رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل التاسع 9 بقلم صفاء حسني
الفصل التاسع
خائنة خلف جدران الحب
بعد انتهاء الفرح والتصوير وفرحة اسرة رهف واسرة مومن ووصلوا لحد البيت و لسه داخلين، باب الشقة اتقفل وراهم بهدوء...
مومن وقف على الباب، بيبص حواليه... كل حاجة متجهّزة، بسيطة، بس مريحة.
رهف وقفت جنبه، إيديها ماسكة طرف فستانها، عينيها في الأرض وخدودها محمرة.
لحظة صمت مرت بينهم، صوت أنفاسهم بس هو اللي واضح.
مومن (بصوت هادي)
" أخيرًا بقينا تحت سقف واحد."
خائنة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى
الفصل 9
رهف (بهمس مرتبك)
"كنت خايفة اليوم ده ما يجيش..."
مومن بص ليها، قرب منها بشويش، وحط إيده على كتفها:
مومن (بحنان):
"وأنا كنت بدعي يجي... كنت بستناكِ من سنين، حتى من قبل ما أعرفك صح."
رهف (بنظرة خجولة):
"وأنا... غيرت كتير في نفسي عشانك... بس دلوقتي نفسي أكون نفسي... وتحبني زَيّ ما أنا."
مومن قرب أكتر، لمس خدها بلطف:
مومن:
"أنا حبيتك في كل حالتك... وقت ما كنتي بتقلدي، ووقت ما رجعتي تكوني إنتِ.
أنا مش عايز غير قلبك... مش لبسك، ولا شكلك... بس قلبك."
رهف اتنهدت، دمعة نزلت على خدها، لكنها ابتسمت:
رهف (بصوت مهزوز):
"هو ليه أول لحظة معاك فيها وجع وفرحة مع بعض؟"
مومن (وهو يضمها):
"يمكن عشان إحنا اتعذبنا كتير... وقلوبنا اتربّت على الصبر."
حضنها حضن دافي... حضن أمان بعد خوف، وبعد ضياع سنين.
كانت لحظة حب مش بصوت عالي، لكن بنبض قلبين قرروا يبتدوا سوا.
دخلوا غرفة النوم كان النور الخافت من الأباجورة بينور وشها، وهي واقفة قدامه، قلبها بيرف من التوتر والفرحة والخجل.
قرب منها بلطف، عينيه بتلمع بالحب، ومد إيده بهدوء ولمس كفها، لمسة فيها كل الحنية والطمأنينة.
قال بصوت هادي:
"أنا مش مستعجل على حاجة... يكفيني إنك جنبي."
دمعت عينيها، وقالت وهي بتهمس:
"وأنا... عمري ما حسيت بالأمان كده قبل كده."
حضنها حضن طويل... حضن دافي زي حضن الوطن.
نسيت كل الخوف، كل الوجع، وكل اللي فات.
وفي لحظة صمت ناعم، كانت قلوبهم بتتكلم لغة ما يعرفهاش غير الحبيبة اللي لقوا بعض بعد سنين من الغربة والضياع.
الكاتبة صفاء حسنى
كان بين كل نفس ونفس، وعد صادق.
وبين كل لمسة، عهد جديد بالحب والرحمة.
خلع ليها الفستان وهى دايبة فى حضنه وبدأ يحرك أيده على جسمها وهو سعيد إنها ما بين احضانه ثم ملابسه
ورهف استسلمت له تماماً، غارقة في دفء أحضانه، شعرت بأن كل همومها تذوب مع كل لمسة لطيفة على جسدها. أغمضت عينيها مستمتعة بلحظة حميمية خاصة، بينما هو يقبلها بحنان ثم يهمس مومن
لها كلمات عذبة
بعشقك
كانت تُشعِرُها بأمانٍ لم تشعر به من قبل. بدأ يقبل عنقها ثم كتفيها، تَسَرَّبَتْ أَنْفَاسُهُ إلى شَعْرِهَا، مُنْغَمِساً في عِطْرِهَا الْفَوَّاح. كانت لحظة سحرية، خالية من أي قلق أو خوف، مليئة فقط بالحب والرقة.
ثمّ بدأ يُقبِّلُها بِشَغَفٍ مُتَزَايِدٍ، تَزَايَدَتْ مَعَهُ شِدَّةُ أَحْساسِهَا، تَغَمَّرَتْ بِاللَّذَّةِ وَالْهَيَامِ. انْسَابَتْ أَيْدِيَاهُ بِرَوَاقَةٍ عَلَى جَسَدِهَا، مُسْتَكْشِفاً كُلَّ زَاوِيَةٍ مِنْهُ، مُسْتَحْضِراً أَعْمَقَ مَشَاعِرِهَا. وَفِي ذَلِكَ الْعُنْقَانِ الْحَمِيمِيِّ، تَوَحَّدَا فِي وَحْدَةٍ لَا تُشْبِهُ إِلَّا حُبَّهُمَا الْخَالِصَ. وَكَأَنَّ الْعَالَمَ كُلَّهُ تَوَقَّفَ عِنْدَ تِلْكَ اللَّحْظَةِ، لِيَشْهَدَ أَعْظَمَ مُظْهَرٍ لِلْحُبِّ وَالْهَيَامِ.
انغمسا في عالمهما الخاص، نسياناً لكل ما حولهما. لم يكن هناك سوى لمساتهما وأنفاسهما المتلاحقة، وكلمات الحب التي همستها شفتاهما. كانت لحظة من النقاء والانسجام، لحظة تُخلِّدُها الذكريات في أعماق قلوبهما. في صمتٍ عميقٍ، تَكَلَّمَ الحبُّ لُغَةً فَصِيحَةً، فَهَمَاها قُلُوبُهُمَا بِدُونِ حَاجَةٍ إلى كَلِمَاتٍ. وَفِي نِهَايَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ السَّاحِرَةِ، غَفَوَا بَعْضُهُمَا فِي أَحْضَانِ بَعْضٍ، مُتَحَابِّينَ بِشِدَّةٍ لَا تُوصَفُ.
في تلك اللحظة، شعر هو بقوة مشاعره تجاهها، غمرته سعادة لا توصف أمام جمالها وسحرها. لم يكن مجرد شهوة جسدية، بل حبٌّ عميقٌ يتجاوز الحدود، حبٌّ يُشْعِرُهُ بِالْكَمالِ وَالْإِكْمَالِ. كان يُحِسُّ بِقُرْبِهَا مِنْهُ كَأَنَّهَا جُزْءٌ مِنْهُ، وَكَأَنَّ قَلْبَهُ يَتَوَحَّدُ مَعَ قَلْبِهَا فِي إِيقَاعٍ وَاحِدٍ. أما هي، فكانت تَغْمُرُهَا مَشَاعِرٌ مُتَضَارِبَةٌ، مَزْجٌ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالْشَّهْوَةِ، بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَالتَّرَدُّدِ. لَكِنَّ حُبَّهَا لَهُ كَانَ أَقْوَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَقَدْ أَذَابَ خُوفَهَا وَأَطْمَأَنَّ قَلْبَهَا. وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، تَجَاوَزَتْ خُطُوطَ التَّرَدُّدِ، وَاسْتَسْلَمَتْ لِحُبِّهَا بِكُلِّ قُوَّتِهَا. كَانَ حُبُّهُمَا مَلْحَمَةً تُحَاكِي أَعْمَقَ مَشَاعِرِ الْقَلْبِ الْبَشَرِيِّ.
---
الكاتبة صفاء حسنى
بعد ساعات من الحب وسط الأنوار هادية، نور خفيف جاي من الأباجورة على الكومود...
رهف قاعدة على طرف السرير، لابسة روب بسيط بلون وردي هادي، شعرها مبلول شوية من البخار، وخدودها وردي من الخجل...
مومن واقف على بعد خطوات، بيبصلها بنظرة مشبعّة بالدهشة كأنه لسه مش مصدق إنها بقت زوجته.
اقترب منها بهدوء... وقعد جنبها على السرير.
مومن (بصوت واطي):
"آنتى عارفة قد إيه اللحظة دي كنت بحلم بيها؟"
رهف (وهي تبص له بخجل وعيونها بتلمع):
"وأنا كمان... كنت بعد الأيام."
مد إيده، ومسح بكفّه على طرف خدها بلطافة...
مومن (بهمس):
"كل التعب، كل الزعل... راح دلوقتي. بقت رهف ليا، وكل الدنيا بقت أهدى فجأة."
رهف حطت إيدها على إيده، نظرتها كانت فيها خجل بس حب حقيقي:
رهف (بصوت متقطع):
"أنا... يمكن مش كاملة، يمكن لسه بتغير... بس أنا بحبك، وعاوزه أكون ستك، وبيتك، وكل حياتك."
قرب منها أكتر، وباس إيدها، وقال:
مومن:
"كفاية عليا إنك لسه رهف اللي قلبها لسه بينبضلي...
أنا مش عايز غير حضنك وقت ما الدنيا تزنّ عليا... ونظرتك دي، تفضل ليا أنا بس."
رهف بصّت له، عيونها لمعت بدموع الفرح، وقالت:
رهف:
"أنا مش هكون غير ليك... من النهاردة، ولآخر نفس."
ضمّها لحضنه، حضن هادي ودافي، وسكنوا في بعض...
الدنيا برا كانت ليل، لكن جوا القلوب دي كان فجر جديد بيبدأ.
عند ايمان كانت نايمه لكن زى كل يوم تحلم نفس الحلم نفس المشهد
الصورة تهتز... صوت أمواج... صوت ناس بتصرخ...
إيمان واقفة على مركب صغير مهزوز في نص البحر، الهوا بيضرب في وشها، والمية بتدخل من كل ناحية.
الدنيا ظلمة ومطر وبرق، والناس حواليها بتصرخ:
"الحقوا الطفل!"
"المركب بتغرق!"
خائنة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى
صوت الستات بيعيّطوا، والرجالة بتحاول تمسك المركب...
وفي طفل صغير متعلق في إيد مامته، الموجة تاخده من إيدها!
إيمان تصرخ:
"لااااااااااااا!!"
تحاول تمد إيدها، لكن المركب يهتز تاني، وهي تقع على ركبتها...
وشها يتغرق ميه... نفسها يتقطع...
تفتح عيونها على طفل بيغرق في الميه أدامها...
طفل كان من يومين بيلعب وبيضحك في المخيم...
والنهاردة بيغرق وبيختفي من تحت عيونها.
صوت موج... صراخ...
صوت داخلي بيقول لها:
"هو ده الطريق اللي اخترتيه؟ الموت؟"
إيمان تبص حواليها، تلاقي ناس من المخيم بيغرقوا واحد ورا التاني...
ست حاضنة بنتها وبتبكي:
"قولت لك متروحيش... قولت لك..."
صوت السفينة بيصفر... المركب تقلب...
إيمان تصرخ في الحلم:
"حد ينقذهم... ... ياااااااارب!!!"
فجأة تصحى من الحلم...
إيمان تصحى بفزع، وهي بتنهج وبتمسك قلبها... العرق مغرق جسمها.
تبص حواليها... تتأكد إنها في الأوضة، في أمان، لكن عيونها مليانة دموع...
وتقول بصوت واطي وهي بتبص للسقف:
تقترب سيدة كبيرة من العمر تحضنها وهى وتتحدث معها
لسه الحلم يا إيمان انسي يا بنتى عارفه الموقف كان صعب عليك هجرتك من سوريا ل تركي وموت وغرق ناس كتير اقدمك
تنهدت ايمان
"كنت فاكرة الزمن هينسيني... بس الذكرى مرّت تاني كأنها لسه بتحصل."
فلاش باك
وسط الموج ، لكن الشاطئ مليان بأجساد مرمية، ناس بتصرخ، وناس بتعيّط، وناس ما بقيتش تتنفس...
وسط الزحام، كانت إيمان نايمة على جنب، هدومها مبلولة، جسمها بيترعش، عنيها نص مفتوحة، والدموع نازلة بدون وعي.
أطفال بيصرخوا، نساء بتتشبث بأي حاجة عايمة، وشاب بيغرق وهو ماسك بيد أخوه الصغير...
وإيمان بتعيّط:
"يا رب... نجيني بس... مش عايزة أموت كده..."
تفتح عينيها على صوت نسائي هادي.
سيدة كبيرة في العمر، ملفوفة بعباءة تركية، بتقرب منها وبتمد إيديها، تغطيها ببطنية، وتهمس لها وهي بتطبطب عليها:
"لسّه عايشة... الحمد لله."
إيمان بصعوبة بتهز راسها، وبتهمس بصوت ضعيف:
"أنا... أنا فين؟"
السيدة تقعد جنبها على الرمل، وتحاول تهديها:
"في تركيا يا بنتي... عديتي البحر، عديتي الموت... بس إنتي لسه بتتنفسي، وده كفاية."
تدمع عيون إيمان وهي بترد:
الحمد الله
السيدة تمسك إيديها وتسألها:
"اسمك إيه؟ وعندك كام سنة؟ وفين أهلك؟"
إيمان بصوت مبحوح:
"اسمي إيمان... عندي 18 سنة... وأهلي في مصر."
السيدة تندهش:
"مصرية؟! مش سورية؟"
هزّت إيمان راسها بالإيجاب، وقالت وهي بتحاول تقوم:
**"أنا مش لاجئة زي الباقي... أنا هربانة من تنظيم... من جحيم أكبر..."
وبدت تحكي قصتها... من لحظة التهديد، للجواز الإجباري، للمخيم، للهروب، للبحر من غير هوائية أو اوراق ... ولحد ما وصلت لهنا.
رجوع للزمن الحاضر - منزل السيدة - غرفة صغيرة
إيمان قاعدة على الأرض، والسيدة الكبيرة اللي بقت تُعتبر أمها التانية، بتحضنها بحنية:
"انسِ يا بنتي... ده كان كابوس، وعدّى."
تنهدت إيمان:
"بس لسه قلبي هناك... عند اللي راحوا، وعند اللي لسه عايشين في نفس الجحيم."
السيدة تمسك وشها وتقول:
"ربنا نجّاكي لحكمة... يمكن علشان تكوني نور لناس تانية، يمكن علشان تعيشي وتكبري وتحققي رسالتك... ويمكن علشان في حد مستنيك."
تقرب من الشباك... تبص للنجوم...
وتهمس:
"يارب، أنا لسه عايشة... ولسه ضميري صاحي...
بس امتى هرجع أعيش من غير خوف؟ امتى؟"
الكاتبة صفاء حسنى
بعد شهور من الجواز
شقة مومن - الساعة 6 المغرب
كان مومن راجع من شغله مرهق، شنطته على كتفه، بيخلع بدلته بسرعة، ووشه باين عليه الإرهاق والتعب.
مومن (بصوت عالى):
"رهف!!"
مافيش رد... يدخل المطبخ... فاضي... السفرة مافيهاش أكل...
يمسك موبايله ويتصل بيها، بيرن مرتين قبل ما ترد.
رهف (بصوت هادي وضحكة):
"أيوه يا حبيبي، وحشتني..."
مومن (بعصبية مكتومة):
"إنتي فين؟!"
رهف (بهدوء):
"أنا في النادي مع البنات، كنا بنتغد سوا... ماما هنا كمان، تحب أكلمها؟"
مومن (صوته بيعلو وبيغلي):
"يعني راجع من شغلي تعبان، ومفيش لقمة أكل، ولا حتى إنتي في البيت؟!
كل يوم كده يا رهف؟ النادي والنادي! أنا متجوز ولا عايش لوحدي؟!"
رهف (بتحاول تهدي الموقف):
"مومن حبيبي، والله كنت ناوية أرجع بدري، بس البنات مصممين نفضل شوية... وقلت طالما ماما موجودة..."
مومن (يقاطعها بصوت عالي):
"حرام عليكي... تعبت من دلعك بجد!
هو أنا متجوز ولا راجع لبيت فاضي كل يوم؟!
مش كل شوية النادي وماما وصحابي، المفروض فيه مسؤولية!
أنا مش بقولك اقعدي في البيت، بس على الأقل حسّي إني راجل تعبان راجع يلاقي بيت بيتحس فيه براحة!"
رهف (بصوت واطي متأثر):
"ماشي يا مومن... هارجع حالًا..."
مومن (بغضب وقفل المكالمة):
"ارجعي بسرعة قبل ما أنفجر!"
ينزل الموبايل من إيده وهو بيتنهد، باين عليه الزعل، مش بس من الموقف، من الخيبة... من الإحساس إنه مش لاقي الونس اللى كان فاكره.
---
🔴 - الليل
الإضاءة: خافتة، التوتر مالي الجو
مومن واقف، وإيده على خصره، باين عليه الغضب والانفجار جواه...
رهف داخلة متوترة، شنطتها في إيدها، ونظراتها على الأرض
رهف (بصوت منخفض):
"أنا آسفة يا مومن... معرفتش أرد عليك بسرعة... البنات..."
مومن (يقاطعها وهو بيرفع صوته):
"اسكتي بقى! اسكتي!
كل يوم نفس الكلام... كل يوم النادي والبنات!
إنتي فاكرة الجواز ده لعبة؟!"
رهف (بعصبية مكبوتة):
"أنا مش بلعب يا مومن... أنا بس... محتاجة وقت!
أنا لسه بتأقلم... ده جواز مش سجن!"
مومن (صوته بيرتعش من العصبية):
"سجن؟ سجن يا رهف؟
ده بيتك! بيتك!
أنا راجل شقيان طول اليوم، أرجع ألاقيكِ بتضحكي في النادي؟!"
رهف (بنبرة دفاع):
"وإنت طول الوقت بتعاملني كأني خدامة!
فين مومن اللي كنت بحبه؟ فين الحنية؟"
مومن (انفجر):
"مات! مات من كتر الهم!
أنا مش لاقي منك غير دلع وزهق وهروب... إنتي اتغيرتي يا رهف!
إنتي حتى لبسك اتغير... إيه اللي حصلك؟!"
رهف (بدأت تتوتر وتتنفس بسرعة):
"أنا اتغيرت عشانك! عشانك يا مومن!
بس أنت... أنت مش شايفني خالص... مش سامعني!"
مومن (بصوت عالي جدًا):
"لأ شايفك... شايفك جدًا...
شايف واحدة أنانية، مش فارق معاها غير راحتها!"
رهف (عينها دمعت، وبصوت متقطع):
"أنا... تعبت... مش قادرة أتحمل أكتر من كده..."
وفجأة - رعشة بتاخد جسمها، بتحط إيدها على بطنها، وتتراجع لورا...
مومن بيقرب منها، لكن مش قادر يمسكها، وهي بتترنح...
رهف (بهمس):
"مش قادرة..."
تقع على الأرض فجأة... مغمى عليها!
مومن بيصرخ:
"رهف!! رهف!!!"
يحاول يصحيها بسرعة، قلبه بيرجع يدق بسرعة، الخوف رجع له تاني زي يوم المستشفى
ينقلها بسرعة على السرير، ويتصل بالإسعاف...
---
بعد شوية - المستشفى
الدكتور بيخرج عليه، ومومن واقف متوتر وبيعض شفايفه من القلق
الدكتور:
"مبروك... مراتك حامل، والضغط كان عالي شوية من العصبية... لكن هي كويسة دلوقتي."
مومن (بصوت مبحوح):
"حامل...؟"
يقعد على الكرسي، عينيه مغرورقة، مابين الصدمة والندم...
تمر الأيام، والروتين مبيتحركش خطوة واحدة...
كل يوم نفس الحكاية:
رهف تصحى، تلبس، وتتصل بصاحبتها، وتنزل على النادي.
تتمشى، تضحك، وتقول إنها بتعمل رياضة حمل.
وترجع آخر النهار تعبانة، تشتكي:
رهف (وهي بتحط الشنطة وتدخل الأوضة):
"كنت عند الدكتور...
قال لي الحمل كويس بس لازم أتحرك كتير...
بس بجد مش قادرة... جسمي كله مكسر."
مومن بيبصلها وهو ساكت...
قاعد على الكرسي، العصاية جنب رجله، وأمه في المطبخ هي اللي عاملة الأكل، ومخلصة كل حاجة في البيت.
بيعدي اليوم التاني زي اللي قبله.
مفيش يوم رهف دخلت المطبخ...
مفيش يوم شافت طلبات البيت...
والحِمل كله على أم مومن اللي بدأت صحتها تضعف من كتر الشيل.
🎬 مشهد - قبل الولادة بساعات
الليل دخل، والبيت هادي...
مومن قاعد بيقرأ جريدة، وبيسمع صوت رهف من بعيد، وهي داخلة من الباب ومتكلمة في التليفون:
رهف:
"آه يا ستي كنت عند المدربة...
وقالتلي أنا بطلة، بس الحمل عامل شغل عالي..."
مومن سمعها، وسكت...
لكن في قلبه نار، وبيحاول يكتمها عشان الجنين اللي في بطنها.
عدّى على نفسه وقال:
"خلاص... فاضل كام يوم وربنا يفرجها."
🎬 مشهد - وجع الولادة
الساعة كانت بعد نص الليل...
البيت كله نايم...
فجأة صرخة عالية صحّت الكل!
رهف (بصوت عالي):
"آاااه... مومن... بطني... هيموتني..."
مومن نط من مكانه، وأمه خرجت تجري من أوضتها.
أم مومن:
"جالها الطلق! بسرعة يا مومن! لازم نلحقها على المستشفى!"
مومن مسك التليفون، وهو بيتصل بالإسعاف وبيزعق:
"الحقونا بسرعة... مراتي بتولد!"
أمه كانت بتلبّس رهف، وهي بتترعش من التعب، ورهف عرقانة ووشها شاحب.
رهف (بهمس وتعب):
"أنا مش قادرة... أنا بموت يا مومن..."
مومن شد على إيدها وهو بيبصلها بحنية وقلق:
"هتكوني بخير... وربنا هيقومك ليا وللولاد... اصبري بس."
المستشفى - غرفة الولادة
الجو: توتر وقلق، وفيه دموع فرحة وعيون بتراقب الساعة
مومن قاعد في الاستراحة، وشايل هم فوق هم... بيبص في الأرض، وإيده على عصايته، ودماغه مليانة أفكار.
صوت بكاء أطفال بييجي من بعيد... بتفتح الممرضة الباب
الممرضة بابتسامة:
"مبروك يا حضرة الملازم... جالك ولد وبنت... الأم كويسة والحمد لله!"
مومن وقف، وكأنه نسي الإصابة، بس تعب رجله رجّعه مكانه.
ابتسم ابتسامة باهتة وقال:
"الحمد لله..."
🎬 بعد شوية - داخل غرفة الولادة
رهف نايمة على السرير، عرقانة، ضعيفة، بس مبتسمة ابتسامة أم لأول مرة...
على صدرها طفلين صغيرين ملفوفين ف بطاطين بيضة.
رهف (بصوت تعبان):
"بص ليهم... دول إحنا يا مومن..."
مومن قرب منهم، لمس بإيده الصغيرة الضعيفة بتاعت بنته، وبص لولده، وابتسم رغم كل حاجة.
لكن رهف عينها خانتها ... ودمعة نزلت.
:
"بتعيط؟"
"أنا خايفة يا مومن ...
تتبع