رواية نبض مشترك الفصل السادس 6 بقلم هاجر عزالدين

رواية نبض مشترك الفصل السادس 6 بقلم هاجر عزالدين

 
#نبض_مشترك 

البارت السادس – "نقطة تماس"

في ممرات الكلية، كانت خطواتها بقت محسوبة أكتر...
كل كلمة بتتقال حواليها بقت بتتفلتر في عقلها، وكل وشّ بيعدّي، بقى له معنى.

في مرة، كانت خارجة من المدرج، شافت ورقة متعلقة على الحيطة… شكلها عادي، إعلان عن نشاط طلابي، لكن توقيع الاسم اللي تحت لفت انتباهها:

> "المسؤول: س.ف."

س.ف؟
مفيش حد معروف بالاختصار ده في الإدارة...
سابت الورقة، لكنها ما سابتهاش من دماغها.

في نفس اللحظة، كان إسلام في مكتب صغير، جنب غرفة الملفات، بيقلب في كشوف الطلبة...
اسمه اتحذف من بعض القوائم، وكأنه مكنش موجود.
واللي حط اسمه، محاه بإيده.

> "في حد بيمحي وجودي… بس أنا وصلت للنقطة اللي مش هعرف أرجع منها."

في آخر اليوم، كانت هاجر قاعدة في بيتها، قدام اللاب توب، بتحاول تشتت نفسها بأي حاجة...
لكن عينها وقعت تاني على الإيميل الغريب اللي اتبعت لها الأسبوع اللي فات.
قررت تفتحه تاني، تدقّق في التفاصيل.

لاحظت حاجة ما كانتش شافاها قبل كده...
في الهيدر بتاع الرسالة، في توقيت الإرسال، مكتوب:

> "02:34 AM – internal.admin@medgov.edu.eg"

والإيميل ده، من المفترض إنه داخلي… بس السيرفرات بتقفل الساعة 2.
يعني الإيميل اتبعت من برّه، بس بطريقة تخلّيه يبان إنه داخلي.

سابت اللاب توب، وقامت تاخد نفس عميق.

> "هو كان عنده حق… في حاجة بتحصل… وأنا بقيت في النص."

---

في اليوم اللي بعده –
قابلته في نفس المكان، بنفس الهدوء اللي بينهم، بس المرة دي كانت نظرتها مختلفة.

– "فيه تطورات؟"
سألها وهو بيمشي جنبها في ممر الكلية.

– "آه… في إيميل جالي من أكتر من أسبوع، كان شكله رسمي… لكن طلع متبعت من جهة خارجية، بس بطريقة ما تخليش حد يشك."
– "ممتاز إنك خدت بالك… الإيميل ده ممكن يكون أول خيط."
– "طيب، وده هيفيد بإيه؟"
– "ممكن نعرف مين اللي بعته… أو على الأقل نحدد الجهة."
– "وإنت هتدخل الإيميل؟"
– "أنا لا… بس في حد ممكن يساعدنا."

سكتت لحظة، وقالت:








– "أنا هساعدك، بس مش عايزة أحس في يوم إنك بتستغل وجودي."

بصّ لها بنظرة كلها وضوح:

– "أنا محتاجك… مش أداة، لكن مفتاح. فيه ناس مش هتوصل لهم غير من خلالك."

سألته فجأة:

– "وإنت؟ إنت نفسك… وصلت لإيه؟"
– "وصلت إني بدأت أشك في المهمة نفسها."
– "إزاي؟"
– "اللي إدوني التعليمات، مش بيدوني إجابات… واللي كانوا بيتكلموا عنك كخطر، بقوا سايبيني أتصرف براحتى… وكأنهم مستنيين غلطة منك… أو مني."

نظرت له لحظة، وسألته:

– "وإنت هتسمح بده؟"
– "لو وصلت للي بيدبّروا كل ده… لأ."

وقفت قدام باب مكتبها، وبصّت له:

– "تعالى بكرة بدري… عندي حاجة لازم تشوفها."

– "حاجة زي إيه؟"
– "حاجة من الماضي… بس ممكن تفتح باب للمستقبل."

اليوم التالي – الساعة 8:15 صباحًا
كانت الكلية لسه فاضية نسبيًا، الطلبة قليلين، والدكاترة لسه في مكاتبهم.
إسلام وصل بدري زي ما اتفقوا…
لقاها مستنياه قدام مكتبها، ماسكة ملف لونه أحمر ومغلف بكيس بلاستيك شفاف.

– "دي المفاجأة؟"
قالها بابتسامة خفيفة، وهو بيبص على الملف.

– "تعالى جوا الأول."

دخل وراها، وقبل ما يقفل الباب، بص حواليه كأنه بيأمّن المكان.

قعدت على كرسي المكتب، وحطت الملف قدامها، وفتحته على أول صفحة:

– "من خمس سنين، وأنا في سنة تانية ماچستير، كنت بشتغل على حالة تشريح غريبة جدًا. الجثة كانت لست كبيرة، بس كان فيها آثار عملية جراحية غير مرصودة… كأن حد لعب في جسمها بعد الوفاة."

– "تشريح غير قانوني؟"
قالها وهو بيقرب منها يشوف الورق.

– "أكتر من كده… دي كانت تجربة. خيوط طبية مش معروفة، أرقام محفورة جوه الجلد، وزرع تحت العضلات."

بصّت له، وقالت:

– "وأنا اللي اكتشفت كل ده… ولما كتبت التقرير، اتسحب مني الملف… والموضوع اختفى."

– "وده نفس الملف؟"
– "نسخة كنت محتفظة بيها، من وراهم."

اتجمد لحظة، وبصّ في الورق، وعيونه بدأت تسرح:

– "منة السعيد… ده اسم صاحبة الجثة؟"
– "أيوه… ليه؟"
– "أنا شفت الاسم ده قبل كده في تحقيقات تانية… كانت ضمن لستة ناس اتعمل عليهم تجارب غير مصرّح بيها في مركز طبي تابع لوزارة الصحة… لكن اتقفل فجأة، والأوراق اختفت."

– "يعني اللي شوفته كان حقيقي؟"
– "مش بس حقيقي… ده ممكن يكون المفتاح لكل اللي بيحصل حوالينا دلوقتي."

---

لحظة صمت ثقيلة، ما بينهم إلا صوت نفس هاجر المتقطع، وإيده اللي لامست طرف الملف وهو بيقلب الصفحة بحذر.

قالها بهدوء:

– "من النهارده، اللي هتشوفيه مش هيبقى عادي… بس لو ناوية تكمّلي، لازم تكوني عارفة إن حياتك ممكن تتغير للأبد."

ردّت وهي سابت الملف:

– "هي فعلاً بدأت تتغير من وقت ما قابلتك."

بعد الظهر – نفس اليوم

مكتبة الكلية كانت شبه فاضية، وهما قاعدين على ترابيزة في الركن اللي جنب الشباك.
إسلام قدّامه اللاب توب، وهاجر قاعدة جنبه، متحفّزة لكن متوترة.

قال وهو بيكتب حاجة:

– "أنا دخلت على أرشيف وزارة الصحة… في ملفات مش متاحة للعامة، بس عندي صلاحية مؤقتة بسبب المهمة."

بصّت له باستغراب:

– "يعني تقدر توصل لحاجات إحنا منعرفش عنها أي حاجة؟"

ابتسم بخفة، وقال:

– "أكتر مما تتخيلي… بس كل معلومة بثمن."

قعدت لحظة ساكتة، وبعدين قالت:

– "هو أنا بقيت ضمن المهمة دي فعلًا؟"

لفّ وشه ناحيتها، عينه كانت ثابتة فيها شوية أكتر من اللازم:

– "كنتي الهدف… بس دلوقتي بقيتي مشاركة."

ما ردّتش، بس نظراتها اتغيرت… ما بقتش مجرد نظرة شك أو تحفظ. بقت نظرة حدا بدأ يشوف اللي قدامه بشكل تاني.

**

فتح ملف اسمه: "تجارب رقمية – المركز ٦٤"

وظهر فيه تقرير مؤرخ من 2019، عن تجارب على مرضى نفسيين، باستخدام تكنولوجيا حديثة لزرع إشارات عصبية مزيفة.

قالت وهي بتقرب:

– "دي تقنيات ما اتدرستش حتى في الطب… دي حاجات بتتلعب بالمخ نفسه."

– "اسم الدكتورة اللي كانت مسؤولة عن البرنامج… شايفة؟"

قربت تبص، وفجأة وشها اتبدّل:

– "دكتورة عبير عبد الفتاح… دي كانت مشرفتي في الماجستير."

– "يعني الدائرة بتقفل حوالينا."

فضلوا ساكتين لحظات، وكل واحد فيهم غرق في تفكيره.
لكن الجو بقى مختلف…
فيه حاجة في طريقة قعدتهم، في قربهم، في صوت أنفاسهم لما تتناغم من غير ما يقصدوا.

**

قالها فجأة بصوت هادي:

– "أنا كنت فاكر إن المهمة دي سهلة… مراقبة، تقرير، انسحاب."

– "بس؟"
قالتها وهي بتبص له بعينين فيها حيرة حقيقية.

– "بس وجودك… لغّى كل الخطط."

اتنفست بعمق، وبصّت بعيد عن عينيه:

– "أنا كمان… ماكنتش مستعدة إنك تبقى جزء من أي حاجة في حياتي… بس وجودك غصبني أواجه حاجات كنت هربانة منها."

**








رنّ موبايله، بص عليه، ووشه اتغير.
قالها وهو بيقف بسرعة:

– "فيه أمر تفتيش للمكتب بتاعك… لازم نمشي دلوقتي."

– "تفتيش؟! ليه؟"

– "واضح إنهم شافوا الملف… وحد بلّغ. دي بداية الجد بجد."

شدّها من إيدها، وخرجوا بسرعة من المكتبة، والملف الأحمر في شنطتها… ولسه اللي جاي أغرب وأخطر

خطواتهم سريعة، وكل صوت حواليهم بقى له صدى غريب.
هاجر ماسكة شنطتها بإيد، وإسلام ماشي جنبها، بيبص حواليه كل شوية كأن في حد بيراقب.

قال بصوت واطي:

– "هنعدي من السلم الخلفي، في طريق بيطلعنا على مخرج الأمن اللي جنب بوابة التموين."

– "بس لو حد شافنا هناك؟!"

– "محدش هيشوفنا… لو مشيتي جنبي وما سألتيش كتير."

رغم التوتر، ضحكت بخفة وقالت:

– "إنت دايمًا بتحب تتحكم؟"

ابتسم من غير ما يبص لها:

– "بس لما أبقى شايل مسؤولية حد… آه، بفرض السيطرة."

**

وصلوا لباب الطوارئ، إسلام طلع كارت صغير من جيبه ومرّره على القفل الإلكتروني.
الباب فتح بصوت خافت، وهمّ دخلوا بسرعة.

الممر كان ضيق، والإضاءة خافتة. هاجر مشيت وراه، وبعدين فجأة وقف.
رجعت خطوة لورا، لكن لقت نفسها قرّبت منه أكتر ما كانت تقصد.

بصّ وراها، وبعدين وشّه كان قريب جدًا منها لما قال:

– "هاجر… الملف اللي معاكي ده لو وقع في الإيد الغلط، مش هيتأذي بس اللي اشتغلوا عليه… إنتِ كمان."

– "أنا عارفة… بس أنا مش هسكت، مش المرة دي."

بصّ لها نظرة مختلفة… مزيج من إعجاب وخوف وحنين.
قالها بهدوء:

– "أنا عمري ما تخيلت إني أخاف على حد بالطريقة دي."

هي بصّت له… أول مرة من غير ما تهرب من نظرته:

– "ولا أنا."

**

خرجوا من المخرج الخلفي، وركبوا عربيته بسرعة.
وهو سايق، بصّ لها وسأل:

– "إحنا هنروح فين دلوقتي؟"

ردت بثبات:

– "فيه دكتور قديم كنت أعرفه من أيام الماجستير، مختفي بقاله فترة… بس أعرف هو فين."

– "واثقة؟"

– "كفاية إني واثقة في اللي إحنا بندوّر عليه… وواثقة فيك."

لأول مرة، ابتسم ابتسامة كاملة… مش ابتسامة ظابط بيشتغل، ولا محقق بيدوّر على خيوط.
ابتسامة راجل لقى حد يثق فيه… ويخاف عليه.

**

العربية اختفت وسط الزحمة…
لكن من وراهم، عربية سودة بتتحرك بهدوء، وسواقها بيكلم في سماعة:

– "الاتنين خرجوا… والملف معاهم. هل أتحرك؟"

وصوت خشن ردّ من السماعة:

– "اتركهم يتحركوا براحتهم… لحد ما يوصلوا للحقيقة بنفسهم."

---

شقة قديمة في حي السيدة – بعد ساعة

العربية وقفت تحت عمارة قديمة باين عليها الزمن.
هاجر نزلت وبصت حوالينها، وبعدين قالت:

– "هو ساكن هنا من سنين… من وقت ما قرر يختفي عن الكلية فجأة. محدش بيسأل عنه غيري."

إسلام مشي جنبها من غير كلام…
بس كل حواسه كانت شغالة، وعينه ما بتسيبش أي تفصيلة.

طلعوا السلم لحد الدور التالت، وهاجر وقفت قدام باب خشب باهت، خبطت عليه بخفّة:

– "دكتور رفعت؟ أنا هاجر عز الدين…"

لحظة صمت…

وبعدين صوت رجل كبير، متردد، جه من جوه:

– "هاجر؟ إنتي… إنتي لوحدك؟"

بصت لإسلام، وبعدين قالت:

– "أنا مش لوحدي… معايا حد من الشرطة، بس واثقة فيه."

الباب اتفتح بهدوء، وراجل في الخمسينات ظهر… ملامحه باهتة، شعره أبيض، ونظرة عنيه فيها رعب قديم.

– "ادخلوا بسرعة… محدش لازم يشوفكم هنا."

**

الجو جوّه شبه المقابر.
ستاير مقفولة، أوراق مرمية، وريحة قهوة بايتة.
رفعت قعد، وإيده بتتهز وهي بيمسك ملف قديم:

– "أنا قلت أخرج من اللعبة من زمان… بس الظاهر اللعبة ما خرجتش مني."

إسلام قعد قصاده وقال:

– "عاوزين نعرف كل حاجة… عن المشروع، وعن اللي بيحاولوا يطمّسوا الحقيقة."

رفعت اتنهد، وبصّ لهاجر:

– "فاكرة لما كنتي بتسأليني عن حالات الوفاة الغريبة في قسم التشريح؟ واللي كنا بنسمّيها (حالات ملتبسة)؟"

هاجر أومأت:

– "آه… والكل كان بيتهرب من الكلام عنها."

– "لأنها كانت تجارب… مش طبيعية. جثث وصلت لنا من مصادر مش معروفة، واتزرعت فيها تركيبات مش بشرية بالكامل."

إسلام اتجمد، وقال:








– "تركيبات؟ تقصد زراعة أعضاء؟"

– "أكتر من كده… كانت فيه تجارب على تعديل الأنسجة العصبية… تغييرات سلوكية مقصودة. جزء من برنامج غير معلن تابع لجهة أمنية خاصة."

هاجر شهقت:

– "يعني فعلاً الناس اللي ماتوا… كانوا ضحايا تجارب؟"

رفعت بصّ لها وقال بهدوء قاتل:

– "وإنتي… كنتي مرشّحة تبقي جزء من التجربة."

سكون…

إسلام قام فجأة، وعيونه مليانة غضب:

– "إزاي؟ إزاي الكلام ده حقيقي ومحدش عرف؟"

رفعت قال:

– "اللي يعرف… يا بيختفي… يا بيختار الصمت. أنا اخترت الاختفاء… لكن واضح إنكوا اخترتوا الحقيقة."

**

هاجر قامت، ومشاعرها متلخبطة:

– "يعني كل اللي حصل لي… الضغط، التهديدات، العيون اللي بتراقبني… كله بسبب إني كنت بقرب من الحقيقة؟"

رفعت أومأ:

– "واللي جاي… أخطر."

إسلام بصّ لها، وقرب منها خطوة:

– "مش هخليهم يقربوا لك تاني… حتى لو كلنا دفعنا التمن."

نظراتهم اتقابلت… ما بين الخوف والاعتراف الصامت بشيء أكبر من أي كلام.

**

لكن فجأة…

خبط عنيف على الباب.

إسلام مد إيده على سلاحه، وهاجر بصت بخوف:

– "مين ده؟!"

رفعت قام وقال بصوت مبحوح:

– "لو وصلوا هنا… يبقى مفيش وقت."

الباب اترزع خبط تاني…

وصوت جه من بره، صوت هادي بشكل مرعب:

– "افتح يا دكتور… اللعبة خلصت."

---
الشقة – لحظات بعد طرق الباب

الصمت كان تقيل لدرجة إن دقات قلب هاجر بقت مسموعة.

إسلام قرب من الباب بخفة، ووشوش بصوت واطي:

– "افتح نور أوضة النوم وادخلوا بسرعة. لو حصل حاجة، ما تخرجوش إلا لما أقول."

رفعت اتردد لحظة، لكن هاجر شدته:

– "يلا يا دكتور… اسمع كلامه."

دخلوا جوه، وسابوا إسلام واقف ورا الباب، سلاحه في إيده، وعينيه مش بتطرف.

الباب اتخبط تالت…
المرة دي صوت اللي بره بقى أكثر غرورًا:

– "عارف إنك جوه، وعارف مين معاكي… بس لسه عندك فرصة تطلع سليم."

إسلام بص من العين السحرية…
وشه اتبدل، وغمغم:

– "مش ممكن… ده شادي."

**

الباب اتفتح ببطء…
وشاب طويل، لبس رسمي شيك، وابتسامة سمّة وقف قدامه:

– "مساء الخير، يا باشا… طول عمرك بتحب تلعبها دراما؟"

إسلام ما ردش… بس عضلات وشه شدت.

– "إنت شغال مع مين دلوقتي؟ رجعت للمؤسسة؟ ولا دي مغامرة فردية؟"

إسلام قال ببرود:

– "أنا شغال على الحقيقة… وانت؟ لسه بتدفن الناس اللي يعرفوها؟"

شادي دخل من غير استئذان، وعينه جابت المكان:

– "الحقيقة؟ ده مصطلح قديم يا إسلام… إحنا دلوقتي في عصر السيطرة، مش الحقيقة."

إسلام رفع سلاحه ناحيته:

– "ما تتحركش خطوة كمان."

شادي ضحك:

– "إنت مش هتضربني… مش قدام الدكتورة اللي قلبك بدأ يدق ناحيتها تاني، صح؟"

صوت الباب الداخلي اتفتح…

وهاجر طلعت، عنيها في عين شادي، وقلبها بيضرب بسرعة.

– "إنت مين؟"

شادي ابتسم ابتسامة رخمة:

– "أنا النسخة اللي كانوا بيجهزوها مكانك… بس فشلت."

رفعت جه وراه، وقال بهمس:

– "هو واحد من أوائل التجارب… فقد جزء من إنسانيته مقابل الذكاء والسيطرة. كانوا عايزين يعملوا نسخة من دماغه… ويفشلوا في كل مرة."

**

هاجر بصت لإسلام، واللي باين عليه إنه فقد أعصابه خلاص:

– "لو ما خرجتش دلوقتي، مش هتخرج أبدًا."

شادي قرب خطوة، وقال بنبرة خطيرة:

– "أنا جاي آخد الدكتور… مش هارجع من غيره."

إسلام ضغط على الزناد…

طلقة واحدة خرجت، اخترقت كتف شادي، ووقع على الأرض وهو بيضحك!

– "لسه زي زمان… بتهوّر في اللحظة الغلط."

**







رفعت شدّ هاجر وقال:

– "فيه نفق بيخرجنا من ورا. كنت عامله لأي طارئ."

إسلام غطّاهم، وبدأوا يهربوا من باب صغير في أوضة التخزين.
هاجر بصت وراها لحظة، شافت شادي بيقوم وهو غرقان دم… ولسه بيضحك.

**

في النفق المظلم

هاجر همست لإسلام:

– "إنت تعرفه من زمان؟"

– "كنت فاكر إنه مات… بس واضح إن المؤسسة رجعته… وخلته أسوأ."

– "هو قال إنك قلبك بدأ يدق تاني… كان بيهزر؟"

إسلام سكت لحظة… وبعدين بصّ لها من غير مراوغة:

– "لأ… مكنش بيهزر."

هاجر ما ردتش… بس ضيّقت عينيها، وكأنها بتحاول تفهم إيه اللي بيحصل جواها.

**

الصوت وراهم بدأ يقرب.

رفعت قال بسرعة:

– "فيه عربية مستنّياكم بعد النفق… بس من هنا ورايح، كل خطوة هتكون أخطر من اللي قبلها."

إسلام شد إيده على سلاحه، وقال وهو بيبص لهاجر:

– "وأنا مستعد أعدي أي خطر… طالما إنتي جنبي."

نظراتهم تقابلت في ظلمة النفق…
ما بين ماضي مليان جروح، ومستقبل مجهول… لكن دقاته بتقرب.

#نبض_مشترك 
#هاجر_عز_الدين 
#يتبع


               الفصل السابع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×