رواية فداء الفصل الثامن عشر 18 بقلم مجهول
#قصة_فداء_الجزء_الثامن_عشر
.......بعد أن يخرج فداء من بيت العمدة ويتوجه لقسم الشرطة الذي يعمل فيه ويدخل إلى مكتبه وبعد أن يجلس برهة من الوقت يدق الجرس ويطلب منه ان يطلب من أمنه أن تحضر إلي مكتبه وهو يقول لنفسه اسف حبيبتي ولكنك اول شخص سأبدأ انتقامي منه
تدخل آمنة اهلاً بك في القسم حضرة الضابط محمد ماذا تريد مني
قال فداء شعرت من كلامك اثناء الغداء أنك فتاة قوية ومتحمسة للعمل واري أنك سوف تساعديني في عملي كثيراً
لذا أريد منك التوجه للارشيف ثم اعطاها ورقة مكتوب عليها بعض الأسماء وأكمل قائلا هذه الورقة بها اسماء قضايا معلقة لأنه لم يستدل علي الجاني فيها لذا فأنت ستخرجينها كلها
ثم تدرسينها بدقة وتربطين النقاط ببعضها البعض وتحللين
القضية فالنساء أكثر ملاحظة من الرجال في القضايا المعقدة
طبعاً هذا كلامك الذي قلته لي منذ قليل عندما كنت اتناول الطعام في بيتكم واعتقد انه من خلال دراسة الملفات ستتوصلين للجاني الحقيقي بعد كل هذه السنوات
هيا أريد أن أرى براعتك فأنت من سيثبت لي كفاءة النساء في العمل ولكن اتصلي أولا بأسرتك لتخبريهم أن لديك عمل مهم في القسم وستتأخرين وربما تبقين الليل بطوله
قالت آمنة في نفسها أنت تريد تعجيزي ولكن سأفعل ما طلبته لاثبت لك إني انفذ ما اقوله
قال فداء فيما شردت هل المهمة شاقة عليك صارحيني
قالت أبداً أنها مهمة غاية في السهولة ولن تستغرق معي وقتا طويلاً
يتقدم فداء قليلاً ويدوس علي احدي قدميها متظاهرا أنه لا يشعر بذلك ثم يقول عزيزتي لا نحن لا نهتم للحديث هنا وإنما يهمنا الفعل أليس كذلك
قالت وهي تتألم من ضغطه علي قدمها ولكنها تقف بثبات حتي لا يشعر بضعفها طبعاً ولكن يجب أن ترفع قدمك التي تدوس بها علي قدمي أولا حتي استطيع الذهاب
قال اوه عذراً منك لما لم تخبريني مباشرةً فأنا أظن أن اصابعك الرقيقة قد سحقت تحت حذائي
قالت ابدا فأنا لم أشعر بشئ حتي أخبرك
قال رائع أنك فتاة قوية فعلا هيا اتصلي بأهلك لتخبريهم بتأخرك ثم اعطني الهاتف
قالت آمنة لما تريد هاتفي
قال لأني سأخذه منك حتي تنهي عملك
قالت ما تفعله غير قانوني حضرة الضابط
قال على العكس أنا احمي الوثائق الخاصة بالقسم
فما ادراني أنا فربما تصورينها فتتسرب لخارج القسم وتتعقد القضية أكثر
قالت ان كنت لا تثق بي فلما كلفتني بهذا العمل
قال أنا جديد هنا والأمر متعلق بالحذر وليس بالثقة
تجري أمنة مكالمه لبيت والدها وتخبر أمها أنها ستتأخر قليلاً
ثم تعطيه الهاتف
قال فداء انتبهي لنفسك فالغرفة مليئة بالفئران
قالت لماذا تقول لي هذا أنت تقصد ازعاجي فقط
قال فداء هيا انصرفي فأنت تتخطين حدودك في الحديث معي
تنصرف آمنة متوجه نحو الارشيف في بدروم القسم
وتفتح بابه وتدخل لتجد عشرات الارفف وعليها مئات القضايا
فتقول لنفسها ماذا أفعل الآن ومن أين أبداً وتتجه نحو أحد الارفف وتجد اول حرف تبحث عنه فتحاول أن تشد أحدي اللفافات فلا تصل إليها
وفجاءة تجد أحد قد امسكها من وسطها ورفعها للاعلي
قائلا هيا احضري ما تريده فتمسك الملف وتسحبه
فيخرج منه الغبار ويتطاير على وجهها
فينزلها فداء قائلا علي فكرة هناك سلم في الزاوية يادقيقة الملاحظة تستطعين استخدامه للوصول للملفات
قالت آمنة أنا جديدة في المكان والاضاءة غير كافية لذا لم أره
يمسك فداء منديلا ويمسح لها بعض التراب الذي سقط علي وجهها ولكن آمنة تدفع يده بعيدا قائلة ولو سمحت لا تقترب مني مرة أخري
قال فداء الا تثقين في نفسك
قالت آمنة الحقيقه أنا أثق بنفسي لكني لا اثق بالغرباء
قال ولكني لست غريبا فأنا رئيسك في العمل وربما أكون
ثم يصمت قائلا في نفسه أنت تعرفينني بقدر معرفتك لنفسك
أنا رفيق طفولتك ولكنك لا تعرفين ذلك
لذا تخافين أن أسرق قلبك وهذا ما سأفعله بالضبط فلا بد من وسيلة لدخول بيت العمدة والاقامة هناك حتي اخرج ما في جوفه من أسرار وانت وسيلتي لذلك
ثم ياخذ منها الملفات متعمدا الامساك بيدها ثم يقترب منها ويهمس في اذنها هيا فأمامك عمل طويل ياقطتي
ثم يتجه نحو المكتب
قالت آمنة لو سمحت لا تناديني هكذا ثانية أنت مديري في العمل فلا تتخطي حدودك معي والشخص الوحيد الذي كان يناديني بهذه الكلمة هو ابن خالتي وهو مفقود
قال فداء اعتبريني مكانه لبعض الوقت
قالت آمنة اسفة لا استطيع فلن يأخذ أحد مكانه أبداً
قال يبدو أنك مغرمة بابن خالتك هذا أنه محظوظ فعلاً
قالت لا احب أن يتدخل أحد في حياتي الشخصية لو سمحت
فهيا لنبدأ العمل فلقد ضاع مايكفي من الوقت
قال ومن قال انني سأبقي معك فأنت من سيعمل هنا عزيزتي
أما أنا ساتناول بعض القهوة في مكتبي ثم يلتفت إليها وهو يغادر قائلاً علي فكرة لاتنسي استخدام السلم واسحبي الملفات برفق حتي لا يغطيك الغبار مرة أخري
بالاذن منك
يخرج فداء ويغلق باب الغرفة بالمفتاح من الخارج
وينصرف متوجها لمكتبه بينما تذهب آمنة لاحضار باقي الملفات المطلوبة
يجلس فداء علي مكتبه لثلاث ساعات وهو في صراع مع نفسه لما شعرت نحوها بكل هذا الشوق عندما رأيتها
ولما كان قلبك يرتجف عندما حملتها لتحضر الملفات
ولما شعرت بالحزن عليها عندما رأيت التراب يغطي وجهها
ماذا تفعل فداء هل جئت كي تحب ام تنتقم يجب أن تنسي أن آمنة كانت حبيبتك يوما وتتذكر فقط شيئا واحداً
أنها بنت عدوك وقاتل أبيك ثم تصطدم يده فجأة بهاتف آمنة فينظر اليه قائلا اوه لقد مضت ثلاث ساعات وهي هناك
ولكن المكان هناك ملئ بالفئران وهى تخافها كثيراً
كفاك هراء كيف ستنتقم منها وانت تخاف عليها
ثم يكمل قائلا ما الأفضل للخطة أن تصبح عدوتك ام حبيبتك
أعتقد أنها لو احبتك سيكون أفضل من عداوتها لك
لأنك ستستطيع بذلك دخول بيت العمدة بسهولة
والبحث بداخله فماذا ستستفيد من كرهها وعداوتها
وما المانع من قليل من الحب وسط كل هذا الحقد والغضب فلعل نيران الحب تطفئ نيران الحقد والغضب التي بداخلك
ينفخ فداء أنفاسها وهو يقول هيا بنا للمخزن لنطمئن علي قطتي ذات العيون الجميلة
يذهب للمخزن ويفتح الباب ليتفاجئ