رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثامن عشر 18 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثامن عشر 18 بقلم بتول عبدالرحمن

 

فريده خرجت من القسم، ودخلت الاوضه اللي الشخص ده فيها وشافته، كان حسام صاحب تيم 

اتفاجأت بس بسرعة ابتسمت وقالت

"حسام؟! إيه المفاجأة دي!"

ابتسم وقال 

"إيه رأيك؟"

رفعت حاجبها وقالت وهي بتدخل وتقفل الباب وراها

"عرفت إزاي إني بشتغل هنا؟! و... طالبني بالاسم كمان؟"

قال وهو بيعدل قعدته

"بالصدفة... أنا كل فترة باجي أقيس ضغط وسكر ونسبته في الدم، أتطمن على صحتي يعني."

راحت ناحية الأجهزة وهي بتقول بخفة

"آه... وبعدين؟"

قال وهو بيبصلها

"بصراحة لما عرفت بالصدفة إنك بتشتغلي هنا... قلت لنفسي، ليه لاء؟ طلبتك بالاسم، بس كده."

رفعت عينيها ليه وقالت وهي بتشغل الجهاز

"بس كده؟ يعني أنت على طول بتيجي هنا؟"

ابتسم وقال وهو بيحك دماغه

"يعني... كذا مره مش كتير بصراحه، علشان مكونش كداب."

خلصت أول قراءة، رفعت عينيها وقالت بنبرة عملية

"تمام، ماشاء الله... مظبوط."

رد بسرعة وهو بيضحك

"علشان شوفتك... اتظبط"

كشرت وقالت بسرعة

"نعم؟!"

اتلغبط وقال بسرعة

"قصدي... يعني برتاح نفسيًا لما..."

معرفش يقول ايه فقال

" هو أنا دايمًا مظبوط كده"

ضحكت بخفة وهي بترجع الجهاز مكانه وقالت

"ألف سلامة، نكمل؟!" 

قال بسرعه 

" اه طبعا طبعا، اتفضلي"

بدأت تكمل شغلها بتركيز، سألها وهو بيبصلها

"إنتي بتشتغلي هنا بقالك كتير؟"

ردت ببساطة وهي مركزه 

"آه، من ساعة ما اتخرجت."

ابتسم وهو بيقول

"طب... فكرتي في عرضي؟"

بصتله وقالت بجدية هادية

"امممم....فكرت، وزي ما قولتلك... مش مستعدة دلوقتي أشتغل بره المستشفى نهائي، بس لو محتاج حد، ممكن أقول لحد من صحابي، وهيرحب جدًا."

اتغيرت ملامحه بسرعة وقال بجدية

"لاء طبعًا... العرض ليكي إنتي بس، يعني أنا قولتلك إنتي وبثق فيكي إنتي."

رفعت حاجبها وقالت بابتسامة خفيفة

"حسام، أنا دي تاني مرة أشوفك فيها... بتثق فيا إزاي بقى؟"

ضحك بخفة وقال وهو بيبصلها 

"أنا بعرف الناس دايمًا، وقلبي قالي إنك إنسانة يتوثق فيها."

سكتت وكملت وبعد ما خلصت قالتله 

" ماشاء الله كله تمام، الف سلامه" 

ابتسم وقال

" الله يسلمك، تسلم ايدك"

فتح فونه ومده ليها وقال

"ممكن رقمك؟"

بصتله باستغراب، فابتسم وقال

"هرنلك... عشان رقمي يبقى معاكي لو احتجتي حاجة، أو أنا ممكن أحتاجك في يوم."

خدت الفون، كتبت رقمها بسرعة، ورنت على نفسها، رجّعتله الفون وقالت بهدوء

"تمام."

ابتسم وقال وهو بيقف

"فرصة سعيدة يا فريدة."

قالت بابتسامه

"أنا الأسعد"

ومشي من قدامها، وهيا مش فاهمه في ايه ولا ليه جه، وهل فعلا زي ما قال ولا بيحور، بس مفكرتش كتير وخرجت من الاوضه تكمل باقي شغلها 





عند تيم 

بعد ما رجع البيت من شغله، قعد في الجنينة، كان قاعد على الكرسي باصص للزرع قدامه، وسرحان، ملامحه كانت هادية بس باين عليها التعب، إيده كانت بتلعب في ساعته من غير ما ياخد باله.

مامته خرجت وهي ماسكة كوباية شاي بالنعناع، وقفت قدامه وقالت بصوت هادي

"مالك يا تيم؟"

رفع عينه ليها بسرعة وقال

"أنا كويس... مفيش حاجة."

هزت راسها وقالت وهي بتقعد على الكرسي اللي جنبه 

"أنت عمرك ما خبيت حاجة عني."

قال وهو بيبص بعيد

"بس أنا مش مخبي حاجة."

قالت وهي بتبصله بتركيز

"وإيه اللي واكل عقلك للدرجة دي؟"

سكت لحظة وقال بنبرة مبحوحه

"بفكر شوية في الشغل... عادي يعني."

سابت الشاي على الترابيزة الصغيرة اللي قدامها وقالت بهدوء 

"بقالك فترة مش على بعضك... أنت مش تيم اللي أنا أعرفه... مبقتش تهتم بنفسك زي الأول حتي"

كان بيلعب في الساعة وهو ساكت، وبعدين قال 

"مش عارف... من ساعة ما تعبت وحياتي باظت شوية... بس هظبطها إن شاء الله."

سكتت شويه تدرس مدى صدق كلامه وبعدين قالت

 "أنا هسيبك براحتك، متتكلمش لو مش عايز... بس أنت عارف لما تحب تتكلم، تتكلم مع مين."

بصلها بسرعة، عينه فيها لمعة امتنان 

قالت وهي بتبتسم بحنان

"أنا موجودة، وطول ما أنا عايشة، متتكلمش مع غيري."

سكت، بصلها وحرك راسه بهدوء، وهي قامت بهدوء وسابته، وهو رجع يبص للزرع تاني وسرح تاني


عند ايناس 

كانت قاعدة في أوضتها، القعدة بقت طويلة، من ساعة ما عرفت إن هاني لسه موجود تحت وهي مش قادرة تفتح الباب وتخرج، كانت قاعدة على طرف السرير، حاسه بملل وكبت بس عامله زي المحبوسه، مش قادره تعمل حاجه، وهيا قاعده فونها رن، بصّت للشاشة، كان رقم غريب، قلبها دق بسرعة، اترددت ترد ولا لاء، بس في الآخر ردت

حطت الفون على ودنها وقالت بصوت واطي

 "ألو؟"

جالها صوته، صوته اللي بيدخل لقلبها من غير ما تستأذن

"إيناس..."

غمضت عينيها بقوة، وحست بكهربا بتعدي في جسمها، مردتش، بس هو كمل، صوته كان فيه عتاب واشتياق

"ليه بتبعدي؟ ليه مش عايزة تديني فرصة أكون معاكي...؟ إيناس، أنا بجد بحبك، وعايز أتجوزك، وعايزك في حياتي... أنا صادق ومش هسيبك."

دمعة نزلت من عينيها غصب عنها، مسحتها بسرعة، وحاولت ترد، بس الكلام طلع بصعوبة

 "علي... بلاش... لو سمحت..."

قال بصوت مكسور لكنه مصمم

"لو سمحت إيه؟ إيناس أنا مش عيل، وأنا واخد قراري، أنا مش قادر أنساكي، ومش قادر أتجاهل اللي بينا، انتي ليكي مكان جوة قلبي مش هيتشال، حتى لو حاولتي تبعدي، هفضل وراكي، انا شاري"

غيرت مكانها وإيديها بترتعش وهي ماسكة الفون، قالت بصوت مبحوح

"علي... الموضوع مش سهل... مش بالبساطة دي..."

رد بسرعه

"أنا عارف إنه مش سهل... بس ده مش معناه إنه مستحيل، أنا مش هسيبك، ومش هبطل أحبك، حتى لو هتفضلي تقفلي كل حاجه في وشي، كل حاجه وليها حل"

حست إن قلبها بينقبض، والدنيا بتلف حواليها، حاولت تاخد نفس، وقالت بصوت شبه هامس

 "كفاية يا علي... بلاش الكلام ده دلوقتي... أنا... مش قادرة."

سكت لحظة وقال 

"هستناكي، مهما طال الوقت، هستناكي، هفضل مستني لحد ما أموت"

مردتش، قفلت المكالمة بسرعة، ورمت التليفون بعيد عنها على السرير، وحطت وشها في إيديها، والدموع نزلت من غير ما تقدر توقفها، قلبها كان بينادي عليه، بس عقلها بيرفض، قلبها رايد بس كل حاجه متقفله في وشها


عند فريده

خرجت هيا ويسر من المستشفى، وقفوا تاكسي 

فريدة بصّت ليسر وقالت

"يلا يا قلبي روحي، ابقي كلميني لما تروحي."

يسر سألتها

"طب وانتي؟"

ردت فريدة

"إسلام جاي ياخدني، هستناه هنا."

حضنتها يسر بسرعة وقالت

"خلي بالك من نفسك يا فريدة."

ردت فريدة

"وانتي كمان، يلا باي"

" باي"

ركبت ومشيت وفريدة وقفت مكانها تستنى، وهيا واقفه فونها رن، بصّت عليه ولما شافت الاسم ابتسامة خفيفة ظهرت على وشها، ردت بسرعة

 "والله؟ لسه جاي تفتكر يعني يا زفت؟! أنا مش رانه عليك من بدري."

ضحك يونس على الطرف التاني وقال

"غصب عني يا مزه، آسف، كنت على الريس مش سامع، ودوشة موت، أول ما فتحت فوني رنيت."

فريدة ضحكت وقالت

"يا ابني مبتحرمش، ارحم شوية، مش ناقصين."

قال يونس وهو بيضحك

 "لاء بالله ما تدخليش على شغل سالي بقى، كفاية عليا واحدة!"

ضحكت وقالت

"بنخاف عليك يبني، انت متهور ومش فارق معاك نفسك، معرفش بتعمل في نفسك كده ليه؟!"

رد يونس بسرعة

 " بس مغامرة تستاهل، ادمااان"

قبل ما ترد عليه، لمحت عربية إسلام وقفت قدامها، وزمر لها كلاكس خفيف، فابتسمت وقالت بسرعة 

"ربنا يهديك، سلام دلوقتي، انا في الشارع وكده، هبقي اكلمك ورد عليا."

رد بسرعة

"عنينا للمزه، عندنا كام ديدا يعني"

ضحكت وقالت

"يلا باي"

قفلت المكالمة، وخدت نفس عميق قبل ما تروح ناحية العربية، وركبت جنب إسلام، اتحرك بالعربية وهو باين عليه متضايق، سايق بسرعة هادية بس إيده مش ثابتة على الدريكسيون.

بصّتله وقالت بهدوء 

"مالك؟ في إيه؟"

رد عليها بسخرية وهو باصص قدامه

"منا زي الفل اهو."

سكتت لحظة وقالت وهي بتبص من الشباك

"هو بابا لسه في البيت؟!"

رد وهو بيزفر بضيق

"ياريت يكون مشي... بس بعد ما يطلق."

بصّت له بسرعة وقالت

"وانت عايزها تتطلق ليه؟ علشان تتجوز علي؟!"

قال وهو لسه سايق وعينيه في الطريق

"حتى لو متجوزتش، مينفعش تبقى على ذمته أصلًا... بس بجد بتمنى تتجوز علي، راجل محترم وشاريها، وكلمني كذا مرة إنه هيفضل معاها للآخر وعمره ما هيسيبها، أنا عن نفسي بحترمه"

اتضايقت فريدة، لهجتها بقت هادية بس فيها عتاب

"وليه تتجوز أصلًا؟ ما احنا كنا حلوين وهي معانا من غير حد، طول عمرنا كده... فيها إيه لو كملنا كده كمان؟"

إسلام شد نفسه، وقال بانفعال وهو بيبص قدامه

"كفاية أنانية بقا! لقت حد يحبها ويحترمها ويقدرها... يبقى ليه لاء؟! إنتي بتفكري في نفسك وبس يا فريدة، فكري فيها زي ما هي بتفكر فينا!"

سكتت فريدة، وبصّت قدامها، عينيها لمعت بدموع وهيا بتفكر في كلامه بس مردتش 





وصلوا قدام البيت، إسلام ركن العربية بعصبية، وفضل ساكت لحظة قبل ما يفتح الباب وينزل بسرعة.

فريدة نزلت وراه، كان ماشي بسرعه وفريده وراه 

فتح الباب ودخل بسرعة، لقا هاني قاعد في الصالون.

هاني أول ما شاف إسلام داخل كده، قال بحدة

"مالك داخل زي العاصفة كده؟!"

إسلام بصله، وقال بصوت عالي

"إنت لسه هنا؟! مش كنت ماشي؟!"

هاني وقف، وملامحه بقت قاسيه

"إسلام، خلي بالك من أسلوبك معايا."

إسلام ضحك بسخرية

"أسلوبي؟! من إمتى بتهتم بأسلوب حد فينا أصلا؟!"

هاني زعق

"إسلام!"

إسلام قرب منه خطوة، صوته علي

"إنت جيت هنا ليه؟! عايز إيه تاني؟! مش كفاية اللي عملته؟!"

هاني قال بعصبيه

"احترم نفسك، انا ابوك"

إسلام قال بحدة

"أبوك؟! أبويا اللي سبنا ومشي وساب أمي تشيل لوحدها؟! أبويا اللي فكر في نفسه بس؟! انت عبيط ولا بتستعبط؟!"

هاني صرخ

 "كفاية! انت مش متربي"

إسلام رد بسرعة

"لاء، مش كفاية! إنت عايز إيه دلوقتي؟! عايز ترجعلنا أب مثالي فجأة بعد العمر ده؟! إحنا مش محتاجينك!"

فريدة حاولت تدخل بينهم

"إسلام، خلاص! كفاية بقى!"

بس إسلام كان منفعل جدًا، كمل

"إنت لو عندك دم، كنت طلّقتها من زمان وسبتها تعيش حياتها، لكن حتى ده مش قادر تعمله!"

هاني قرب منه، وصوته بقا واطي بس مليان غضب

"لو مكنتش ابني، كان زماني..."

إسلام قطع كلامه وهو بيبصله بحدة

"كان زمانك عملت إيه؟! انا متشرفش اكون ابنك اصلا، فاللي عايز تعمله اعمله، يلا؟! اتفضل! وريني "

سادت لحظة صمت تقيله جدًا، فريدة كانت واقفة، عينيها مليانة دموع وهي بتبص بين أبوها وأخوها، هاني كان بيحاول يسيطر على نفسه، بس وشه احمر من الغضب، وقال بصوت عالي

 "أنا هفضل أبوكوا غصب عن أي حد، وأنا اللي بصرف عليكم!"

إسلام ضحك بسخرية، ضحكة قصيرة تقيلة، وقال وهو باصصله باستهزاء

"ومين ضحك عليك وقالك كده؟"

هاني بصله بحدة، لكن إسلام كمل

"أي حاجة بتبعتها محدش بيمد إيده عليها أصلاً ولا كأنها جت، فريده معتمدة على نفسها وبتصرف على نفسها من شغلها، وأنا عندي شغل كويس جدًا يخليني افتح ١٠٠ بيت، بس انا احتراما لمراتي اللي هتجوزها هفتح بيت واحد بس، لأنها متستاهلش اني اعمل فيها كده واحسسها انها ملهاش لازمه لما ابص لغيرها، ومش محتاجين منك حاجة، وماما شغالة وبتصرف على نفسها، وكانت من كام سنه بتصرف علينا ولوحدها"

هاني حاول يتكلم بس إسلام رفع إيده وقال

"لو فاكر إن ليك لازمة في حياتنا، تبقى غلطان، إنت ملكش أي لازمة، ولا بتأثر على حياتنا أصلاً."

هاني صرخ

"إسلام!"

إسلام بصله بنظرة كلها وجع وغضب وقال

"إنت كأنك ميت بالظبط... إحنا عايشين من غيرك من زمان."

هاني مكنش مصدق الكلام ولا متوقع أنه ممكن يسمعه فيوم، عياله اللي كانوا صغيرين كبروا، كبروا وبقوا فاهمين كل حاجه، كان واقف مصدوم، وإسلام كمل بصوت عالي

"أنا لما كلمتك كلمتك علشان تيجي تطلق ماما وتمشي، لكن بلاش دور المصلح والضحية ده علشان خلاص، إحنا زهقنا!"

إسلام اخد نَفَسه وقال بحدة وهو بيشاور بأيده

"وكلنا هنا... بنكرهك!"


ايناس كانت واقفة على السلم، سامعة كل كلمة إسلام بيقولها، قلبها كان بيدق، نفسها تتكلم وتصرخ، بس نزلت بخطوات بطيئة، لحد ما وقفت قدام هاني، عينيها كانت مليانة دموع، بس ملامحها ثابتة، وكل اللي قالته بصوت واطي لكنه واضح

"طلّقني."

هاني بصّلها، وشه كان متشدّد، سكت لحظة وعينيه بتتحرك بين وش ايناس ووش إسلام، وبعدين قال بصوت مليان غضب

"مش هطلّق يا ايناس... طلاق؟ مش هطلّق، وهسيبك كده زي البيت الواقف... وفعلاً كنت غلطان إني مشيت من الأول."

بصّ على إسلام بنظرة كلها غضب وقال

"كان لازم أربيك."

إسلام ضحك بسخرية، ضحكة قصيرة تقيلة، وقال بثبات وهو باصص في عينه

"أنا متربي من ست بميت راجل، تربيتها أحسن من تربية عشرة زيك."

هاني عضّ على شفايفه بغضب، قرب منه ومسكه من قميصه بغيظ وقال وهو بيرفع صوته

"إنت فاكر نفسك مين عشان تكلمني كده؟! مين اداك الحق انك تتكلم كده اصلا؟!"

إسلام زقه بإيده بعيد وهو بيقول بحدة






" بلاش نجيب سيرة الحق، علشان لو كملت هتستحقر نفسك اكتر من كده، ولو مش هتطلقها قبل ما تمشي، أنا اللي هقف في وشك، وهرفع عليك قضية، وهنشوف هتعمل إيه في الآخر."

هاني ضحك ضحكة كلها سخرية وقال

"أعلى ما في خيلك اركبه، فاكرني هخاف منك يعني؟!"

إسلام زعق فيه، صوته عالي 

"أنا بس بفهمك وبعرفك... أن اللي ما قدرتش تعمله طول عمرك، أنا هعمله!"

فريده كانت واقفة بعيد، عينيها بتدمع وهي شايفة الدنيا بتولع قدامها، إيديها كانت بتترعش، قلبها كان بيدق بسرعة، مش قادرة تتحمل الكلام اللي بيتقال، بصّالهم بصدمة، دموعها نزلت من غير ما تاخد بالها، خرجت بسرعة من البيت، دموعها بتنزل غصب عنها، إيدها بتترعش وهي بتحاول تمسح دموعها بسرعة.

ايناس ندهت عليها بصوت مهزوز

"فريدة! استني...!"

لكن فريدة كملت، كأنها مش سامعة، إسلام بص لمامته بسرعة، شاف ملامحها اللي مكسورة وندمانة، وبعدين جري ورا فريده، خرج بسرعة من البيت وهو بينادي

"فريدة! استني! فريدة!"

فريدة كانت ماشية بسرعة، خرجت للشارع بسرعه وهيا بتجري، نفسها بيتقطع، الدموع مغرقاها ومش قادرة تشوف قدامها كويس، كانت بتحاول تلم نفسها لكنها فشلت، فضلت بتجري واسلام بيجري وراها، صوته وراها كان بيتكرر

"فريدة! استني! بالله عليكي استني!"

لكن هي مش سامعة، أو يمكن مش عايزة تسمع، كل اللي كانت حاسة بيه إنها عايزة تهرب... تهرب من البيت، من الذكريات، من وجع مامتها، من انهيارها، من كلام أبوها... من كل حاجة.

وهي بتجري، كانت بتعدي الشارع بسرعة، دموعها مغيمة عنيها، سمعت صوت فرامل شديد... وصوت كلاكس بيعلى...

لفت بسرعة، عينيها قفلت وهي شايفه نور العربية جاي عليها، وقفت مكانها، رجليها تقيلة، معرفتش تتحرك...

اللحظة دي كانت بطيئة جدًا... صوت الفرامل... صوت قلبها وهو بيصرخ جواها... عينيها الواسعة اللي دموعها نازلة منها... وإيديها اللي اترفعت قدامها لا إرادي.

وفي ثانية، سمعت صوت خبطة عنيف، جسمها اتحدف لقدام، مكانتش حاسه بأي حاجه وكأن جسمها نمِّل...

يتبع.....

بارت 18

#استثنائيه_في_دائرة_الرفض

by batool abdelrahman


           الفصل التاسع عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×