رواية سراب غوانتام الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نور


 رواية سراب غوانتام الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نور


كان حسام ومعتز قاعدين لوحدهم والشمس طلعت سمعو صوت خبطه جايه من المكتبه، دخلو واتفجأو لما شافو "لينا" وذلك الشخص ذو الملابس الملكيه كالعصر الفيكتورى

رفعت وشها ولما شافتهم وعينها مدمعه: رجعنا

نظر كلاهم الى بعضهم بصدمه كبيره فى عقولهم من ما تراه اعينهم فمن اين جاء ذلك الشخص ومن أين جائت به

"معتز" اقترب بتردد قال: اى الد.م ده

"لينا" : مصا.ب

انصدم منها وانحنى وقف بصدمه لم رأي جميع جسده ملطخ بالد.ماء واصا.بات عديده تملأه، بص لخلف ظهره ليجد سهمان عالقين فى ظهره

"معتز" : انتى بتهزرى، ده مستحيل يكون عايش

"لينا" : اسحبه، لازم ننقله على المستشفى

"حسام" : انتى مجنو.نه احنا هنروح فى داهيه لو اسعفناه وهو مقتو.ل كده.. انتى جيبالنا مصيبه

امسكت بسهم بتجاهل منهما واغمضت عيناها وقامت بسحبه لينتفض جسده نظرت إليه بقلق ومقدار الألم الذى يشعر به لكن رفعت وجهها اليهم قالت

: شوفتو، لسا عايش

ضاقت ملامح "معتز" وسحب السهم الاخر بقوه وكتم الجر.ح بيده بقوه ثم خلع جاكته وقام بطويه ووضعه سريعا فوق الثقوب ليمنع النز.يف

قال بضيق : مش هسمحله يموت بعد اما جه





نظرت إليه امسك زراعيه ليحمله تضايق "حسام" لكن اقترب وحمله معه سريعا والقى بهاتفه الى "لينا" انتشلته وهاتفت الإسعاف قالت

: مفيش شبكه

"معتز" : مفيش وقت انا معايا العربيه هننقله احنا.. بسرعه باين انه بيسلم أمره

نظرت إليه بقلق ركضا الى الخارج وركبوا سياره لينطلق "معتز" بسرعه عاليه، نظر إلى المرآه و" لينا" تكتم جرحه كما أمرها ولا ترفع اعينها ظن عليه والخوف يملأها

نظر امامه وزاد سرعته متجاهلا إشارات المرور او كم عقوبه سيتلقاها بسبب قيادته


امام باب مشفى المدينه توقفت السياره وترجلا منها سريعا ليفتحا الباب خلفا وياخذوه منها ويدخلا سريعا

تقف ممرضه مع طبيب يتناقشون حول جدول اليوم

: مفيش عمليات النهارده

: لا با دكتور الحمدلله

اومأ لها صدر صيحه : دكتوور

التفتو وتفجأو من ذلك المنظر المروع قال الطبيب

: هاتو سرير بسرعه

اومات له بقلق واتو بسرعه ليحملوه على السرير المتحرك ويمسك بيده الطبيب باستغراب شديد شاكا انه لا يزال على قيد الحياه، قام بفتح احد اعينه ولم تكن عينه اليسر فلو قام بفتحها لرأي اعين الشيطان التى تتملك جسده

تفجأ كثيرا قال : عايش

كانت صدمه له كطبيبه التفت اليهم قال : على أوضة العمليات بسرعه

انتشلوه الممرضين منهم واسرعو بتحريكه لداخل الحجرات، كانت تركض معهم ممسكه بيده بخوف شديد وفور وصولها امتنع دخولها فتوقفت وحينما رأت الطبيب قالت

: ممكن تنقذه

نظر إليها ولدموعها فلم يعطها كلمه او وعدا فهو غير متفائل من حالته، دخل ليرى الغرفه مجهزه لخضوع عمليه على اشد سرعه

قامو بنقله لسرير العمليات الجراحيه وتوجهت الاضواء نحوه، التقط مقص ومزق ملابسه وحين كشف عن جراحه كانت صدمه من الجرح الذى كان يتجمع خلايا فوقه قامت بمنع النزيف من استمرار، قام بقلبه ليجد ثقوب جسده الذى تدل على تمزق أعضائه لشدة عمق الاصابه

لم يفسر تلك الخلايا الا سوا دماء متجلطه ساهمت فى بقائه حيا لاطول وقت ممكن، كانت نظرات الممرضين توحى بالريبه من منظر جراحه العديد وطعنته البالغه

رفع الطبيب القناع فوق أنفه ومد يده ليباشر فى الجراحه


تجلس وتصب اعينها على الفراغ من هول الكابوس الذى عاشته، رفعت يداها لترى دمائه التى تملأ يداها وينقض مشهدها وهى تجهز على بذلك السيف الذى قتلت به إنسانا قبله

لم تكن ترى ولا تسمع، لا تشعر سوى بعمق نشوة القت.ل والانتقام، لم تستطع ا توقف نفسها، وكأنها منيمه مغطيسيا.. لقد كانت غائبه... لم تكن هي.... لقد حاولت ايقافها.. إيقاف نفسها لكن لم تستطع الا فاقت على قت.لها له، ذلك الرجل الذى شق عنقه وينظر إليها بذعر وهو يقتل وكانما يرى اله الموت امامه ويقتل نفسه بيديه

كان كل من "حسام" و "معتز" ينظرون اليها من عينتها السوداء من هول ما راته، لا يعلمون ما عمق الذى عاشته لتعود بهذه الحاله وتحمله قت.يلا بين يديها

اقترب أخيها منها قال : لينا، حصل اى

لم تتحدث جلس بجانبها قال : مين عمل كده فيه، اخوه.. انتى وصلتى متأخر

: كان بيحاول يحمينى منهم، شملو ثوره عليه فى غيابى ولما رجعت ودانى الكتاب لموقعهم وكانو هيقتلونى لو متدخلش

"معتز" : يعنى شعبه الى عمل فيه كده

: انا

تحولت نظرتهم لصاعقه كبيره لسماع ما قالته والتف اخيها لها بشده

"لينا" : أنا إلى قت.لته

سالت دمعه من عينها مما جعلتهم فى صدمه كبيره لان ملامحها تدل على انها لا تمزح

قال "حسام" : انتى ازاى؟! انتى راحه ترجعيه ازاى انتى الى... الى تعمليه فيه كده.. تقت.لى يا لينا

قالها بصوت منخفض لكنها نظرت إليه ولم تقدر على الاجابه لانها لا تعرف

فتح الباب وخرج الطبيب اخيرا معلنا انتهاء الجراحه، نظر اليهما الثلاثه تركها "حسام" واقترب منه قال

: خير يا دكتور

: حالته غريبه، كأنه مش انسان

ارتبكت "لينا" وقال اخيها : ازاى، هو كويس يعنى

: الجراحه نجحت وهو دلوقتى هيتنقل للعنايه تحت الاهتمام

وهنا التمعت اعينها وشعرت بأن روحها ترد إليها

"الطبيب" : مين عمل فيه كده

صمتا وحين كانت ستتحدث امسك أخيها يدها بقوه لانه يعرف مدى تهورها قال

: كانت حادثه

الطبيب : حادثه اي، وتعرفوه منين وكنتو فين ف وقت زى ده.. معلش عايز توضيح عشان البوليس هيجى يحقق بنفسه

كان يحاول اختراع كذبه لكن كيف يخرجون منها

"معتز" : أنا دكتور جامعه وكنت مسافر بحضر مشروع بحث فى العلوم الفلكيه السنادي لو تسمع عنه

خرج بطاقة تعريفه وحين التقطها الطبيب منه ليرى كنيته الحقيقيه، القى نظره على "حسام" و "لينا" قال "معتز"

: لينا طالبه عندى ومساعدتى فى البحث وكانت مرفقانى وحسام يكون اخوها بيشتغل محاسب فى شركه الميا... ممكن بطاقتك يا حسام

كان ينظر اليه حين قال هذا اخرج بطاقته ليرى الطبيب ان كلاهم يعملون فى وظيفه مرموقه وليسو مجرمين سابقين

"معتز" : واحنا فى طريقنا صادفناه فى طريقنا وكان مصاب وباين ان فى مجرمين هاجموه فاسعفناه على هنا

الطبيب : الكلام ده الساعه كام

: خامسه الصبح

سكت لكن القى نظره على "لينا" بالتحديد والى ملابسها الملطخه بشده عكسهم حتى وجهها هناك قطرات دماء تدل على تناثر دما.ء عليها وكانما كانت فى خضم معركه عنيفه

"معتز" : لينا هى الى كانت مسكاه وبتحاول تسعفه لانه كان بينز.ف كتير فى ظل منا بسوق وحسام بيحاول يشوف عربيه اسعاف او مستشفى قريبه

الطبيب : ممكن البطاقه يا انسه لينا

سكتت التفتو إليها قال "حسام" : لينا هاتى البطاقه

: مش معايا

الطبيب باستغراب : المفروض انك راحه مع دكتور لبحث عالنى وعارف ان مستحيل تدخلى مكان منغير ميكشفو عن هويتك

"لينا" بتفسير : أنا نسيتها

"حسام" : أنا هكلم والدى يجبها ويجى متقلقش يا دكتور

صمت لكن اوما بتفهم قال : المهم متتاخروش، لأن فى بيانات هتتسجل

: حاضر

غادر وتركهم نظرو الى "معتز" وحجته التى كانت مثاليه ودقيقه، لكن لا يعلمون كيف خاطر بمهنته وتورط معهم لحد هنا

"حسام" : أنا مش عارف اقولك اي

"معتز" : معملتش حاجه الكاميرات الامنيه كده كده الكاميرات الامنيه جابتنا احنا التلاته واحنا بننزل بيه من العربيه بعنى احنا لازم نعمل اى حاجه عشان نخرج منها لو ادخل البوليس ووصلنا لتحقيق ممكن نترحل لنيابه

اتصدمت "لينا" ونظر أخيها اليها من حجم العواقب الذى ممكن ان يقعو بها خلف عودته

"حسام" : الموضوع متعلق بيه لو عاش مش هنضطر نلجأ لده كله

"معتز" : ولو فاق وسالوه عن اى حاجه وقال غير كلامنا ومتأكد ان ده إلى هيحصل يبقى ساعتها هنكون كدابين وموضع شك

"لينا" : مش هيحصل حاجه

نظرو إليها من ثقتها الكبيره وكأنها تضمن لهم هذا، اخرج أخيها هاتفه وذهب، جلست "لينا" بجانب الغرفه بينما "معتز" اقترب من الباب واعينه تثقب الداخل وما يجول داخله كان أكبر من أن يفهمه احد غيره، اعينه تطلع الى "فرناس" بنظرات مجهوله






فى المنزل كان الهاتف يصدر رنين باستمرار، استيقظ "غسان" على صوت الضوضاء المرتفع فمن الذى يهاتفه فى وقت كهذا

 ارتدى نظارته وخرج من غرفته ليرى زوجته مستيقظه بالفعل وتقف عند حجره ابنته

قال "غسان" : مردتيش على التليفون لى

نظرت له بقلق قالت : راحو فين

تعجب منها ذهب اليها وتوقف حينما لم يجد ابنته بالداخل فضاقت ملامحه قال بغضب

: تاااانى، هى لحقت... راحت فين فى ساعه زى دي

: قولتلك كتير يا غسان ان بنتنا مبتمشيش بمزاجها

: مش عايز اسمع الكلام ده يا هاجر انا خلاص فاض بيا، اتصلى بيها حالا يا اما تقوليلى بنتك بتروح فين وتغيب بالأيام

: وبالنسبه لحسام

توقف ونظر إليها أشارت على غرفتها قالت

: حسام هو كمان مش هنا ده عادى بردو... فى الاول لينا بعدين بقا هما الاتنين

: راح فين

: معرفش انا صاحيه من الفجر بحاول ارن عليهم مبيردوش الاتنين

قاطعهم صوت الرنين من جديد ذهب ورفع سماعة الهاتف قال

: الو، مين معايا

: بابا

تفجأ قال : حسام

اقتربت سريعا منه باهتمام

"حسام" : بابا سمعنى

: سمعك انت فين فى وقت ده

: هات بطاقة لينا والكرنيه بتاعها وتعالى

: هى "لينا" معاك... اجى على فين

: مستشفى المدينه 

"غسان" بصدمه : مستشفى

"هاجر" بخوف : مستشفى اي

"حسام" : متتاخرش يبابا عايزنها ضرورى

أنهى المكالمه ونظر الى زوجته التى اعينها ا

امتلأت بالزعر

"هاجر" : رد يا غسان مستشفى اى، مالها المستشفى.. ولادى كويسين

: هعرف اما اوصل هاتى بطاقة لينا عقبال ما البس

ذهب سريعا فلم تكن نبرة ابنه مريحه وكانهم فى مأزق


وصلا الى المشفى وكانت "هاجر" برفقته حيث لم تهدأ الا حين وافق على أخذها معه

دخل ليجدو "حسام" امامهم ينتظرهم عند الاستقبال حين رأته امه سالما اقتربت منه بخوف قالت

: انت كويس، حصلك حاجه

: أنا كويس يماما اهدى

بصتله بخوف قالت : لينا، هى فين... اختك فين

: لينا هى كمان كويسه متخافوش احنا كويسين

"غسان" : هى فين، مش واقفه معاك لى

: هتلاقوها فى الدور التانى غرفه رقم ١٠عند العنايه المركزه

ذهبت والدته فورا حيم كان سيلحق بيه ابيه اوقفه قال

: جبت البطاقه الاول

: اه، كنت عايزها لى طالما اختك كويسه... بتعملو اى هنا اصلا واى الى خرجكم بليل انت وهي

: بعدين يبابا هفهمك كل حاجه

أتى صوت من خلفهم قال : اتاخرت لى ياحسام

كان "معتز" برفقة الكبيب ليتفجأ "غسان" كثيرا برؤيته برفقة أبنائه قال

: دكتور "معتز"

"معتز" : ازى حضرتك

: انتو اى الى بتعملوه هنا

الطبيب : حضرتك والد المريض

: مريض؟!

"حسام" : لا ده والدى زى ما قولتلك يا دكتور احنا منعرفش المريض

: ملقتوش معاه تليفون او اى حاجه نتصل باهله

: لا للاسف

اومأ بتفهم خد البطاقه وذهب 


وصلت "هاجر" إلى الطابق لترى ابنتها تجلس بمفردها اقتربت منها بقلق

: لينا

التفت الى الصوت رأت والدتها وقفت باستغراب احتضنتها قالت

: انتى كويسه ياحبيبتى، فيكى حاجه

تفحصتها بقلق قالت : اى الد.م ده

: اهدى يماما انا كويسه، انتى بتعملى اى هنا

: حسام كلمنا عشان نجيب بطاقتك.. انتو بتعملو اى هنا محدش اتأذى منكم صح

نظرت " لينا" إلى الغرفه لم تفهم والدتها لكن ذهبت والقت نظره على من فى الداخل رأت شخص مستلقي على السرير تشعر وكأنها رأته من قبل، تذكر غرفه ابنتها، الرسمه التى تعلقها بجانب مكتبها، ان فتح اعينه فقط لتاكدت انه هو

التفت اليها بشده قالت : مين ده؟!

: ملك غوانتام.. العالم الى كنت بتنقل ليه


فى الصباح كانت ممرضتان تقف فى نهايه الممر

: شوفتى المريض الجديد الى فى العنايه

: قصدك الى جه امبارح

: آه، كل الممرضات عايزه تشوفه

: لى

: الممرضه الى كانت معاه بتقول ان وشه ملاكى ولبسه كان غريب كأنه جاى من دنيا تانيه

: خلتينى عندى فضول اشوفه


امام الغرفه التى لم تتزحزح من امامها من البارحه، أتى والدها واخيها اخيرا بعد غيابهم كل هذا الوقت عنهما

نظر إلى ابنته نظره لم تفهم معناها قال

: حصلك حاجه

لم تفهم ما يعنيه ايضا فقال أخيها

: أنا عرفت بابا كل حاجه

سكتت فهى حاولت اخباره لكنهم لم يصدقوها قط فهل الان حينما رأى شخصيه من العالم الأخر اقتنع بجدية الامر

امسك يدها قال : متقلقيش انا معاكم، مش هسمح لحاجه تاذيكم

"لينا" : لو مفاقش هتكون مشكله ليكم

: طول ما ابوكي موجود متخافيش

سكتت لكن دمعت عيناها اومات له بإطمئنان من كلامه، قال "حسام"

: بابا ملا البيانات عشان يكون هنا فى المستشفى وخلاه تحت مسؤوليته هو

"لينا" : لى خليته يعمل كده

"غسان" : مش عايزاه يتعالج

: اكيد عايزاه يتعالج

: يبقى لازم يكون تحت عهدتنا عشان متشيلش المستشفى ايدها منه.. الوقت ده هسيبك لوحدك بس لما نرجع عندنا كلام كتير نقوله

اومات إليه ربت على كتفها اتيت ممرضه نظرت لها " لينا" وهى تدخل الغرفه قالت

: دى رابع ممرضه تدخل الاوضه، هما بيبدلو شيفتات

" هاجر" : ازاى محطوش ممرضه واحده جوه بظل دخول والخروج

صمتت "لينا" وقفت وفتحت باب الغرفه وجدتها تقيس اشاراته التفت اليها من دخولها قالت

: ممنوع يا فندم

: هعقد جنبه، عدى ٧ سعات ثم دخولكم وخروجكم غلط بردو

صمتت جلست بجانبه قالت : لسا كانت فى ممرضه هنا من ساعتين بتعمل الى بتعمليه.. مفيش اى جديد ولا حتى علامه انه فاق

: بس المريض فاق

نظرت إليها أشارت على جفنه وجدته يتحرك فدق قلبها بقوه

الممرضه : هبلغ الدكتور

خرجت وتركتها تنظر إليه بأمل ان يفتح اعينه وتراهما من جديد






أتى " معتز" بعد ان غادر فى الصباح ليعود للمنزل لأخذ بعض الراحه لكنه لم يستطع النوم وعاد اليهم ليجد كما كانو

: فى اي جديد

"حسام" : لسا

وجدو الطبيب أتى برفقه الممرضه التى خرجت للتو ودخل الى الغرفه مباشره وجد "لينا" بالغرفه قال

: بتعملى اى هنا

دخل الاخرةن بفضول، قالت : حرك ايده

اقترب الطبيب تفحص الاجهزه ليمسك يده اخرج حقنه بها ماده ما وقام بتجهيزها ليفتح "الكانولا" ليضعها فيها لكن توقف حينما رأي الاخر فتح اعينه معلنا العوده من غيبته

نظر الى السائل الذى لم يدفعه لجسده ليحثه على الافاقه وانما فاق من ذاته

ابتهجب "لينا" من رؤيه عيناه بينما الاخرون تاملوه بخوف وريبه وكانه كائن فضائى لمعرفتهم انه اتى من عالم اخر، عالم ملي بالغموض

ظل ينظر إلى السقف لاستيعاب اين هو، وقعت عينه عليها وتقف على مقربة منه

الطبيب : حمدالله على السلامه

نظر إليه وراي الممرضه التى كانت تقف بجانبه وتثقبه باعينها

الطبيب : سمعنى قادر تفهم كلامى

لم يجاوب لكن قال : أنا فين

نظرت "لينا" إليه من نبرته وكيف تحدث مثلهم

الطبيب: انت فى المستشفى، كانت حالتك خطيره امبارح لو تقدر تقولنا انت مين ومين عمل فيك كده

ارتبك "معتز" وقلق من ما سيقوله فينتهى أمرهم

الطبيب : اسمك اي، منين انت

لم يجاوب وتوتر الجميع أن يقول بهراء ف٠ويكشف حقيقته فيفضح أمرهم

"فرناس" : مش فاكر

نظرو إليه من ما قاله وصمت الطبيب التفت اليهم قال

: ممكن تسيبونى مع المريض

اوما "غسان" وخرج برفقه زوجته وتبعوه والقلق يملأ وجوهم وينظرون لبعضهم حول ما ممكن ان يناقش بالداخل

بعد قليل خرج الطبيب قال : فقدان ذاكره

اخذ "حسام" نفسا عميقا قال "غسان"

:  ازاى يا دكتور

: واضح انه مش فاكر حاجه ولا يعرف ح، هنا وكلامه قليل وكأن عنده مشاكل فى النطق، كده هنواجه صعوبه نوصل لأهله

: فترة علاجه هتعقد قد اى

: واضح انه بيتعافى بسرعه، دلوقتى وفى العمليات قوة جسمه غير طبيعيه، جروحه كان مبالغ فيها لو إنسان طبيعى المفروض يكون ما،ت من ساعتها بس جسمه اتأقلم بسرعه وحاول ياخد وضع دفاع ضد الجروح... ده فى حد ذاته غريب عننا، كأنه مش انسان طبيعى

ارتبكت "لينا" من ما تسمعه

الطبيب : دى حاله جديده ومعجزه انه فاق وقدر يتكلم ولو على فقدان الذاكره فده نتيجه بسيطه عن الاحتمالات الى حطناها

"لينا" : ممكن ندخل نشوفه

: لو مستنياه يتكلم فهو رجع لغيبوبته تانى

" حسام" : مش فاق

: لا كانت طفره لعدم استكمال راحه الجسد بيظى المخ اشاره لنوم لراحه بسبب تأثير المخدر... هيصحى تانى لان واضح ان جسمه مبيتأثرش من المخدر اوى، تقريبا كان بيشرب كحول

أرادت ان تدافع عنه لكن اسكتها والدها قال

: تمم شكرا يا دكتور

غادر سرعان ما دخلت "لينا" إلى الغرفه ونظرت إليه انه نائم بالفعل، هل كانت تلك استيقاظه مميته ام ماذا

"حسام" : لينا مالك

: اتكلم بلباقه زينا، وكأنه من عالمنا كأنه اتولد على ارض مصر...مش دى لهجته ولا دى لغته عشان يفهم الدكتور

"معتز" : المهم انه متكلمش اى حاجه تورطنا

: بس قال مش فاكر

افتكرت اعينه التائهه قالت : مبصليش وكأنه متعرفش عليا، معقول يكون مش فكرنى ولا فاكر الى حصل

"معتز" : انتى خايفه من اى

: تكون عواقب رجوعه معايا... نا مش هستحمل عاقبه زى دى

اقتربت منه ونظرت له من غفوته العميقه نظرت الى كتفه المصاب من طعنتها دمعت عيناها وجلست بجانبه

نظر والديها إليها وحجم تعلق ابنتها بذلك الرجل، لم بتفهم نوع علاقتها لكن يبدو أنه ليس شخصا عاديا بالنسبه إليها


 بينما "معتز" و "حسام" يتجولون داخل ممر المشفى

"حسام" : الحياه بقيت معقده اوى

"معتز" : الشخص ده من عالم تانى؟!! ده كان ملك الارض دى

: يتفوق شكلا عن رسم "لينا" بكتير

لم يكن هذا قصد "معتز" البتا سمعو صوت همسات بقرب منهم وحين تلفتو راو فتيات يقفن يتوددن الى بعضهم

: كان جميل، أنا شوفته بعينى.. كأنه مش بشر زى ما قال الدكتور

نظر "حسام" و "معتز" لبعضهم فى الوضاع يمكن يسوء اكثر من هذا ان كانو هؤلاء يقرأون مدونة شقيقته ويعرفون رسمها، نظرو اليهم وصمتو حينما اكتشفو انهم احد أقرباء المريض الذي يتداول احاديث المشفى، ذهبو مبتعدين عنهم كى لا يلحق الاذى بهم

: : متأكد انهم هيكملو كلامهم بعيد

رن هاتف "حسام" كان والده ذهب توقف حينما رأي موظفة الاستقبال تمسك بقصة مصوره وكانت الخاصه بشقيقته تنهد بابتسامه قال

: الملك " فرناس" مشهور فى أرضه وفى عالمنا


فى المساء " غسان" يجلس امام الغرفه التى لم تخرج منها ابنته منذ الصباح

"هاجر" : المفروض نعمل اى

"غسان" : نستنى لما يفوق تانى

خرجت "لينا" من جحرها وقد أكملت المكوث هناك

"هاجر" : مش هتاكلى حاجه يا لينا، مينفعش كده

: مش جعانه

نظرت الى ابيها قالت : بابا، عايزه اطلب منك طلب

تسائل "غسان" ما الامر


أتى " حسام" و " معتز" ويتسائلا ما الامر، لم يجدو احد امام الغرفه وكان هناك ممرضه بالداخل تخلع الاجهزه من عليه تعجبت كثيرا

 "معتز" : انتى بتعملى اى

الممرضه : بنفذ كلام الدكتور

خشيه ان يكون قد مات اتيت " هاجر" قالت

: بتعملو اى هنا

" حسام" : ف اى، فين " لينا" و بابا

:خدنا اذن بالخروج من المستشفى

"معتز" : وهو لسا مفاقش؟!

: لينا عايزه كده، غسان اتصرف وعرف يقنعهم ان الاجهزه والرعاية هتكون فى البيت وكده كده انا ممرضه سابقه يعنى هخلى بالى منه

لم يفهمو شيئا، قال "معتز"

: لبنا هى الى طلبت كده

اومات ايجابا فتعجبا كثيرا لان الاهتمام هنا اكثر من المنزل، انتهت الممرضه وضعت له جهاز التنفس ليحملو الممرضين على الكسرة المتحرك ويتوجهون به للخارج

كانت هنالك سياره إسعاف تنتظرهم ليفتح الباب وكانت "لينا" بالداخل، ساعدتهم فقط لكي لا يتأذى وبقيت معه بالسياره وعائلتها لحقو بها ليصلك باكرا قبلها

اسرعت " هاجر" بترتيب احد الغرفه قالت

: انت قولت اى لدكتور عشان يوافق

"غسان" : بعدين

وجدو غرفه مرتبه بالفعل وكل شيء بها قابل لاستقبال مريض، لقد اتيت ابنته وفعلت كل ذلك لاستقبال ضيفها بأحسن ترحيب

نظر " غسان" لزوجته وحول امر " لينا" الذى تزداد غرابتها ان تعلق أوامر بذلك الشخص

رن جرس الباب وقد وصلت سياره الإسعاف

وضعوه على السرير مع اجهزته الضروريه لأي مؤشرات قد تحدث

كان الجميع يريدون استفهام من طلب "لينا" لكنها لم تكن تريد أن تعطيهم ما يريدونه قالت

: انت عملت اى يبابا

: قولت لدكتور انه يتنقل عندنا لحد ما ذاكرته ترجع ونعرف اهله مين، بخصوص العنايه فعرفته ان والدتك كانت ممرضه وهوفرله الى عايزه هنا

: و وافق؟!

: زى ما انتى شايفه

: غريبه

: هو اى الى غريب؟!

سكتت ونفيت لهم قالت : مفيش حاجه

قال "حسام" : وانتى يا لينا خليتى بابا ينقله هنا لى

: طالما فاق مره يبقا هيفوق تانى، مفيش داعى لوجوده هناك المستشفى أخطر من غوانتام

تعجبو من ما تعنيه شعرت بالدوار وجلست على الكرسي اقتربت والدتها منها بقلق قالت

: ادخلى استريحى، متقلقيش كلنا معاه مش هيحصله حاجه

: بس انا عايزه اعقد...

"غسان" : لينا..

نظرت الى ابيها اشار لها قال: روحى اوضتك لما يفوق هقولك، قعادك هنا ملهوش لزمه

صمتت وخرجت من عندهم

قال "غسان" : امال دكتور معتز فين

: وصلنى البيت وجتله مكالمه مهمه واضطر يمشي

اومأ بتفهم وعاد بالنظر الى طريح الفراش هذا بتسأل، جميعهم فى حاله مريبه يودون الشرح لكن ابنته لا تنوى فعل هذا






فى الليل المظلم كانت لا تزال مستقيظه برغم ان جميع عائلتها قد خلدو للنوم من شدة اؤهاقهم الا انها لم تنم، خرجت من غرفتها دون اصدار اى صوت وتقدمت من تلك الغرفه الموصده

امسكت المقبض وفتحت الباب لتدخل لتراه مستمرا فى غفلته عن أرض الواقع، جلست على الكرسي بجانبه ونظرت اليه متأمله ملامحه باسف شديد نظرت الى يداه التى تريد امسكها ولا تعلم المره الكام التى تود القيام بها وانه معها فى عالمها، لكن فى حاله بائسه، منذ اخر نظرة فى عيناه لم تنظر إليه... لقد اشتاقت لعيناه ولحديثه، لا تزال جملته تخترق مسامعها

"لن اقدر على قتلك لكنى اقدر على ايقافك"

أخذت شهيدا عميقا يطفأ الحريق الذى فى قلبها قالت

: أفق بسرعه.. ارجوك

وقفت امام النافذه رأت طاىرا ابيض محلق فى السماء لم يأتى فى ذاكرتها سوى البومه البيضا، بل والدة "فرناس" الحقيقيه التى متعهده بقتلها ان لم يستقيظ.. حياتها متوقفه على حياته


فى الصباح الباكر دخلت "هاجر" الغرفه لتطمئن على الاوضاع لكن تفجأت حينما رأت ابنتها جالسه على المرسي وتغفو على ذاتها اقتربت منها باستغراب ومتى قد جائت لهنا قالت

: لينا، اصحى ضهرك هيوجعك

نظرت لها وكانما كانت شبه نائمه

: اى الى مقعدك هنا

: أنا كويسه يماما، لسا مصحيش

: أنا جيات اشوف فى ايه، النشكله ان مؤشراته مظبوطه

وقفت بجانبه وتطلعت فى (الكاونلا) وابنتها تتطلع بها بيئس، تحركت احد انامله اقتربت فورا قالت

: ماما... اتحرك

نظرت إليها باستغراب قالت: بتتوهمى.. يلا عشان تاكلي

خرجت نظرت إليه بتنهيده امسك يده وكانما تترجمها وجدته يقبض عليها نظرت له بشده رفعت اعينها الى وجهه لتجده يفتح كلتا عيناه ويعلن استيقاظه من غيبوبته المميته

: ف..فرناس

قالتها بهمس غير مصدقه انه مستيقظ امامها ابتسمت قالت

: انت صاحى، من امتى

فتح الباب قالت "هاجر" : مش قولتلك يلا عشان تاكلي...

وقفت حينما رأت م ينظر إليها بتلك الأعين الرماديه اليقظة تفجأت

"لينا" : فاق يماما

: هقولك لوالدك

خرجت فورا لتعود إليه وتنظر إليه لماذا اعينه تائهه هكذا قالت

: من امتى وانت صاحى

لم يجيب عليها تذكرت افاقته منذ اول مره واجابته بعدم التذكر فنبض قلبها خوفا قالت

: انت....

اتتدلت بى نبرتها قالت بلهجته لعله لا يفهمها قالت

: الا تتذكر ما حدث... هل تستطيع التعرف عليا، انظر الي.... انها أنا

ابتلعت غصتها فهى لا تريده ان يتذكر قالت

: لقد سعينا لان ننقذك من غوانتام ونجحنا، انك الان فى عالمى.. لقد عدنا سويا، الا تتذكر اي شيء حقا

اقتربت قالت : اعلم انى اخطات، اعلم انك غاضب منى لكن صدقنى لم تكن انا الفاعله.. لقد حاولة وفشلت... اما الان لانا من احس امامك... انها أنا... انظر الي، هذه أنا

كانت خائفه كثيرا وتكاد ان تبكى من الذنب

: انها انتى بالفعل

نظرت له ليردف بهدوء : لما تبكين مؤخرا يا "لينا" اعتدت عليكى قويه

صمتت حين قال هذا قالت

: تتذكرني

: اتذكر كل شيء... ما الا اتذكره هو كيف لا زلت على قيد الحياه

زفرت بصعوبه راته يلقى انظاره على أركان الغرفه، دخل "حسام" مندفعا وحين راه صدم قال

: اخيرا

رأت والدها خلفه وقد استدعتهم والدتها، كانت نظرات أخيها مريبه كأنه يدرك حقيقة ذلك الشخص فينظر له على انه شبحا

"غسان" بهدوء: عامل اى دلوقتى

نظر "فرناس" إليها بتوضيح من هؤلاء الاغراب بالنسبه اليه

قالت "لينا" : انه ابى

اعتدل فى جلسته اسرعت "هاجر" قالت : خليك انت مصاب...

لكن صكتت حين وجدته يجلس باعتياديه دون اى الم بل حينما رأي تلك الجامعه التى تسند زراعه خلعها وكانما لا يوجد اى خدش به وهذا ما جعلهم مذهولين، فهى هذا الشخص كاد ان يلفظ أنفاسه الاخيره لولا معجزة السماء

لاحظت "لينا" نظراتهم إليه، حم حمم والدها قال

: اساليه يا لينا لو هو كويس او نستدعى الدكتور

: أنا بخير

قالها "فرناس" بهدوء قال : شكرا لك، أشعر انى على ما يرام بعض الشيء

تعجبا من لكنته، قالت "لينا" بتفجأ

: كيف فهمت ما يقوله ابى

: انهم يتحدثون مثلك، لذلك استطيع فهم بعضا من ما يعنيه

"حسام" : صحى امتى؟!

نظرت له قالت : متى استيقظت يبدو أنك استيقظت قبل ذلك

: منذ أن فتحت السيده النوافذ

ابتسمت ونظرت الى والدتها قالت : انها امى... لقد كنت مستيقظ باكرا اذا

اومأ اليها قال : اين انا

أشارت عليهم قالت : دى عيلتى، ده حسام الى كلمتك عنه... انت فى بيتنا المتواضع

: فى عالمك؟!

: انك فى أرض مصر.. أأمن أرض فى هذا العالم

نظر إليها من ما قالته ابتسمت براحه وهى تنظر لاعينه قالت

: لقد نجحنا

: اذا؟! هل عائلتك تعرف من اكون

اوكات له نظرت اليهم

قال " غسان" : ممكن نفهم مجرى نقاشكم

: كان بيسأل هو فين وهل تعرفو شخصيته الحقيقه وانه جه من عالم تانى... من كتاب اقصد

وكأن الوضع اصبح مريب من نظرات والدها اليها مد يده إليه قال

: اهلا بيك، عرفت انك اهتميت ببنتى طول فترة بعدها هنا وحرصت انها ترجعلى سليمه... أنا إلى لازم اشكرك

مد يده إليه بمصاحفه قال : لم أفعل شيئا غير واجبى

ابتسم "غسان" بهدوء، قالت "هاجر" : بتهيألى مش مرتاح فى لبس المرضى ده صح

"لينا" : ممكن يلبس من حسام لحد ما ننزل نجيب لبس

نظرو الى "حسام" الصامت قال ابيه : حسام

: نعم يبابا، اه معنديش مانع بس معتقدش ان مقاساته زي

: ده حل احتياطى، مينفعش ينزل وهو لسا مصاب

: حاضر





 غادر والديه وتبعهم ليحضر ما طلب منهم، كان "غسان" يحمل فى قلبه ضيق كبير من نفسه انه لم يصدق ابنته ولو مره.. لقد رأي كم كانت تعذب فى البدايه ويظهر ذلك حينما تعود

"هاجر" : فى حاجه يا غسان

نفي لها بمعنى لا وفى داخل عقله الكثير قال

: خلينا نهتم بيه ده كان السبب فى ان بنتى ترجعلى سليمه


اصبحو بمفردهم اخيرا انزل قدماه من على السرير ووقف عليهما اندهشت منه ابتسمت قالت

: جعلت الجميع يرتاب من حقيقتك

: لماذا؟!

: لطبيعة جسدك الغريبه وتأقلمها السريع لظروف المو.ت، لا يحق لى الاندهاش فلقد رأيت اكثر من ذلك، لكن رؤيتك بخير هو كل ما أريده.. ان تكون بأحسن حال

: كدت ان اق.تل على يديك

سكتت لكن شعرت بالحزن من سماع ذلك قالت

: اسفه على ما بدر منى

: تلطخت يدك بالد.ماء يا لينا، عليك تكفير ذنبك

علمت مقصده قالت : لم أكن انا، الا تصدقني.. اتشك ان من فعل هذا كانت انا، كيف اقت،لك وما من أسعى لخلاصك... لماذا اصبح انا القا.تله.... لا أعلم ماذا حل بى صدقنى لا أعلم لكن لم تكن هذه أنا

: اعلم

: لماذا تجعلنى اكره نفسي

: بل اجعلك تدركين ذاتك، ان لم تكن أنت فلا شك بأنه شيطان تسلط عليك

: شيطان؟!

: لقد حذرتك من قبل من سواد القلب والحقد، لمجرد الشعور بالقوه تتملك لحد الغرور

: لكنى لم أفعل هذا متعمده.... اتقصد من احتلتنى كانت "رزان"

تسكر اعينها فى هذا الوقت والشر الذى بزغ منهما قال

: كأنها عادت ولم تمت

: ازاى، انتو مش عدمتوها

: لقد حرق جسدها وبعثرو رمادها كى لا يعاد ولدها من جديد... لكن الروح لا يوجد دليل على مو،تها

قالت بصدمه : قصدك ان روحها لسا عايشه


سراب غوانتام


        الفصل التاسع والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×