رواية امنية ضائعة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ديانا ماريا
الجزء 11
اتخضت ود وحست أنه قلبها هيقف، رفعت رأسها فالموبايل وقع منها على الأرض التفتت لمامتها وقلبها بيدق بسرعة حتى أنها نسيت تقفل المية المفتوحة قدامها.
زعقت آمال تاني: ما تردي عليا يا هانم ساكتة ليه؟ وياترى بتعملي كدة من ورايا من امتى؟ ولا بتعملي إيه تاني ابهريني كدة ووريني تربيتي الجميلة.
ردت ود بتوتر: بعمل إيه يا ماما فيه إيه لكل ده؟
رفعت آمال حاجبها باستنكار وقالت بغيظ: والله؟ مش عارفة فيه إيه؟ بتكلميها من امتى من ورايا ها؟ ردي!
بدأ الخوف يتسلل لقلبها لحد ما فكرت أنها مش بتعمل حاجة غلط خايفة ليه؟ ليه دايما شخصيتها ضعيفة كدة مع أنها مش غلطانة؟ كرهت تسلط والدتها اللي بيخلينها جبانة وضعيفة وتتراجع في أي موقف بينهم رغم أنه بيكون حقها.
حاولت تجاوب بصوت هادي: من ساعة ما دخلت الكلية يا ماما أنا مش فاهمة أنتِ متعصبة كدة ليه؟ دي صاحبتي هو أنتِ قفشتيني بكلم ولد لكل العصبية دي؟
اندهشت آمال من ود لأنها أول مرة ترد عليها بالطريقة دي وقالت بحنق: صاحبتك اللي نبهت عليكِ ملكيش دعوة بيها؟ وأنا اتأكدت من ده بنفسي؟ ولا تكون هي اللي عصتك عليا وعلمت تردي على أمك بالشكل ده؟
اتضايقت ود جدا من إحساسها أنه آمال مش بتعتبرها إنسان وليها مشاعر وعقل، كأنها لعبة لو مكنش في أيدها وبتتحكم فيها، يبقى أيد حد تاني.
ردت ود بسخط: هو أنا قولت إيه لكل ده؟ هو لازم يكون حد مسلطني؟ مينفعش أكون أنا اللي برد من دماغي؟ دي صاحبتي وأنا بحبها وما صدقت سامحتني على اللي عملته معاها، أنا مش فاهمة أنتِ ليه مش بتحبيها؟ مع أنها عمرها ما عملت حاجة من اللي بتقوليها دي ولا حرضتني ضدك.
اتعصبت آمال زيادة لأنها شايفة ود مش بتطعيها زي العادة: وعلمتك إيه كمان؟ ما أنتِ خلاص عيارك فلت! اسمعي أنتِ تبعدي عن البت دي وإلا هيكون ليا معاكِ تصرف تاني!
كانت عايزة تعيط من القهر بس منعت نفسها، فكرت أنه ده ظلم ليها مش كفاية اللي بتعمله معاها وتعبها بين البيت والكلية وده مش كفاية كمان عايزاها تكون من غير أصحاب.
وقفت ود قدامها بتحدي: دي صاحبتي ومش هقطع علاقتي معاها، ده حقي أنا مش فاهمة بتعملي معايا كدة ليه! مش كفاية بلف حوالين نفسي كل يوم وبجري علشان أخلص شغل البيت مع الكلية وتعبها، أنا مش هقول تمنعيني عن صاحبتي الوحيدة ولو ضغطتي عليا أنا اللي هيكون ليا تصرف تاني ومش هتشوفي وشي تاني أبدا!
شالت التليفون من على الأرض بتماسك مش عارفة جالها منين وراحت أوضتها بسرعة سايبة آمال واقفة مصدومة من ود وكلامها، البنت اللي كانت دايما تسمع الكلام وتطيع بصمت وقفت قدامها النهاردة بكل إصرار وأكبر من اللي عملته يوم ما اختارت تدخل آداب.
دخلت أوضتها رمت التليفون على السرير وقعدت تعيط بحزن، مش فاهمة ليه والدتها عايزة تتحكم في حياتها كدة، كانت دايما بتقولها ابعدي عن أصحابك علشان بيغيروا منك وهيمنعوكي تجيبي مجموع ورغم أنها عارفة أنه ده مش حقيقي بس غصب عنها بعدت علشان تركز تطيب مجموع ومقدرتش ودلوقتي برضو بتمنعها مع أنه خلاص هي مجبتش مجموع ومحدش هيغير ولا هيشتتها ولا حتى هيعصيها عليها.
مسحت دموعها وهي بتفكر امتى والدتها هتعاملها كأنها إنسانة زيها ليها مشاعر وآراء ورغبات مش لعبة كل واحد يحركها شوية.
افتكرت ملك فمسكت تليفونها بسرعة لقت المكالمة قفلت، سألت نفسها ياترى ملك سمعت حاجة ولا لا.
بعتت لها تقولها أنه حصل خناقة فجأة بينها وبين والدتها علشان كدة قفلت فجأة ومتزعلش منها، وصلها ريكورد منها فتحته.
عيطت أكتر وهي بتسمع ملك تقولها أنها مش زعلانة وأنها عارفة أنه مامتها مضايقة أنها عرفت أنهم رجعوا صحاب علشان كدة قفلت بسرعة لأنه مش من حقها تسمع خناقتهم، وقالت لها أنها جنبها وعلطول هتفضل جنبها وتدعمها وملهاش دعوة بمامتها وشخصيتها، هي بتحب ود لنفسها ولشخصيتها الطيبة.
عيطت ود لأنه كان نفسها مامتها تحاول تتناقش معاها أو تفهمها، عمرها ما فهمتها كان كلامها كله أوامر لازم تتنفذ مش مهم ود ولا مهم هي عايزة إيه، حتى ده مش علشان مصلحتها علشان هي شايفة كدة وعايزة كدة وده أثر عليها نفسيًا جدا وأثر على شخصيتها وطلعت بالشكل اللي بتكره ده.
هديت شوية وسمعت والدتها برة بتشتكي لوالدها لما جه من الشكل منها، حاولت تكبر دماغها ومتسمعش وقررت مش هتزعل نفسها تاني، دي شخصية والدتها ولازم تتقبل ده وتحاول تتعامل معاها على الأساس ده بس مش هتقبل منها تمنعها من أصحابها تاني، وتشتكي زي ما تحب طالما هتسيبها مع أصحابها.
تاني يوم صحيت وطلعت من أوضتها بترقب لمقابلتها مع والدتها بعد امبارح لأنها مطلعتش تاني من أوضتها حتى تأكل ورفضت تطلع لما والدها جه ينادي لها تأكل.
ملقتيش حد في الصالة فطلعت واكتشفت أنه محدش في البيت فارتاحت لأنها مكنتش عايزة مواجهة تانية مرهقة نفسيًا.
روقت البيت بسرعة ونزلت، قررت تعمل الغدا لما ترجع بما أن معندهاش محاضرات كتير وهترجع بدري.
كانت ماشية وداخلة من بوابة الكلية لما لقت حد فجأة بيقف قدامها.
قالت ود بدهشة: أنت!
ابتسم مروان بمرح: اه أنا فيها حاجة؟
حاولت ود تبتسم بارتباك:لا مفيش بس استغربت لما لقيتك قدامي كدة.
ضحك مروان بخفة: معلش مكنتش أقصد اخضك.
ابتسمت ود بخجل وقالت بتوتر: طيب فيه حاجة؟
رد مروان باهتمام: كنت بس عايز أسألك هي رؤى ضايقتك في حاجة تاني بعد امبارح؟
هزت رأسها بالنفي وردت باستغراب: لا معملتش كدة ليه؟
تنهد مروان: لأنه دي طبيعة شخصيتها أنا بس حبيت اطمن أنها مضايقتكيش علشان دافعتي عني.
استغربت ود وجالها فضول تسأله عن رؤى أكتر لأنها استنتجت من كلامه أنه عارفها أو عارف على الأقل سبب تصرفاتها وطباعها.
كانت هتسأله لما سمعت صوت بيقول بصوت عالي بسخرية: الله! إيه ده العصافير متجمعين سوا! تحبوا أجيب لكم اتنين ليمون وشجرة؟
#يتبع.
#أمنية_ضائعة.