رواية الخادمه الفصل الحادي عشر 11 بقلم سالي
#الخادمة 11.
تحدثت صفية مع والدتها مساء عند عودتها للمنزل عن إقتراح السيدة بمكوثهما معهم في القصر.. وبعد محاولات جمة من طرف صفية بإقناع والدتها قبلت اخيرا على شرط واحد وهو التعرف على السيدة اولا. فإن رأت منها طيبة وعدم تكبرها فستقبل بالسكن عندهم وإن كان العكس فهي ستفضل أنها تبقى في منزلها الخاص. فهي ملت من تعجرف وتكبر سيدات القصور على الخدم. وتريد ان تلقى الراحة والهدوء النفسي في اواخر عمرها..
وبالفعل في صباح اليوم التالي ذهبت والدة صفية معها إلى القصر وفي الطريق صادفت صفية مرة اخرى لقائها مع عربة الباشا ولكن هذه المرة وجدته خارج من منزل غريب. وألاحت بيدها صفية لامها ناحية العربة التي تتحرك من امام منزل جيرانهم تقريبا وعرفتها بان ذاك هو سيد القصر الذي تعمل لديه. فاخبرتها والدتها انها تسكن في ذلك المتزل إمراة تعيش بمفردها مع طفل صغير دائما تلتقي بها عندما تشتري اغراض من محل البقالة... فضحكت صفية وعلقت مازحة اتراه تزوج على زوجته..؟!
وردت عليها والدتها. انها لاتستغرب إن حدث ذلك. وكثيرا مايحدث ذلك في عالم الاغنياء...
وعندما إقتربا من القصر صعقت والدة صفية التي سألت إبنتها..
_صفية إلى اين انت ذاهبة؟!
_هل تعبت ياامي لقد وصلنا تقريبا هاهو القصر الذي اعمل به
_تقصدين هذا القصر وماغيره؟!
_بالطبع هذا هو وهل تجدين واحد آخر امامه هههه مابك ياامي هل فقدتي بصرك؟!
_اتقصدين انك تعملين لدى الباشا محمد الإبراهيمي..؟؟
_كيف تعرفينه.؟لااظن انني حدثتك عن إسمه وكنيته قبلا.!! إنه هو بالضبط ياامي
هنا تغير لون والدة صفية فاصبحت شاحبة وطلبت من سائق عربة الاجرة ان يعود ادراجه فورا دون ان تأخذ بمشورة إبنتها.. ورغم اسئلة صفية عما يحدث لوالدتها ولماذا لم تدخل للقصر وعادت ادراجها.. لكن والدتها كانت الصدمة كبيرة عليها لم تستطع الرد على إبنتها والتي بعدها احست بالتعب و الإختناق. وعندما وجدت صفية والدتها تعبت فجأة وهي تتعرق خافت عليها وفضلت الصمت حتى وصلتا إلى منزلهما. وماإن دخلتا إلى داخله حتى تمددت والدة صفية مباشرة على سريرها وهي ترتجف واسنانها تطقطق من شدة البرد وهي في عز الصيف.. دلفتها صفية ببطانية. واحضرت لها دواءها ومخفف للحرارة. ولازمت مكوثها امامها. حتى هدأت وانخفضت حرارتها اخيرا..
وماإن شعرت والدة صفية بتحسن حتى جلست من مرقدها وامسكت يدي إبنتها وهي تبكي وتقول لها.
_عديني بنيتي.. عديني ان لاتعودي مجددا إلى ذاك القصر.. عديني
حاولت صفية ان تفهم مامصدر هلع وخوف والدتها. وسبب طلبها لكن دون جدوى... وعندما وجدتها دخلت في نوبة هستيرية من البكاء والنحيب. وعدتها وطلبت منها فقط ان تهدأ وتنام. وكل شيء سيحدث كما تريده.
عندما تأكدت صفية من إستغراق نوم والدتها بفعل المهدأ الذي تناولته قبل قليل. تذكرت صفية انها لم تحضر الكتب التي تنوي مراجعتها فاليوم الموالي سيكون لها اسئلة بخصوص مواضيعها تخص دراستها العليا.
فعاودت الذهاب إلى القصر ولكن توجهت للمكتبة على نحو سرعة كبيرة لتحمل الكتب وتعود مباشرة قبل ان تستيقظ والدتها... وعندما ارادت ان تترك رسالة صغيرة لسيدتها بأنها ستغيب لبعض الوقت لم تكن تحمل قلما معها فاصبحت تبحث عنه في ادراج المكتبة..
وهي تفتش مابين الاوراق هنا وهناك. وجدت شيئا مختلفا تعرف جيدا ماهو...
فوضعت يدها على الوشم الذي تحت حلمة اذنها.تتحسسه وبيدها الاخرى الخاتم المنقوش بنفس الرسم.. فارتعش جسدها رهي تتمتم في نفسها.
ماهذا بحق السماء...
#يتبع
Sali Sila