رواية اميرة البحر القرمزي الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي
#اميرة_البحر_القرمزى
٧
لم يكن خروجها من القبو حدثًا عاديًا، بل بدا كما لو أنها تُنتزع من رحمٍ قديمٍ مظلم لتُلقى في عالم آخر لا يشبه شيئًا مما عرفته. خطواتها الأولى فوق درجٍ صخري طويل ارتجفت تحتها، كأن الحجر نفسه يرفض أن تتحرر منه، يئنّ كجسد يفتقد من أثقل عليه سنواتٍ طويلة.
كانت الجنية الأم تسير أمامها بخطى ثابتة، سيفها المعلّق على ظهرها يلمع بضوءٍ بارد. لم تلتفت إليها، لم تمنحها سوى ظهرها المنتصب كالرمح، وكأنها تقول: اتبعيني، أو ابقي هنا إلى الأبد.
حين بلغتا بابًا عظيماً من حديد أسود، محفور فيه وجوه جانٍ متجهمة وعينان من زمرد مطفأ، رفعته الأم بيدها كأن لا ثقل له، فانفتح على مشهدٍ كان أقرب إلى أسطورة.
أرض الجان.
أبخرة بنفسجية تتراقص في الهواء، كأن السماء هنا تنزف ألوانًا غريبة لا تنتمي للشمس ولا للقمر. الأشجار عالية، جذوعها متعرجة تشبه عروقًا بشرية متحجرة، أوراقها فضية تلمع كأنها صفائح من زجاج حيّ. على الأرض، تنبض الزهور بلون أزرق بارد، ينبعث منها عطر يثقل الرأس ويُسكر الحواس، وبينها تركض طيور ذات أجنحة زجاجية، تصدر خفقات صوتها كرنات نايٍ بعيد.
الطفلة لم تدرِ إن كان قلبها يخفق من رهبة الجمال أم من رعبه. كل شيء بدا حيًّا أكثر مما يجب، كأن الأرض تراقبها، وكأن الهواء يبتلع كل خطوة من خطواتها.
تقدمت الأم نحو ممرٍ طُرق بالعشب الأسود، يمتد حتى سفح قصر قديم يطلّ على بحيرة هائلة. كان القصر أشبه بكابوس حجري: جدران شاهقة تكسوها نقوش متآكلة، أبراج ملتوية تعلو كأصابع عملاق ميت، نوافذ زجاجها المعتم يعكس ظلالًا أكثر من أن يعكس ضوءًا. ومع ذلك، كان فيه مهابة طاغية، كأن آلاف الأرواح مرت من هنا وخلّفت همساتها بين أحجاره.
الطفلة شعرت بالبرد حين اقتربت من البحيرة الممتدة خلف القصر. ماؤها ساكن، يعكس السماء المشوهة فوقه، وحوله حقلٌ لا ينتهي من العشب الكثيف الذي يذبل عند الحواف ثم يزهر من جديد عند الوسط، دورة موت وحياة متكررة تبعث على القلق. ومع كل نفس، كانت تستنشق رائحة غريبة تنبعث من جنبات القصر: رائحة خواء، فراغٍ عتيق يشبه العفن لكنه أبرد، كأن القصر يتنفس وحشة منذ ألف عام.
دخلتا البوابة الكبرى. كان الممر الأول مغطى بسجاد طويل بلون الدم القديم، متآكل عند الحواف لكنه لا يزال فخمًا. الجدران مزدانة بلوحات زيتية ضخمة لوجوه جان بملامح متغطرسة، عيونهم مطعمة بأحجار كريمة تتابع الناظر أينما ذهب. بعض اللوحات أظهرت معارك، دماء تتطاير، محاربين يضحكون ببرودٍ وسط الذبح.
الأثاث كان أثقل مما توقعت: كراسٍ ذات مساند عالية من خشب أسود لماع، مطعمة بالعظم، موائد مرصعة بأحجار كهرمانية تحبس داخلها حشرات صغيرة متحجرة، ومصابيح من زجاج أخضر تنبض بلهيب داخلي كأنه قلبٌ حيّ. كل شيء في القصر يوحي بأن الجان لم يبنوه ليعيشوا فيه، بل ليخلّدوا قسوتهم فيه.
وفي وسط القاعة الكبرى، توقفت الأم. التفتت لأول مرة نحو الطفلة، بعينين جامدتين لا تعرفان الدفء. ثم نطقت بصوتٍ جاف:
ــ "حان الوقت أن تحملين اسمًا. لا يمكن أن تدخلي مسابقة المملكة كظل بلا هوية."
سكتت لحظة، حدّقت فيها نظرة طويلة كأنها تنقب في عظامها، ثم قالت:
ــ "سيكون اسمك ليانثرا."
الاسم تدحرج على أرض القاعة كأنه طلسم، له وقعٌ غريب على قلب الطفلة. لم تفهم معناه، لكنه أحاطها مثل قيد لا يُكسر، اسمٌ سيظل يتردد في أرجاء هذه المملكة كلما نطقت به شفتاها.
ثم صفّقت الأم بيدها، فجاء خدم جان بوجوه جامدة يحملون صندوقًا أسود ضخمًا. حين فتحوه، انبعث منه بريق معدني متوهج. كان درعًا، صغيرًا تمامًا على مقاس الطفلة، كأنه صُنع خصيصًا لها منذ زمن بعيد. صفائح مرنة محفورة عليها رموز غامضة تتلألأ بوميضٍ أخضر باهت، كأنها تتنفس مع كل حركة.
ــ "صُنع لكِ هذا الدرع على يد أمهر حدّادي المملكة. ارتديه، ليعرفوا أنكِ لست طفلة عابرة، بل محاربة قادمة من عُمق الظلال."
ارتجفت الطفلة وهي تلمس الدرع البارد، شعرت أنه يلتصق بجسدها كما لو أنه يعرفها قبل أن تعرف نفسها. بدا لها أثقل من عمرها كله، لكنه في الوقت نفسه منحها إحساسًا غريبًا بالقوة، كما لو أن العظام تحت جلدها صارت أصلب.
أمامها، وقفت الأم منتصبة، السيف الضخم يلمع عند كتفها، والظلال تتجمع حول قدميها. كانت ابتسامتها هذه المرة أشد قسوة، ابتسامة من يعرف أنه يزجّ بوليده في عالم لا عودة منه.
الطفلة ــ ليانثرا ــ حدقت في لوحات القاعة من حولها، في الأعين الحجرية التي تراقبها، في السجاد الملطخ بألوان الدم، في الأثاث الذي يحمل رائحة العظم المحترق. شعرت أن القصر كله يستعد لالتهامها.
لكنها رفعت رأسها. لأول مرة، لم تنظر إلى الأرض.
الحياة داخل القصر لم تكن حياة، بل كانت طقسًا طويلًا من الانتظار والامتحانات الخفية.
الجدران نفسها بدت كأنها تراقبها، الحجر الداكن يلمع في الليل مثل عيون مستيقظة. كل زاوية، كل ممر طويل مفروش بالسجاد الأحمر، كان يخفي همسًا أو ظلًا أو خفقة لا تعود لخطواتها.
القزم ظلّ قريبًا منها، يحمل دائمًا تلك الجدية الصارمة التي تخفي ارتباكه كلما دخلت الجنية الأم. كان يتحدث معها بصوتٍ منخفض، يعلّمها كيف تحمل السيف أو كيف تتحكم في وزن جسدها أثناء الحركة. أحيانًا، حين يظن أن لا أحد يسمعهما، يضحك ضحكة قصيرة تنطفئ بسرعة، كأنها خطيئة ارتكبها.
أما الجنيات الصغيرات، فكنّ يراقبنها بعيون حادة، مزيج من الغيرة والفضول. كنّ يعلّمنها أصول المبارزة والرقص العسكري، ويشددن على كل حركة تخطئها. أصابعهن النحيلة مثل شفرات، وألسنتهن كالسياط: كل عثرة تتحول إلى وصمة، كل تعثر يذكرنها به كجرح لا يندمل. لكنها تعلمت أن تنظر إليهن كخصوم لا كمعلمات. كل يوم يزداد الصراع خفيًا بينها وبينهن، كأنها في ميدان حرب لا ينتهي.
وفي قلب هذه المعمعة، كانت الخادمة العجوز.
وجهها مغطى بالتجاعيد مثل خرائط قديمة، عينان غائرتان لكنهما لا تفوّتان شيئًا. كانت تظهر فجأة خلف الأبواب، تحمل صينية طعام غريب: خبز أسود تفوح منه رائحة الحديد، أو حساء أخضر يتصاعد منه بخار كثيف يجعل الرأس يدور. الطفلة لم تستطع أن تقرر إن كانت العجوز تخدمها حقًا أم تراقبها بتكليفٍ من الجنية الأم. وفي بعض الليالي، حين كان القصر ينام، سمعتها تهمس لنفسها بكلمات غامضة، أسماء أو تعاويذ لم تفهمها، كأنها تستدعي أشباحًا قديمة من بين الجدران.
الطفلة ــ ليانثرا ــ بدأت تشعر أن القصر يغرس أنيابه فيها ببطء.
المرايا العتيقة كانت تظهر انعكاسها بشكلٍ مختلف أحيانًا: أطول، أو أكثر قسوة، أو بعيون تتوهج بخضرة غريبة لم تكن عيناها. السجاد الأحمر بدا كأنه يمتص آثار خطواتها، يخزنها في داخله. وحتى اللوحات الزيتية على الجدران، كانت عيونها تزداد حدّة كلما مرّت، كأنها تنتظر سقوطها.
لكنها اعتادت.
كل صباح، كان القزم يأخذها إلى باحة التدريب خلف القصر. هناك، الأرض مغطاة بالرمل الفضي، والهواء يحمل أصوات الطيور الزجاجية. الجنيات يدرّبنها على المبارزة بالسيوف الخشبية أولًا، ثم بالحجرية. تسقط، تنهض، تُجرح، وتواصل. كل سقطة كانت تزيدها صلابة، وكل جرح كان يغذي شيئًا بداخلها لا تفهمه بعد.
وفي المساء، كانت الأم تعود من اجتماعاتها في القصر. لا تكلّمها كثيرًا، فقط نظراتها تكفي لتثقل صدرها. أحيانًا تمرر أصابعها على السيف الكبير المعلّق بجانب العرش، وتبتسم ابتسامة باردة. الطفلة لم تجرؤ على الاقتراب منها، لكنها كانت تحلم بأن تمسك يدها مثل أي أم وابنتها. الحلم ظل حلمًا.
الخادمة العجوز، في إحدى الليالي، ناولتها كأسًا من شراب بنفسجي وقالت:
ــ "اشربي، سيقوّيكِ."
ترددت، لكن عيني العجوز كانتا آمرتين. شربت، وشعرت بحرارة غريبة تسري في عروقها. ومنذ ذلك اليوم، بدأت تلاحظ أن عضلاتها تكبر أسرع، وأن خطواتها أصبحت أثقل وقعًا على الأرض.
الحياة في القصر كانت مثل رقصة خفية بين الحبسة والخوف. كل شيء فيه جميلٌ حتى الألم، مرعب حتى البهجة.
لكن ليانثرا، رغم كل شيء، كانت تكبر. وكانت تدرك أن هذه الجدران السوداء، وهذه الوجوه الجامدة حولها، لا تريد لها إلا أن تتحول إلى شيء آخر، شيء يتجاوز الطفلة التي كانتها.
ليلة الاحتفالات في قصر الجان لم تكن ليلة، بل كانت انفجارًا للألوان والروائح والأصوات.
تبدّل وجه المكان كله: الأروقة المظلمة التي كانت تئنّ بالصمت امتلأت فجأة بالموسيقى. آلات وترية مصنوعة من عظام حيوانات أسطورية صدحت بألحان تلتفّ حول القلوب مثل قيود، والطبول النحاسية دكّت الأرض حتى ارتجفت الأحجار.
في الساحة الكبرى أمام القصر، امتدت موائد طويلة كأنها لا تنتهي. أُقيمت من خشب أزرق يلمع تحت ضوء القمر المزدوج، فوقها أطعمة لم ترَ ليانثرا مثلها من قبل.
أطباق من فواكه تتوهج بلون ذهبي حيّ، إذا اقتربت منها تشمست الحرارة في وجهك. خبز أسود محفوف ببذور لامعة كالجواهر. شرائح لحم من مخلوقات لا تعرفها، تتلألأ عليها قطرات زيت أرجواني، تفوح منها رائحة معدنية كالدم.
أكواب من زجاج أخضر تحوي شرابًا يتبدل لونه مع كل ارتشافة: مرة بنفسجي، مرة أزرق داكن، ومرة أسود كليلة لا قمر فيها.
أما الجان أنفسهم… فكانوا لوحة حية.
من مملكة السهول المتصدعة جاءوا بجلود كالبرونز المتشقق، عيونهم بيضاء تمامًا بلا حدقات، يضعون فوق رؤوسهم تيجانًا من العظام.
ومن مملكة الغابة الصامتة حضرت نساء بجناحين شفافين كأجنحة اليعاسيب، جلودهن تميل إلى الأخضر الكثيف، شعورهن طويلة تنسدل حتى الأرض، تتحرك مع كل نسمة هواء كأنها أعشاب حية.
ومن مملكة الجبال الجليدية ظهر رجال بأجساد ضخمة، جلودهم بيضاء مثل الثلج، وعروقهم تسري زرقاء كالأنهار المتجمدة. عيونهم تلمع كالماس، وصوت ضحكاتهم كالرعد البعيد.
أما من المملكة الغارقة، فقد جاءوا بأجساد زرقاء داكنة، شعور تلمع كحبال من الطحالب، وأصابع طويلة بأغشية شفافة، تفوح منهم رائحة الملح والبحر، ويتحدثون ببطء، كأن الكلمات تسافر عبر الماء.
المئات اجتمعوا، يضحكون، يتجادلون، يتبارون في الاستعراض. بعضهم يغيّر لون جلده كما يشاء، يتلألأ ذهبيًا ثم ينطفئ إلى رمادي في غمضة عين. آخرون يتركون وراءهم أثرًا من الضوء مع كل خطوة، أو عطرًا حادًا يحرق الحلق.
ليانثرا وقفت على أطراف القاعة، درعها يثقل صدرها. شعرت أنها أصغر من أن تبتلعها هذه الجموع.
القزم بجوارها، عيناه تتنقلان بقلق، يحاول أن يخفي انزعاجه من كثافة الألوان والأنفاس والضحكات. أما الجنيات اللواتي درّبنها، فبدون سيوفهنّ بدَون أشد غرورًا، يلتففن في دوائر، يتحدثن ويضحكن بصوت مرتفع، كأنهنّ يتأكدن من أن كل الحاضرين ينظر إليهنّ.
لكن حضور الجنية الأم كان كالنصل في وسط كل هذا الصخب.
وقفت عند العرش الحجري، سيفها على كتفها، نظراتها وحدها كافية لتزرع الصمت حيثما حلّت. كل جان اقترب منها انحنى قليلًا، ثم ابتعد كما لو أن بردًا تسرب إلى عظمه.
ليانثرا لم تستطع أن ترفع عينيها عنها.
كانت تتساءل في سرّها: هل أنا واحدة منهم حقًا؟ أم مجرد دخيلة في عالم لا يخصني؟
الاحتفالات لم تكن سوى مقدمة للمنافسات القادمة، لكن كل حركة، كل كلمة، كل كأس يُرفع في الهواء كان يذكّرها أن هذا العالم لا يرحم، وأنها لن تكون طفلة بعد الآن، بل قطعة على رقعة شطرنج لا مكان فيها للضعفاء.
مع أول ضوء للشمس المزدوجة فوق أرض الجان، كانت ساحة القصر تغلي بالصخب.
جماهير من مختلف الممالك احتشدوا حول المدرجات الحجرية الداكنة، أصواتهم تتداخل مثل هدير بحر، عيونهم تلمع بألوان مختلفة: صفراء كالنحاس، زرقاء كالثلج، حمراء كالجمرة. الهواء نفسه كان ثقيلاً برائحة التوابل المحترقة والشراب المخلوط بأعشاب لا تنمو إلا في أراضٍ مسحورة.
في وسط الساحة، ارتفعت منصات التدريب كجزر من الحجارة السوداء، كل منصة مهيأة لمبارزة. الرمال المفروشة عليها لم تكن رمالًا عادية؛ كانت فضية، تعكس ضوء الشمس حتى بدا المكان كله كأنه يغلي بنارٍ باردة.
الشابات اصطففن عند الحافة، صف طويل من الجنيات المحاربات في كامل زينتهن.
بعضهن يرتدين دروعًا خفيفة من قشور التنين، تلمع كألوان الطيف. أخريات يكتفين بأردية رقيقة تتلألأ خيوطها كأنها منسوجة من دخان القمر.
أعمارهن بدت متقاربة: كلهن في أوج القوة، طويلات، أجسادهن مشدودة كأوتار مشدودة على قوس. العيون حادة، الابتسامات مغرورة.
ثم جاءت هي.
ليانثرا.
الطفلة الصغيرة ذات الجسد النحيل، درعها الفضي يثقلها أكثر مما يحميها.
حين دخلت الساحة، خيّم صمت ثقيل لحظة واحدة، ثم انفجر الجمهور ضاحكًا. أصوات الاستهزاء تساقطت من كل جانب، كأنها وابل حجارة:
ــ "طفلة!"
ــ "هل أضاعوها هنا؟"
ــ "هل ستبارز أم ستبكي؟"
حتى بعض الشابات الجنيات غطين أفواههن ليخفين ضحكاتهن.
المقارنة كانت قاسية: بين أجساد نضجت لتكون آلات حرب، وبين طفلة بالكاد تستطيع حمل سيفها الحجري.
لكنها وقفت.
رغم أن ركبتيها ترتعشان، ورغم أن قلبها يخبط داخل صدرها كطائر مذعور، إلا أنها ثبتت قدميها في الرمال الفضية، عينيها تلمعان كجمرتين صغيرتين.
الجنية الأم كانت تراقب من مقعد مرتفع خلف الساحة، ملامحها قاسية كالصخر. لم تقل كلمة، لم تظهر حتى لمحة إعجاب أو شفقة. فقط تراقب.
القزم كان في الأسفل، يعض على شفته حتى تكاد تنزف.
الجنيات المدربات وقفن إلى جواره، يتبادلن نظرات باردة، بعضهن بدت عليهن الدهشة، أخريات الغضب: كيف تجرؤ هذه الصغيرة على أن تقف بينهن؟
انطلقت الأبواق النحاسية، لتعلن بداية الجولة الأولى.
الطفلة شعرت بثقل كل العيون فوق جسدها. كانت الوحيدة البشرية في هذا العالم، والأصغر بين الشابات، وموضع السخرية والرهان.
لكنها رفعت سيفها، رغم ثقله، ورغم العرق الذي سال من جبينها.