رواية فداء الفصل الخمسون 50 بقلم مجهول
#قصة_فداء_الجزء_الخمسين
......تستيقظ راندا لتجد نفسها علي سريرها وفي غرفتها في منزل أمها كما كانت فتنظر في الغرفة فلا تجد أحدا فتقول لنفسها أنا لا أصدق أنا أحلم بالتأكيد
لقد اعادني لبيت أمي كيف ولماذا فعل هذا هل يحبني حقا
انتظري راندا ولا تتعاطفي معه او تشعري نحوه بالشفقة
ولكن لا أدري لما أشعر أن مشاعره صادقة هذه المرة
كفاك سخافة يافتاة فحتي لو هذا صحيح فلن ارتبط به فلقد سبق السيف العزل وزفافي غداً بعد صلاة العشاء وقد يكون هذا دراسا له لأنه يحتاج أن يصلح من نفسه
وربما فقده لي سيغير طبيعته الشرسة ويصبح شخصاً آخر أكثر إنسانية ثم تدور بالغرفة وهي لا تزال بثوب الحنة الأحمر وهي لا تزال تحدث نفسها لقد شعرت انه يحبني فعلاً
وتأكد ظني عندما أمسك الزجاج المكسور بيده وأخذ ينزف
ولكنه لم يكن يبالي كأنه لا يشعر بشئ
اصمتي راندا أنت فعلاً بدأت تتعاطفين معه وقد تكوني أحببته فعلاً لا لا يمكن أن يحدث ذلك أنت تشفقين عليه فقط
يا ويلي أنا أشعر أنني أحبه فعلاً يالي من غبية ماذا أفعل الآن
ياليت وعد موجودة لتنقذني من هذه الورطة هيا أتخذي القرار الصحيح ولكني اتخذته فعلاً
أنا لا أعلم هل ما افعله صحيح ام لا ولكني لن اترك الرجل الذي وقف جانبي في محنتي وتحدي أسرته بالكامل من أجل الزواج مني فهو لم يتخلي عني ولم يجبرني علي الزواج منه
فكيف اتخلي عنه واتسبب له في فضيحة أمام الناس
ثم انتظري قليلا فهناك فارق كبير بين حماد وحسين
فحماد إنسان عاقل ومتزن ومتدين في نفس الوقت صحيح أنه ليس بوسامة حسين ولكن جمال طبعه هو الجمال الحقيقي فليس جمال الوجه هو المقياس للزواج ولكن التضحية والاهتمام هي الأهم
صحيح أنني أشعر بالشفقة نحو حسين او ربما شعور أخر أكثر قوة ولكني يجب أن اختار بعقلي حتي اختار الشخص الصحيح
في مكان آخر يأخذ حسين سيارته وينطلق متجها نحو الطريق الصحراوي ثم يترجل من السيارة ويقف علي قارعة الطريق ويصرخ بأعلى صوته لقد جعلتني أبكي لأول مرة في حياتي يانور أ ياالهي ماذا فعلت بنفسي ماذا فعلتيالي من أحمق غبي لقد سلمت حبيبتي لشخص آخر بيدي
كان في أمكاني أن اتزوجها رغما عنها ثم مع الايام كانت ستحبني لأني كنت سأعاملها كما تريد كنت سأكون حنونا كما تريد مني كنت أسعدها واتحمل المسؤلية كنت سأفعل كل شيء من أجلها ولكني ماذا فعلت بنفسي لما فعلت ذلك اخبرني حسين أتريد أن تثبت لها أنك رجل ولن تؤذيها
عليك اللعنة وعلى افكارك الغبية
لقد سلمتها بيدي لرجل آخر ماذا أفعل الآن وكيف سأتحمل أن سأراها وهي تزف لشخص آخر وأقف متفرجا لا لن أستطيع فقلبي يتمزق من الآن اه ياقلبي أين أذهب
وماذا عساي أن أفعل حتي أنني طول تلك السنوات لم يكن لصديق مقرب ألجأ إليه أنا وحيد فعلاً
ثم يأخذ سيارته ويجول في الشوارع بلا هدف فيسمع صوت أذان الفجر ثم يقول في نفسه أنا لم اصل طوال حياتي
ولكني الآن أشعر أنه ليس لي أحد ألجأ إليه سوي ربي
أنا احتاج إليه ليخفف ألم قلبي انا أحتاجه بشدة
ثم يتجه الي المسجد ويدخل ليصلي وبعد انتهاء صلاة الفجر ينصرف المصلون كلا وجهته ويجلس هو بعد الصلاة ويجهش بالبكاء فيأتي امام المسجد ويتوجه إليه قائلا مابك يابني مهما كان ذنبك كبيراً او طلبك كبيراً اطلبه من ربك فهو لا يرد الدعاء
يحتضنه حسين قائلا أني احب فتاة وسوف تتزوج غدا
يربت الشيخ على كتفه قائلا يابني انت لازلت شابا وستحب غيرها بالتأكيد ولكن هناك حب آخر ينسينا اي حب سواه
أنه الحب الالهي املئ قلبك به وسوف يطرد كل حب سواه
قال حسين لا استطيع فهي الشي الوحيد الجيد في حياتي
لقد احتلت كياني ولا استطيع التخلص من حبها مهما فعلت
قال الشيخ اذا صلي وفي اثناء السجود اطلب من الله أن تنساها وغدا فنحن في العشر الاواخر من رمضان اعتكف معنا في المسجد لعل الله يخفف وجعك
قال حسين فعلا صدقت ثم يسجد ويبكي ويدعو الله أن يزيح عن قلبه هذا الوجع الذي سببه حب راندا
وبعد وقت طويل لم يعلم ما هو يجلس في زاوية المسجد ويمسك بالمصحف ويقرأ القرآن لأول مرة في حياته
في اليوم التالي وعلى بعد كيلو مترات قليلة هناك في القرية
بعد أن اقيمت وليمة الإفطار وصلي الناس العشاء
تزف راندا علي عريسها حماد الي بيت الزوجية ليعيشا حياة جديدة