رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل العاشر 10 بقلم صفاء حسني


 رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل العاشر 10 بقلم صفاء حسني


خائنة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى 

الفصل العاشر 

سألها مومن وهو مستغرب 

خايفة منى انا والا زعلانه انك بقيت أم 

هزت راسها رهف  بالنفي 


مش منك... ولا من الأطفال ... من نفسي...

أنا حتى مش قادرة  أخدم نفسي، إنت شايل همي... هعرفي ازى اشيلي هم اتنين كمان؟"


مد إيدها مومن، ومسكها بقوة رغم ضعفها:

"هتتعلمي وانا معاك وهصبر عليك و مع بعض يا رهف ...

إحنا الاتنين لسه بنبدأ الرحلة...

يمكن تكون خايفة دلوقتي، بس أنا عمري ما كنت أقوى غير وإنتي جنبي."


رهف بصت فيها... وسكتت ... وحضنها مومن بحنان وهو بيبص في وش أولاده


قال بهدوء:

"ربنا ما يحرمني منكم...

ويوصلني بيكم لآخر العمر."


قطع حديثهم دخول الدكتورة ، بعد ما طمنت الدكتورة مومن إن رهف بخير والتوأم بخير… دخل الأوضة وهو بيحاول يخبي دموع الفرحة اللي في عيونه، قرب منها بهدوء وهو شايفها مرهقة وتعبانة، بس عنيها بتلمع من الفرحة.


قعد جنبها، مسك إيدها بحنان، وبص للبيبيات اللي نايمين جنبها وقال بصوت واطي:

"إحنا لسه ماسمينهمش… عايزة تسميهم إيه يا رهف؟"


رهف ابتسمت بهدوء، عينيها دمعت، وافتكرت رسالة ايمان  بعد ما عرفت إنها حامل،

فلاش باك 

في مساء هادي، كانت رهف قاعدة في أوضتها، بتحط إيدها على بطنها وبتبتسم، لحد ما جالها تسجيل من إيمان…

ضغطت "تشغيل"، وسمعت صوتها باين عليه مكسور وتعبان:


فتحت الموبايل، سمعت رسالة صوتية جاية من إيمان بصوت كله شوق ولهفة:


"أخبارك إيه يا ماما رهف؟

طمنيني عليكي، قلبي معاكي كل لحظة."


ابتسمت رهف، رغم تعبها، وسجلت صوتها بهدوء:


"تعبانة أوي يا إيمان…

بس ماشية… ضريبة الأمومة بقى."


جالها رد بسرعة من إيمان، بصوت كله حنية:


"ألف سلامة عليكي يا قلبي…

ربنا يقومك بالسلامة يا أحلى أم…

طب قولتيلي، اختارتي أسماء؟ وعرفتي النوع؟"


ضحكت رهف بخفة وقالت في التسجيل:


"لسه والله…

أنا عاوزة تبقى مفاجأة، أحسن…"


ردت إيمان بضحكة دافية، فيها أمل وذكريات:





"في الحي اللي أنا ساكنة فيه… كل الأولاد والبنات أساميهم ليها معاني حلوة أوي…

لو بنت، سميها حياة، دي الحياة كلها،

ولو ولد، سميه ميرت…

ده اسم تركي، معناه الشجاع والصادق…

زيك كده يا رهف…

أنا نفسي ولادك يطلعوا شبهك… قلب نضيف وشخصية قوية."


رهف قعدت ساكتة شوية، صوت إيمان خلى دموعها تلمع، وبإيدها لمست بطنها، وقالت بصوت واطي:


"حياة… وميرت…

أسامي حلوة أوي يا إيمان…"

بعتت تسجيل آخر بخجل 


"كنت عاوزة أطلب منك طلب يا رهف…

بالله عليكي، أنا عارفة إنك حامل ويمكن الموضوع صعب عليكي، بس والله ماليش غيرك…

أنا مشتاقة لماما جدًا، نفسي أسمع صوتها،

أنا عارفة إنك الوحيدة اللي تقدري توصلي لبيتنا…

عاوزاكي تروحي وتخليها تكلمني…

ادّيها الرقم ده وخليها تتصل،

أنا… مش هنسى المعروف ده طول عمري، يا رهف."


رهف قلبها وجعها من الكلام، ومشاعرها خدت وقتها، ردّت بتسجيل قصير فيه حنان وبساطة:


"عيب عليكي يا إيمان!

إحنا أخوات…

عيوني ليكي، هروح وأوصلهالك بنفسي، ومتقلقيش، هتكلميها… وعد."


بعد يومين…


شارع هادي، مليان شجر وعصافير بتزقزق، الجو كان فيه ريحة ذكريات…

رهف ماشية ببطء، إيدها على بطنها اللي بدأ يظهر فيها الحمل، ووشها فيه ابتسامة دافية.


بصّت حواليها، ولمحت سور المدرسة اللي كانت بتلعب قدامه زمان، ضحكت وقالت بصوت خافت:


"هنا كنا بنقف نعدي الكورة… كنت أنا والاطفال دايمًا فريق واحد، عمرنا ما خسرنا، حتى وإحنا ضد العيال."


عدت كام خطوة، ووقفت قدام عمارة قديمة نسبياً، فيها روح البيت…

لمست بطنها وقالت:


"بصوا يا حبايبي… ده بيت ماما القديم، وهنا كنت ساكنة، وده…"


بصت فوق، وقالت والدموع بتلمع في عينيها:


"دي كانت شقة طنط إيمان… صاحبة قلب من دهب، أمكم كانت بتحبها جدًا، وهى كانت الأخت اللى ربنا ما كتبهاش لي…"


قربت من باب الشقة وابتسمت وهي بتاخد نفس عميق:


"يلا بينا، هندخل نزور مامتها… لازم تعرف إن في قلوب لسه بتفتكر بنتها وبتدعي لها."


وبصوت حنين، وهمس للأيام:


"وحشتينا يا إيمان… بس وعد هساعدك ترجع ليهم "


رهف طلعت على السلم بتنهيدة، قلبها بيخبط بسرعة، مش قادرة توصف إحساسها…

وقفت قدام باب شقة أم إيمان، خبطت خبطتين بخفة، وبعدها الباب اتفتح بهدوء…


أم إيمان، ست كبيرة، شعرها فيه خصلات بيضا، ووشها طيب، فتحت الباب وهي مستغربة، ولما شافت رهف، اتجمدت لحظة.


رهف ابتسمت بخجل:


"أنا… رهف، كنت صاحبة إيمان… فاكراني؟"


عنينا الست دمعت فورًا، حضنتها بقوة وقالت بصوت مهزوز:


"رهف! يا بنتي! دي إنتي كنتي أكتر واحدة إيمان بتحبها… تعالي، تعالي يا حبيبتي."


دخلت رهف وعيونها بتلمع، قعدوا في الصالون، والست جابت عصير، لكن رهف قالت فجأة بصوت فيه رهبة ولهفة:


"هو ممكن تكلميها ؟… يعني، اتصلك بيها ؟ 


أم إيمان ما اتكلمتش، …

اتصلت رهف وحطت التليفون على ودن أم ايمان 

رن مرة…

رن تانية…

و"ألو" بصوت ضعيف اتسمع.


"أيوه… معايا؟"


وصوت إيمان جالها، مهزوز من البكا، دافي وناشف في نفس الوقت:


"ماما…

أنا… إيمان."


الست شهقت، وقامت واقفة، قلبها وقع مكانه، الدموع غرقت عيونها، والموبايل وقع من إيدها، مسكته بسرعة وقالت بصوت بيرتعش:


"إيمان؟!

إيمان يا بنتي؟!

إنتي فين؟!

إنتي عايشة؟!

ليه سكتّي كل ده؟!

ليه سبتيني؟!"


إيمان حاولت تتماسك وقالت:


"ماما… سامحيني…

غصب عني… أقسم بالله غصب عني…

كنت مجبورة… كنت محبوسة جوّه ناس مش بترحم… بس قلبي معاكي كل لحظة."


الست قعدت على الأرض، وشها في الأرض، ودموعها نازلة بحرقة:


"كنت بموت كل يوم يا إيمان…

كل يوم بنده اسمك ومفيش رد…

كنت بحضن هدومك وأنام عليها…

ليه يا بنتي؟ ليه؟"منه لله أبوك أخدك منى 


إيمان بدأت تنهار، وقالت بصوت مخنوق:


"أنا كمان كنت بموت كل يوم…

بس وِعد، مش هسكت تاني…

رهف جنبك دلوقتي، خليها تديكي الموبايل،

هتفتحه واتساب، وهبعَت لك منه كل يوم،

رسائل، صور، صوتي… أي حاجة تطمنك…

بس إوعي تقفلي الباب… إوعي تعتبري إني بعدت عنك بإرادتي."


الست خدت الموبايل من رهف وهي بتبكي:


"أنا مش هقفل…

أنا عمري ما قفلت…

أنا مستنياكي من سنين يا إيمان…

بس أوعي تتأخري تاني… قلبي كبر على الوجع."


رهف قعدت جنبها، ومسكت إيدها بهدوء:


"هي بتحبك… بس الظروف كانت أقسى من الخيال…

دلوقتي هي بتدور على حضنك، زي ما انتي كنتي بتدوري على صوتها."


---


الست مسحت دموعها وهي بتفتح الموبايل، قلبها بيرتعش، أصابعها مش ثابتة، كأنها أول مرة تمسك تليفون في حياتها. رهف قربت منها، وفتحت لها تطبيق الواتساب، وقالت لها بهدوء:


"هنا… هنا يا طنط، هتلاقي اسمها…

هتلاقي إيمان…

ابعتيلها أي حاجة، حتى نقطة، هي مستنياكي."


الست قربت وشها للموبايل، وشافت صورة بنتها…

وشها… عيونها… نفس الضحكة، بس فيها وجع أكتر.

أول رسالة كتبتها كانت بسيطة جدًا، لكنها هزت الدنيا في قلب إيمان:


"أنا مش قادرة أصدق إنك لسه عايشة…

قلبي بيرجع ينبض من تاني…

يا بنتي، وحشتيني أوي يا إيمان…

كل حاجة حواليّا كانت بتنده اسمك،

الحوائط، السرير، هدومك، حتى صمت البيت."






وبعد ثواني… جات الرسالة الصوتية من إيمان، بصوتها المبحوح والمرتجف:


"ماما…

أنا ببعت لك وأنا قلبي بيرتعش…

صوتك رجعني طفلة تانية…

كنت كل ليلة أحلم بحضنك،

كنت بمسك الأرض وأنام كأني نايمة في حضنك.

سامحيني على كل لحظة وجع،

أنا هرجع…

وهنعوض السنين… والله هنعوضها."


الست فضلت تسمع الرسالة مرة ورا التانية، ودموعها بتنزل من غير ما تحس،

وكل ما تنزل دمعة، كانت رهف تمسحها بإيدها، وكأنها بتخفف عن قلب الأم شوية من النار اللي شبت فيه.


في نفس اللحظة، كانت إيمان قاعدة في ركن صغير من بيتها المؤقت،

بتحضن التليفون كأنه وش أمها…

وقالت بصوت هامس:


"استنيني يا ماما…

أنا راجعة… ولو بروحي بس، هرجع لك."


---


رجعت رهف  ببصّتها لمومن، وهمست بصوت ناعم:


"نسميهم… حياة وميرت."


مومن سكت لحظة، وعيونه كانت بتلمع وهو بيبص لوش التوأم… وبعدين بص لرهف بابتسامة كلها دفء ودهشة:


"حياة… اسم جميل، تنور دنيتنا بضحكتها…

ميرت؟ اسم جديد… معناه إيه؟"


ابتسمت رهف بحنان وهمست:


"ميرت اسم تركي… معناه الشجاع، الصادق، اللي قلبه نضيف… كنت عاوزة اسميه كده عشان يكون زيه."


ضحك مومن بخفة وقال وهو بيحضن إيدها:


"اللي هيكون سند حياة في كل خطوة… بس المشكلة إن بتاع الصحة افتكرني بألحن الاسم!

قاللي: ميرت إيه؟ إنت لدغ؟

فـ أحسن نسميه مراد، اسم عربي واضح، ومعناه القصد والنية… وده اللي إحنا عاوزينه لولدنا، يكون له نية طيبة وقلب قوي."


رهف ضحكت، وقالت وهي بتبص للتوأم:


"يبقى حياة ومراد… يا رب يكونوا من اسمهم نصيب."


مومن قرب منها، حضنها بحنان وقال:


"مبروك علينا يا رهف… مبروك على عيلتنا الصغيرة."


وفي اللحظة دي دخلت مامت إيمان، ووشها منور بالفرحة، وقالت وهي بتقرب من السرير:


"ألف حمد لله على سلامتك يا بنتي…

إيمان طلبت منّي أكون جمبك،

وأفضل معاكي لحد ما تقومي بألف سلامة."


رهف حضنتها… وفي عنيها كانت دمعة… مش دمعة وجع،

دي دمعة حب وامتنان وسكينة،

وكأن القدر بيعوضها بلحظة أمان ماكنتش بتحلم بيها.


قربت من رهف ومسكت إيدها بحنان:

مش عارفه أشكرك على معروفك ازى يا بنتى 

"ألف حمد لله على سلامتك يا بنتي…

إيمان طلبت منّي أكون معاكي،

وأفضل جمبك في كل لحظة… لحد ما تقومي بالسلامة."


رهف حضنتها، ودمعة صغيرة نزلت من عيونها، دمعة امتنان ودفء وارتياح…

وكان في اللحظة دي، كل حاجة حوالين رهف بقت أهدى،

وكأن وجود أم إيمان كان طبطبة من السماء.


كان أول مرة يشوفها مومن …


وقف قدام باب الأوضة، وعيونه وقعت على السيدة الكبيرة اللي بتساعد رهف تهز الطفل الصغير، والتانية بتغير لحياة. قلبه دق لحظة، حسّ إنها مش غريبة… بس انسحب بهدوء من غير ما يسأل.


مش وقته يسأل، كفاية اللي في قلبه.


استمرت أيام رهف ما بين راحة ودلع، وعبء كبير واقع على كاهل الست الكبيرة، وأم إيمان اللي كان عندها إحساس غريب، كأنها بترد دين قديم لحد غالي.


رهف كانت بتصحى متأخر، وتسيب الولاد للستين، بحجة إنها تعبانة أو مش نايمة كفاية.


مومن كان بيرجع من شغله يلاقي البيت هادي، بس مش منظم… يلاقي حياة نايمة على صدر أم إيمان، ومراد بيعيط في حضن التانية، ورهف لسه بتجهز نفسها عشان تنزل النادي أو تقابل صاحبتها.


وفي كل مرة، بيكتم غضبه… ويعدي.


بس السؤال بيكبر جواه:

هل دي الأم اللي كان بيحلم إنها تشيل البيت والولاد معاه؟

ولا اتسرع لما صدق إن التغيير كان حقيقي؟


وكان في قلبه حاجة مش قادر يواجهها، كأنه بيهرب من لحظة الحقيقة… زي ما هرب من السؤال وقت ما شاف الست اللي شبه حد من ذكرياته




في بيت مومن…


كانت الشقة مليانة دفء، صوت ضحك "حياة" وهي بتلعب مع جدتها، وصوت بكاء "مراد" وهو في حضن مامت رهف، الكل بيتحرك حوالين الأطفال بحنية، كأنهم أغلى ما في الدنيا.


دخل أبو مومن، وهو شايل معاها هدايا، ووشه مليان شوق.

قعد جنب ابنه، وبص على الأحفاد وهو بيضحك:


"سبحان الله… هما فعلاً واخدين منك كتير يا مومن."


ضحكت مامت مومن: "الحمد لله، ربنا يحفظهم… رهف وأهلها شايلين معاهم الحمل كله، وبنقضيها سوا."


كانت القعدة لسه فيها دفء، وضحك خفيف بيخرج من قلب الستات وهما بيحكوا عن أيام زمان.


مومن وقف بهدوء، وخبط خفيف على طرف الترابيزة:


مومن (بابتسامة مجاملة):

"عن إذنكم… عندي شغل الصبح بدري، ولازم أروح المكتب أرتب شوية حاجات."


والدته (بقلق بسيط):

"مش هتبات هنا؟ خلاص خلّيك يا ابني، البيت منور بيك."


مومن (بهدوء):

"هبات في المكتب، أريح دماغي شوية هناك… وبلاش تقلقي، هكلمك لما أوصل."


سلم عليهم واحد واحد، وبص لرهف نظرة سريعة… فيها ألف علامة استفهام، بس مخبيها ورا وش ثابت.

ركب عربيته، ومشي من غير كلام كتير.


دخل مومن مكتبه، شال البدلة ورماها على الكنبة، وفتح زرارين من قميصه.


الهدوء كان سيّد المكان.


فتح الشباك، سحب نفس طويل، وبعدين قفله تاني، وسحب الستارة…

راح ناحية الكرسي، قعد شوية، وبعدين قام، دخل الأوضة الداخلية اللي فيها السرير.


تمدد على السرير، وبص للسقف… وساب كل حاجة تسكت.


الأنوار خافتة، والمكتب ساكن… بس دماغه كانت صاخبة بأسئلة مش لاقي لها إجابة.


غمض عينه، وقال في سره:


"ليه كل ما أفتكر إن الحكاية خلصت… أكتشف إنها لسه بتبتدي؟"


وغط في نوم هادي… يمكن يلاقي إجابة في الحلم.


.... 


قربت مامت رهف من الراجل، وسلّمت عليه بحفاوة:


**"أهلاً وسهلاً بيكم أعرفكم …   ده ، زى اختي في الله… ربنا جبر بخاطرنا ببناتنا."


سأل الأب بهدوء وهو بيبص في وش أم إيمان:

**"حضرتك حاسس انى شوفتك قبل كده ؟"


هزّت راسها بابتسامة فيها وجع:

**"أيوه… أنا كنت في الحي وبنتى اسمها ايمان كانت زميلة ل أولادكم فى المدرسة بس مشوفتش بنتي بقالي سنين… كانت بنتي الوحيدة، وخدوها مني… مرة واحدة لقيناهم نقلوها من مصر على سوريا، وبعدين على تركيا، وهناك… حبسوها،  اتجوزت واحد منهم… ومن ساعتها معرفتش عنها حاجة، غير بس من رهف."


سكت الكل، لكن الراجل حس بشيء…

صوت الأم… الاسم… إيمان…


**"اسم بنتك إيمان؟ إيمان عبد السلام؟"

اتسمرت الست مكانها:

**"أيوه… تعرفها؟"


**

**بكت أم إيمان بحرقة:

"دي بنتي… دي إيمان… كانت تبعتلكم  جوابات زمان ل فى شنطة أصدقاء ليها أو أقدم بيتك … ولما خدوها، كنت حاسة إنها مش ناسية بلدها ولا أهلها."


**مد إيده أبو مومن ومسح دمعتها:

"بنتك شريفة… اللي عملته واجب علينا نحافظ عليه.

وأنا لازم أرجّع حقها… وحقك."


تمام يا قلبي، جهزتلك مشهد قوي ومُصاغ دراميًا، يبيّن جدية الوضع وفضول مومن من غير ما يقتحم التفاصيل، وفي نفس الوقت يحطّ تمهيد جميل لتطور الأحداث:





بعد يومين – في مكتب مومن…


كان مومن بيقلب في الملفات، وبيحاول يركز في شغله الجديد، لكن عقله مشغول بكلام والدته عن الست الكبيرة اللي شافها، واسم "إيمان" اللي اتكرر أكتر من مرة.


دخل عليه أبوه "محمد" وهو باين عليه مهموم.


محمد (بجدية):

"مومن… محتاج منك خدمة، وعاوزك توصّلني بظابط أمن دولة… حد ثقة."


مومن (مستغرب):

"خير يا بابا؟ في حاجة؟"


محمد (بص له بحدة):

"من غير أسئلة يا مومن… لو بتحب أبوك وبتثق فيّ، اعملي اللي بقولك عليه، بس بسرعة."


سكت مومن لحظة، وبعدين قال:

**"حاضر… هكلم الأستاذ سامي، كان معايا في التدريب، واتنقل مؤخرًا على الجهاز."


في نفس اليوم – في مكتب أمن الدولة…


قعد "محمد محسن" قدام الضابط سامي، ووشه كله جدية وإصرار.


سامي (بهدوء):

"تشرفنا يا أستاذ محمد… مومن كلّم عنك كتير. خير؟"


محمد (بص في عينه):

"أنا جاي أتكلم عن بنت… أبوها كان فى تنظيم وباع بنته ، وغُسلوا  دماغه ، واترمت في وسط تنظيمات إرهابية.

بس… البنت دي – من جواها – كانت بتنقذ البلد وهي وسطهم.

كانت بتبعتلي رسائل، على رقمي الشخصي…


تنهد وهو بيخرج موبايله القديم من جيبه، وفتح صورة رسالة قديمة وهو بيتكلم مع 

" ظابط أمن دولة سابق، وبيبلغه  جالي رسائل كتير من رقم مجهول. كل مرة بيحصل هجوم أو خطر… ألاقي رسالة قبلها بيوم أو ساعات.

وكل مرة كنت بقول… اللي بيبعتلي دي، إما ملاك… أو حد عنده قلب كبير قوي.

وفي مرة الرسالة كان فيها اسم الشهيد اللي هيتصاب… والمكان… والساعة.

مقدرتش أمنع العملية، بس أنقذت أرواح ناس تانية… وفي آخر رسالة، جات من تركيا، وبتقولي فيها:


أنا ماليش ذنب… بس عاوزة أخلّي البلد دي آمنة… مش عاوزة غير أمي تعرف إني عايشة.

ومن يومها الرسائل وقفت."

عايز أساعدها ممكن

تتبع


             الفصل الحادي عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا   

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×