوي 

_ رقية ضحكت لها وردت عليها بهزار :- 

طول عمرك سخيفة ايه الجديد يعني 

_ الاتنين ضحكوا ورقية استأذنت ومشت..

__________________________________________

مسلم زهق من قاعدة الاوضة وكلم دياب كتير ، بعد مدة دياب عليه ومسلم كلمه بهجوم :- 

انت فين ومش بتسأل عليا ليه ؟

_ دياب رد عليه بنبرة مخنوقة :- 

موجود 

_ مسلم حس إن فيه حاجة وقال :- 

انا هنزل تعالي قابلني

_ دياب رد عليه بنبرة سريعة :-

لا خليك وانا لما أرجع هجيلك 

_ مسلم أتكلم وهو بيقف :- 

لا أنا نازل زهقت من القاعدة هنا هستناك تحت 

_ دياب رد عليه باختصار :- 

ماشي 

_ مسلم خرج برا وهو حاسس بتعب ، سهير شافته وجرت عليه بقلق :- 






محتاج حاجة ؟

_ مسلم رد عليها بنبرة هادية 

لا بس هنزل شوية 

_ سهير كانت هتعترض بس مسلم سبقها واتكلم :- 

مش هتأخر

_ سألها ومشي قبل ما تعارضه ويدخل في جدال معاها ، اتنفس براحة كبيرة لما وصل لمدخل البيت ، في نفس توقيت رجوع رقية اتفاجئت بوجوده وكالعادة نبضات قلبها كانت بتتسارع لما شافته

_ قربت من باب اوضتها وسألته باهتمام :- 

اخبارك ايه ؟

_ مسلم رد عليها وملامحه مشدودة بسبب تعبه :- 

أحسن 

_ رقية حمحمت وقالتله بتردد :-

ممكن المفتاح عشان تفتح المحل أنا بكرة 

_ مسلم بصلها جامد ورد عليها بفتور :-

أكيد يعني مش همشي بمفتاح المحل تعالي بكرة خديه 

_ رقية هزت راسها بتفهم وافتكرت كلام منال ، بصتله بملامح غريبة كلها لوم واشمئزاز وسابته ودخلت الاوضة ، مسلم طلع المفتاح من جيبه وبصله وضحك..

_ حازم دخل من الباب واتفاجئ بمسلم ، قرب منه وهو بيضحك باستفزاز :-

ده انت جروحك بتلم بسرعة اوي

_ مسلم بصله بلا مبالاة وسابه ومشي بس حازم وقف قدامه تاني وقال :- 

كان شكلك ياعيني يصعب علي الكافر وانت مرمي علي الأرض وهما بيضربوا فيك ، تصدق كان نفسي اصورك

_ مسلم اضايق منه بس محاولش يظهر ، ملامحه كانت جامدة ومش ظاهر عليه أي تأثير بكلام حازم اللي حاول يضايقه بكل الطرق :- 

تخيل سابوك عشان أمك ، كتر خيرها مرات عمي والله 




_ مسلم بصله ورد عليه بجمود :-

انت أقل من أنك تقدر تضايقني يا حازم ، مشكلتك أنك عامل زي الحريم تحب اللت والعجن ومفكر أنك كده هتقدر تاخد المكانه اللي أبوك حطني فيها 

_ حازم اتعصب جامد وقرب منه واندفع فيه :- 

مشكلتك أنك أخد مقلب في نفسك جامد ولسه عايش علينا دور الظابط..

_ حازم ضحك بإستفزاز وكمل كلامه :- 

بس شكلك نسيت انك فاشل

_ مسلم مقدرش يسكت اكتر من كده ، حازم قدر ينجح أنه يخرجه عن شعوره ، مسلم قرب منه وضربه جامد في وشه ، حازم بصله بغيظ وردله الضربة بعشرة بس في مكان الجرح ..

_ بصله وضحك بانتصار لما مسلم وقع علي الأرض ومسك مكان الجرح بألم وقال :- 

ما تقوم تكمل ولا معتش قادر 

_ ضحك بصوت عالي وسابه ومشي ، مسلم غمض عيونه بتعب حس بيه ومقدرش يقوم يقف ، سند راسه علي الحيطة وخرج من صوت موجوع 

_ اااااه

_ رقية كانت واقفة ورا الباب وسامعه كلامهم ، سمعت صوت مسلم وهو بيتالم ومقدرتش تقف تستني لحظة ، حطت الطرحة علي شعرها بإهمال وخرجت برا واتفاجئت بوضع مسلم 

_ شهقت بصدمه لما  شافت دم علي قميصه ، قربت منه وهي مخضوضة ، قعدت قدامها واتكلمت :- 

جرحك بينزف

_ مسلم رفع أيده اللي محطوطة علي صدره واتفاجئ بالدم اللي عليها ، بصلها وملامحه بتتكلم عن التعب اللي حاسس بيه ، رقية بلعت ريقها وقالت له بتردد :- تسمحلي اشوفه ؟





_ مسلم اكتفي بهز راسه وهي قربت منه اكتر ، بدأت تفك زراير قميصه بهدوء في جو غريب جدا عليهم ، بصت علي مكان الجرح اللي مش ظاهر من آثار الدم

_ قامت وقفت وطرحتها وقعت منها وهي بتجري علي اوضتها ، مسلم شد الطرحة جنبه وهي رجعتله ومعاها مناديل ، مسحت له الدم بحذر عشان متوجعوش اكتر 

_ قربت عيونها تتأكد من الجرح ولما شافته كويس اتنهدت براحة وقالت وهي لسه بتتأكد :- 

الحمدلله مفيش حاجة أكيد الدم ده لان جرحك جديد 

_ رفعت عيونها علي مسلم واتفاجئت بيه بيبص لها جامد ، اتوترت بسبب نظراته بس مقدرتش تبعد عيونها من عليه ، مسلم رغم تعبه بس كان مبسوط بقربها منه..

_ شكل شعرها وهو مداري عيونها كان عاجبه جدا ، مد أيده ولم لها شعرها ورجعه ورا ضهرها ، لمساته وترت رقية وزودت نبضاتها بصورة عنيفة ، وضعهم لوحده موترها ومنظر عضلاته اللي بارزة عاجباها جدا

_ دياب وصل لمدخل البيت ومسلم اول لما شافه رفع الطرحة علي راس رقية ، دياب اتفاجئ بمنظر مسلم وجري عليه بخضة :-

في ايه مالك وايه الدم ده ؟

_ رقية انسحبت من بينهم ودخلت اوضتها وقفت ورا الباب حطت أيدها علي قلبها وغمضت عيونها ، مكنتش قادرة تسيطر علي نبضاتها كأنها لسه قدامه ..

_ مسلم رد علي دياب بنبرة مهزوزة :- 

اتخبط

_ دياب مقتنعش بكلامه وسأله بفضول :-

اتخبط في ايه يعمل فيك كده؟

_ مسلم نفخ بضيق ورد عليه بنفاذ صبر :- 

هتقومني ولا هتفضل تسأل أسئله ملهاش لازمة كتير 

_ دياب ساعده يقف وطلعه للبيت ، أميرة فتحت الباب لما سمعت رنت الجرس ، شهقت بصدمه علي منظر مسلم وهو لحقها قبل ما تتكلم :- 

ششش حد قاعد برا ؟

_ أميرة هزت راسها بنفي وهو قال :- 

شششش مش عايز حد يعرف حاجة 






_ مسلم دخل اوضته وقفل الباب عشان أميرة متدخلش عنده ، دياب مسمحش لاميرة تتكلم ومشي وهي تابعت طيفه لما اختفي ، اتنهدت بعدم راحة ودخلت اوضتها بعد ما فشلت تدخل لمسلم ..

__________________________________________

صباحاً ، رقية خرجت من الاوضة وبصت لفوق وهي مش عارفة هتقابله بعد موقف امبارح اللي ملوش اي تفسير ازاي ؟ ، سحبت نفس وقربت من السلم ، لفتت انتباهها حاجة علي الأرض ، انحنت بجسمها واتفاجئت بمفتاح المحل بصتله كتير ورددت بحيرة :- 

ايه اللي جاب المفتاح ده هنا ؟

_ رقية غالباً جمعت سبب وجوده ومترددتش انها تطلعه لمسلم وتواجهه بيه ، خبطت علي الباب وهي منتظرة هو اللي يفتح لها ، بس اتفاجئت بسهير ، ابتسمت لها وقالت :- 

كنت جاية أخد مفتاح المحل

_ سهير قابلتها بود كبير ورحبت بيها ، أصرت أنها تدخل البيت علي لما تجيبلها المفتاح ، أميرة خرجت وفرحت بوجودها وقالت :- 

وانا اقول البيت منور كده ليه

_ رقية غمزت لها وضحكت بحب :- 

ماشي يا بكاشة

_ أميرة اتكلمت وهي بتبص علي الساعة اللي في أيدها :- 

كان نفسي اقعد معاكي بس عندي محاضرة كمان ربع ساعة يدوب ألحق اوصل الكلية

_ رقية ردت عليها باختصار :-

انا اصلا جاية أخد المفتاح وماشية

_ أميرة بعتت بها بوسة في الهوا :- 

سلام

_ رقية ردت عليها بحب :- 

سلام 





_ سهير خرجت وبصتلها بإحراج :- 

معلش اصل مسلم كان نايم هيجبهولك حالا 

_ مسعد نادي علي سهير وهي بصت لرقية بإحراج شديد :- 

معلش هشوف عمك مسعد عايز ايه وهجيلك علي طول 

_ رقية ردت عليها باحترام :- 

اه طبعاً خدي راحتك

_ مسلم دور علي المفتاح في كل ركن في الأوضة واستغرب لما ملقهوش ، خمن يكون وقع منه برا وخرج بص لرقية وقالها وهو بيدور عليه :- 

ثواني معرفش وقع مني فين ؟

رقية رفعت المفتاح واتكلمت بمكر :-

بتدور علي ده ؟

_ مسلم رفع عيونه عليها واتفاجئ بوجود المفتاح معاها ، قرب منها وسألها بفضول :- 

لقتيه فين ؟

_ رقية بصتله جامد وردت عليه بإبتسامة مسلم مفهمش معناها :-

لقيته تحت في المكان اللي كنت قاعد فيه!

_ مسلم اتفاجئ بردها ، حك دقنه بإحراج ومعرفش يرد عليها وهي كملت كلامها :- 

يعني كان معاك..




                 الفصل الثانى عشر من هنا

تعليقات
close