رواية فتيات القصر الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي


 رواية فتيات القصر الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي


#فتيات_القصر


               ٨


راما____حينما دقت عقارب ساعة القصر الحادية عشرة مساءً، تسللت من ممرات الحديقة الداخلية نحو الجناح الغربي، حيث جناح السيد الخاص.

الأضواء كانت خافتة، لا شيء سوى وهج المدفأة يراقص جدران الغرفة بضوء مائل إلى النحاسي.

الموسيقى تنبعث من آلة فيولين منفردة، معزوفة "Adagio in G Minor" لألبينوني، نغم شجيّ يشبه نحيبًا مكتومًا، يتردد صداه فى الأرجاء. 






الباب كان مواربًا، كأن السيد تركه كذلك عمدًا.

 دفعت  الباب بحذر ودخلت، تغمرنى رائحة التبغ الفاخر الممزوج بعطر الزهور الذابلة قرب النافذة.

 السيد لم يتحرك، جالسًا فى كرسيه الجلدي الداكن، ظله يمتد حتى أطراف الغرفة، بينما سيجار طويل يتوهج طرفه بين أصابعه.


«اقتربي.»


جاء صوته هادئًا، لكنه يحمل نبرة سلطويه لا تسمح بالتردد

مشيت خطوتين لكن السيد همس ليس كذلك، افعليها بالطريقه الصحيحه.. 

ترددت لحظه قبل أن انزل على ركبتي وازحف ، أطراف أصابعى تحتك بالسجادة الوثيرة، رائحة زهر ثقيلة وعبق جلده يملأ الأجواء.


عندما توقفت عند قدميه، لم يقل شيئآ 

انتظرت.


أطال صمته، وكأن في ذلك متعة أكبر من أي فعل.

ثم أشار بإصبعه نحو الأرض:


«هنا.»


زحفت إلى حيث أشار، وعندما استقريت سمعته يقول:


«ارفعي رأسك.»


فعلت.


نظره ثبت في عيني طويلًا. لم يكن فيه غضب ولا رضا… كان فيه شيء آخر. شيء يتلذذ برؤية ارتباكى


«هل تعرفين لماذا أنت هنا؟»


همست:


«لا… يا سيدي.»


«لأنك… بحاجة للتذكير.»


لم توضح كلماتُه ما الذي سيذكرنى به. لكنه قالها بطريقة جعلت جسدى يقشعر.

أشار بيده:


«ازحفي. ببطء. إلى نهاية الغرفة. ثم عودي.»


ترددت، ثم تحركت.

صوت قماش ثوبى على الأرض كان أوضح من أن يتجاهلة

تحركت ببطء، اشعر بنظراته تسير فوق ككف غير مرئية.

عندما وصلت للحافة، استدرت بعناء وبدأت طريق العودة، نظراتى لم تغادر الأرض.


«أبطأ.»


خففت من حركتى 


«جيد.»


كان صوته يمر بى كما تمر الموسيقى الثقيلة، يشد حواسى دون أن يمسها.


عندما وصلت عند قدميه، لم يأمرنى بالوقوف، صالب ساقيه قرب المدفأه وسحب من لفافة التبغ


فجأه وقف خلفى ، لم يمسنى. فقط صوته العميق، كأنما ينبثق من جدران القصر لا من حنجرته.


__«قولي من أنت.»






ترددت. ثم همست:


«راما يا سيدي.»


«لا. هذا اسمك فقط.»


قالها بهدوء. صوت الكلمات كأنه ينزع عنى قشرة لا تُرى.


«من أنت؟»

" راما دى فلور سيدى '


صمتت، وراحت الموسيقى تلتفّ حولى شعرت بشيء غريب، أن كلمات السيد تخترقنى لا لتؤلم، بل لتوقظ ما لم اسمح لنفسى أن تلمسه.


اقتربت أكثر، حتى شعرت بحرارة وجوده  همس:

«أترين؟ لا حاجة للسوط. العقول تُروَّض بالنظرات.»


شعرت بقشعريرة.

ظللت جاثية.


«اسندي ظهرك للحائط، ضعي يديك على ركبتيك، واغمضي عينيك.»


فعلت.

مرت دقائق… أو ربما ساعات، لا ادرى 

لم اسمع سوى خطواته البطيئة، صدى الموسيقى، ووشوشة أنفاسى


أحيانًا كان يقترب حتى اشعر بحرارة وجوده… وأحيانًا يتوارى فلا اعرف إن كان غادر.


مرر طرف إصبعه على عنقى— لمسة سريعة، بلا معنى ظاهر — لكنها صنعت فى رجفة لم اعرفها من قبل.


__«أنتِ… ممتعة حين تصمتين.»


ثم جلس على مقعده، وأمرنى أن ابقى كما انا .


بقيت كذلك حتى تعرّق جسدى  وخدرَت أطرافى

لكننى لم اجرؤ على التحرك.


ظلت هناك، متعبة، مذعنة، وفي داخلى شيء يتفتت وشيء آخر يتشكل.


وفي النهاية، قال:


«عندما تنظرين في المرآة الليلة… تذكّري هذا.»


ثم جلدنى فوق ظهرى عدت مرات شعرت بعلامات السوط فوق ظهرى

لم تكن جلدات عنيفه او قاسيه رغم ذلك شعرت انها تتخلل روحى


___ ادعى فى سرك ان لا ترينى مره اخرى، لأن حينها يا فتاه

يا راما دى فلور ستجدين شيء اخر شخص آخر وعقاب اخر


ثم تركنى انسحب ببطء من الغرفة… جسدى سليم، لكن روحى ثقيله .


في غرفتى ، نزعت ملابسى  ووقفت أمام المرآة.

لا جروح. لا علامات.

لكننى عرفت… أننى خسرت اليوم شيئًا  من نفسى وتركت جزءًا آخر معلّقًا في غرفة السيد.


ابتسمت تالين همست هذا السيد غريب لكن يبدو لى انه ابتكر لك عقاب خاص، يشعرنى انه لم ينته منك بعد

             

               الفصل التاسع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×