جزيرة الضباب الفصل الرابع 4 بقلم ياسر عوده
بعد اللى سمعه غازى من كلام العمده وشيخ الغفر وعزوز سعتها مشى بسرعه قبل ما يشوفه حد ، ووصل لمسكنه وكان بيرتجف من اللى سمعه ، حس ببرد شديد وجسمه كله كان بيرتعش ، وفضل على الحاله ديه باقى الليل وحتى طلوع النهار لليوم التانى ، وعلشان كده مكنش موجود مع الناس اللى اجتمعوا عند الجثث الثلاثه .
بعد ما اتأكدوا اهل القريه ان لعنه الخروج من الجزيره لسه موجوده ، راحوا دفنوا جثث الثلاثه رجال فى المقابر ، كانت فى حاله خوف منتشره بين سكان القريه ، البعض منهم ظن ان لعنه الخروج من الجزيره انتهت ، بس بعد اللى حصل اتأكدوا ان مفيش حاجه انتهت .
تانى يوم من بعد دفن الثلاثه جثث حصلت اللعنه التانيه اللى موجوده بالجزيره ، فى قبر من الثلاثه كان مفتوح ومفهوش الجثه اللى جواه ، زى ما يكون الارض ابتلعتها ، والموضوع انتشر فى القريه كلها وسمع عنها غازى زى اى واحد بالقريه .
حالت غازى اتحسنت ، بس كان محتاج يتكلم مع حد ، بس يتكلم مع مين ، هو ميعرفش الناس كويس فى القريه ، ويخاف لو اتكلم مع حد يروح يقول للعمده مثلا وسعتها ممكن يكون مصيره زى الرجاله الثلاثه ، بس جواه كبت وشيء طابق على صدره ومحتاج يبوح ليه لاى حد ، مبقاش قادر يكتم اللى جواه اكتر من كده ، وقرر انه يحكى للعرابه .
راح غازى للعرابه علشان يحكلها اللى شافه ، ولما قعد معاها مقدرش يقول الموضوع بشكل مباشر ، وكان محتاج يلمح بالموضوع الاول فقال : يا خاله انا كنت عاوز اقولك حاجه .
العرابه : قول يا غازى .
غازى :كنت عاوز اتكلم بخصوص اللعنات فى الجزيره ، هو مش ممكن يكون فى تفسير تانى ليها غير موضوع اللعنه .
العرابه : تقصدايه يا غازى .
غازى بتوتر : يعنى لواللعنات دى مش لعنات بمعنى الصحيح ، وان فى منها اللى بيعمله اشخاص بشر يعنى ، الواحد سعتها يقول ولا يسكت ؟
ابتسمت العرابه وقالت : شكلك ابتديت تعرف الحقيقه بدرى يا غازى .
غازى وهو مستغرب ومش فاهم قال : يعنى انتى عرفه انا بقصد ايه بكلامى ؟
العرابه : مهو مكنتش اعرف تقصد ايه ، سعتها هبقى زيى زى باقى سكان القريه ، بس انت عرفت لغايه فين ؟
غازى : انا مش عارف انتى بتتكلمى عن اللى انا بتكلم عنه ولا لاء ، بس انا هقولك وخلاص ، انا عرفت ان مفيش حاجه اسمها لعنه الخروج من الجزيره ، وعرفت مين اللى بيقتل .......... وهنا مسكته العرابه وقالتله هس اسكت خالص متكملش كلامك .
سكت سعتها غازى وسمع للعرابه اللى قالتله : انت كده ماشى فى الطريق الصح ، اوعى تقول لحد اللى انت عرفته ، انا لو كنت قولت لاهل القريه كنت زمانى ميته من زمان ، وانت كمان اوعى تتكلم مع حد باللى عرفته واللى لسه هتعرفه .
غازى : هو ايه اللى هعرفه ؟
العرابه : انت لسه بدرى عليك ، لسه فى حاجات تانيه معرفتهاش ، اتعلم انك تسمع وتشوف اكتر من انك تتكلم ، وسعتها هتعرف كل الحقايق اللى بتحصل حوليك ، وهتفهم كل اللى بيتعمل ، المهم اتعلم انك تسمع وتشوف اكتر من انك تتكلم ، فاهم يا غازى .
غازى : طيب انتى قولتى قبل كده انى انا اللى هحل كل اللعنات ، هحلها ازاى واللى عرفته دلوقتى مش لعنه اصلا ، وهحل ازاى وانا ممنوع من الكلام ؟
العرابه : لما تشوف بعينك وتسمع كل اللى حوليك وتفهم كل حاجه ، سعتها بس هتوصل للحل وتحل بيه كل اللعنات يا غازى .
غازى : ازاى واهوه اول حاجه مطلعتش لعنه اصلا ؟
العرابه : مين قال انها مش لعنه ، هو اللى انت شفته مش لعنه ، لما يكون فى ناس دورها تقتل دى مش لعنه ، اللى يمنع الناس من الخروج مش لعنه ، كله لعنه يا غازى بس لعنه مسببها البشر مش مسببها قوه غامضه ، اصبر واتعلم وبكره هتفهم .
سكت غازى لما سمع كلام الخاله ، وبعد تفكير عرف ايه اللى هيعمله .
غازى قرر انه يتتبع كل اللعنات ، وطبعا تانى لعنه شفها هى اختفاء الجثث الثلاثه من المقابر بتاعتها علشان كده كان محدد اللعنه اللى هيتابعها .
فى الليل وكان الضباب محاوط القريه كالعاده ، خرج غازى من مسكنه وراح للمقابر ، ايوه بالظبط كده راح للمقابر اللى مدفون فيها الثلاثه رجال وطبعا كان فى جثه اختفت زى ما عرفنا ، فراح يعرف ازاى الجثث بتختفى .
فضل غازى متدارى جنب مقبره من المقابر ، وكان قاعد منتظر انه يشوف اى حاجه مش طبعيه ، الوقت كان بيمر عليه ببطء شديد ، وبعد وقت معين كان النوم بيغلب عيونه ، اللى حاول بكل جهده انه يخليها مفتوحه بس استسلم فعلا فى اخر الصراع وانتصر النوم فى الاخر ونام غازى فعلا .
ومع شروق الشمس استيقذ غازى ولقى اللى كان عاوز يشوفه ، لقى المقبره التانيه مفتوحه فعلا ، وبص جواها ملقاش جثمان ، سعتها غازى عرف انه نام ومعرفش ايه اللى حصل ، وفضل التأنيب يلازمه انه نام .
مشى غازى قبل ما حد يشوفه ، وكان لسه قدامه فرصه اخيره مع اخر جثمان وكان مينفعش يفوتها ، علشان كده نام غازى طول النهار علشان يقدر يسهر طول الليل ، ومع حلول الليل ذهب غازى للمقابر لينتظر ليعرف ماذا يحدث .
غازى فضل شاغل نفسه وتفكيره علشان ميغلبهوش النوم زى ما حصل قبل كده ، هو كان فى صراع مع النوم للمره التانيه ، بس المرادى مكنش فى فرصه تانيه ، لو خسر الصراع سعتها مش هيقدر يعرف الحقيقه ، واستمر غازى يقاوم مع شعوره بالملل للجلوس فى مكان واحد دون حركه حتى لا ينتبه اليه احد .
وفى سعات الليل الاخيره ، حدث ما كان منتظره غازى ، شعر بوجود حركه فى المقابر ، ولكن هل هذه الحركه حركه شخص ما ام حركه وحش من الوحوش المفترسه ، غازى كان قد احضر معه سكين للحمايه ، ولكن هل ستفيده هذه السكنه ان قابل وحش مفترس مثلا ، لا اظن ذلك .
بعد ان سمع غازى صوت حركه ، شاهد شيء غريب قادم باتجاهه ، كان يتوجه ناحيه المقبره التى هو مستخبى بجوارها ، وبداء هذا الشيء الغريب بالاقتراب شيئا فشيئا حتى وصل اخيرا الى غازى .