رواية حقائق القدر الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نورالدين
_ طيب طلق مراتك.
بعتتلهُ الرسالة دي وأنا دموعي بتنزل، أنا مش عارفة مين الشخص اللي بتكلم معاه دا، ومش مصدقة اللي بيحصل.
رد عليا بمنتهى البساطة وقال:
= أوعدك هيحصل يا حبيبتي وهنبقى مع بعض بس أديني فرصة أفاتحها في الموضوع وأنهي معاها كل حاجة.
كنت ببص للرسالة وأنا بجد مش مصدقة اللي شايفاه بعيني، قفلت الموبايل وحطيتهُ جنبي ونمت.
تاني يوم صحيت ونزلت الشغل من غير ما أبص في الموبايل لإني متوقعة وعارفة اللي هشوفهُ، وصلت للكافيه اللي بقعد فيه دايمًا عشان أشتغل لإن شغلي من خلال اللابتوب بتاعي.
قعدت وطلبت قهوة وبدأت أشتغل بالفعل، معداش نُص ساعة ولقيت حسن بيقعد قدامي.
بصيتلهُ بغضب وإنزعاج وقولت:
_ إنت إي اللي جابك هنا، أنا مش قولتلك مش عايزة أشوفك تاني؟
إتكلم حسن بصدمة وكإن أنا اللي صدمتهُ وقال:
= هو مش كلمتك إمبارح ووافقتي بشرط إني أطلقها؟
بصيتلهُ بصدمة وأنا مبتسمة بذهول ومش مصدقة اللي بيحصل، إتكلمت بغيظ وقولت:
_ هو إنت بجد صدقت نفسك!
أنا بس كنت بشوف شخصيتك الحقيقية اللي كنت خافيها ورا قناع الكدب بتاعك، أنا عمري ما أكسر ست زيي يا حسن.
إتكلم حسن بحزن وقال:
= إنتِ ليه مش مصدقة إني بحبك وإني مش بحبها وإتجبرت عليها، ليه بجد مش عايزة تديني فرصة أعيش حياتي بالشكل اللي إتمنيتهُ!
ضحكت بسخرية وقولت بتساؤل:
_ إنت بجد مصدق نفسك!
مصدق إنك ضحية!
حسن ياريت تفوق وتشوف إنك الجاني مش الضحية، إنت اللي هتخرب حياة إنسانة حبتك ووثقت فيك وإتجوزتك وخونتها، وكمان دمرتني، إنت مش ضحية خالص يا حسن!
بصلي بعد ما عيونهً إتملت دموع وبعدين قال بنبرة رجاء:
= يا تسنيم عشان خاطري بالله عليكِ إديني فرصة، دي مش خيانة أنا عمري ما كنت خاين، أنا بس نفسي أعيش وأحب وأتحب مش أبقى مجبور على حياة مخترتهاش!
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ إنت مش ملاحظ إنك عمال تعيد في الكلام ومعندكش أسباب كافية أو مقنعة غير الجملتين اللي إنت حافظهم؟
روح يا حسن بيتك وحافظ على مراتك اللي بتحبك وياريت متظهرش قدامي تاني وسيبني في حالي أرجوك.
خلصت كلامي وقومت وخدت اللاب وهو بيحاول يوقفني وبيقول:
= يا تسنيم مش هبقى معاها، هطلقها وهنبقى أنا وإنتِ بس، أنا برضوا والله ضحية الإجبار أنا مختارتش حاجة!
بعد ما لميت حاجتي بعدت عنهُ وقولت بتنهيدة وأنا بحاول أتماسك وأفضل قوية للأخر:
_ هكررلك نفس النصيحة يا حسن، حافظ على بيتك ومراتك بنت الأصول اللي متستاهلش منك كدا بدل ما كل حاجة تضيع منك، ودا أخر تحذير مني ليك عشان لو قابلتك في طريق تاني قاصدني أنا هوصل الموضوع لبابا وأخويا وهما يتصرفوا معاك.
خلصت كلامي ومشيت من قدامهُ وخرجت برا الكافيه ورجعت البيت، دخلت خدت شاور وأنا دموعي مش مبطلة، برضوا مهما كان صعبان عليا نفسي وقلبي اللي إتقهر.
_________________________________
* في بيت حسن*
كانت فرحة قاعدة بتفكر تعمل إي بالظبط، خرجت لخالتها وحماتها في نفس الوقت وقعدت جنبها وهي بصالها بصة عتاب، إتكلمت خالتها وقالت بتساؤل:
_ مالك يا فرحة يابنتي في إي؟
إتكلمت فرحة بتنهيدة وقالت بإبتسامة:
= دا بالعكس يا حماتي عندي خبر حلو ليكم.
إبتسمت حماتها وقالت بتساؤل وفضول:
_ خير اللهم أجعلهُ خير، قولي يابنتي؟
إتكلمت فرحة وهي بتحسس على معدتها وطلعت التيست لحماتها وقالت:
= أنا حامل يا حماتي، بقالي يومين عارفة الموضوع وكنت بفكر أقولهُ لحسن إزاي، عايزة أعملهالهُ مفاجأة.
إتوترت حماتها وبعدين إبتسمت بسعادة وقالت:
_ بسم الله ما شاء الله، الله أكبر، وهي دي محتاجة ترتيب يابنتي، قوليلهُ وهو أكيد هيفرح بضناه وسندهُ، يمكن دا يكون ذرة الحب اللي بينكم.
إتنهدت وقولت بسرحان:
= يارب يا خالتي، يارب ونبقى مبسوطين مع بعض، إدعيلنا بالله عليكِ.
طبطبت حماتها عليها وهي بتقول:
_ من غير ما تقولي بدعيلكم دايمًا والله يابنتي، ربنا يهدي سركم يارب.
كانت فرحة طول اليوم مهتمة بنفسها وعملت لـ حسن أحسن أكل وأكتر حاجات بيحبها، وبالليل كان حسن رجع من الشغل.
أول ما دخل البيت إستقبلتهُ فرحة بشكلها الحلو اللي مهتمة بيه بزيادة المرة دي وحسن لاحظ دا عليها وقال بتساؤل وتنهيدة:
_ عندك فرح ولا إي؟
إتضايقت فرحة من ردة فعلهُ ولكن تغاضت عن كل دا عشان تكسب حسن ليها ومتخربش بيتها ولا تدي فرصة لواحدة تانية تاخدهُ منها.
إبتسمت وقالت وهي بتسحبهُ من إيدهُ وبتدخلهُ يقعد على الكنبة:
= حاجة أحلى بكتير من الفرح، بس إنت إقعد وهحضر الأكل وهثولك عليها وإحنا بناكل.
إتنهذ حسن وقعد مستني الأكل بلا مبالاة، في الحقيقة كان عقلهُ مشغول بـ حبيبتهُ تسنيم واللي مش عارف هيعمل إي معاها.
بيحبها ومش عايز ولا شايف غيرها، حاسس إن حياتهُ ظلمتهُ عشان ميختارش اللي يكمل معاها باقي حياتهُ وإنهُ يعرف واحدة تانية غير مراتهُ.
دا مش ذنبهُ أكتر ما هو ذنب أهلهُ اللي ضغطوا عليه عشان يتجوز واحدة عمرهُ ما شافها غير أختهُ، ولكن اللي حصل والقدر محدش يقدر يغيرهُ.
بعد شوية جات فرحة وحطت الأكل قدامهُ وقعدت الناحية التانية من السفرة وبدأ حسن ياكل بهدوء وسرحان، إتكلمت فرحة بإبتسامة وهي بتحاول تشد إنتباههُ ليها:
_ مش عايز تعرف الحاجة الأحلى من الفرح اللي كنت هقولك عليها؟
بصيلها وقال بتساؤل عشان يخلص واللي كان واضح أوي من نبرة صوتهُ الضعيفة والغير مهتمة:
= إممم قولي.
إتنهدت فرحة وقالت بإبتسامة وترقب لردة فعلهُ:
_ أنا حامل يا حسن!
ساب حسن من إيدهُ المعلقة وبصيلها بصدمة وفضل ساكت شوية بدون ردة فعل، وهي الإبتسامة تلاشت من على وشها واحدة واحدة.
إتكلمت فرحة بتساؤل وقالت بحزن وكسرة:
_ إنت مش فرحان ولا إي؟
إتحمحم حسن وشرق، شرب شوية مياه وبعدين إتكلم وقال بإبتسامة مجبورة:
= لأ طبعًا فرحان، مش هفرح إزاي يعني، أنا بس مكنتش متوقع يعني، عرفتي منين؟
إبتسمت فرحة وقالت:
_ عملت إختبار حمل من 3 أيام ولما مصدقتش إستنيت شوية وبعدين عملتهُ بعدها بيوم وطلعتلي نفس النتيجة!
إتنهد حسن وهو زايد عليه الهم والتفكير أكتر من الأول بكتير لإن علاقتهُ دلوقتي بفرحة بقت مربوطة بحياة طفل ميقدرش يظلمهُ.
كانت فرحة عارفة اللي بيدور في دماغهُ وقلبها بيوجعها من كل دا، ولكن كانت بتحاول على قد ما تقدر تتغاضى ومتهتمش بكل دا عشان تحافظ على حسن.
خلصوا أكل وقام حسن ياخد شاور وفرحة إستغلت الفرصة ومسكت الموبايل بتاعهُ وفتحتهُ ودي أول مرة تعملهازفي حياتها إنها تفتح موبايل حسن من وراه.
فضلت تدور فيه بسرعة لحد ما لقت رقم تسنيم وخدتهُ عندها وقفلت الموبايل بسرعة ورجعتهُ مكانهُ.
______________________________
بالليل كنت قاعدة بتفرج على فيلم وأنا بشرب الآيس كوفي بتاعي وباكل آيس كريم الراعي الرسمي للحزن بتاعي.
صوت الموبايل بتاعي رن برسالة وأنا بصراحة فاقدة الشغف، ولكن مسكتهُ أشوف إي من باب الفضول والزهق.
وكانت رسالة من رقم غريب والأغرب محتواها اللي خلاني مصدومة ومش قادرة من كتر ما أنا الكلام وجعني واللي كان:
_ إبعدي عن جوزي يا خطافة الرجالة، لو مبعدتيش عنهُ صدقيني هزعلك وهخلي حياتك كلها دمار ومش هخليكِ تعرفي تنامي.
#هاجر_نورالدين
#حقائق_القدر
#الحلقة_التانية
#يتبع